بقلم الدكتور خالد حسين أبو عمشة
المقدمة
تجمع كثير من الدراسات التربوية على أنّ تحليل المحتوى نشأ في أحضان الصحافة والإعلام، حيث تعود بداياته التاريخية إلى مطلع القرن العشرين، ثم تطور بتطور العلوم الاجتماعية والإنسانية، فأضحى عند بعضهم أداة من أدوات التحليل، وعند بعضهم الآخر منهجاً من مناهج الدراسة والتحليل، من أجل المساعدة في فهم الظاهرة من خلال جمع المعلومات وتصنيفها وتحليلها وتفسيرها، خاصة في ضوء النظر إلى الكتاب المدرسي أنه وسيلة من وسائل الاتصال، تلك العملية التي تتكون من مُرسل، ورسالة، ووسيلة، ومستقبل. ونميل بطبيعة الحال لاعتبار تحليل المحتوى أداة من أدوات البحث العلمي، وحسبه أنْ يبرز لنا ما في الكتب من قيم وما يسودها من اتجاهات أو مواطن اهتمام.
إنّ البحث عن المعنى الذي يحمله النص، أو القصد التبليغي المضمر داخل الموضوع، أو الرسالة الكامنة في النص، المراد تبليغها الى طرف بعينه. تلك هي أبرز المعطيات التي يتوقف عندها موضوع “تحليل المحتوى”.
لقد كان لتراكم المادة المعرفية منذ فجر التاريخ، وتوسع مجالات الاتصالات، أثرها البالغ في التطلع نحو ظهور هذه التقنية المنهجية. إذ لم يعد مجدياً أمام هذا الزحف الهائل من المادة المعرفية أن تكون طريقة الوقوف على معطياتها، من خلال الحصافة والذكاء. فالأمر لم يكن محاولة لمواجهة حالة طارئة، أو ترفاً منهجياً يحاول البعض من أصحاب الكفاءات إثبات قدراتهم وألمعيتهم فيه، بقدر ما كان محاولة للتواصل مع “حقل” أثبت أهمية وفاعلية في توجيه الحشود والتأثير على الجماهير.
من هنا يمكن الوقوف على العديد من الأفكار التي يقدمها النص، استنادا الى آلية فرز الوحدات، التي تقدم تصنيفاً واضح المعالم للمعاني والقيم والمفاهيم والمصطلحات إلخ في مجموعات محددة. وبهذا تتيسر عملية المقارنة بين المجموعات أو الوحدات التي يحملها النص، حيث يقيض للباحث إمكانية الوصول الى النتائج، عبر سلسلة من المقارنات المنهجية الواضحة، القائمة عل التوزيعات المتكافئة. وليس الاستناد الى الحدس والتخمين أو الذائقة النقدية.
ويمكنني القول إنّ “تحليل المحتوى” يعد نوعاً من القراءة الأخرى، المختلفة عن القراءة التقليدية، غايتها الكشف عن النص المكتوب، بل تتخطاه نحو اللغة الشفاهية والصورة والحلم والموسيقى والمواقف والأصوات، الإشارات والإيماءات والحركات(wikipedia). وعلى هذا يكون السعي نحو التحليل بلوغاً إلى المعنى، استناداً إلى إحصاء مفردات بعينها داخل النص. ويؤدي الأسلوب الإحصائي، والأدوات الكمية دوراً بالغ الأهمية في تحديد المضامين المستهدفة، حيث يتم الوقوف على صياغات وكلمات يستخدمها كل طرف إزاء الآخر وصولاً إلى تحديد موقفه وميوله واتجاهاته.
هذا، وقد تتناول البحث جملة من القضايا المفاهيمية المتعلقة بتحليل المحتوى، فوقنا وقفة الناقد على تحليل المحتوى لغة واصطلاحاً، وناقشاً ثلة من التعريفات قديماً وحديثاً مبينين مكامن اقترابها وأماكن ابتعداها، خاتمين بذلك بتفسير يسهل الوصول إلى المراد من هذا المنهج أو الأداة.
ثمّ عرّجنا على أهمية القيام بتحليل المحتوى وفوائده المرجوة على الصعد التربوية كافة، ليساعد على حلّ بعض المشكلات، والمساعدة في اتخاذ القرارات من خلال إحصاء الحقائق والمفاهيم والتعميمات والإجراءات إلخ. ثم انتقلنا بعد ذلك للحديث عن خصائص تحليل المحتوى، وقد حصرنا من خصائصه ثلاث عشرة خصيصة، هي أنه: أسلوب للوصف، وموضوعي، ومنظم، وكمّي، وعلميّ، ويتناول الشكل والمضمون، ويتعلق بظاهر النص، ويستخدم في العلوم الاجتماعية، وله منطلقات له صدقيتها، وهو شكل من أشكال علم الدلالة،، وهو شكل مبسط من الأدوات المنهجية.
ودلفنا بعد ذلك للحديث عن أنواع تحليل المحتوى: البراغماتي، والدلالي والبنائي، واقتربنا من النهاية من خلال الحديث عن أهداف تحليل المحتوى المتعددة بالإضافة إلى ضوابطه وشروطة.
وألحقنا بذيل البحث ثبتاً بالمصادر والمراجع التي اعتمدنا عليها.
