دراسات سياسية

مبادئ العلوم السياسية: العمليات السياسية (التنشئة السياسية، والثقافة السياسية)

د. بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى

أولًا| التنشئة السياسية:

تعريف التنشئة السياسية:

v    “إكساب المواطن الاتجاهات والقيم السياسية التي يحملها معه حينما يجند في مختلف الأدوار الاجتماعية”.

v    “تعليم الفرد المعايير الاجتماعية عن طريق مؤسسات المجتمع مما يساعده على التعايش معه”.

v    “اكتساب الفرد لاستعدادات سلوكية تتفق واستمرارية قيام الجماعات والنظم السياسية بأداء الوظائف الضرورية للحفاظ على وجود الجماعات والنظم”.

v    “الأصول الاجتماعية والشخصية لوجهات النظر السياسية”.

v    “مجموعة اتجاهات، ومعارف، وقيم، ومستويات، ومشاعر نحو النظام السياسي وأدواره المختلفة”.

وظائف التنشئة السياسية:

  1. تكسب الفرد ثقافة مجتمعه السياسية.
  2. التنشئة السياسية تسهم في بناء الشخصية، بحيث يتحدد سلوك الفرد السياسي انطلاقًا من ثقافة المجتمع السياسية.
  3. تمكِّن الفرد من التكيف مع النسق السياسي، بمعنى يشعر الفرد بانتماء حقيقي للنسق السياسي كمشارك، أو مؤيد، أو معارض، ولا يشعر بالاغتراب السياسي تجاه الثقافة السياسية السائدة في مجتمعه.
  4. تسهم في نقل الثقافة السياسية من جيل لآخر.
  5. تسهم في تشكيل الثقافة السياسية.
  6. تسهم في تغيير الثقافة السياسية بما يناسب النسق السياسي.

أنواع التنشئة السياسية:

  1. تنشئة سياسية مقصودة: هي ما يتعلمه الفرد في الأسرة، أو المدرسة، أو الأحزاب السياسية.
  2. تنشئة سياسية غير مقصودة: يتعلمه الفرد بدون تخطيط مسبق من خلال التجارب والمواقف الحياتية.

مؤسسات التنشئة السياسية:

  1. الأسرة:

يقضي الطفل السنوات الست الأولى من عمره في حضن أسرته، فالأسرة تلعب دورًا هامًا في تشكيل شخصيته، وتكوين اتجاهاته، وتنميط سلوكه، وتغرس فيه القيم التي تبقي راسخة في عقله وسلوكه حتى يكبر، بالتالي ما يصدر عن الفرد من مواقف سياسية تكون أحيانًا انعكاسًا لرواسب أسرية ماضوية, فأساليب التنشئة الاجتماعية الديمقراطية والدكتاتورية تعكس علاقة الآباء بالأبناء، وتنعكس على شخصية الفرد المستقبلية.

في المجتمع العربي يغلب على أساليب التنشئة الأسرية الشدة والقسوة، وتركز على العقاب الجسدي، والترهيب النفسي أكثر من اعتمادها على الإقناع، والحوار، والحرية. فينشأ عن ذلك فرد سلوكه السياسي تسلطيًا، لا يؤمن بالحوار والنقاش، أو فرد يعتزل السياسة خشية البطش. 

  1. المؤسسات التعليمية:

مع المدرسة يدخل الطفل عالمًا آخر, عالم القراءة والكتابة والتلقين. من خلال المدرسة يزداد وعي الطفل، وتتسع مداركه، ويطلع على أحداث المجتمع، بما فيها الأحداث السياسية، ويبدأ في فهم السياسة كشيء متجسد في أشخاص، ورموز، ومؤسسات. وتلقنه المدرسة أحكامًا قيمة إيجابية أو سلبية حول الشأن السياسي, ونظرًا لأهمية المدرسة في التنشئة الاجتماعية والسياسية لجأت الحكومات لجعل التعليم في مراحله الأولى إلزاميًا، فمن خلال البرامج التعليمية يتمكن الطالب من الإطلاع على عدد من المعلومات السياسية المتعلقة بالدولة.

تؤثر المدرسة في التنشئة السياسية بطريقتين هما:

v    طريقة رسمية: من خلال المناهج المقررة، والتوجيهات الصادرة عن المدرسين.

v    طريقة غير رسمية: من خلال أنشطة حرة كالرحلات، والمسابقات، والندوات.

