تأثير جائحة فيروس كوفيد-19 على بنية النظام الدولي الحالي

 بقلم: نورالدين عفان                 

مقدمة:

ظل النسق العالمي منذ سقوط الإتحاد السوفياتي في أوت من سنة 1991، تحت الهيمنة الأمريكية بمفردها بإعتبارها قوة عالمية مهيمنة ،ولم تستطع أي دولة إزاحتها منذ ذلك الحين بل إن هجمات 11 سبتمبر 2001  قد زادت من حدة هيمنتها بعد أن دخلت مجمل دول العالم تحت قيادتها لمكافحة الإرهاب إما طواعية أو مكرهة بما في ذلك الدول التي لها وزن على الساحة الدولية، كالإتحاد الأروبي واليابان والصين، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد صعدت لقيادة العالم كقوة مهيمنة جديدة رفقة الإتحاد السوفياتي بعد نهاية الحرب الثانية سنة 1945.  خلفا للقوى الأروبية القديمة خاصة فرنسا وبريطانيا.

حاول العديد من المنظرين إستشراف نهاية الهيمنة الأمريكية على العالم، وتنبأو للصين بالإطاحة بالولايات المتحدة وإزاحتها من ريادة العالم، معتمدين في تحليلاتهم على سرعة نمو الصين وبالتحديد من الناحية المالية والإقتصادية وعلى عناصر القوة الناعمة لدى الصين، وأصبح غالبيتهم على إتفاق بحتمية صعود الصين واختلفوا فقط في تحديد الفترة الزمنية لهذا التجاوز المحتمل. خاصة وأن الجميع يتفق على أن النسق الدولي الحالي يشهد حركية متسارعة نحو رغبة عدة قوى دولية صاعدة في تعديل نسقه والمشاركة الفعالة في بلورة قواعده الجديدة المتجهة نحو التعددية والتعاون الأممي بما يتناسب مع طموحات هذه الدول كالهند والإتحاد الأروبي وروسيا وجنوب إفريقيا مما يحقق الإستقرار والسلم للعالم.

– أولا : أهمية الدراسة

         يحظى موضوع مدى قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على الهيمنة والإبقاء على زعامتها  للنسق الدولي أمام الأحداث الكبرى بأهمية متزايدة لدى الباحثين، خاصة أمام جائحة فيروس كوفيد-19 المعروف عالميا باسم فيروس كورونا وما تبعه من تخبط وعجز وعدم إستجابة سريعة لمواجهته أمام فعالية الصين وقدرتها على الإستجابة مما جعلها تتجاوز خطره، وإنتقلت إلى تقديم الدعم لبعض الدول المتضررة خاصة منها الأروبية كإيطاليا وإسبانيا ومعظم دول إفريقيا خاصة تلك الدول التي تعد حليفا قويا للصين .

– ثانيا: إشكالية الدراسة.

            يزعم الكثير من المحللين الإستراتيجيين والمهتمين بنظرية تحول القوة على المستوى الدولي، أن جائحة كوفيد-19 قد أثرت بشكل كبير على قوة وقدرة وإستجابة الولايات المتحدة الامريكية على مجابهة هذا الوباء العالمي، خاصة بعد الإنتقادات الكبيرة التي تلقتها الإدارة الأمريكية من قبل كبار المنظرين في الولايات المتحدة الأمريكية ومنهم مهندس السياسة الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر، وجوزيف ناي. كما أن تصريحات ترامب الشعبوية زادت من حدة هذه الإنتقادات، هذه الغوغائية الأمريكية في التعامل هذا الوباء قابلها إستجابة صينية سريعة أهلتها لإحتواء الوباء ومحاصرته ومن ثم التغلب عليه، ومن خلال هذا التعامل لكلا القوتين يبرز التساؤل التالي: هل نحن بصدد تحول القوة في النسق الدولي الحالي من القوة المهيمنة ( الولايات المتحدة الأمريكية ) نحو القوى الصاعدة الحالية خاصة منها الصين؟ وأي تأثير مارسه فيروس كوفيد-19 على قدرة الولايات المتحدة في الحفاظ على هيمنتها على النسق العالمي؟ وهل الصين أصلا مؤهلة ومهيئة لملئ هذا الفراغ في النسق الدولي ؟

– ثالثا: تساؤولات الدراسة.

         نسعى من خلال هذه الورقة البحثية الإجابة على التساؤلات التالية:

1-  ماهي طبيعة تأثير جائحة كوفيد-19 على بنية النظام الدولي الحالي؟.

2- مدى قدرة الولايات المتحدة على التكييف وتجاوز جائحة الكورنا؟. 

3- ماهي المسببات الحقيقية وراء التأثير على قدرة الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على زعامتها للعالم؟.

رابعا: فرضيات الورقة البحثية:

– حتمية تغير النسق الدولي بعد جائحة كوفيد-19

– تسعى الصين جاهدة لإستغلال فرصة جائحة كوفيد-19 لتبوء النسق الدولي.

خامسا: منهجية الدراسة.

نظرا لطبيعة الدراسة فإنه يمكننا إستعمال أكثر من منهج أو مقاربة، وعليه فإننا سنستخدم المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي، وكذلك إستخدمنا المنهج الإستقرائي.

سادسا: هيكلية الدراسة.

إعتمادا على فرضية الدراسة وأسئلتها الفرعية التي أثيرت حولها،وتماشيا مع المناهج التي تبنيناها. فإننا بذلك سنقسم ورقتنا البحثية هذه إلى أربعة محاور  رئيسية.يتناول المحور الأول تحولات القوة والإستراتيجية في النسق الدولي، بينما تناول المحور الثاني تداعيات جائحة فيروس كوفيد-19 على الهيمنة في النسق الدولي،وتطرقنا في المحور الثالث لقدرة القوى الصاعدة على ملئ الفراغ في النسق الدولي، وأنهينا الدراسة بالمحور الرابع الذي تناولنا فيه منحنيات وإتجاهات العالم بعد جائحة كورونا.

1- المحور الأول: تحولات مفهوم القوة في النسق الدولي الحالي.

لفهم النسق الدولي قديما وحديثا في مجال العلاقات الدولية، لابد لنا من تحديد مفهوم القوة وتحولاتها، فالقوة المنتهجة من قبل الفواعل الدولية لبسط هيمنتها على بقية الدول زمن الحرب الباردة ليست هي نفسها المنتهجة بعدها لتحقيق مصالحها، فقد كانت زمن الحرب الباردة تستعمل القوة الصلبة التي تعتمد على الأسلحة والجيوش لفرض السيطرة. وأول من أشار إلى هذا التحول عقب زوال الثنائية القطبية هو الأمريكي جوزيف ناي، الذي تبنى مصطلح القوة الناعمة، وقد عرفها سنة 1990 بما يلي ( القوة الناعمة هي في جوهرها قدرة أمة معينة على التأثير  في أمم أخرى وتوجيه خياراتها العامة وذلك إستنادا إلى جاذبية نظامها الإجتماعي والثقافي ومنظومة قيمها ومؤساستها بدل الإعتماد على الإكراه أو التهديد)1. وبهذا لم تعد القوى المهيمنة مضطرة لإستعمال القوة الصلبة لفرض نموذجها على بقية الدول، وإستمر تحول مفهوم القوة خاصة بعد جائحة فيروس كوفيد -19، ويقر جوزيف ناي في أحدث مقال له على أن الخطر الذي أضحى يهدد الولايات المتحدة الامريكية لم يعد فقط متأتي من قوى عابرة للحدود الوطنية مثل كوفيد -19 والتغير المناخي بل وأيضا من فشل الأمريكيين في الداخل في تكييف مواقفهم مع هذا العالم الجديد2. وقد بلغت عملية تحول القوة من التعقيد حدا جعلها لا تتعلق بصاحب القوة نفسه بل تتخطاه إلى الطرف الممارس عليه هذه القوة لتحقيق المصلحة، بل إن جوزيف ناي ربط محصلة القوة الإيجابية برهان قوي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تنجح فيه كتحدي لها للحفاظ على هيمنتها على النسق الدولي وهذا التحدي يكمن في ممارسة القوة (مع) والقوة (على) الآخرين3. وهو مفهوم مرتبط بالأساس بكيفية ممارسة هذه القوة وهذه الكيفية لم يعد صاحب القوة نفسه يحددها بل أصبحت مرتبطة كذلك بمن تطبق عليه القوة. إن هذا التعقيد في تحولات مفهوم القوة في النسق الدولي الحالي قد يخدم العالم إذ أنه قيد إستعمال القوة وجعلها تخضع ليس فقط للقوي بل أيضا للطرف الممارس ضده هذه القوة.