ولا يسعني وأنا أضع اللمسات الأخيرة لهذا البحث إلا أن أتوجه بالشكر خاصاً وبالتقدير موصولاً إلى أستاذي الفاضل عبد الرحمن الهاشمي على إتاحته الفرصة في الوقوف على دقائق الموضوع وإشباعها بحثاً ودراسة ونقداً.
مفهوم تحليل المحتوى ووجهات النظر حوله:
التحليل لغةً واصطلاحاً:
التحليـل لغـةً: حلّل الشيء: أرجعه إلى عناصره أي جزّأه، وحلّل الشيء: درسه وكشف خباياه (ابن منظور، 1994).
التحليل اصطلاحا:ً تجزئة الشيء إلى مكوناته الأساسية وعناصره التي يتركب منها، فعل سبيل المثال نقول في تحليل الموضوع الإنشائي (التعبيري) إنّه يتكون من فكرة عامة وأفكار جزئية، وشواهد قرآنية وأحاديث نبوية، وأبيات شعرية وقيم واتجاهات ومقدمة وعرض وخاتمة. أما عند تحليل القصيدة الشعرية فنقول أنها تتكون من مفردات وأفكار وعاطفة وخيال وصور بيانية وجمالية وقيم. إذاَ فكل شيء إذا قمنا بتحليله لوجدنا بأنه يتكون من عناصر ومكونات وأجزاء تشكل بمجموعها وعند تآلفها وتناغمها ذلك الشيء.
ويمكنني الخلوص إلى أنّ المقصود بالمحتوى هو المعالجة التفصيلية لموضوعات المقرر في الكتب، فإن كان المقرر قد حُدد ووضع في فهرس الكتاب، فإن التناول التفصيلي لهذه الموضوعات كما وردت في الكتاب المدرسي هي التي يطلق عليها محتوى المنهج، ويشمل عادة على حقائق ومعارف ومفاهيم وتعميمات ومبادئ وقوانين ونظريات.
المحتوى لغة واصطلاحاً:
المحتوى لغةً: حوى الشيء حوايةً، تجمّع، والمحتوى: بيوت الناس من الوبر مجتمعة على ماء (ابن منظور:94).
المحتوى اصطلاحاً: من التصور اللغوي السابق ينطلق مفهوم المحتوى الاصطلاحي، ونقصد به كلّ ما تضمنته دفّتا كتاب من معلومات وحقائق وأفكار ومفاهيم، تحملها رموز لغوية، ويحكمها نظام معيّن من أجل تحقيق هدف ما، كأن يكون هذا الهدف تزويد الآخرين بالجديد في موضوع معيّن، أو تغيير بعض ما يعرفونه في هذا الموضوع، أو مساعدتهم على إدراك أهمية أفكار معينة، أو التعاطف مع مواقف محددة، أو المشاركة بين المؤلف وبينهم على مستوى الأفكار والحقائق، أو القيم والاتجاهات، أو المشاعر والأحاسيس(طعيمة،2004).
مفهوم تحليل المحتوى:
تختلف تعريفات تحليل المحتوى تبعاً للزواية التي ينطلق منها واضعو التعريفات، حيث يتسع عند بعضهم ليشمل الخطوات الإجرائية، ويضيق عند آخرين ليقتصر تعريفه على أداة من أدوات البحث. ولوتتبعنا تعريفات تحليل المحتوى منذ أربيعنيات القرن الماضي إلى الوقت الرّاهن فإننا لا نكاد نلمس فرقاً جوهرياً أو اختلافاً ملحوظاً في تعريفه، وهذه بعض التعريفات التي تبين ما ذكرناه آنفاً:
يذكر بيرلسون بأن تحليل المحتوى هو أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف إلى الوصف الموضوعي والمنظم الكمي للمضمون الظاهر لمادة من مواد الاتصال(www.gslis.utexas.edu).
وتحليل المحتوى كما يراه حسين (1983) يطلق على الأسلوب البحثي الذي يغطّي المتطلبات الآتية:
- تحليل الخصائص اللغوية أو الدلالية للرموز الاتصالية المستخدمة.
- تحديد تكرارات أو ظهور أو ورود أو حدوث هذه الخصائص بدجة عالية، وتحديد القيم الكمية لهذه التكرارات.
- إمكانية تمييز هذه الخصائص بمصطلحات ذات صبغة عامّة.
- إمكانية تمييزها باصطلاحات ذات صلة بفروض الدراسة ومجالاتها.
- الضبط الدقيق المحكم لهذه الاصطلاحات المستخدمة في إمكانية التعرف على الخصائص الرمزية التي تمت دراستها (http://www.gslis.utexas.edu).
وذكر اللقاني (1981) بأن تحليل المحتوى هو: أحد الأساليب الشائعة الذي يستخدم في وصف المواد التعليمية ولتقويم المناهج من أجل تطويرها، وهو يعتمد على تحديد أهداف التحليل ووحدة التحليل؛ للتوصل إلى مدى شيوع ظاهرة أو أحد المفاهيم، أو فكرة أو أكثر، وبالتالي تكون نتائج هذه العملية، إلى جانب ما يتم الحصول عليه من نتائج، من خلال أساليب أخرى مؤشرات تحدد اتجاه التطوير فيما بعد.
فيما يرى المطلس(1997) بأن مفهوم تحليل المحتوى يقصد به تجزئة المنهج وتقسيم ما يتضمنه من معارف واتجاهات وقيم ومهارات إلى عناصرها المكونة، ويشمل ذلك ما يلي:
- تحديد الأجزاء المكونة للمحتوى، أي تحليل العناصر.