  1. المؤسسات الدينية:

يقصد بالمؤسسات الدينية: مساجد، وكنائس، ومختلف دور العبادة، وما يرتبط بها من مؤسسات، أو أشخاص يوظفون الدين لتلقين أفكار سياسية عامة لأفراد المجتمع.

يمكن أن نقصر الحديث عن دور المسجد في التنشئة السياسية. إن المسجد على عهد رسول الله r والخلفاء الراشدين من بعده لم يقتصر على أداء الصلوات والشعائر التعبدية، بل كان له شأن عظيم، فمن خلاله كانت تسيّر كافة شؤون المجتمع، وقد تعددت أنشطته، منها: يؤدي المسجد دور مؤسسة تعليمية، فيهتم بإعداد وتربية النشء، فيتعلم الأفراد حفظ القرآن الكريم، وتفسيره، والحديث النبوي، والفقه، والعقيدة. ويقوم بدور مؤسسة تشريعية: يناقش قضايا المجتمع العامة التي تهم عموم الناس، وتتخذ القرارات العامة بالشورى. ويقوم بدور مؤسسة عسكرية: فكانت الجيوش التي شاركت في الغزوات والسرايا على عهد رسول الله r والخلفاء الراشدين تعد وتخرّج من المساجد، بعد أن تشربت المفاهيم الإسلامية في شكلها الصحيح، وتعلمت قيم وأخلاقيات الجهاد في الإسلام: لا تقتل طفلًا، أو شيخًا كبيرًا، أو امرأة، أو راهبًا في صومعته، ولا تقتلع شجرًا… إلخ. كذلك يقوم المسجد بدور مؤسسة إعلامية؛ لإطلاع الناس على كل ما هو جديد في المجتمع من أحداث دينية ودنيوية، وكان بمثابة دار للضيافة: فالوفود التي كانت تفد إلى رسول الله r أو الخلفاء الراشدين من خارج المدينة يتم استقبالها في المسجد. وقام المسجد بدور دار قضاء للحكم والفصل بين المتخاصمين والمتنازعين. من الأدوار الهامة التي أداها المسجد أيضًا كان بمثابة مؤسسة تقدم خدمات الرعاية الاجتماعية للناس.

  1. جماعات الرفاق:

يلعب الرفاق دورًا كبيرًا في تنشئة الفرد سياسيًا واجتماعيًا, فمجرد إعجاب الفرد ببعض الأصدقاء قد يدفعه إلى تنبي أفكارهم السياسية, وقد يكون الفرد لديه قدرة على الإقناع فيشد الأنظار إليه، فيؤثر على زملائه، وقد يتعلم الفرد بعض أنماط السلوك، ويكتسب القيم السياسية من خلال ملاحظته لتصرفات الناس من حوله، وسماع أحاديثهم وتعليقاتهم على الشؤون السياسية فيحاول تقليد من يعجب بهم، أو يتبني أفكارهم. فكلما تقدم الفرد في العمر زاد اكتسابه للمعارف من خارج المنزل، بالتالي يزيد تأثره بالمحيط الخارجي.

  1. المؤسسات الإعلامية:

تشمل المؤسسة الإعلامية: الإذاعة، والتلفزيون، والصحافة المصورة والمكتوبة، والسينما، والمواقع الإلكترونية. تبرز أهمية الإعلام في التنشئة السياسية كونه يحتل مكانة قوية يحسب لها ألف حساب؛ لما تملكه من تأثير على توجهات الأفراد ومواقفهم السياسية, وأذواقهم.

نظرًا لأهمية الإعلام في الحياة السياسية تسعي الحكومات للسيطرة عليه، وتوجهه لخدمتها, وتوظف أكبر عدد من الإعلاميين المتخصصين في مختلف المجالات؛ لتضمن الهيمنة على أفكار الناس. من هنا كان التنافس بين الدول الكبرى للسيطرة على وسائل الإعلام العالمية, فمن يتحكم أكثر بوسائل الإعلام العالمي يؤثر أكثر في الرأي العام والتوجيهات السياسية للمجتمعات.

يعتبر التلفزيون أهم وسائل الإعلام من حيث التأثير على توجيهات الناس السياسية؛ لاقتران الصوت والصورة معًا، ولقدرته على توصيل رسالته لجميع شرائح المجتمع. ولا يفوتنا توضيح أثر مواقع التواصل الاجتماعي في إحداث تغيرات سياسية كبيرة في المجتمع العربي من خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي التي أسقطت رؤساء وحكومات وأتت برؤساء جدد وحكومات جديدة، ـ رغم ملاحظاتنا عليها ـ، فقد كانت انطلاقة هذه الثورات والدعوة لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، تحديدًا موقع الفيس بوك.