2- المحور الثاني: تداعيات جائحة فيروس كوفيد-19 على النسق الدولي الحالي.

يجمع كل المتتبعين والمحللين على أن عالم مابعد فيروس كوفيد-19 من الناحية الجيوسياسية، ليس هو نفسه عالم ماقبل ظهور فيروس كوفيد-19، غير أن إختلافهم كان في تحديد كيفية هذا التغير و مامدى هذا التأثير؟. وربما سبب هذا الإختلاف ناتج عن كون هذا الوباء العالمي لم ينته بعد، فليس معروفا كم سيدومبالتحديد؟ وما هي الأثار السلبية التي سيخلفها بالضبط على جميع الأصعدة، الصحية والإقتصادية والجيوسياسية والمالية وغيرها من المجالات الاخرى. ومن بين آثاره المحتملة:

1- الوضع الإقتصادي العالمي:

من الواضح أن الإقتصاد العالمي تأثر تأثرا شديد بهذا الوباء حيث يشير تقرير وكالة أونكتاد ( مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) إلى أن الأزمة التي تسبب بها كورونا ستؤدي إلى ركود الإقتصاد العالمي، وهو ماسيتسبب في إنخفاض النمو العالمي لهذا العام بنسبة 2،5 بالمائة، وقد يسوء الوضع إلى درجة تسجيل عجز في الدخل العالمي بقيمة 2000 مليار دولار4. وقد كان الإقتصاد العالمي يعاني من حرب تجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بسبب شعبوية ترامب ورغبة منه لسد العجز والفارق في الميزان التجاري الذي قارب 600 مليار دولار بينهما، وقد أدت هذه الحرب إلى خلق عديد من التأثيرات قلصت نمو الإقتصاد العالمي.

2- العولمة:

إن الإنتشار الرهيب للفيروس التاجي في جميع أنحاء العالم بسرعة هائلة، أدى إلى إتهام العولمة بتسريع إنتشاره عن طريق التبادلات التجارية وتنقل الأفراد عبر السياحة، وباستمرار هذا الوباء في الإنتشار لم تكن من فكرة مجدية أكثر من العزل. فإنكفأت الدول على نفسها داخل حدودها الإقليمية لمواجهة الفيروس بمفردها وكأنه مشكل ذاتي. وفي هذا يقول الروسي ألكسندر دوغين (دفن الفيوس التاجي جميع الأساطير المتعلقة بالعولمة)5.

3- تقويض النسق الدولي المبني على الأحادية القطبية:

 إن تقويض النسق الدولي المبني على الأحادية القطبية لم يتخلخل ويتعرض لهزة إرتدادية عنيفة من قيروس كوفيد-19 لوحده ولكن سبقته عدة إشارات وعلامات كانت تقوضه بشكل نسبي على مر السنوات ومن هذه الإشارات العديدة نذكر الصعود الصيني في المجال الإقتصادي والمالي والإستثماري والتكنولوجي والعسكري حتى بات الإقتصاد الأمريكي مرتبط بالإقتصاد الصيني، صعود بعض القوى الصاعدة كالهند وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، عودة روسيا إلى الساحة الدولية بفضل فلاديمير بوتين. وصعود الاحزاب الشعبوية في كثير من الدول مثل إيطاليا وحتى الرئيس دونالد ترامب يعتبر رئيس شعبوي أدى إلى تقويض الهيمنة الأمريكية على العالم.إن تأثير وباء فيروس كورونا الذي على أثر على العولمة ورغبة العديد من الدول في الرجوع إلى حدودها الوطنية لمعالجة مشكلاتها الذاتية أدى إلى تقويض الهيمنة الامريكية عن طريق تراجع النموذج الأمريكي الذي إنتصر على العالم وفرض عليه مما جعل الساسة الأمريكيين من المحافظين يطلقون العنان لنظرية (نهاية التاريخ ) لفوكوياما.

3- المحور الثالث:مدى قدرة القوى الصاعدة على ملئ الفراغ في النسق الدولي.