- تحديد العلاقات بين هذه الأجزاء، أي تحليل العلاقات.
- تحديد طرق تنظيم العلاقات بين الأجزاء في بنية المحتوى، أي تحليل المبادئ والأسس.
وقد أورد موقع المنشاوي الإلكتروني تعريفات عدة لتحليل المحتوى، نذكر منها:
أنّه “عملية ملازمة للفكر الإنساني تستهدف إدراك الأشياء بوضوح، من خلال عزل عناصرها بعضها عن بعض، ومعرفة خصائص أو سمات هذه العناصر وطبيعة العلاقات التي تقوم بينها”
ومن تعاريفه بأنه: مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى، والعلاقات الارتباطية بهذه المعاني، من خلال البحث الكمي الموضوعي، والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى.
وهو: أسلوب ضمن الأساليب البحثية التي تستخدم في تحليل المواد الإعلامية بهدف التوصل إلى استدلالات واستنتاجات صحيحة ومطابقة في حالة إعادة البحث والتحليل(www.minshawi.com).
وقد استعرض حسين (1983) تعريفات تحليل المحتوى وتتبعها تاريخياً ليخلص في نهاية المطاف في تعريفه الإجرائي الآتي: تحليل المحتوى هو أسلوب أو أداة للبحث العلمي يمكن أن يستخدمها الباحثون في مجالات بحثية متنوعة… لوصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للمادة المراد تحليلها من حيث الشكل والمحتوى، تلبية للاحتياجات البحثية المصاغة في تساؤلات البحث أو فروضه الأساسية، طبقاً للتصنيفات الموضوعية التي يحددها الباحث، وذلك بهدف استخدام هذه البيانات بعد ذلك، إما في وصف هذه المادة العلمية التي تعكس السلوك الاتصالي العلني للقائمين بالاتصال، أو لاكتشاف الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية أوالعقائدية التي تنبع منها المادة العلمية، أو للتعرف على مقاصد القائمين بالاتصال من خلال الكلمات والجمل والرموز والصور والأساليب التعبيرية كافة – شكلاً ومضموناً- التي يعبر بها القائمون بالاتصال عن أفكارهم ومفاهيمهم، وذلك بشرط أن تتم عملية التحليل بصفة منتظمة، ووفق أسس منهجية، ومعايير موضوعية، وأن يستند الباحث في عملية جمع البيانات وتبويبها وتحليلها على الأسلوب الكمي بصفة أساسية.
ويمكن الاستنتاج بناءً على ما سبق ذكره من تعاريف بأن مفهوم تحليل المحتوى هو: إحصاء المعارف والمهارات الأساسية المتضمنة في الدروس وكتابتها، ويشتمل على:
1– الحقائق: وهي جمل تصف ملاحظات خاصة بمادة أو موقف أمثلة:عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، الخلية وحدة بناء جسم الكائن الحي، أركان الاسلام خمسة.
2 ـ المفاهيم: كلمات أو مصطلحات لها دلالة لفظية وذهنية، أمثلة: الفاعل، الصلاة، الخلية.
3 ـ التعميمات: جمل تصف مجموعة ملاحظات متشابهة أو مواقف عامة متكررة ومتشابهة أمثلة : القواعد، القوانين، النظريات.
أهمية تحليل المحتوى وفوائده:
لقد بلغت أهمية تحليل المستوى درجة كبيرة، فقد تعدّت الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بمحتوى الكتب المدرسية، وحل بعض المشكلات المختلفة، والمساعدة في اتخاذ القرار إلى مجالات أوسع وأشمل. فقد أوصى أحد المؤتمرات المتعلقة بآفاق القرن الحادي والعشرين الذي عقد في القاهرة عام 1993م بأهمية تحليل محتوى الرسائل الإعلامية والأدبية والتعليمية، والتركيز على بثها لقيم تُعلي قدر التعليم والثقافة والعمل دون تفرقة بسبب الجنس أو النّوع(طعيمة، 2004).
ومما تتناوله كتب تحليل المحتوى من أهمية لتحليل المحتوى، ما قام به الحلفاء من تحليل لمضمون الإذاعات الألمانية أثناء الحرب، مما أعطى الحلفاء أدلة مفيدة عن استراتيجية الحرب لدى العدو. وكذلك فإن تحليل مضمون الدعاية السوفيتية أثناء الحرب الباردة قد ساعد وكالة الاستعلامات الأمريكية في تشكيل دعايتها الخاصة بها، من حيث الكشف عن الأفكار التي جرى التأكيد عليها لتسهيل مكافحتها من طرف الولايات المتحدة(طعيمة، 2004).
وفي مجال التربية والتعليم تتحدد أهمية تحليل المحتوى في:
– مجال البحث العلمي، حيث إنّه أسلوب بحثي يكشف متغيرات الدراسة والتعرف إلى خصائصها.
– مجال المناهج، من خلال اختيار نتائج التعلّم، وتحديد عناصر المحتوى.
– مجال التعليم، من خلال تحديد طرق التعليم والتعلّم، وتقويمها.
– مجال التعلّم، من خلال المقارنة بين ما درسه الطلبة وما تعلموه بالفعل.
– مجال التقويم، من خلال الكشف عن مفردات الاختبار(طعيمة، 2004).