مما يجعل وسائل الإعلام ذات تأثير في التنشئة السياسية تمتعها بعدة خصائص، هي:

‌أ.       سهولة الانتشار.

‌ب.  قلة التكاليف.

‌ج.    الشعبية.

‌د.      القدرة على جذب المواطنين بما تقدمه من برامج وحوارات تشد اهتمام الناس.

‌ه.       تنوع المواد التي تقمها كي الفرد ما يريد.

‌و.     السرعة في إيصال المعلومات للناس.

  1. الأحزاب السياسية:

سنتحدث عنها بشكل مفصل في الفصل الخامس.

ثانيًا| الثقافة السياسية:

تعريف الثقافة السياسية:

الثقافة السياسية جزء من ثقافة المجتمع العامة، فهي تعكس طرق التفكير، والشعور، والسلوك السياسي الخاص بجماعة ما. فالفرد إذا حمل قيمًا سياسية، أو مارس سلوكًا سياسيًا متناقضًا مع ثقافة المجتمع يعتبر سلوكًا شاذًا.

من تعريفات الثقافة السياسية:

¬    “تمثل الأهداف المشتركة والقواعد العامة المقبولة”.

¬    “العامل الذي يفسر أنماط التعارض السياسي”.

¬    “المحيط الفكري والعقلي الذي تتشكل فيه السياسة، ويتم تفسيرها، والحكم عليها”.

¬    “هي المعرفة، ومعتقدات وقيم الأفراد والمجتمعات، ومواقفهم تجاه الحكومة والسياسة”.

خصائص الثقافة السياسية:

  1. مجموعة قيم واتجاهات.
  2. ثقافة فرعية: أي جزء من ثقافة المجتمع السائدة.
  3. متغيرة: أي لا تثبت على حال.
  4. مختلفة: أي تختلف من مجتمع لآخر.
  5. غنية: هي حصيلة تجارب وخبرات حياتية، تحددها عوامل اجتماعية، واقتصادية، ودينية، وتعليمية… إلخ.
  6. متنوعة: بتنوع روافد الثقافة.

عناصر الثقافة السياسية:

حدد روبيرت داهل عناصر الثقافة السياسية في النقاط الآتية:

  1. التوجهات الخاصة لحل المشكلات: قد تكون برجماتية نفعية، أو عقلانية.
  2. التوجهات نحو السلوك الجمعي: هل تشمل قيم التعاون والاندماج بين أفراد المجتمع، أم صدامية وانشقاقية؟.
  3. التوجهات نحو النسق السياسي: هل تكرس قيم الولاء للنظام السياسي، أم تقف منه موقف اللامبالاة؟.
  4. التوجهات نحو الأشخاص الآخرين: هل يغلب عليها الثقة أم فقدان من الثقة؟.

أنماط الثقافة السياسية:

¬  الثقافة الرعوية: تمثل الثقافات المحلية القائمة على علاقات القرابة والعرف والدين، هي ثقافة ما قبل الثقافة السياسية الخاصة بالدول، تنتشر في دول العالم الثالث الذي تلعب فيه العلاقات القرابية، والعشائرية، والطائفية دورًا في تحديد الولاء والانتماء السياسي.

¬    ثقافة الخضوع.

¬    ثقافة المشاركة.

النوعان الثاني والثالث يسودان في المجتمعات المتطورة التي وصلت لمرحلة الدولة الوطنية أو دولة المؤسسات.

مكونات الثقافة السياسية:

  1. المرجعية: تمثل فكر المجتمع. المرجعية السياسية يجب أن تحظى برضا غالبية شرائح المجتمع، كالمرجعية الديمقراطية، والاشتراكية، والعلمانية، والدينية.
  2. المصلحة العامة: التوجه الفردي يسعى إلى تغليب المصالح الشخصية، فهو يختلف عن المصلحة العامة التي تتجه نحو العمل الجماعي والصالح العام. تلعب الثقافة السياسية دورًا مهمًا في تحقيق المصلحة العامة.
  3. النظام السياسي: الثقافة السياسية تدعم النظام السياسي، وتغذيه بالمعلومات المستوحاة من الواقع، وتحافظ على بقائه واستمراره.
  4. الإحساس بالهوية: يشترط في حياة الأفراد السياسية الشعور بالانتماء للدولة ومؤسساتها، فهذه تضفي شرعية على نظام الحكم، وتطيل عمره، وتساعده على تجاوز أزماته.

