تقرير ملتقى الوطني حول: الأزمة الليبية: تداعياتها على أمن واستقرار الدول المغاربية وأفاق التسوية

تقرير من اعداد الطالب صخري محمد – ماستر دراسات امنية دولية
26/11/2015

تقرير ملتقى الوطني حول: الأزمة الليبية: تداعياتها على أمن واستقرار الدول المغاربية وأفاق التسوية

محاور الملتقى:
محور الأول: تشخيص الواقع الراهن في ليبيا
محور الثاني: انهيار الأوضاع ونكلفه الحراك بعد 4 سنوات من بدايته
محور الثالث: سبل الخروج من الأزمة ودور الأطراف المختلفة في ذلك.

الهدف من الملتقى
1- معرفة الأسباب الحقيقية للحراك الشعبي في ليبيا
2- ابراز الدور الخارجي ومساهمته في الإطاحة بنظام معمر القذافي
3- الوقوف أمام التهديدات والمخاطر الناجمة عن الأزمة وتأثيرها على دول الحوار
4- الاطلاع على مساعي المختلفة التي حاولت إيجاد حل للأزمة مع توضيح دور الجزائر
5- محاولة طرح البدائل الأكثر نجاعة وعقلانية لحل الازمة الليبية.

أهمية الموضوع:
يري رئيس اللجنة العلمية الدكتور شعنان مسعود انه يجب الاهتمام بهذا النوع من المواضيع الأمنية المعقدة ومتعددة الأطراف والمقصود هنا الازمة الليبية بحكم تداعياتها الخطيرة ليس فقط على الشعب الليبي نفسه وانما على المستوى الإقليمي وحتى الدولي لا سيما دول الجوار وفي مقدمتها الجزائر سواء كان هذا التأثير مباشر او غير مباشر. وضرورة إيجاد حلول عاجلة الامر الذي لن يتحقق الا بدراسة وتحليل معمق للازمة الليبية من خلال محاولة معرفة أسباب انهيار النظام الليبي، التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الناجمة عن انهيار الدولة الليبية، معرفة من هم الأطراف الفاعلة بصورة مباشرة او غير مباشرة وماهي الاليات السياسية او العسكرية التي يجب الاستناد اليها لحل الازمة.

تقرير الجلسة الأولى
وكانت البداية مع افتتاحية رئيس الجلسة الدكتور سالم برقوق الذي نبه الى خطورة الازمة الليبية وضرورة التركيز على العمل الدبلوماسي (مع الأطراف الفاعلة) من جهة والتركيز على العمل الاستخباراتي المشترك بين الجزائر وتونس بسب التهديدات الكثيرة التي مست الحدود الجزائرية الليبية والحدود التونسية الليبية في ظل انتشار تجارة الأسلحة، تزايد الجماعات الإرهابية، مشكلة المهاجريين غير شرعيين. الخ
كما دعي الى ضرورة التركيز أيضا على قضية التدخل الخارجي لدواعي إنسانية وربطها بموضوع صراع القوى الكبرى حول الطاقة خاصة ان ليبيا هي من الدول الغنية بموارد الطاقة.

مسببات انهيار النظام الليبي – د/ صغور عبد الرزاق
لقد بدأ الدكتور صغور مداخلته بمقولة للأمريكي فردمان الذي قال أن الدول العربية و الافريقية هي دول ما قبل و ستفالية و ذلك تلميحا لافتقادها للعديد من الأسس الدولة القومية في القرن 21م. في هذا الصدد ير ي الدكتور صغور ان ليبيا تعبر عن هذه المقولة اذ يعتبر ان معمر القذافي ( رحمه الله) لم يؤسس دولة اطلاقا و عدم وجود دولة ذات مؤسسات كان ذلك من الأسباب و العوامل الرئيسة التي ساعدت القوى الخارجية ( حلف الناتو) للإطاحة به ، فدولة الليبية كانت تفتقد الى
1- غياب برلمان فعال
2- غياب أحزاب سياسية تابعة او مستقلة عن النظام
2- غياب مجتمع المدني بمختلف مؤسساته (عكس تونس مثلا)
3- طبيعة النظام الذي يرتكز على شخص واحد هو القذافي ولقد سمي نفسه ملك ملوك افريقيا
4-عدم احترام الحوق السياسية والمدنية للسكان
5- غياب جيش عسكري ليبي محترف
عوامل خارجية
1- تدخل دول عربية للإطاحة بالنظام وهي قطر والسعودية
2- العلاقات المتوترة مع القوى الغربية بعد حادثة لكوربي وما نتج عنه من حصاري جوي واقتصادي.
3- الدور السلبي للجامعة العربية والتي طالبت بالتدخل العسكري في ليبيا.

الازمة الليبية: الأسباب والتداعيات – د/ بن خليف عبد الوهاب
لقد بدأ الدكتور بن خليف مداخلته بمقولة ” كونفوشيوس” الدولة العادلة وناجحة مبينيه على ثلاثة أسس قوية ومهمة وهي
1- الأساس الاقتصادي من خلال امتلاك الدولة نشاط تجاري قوي وانتاج زراعي يحقق الاكتفاء الذاتي
2-الأساس العسكري من خلال امتلاك جيش قوي له تكوين وتدريب مستمر لكي يطور قدراته الهجومية والدفاعية.
3- أساس الثقة بين الحاكم والمحكوم وهو الأساس الذي لا يمكن التخلي عنه ومن صعب جدا إذا ذهبت الثقة ان يقوم الحاكم من استرجاعها، فبدون أساس الثقة فان الدولة ستنهار لان قوة الحاكم مستمدة من قوة وثقة المحكوم به.
اما بالنسبة لا سيباب الازمة الليبية بقسمها الدكتور بن خليف الى أسباب داخلية وأسباب خارجية
1- البعد القبلي للمجتمع الليبي و التي تؤثر باستمرار على مجريات الساحة السياسية الليبية مثل قبائل العبيدات ، الزنتان و القذافة، قبيلة و لاد سليمان و في هذا الاطار يمكن تقسيم القبائل الى قبائل معارضة و أخرى مؤيدة لحكم القذافي مثل ورفلة هي من اكبر القبائل في ليبيا و تضم نسبة كبيرة من افراد الشعب الليبي.
2- طبيعة النظام السياسي الهش في عهد القذافي (غياب مؤسسات)
والأسباب الخارجية قسمها الى 1- مشروع الشرق الأوسط الكبير و2- تداعيات الثورات العربية على دول شمال افريقيا وخاصة ليبيا.
اما بالنسبة للتحديات فقد قسمها الدكتور بن خلبف الى تحديات سياسية (فشل التحول الديمقراطي بسبب غياب أسس إنجاح هذا الأخير أي غياب الحريات السياسية، غياب مجتمع مذني فعال، غياب برلمان.. الاخ).
تحديات اقتصادية واجتماعية: تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب تدمير البنى التحتية الضرورية للنشاط الاقتصادي
زيادة الفقر، تدهور الأوضاع التعليمية بسبب تدمير المدراس وتوقف التلاميذ عن الدراسة.. الاخ.
تحديات امنية: انتشار الأسلحة، كثرة المليشيات المسلحة، غياب دولة الحق و القانون، انتشار الجماعات الإرهابية في مقدمتها داعش ، مشكل المهاجريين ، تضارب المصالح و الأهداف بين مختلف القبائل الليبية.

التهديدات الأمنية الناجمة عن الازمة الليبية الجزائر نموذجا – د/ رباحي أمينة
ترى الدكتورة رباحي أن نشاط العديد من الجماعات المتطرفةفي تزايد مستمر نتيجة انتشار الأسلحة وتهريبها عبر الحدود، الأمر الذي يشكل تهديدا حقيقيا على دول الجوار، حيث أن مصر تعاني من تدفق الأسلحة المهربة وقد سبقت وأن ألقت القبض على بعض الجماعات النشيطة في هذا المجال، ولا يختلف الحال في الجزائر بحيث سبق لمتشددين إسلاميين الاستيلاء على مجمع (آن أمناس) للغاز الطبيعي
كما انتشار الأسلحة باتت تجارة رائجة في ليبيا طالت دولا إفريقية متعددة، حيث لعبت دورا كبيرا في تقوية الجماعات المسلحة في مالي خاصة في ظل صراع مع حركة ازواد مع نظام الحكم في مالي، الأمر الذي أدى إلى زعزعة البلاد ومساعدة بعض الجماعات الجهادية داخل هذا البلد من فرض سيطرتها على الأراضي الواقعة في شمالها، ولقد سبق للأمم المتحدة أن حذرت من وصول أسلحة ليبية إلى جماعة (بوكو حرام) المتشددة في نيجيريا، علما أن هذه الجماعة تقيم علاقات قوية مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
هناك خطر انتشار مواد الكيمائية مثل اليورانيوم والغازات السامة التي كان يمتلكها نظام القذافي وسقوطها في ايادي الجامعات الإرهابية مثل دعش وخطر هذه المواد لن يكون على الانسان بل كذلك على البيئة أيضا
قضية المهاجرين غير شرعيين والتهديد الصحي مثل احتمال انتشار الامراض المعدية مثل ايبولا والإيدز.
ولمواجهة هذه الاخطار تنبه الدكتوراه رباحي ان الجزائر قامت بزيادة نفقاتها العسكرية ب نسبة 41% منذ سنة 2011م.

تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا عام 2011: الاستراتيجيات والأهداف – د/ محمد رزيق
من جهته افتتح الدكتور رزيق تدخلاته بالحديث عن وثيقة “كامبل بنرمان “1907
قام حزب المحافظين البريطاني عام 1905 بتوجيه الدعوة الى كل من فرنسا وهولندا وبلجيكا واسبانيا وإيطاليا لعقد مؤتمر يتم من خلاله وضع سياسة لهذه الدول الاستعمارية تجاه العالم وبالذات تجاه العالم العربي وفي عام 1907 انبثقت وثيقة سرية عن هذا المؤتمر سموها » وثيقة كامبل » نسبة الى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بنرمان »
» إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي الى القارتين الآسيوية والإفريقية وملتقى طرق العالم وأيضا هو مهد الأديان والحضارات . ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان «
» هناك دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديداً لتفوقها وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام «
» لقد دعا مؤتمر بنرمان الى إقامة دولة في فلسطين بالتعاون مع المنظمة الصهيونية العالمية تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الإفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب العربية ألا وهي دولة إسرائيل «
» يشكل هذا المؤتمر النواة الأساسية والتي انبثق عنها كل من اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور ومؤتمر فرساي ومؤتمر سان ريمو ومعاهدة سيفر ومعاعدة لوزان وبصدور قرار التقسيم 181 بتاريخ 29/11/1947 وإعلان قيام دولة إسرائيل .
فالنسبة للدكتور رزيق فان تدخل حلف الأطلسي في ليبيا هو الا استعمار جديد و بوسائل جديدة ربما اكثر فضاعه مثل جهاز افريكوم الذي يتواجد اليوم في ليبيا.
و يضيف ان هناك مقال به خريطة في جريدة نيورك تايمز سنة 2013 هذه الخريطة هي نموذجي لتقسيم الدول العربية و كيف نقسم 4 دول عربية العراق ،سوريا ،ليبيا ، اليمن الى 14 دولة صغيرة

تقرير الجلسة الثانية
ديناميكيات التجارة غير شرعية للسلاح في ليبيا – اجندة متعددة، مرجعية واحدة…. – د/ صالح زياني
يبدأ الدكتور زياني مدخلاته بطرح سؤال
من هم المتاجرون الحقيقيون بالأسلحة في أفريقيا؟ ما هي النتائج الوخيمة المتحملة لانتشار السلاح على استقرار دول المنطقة؟
فيقول الدكتور تجارة السلاح في ليبيا هي عبارة عن شبكة عنكبوتية قائمة على العنف وعلى أطرف عديدة ويستغل سماسرة السلاح الفوضى الموجودة في ليبيا لنقل وبيع الأسلحة عبر كل القارة الافريقية خاصة في منطقة الساحل الافريقي.
ومن بين تلك جماعة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تقوم بتهريب أسلحة متطورة وحساسة الي القارة الإفريقية هناك:
جماعة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQMI)
وحركة العدل والمساواة السودانية (JEM)
والتي تحصلت إلى أسلحة ليبية متطورة وفائقة التحديث، مثل صواريخ ارض – جو
أسباب انتشار الأسلحة في ليبيا ودول الجوار
سقوط نظام القذافي وانتشار الفوضى
سيطرة المليشيات الليبية على مخزون الأسلحة والقيام ببيعه للمختلف لأطراف خاصة الجماعات الإرهابية
نقص المعطيات والمعلومات عن كميات الأسلحة المنتشرة في ليبيا ودول الجوار من جهة وضعف اليات مراقبة أسواق تجارة السلاح.
استغلال الشركات الصناعية الغربية المتخصصة في صناعة الأسلحة النزاعات و حالة اللا أمن لبيع أكبر عدد ممكن من الأسلحة للدول التي تريد حماية نفسها وبالتالي تحقق أرباح كبيرة جدا.