وقد تعددت المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن فوائد تحليل المحتوى سواء باللغة العربية منها أم باللغة الإنجليزية، فقد أجمعت على:
1- إعداد الخطط التعليمية الفصلية واليومية.
2- اشتقاق الأهداف التعليمية التعلمية.
3- اختيار الاستراتيجيات التعليمية التعلمية المناسبة.
4- اختيار الوسائل التعليمية والتقنيات المناسبة.
5- بناء الاختبارات التحصيلية وفق الخطوات العلمية.
6- تبويب أو تصنيف عناصر المحتوى لتسهيل تنفيذ الخطة.
7- الكشف عن مواقف القوة والضعف في الكتاب المدرسي.
8- زيادة كفاءة المعلم في مواجهة الفروق الفردية من خلال تحليل المهارات.
9- تجنب العشوائية في التدريس ( Zahrani، و angelfire و (geolog
ولا شكّ لدينا في أن تحليل المحتوى يفيد ويفسح المجال أمام القائم بعملية التحليل؛ لإبداء الرأي وتسجيل الملاحظات والقبول والرفض ـ أحياناً ـ لأفكار الكاتب أو المؤلف. كما يسهل عملية التقويم، ويحقق شموليتها. فضلاً عن أنّ تحليل جميع موضوعات المادة الدراسية ينمي الخبرة لدى المعلم بكل ما تحتويه المادة.
خصائص تحليل المحتوى:
يتسم كلّ علم من العلوم كغيره من المناهج والأدوات بمجموعة من الخصائص تمايزه عن العلوم والمناهج الأخرى، وتحليل المحتوى أداة من أدوات البحث العلمي له خصائص يتميز بها عن غيره، فمن أهم خصائص تحليل المحتوى أنه:
1- أسلوب للوصف Descriptive
يهدف أسلوب تحليل المحتوى إلى الوصف الموضوعي لمادة الاتصال، والوصف هنا يعنى تفسير الظاهرة كما تقع، وفي ضوء القوانين التي تمكننا من التنبؤ بها، ويقتصر عمل القائم بالتحليل على تصنيف المادة التي يحللها إلى فئات، مسجلاً لكل فئة خصائصها، مستخرجاً السمات العامة التي تحكمها، ويقدم تفسيراً موضوعياً دقيقاً لمضمونها، والوصف هنا بقدر ما هو سمة من سمات تحليل المحتوى، فهو في الوقت ذاته يمثل الحدود التي يقف عندها القائم بالتحليل. فالباحث هنا يجب أن يكون محايداً، يتقبل ما يسفر عنه التحليل من نتائج. فمن الضروري ألاّ يقوم بدور المقوّم، وذلك بإضافة انطباعاته الخاصة على المادة التي يحللها (طعيمة، 2004) و(طعيمة، 1987).
2- أسلوب موضوعي (الحيادية):Objective
الموضوعية صفة أساسية من صفات أي عمل علمي، وهي تعنى البعد عن الذاتية. ولكن ماذا نعني عندما نصف أداة من أدوات تحليل المحتوى بالموضوعية؟ إننا نعني بذلك أمرين:
أوّلهما: أن هذه الأداة تقيس بكفاءة ما وضعت لقياسه، أي أنها، في هذا المجال تقوم بتحليل مادة الاتصال، وتعرف اتجاهاتها واستخلاص الصفات التي تميز ظواهرها دون أي عمل آخر. أي أنها بلغة القياس، أداة يتوافر فيها شرط الصدق Validity.
ثانيهما: أن هذه الأداة يستطيع باحثون آخرون استخدامها في تحليل المحتوى، كما يستطيع الباحث نفسه إعادة استخدامها لتحليل المادة نفسها، والباحثون جميعاً في كل هذه الحالات يصلون إلى درجة عالية من الاتفاق فيما بينهم في نتائج هذا التحليل. أي أن الأداة بلغة القياس يتوفر فيها شرط الثبات Reliability (حسين، 83) و(طعيمة، 2004).
وبعبارة أخرى، لكي يتوفر شرط الصدق لموضوع تحليل المحتوى يجب أن نقيس أدوات تحليل المحتوى ما وضعت لقياسه بكفاءة. ولكي يتوفر شرط الثبات لأدوات تحليل المحتوى يجب أن تعطى نفس النتائج تقريبا إذا أعيد استخدامها سواء بواسطة مصمم الأدوات نفسه أو أفراد آخرون. وهذا يتطلب أن يكون هنا تعريفات لفئات التحليل فلا يختلف الباحثون بشأنها.
ففي سبيل الوصول لهاتين الصفتين الصدق والثبات، لا بد أن يحرص الباحث على:
أولاً: أن يضع فئات محددة للتحليل يلتزم بها طوال قيامه بتحليل المادة التي بين يديه، وعلى وضع المادة
في مكانها الصحيح من هذه الفئات.
ثانياً: أن يقوم الباحث بوضع تعريفات إجرائية لفئات التحليل، فلا يختلف الباحثون بشأنها.
3- أسلوب منظم: Systematic
يعنى التنظيم هنا أن يتم التحليل في ضوء خطة بحثيّة علمية وفروض علميّة يتضح من خلالها الخطوات التي مر بها التحليل حتى انتهى الباحث إلى ما انتهى إليه من نتائج(حسين، 83). والتنظيم أيضا يعنى وضع إطار عام تأخذ فيه كل فئة من فئات التحليل مكانها، ويتم عرض هذه الفئات بالصورة التي تتفق مع طبيعة المادة، و الهدف من عملية التحليل. أي أنّ المهم في هذا كله أن يحكم التحليل خطة علمية واضحة تحدد للباحث خطوات العمل، وتيسر له كتابة البحث، كما تبرهن للقارئ على وجود منهج علمي.
ويذكر بيرلسون أن مطلب التنظيم هذا يحتوي على أمرين:
أولاً: أن يستوفي الباحث عناصر الموضوع الذي يجرى تحليله، وأن يضع كل عنصر تحت ما يناسبه.
ثانياً: أن يتوافق التحليل مع الفروض العلمية التي سبق صياغتها، أو المشكلة التي سبق تحديها (طعيمة، 2004).
4- أسلوب كمي: Quantitative
إنّ هذه الصفة هي التي تزيد من الجدوى البحثية لهذا الأسلوب، فاعتماد تحليل المحتوى على التقدير الكمي كأساس للدراسة هو أهم ما يميزه عن كثير من أساليب دراسة مواد الاتصال، حيث يقوم الباحث بترجمة ملاحظاته إلى أساليب رياضيّة وإحصائية، وأرقام عددية، أو تقديرات كمية، مثل قليل، كثير، أو يرصد مدى تكرار كل ظاهرة تبدو له في الكتب موضوع الدراسة. والتقدير الكمي فوق ذلك يمكن من التحقق من صدق التحليل وثباته فضلاً عن إمكانية إعادته لاعتماده على التقديرات الرقمية والأوزان النسبيّة(حسين، 83).
والعلوم المختلفة تتفاوت في درجة تقدمها بتفاوت ما قد حققته من تحول المعاني الكيفية الشائعة إلى مقادير كمية تصاغ في صيغة رياضية تكون هي بمثابة القانون العلمي، وفى هذا الصدد أورد طعيمة قولاً جميلاً لزكي نجيب محمود ”لا علم ما لم يتحول إدراكنا الكيفي إلى إدراك كمي لما ندركه” (طعيمة، 2004).
5- أسلوب علمي: Scientific
سبق الإشارة إلى أن أسلوب تحليل المحتوى يتصف بالموضوعية، أي أنه يتصف بالصدق والثبات، وهما من صفات الأسلوب العلمي، بالإضافة إلى ما سبق فإن أسلوب تحليل المحتوى يتصف بكثير من صفات الأسلوب العلمي نذكر منها:
- يهدف أسلوب تحليل المحتوى من خلال دراسة ظواهر المحتوى إلى وضع قوانين لتفسيرها، والكشف عن العلاقات التي بين بعضها وبعض.
- يتم وضع تعريفا إجرائية محددة لفئات التحليل التي يتم استخدامها.
- يهتم أسلوب تحليل المحتوى بوصف وتنسيق النقاط التي تحتويها مادة الاتصال، وهذا يسهل فهمها والحكم عليها.
6– يتناول الشكل والمضمون Form and Content
يقوم تحليل المحتوى على مستويين، المستوى الأوّل يتعلق بالمضمون من أفكار وقيم واتجاهات ومعارف وحقائق، فالحديث عن المضمون على سبيل المثال عند تحليل كتب اللغة العربية يعني تناول المحتوى اللغوي والثقافي إلخ الذي تشتمل عليه الكتب. والمستوى الثاني، يتعلق بالشكل، شكل الكتاب وعملية إخراجه، إلى الأسلوب الذي قُدّمت فيه المادة العلمية.
7- يتعلق بظاهر النّص، وهو ما يطلق عليه ديفرجيه أنه أقرب إلى السطحية. Manifest Content
يتميز تحليل المحتوى بأن نتائجه أقرب إلى السطحية، ويعزى ذلك إلى المبالغة في التبسيط في إجراءات التحليل أو الاقتصار على المعالجات الإحصائية المحددة أو التغير الهامشي للنتائج، وعدم التعمق فيما يُسفر عنه من نتائج، أو مجرد سرد الظواهر. وهذا ما أكده موقع الميدان التربوي الإلكتروني (www.zahrani.net) حيث إن من خصائص تحليل المحتوى وسماته، التركيز على ظاهرة تحليل النصوص وترابطها معاً، وعدم التطرق إلى النوايا الخفية للمؤلف وما يقصده، فهي تنحو في عملها المنحى الوصفي، وتبتعد عن المنحى التقويمي وإصدار الأحكام.
واعتبر البعض بإنّ هذه السطحية هي أحد مكامن النقد الذي يوجه لتحليل المحتوى. فيما يرى حسين(83) أن هذا النقد لا مبرر له، إذا نظرنا إلى تحليل المحتوى نظرة موضوعية، فعملية تحليل المحتوى تحقق الهدفين: وصف الضمون الظاهر والصريح، وكشف النوايا والعلاقات الخفية التي تربط المعرفة ببعضها، ولا تقتصر على جانب واحد منهما.
إنّ دائرة عمل الباحث بتحليل المحتوى تسند إليه مهمة الكشف عن:
1- أهداف القائم بالاتصال (المرسل).
2- الخلفيات العامة التي تنبع منها الرسالة.
3- الاستجابات التي يسعى القائم بالاتصال(المرسل) لتحقيقها.
4- العلاقة بين خصائص المضمون شكلاً ومضموناً بالمرسل.
5- المقارنة بين خصائص المضمون وخصائص المتلقين(حسين، 83).
أيّ أن عملية تحليل المحتوى من الضروري أن تقوم بتحقيق هدف وصف طبيعة المحتوى الصريح، وهدف كشف النوايا الخفية للمضمون، على مستويين: المستوى الوصفي، والمستوى التحليلي سواءً المباشر أو غير المباشر.
8– يُستخدم في مجال العلوم الاجتماعيةSocial Sciences
كانت النظرة لمنهج تحليل المحتوى أنه خاص بالعلوم الاجتماعية، ويتفق الباحثون على أنه قد نشأ في أحضان الصحافة والإعلام، وهي من صميم العلوم الاجتماعية، لكنه سرعان ما انتقل إلى مجالات أوسع، ليشمل مجالات العلوم الإنسانية والنفسية والتاريخية والسياسية والأدبية والتربوية إلخ. بل لقد شمل تحليل المحتوى الكتب والمذكرات والصور الشّمسية والأبحاث والرسومات والشرائح، حتى التفاعل اللفظي صار بالإمكان تحليله. واتسعت الدائرة بتقدم الزّمن لتشمل أساليب الدعاية والموسيقى والمقابلات ومجالات الفيزياء والكيماء والأحياء والرياضيات وجل العلوم الطبيعية(طعيمة، 2004).
وقد أضاف طعيمة (2004)في كتابه الصادر حديثاً ضمن سلسلة المراجع في التربية وعلم النفس عن تحليل المحتوى خمس خصائص أخرى لتحليل المحتوى، هي:
9- مجالات العمل به كثيرة:
يعمل تحليل المحتوى على:
– وصف مادة الاتصال وإبراز خصائصها.
– إبراز مدى قدرة كل مادة على تحقيق الأهداف وأساليب الوصول إليها.
– يكشف الحقيقة الفكرية الكامنة خلف النص.
– يكشف المقاصد الخفية للقائمين على النّص.
10- يرتبط بالبحث الأساسي:
إنّ أسلوب تحليل المحتوى أسلوب بحثي، يساعد على حلّ مشكلة معيّنة، وعلى ذلك تتحدد خصائص هذا الأسلوب العلمي في ضوء المشكلة التي يتصدّى إلى حلّها. أيّ أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين تحليل المحتوى ومشكلة الدراسة.
11- له منطلقات لمصداقيته:
يعتمد أسلوب تحليل المحتوى كسائر أساليب البحث العلمي على عدد من المنطلقات التي ينبغي الأخذ بها لكي يتسم تحليلنا بالمصداقية، من أهمها:
- أن المعاني التي يستوعبها المحتوى هي نفسها التي يقصدها المرسل.
- أن تكون الوحدات المكونة للرسالة متوازنة إلى حدٍّ ما.
وأخر سمتين لتحليل المحتوى أوردهما طعيمة(2004) نقلاً عن موريس ديفرجيه بأن من خصائص تحليل المحتوى، أنه:
12- شكل من أشكال علم الدلالة:
أي أن الوحدات التي يتم تحليلها ليست الكلمات عموماً بل مدلول هذه الكلمات، وما تحمله من معانٍ. فالعبرة إذن في التحليل وليست في الأسلوب ذاته.
13- أسلوب مبسط:
ولعل هذا سبب إجراءاته وسرعة الوصول إلى النتائج، إنّ تحليل المحتوى لا يشمل من الفنيات وآليات العمل ما قد يشتمله غيره من الأساليب البحثية من تعقيد أو تعدد إجراءات.
أنواع تحليل المحتوى:
لقد نقل عبده المطلس (97) عن جانيز أن أنواع تحليل المحتوى ثلاثة:
1- تحليل المحتوى البراغماتي:
ويقصد به الإجراءات التي بموجبها تصنيف ظواهر المحتوى، طبقاً لأسبابها أو نتائجها المحتملة، ومثال ذلك، عدد المرات الذي ذكرت فيه “الشعر الحر”، وما ينتج عن ذلك من تكوين اتجاهات إيجابية أو سلبية نحوها.
2- تحليل المحتوى الدلالي:
ونعني به الإجراءات التي يتم بموجبها تصنيف ظواهر المحتوى، طبقاً للمعاني الدالة عليها، وبصرف النظر عن الألفاظ المفردة التي استخدمت في عملية الاستدلال، ومثال ذلك، عدد الكلمات أو الجمل التي تشير في معانيها إلى “الشعر الحر”، حتّى وإن لم يستخدم المؤلف لفظ “الشعر الحر”.
3- تحليل المحتوى البنائي:
ويقصد به الإجراءات التي يتم بموجبها تصنيف المحتوى طبقاً للخصائص المادية والمجازية لأقسام المحتوى، كالحقائق والمفاهيم،والتعميمات، التي تكوّن بنية المحتوى أو خصائص الأسلوب الذي يميز المحتوى كنوعٍ من المفردات والجمل والفقرات المستخدمة.
وقد قسمها Mike Palmnist إلى نوعين رئيسين، هما:
- التحليل المفاهيمي أو التصوري. Conceptual
ويقصد به تقليدياً اختيار المفاهيم واختبار تكراراتها في النص المراد تحليله ودراسته، والتمييز بين المصطلحات والمفاهيم ومدى حياديتها (تبيان إيجابيتها أو سلبيتها) باستخدام معاجم وطرق خاصة لذلك، ويهدف هذا النوع من التحليل إلى استخلاص – الحقائق والمفاهيم إلخ بعد التوصل إليها- وتصنيفها في مجموعات وفئات متجانسة، وذات معنى؛ ليساعد في عملية التدريس ((http://www.gslis.utexas.edu.