تصنيفات التفافة السياسية:

  1. الثقافة المشاركة: تعتمد على رغبة الأفراد في المشاركة السياسية.
  2. الثقافة المغلقة: تتمثل بانسحاب بعض الفئات الاجتماعية من المشاركة السياسية، غالبًا تكون هذه الفئة غير قابلة للانخراط في النظام السياسي.
  3. الثقافة شبه المشاركة: تكون درجة تحمل المسؤولية شبه معدومة، فتكون المشاركة محدودة، حيث يهتم الفرد بالمشاركة في القرارات ذات العلاقة بالحياة الفردية.

مؤشرات الثقافة السياسية:

1)    مجال السياسة.

2)    ارتباط الغايات والأساليب في السياسة.

3)    معايير تقييم العمل السياسي.

4)    القيم الكامنة خلف التصرف السياسي.

جوانب الثقافة السياسية:

1)    الجانب المعرفي: كالإدراك والوعي السياسي.

2)    الجانب العاطفي: كالانطباع والتأثير.

الجانب التقويمي: الحكم على أداء السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.

ثالثًا| الهوية السياسية:

تعرف الهوية السياسية:

“مجموعة التوجهات التي تتكون لدي الفرد نحو العالم السياسي”.

أبعاد الهوية السياسية:

  1. العواطف السياسية: جوهر الهوية السياسية مجموع الانتماءات السياسية التي يكونها الأفراد، هذه العواطف قد تكون موجهة نحو جامعة وطنية، كالقول (أنا فلسطيني، أو عربي، أو إسلامي)، وقد تتضمن الارتباط ببعض الرموز السياسية كالقول: (أنا إسلامي، أو يساري)، وترتبط العواطف السياسية بالمعتقدات والآراء الدينية.
  2. المعارف والتقويمات: يطورها الفرد عن طريق البناء السياسي، وتقييم الأدوار السياسية المختلفة، وتقدير إنجازات الأحزاب، وفهم الحقوق والواجبات.
  3. التوجهات: تتخذ شكل استجابات للأحداث السياسية.

عناصر الهوية السياسية:

  1. القيم والمعتقدات الأساسية ذات المدلول السياسي المباشر وغير المباشر.
  2. العواطف والاتجاهات والميول السلوكية ذات المنحى السياسي.
  3. المعارف السياسية.

عوامل تطور الهوية السياسية:

  1. شكل وطبيعة أداء النظام السياسي.
  2. أنماط الخبرات والعلاقات التي يكونها الفرد مع الأفراد والجماعات الأخرى.
  3. القدرات والمهارات الخاصة.

رابعًا| المشاركة السياسية

تعريف المشاركة السياسية:

“نشاط اختياري يهدف إلى التأثير في سياسة الدولة العامة، واختيار القادة السياسيين بغض النظر إذا كان هذا النشاط منظمًا أو غير منظم”.

يرتبط معدل المشاركة السياسية بعدة متغيرات: كالتعليم، والدخل، ومحل الإقامة، والسن، والتعليم… إلخ.

معدل المشاركة بين الشباب أكبر من الشيوخ، وعند الذكور أعلى من الإناث، وفي الحضر أكثر من الريف.

تلعب وسائل الإعلام دورًا مؤثرًا في الوعي السياسي للمواطنين.

أنواع المشاركة السياسية:

1)    المشاركة السياسية الرسمية: تكون من خلال أجهزة السلطة الرسمية في الدولة، ومراكز صنع واتخاذ القرار.

2)  المشاركة السياسية غير الرسمية: تكون من خلال الأحزاب السياسية، وجماعات الضغط؛ بهدف تحقيق مصالح ومكاسب حزبية وخاصة.

مستويات المشاركة السياسية:

  1. ممارسو النشاط السياسي: هؤلاء يجب أن تتوفر فيهم شروط، مثل: العضوية في منظمة سياسية، التبرع لمنظمة سياسية، الالتزام بحضور الاجتماعات السياسية، دعم مرشح سياسي، المشاركة في الحملات الانتخابية.
  2. المهتمون بالنشاط السياسي: يضم المقترعين الذين يصوتون في الانتخابات، ويتعاملون مع الأحداث السياسية في المجتمع.
  3. الهامشيون: لا يهتمون بالعمل السياسي، ولا يميلون إلى السياسة، وإن كان لهم نشاط سياسي فو ضعيف، وفي أوقات اضطرارية.
  4. المتطرفون: يعملون خارج الأطر الشرعية، ويلجئون إلى العنف.

