تحليل السياسة الخارجيةرسائل وأطروحات في العلاقات الدولية

تفسير السياسية الخارجية من منظور الجغرافيا الاستراتيجية: دراسة امبريقية لتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية في فترة ما بعد الحرب الباردة

يواجه مسار البحث في العلوم الاجتماعية بشكل عام عقبات عديدة نتيجة عدم حسم النقاشات الميثانظرية التي تقضي لوضع أسس واضحة تبني على أساسها وتتحدد الهوية المعرفية لكل حقل نظري. ومن بين الأمور المترتبة عن عدم حسم هذه النقاشات هو الإنقسام الحاد الذي تشهده الكثير من حقول المعرفة الاجتماعية، والتي تندرج ضمنها العلوم السياسية ونظرية العلاقات الدولية، وبالرغم أنها تتناول بالدراسة نفس الموضوع إلا أنها تشهد زخما وتتوعا نظريا يصل في كثير من الأحيان الحالة اللامقايسة الأمر الذي ينعكس سلبا على عملية التنظير بشكل عام. وعلى هذا الأساس يبرز التوجه الداعي لتجاوز “التمركز الباراديغمي” وفق المنطق “الجشطالتي” الذي ينادي بضرورة ردم الهوة المصطنعة” ليس فقط بين الباراديغمات في نفس الحقل النظري، وإنما بین مختلف الحقول المعرفية عبر تبني استراتيجية بحثية توليفية. تأسيسا على ماسبق تحاول هذه الدراسة الإنخراط في مسعى توليفي يجمع بين الحقل النظري للسياسة الخارجية الذي ظهر في خمسينات القرن الماضي محاولا الإستقلال بذاته كإحدى مخرجات الثورة السلوكية في العلوم السياسية، بالتوازي مع هيمنة النزعة التاريخية على التنظير في الشؤون الدولية، وحقل الجغرافيا الإستراتيجية الذي تنطوي أدبياته على الكثير من المتغيرات التفسيرية لواقع السياسات الخارجية وأهمها ما اعتبره ألكسندر دوغين” أشبه بقانون الجذب في الفيزياء والمتمثل في الثنائية الكونية التاريخية المجسدة في صراع وتناقض تشكل وفق اعتبارات التركيب الجغرافي للكوكب، وهو الصراع بين التالاسوكرانيا (قوی البحر ) والتيلوروكرانيا (قوى البر والذي تضمن أبعادا جديدة على خلفية التطور التقني والتكنولوجي مما يجعل هذه الثنائية تتجه نحو مزيد من التعقل.

تنطوي هذه المحاولة التوليقية على ضرورة اقحام مفاهيم تقوم بتجريد الواقع بما يتيح اعطاء تصورات واضحة لطبيعة الظاهرة محل الدراسة إضافة الصياغة فرضيات مستمدة من نفس النسق المفاهيمي كخطوة أولية نحو الوصف التحليل التفسير وحتى التنبؤ، وعلى هذا الأساس سيتم فحص قانون التناقض تیلوروكرانيا /تالاسوكرانيا ومدى التفسيرات التي يمكن أن يقدمها الواقع السياسة الخارجية بشكل عام. | يحاجج ألكسندر دوغين بأن هذا القانون قد عبر في فترات تاريخية سابقة عن صورة نمطية للصراع بين الحضارت، إذ مثلت كل من روما والاتحاد السوفياتي قوى البر، في مقابل أثينا، قرطاجئة، بريطانيا والولايات المتحدة مثلت قوى البحر، في إطار سعي كل طرف لكسر العمق الاستراتيجي للطرف الأخر من أجل تحقيق الهيئة والزعامة.

تحميل المذكرة

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى