الكاتب : بولمكاحل إبراهيم .
الملخص
أدت الديناميكيات المعقدة للنزاعات الاجتماعية المتأصلة و ما يترتب عنها من تشوهات و اختلالات متعددة الجوانب إلى طرح مشكلة استعصاء حلها أمام الباحثين و الممارسين، حيث نجد أن طرق حل النزاعات التقليدية أثبتت محدوديتها و فشلها في معالجة الديناميكيات التي تدفع لقيام واستمرار و تجدد العنف في مثل هذا النمط من النزاعات، و بالتالي العجز عن إيجاد سبل كفيلة لاستدامة السلام و ترسيخه في مرحلة ما بعد النزاع، الأمر الذي استدعى ضرورة إيجاد مقاربة جديدة و بديلة لتحقيق ذلك، و يعتبر تحويل النزاع إحدى أهم هذه الأساليب الحديثة و أكثرها نجاعة، من هذا المنطلق تهدف هذه الورقة عبر منهج وصفي مقارن لإبراز أهمية تحويل النزاع كمقاربة نظرية أو كأسلوب ممارساتي، أثبت في عدة تجارب قدرته على الاستجابة و مواكبة حجم التغييرات و التعقيدات داخل هذا النمط من النزاعات، ما ساهم بفعالية في وضع حد للعنف و منع تجدده، و الأهم إلى استدامة السلام و ترسيخه في مرحلة ما بعد النزاع.