الكاتب : عباس بلفاطمي . جمال بلخباط .
الملخص
لقد أبرزت التطورات الاقتصادية التي تزامنت مع مطلع النصف الثاني من القرن العشرين أن ميزة الاقتصاد العالمي الحالي هي تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية الإقليمية، ولا مكان فيه للجهود والمحاولات الفردية ولا لسياسات التقوقع والانعزالية والانطواء على الذات. ومنذ أن بدأ مجلس التعاون الخليجي مسيرته قبل أكثر من عقدين ونصف العقد من الزمن كمنظمة إقليمية تتميز بالخصوصية الذاتية ،وهو يواجه العديد من التحديات وقد سعى المجلس لمواجهتها وتذليلها وفق معطيات البيئة الإقليمية والدولية من جهة وحجم الموروث الحضاري و الإمكاني من جهة أخرى. ــــــــــــــ * كاتب ديبلوماسي ، وزارة الخارجية الجزائرية. مايل: Belfab2002@yahoo.fr ** أستاذ مساعد، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير،جامعة باتنة. مايل: Belkhebat05@yahoo.fr ونظرا لأننا نعيش قرنا جديدا يحمل في طياته الكثير من التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية على مختلف الأصعدة والتي يرتبط نجاح التجربة التكاملية الخليجية بمدى التكيف معها بإيجابية وفعالية، أصبح من واجبنا كأكاديميين من جهة وأبناء لهذه الأمة العربية المسلمة دراسة وتحليل وتمحيص للتحديات الحالية والمحتملة للتكامل الاقتصادي لمجلس التعاون ومدى قدرته على مواجهتها. تتمثل الفرضية الأساسية لهذه الدراسة فيما يلي: إن التحديات الآنية والمستقبلية للتكامل الاقتصادي الخليجي تحمل في طياتها العديد من الآثار السلبية على مجلس التعاون الخليجي كمنظمة إقليمية وعلى اقتصاديات دول المجلس كدول منفردة. عناصر البحث :عند النظر في القضايا المطروحة في هذه الدراسة يتبين للقارئ والباحث أنها تحتاج إلى الكثير من التعمق والاسترسال، إلا أننا حاولنا التقيد بالإشكالية المحددة سلفا، والتحكم المنهجي في الموضوع دون الإخلال بإطاره العام، وذلك بالإسهاب في مسائل، والاختصار في مسائل أخرى. وقد قسم هذا البحث إلى أربعة محاور ومقدمة وخاتمة. ففي المقدمة: تناول الباحثان الإطار المنهجي للدراسة من حيث تحديد الإشكالية، ووضع الفرضية، وطبيعة الأدوات المستعملة… . في المحور الأول : حاولنا التعرف عن نشأة و أهداف مجلس التعاون الخليجي.أما في المحور الثاني فتطرقنا إلى علاقة مجلس التعاون الخليجي بمراحل التكامل الاقتصادي.وفي المحور الثالث قمنا بالكشف عن التحديات التي تواجه التكامل الاقتصادي الخليجي.أما في المحور الأخير فتم اقتراح بعض الإجراءات لتذليل تلك التحديات. وأخيرا قمنا في الخاتمة بمحاولة عرض النتائج المتوصل إليها، وتقديم بعض الاقتراحات والتوصيات.