بات من الواضح الإتفاق الكبير بين أغلب المحللين والإستراتيجيين على أن الولايات المتحدة الأمريكية أضحت قاب قوسين أو أدنى من فقدان السيطرة والهيمنة على العالم كقوة وحيدة. وأن هناك قوى أخرى صاعدة بدأت تتلمس طريقها لمزاحمة القوة المهيمنة بعد تظافر عدة معطيات لعل أهمها هو إنتشار وباء فيروس -19 ، لكن الذي ليس واضحا لدى المتتبعين هو قدرة تلك القوى الصاعدة على ملئ الفراغ الذي سيخلفه تراجع الولايات المتحدة كقوة وحيدة مهيمنة. وتعتبر الصين أكبر مرشح والقوة الثانية حاليا بعد الولايات المتحدة الأمريكية والتي عملت لسنوات قبل حتى بداية عصر الإنفتاح على تشكيل عالم متعدد الأقطاب، الصين نفسها والتي كانت حليفة للإتحاد السوفياتي سابقا في عهد ستالين، عملت على مقاومة الهيمنة الأمريكية رفقة الإتحاد السوفياتي ثم عادت وانقلبت عليه لما حاول إحتوائها وجعلها خاضعة له. إن الساسة الصينيون منذ القدم أي منذ عهد الإستراتيجي الأشهر لديهم وفي العالم أجمع سون تزو يجعل من فكرة الدفاع أساسا للهجوم. أي كلما اتخذت موقعا دفاعيا اصطدت أخطاء عدوك وبات مكشوفا لديك، وكما قال رائد سياسة الإصلاحات دانق قزياوبنغ : ( لا يجب علينا مهما كانت الذريعة أن نكون في الطليعة، هذه سياسة وطنية….)6. إن الصين لا تريد مزاحمة الولايات المتحدة الأمريكية على الهيمنة على العالم على الأقل في هذه المرحلة وهي بسبب تاريخها وحضارتها لا تحبذ السيطرة والظهور فقد كانت دائما منكفأة داخل حدودها الجغرافية لقرون عديدة. بل تريد من الولايات المتحدة الأمريكية أن تحترمها كقوة لها مكانتها على الصعيد العالمي. ورغم ان البعض يشكك في نوايا الصين السلمية إلا أنه ليس هناك من مبرر قطعي يلزمنا بمحاسبة الصين على عدم نواياها الحسنة تجاه الصعود السلمي لها في العالم. مالم يثبت العكس مستقبلا. وحتى روسيا بوتين التي صنعت لنفسها مكانا في النسق الدولي ولو بخطى متثاقلة فإنها أيضا تعاني في بعض المجالات الأخرى من تخلف شديد مثل التكنولوجيا واقتصاد المعرفة وتبعية اقتصادها للمحروقات. يجعلها غير مؤهلة لأن تملئ الفراغ الذي ستخلفه الولايات المتحدة الامريكية. إن تقاسم الأعباء والإعتماد المتبادل بين القوى الدولية الحالية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية هو السبيل الأنجع لتخفيف حدة التوترات بين الوحدات السياسية وكذا خلق مناخ عالمي لمواجهة أي طارئ محتمل مثل وباء جائحة كورونا الذي أظهر عجز الدول عن مواجهته منفردة.

4- المحور الرابع: منحنيات وإتجاهات العالم بعد جائحة كورونا.

لا أحد إلى الآن يستطيع الجزم بما سيكون عليه العالم بعد نهاية وباء كوفيد-19، رغم إتفاق الأغلبية على أن العالم سيشهد تغيرا جذريا. تغيرا سيمس كل شيء وسيؤثر على كل شيء، يقول الروسي ألكسندر دوغين (مالم تفعله الإيديولوجيات،ولا الحروب، ولا المعارك الإقتصادية العنيفة،ولا الإرهاب، ولا الحركات الدينية، قد حققه فيروس غير مرئي ولكنه مميت، جلب الموت والمعاناة والرعب والذعر والحزن. ولكن أيضا جلب معه المستقبل)7. إن المستقبل الذي يقصده ألكسندر دوغين هو مستقبل القوى الصاعدة ومن بينها روسيا بلده التي يسعى جاهدا لعودتها إلى مصاف الدول الكبرى والمؤثرة في النسق الدولي الحالي. وذلك بتأثر القوة المهيمنة الحالية الولايات المتحدة الأمريكية، وربما كان المستقبل أيضا في تحصين العالم نفسه من هزات قوية أخرى كوباء كورونا الذي غير تفكير وسياسات كثير من الدول.ستدرك كل الدول خاصة منها الدول ذات التأثير على النسق الدولي أن التعاون والإعتماد المتبادل هو السبيل الأنجع والأقل تكلفة من حروب السيطرة والإخضاع. ويتوقع الدكتور وليد عبد الحي الخبير في المجال الإستشرافي وذلك في مقالة له نشرها على حائطه

وصفحته الشخصية بتاريخ10 ماي 2020 تحت عنوان (العولمة وصدمة كورنا)8. أن تعود الحركية للتجارة والنمو العالمي في غضون عامين على الأكثر مستدلا بأزمات عصفت بالعالم من قبل وتعافى منها. مثل الأزمة المالية لسنة 2008 .وسياعد التغير التكنولوجي المتسارع على ذلك.