- التحليل الدلالي (العلائقي) Relational
يبنى هذا النوع على التحليل المفاهيمي أو التصوري، فهو يأتي بعده، وهو يقوم على اختبار العلاقات بين المفاهيم المستخصلة والمصنفة والمبوبة – وفقه-، فهو مبني على ما تمت دراسته أو تحليله. وهدفه أن تحدث عملية الاتصال بين المرسل والمستقبل على أفضل صورة ممكنة، حيث لا يمكن أن يتم ذلك دون وضوح العلاقات التي تحكم الرسالة، وقد قام هذا النوع من التحليل في السنوات الأخيرة بتحليل أكثر من خمسمئة علاقة مفاهيمية ((http://www.gslis.utexas.edu.
أهداف تحليل المحتوى:
إنّ الهدف الرئيس من تحليل الكتب الدراسية والمواد التعليمية هو تحسين نوعيتها، والارتقاء بها لتتناسب مع الأهداف المرغوب في تحقيقها، لهذا لقد تعددت أهداف تحليل المحتوى وأغراضه، فمن أهمها:
- استكشاف أوجه القوة والضعف في الكتب المدرسية، والمواد التعليمية، وتقديم أساس لمراجعتها وتعديلها عند الحاجة، وينبغي على الدراسات التي تجرى على هذه الكتب أن تدلنا على أيّ الموضوعات الأكثر قيمة. وهذا ما أطلق عليه المطلس(1997) تحليل المحتوى لأغراض التقويم.
- تزويد المؤرخين والجغرافيين وغيرهم من العلماء والمفكرين بالفرصة للعمل بشكل تعاوني مع المعلمين ومديري المدارس، وقادة العمل الحكومي والخاص، وذلك لغرض تحسين الكتب المدرسية والمواد التعليمية.
- تقديم المساعدة للمؤلفين والمحررين والناشرين في إعداد كتب مدرسية جديدة، وذلك بتزويدهم بمبادئ توجيهية، والإشارة إلى ما ينبغي تضمينه وما ينبغي تجنبه. وورد هذا المفهوم لدى (المطلس، 1997) تحت عنوان تحليل المحتوى لأغراض التخطيط والبناء لكتب المدرسية.
- تقديم مواد مساعدة في عملية مراجعة برامج الدراسة ككل، وفي إعداد المعلمين والإداريين، فضلاً عن اختيار الكتب المدرسية، والمواد التعليمية(طعيمة، 2004).
هذا وقد أضاف كامبل Campll أهدافاً أخرى، هي:
- تحديد درجة اهتمام الكتاب المدرسي أو المادة العلمية بأقلية معينة أو بأكثرية في المجتمع الذي ينتمي إليه الكتاب ودارسوه.
- تحديد العلاقة بين نوع الصياغة للمحتوى ودرجة الوضوح أو الشرح للمادة.
- إجراء مقارنة بين ميول واهتمامات الطلبة ونوع محتوى الكتاب المدرسي أو المادة التعليمية.
- تحديد دور الرجل والمرأة كنمط يضمه هذا المحتوى (صورة الرجل والمرأة في المجتمع)
- تحديد مدى كفاية الكتاب المدرسي في معالجة الموضوعات.
- تحديد المهارات العقلية (أنواع التفكير)التي ينميها محتوى الكتاب.
- تحديد المستويات المعرفية التي يركز عليها المحتوى أكثر من غيرها.
- تحديد القيم الاجتماعية المتضمنة في المحتوى، دينية، اجتماعية، إلخ.
- تحديد دور محتوى الكتاب في التنشئة الاجتماعية للطلبة(طعيمة، 2004).
ويرى حسين (1979) أن من مهام تحليل المحتوى، الكشف عن الأهداف التي يسعى المضمون لتحقيقها، مثل:
- أهداف القائم بالاتصال.
- الخلفيات العامة التي تنبع منها الرسالة الإعلامية.
- المقارنة بين ما تم نشره وعرضه وإذاعته وإتقانه.
- الاستجابات التي يسعى القائم بالاتصال إلى تحقيقها من خلال المضمون.
- التكرار والاستمرار في تقديم موضوعات معينة ومغزى ذلك.
- العلاقة بين خصائص المضمون من حيث الشكل وأسلوب العرض والاستمالات المستخدمة وخصائص القائم بالاتصال.
- المقارنة بين خصائص المضمون وخصائص الجمهور.
- التنبؤ بالسلوكات المتوقعة للقائم بالاتصال.
ومن الأهداف العملية التي رآها فريق التطوير التربوي السعودي لتحليل المحتوى في موقعه الإلكتروني www.tatwer.gov.sa:
- إعداد الخطط التعليمية الفصلية اليومية.
- اشتقاق الأهداف التدريسية.
- اختيار استراتيجيات التعليم المناسبة.
- اختيار الوسائل التعليمية والتقنيات المناسبة.
- تبويب أو تصنيف أبواب عناصر المحتوى لتسهيل عملية تنفيذ الحصة.
