تفكيك مفهوم القوة عند ميشيل فوكو: اعادة فتح الملف الايراني
يختبر المؤلف، من خلال هذا الكتاب، كيفية بناء الفيلسوف الفرنسي فوكو لمفهومه للسلطة / القوة، وكيف أنتج ذلك عددًا من المفاهيم يشير كل منها إلى إدراك معين لظاهرة السلطة، كما يقوم بتسكين الملف الإيراني في الجذور الفلسفية لخطاب فوكو، ثم يتطرق لإعادة بناء عناصر مفهوم القوة الفوكولي في هذا الإطار.
يجادل المؤلف في هذا الكتاب بأن ميشيل فوكو يقدم تصورًا مفاهيميًّا، يسلط الضوء على القوة، وسيخلص النظرية السياسية والتحليل السياسي من مثالب التصور القانوني – القمعي للقوة، ويمكن تقسيم هذا الفرض الرئيسي إلى ثلاثة فروض فرعية، أولها، أن تصور فوكو للقوة كان نتاجًا لمسلماته النظرية والفلسفية التي تتسم بالعداء للمذهب الإنساني، وثانيها، أن فوكو قدم تصورًا خلاقًا لعلاقات القوة؛ بحيث لا يمكن اختزالها إلى علاقات الإنتاج، وثالثها أن تصوره للقوة جرى إدخال تعديلات واضحة عليه بعد معايشته وتحليله للثورة الإيرانية، بما أدى إلى فتح ثغرة للمقاومة في هذا التصور، عن طريق استيعاب العامل الروحاني.
يتناول المؤلف أعمال فوكو ذاتها كخطاب يتمتع بسياقه وإشكالاته ومفاهيمه وموضوعاته وإستراتيجياته، حيث يمكن للقارئ أن يتعرف على عناصر ثلاثة للخطاب الفوكولي، هي: تكنيكات القوة وتكنيكات المعرفة وتكنيكات الذات، وهي لا تعدو أن تكون سبلاً مختلفة تقود إلى الإشكالية الكبرى التي تخترق نسيج الخطاب الفوكولي، ألا وهي جينالوجية الذات الحديثة.
والموضوع الرئيسي للخطاب هو البنية سواء تجسدت في شكل بنى معرفية أو ترتيبات للقوة، وباستطاعة المرء أن يتعرف إلى عمارة من المفاهيم الداعمة بعضها بعض في ذلك الخطاب؛ مثل القوة والمعرفة واللذة والعقل والخطاب، ولعل الإستراتيجية التي يطبقها الخطاب لربط عناصره هي مركب الأركيولوجيا – الجينالوجيا الذي يعدل ذاته باستمرار.