 الخاتمة:

قراءات عديدة كانت للمحللين والمتتبعين والإستراتيجيين العالميين حول وباء كوفيد-19 ، وكلا حسب بلده وموقعه ونظرته المستقبلية وزاوية الرؤية التي ينظر إليها، ولكنهم أجمعوا في النهاية على أن هناك عدة تغيرات ستطرأ على النسق الدولي الحالي، بعضها سيكون آنيا لحظيا وبعضها سيظهر على المديين المتوسط والطويل. ويبدوا أن أثار جائحة كوفيد-19 السلبية سيتم تجاوزها رغم صعوبة ذلك، فالعالم شهد عدة أوبئة وحروب أثرت عليه ولكن تم تجاوزها طبعا بتضحيات بعضها تضحيات جسام، ربما هذا هو السيناريوا المتفائل والأقرب إلى الواقع. ولكن أيضا هناك أثار إيجابية في الأفق خاصة حين يدرك السياسيون عبر مختللف دول العالم أن الإعتماد المتبادل وتبادل الخبرات وحماية كوكب الأرض والحفاظ على السلام العالمي وبالتالي الحفاظ على البشرية ككل هو الحل الأنسب والأنجع والأسهل والأقل تكلفة، من خوض الحروب والمغامرات والمؤمرات والدسائس. وهنا علينا مراجعة بعض النظريات اليمينية المتشددة خاصة نظريتي صدام الحضارات لصامويل هنتنجتون و نهاية التاريخ لفرانسيس فوكوياما. وإستبدالهما بنظريات معتدلة كاتعايش الحضارات وحوار الأديان.

الهوامش:

1- رفيق عبد السلام، الولايات المتحدة بين القوة الصلبة والقوة الناعمة،(بيروت،مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث،ط4، 2015).ص9.

2-جوزيف اس ناي جي ار، درس كوفيد-19 المؤلم للولايات المتحدة الأمريكية حول الإستراتيجية والقوة. 20 أفريل 2020، ترجمة: فريدة طاجين على الرابط :

https://non-traditionalsecurity.blogspot.com/2020/04/19.html?spref=fb&fbclid=IwAR2USAZhvkzOEhCcui1_bDdBGS8xrvp3enQ4SLDq92iL6fWW2tkju30ikuM

3- نفس المصدر.

-4 تأثيرات كورونا على التنافس الإقتصادي الأمريكي الصيني، مركز الفكر الإستراتيجي للدراسات،23 مارس 2020 على الرابط:

https://fikercenter.com//assets/uploads/%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7.pdf

5- أليكسندر دغين،فيروس كورونا وأفق عالم متعدد الأقطاب الإحتمالات الجيوبوليتيكية للوباء، الموسوعة الجزائريةللدراسات السياسية والإستراتيجية، ترجمة ثامر نادي على الرابط التالي:

https://www.politics-dz.com/%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%81%D9%82-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7/?fbclid=IwAR1Fcc0J6UOBDSKv8DUPJSbujJAjvCesxC3TdDFQVnKNi5Koq-1-aoRMyoU

6- خير الدين شمامة، العلاقات الاستراتيجية بين قوى المستقبل في القرن21.الجزائر،دار قرطبة،2009.ص687.

7- ألكسندر دوغين، مصدر سبق ذكره.

8- رابط صفحة وليد عبد الحي على الفيس بوك:

https://www.facebook.com/walid.abdulhay?__tn__=%2CdCH-R-R&eid=ARCszVmIpfvCbm4YkQCQ7PnY3tBo_IYiMsVJ4Ld2oCnSK_vlXM2jQcQdQfRTFPIequM7ruVeWZfdQErl&hc_ref=ARRKp-MKUTu4ohy9zQ1kTIBbVrDyE3uI86DiN6CdniBkSGr9fX0uR8hfQcjlr96W3Rw&fref=nf

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button