الانعكاسات الأمنية الناجمة عن الازمة الليبية على دول الجوار….(.د/ حلال أمينة) + توسع النشاطات الجماعات المسلحة ( د/ دريسي حنان) + تداعيات الازمة الليبية على الامن القومي الجزائري ( د/ دالع وهيبة)

وفي بداية تنصح الدكتوراه بالاطلاع على مقال به خرائط مهمة في دراستنا بعنوان
La galaxie Terroriste dans le sahel 2014

http://www.la-croix.com/…/Comprendre-la-galaxie-terroriste-…
الجماعات المسلحة ويمكننا تحديدها فيمايلي
1-حكومة طرابلس
تضم كل من المؤتمر الوطني العام – الحكومة الانتقالية – الكتائب المسلحة الإسلامية وكذلك جماعة الاخوان المسلمين …ومدن جبل نفوسة خاصة المناطق الامازيغية بالإضافة الى مدينة المصراتة وما تمتلكه من قدرة عسكرية.
2- حكومة طبرق تضم المناطق الشرقية وتضم
البرلمان تم تشكيله بعد انتخابات جوان 2014. / قوات حرس المنشأت النفطية / تحالف القوى الوطنية تضم 58 حزبا.
3- قوات فجر ليبيا
هي مجموعة من المليشيات التي توحدت وبدأت تنشط في جويلية 2014، تضم الجماعات التالية
ا- كتائب نوار مصراتة حوالي 25 ألف مقاتل والتي شكلت ما يعرف بدرع ليبيا الوسطى.
ب- غرفة عمليات ثوار ليبيا هي ميلشية مسلحة ذات توجهات إسلامية تأسست عام 2013 ويقدر عدد منا صريها بالألاف من مسلحي المنطقة الغربية و الوسطى من ليبيا.
ج-درع ليبيا هي جماعات مسلحة متمركزة أساسا في غربان و صبراته و الزاوية.
د- الحرس الوطني مجلس الشورى ثوار بن غازي هي مجموعة مسلحة تضم كتيبة شهداء 17 فيبراير وكتيبة الشهيد راف الله السحاني
تداعيات الجماعات المساحة على دول الجزار
حسب نقرير بوتوماك الأمريكي شهدت منطقة الساحل وشمال افريقيا لعام 2014 ما يعادل 289 هجوم
ليبيا 201 هجوم / مالي 25 هجوم / تونس 27 هجوم والجزائر 22 هجوم.
تداعيات الازمة الليبية على الامن القومي الجزائري ( د/ دالع وهيبة)
توسع نشاط الجريمة المنظمة على الحدود الجزائرية – الليبية .
علاقة الجماعات الإرهابية مع الجريمة المنظمة
قدرة الجماعات الإرهابية لتوغل داخل الجزائر مثل احداث اينا ميناس
زيادة النفقات العسكرية الجزائرية وأثرها على التنمية والقطاعات الأخرى
استغلال الجماعات الإرهابية الأوضاع المعيشية الصعبة لشباب لتجنيدهم
استغلال الإرهاب التعدد و التنوع الثقافي في الجزائر لخلق توترات.

تقرير الجلسة الثالثة
ارتكزت الجلسة الثالثة على البحث عن اهم السبل للخروج من الازمة الليبية و يمكن تلخيص اهم اليات التسوية فيمايلي
إقامة مؤسسات وهياكل دولة ليبية فعالة وديمقراطية
بناء دولة الحق والقانون
الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية
وضع المشاريع التنموية والاستغلال الأمثل لثروات الطبيعية لتحقيق التطور الاقتصادي
حماية رجال الاعلام وضع قانون اعلام مواكب للتطورات الحالية
العوائق:
انشار الفوضى وعدم اتفاق الأطراف الفاعلة في ليبيا على مخطط تسوية واحد
انتشار الجماعات الإرهابية
صراع مصالح بين القبائل
تدخل الأطراف الخارجية والتأثير في المشهد الليبي بما يخدم مصالحا الخاصة
أطراف التسوية هم
1- الدول
الجزائر من خلال الدعوة للحوار والتفاوض لإيجاد حل عاجل للازمة
مبادرة دول الجوار وهي النيجر – مالي – تشاد – الجزائر – مصر -تونس
المنظمات الدولية والإقليمية
الأمم المتحدة + الاتحاد الافريقي + الجامعة العربية.

بالتوفيق

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button