عناصر المشاركة السياسية:

‌أ.       المساواة: أي المساواة بين كل المواطنين في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية، كحقي: الترشح، والانتخاب.

‌ب.  سيادة الشعب: يعكس ذلك وسائل متعددة، مثل: الاستفتاء، والتمثيل البرلماني، والانتخابات، والمشاركة في الأحزاب.

‌ج.    احترام حياة الإنسان: ليتحقق ذلك يجب أن يسود التسامح كافة شرائح المجتمع.

‌د.      حكم القانون: يجب المساواة بين الجميع أمام القانون.

‌ه.       احترام الحريات الفردية: كحرية التعبير عن الآراء السياسية، وحرية الصحافة، وحرية تنظيم الأحزاب، وحرية التظاهر.

أسباب الامتناع عن المشاركة السياسية:

1- تأثير التنشئة السياسية الخاطئة التي عززت لدى الأفراد فكرة الابتعاد عن السياسة وهمومها، وترك الأمور السياسية لأهلها.

2-  الخوف من السلطة الحاكمة، هذا الخوف ناتج عن واقعة محددة تعرض بسببها المواطن للضرر كالسجن، أو الضرب… إلخ.

3-  الجهل والأمية.

4-  ضعف الحس الوطني، وغياب الإحساس بالمسؤولية لدي بعض أفراد المجتمع.

دوافع المشاركة السياسية:

  1. الدوافع النفسية: يسعي الفرد للمشاركة السياسية لإثبات وجوده، وتأكيد ذاته كإنسان حر، قادرًا على اتخاذ موقف ما في موضوع سياسي معين.
  2. الوعي السياسي: يتعامل الأفراد مع المشاركة السياسية كواجب الوطني.
  3. أداة للتعبير عن المطالب: فالمشارك في الاستفتاء، أو الانتخابات، أو الانتماء لحزب ما يكون دافعه تلبية مطالب يرى انه بهذه المشاركة سيحققها.
  4. دوافع دينية أو عرقية: يظهر عند الحركات القومية والجماعات الدينية، حيث يجد أفراد هذه الجماعات أداه فعالة لإظهار فكرهم القومي أو الديني.
  5. الخوف من السلطة: هذا النوع من المشاركة يوجد في بعض دول العالم الثالث، فالأفراد يرون في التصويت في الانتخابات، أو الخروج في مظاهرة تدعو لها الدولة أوامر سلطوية يجب تنفيذها.
  6. طلب منصب أو موقع وظيفي أفضل: العديد من الأفراد يجدون في السلطة ومؤسساتها مواقع للعمل، ويجدوا منها ما يناسب طموحاتهم.
  7. ضد خطر متوقع: قد يكون المواطن غير مهتم بالمشاركة السياسية، لكن عندما يشعر أن هناك مشكلات تمر بها البلد تهدد مصالحه، أو معتقداته عندها يظهر اهتمامه بالحياة السياسية.
  8. مظهر من مظاهر التضامن العائلي أو القبلي: المشارك ليس له أي ميول سياسية، ولا يرغب في شغل منصب سياسي، ولا ينتمي لأي جماعة سياسية. لكنه يشارك في الانتخابات؛ ليدعم قريبه. هذه المشاركة وقتية وحسب الظروف. 

مؤشرات المشاركة السياسية:

  1. تشير للدعم الجماهيري للسلطة.
  2. تشير لتأثير المواطنين في القرارات السياسية.
  3. ترتبط ببعض السلوكيات، مثل: (الترشح، والانتخاب، والعصيان المدني، والانتفاضة، والإضراب… إلخ).
  4. تقترن بالتمثيل النيابي في المجتمعات الكبيرة.
  5. تشير لمشاركة الأفراد في بعض المظاهر السياسية مثل: الانضمام لأحزاب سياسية، وحضور المؤتمرات العامة، ومناقشة القضايا العامة.

خامسًا| الانقلاب والثورة

تعريف الانقلاب:

“إزاحة مفاجئة للحكومة بفعل مجموعة تنتمي لمؤسسات الدولة، ـ عادة يكون الجيش ـ، وتنصِّب سلطة غيرها مدنية أو عسكرية”.

