تطور ظاهرة الارهاب في الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن الدول: داعش نموذجا

مقدمة

إن ظهور الإرهاب ليس وليد اليوم بل هو قيم ومنذ ظهور الإنسان والإمبراطوريات لكن يختلف باختلاف أنواعه محلي أو دولي ، وأماكنه في أوربا أو آسيا ، أو أسبابه ، وهناك مناطق ذات أهمية ومناطق ذات موقع إستراتيجي تشتمل على منافذ بحرية مطلة على مناطق التواصل بين القارات التي تكمن أهميتها خصوصا في تنقل التجارة من جهة أو من خلال حملات توسعية مثل بريطانيا وفرنسا سابقا ونقصد هنا منطقة الشرق الأوسط.

كما يعد تاريخ 2011 منعرجا في تاريخ الشرق الأوسط مثل سقوط جدار برلين في أوربا وهذا لشهودها انتفاضات منها في مصر أدت إلى سقوط النظام الحاكم لعشرات السنين ومحاولات أخرى في الخليج واليمن بسقوط النظام فيها وقيام جماعات إرهابية بالتشويش فيها وكذا تدهور خطير في العراق وسوريا.

وعرفت منطقة الشرق الأوسط صراع على النفوذ في المنطقة وتنافس وهذا بين القوى الكبرى نظرا للموقع الاستراتيجي للمنطقة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 عموما وبعد الحراك العربي 2011 خصوصا حدثت مجموعة من المتغيرات سواء على مستوى أمن الدول أو تطور الإرهاب وفاعليته في إعطاء ضربات الجيوش نظامية قوية فنجد أنه أصبحت هذه الجماعات الإرهابية على غير ما سبق في فترات ماضية بعد ما كانت مجهولة العدد والمرقع رمحدودة العتاد والأسلحة أصبحت تملك أعداد كبيرة من المقاتلين ذو الكفاءة القتالية وخبرة في المعارك والتكتيك تضاهي الجيوش النظامية وتنوع للأسلحة وليس هذا فحسب بل من ناحية الجماعات الإرهابية التي كانت لا تملك مكان محدد أصبحت اليوم تملك رقعة جغرافية معلومة وواسعة تمتد من مناطق في العراق إلى سوريا وهي مهيكلة في تنظيمها وتحمل شعار وتدعي الخلافة على بلاد العرب والإسلام ونقصد هنا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش “.

بالرغم من كل هذه المستجدات التي أحدثها الحراك العربي والتدهور الأمني في المنطقة وتقصد خصوصا العراق وسوريا ووقوع مصادر الطاقة كالبترول والغاز في بيئة متوترة وفي أيادي إرهابية إلا أنها لم تزل ذات أهمية القوى الكبري نضرا للأهمية التي توليها هذه الأخيرة للمنطقة.

غير أن هناك من ينظر إلى حالة التنظيم الإرهابي في المنطقة إلى أنه بداية عصر جديد و منعرج في طبيعة التنظيمات الإرهابية وهو إضافة إلى ما سبق امتلاكها لإقليم وشعب يعيش داخل الإقليم أي أنها أصبحت لا يفصلها عن القيام بدولة سوى الاعتراف . مبررات اختيار الموضوع: هناك مجموعة من الأسباب التي كانت وراء اختيار “تطور ظاهرة الإرهاب في الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن الدول داعش أنموذجا “: الأسباب الموضوعية ترتبط بالموضوع في حد ذاته حيث أصبح يلقى اهتماما من داخل الأوساط الأكاديمية خاصة في اسباب الاهتمام بالمنطقة وكذلك تطور الإرهاب لهذا تسعى للوقوف على الأسباب والأنواع والخصائص والأهداف من الإرهاب وخاصية هذا الاهتمام الأسباب الذاتية: لعل أهم ما دفعنا إلى اختيار هذا الموضوع هو قربه وعلاقته الجغرافية بمنطقتنا وبلدنا الجزائر الذي ليس بمنأى عن الارتدادات الأمنية على المنطقة وهو موضوع جديد ومعاصر وحسب اطلاعنا المتواضع نقص الدراسات في هذا الموضوع لهذا رغبنا في المساهمة ولو بشيء بسيط في إثراء الدراسات حوله هذا من جهة، ومن جهة أخرى كون القضايا المتعلقة بتنظيم داعش لا تزال جديدة مما يزيد من الاهتمام بها وهذا ما سيعطي مجالا بحثيا واسعا في المستقبل يتماشى والتطورات المستقبلية في المنطقة.

تحميل الكتاب

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button