- بناء اختبارات تحصيلية حيث يساعدنا تحليل المستوى في اختيار عينة ممثلة لجميع جوانب المادة لتضمينها في الاختبار لتحقيق الشمول والتوازن في الاختبار التحصيلي.
شروط تحليل المحتوى وضوابطه:
قام فريق عمل تطوير الاختبارات المدرسية في المملكة العربية السعودية التابع لوزارة المعارف، في الحقيبة التدريبية الخاصة بالقياس والتقويم، بوضع مجموعة من الضوابط والشروط لتحليل المحتوى، (فريق عمل، دون تاريخ) هي:
1- الارتباط الوثيق بالسياسة التعليمية والأهداف العامة المنبثقة منها.
2- الإحاطة التامة بالأهداف التربوية والتعليمية للمرحلة الدراسية والمادة.
3- مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين ومراحلهم الدراسية.
4- مراعاة التسلسل المنطقي للمفاهيم العلمية ( من المحسوس الى المجرد ومن البسيط إلى المركب ومن المعلوم إلى المجهول ).
5- مراعاته الخطط الزمنية وارتباطه بها
6- الارتباط بالطرائق التدريسية المختلفة وأساليب التعلم
7- أن يتم الاستفادة من أساليب التمييز والتشويق ذات الدلالة الوثيقة بالموضوع .
8- أن يتم انتقاء المفاهيم الأساسية المرتبطة بالأهداف مباشرة
9- أن يشتمل على التدريبات الكافية وأساليب التقويم المختلفة
ويبدو للباحث أن هذه الضوابط هي أقرب لكونها فوائد منها شروطاً للقيام بتحليل المحتوى. فيما جعلها المطلس(1997) خمسة شروط:
1- الموضوعية والحياد، ويقصد بالموضوعية: تحرر الباحث القائم بعملية تحليل المحتوى من ذاتيته وتحيزه الثقافي، فضلاً عن الاداعاءات المعرفية للعلم. أمّا الحياد لديه فيعني به: عدم تدخل الباحث بأفكاره وتصوراته المسبقة في الدراسة، أي أنّ الباحث يجب عليه ألاّ يتحايل أثناء عملية تحليل المحتوى لإثبات فكرة مسبقة لديه بما لا يتفق مع الحقيقة.
ولعل نظرة فاحصة ناقدة تبين التداخل الواضح بين شروط تحليل المحتوى المطلس، وخصائص تحليل المحتوى لدى طعيمة وحسين، حيث كانت الموضوعية والحيادية من خصائص تحليل المحتوى لديهما، فيما يعدهما المطلس من شروطه، ولعل مرجع ذلك هو الاعتماد على المراجع الأجنبية والاختلاف في ترجمة المصطلحات.
2- تـَحديد الفئات المستخدمة في التصنيف، وتعريفها تعريفاً واضحاً محدداً، حتّى يستطيع الأفراد الآخرون تطبيقها على المحتوى نفسه؛ لتحقيق النتائج نفسها.
3- تصنيف المواد المتصلة بموضوع التحليل تصنيفاً منهجيّاً بحيث لا يترك المحلل حرّاً في اختيار ما يرده وما يثير اهتمامه.
4- ينبغي في تحليل المحتوى التركيز على كل الجوانب الإيجابية والسلبية، لأن التركيز على الجوانب السلبية يترتب عليها نتائج غير مرغوب فيها.
5- اِستخدام أساليب كمية تسمح بمعرفة مدى انتشار الأفكار المختلفة التي يتضمنها المحتوى، حتى يمكن مقارنتها بعينات أخرى من المادة.
وأخيراً نسأل الله أن يكون التوفيق قد حالفنا في عرض ونقد أسياسيات أداة تحليل المحتوى،: تعريفه واتجاهاته، وأهميته، وأهدافه، وخصائصه،وأنواعه، وفوائده، وشروطه. فإن إصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.
قائمة المصادر والمراجع:
– ابن منظور، جمال الدين، (1994). لسان العرب، لبنان: بيروت: دارصادر، الطبعة الثالثة.
– التربوي، ميدان، (دون تاريخ) خصائص تحليل المحتوى، www.zahrani.net.
– حسين، سمير محمد، (1983). تحليل المضمون. مصر: القاهرة، الطبعة الأولى.
– الزهراني، (د. ت.) تحليل أو تحديد المحتوى، www.zahrani.net.
– طعيمة، رشدي، (1987). تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية. دار الفكر العربي.
– طعيمة، رشدي، (2004) تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية. مصر: القاهرة، دار الفكر العربي.
– اللقاني، أحمد حسين (1981). المناهج بين النظرية والتطبيق، مصر: القاهرة، عالم الكتب، د. ط.
– مصطفى، إبراهيم، والزيات، أحمد، وعبد القادر، حامد، والنجار، محمد، (1972). المعجم الوسيط، تركيا،المكتبة الإسلامية.
– المطلس، عبده، (1997). الدليل في تحليل المناهج، د. ط.
– وزارة المعارف، فريق التطوير، (د. ت.). حقيبة تدريبية في القياس والتقريم، www.testproject.com.
– Mike Palmquist Content Analysis at www.gslis.utexas.edu
– Content Analysis at www.geolog.com.06/2/10.
– Content Analysis at www.angelfire.com.2006/2/10.
– Content Analysis at www.minshawi.com.2006/2/10.
– Content Analysis at www. wikipedia.org.2006/2/10.