يعد الانقلاب ناجحًا إذا تمكن الانقلابيون من فرض هيمنتهم على مؤسسات الدولة السيادية، والسيطرة وسائل الإعلام. فإذا لم ينجح الانقلاب فإن اندلاع حرب أهلية وارد. القوات المسلحة ليست هي العنصر الوحيد لتعريف الانقلاب، فقد ظهر مؤخرًا مفهوم “الانقلاب الديمقراطي” الذي يأتي استجابة لحراك شعبي ضد نظام سلطوي أو شمولي فيسقط ذلك النظام بغرض إجراء انتخابات نزيهة لقيادة مدنية.

في العادة تحدث الانقلابات العسكرية؛ لأن الحكومة تكون أضعف من أن تستطيع الحكم، في المقابل القوى الثورية أضعف من أن تستطيع الوصول إلى السلطة.

العوامل التي تساعد على قيام الانقلاب:

  1. تضاؤل احترام الحكومة أو الحزب الحاكم، يدفع لاستخدام القوة العسكرية؛ لإقرار النظام، وتوفير الحماية، وهو يعني فقدان شرعية النظام الحاكم.
  2. الانشقاقات بين القيادات السياسية.
  3. احتمال تدخل قوة خارجية.
  4. احتمال عدوان من دولة انقلابية مجاورة.
  5. احتمال تمرد اجتماعي نتيجة حكم الأقلية.
  6. الأزمات الاقتصادية وما يرافقها من مشكلات كالفقر، والبطالة، والفساد الإداري، وزيادة نسبة الديون الخارجية… إلخ.
  7. انتشار الفساد في مؤسسات السلطة والأحزاب.
  8. اعتقاد نخبة القوى العسكرية أنهم الأجدر والأقوى للنهوض بالمجتمع.
  9. التأثير الأجنبي، من خلال تلقي قيادات عسكرية الدعم من قوات أجنبية.
  10. هزيمة الجيش الوطني بواسطة قوى أجنبية.

تعريف الثورة:

عرفها القاموس الفلسفي: “نقطة تحوّل في الحياة الاجتماعية تتميز بالقضاء علي النسق القديم, وإقامة نسق اجتماعي جديد يحل محل النسق القديم”.

خصائص الثورة:

1)    حركة لجماعة تمثل قطاع كبير من المجتمع ضد جماعة أخرى أصغر منها تسيطر على القوة السياسية.

2)    ترفض أنصاف الحلول، والإصلاحات الشكلية، وتؤمن بالتغيير الجذري المباشر.

3)    تأتي بتغيير سريع ومفاجئ في توزيع عوائد النظام السياسي والقوة السياسية.

نتائج الثورة:

  1. تحقق الشهرة العالمية للمجتمع الذي قامت فيه الثورة.
  2. تمهد لقيام ثورات أخرى بين جيرانها، مثل: ما يسمى بثورات الربيع العربي.
  3. تحقيق الحرية للمجتمع، وإحداث تغييرات في نظم المجتمع.
  4. الالتفاف حول القيادة الثورية الجديدة باعتبارها تسعى إلى تحقيق آمال الجماهير.
  5. تدفع الجماعات للتوحد والدفاع عن مصالحها بكل ما لديها من قوة ضد الجماعات الخارجية.

الفرق بين الانقلاب، والانقلاب الثوري، والثورة:

|    الانقلاب: هو انتقال السلطة من فئة قليلة إلى فئة قليلة من نفس طبقة الفئة الأولى التي كانت تسيطر على الحكم، وذلك بواسطة الجيش، دون أن يؤثر ذلك على توزيع القوة السياسية في المجتمع. بمعنى آخر: تغيير في وجوه الحكام دون تغيير في أحوال المحكومين.

|    الانقلاب الثوري: هو انتقال السلطة من فئة قليلة إلى فئة قليلة أخرى، لكنها ليست من نفس الفئة الأولى، بواسطة الجيش، وبدون مشاركة شعبية فعلية، لكن مع تغيير القوى السياسية في المجتمع، ومنح الشعب مشاركة أوسع.

الثورة: هو انتقال السلطة من فئة قليلة إلى الشعب بعد حركة اجتماعية ثورية؛ نتيجة توترات داخل النظام السياسي، ترتب عليها انفجار شعبي حطم النظام السياسي، وأدى لاستيلاء الجماهير على السلطة، وإحداث تغير مفاجئ وسريع في السلطة السياسية وتوزيع القوة السياسية في المجتمع.

المرجع| بسام أبو عليان، مبادئ العلوم السياسية، مكتبة الطالب الجامعي، خانيونس، 2020. 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى