دراسات عسكرية

دراسة شاملة حول تطور أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها

مقدمة

يشهد العالم تطوراً كبيراً ومستمراً في تكنولوجيا أسلحة الهجوم الجوى، وكذا وسائل حملها، والتي تمثل تهديداً مباشراً لأنظمة الدفاع الجوى، والمتمثلة في الإخفاء الراداري، وفي القدرة على العمل نهاراً وليلاً وفى كافة الظروف الجوية، باستخدام أجهزة الملاحة ونظم التوجيه الحديثة، إضافة إلى زيادة مدى العمل والقدرة العالية على المناورة.

أظهرت الحروب الحديثة بعض التهديدات التي أفرزتها التكنولوجيا العالمية، ومنها استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار، والطائرات العمودية المسلحة المضادة للدبابات، فضلاً عن الدور الذي تلعبه الصواريخ الباليستية أرض/ أرض، والصواريخ الطوافة، ما يؤكد أن العمليات العسكرية المقبلة سوف تحسمها أسلحة الجو.

أسهم التطور الهائل في خصائص وإمكانيات وأساليب قتال أسلحة الجو، في تغيير شكل الحرب الحديثة تغيراً شاملاً. وأدى الاستخدام المركز والمفاجئ لوسائل الهجوم الجوى الحديثة، إلى قدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الجوى من كافة الاتجاهات والارتفاعات، وتحت مختلف الظروف، ما نتج عنه تطور وتعقد أنظمة وأساليب استخدام منظومة الدفاع الجوى لمجابهتها.

وتسعى دائماً الدول المتقدمة لامتلاك التكنولوجيا المتطورة، وتوظيفها في الأسلحة الجوية، ليتأتى لها السيطرة الجوية وعزل ميدان المعركة في المراحل الافتتاحية، وذلك بامتلاك الطائرات الحديثة، التي تعمل بمفهوم الإخفاء الكلى والجزئي، والطائرات الموجهة من دون طيار، للعمل ضد أنظمة الدفاع الجوى من خارج مناطق التدمير، للتغلب على منظومة الدفاع الجوى بأقل خسائر ممكنة، ومنعها من التصدي لها.

تُشكل منظومة الدفاع الجوى في الحروب الحديثة خطورة كبيرة على أعمال قتال القوات الجوية، الأمر الذي يستلزم ضرورة التغلب على هذه المنظومة في أسرع وقت ممكن. وقد ثبت أنه لا يوجد نظام دفاع جوى لا يمكن اختراقه؛ ولكن المهم هو وجود القدر الكافي من المعلومات الكاملة والدقيقة عن العدائيات الجوية، وفى الوقت نفسه تقليل المعلومات عن منظومة الدفاع الجوى، لعدم تحقيق مفاجأة القوات أثناء اقترابها، والوقوف حائلاً دون تحقيق مهامها.

ولضمان مجابهة العدائيات الجوية بأنواعها المختلفة، والتي تهدد باختراق أنظمة الدفاع الجوى، يتطلب ذلك تكامل وترابط عناصر المنظومة، التي تبدأ بعناصر استطلاع العدو الجوي، وإنذار القوات عنه، وتوافر المعلومات للعناصر الإيجابية والمقاتلات للتعامل معها، من خلال نظام قيادة وسيطرة، مع تأمينه بأعمال الحرب الإلكترونية.

ويعد العمليات الجوية للقوات المتحالفة في حرب الخليج الثانية، وعمليات كوسوفا، وحرب أفغانستان، مجالاً خصباً لتجربة أنواع جديدة من الطائرات وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة، التي لم تُستخدم من قبل؛ وكذلك تطبيق فكر واستخدام وأساليب وتكتيكات العملية الجوية، التي تناسب متطلبات الحرب الحديثة.

أسلحة الهجوم الجوى الحديثة، واتجاهات تطويرها عالمياً

أكدت الدروس المستفادة من العمليات الجوية الحديثة، أهمية السيطرة الجوية. كما أبرزت ملامح جديدة لاستخدام العدائيات الجوية، بشكل عام، واستخدام أسلحة الهجوم الجوي الحديثة بشكل خاص، وتطبيقات جديدة للتكنولوجيا العالمية، على أساس أن القوة الجوية تمثل أخطر وأهم أسلحة الردع في الحروب التقليدية. وفي ضوء ذلك تطورت وسائل وأساليب العدائيات الجوية بشكل كبير، ومن ثم أسلحة الهجوم الجوي، بكافة أنواعها، والتي ظهر الاستخدام الموسع لها خلال العمليات الجوية في الحروب الحديثة.

أدت كل هذه التطورات إلى امتلاك الدول المتقدمة والطموحة البُعد الجوي والفضائي، والعمل على تطويرهما المستمر، وإدخالها هذا التطوير في استخدامات الصواريخ الباليستية بأنواعها ومدياتها، والصواريخ الطوافة والطائرات الخفية والطائرات الموجهة من دون طيار، والتوسع في استخدام الحرب الإلكترونية الأرضية والمحمولة جواً، إضافة إلى حرب المعلومات. وهذا هو التهديد الرئيسي لمنظومات الدفاع الجوي.

ملامح التطور في وسائل وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

تتعدد العمليات الجوية الحديثة لتشمل أسلحة الهجوم الجوي بأنواعها، الموجهة والحرة، ووسائل حمل هذه الأسلحة للوصول إلى أهدافها، من طائرات قتال مختلفة، وطائرات عمودية مسلحة، وطائرات موجهة من دون طيار، إضافة إلى الصواريخ الباليستية والطوافة. وتعتمد العمليات الجوية في عملها على منظومات متنوعة، تساعد على تعظيم التأثير التدميري، وتشمل طائرات القيادة والسيطرة، والطائرات المجهزة بأجهزة الحرب الإلكترونية، فضلاً عن الأقمار الصناعية التي تستخدم في الاستطلاع الدقيق لمسرح العمليات، وتوجيه الصواريخ الباليستية والطوافة.

وقد ظهر بوضوح مدى تأثير التقدم العلمي والتقني الهائل، في تطوير وسائل وأسلحة وأساليب الهجوم الجوى، ما أدى إلى تعاظم دورها في إدارة الصراع المسلح في الحروب الحديثة.

وأظهرت الحروب الحديثة، وأخرها حرب أفغانستان، دور القوات الجوية في التمهيد للنصر. ولعبت أنظمة الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار، دوراً كبيراً في استخدامها في أغراض الاستطلاع والقتال الجوي وحمل الأسلحة التقليدية والذكية. ويُحتمل أن يكون حمل أسلحة الدمار الشامل، من إحدى مهام هذه الأنظمة مستقبلاً.

وتتعدد وتختلف أدوار وأساليب القتال الجوى، بهدف تحقيق المفاجأة للقوات المعادية، من ناحية، والاقتصاد في الجهود والإمكانيات المادية والبشرية، من ناحية أخرى، ما يبرز أهمية التوسع في استخدام الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار.

وقد شملت ملامح التطوير في أسلحة الجو الحديثة، وطائرات القتال، استخدام تقنيات الإخفاء، والقدرة على العمل في كافة الأوقات، والقدرة على القتال الجوي بكفاءة عالية، والتزود بالوقود جواً، وتطوير المحركات بمفهوم توجيه فتحات العادم، وزيادة المدى وزمن البقاء في الجو، إضافة إلى إنتاج طائرات قتال وطائرات عمودية مسلحة، ضد وسائل الدفاع الجوى، وتطوير قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية. كما شمل التطوير طائرات الإنذار المبكر، والقيادة والسيطرة، والطائرات الموجهة من دون طيار، إضافة إلى تطوير الصواريخ الباليستية (أرض/ أرض)، والصواريخ الطوافة، والأهداف الخداعية.

وفي إطار الثورة في الشؤون العسكرية بمختلف مجالاتها، يؤكد الخبراء ورجال الفكر العسكري أن من سيمتلك التكنولوجيا، سيكون النصر حليفه في حروب المستقبل.

ويعد التطور الحاد والسريع في القوات الجوية وأنظمة تسليحها، انعكاساً للثورة في الشؤون العسكرية.

وتشمل ركائز الحرب الحديثة، من خلال الثورة في الشؤون العسكرية، الآتي:

  1. الاعتماد على القوة الجوية، كركيزة أساسية لحسم الحرب.
  2. الاعتماد على الأسلحة الذكية ذات الإصابة الدقيقة.
  3. الاعتماد على النوع وليس الكم.
  4. الاعتماد على الحرب الرقمية.

أولاً: اتجاهات التطور في طائرات القتال

  1. العمليات الجوية الحديثة

أكدت الدروس المستفادة من العمليات الجوية الحديثة، أهمية الحصول على السيطرة الجوية. كما أبرزت ملامح جديدة لاستخدام العمليات الجوية، بشكل عام، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، بشكل خاص، وتطبيقات جديدة للتكنولوجيا العالمية، على أساس أن القوة الجوية تمثل أخطر وأهم أسلحة الردع في الحروب التقليدية. وفى ضوء ذلك تطورت وسائل وأساليب العمليات الجوية بشكل كبير، ومن ثم أسلحة الهجوم الجوي بكافة أنواعها، والتي ظهر الاستخدام الموسع لها خلال العمليات الجوية في الحروب الحديثة.

وتشمل العمليات الجوية الحديثة:

أ. الأهداف الجوية بأنواعها (طائرات القتال ـ الطائرات العمودية)، ذات السطح الراداري العاكس الصغير.

ب. الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار.

ج. أسلحة الهجوم الجوي الحديثة.

د. أنظمة الصواريخ (أرض/ أرض)، والصواريخ الطوافة.

هـ. أنظمة الحرب الإلكترونية والمحمولة جواً.

و. العمليات الأخرى مثل (النبضة الكهرومغناطيسية ـ حرب المعلومات).

  1. الأهداف الجوية بأنواعها (طائرات القتال ـ الطائرات العمودية) ذات السطح الراداري الصغير

يُعد تقليل مساحة السطح الراداري العاكس للأهداف الجوية، إحدى الصعوبات المستخدمة ضد أجهزة الرادار؛ فمنذ ظهور أجهزة الرادار خلال الثلاثينيات من القرن السابق، واستخدامها في الأغراض العسكرية، استمرت البحوث لإيجاد وسيلة يمكن بها إخفاء الأهداف الجوية عن الكشف الراداري، وذلك بتبني مفهوم تقليل مساحة السطح الراداري العاكس للأهداف الجوية، وكذلك استخدام تكنولوجيا الإخفاء التي تحقق الآتي:

أ. منع وسائل الدفاع الجوي من اكتشاف الأهداف الجوية رادارياً، ومن ثم تقليل زمن الإنذار المتيسر لرد الفعل.

ب. تقليل كفاءة الكشف والتوجيه لأنظمة الدفاع الجوى.

ج. إجبار أجهزة الرادار على زيادة قدرات الإرسال، ومن ثم احتمال اكتشافها بأنظمة الاستطلاع المعادية.

د. تقليل قدرة الإعاقة اللازمة للحماية الذاتية، ما يمكن الطائرة من استخدام مستودعات الإعاقة المحمولة جواً ذات الأحجام والأوزان الصغيرة.

  1. المصاعب الناتجة عن الأهداف الجوية بأنواعها ذات المقطع الراداري الصغير، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. تقليل مدى الكشف الراداري بدرجة كبيرة، مع صعوبة اكتشاف الطائرات المخفاة والموجهة من دون طيار.

ب. يؤدى الهجوم بأعداد كبيرة جداً من الطائرات (القتال ـ الموجهة من دون طيار) إلى إرباك أطقم القتال بأجهزة الرادار/ مراكز القيادة، وتشبع نظم القيادة والسيطرة الآلية، مع صعوبة تميزها وتتبعها، إضافة إلى عدم إمكانية إذاعتها من مراكز القيادة اليدوية.

ج. يمثل الطيران المنخفض أهم المصاعب لوحدات الرادار والإنذار، نظراً لمدى الكشف الراداري المحدود الذي يؤدي إلى انخفاض أزمنة الإنذار.

  1. اتجاهات التطور في طائرات القتال

يشمل التطور زيادة الإمكانيات والقدرات (السرعة ـ المناورة ـ المدى ـ إمكانية العمل مع الارتفاعات المختلفة ـ العمل في جميع الأجواء ـ التسليح والتزود بأسلحة إلكترونية حديثة)، لبناء قوة جوية متنوعة متكاملة العناصر، وذات إمكانيات ردع وقدرة عالية على تنفيذ مهام بعيدة المدى، ليلاً ونهاراً ، لمواجهة اتساع مسارح العمليات المقبلة، وذلك من خلال تحقيق الآتي:

أ. تطوير تكنولوجيا بناء الطائرات من المواد المركبة، واستخدام تكنولوجيا الأجنحة المتحركة، لتقليل مقاومة الرياح وزيادة المناورة.

ب. تفوق نوعي باستخدام الأجيال المتطورة من الطائرات والأسلحة والوسائل الإلكترونية، مع تنمية معدلات التحميل والقدرة التدميرية والوسائل متعددة التوجيه، والتي تتميز بدقة التصويب.

ج. القدرة على الهبوط والإقلاع العمودي، أو من مدارج صغيرة.

د. العمل العميق باستثمار الأجيال المتطورة من طائرات المهام بعيدة المدى، وأعمال التطوير في مجال إعادة التزود بالوقود جواً، لتغطي كافة طائرات القتال وطائرات المعاونة الجوية والقيادة والسيطرة.

هـ. استخدام تكنولوجيا الطائرات المخفاة، وتطوير وسائل الاستشعار والإنذار لها، لزيادة مدى القذائف المزودة بها.

و. تزويد طائرات القتال بمنظومات متكاملة من الوسائل الرادارية، لكشف وتحديد الأهداف، التي تعمل على مدى أكبر من 150 كم، مع زيادة إمكانيات العمل الليلي بتزويد الطائرات بأجهزة ومعدات رؤية ليلية، إضافة إلى نظم التسليح الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.

ز. إحلال طائرات القتال الحديثة (F-15, F-16) محل الأنواع القديمة.

  1. ملامح التطور في طائرات القتال عالمياً

أ. تطور وسائل ومعدات الملاحة لزيادة القدرة على الطيران على الارتفاعات المنخفضة جداً، من خلال أنظمة تتبع التضاريس الأرضية، والقدرة على الوصول للأهداف بدقة عالية ليلاً، بواسطة وسائل الرؤية الليلية.

ب. زيادة المدى وزمن البقاء في الجو، من خلال زيادة سعة خزانات الوقود، أو استخدام أنظمة التزود بالوقود في الجو، وكذلك تطوير المحركات لتقليل استهلاك الوقود. ويتجه التطور المستقبلي إلى تصنيع محركات تعمل بالطاقة الشمسية والوقود، في آن واحد.

ج. زيادة القدرة على العمل في كافة الأجواء، من خلال تطوير أنظمة التصويب وتقدير المسافة، باستخدام مجالات الأشعة تحت الحمراء، والليزر، والرادارات الملليمترية، ونظم الملاحة الفضائية.

د. تقليل البصمة الحرارية والصوتية، من خلال الأساليب الفنية، وتغيير مكان خروج العادم أو تشتيته أو تبريده قبل خروجه، أو تحويل العادم إلى أعلى مع استخدام كاتم الصوت.

جدول

المواصفات الفنية والخواص القتالية لطائرات القتال الحديثة

الدول المستخدمة التسليح الحمولة الأداء الجنسية النوع اسم الطائرة
روسيا ·   قنابل تقليدية/ موجهة

·   صواريخ حرة/ موجهة

حتى 5 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2 ماخ.

·       مدى العمل: 1500 كم

·      ارتفاع العمل: 15 كم

روسيا مقاتلة قاذفة ميج 35
روسيا ـ ليبيا ·    2 مدفع عيار 30 مم.

·       قنابل تقليدية.

·   صواريخ جو/ سطح 47-KERRY.

من خلال 8 نقاط تحميل ·   أقصى سرعة: 2300 كم/ ساعة.

·    مدى العمل: 400 – 360 كم

·      ارتفاع العمل: 4 كم

روسيا معاونة أرضية سوخوي-22
روسيا ـ العراق ـ ليبيا ·       مدفع عيار 30 مم

·       قنابل تقليدية.

·   صواريخ حرة/ موجهة/ مضادة للإشعاع الراداري.

حتى 11 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2.8 ماخ.

·       مدى العمل: 1200 كم.

·      ارتفاع العمل: 17 كم.

روسيا قاذفة تكتيكية سوخوي-24
روسيا ·       مدفع عيار 30 مم

·   قنابل حرة/ موجهة/ صواريخ مستودعات.

·   صواريخ حرة أو موجهة جو/ أرض.

حتى 4.5 طن تسليح ·   أقصى سرعة: 1000 كم/ ساعة

·      مدى العمل: 800 كم.

روسيا هجومية ومعاونة سوخوي-25
روسيا ·       مدفع عيار 30 مم

·   قنابل حرة/ موجهة.

حتى 6 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2 ماخ.

·      مدى العمل: 1500 كم.

روسيا مقاتلة سوخوي-27
روسيا ·       مدفع عيار 30 مم

·   قنابل حرة/ موجهة

·   صواريخ حرة/ موجهة جو/ جو ـ جو/ أرض

حتى 2.6 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 1.7 ماخ.

·   مدى العمل: 1400 – 2100 كم.

·      ارتفاع العمل: 15 كم.

روسيا مقاتلة قاذفة YAK-141
الولايات المتحدة الأمريكية ·    قنبلتان 2000 رطل

·   صاروخ جو/ أرض (هارم) ـ صاروخ جو/ جو (سبارو ـ أمرام)

·       أقصى سرعة: 0.95 ماخ

·   مدى العمل: 1500 كم مع إمكانية تزويدها جواً

·      ارتفاع العمل: 20 كم.

أمريكية مقاتلة قاذفة خفيفة جميع الأجواء F-117A
الولايات المتحدة الأمريكية ـ إيران ·       مدفع عيار 20 مم

·   صاروخان جو/ جو (فونكس) موجه راداري

·   صاروخ سايدويندر حراري/ سبارو راداري

حتى 7 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2.3 ماخ

·       مدى العمل: 1200 كم

·      ارتفاع العمل: حتى 15كم

أمريكية مقاتلة متعددة المهام F-14 Tomcat
الولايات المتحدة الأمريكية ـ إسرائيل ـ السعودية ·   مدفع عيار 30 مم سداسي.

·       حمولة قنابل حرة.

·   4 صواريخ شرايك جو/ أرض.

·   4 صواريخ سايدويندر أو سبارو جو/جو.

(يمكنها حمل صواريخ (أمرام وأسرام)

أقصى حمولة حوالي 7.5 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2.5 ماخ

·       مدى العمل: 1800 كم

·      ارتفاع العمل: حتى 15كم

أمريكية مقاتلة اعتراضية وسيطرة جوية جميع الأجواء F-15 Eagle
الولايات المتحدة الأمريكية ـ إسرائيل ـ مصر ـ السعودية ·   صواريخ جو/ جو ـ جو/ أرض ـ جو/ سطح.

·   مدفع عيار 20 مم ثنائي.

حوالي 7.5 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2 ماخ

·       مدى العمل: 950 كم.

·      ارتفاع العمل: حتى 25كم

أمريكية مقاتلة قاذفة F-16 Falcon
الولايات المتحدة الأمريكية ·   مدفع 20 مم سداسي.

·   صواريخ جو/ أرض موجهة ـ صواريخ جو/ جو (سايدويندر/ أمرام)

7.7 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 1.8 ماخ

·       مدى العمل: 750 كم

·      ارتفاع العمل: حتى 15كم

أمريكية مقاتلة قاذفة ذات مقعد واحد F-18 Hornet
الولايات المتحدة الأمريكية ·      – ·       أقصى سرعة: 0.9 ماخ

·   ارتفاع العمل: حتى 54.700 كم

أمريكية مقاتلة F-20
لم تُستخدم ·   أحدث أنواع صواريخ جو/ جو، خاصة الصاروخ AMRAAM الموجه راداري/ إيجابي ·   أقصى سرعة: أكبر من 2 ماخ (تطبيق مبدأ الإخفاء Stealth) أمريكية مقاتلة F-22
لم تستخدم ·   صاروخ AMRAAM ·   أقصى سرعة: أكبر من 2 ماخ (تطبيق مبدأ الإخفاء Stealth) أمريكية مقاتلة F-23
الولايات المتحدة الأمريكية ·   قنابل: تلف/ حراري/ ليزر ـ صواريخ (هارم ـ شرايك ـ أمرام)

·   قنابل موجهة AGM-130.

·   6 صواريخ جو/ جو.

(يُمكن أن تزود بصاروخان هارم المضاد للإشعاع)

15.5 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2.2 ماخ

·       مدى العمل: 2000 كم

·      ارتفاع العمل: 15.5 كم

أمريكية مقاتلة قاذفة F-111
الولايات المتحدة الأمريكية ـ إسرائيل ـ مصر ـ حلف الناتو ·   مدفع عيار 20 مم سداسي

·   قنابل: تقليدية/ موجهة

·   4 صواريخ جو/ جو (سبارو ـ سايدويندر)

·   صواريخ حرة موجهة

7.250 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2.4 ماخ

·    مدى العمل: 640 – 1660 كم

·      ارتفاع العمل: 17 كم

أمريكية متعددة المهام F-4
إسرائيل ـ الكويت ·   3 مدافع رشاش عيار 20 مم

·    قنابل: حتى 14 قنبلة 500 رطل

·   صواريخ: حتى 5 مستودعات صواريخ حرة، أو 5 صواريخ جو/ أرض (بول بب)، أو 5 صواريخ جو/ جو (سيدويندر)

11.80 رطل تسليح ·       أقصى سرعة: 0.94 ماخ

·       مدى العمل: 540 كم

·      ارتفاع العمل: 14.6 كم

أمريكية قاذفة هجوم أرضي سكاي هوك A4N
ليبيا ـ سورية ·   مدفع عيار 23 مم ثنائي

·       قنابل تقليدية

·   حتى 6 صواريخ جو/ جو ـ جو/ أرض

حتى 2 طن ·       أقصى سرعة: 2.35 ماخ

·    مدى العمل: 550 – 1300 كم

·      ارتفاع العمل: 18 كم

روسيا مقاتلة قاذفة ميج 23
روسيا ـ الهند ـ ليبيا ـ الجزائر ـ العراق ·   4 صواريخ جو/ جو ·       أقصى سرعة: 3.2 ماخ

·       مدى العمل: 1130 كم

·      ارتفاع العمل: 24 كم

روسيا مقاتلة ميج 25
روسيا ·       مدفع عيار 23 مم

·       قنابل تقليدية

·   صواريخ جو/ أرض (KERRY)، جو/ جو (A5-2) للحماية الذكية

حوالي 5.5 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 1.6 ماخ

·       مدى العمل: 360 كم

·      ارتفاع العمل: 15.2 كم

روسيا قاذفة ميج 27
روسيا ـ الهند ـ إيران ·       مدفع عيار 23 مم

·   8 – 10 صواريخ موجهة جو/ جو (حراري/ راداري)

حتى 10 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 2.3 ماخ

·       مدى العمل: 1200 كم

·      ارتفاع العمل: 20 كم

روسيا مقاتلة ميج 29
الصين ·   قنابل تقليدية موجهة

·   صواريخ جو/ جو (سيدوندر) + صواريخ جو/ أرض

حتى 2.5 طن تسليح ·       أقصى سرعة: 1.8 ماخ

·    مدى العمل: 610 – 880 كم

·      ارتفاع العمل: 18 كم

الصين مقاتلة قاذفة سوبر-7

 

ثانياً: اتجاهات التطور في الطائرات العمودية

  1. تزويد الطائرات العمودية المكلفة بتنفيذ مهام المعاونة النيرانية والكمائن المضادة للدبابات وإسكات وسائل الدفاع الجوي الأمامية، بالأسلحة المتطورة المضادة للدبابات بمدايات 12 – 46 كم (هل فاير ـ نمرود)، والصواريخ المضادة للإشعاع الراداري (سيد آرم)، بمدى 25 كم، طبقاً لمفهوم (Fire and Forget) أطلق وأنسَ.
  2. تطوير الطائرات العمودية الهجومية (أباتشي) إلى الطراز (أباتشي AM64D)، المزودة بأنظمة (Long Bow)، واستخدامها في مجال السيطرة وتوجيه الذخائر، ما يضاعف من إمكانيات القيادة والسيطرة، وزيادة القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية والأرضية، والقدرة العالية على تخصيص الأهداف.
  3. تطوير بعض الأنواع من الطائرات القديمة، مثل طراز بلاك هوك (UH7P) لتصبح (UH7L)، لزيادة المدى التكتيكي ومدة البقاء في الجو بالتزود بالوقود جواً، وإمكانية حمل خزاني وقود خارجي، مع تزويدها بمدفع طراز فالكون ذي معدل عالٍ في الإطلاق، وكذا تزويدها بصواريخ موجهة (جو/ جو)، ومستشعرات لاكتشاف وتميز وملاحقة الأهداف نهاراً وليلاً، وزيادة قدرتها على الصمود بتدريع جسم الطائرة، ورفع قدرتها على المناورة والتعليق في الجو.
  4. تقليل الصوت المنبعث من المحركات، ونسبة الإشعاع الحراري.
  5. تقليل المقطع الراداري من خلال تغيير الشكل الخارجي لهيكل الطائرة، واستخدام مواد ماصة للإشعاع الراداري.
  6. استخدام المراوح المصنوعة من المواد المركبة بدلاً من المواد المعدنية، لتقليل البصمة الصوتية، وتحسين الأداء من حيث السرعة واستهلاك الوقود.
  7. التوسع في إنتاج الطائرات العمودية من دون مروحة الذيل، لتجنب المشاكل الفنية الناتجة عنها. ويعتمد التصميم الجديد على استخدام جزء من العادم الناتج من المحرك، من خلال فتحات في مؤخرة الذيل لإحداث عزم دوران، بما يحقق اتزان الطائرة من دون المروحة الخلفية، ما يزيد أيضاً من القدرة على المناورة. وتستخدم هذه التقنية في الطائرات الأمريكية (نوتار ـ هوسكى)، والطائرات الروسية (كامون 25 و26).
  8. استخدام تقنية المراوح القابلة لتغيير الاتجاه (Tilt Rotor)، وتهدف إلى الجمع بين خصائص الطائرة العمودية وقدرات الطيران المستقيم، ما يزيد مدى الطيران.
  9. تقوية تدريع هيكل الطائرة، باستخدام سبائك ومكونات حديثة.
  10. زيادة القدرة التدميرية للطائرة العمودية المسلحة المضادة (للدبابات/ للغواصات)، بأسلحة متطورة (جو/ سطح ـ جو/ أرض).
  11. تزويد الطائرة بأجهزة تصويب علوية (Long Bow)، وهو نظام راداري ملليمتري ذو هوائي دائري مُركب بأعلى المروحة الرئيسية، إضافة إلى أنظمة رؤية ليلية، ووسائل إدارة نيران، وأجهزة تعارف مثل الطائرة الأباتشي (AH-640D).
  12. إضافة نظام Long Star، ويعمل على الطائرة العمودية بلاك هوك (UH-60D)، وهو نظام إعاقة راداري محمول جواً على الطائرات العمودية التي ترافق الطائرات العمودية المهاجمة داخل التشكيل أثناء تقدمها، وذلك بغرض إعاقة عمل أجهزة الرادار المعادية، عن اكتشاف الطائرات أثناء اقترابها.

ثالثاً: الطائرات المخفاة

كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، في 22 نوفمبر 1988، عن إنتاج الطائرة المخفاة (Stealth)، متمثلة في القاذفة المتطورة (B-2) ، والتي تمثل نقطة تحول جذري في تكنولوجيا الطائرات التي تكتشف رادارياً، كما كشف عن الطائرة المقاتلة المخفاة (F-117A Night Hawk) ، التي تعد من أشهر الطائرات، التي اشتركت في حرب الخليج وكوسوفا. وتتميز هذه الطائرة بحرية الحركة، ودقة التوجيه، والمناورة العالية، وتستخدم لتنفيذ المهام الآتية:

  1. الاستطلاع الجوي في المستوى الإستراتيجي.
  2. تقديم الحماية الجوية للقوات والجيوش الميدانية.
  3. تحقيق السيطرة الجوية وعزل مسرح العمليات.
  4. قتال احتياطيات العدو الإستراتيجية والتعبوية، لحرمانها من تنفيذ الضربات المضادة، مع تنفيذ مهام القذف الإستراتيجي في العمق، وعلى مختلف الارتفاعات وكافة الظروف.
  5. الاشتراك في التمهيد النيراني، والقيام بأعمال المعاونة الجوية للقوات البرية.
  6. الاشتراك في أعمال القتال الجوي، من خلال الضربات الجوية الشاملة والمنفصلة، زائد الاشتراك في المعارك الجوية.
  7. المصاعب الناجمة عن استخدام الطائرات المخفاة، ضد وسائل الدفاع الجوي

أ. صُممت هذه الطائرات للعمل ضد الحيز الترددي الراداري، ولا تتعدى نسبة انعكاس الأشعة الرادارية منها 2%، من الأشعة الساقطة عليها.

ب. التوسع في استخدام مبدأ الإخفاء الراداري في طائرات القتال، والطائرات العمودية، والطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ (أرض/ أرض)، والصواريخ الطوافة.

ج. تقليص أزمنة الإنذار التي ينبغي أن يوفرها نظام الاستطلاع الجوي، واللازمة لتأمين أعمال قتال وسائل الدفاع الجوي الإيجابية.

د. ضعف إمكانيات بعض أجهزة الرادار الشرقية في اكتشاف الأهداف، ذات المقطع الراداري الصغير والمخفاة على الارتفاعات المنخفضة جداً والعالية جداً.

  1. اتجاهات التطور في الطائرات المخفاة

أ. استخدام تكنولوجيا إخفاء حديثة، من خلال تصميم واستخدام مواد خاصة ومشتتة للموجات الرادارية.

ب. تسليحها بصواريخ (جو/ أرض)، ذات قدرة تدميرية كبيرة وبعيدة المدى.

ج. زيادة القدرة على التزود بالوقود جواً، وتعدد المهام، واستخدام رادارات الليزر، واستقبال معلومات الأقمار الصناعية.

د. الوصول بسرعة الطائرة حتى (5) ماخ، والطيران على ارتفاعات منخفضة جداً.

رابعاً: الطائرات الموجهة من دون طيار (RPV’S)

تُعرف الطائرة الموجهة من دون طيار علمياً، بأنها مركبة هوائية تُدار بقوة دفع ولا تحمل طياراً على متنها، وتستخدم القوى الأيروديناميكية لتوليد قوة الدفع، والتي تستطيع الطيران ذاتياً، أو من طريق التحكم من بعد، ويمكن استعادتها. كما يمكنها حمل حمولة ذات تأثير تدميري، أو استخدام فني.

أثبتت الحروب الحديثة أهمية الطائرات الموجهة من دون طيار، لما تقوم به في تنفيذ مهام قتالية تشابه لحد كبير مهام المقاتلات، مثل التعامل مع وسائل الدفاع الجوي، لإسكاتها، أو مشاغلتها، أو استنزافها للحفاظ على حياة الطيارين، حتى تتفرغ طائرات القتال لتنفيذ مهامها بكفاءة.

  1. المهام الأساسية للطائرات الموجهة من دون طيار

أ. الاستطلاع/ المراقبة المستمرة لمسرح العمليات وأعمال الحرب الإلكترونية.

ب. تدمير المحطات الرادارية الأرضية.

ج. الكشف الإشعاعي والكيميائي، والكشف عن حقول الألغام.

د. إضاءة الأهداف بالليزر والعمل كأهداف خداعية وألغام جوية.

هـ. قذف الدبابات والأفراد، إضافة إلى الاشتراك غير المباشر في أعمال الإنقاذ والإمداد والإخلاء.

و. القتال الجوي (تمثيل هجمة جوية، مجموعات، هجمات).

  1. الخصائص القتالية للطائرات الموجهة من دون طيار

أ. القدرة العالية على اختراق الدفاعات الجوية المعادية، نظراً لصغر مقطعها الراداري واستخدامها تكنولوجيا الإخفاء.

ب. تقليل البصمة البصرية من خلال صغر حجم الطائرة، حيث يصعب اكتشافها بواسطة وسائل الاستطلاع البصرية.

ج. تقليل البصمة الصوتية لصعوبة اكتشاف الأزيز الناشئ عنها، نظراً لانخفاض نسبة الضوضاء الصادرة عنها، نتيجة لتغليف المحرك بمواد عازلة للصوت

د. تقليل البصمة الحرارية بتوجيه فتحة العادم لأعلى من خلال أنبوب أو أثنين خلف الطائرة، مع تشتيت العادم بواسطة مروحة المحرك.

هـ. تقليل البصمة الرادارية باستخدام طلاءات خاصة، واستخدام مواد ذات نسبة انعكاس راداري ضئيلة جداً، وتصميم جسم الطائرة بمقاطع هندسية تشتت الإشعاع الراداري.

و. القدرة العالية على المناورة: إمكانية العمل في المناطق غير المجهزة، مع إمكانية المناورة بها من اتجاه لآخر بسهولة، لمواجهة المطالب العملياتية.

  1. المصاعب الناجمة عن استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. صعوبة اكتشافها رادارياً نتيجة صغر مقطعها الراداري، الذي قد تصل قيمته إلى 0.05 م2.

ب. القدرة على العمل ليلاً ونهاراً وفى جميع الأجواء تقريباً، دون التأثر بالعوامل البشرية.

ج. تعدد المهام التي يمكن أن تقوم بها هذه الطائرات.

د. صعوبة التعامل معها بالمدفعية المضادة للطائرات بالتصويت، المنظور إلا على المسافات القريبة.

هـ. صعوبة اكتشافها بواسطة المستشعرات الحرارية.

  1. اتجاهات التطوير في الطائرات الموجهة من دون طيار

أ. تقليل مساحة المقطع الراداري واستخدام المواد الماصة للإشعاع الراداري في تصنيع أبدانها، مع تخفيض قدرة الاكتشاف البصري والصوتي والحراري لها.

ب. إطالة زمن البقاء في الجو وزيادة قدرتها في أعمال الاستطلاع، وإمكانياتها في مجال الإعاقة بأنواعها، وتجهيز بعض الأنواع للعمل كألغام جوية ضد الإشعاع الراداري، ومخفاة رادارياً مثل الطائرة (كادار ـ هاربي).

ج. التوسع في استخدامها في المهام التدميرية، واستخدام بعض الأنواع للعمل كصواريخ طوافة (دليلة)، وتطويرها للعمل لمدى يصل حتى 400 كم.

د. تطويرها لتنفيذ مهام تشبه المهام القتالية للطائرات الخفيفة، بتسليحها بصواريخ (جو/ أرض) من نوع بوب آى الموجهة (حرارياً/ تليفزيونياً)، واستخدامها في مجال القذف الجوي، ومعاونة المقاتلات، مثل الطائرة الموجهة من دون طيار، من نوع هانتر.

هـ. زيادة إنتاج أنواع حديثة متطورة، مثل (إيتالد، ستار-1)، واستخدامها كأهداف خداعية.

و. توجيه الطائرة بالأقمار الصناعية، لإرشادها بدقة لإصابة الأهداف، وعدم التشويش.

خامساً: أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

تطورت المعدات والأسلحة والذخائر الجوية تطوراً هائلاً؛ ما أدى إلى تعاظم التهديدات الجوية ضد نظم الدفاع الجوي الأرضية، في ظل إمكانيات طائرات القتال الحديثة، من حيث المناورة، والارتفاع، والمدى، والتجهيز بوسائل الإعاقة.

وأثبتت الحروب الحديثة أن تحقيق النتائج المؤثرة لعمليات القذف الجوي، لا يتوقف على إمكانيات الطائرة، وكفاءة الطيار، وتطور أجهزة الملاحة والتصويب بالطائرة فقط؛ ولكن يتوقف أيضاً على خصائص الحمولة من الصواريخ والقنابل، وإمكانية إطلاقها في أوضاع الطيران المختلفة.

إن زيادة احتمال تدمير الطائرة بنظم الدفاع الجوي المتطورة، أدت غلى التفكير في التعامل مع تجميعات الدفاع الجوي من بعد، والبحث عن أسلحة هجوم جوي حديثة (جو/ أرض) أكثر ذكاءً، وذات تكنولوجيا حديثة تُطلق من خارج مناطق التدمير. 

خصائص أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

أولاً: الصواريخ الراكبة للشعاع

الاستخدام التوجيه المدى وزن الرأس المدمرة وزن الإطلاق الجنسية النوع
F-4/ F-15/ F-16 راداري/ سلبي 20 كم 66 كجم 177 كجم إسرائيلي

AGM-45, AGM-45A

الصاروخ شرايك
F-4/ F-15/ F-16 راداري/ سلبي 55 كم 98 كجم 615 كجم أمريكي

AGM-78

الصاروخ ستاندر آرم
F-4G/ F-15/ F-16 راداري/ سلبي 40 كم 66 كجم 360 كجم أمريكي

AGM-88, AGM-88C

الصاروخ هارم
F-4/ F-15/ F-16 راداري/ إيجابي 40 كم 150 كجم 650 كجم إسرائيلي الصاروخ جابريل 3
F-4/ F-15/ F-16 راداري/ إيجابي 200 كم 240 كجم 960 كجم إسرائيلي الصاروخ جابريل 4

 

ثانياً: الذخائر الموجهة (تليفزيوني ـ ليزري)

النوع الجنسية وزن الإطلاق وزن الرأس المدمرة المدى التوجيه الاستخدام
القنبلة GPU-15 أمريكي 910 كجم 240 كجم 15 – 25 كم تليفزيوني ـ IR F-4/ F-15/ F-16
القنبلة وول أي إسرائيلي 1088 كجم 428 كجم 24 كم تليفزيوني F-4/ F-15/ F-16
القنبلة بيراميدز إسرائيلي 363 كجم 87 كجم 15 – 25 كم تليفزيوني F-4/ F-15/ F-16
القنبلة جيلوتنيا

MK-83

إسرائيلي 450 كجم 202 كجم 10 – 15 كم ليزري F-4/ F-15/ F-16
القنبلة جريفن

MK-84

إسرائيلي 914 كجم 428 كجم 10 – 15 كم ليزري F-4/ F-15/ F-16
القنبلة PB-500 إسرائيلي 425 كجم 100 كجم 15 كم ليزري F-4/ F-15/ F-16

 

ثالثاً: أسلحة الهجوم الجوي الأخرى

النوع الجنسية وزن الإطلاق وزن الرأس المدمرة المدى التوجيه الاستخدام
نظام JDAM أمريكي 450 -914 كجم 240 – 420 كجم 38.5 كم ذاتي + فضائي F-4/ F-15/ F-16
القنبلة CONDIP-70 إسرائيلي 70 كجم 50 كجم (تحقق حفرة بقطر 25 سم) 10 – 15 كم تقليدي F-4/ F-15/ F-16
القنبلة CONDIP-120 إسرائيلي 120 كجم 80 كجم (تحقق حفرة بقطر 40 سم) 10 – 15 كم تقليدي F-4/ F-15/ F-16
مستودع MOSV إسرائيلي 1050 كجم 675 كجم 100 كم ذاتي + فضائي F-4/ F-15/ F-16

 

رابعاً: القنابل التقليدية

النوع الجنسية المدى السرعة الوزن الكلي ملاحظات
القنبلة المضادة للممرات CONDIP MK-120 إسرائيلية 12 كجم عند إسقاط القنبلة من الطائرة تقوم المظلة بتخفيض سرعتها حتى تأخذ الارتفاع والزانية المناسبة (45 درجة على الأرض) حيث تنفصل المظلة، ويبدأ تشغيل الوحدة الصاروخية التي تقوم بعملية الدفع الرئيسية، حتى يتم الاختراق للممر ثم انفجارها.
قنبلة الوقود ADAP-500 روسية 500 – 1100 كم/ ساعة 520 كجم يتم انفجار القنبلة على ارتفاع 1.5 – 3 م من سطح الأرض، حيث تتم تذرية مادة الوقود في الهواء على شكل قطرات متناهية الصغر، لتكوين سحابة يتم تفجيرها بعدد من المتفجرات، يتم نشرها وتفجيرها داخل السحابة، بتوقيت وأسلوب معين، وتنتج عنها موجة انفجارية ذات تأثير ارتجاجي كبير يمكن بواسطتها تدمير الدشم والتحصينات وتجميعات الأفراد والمعدات داخل الخنادق.
قنبلة الوقود GBU-55 أمريكية 500 رطل ذات وقود متفجر في الجو تُلقى القنبلة من ارتفاع حوالي 7000 قدم، ثم يتم الطيران في الجو بسرعة 750 قدم/ ثانية، ثم تعمل طابة التفجير فتتبعثر على أثرها مستودعات الوقود المزودة بمظلة فرملية، وتنتشر سحابة الوقود المتفجر.
القنبلة المضادة للممرات دورندال فرنسية ·   يتم فتح المظلة الخاصة بالقنبلة بعد إطلاقها لتخفيض سرعة السقوط، وعند الاقتراب من سطح الأرض بمسافة قصيرة يعمل محرك دفع صاروخي مزود به القنبلة ويولد قوة دفع لمدة 45 ثانية، وذلك لزيادة سرعة السقوط للقنبلة كي تصل إلى حوالي 40 سم في الأسفلت، حيث ينتج عن ذلك حفرة قطرها متران.

·   يؤدي ذلك إلى خلخلة وتشققات بطبقة الأسفلت المجاورة حتى مسافة 25 م، وبصفة عامة يمكن أن تُدمر مساحة قدرها حوالي 200 م2 من سطح الممر.

·   الطائرات الحاملة: الميراج ـ الجاجوار ـ سكاي هوك ـ الفاجيت ـ الفانتوم F-16.

قنابل عنقودية ضد المدرعات صيني 600 – 1100 كم/ ساعة 350 كجم تُحمل بالمستودعات 16 قنبلة، زنة الواحدة 4.5 كجم.
قنابل عنقودية ضد الممرات صيني 600 – 1100 كم/ ساعة 350 كجم تُحمل بالمستودعات 12 قنبلة، زنة الواحدة 20 كجم.
قنابل عنقودية حرة أمريكي 222 كجم ·   تُبرمج القنبلة للفتح، وخروج القنابل الصغيرة منها، وذلك من ارتفاعات مختلفة، أقلها 30م، وأنسبها للفتح من ارتفاع 152 م، حيث تغطي مسافة قدرها 4800 م2.

·   الطائرات الحاملة: F-15, F-16, A-6, A-7, A-10

 

خامساً: مستودعات الذخائر

النوع الجنسية المدى الوزن الكلي وزن الذخائر بالمستودع التوجيه ملاحظات
LOCLAD أمريكي 30 كم (ارتفاع منخفض)

80 كم (ارتفاع عالي)

1000 كجم 540 كجم ·    برنامج عما سبق + GPS

·       بالأوامر

·    لحظي من الطائرة الأم

·      طائرة أخرى

يستخدم ذخائر موجهة أو تقليدية للعمل ضد الأفراد والمعدات والممرات
سكاي شارك إيطالي 25-30 كم (للأنواع ذات محرك دفع صاروخي)

 

1000 كجم (للأنواع ذات محرك دفع صاروخي)

1500 كجم (للأنواع ذات محرك الدفع النفاث)

500 كجم (للأنواع ذات محرك دفع صاروخي)

900 كجم (للأنواع ذات محرك الدفع النفاث)

·   ذاتي ـ GPS في المرحلة الأولى

·   حراري/ راداري/ تليفزيوني، في المرحلة الأخيرة

الاستخدام من طائرات F-4, F-15, F-16
AFDS أمريكي 600 كجم 600 كجم الاستخدام من طائرات F-4, F-16 وسكاي هوك
CASCAD MIK2 فرنسي   400 كجم 400 كجم ·   له قدرة على حمل جميع أنواع الذخائر المضادة للأفراد والمدرعات

·   طور من MK-1، بإضافة المحرك الصاروخي، وكذا تزويده بحاسب آلي

المستودع الصاروخي أباتشي فرنسي   1230 كجم ذخائر مضادة للممرات ـ للقوات ـ المدرعات رادار نصف إيجابي/ GPS ·   مستودع صاروخي يعمل بمفهوم الصواريخ الطوافة المخفاة، تحمله الطائرات الميراج 2000 والرافال الفرنسية

  1. المصاعب الناجمة عن استخدام أسلحة الهجوم الحديثة، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. تتميز أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتي تُطلق من بعد، والمزودة بتكنولوجيا المقذوفات الذكية، بدقة التصويب العالية والقدرة التدميرية الكبيرة، ما يجبر أجهزة الرادار على إيقاف الإشعاع لتفادي هذه الأسلحة، ومن ثم إتاحة الفرصة لطائرات الهجوم لتنفيذ مهامها. وتُعد الأسلحة المضادة للإشعاع الراداري من أخطر التهديدات الالكترونية المباشرة ضد أجهزة الرادار، حيث تعتمد على استقبال موجات جهاز الرادار المراد تدميره، واستغلالها في توجيه هذه الأسلحة حتى إصابة الجهاز. 

ب. تجهيز بعض أنواع الطائرات الموجهة من دون طيار للعمل كقذيفة مضادة للإشعاع الراداري، حيث تتميز بطول فترة بقائها في الجو؛ ما يحقق مبدأ الاستمرار ويسمح باختراق حدود الكشف الراداري، من خلال ثغرات في توقيت متزامن على أكثر من اتجاه، لإرباك مراكز القيادة، ومراكز الإنذار والتوجيه، على مختلف المستويات.

ج. استخدام الخصائص المميزة للطائرات الموجهة من دون طيار، التي تعمل بمفهوم الإخفاء، مثل الطائرة (ماحيتس)، للعمل ضد وسائل الاستطلاع الراداري بلغم جوي، لخلخلة تجميعات الدفاع الجوي ذات الكثافة العالية.

د. التوسع في أعمال الإعاقة مع إطلاق صواريخ أسلحة هجوم جوي حديثة ذات أنظمة توجيه متعددة من بعد، لتحديد وسائل نيران الدفاع الجوى.

هـ. استغلال معلومات شبكة الأقمار الصناعية المتوافرة، لتغذية منظومات الإنذار والقيادة والسيطرة، والتي تعتمد على مجموعة نظم أرضية ومحمولة جواً، لتوفر قاعدة من المعلومات الدقيقة عن كافة مصادر التهديد، وبما يحقق سرعة إنذار كافية له، والحصول على المبادأة وتنفيذ الضربات الجوية ومتابعة أنشطة القوات.

و. استغلال التفوق في وسائل العمل من بعد، بدءاً من المرحلة الافتتاحية للعملية، من خلال استخدام الضربات الصاروخية (لانس/ أريحا)، والطائرات الموجهة من دون طيار، التي تعمل بمفهوم الطواف (ستار-1)، والمستودعات الحاملة للذخائر (موسوف).

ز. إجبار وسائل الدفاع الجوي على الفتح مبكراً والتعامل مع أهداف خداعية (سامسون) في تزامن، مع إطلاق أسلحة مضادة للإشعاع الراداري من خارج مناطق التدمير، في ظل إعاقة إيجابية وسلبية وحرارية، مع اختراق طائرات الضربة لحدود مناطق التدمير على ارتفاعات منخفضة جداً من مناطق تحدد لها أقصى مناورة حادة، لتعقيد الموقف الجوي وتقليل كفاءتها وتشتيتها واستنزافها.

  1. الاتجاهات العامة لتطوير أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

ثمة ثلاثة اتجاهات أساسية لتطوير أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، وهى:

  • زيادة المدى لاستخدامها من خارج مناطق التدمير.
  • زيادة دقة الإصابة باستخدام أنظمة توجيه حديثة متطورة (راداري/ تليفزيوني/ حراري/ ليزرى/ GPS).
  • زيادة القدرة التدميرية.

لتنفيذ هذا الفكر، شمل التطوير في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة المحاور الآتية:

أ. إنتاج الذخائر التي تطلق من بعد، وقد شمل التطوير معظم الأسلحة ذات وسائل التوجيه المختلفة لزيادة مداها.

ب. خفض البصمة الرادارية للذخائر (جو/ أرض): شمل التطوير الصواريخ والقنابل المضادة للإشعاع الراداري، مع زيادة حساسية مستقبلات كشف الرادارات من مسافات بعيدة.

ج. تطوير محركات الدفع للصواريخ (جو/ أرض): العمل بمفهوم التحكم في حجم الدفع، وبما يحقق معدلات أعلى لسرعة الصاروخ وزيادة المدى، وتطوير محركات الدفع، وتقليل البصمة الحرارية، ما يصعب تدميره بوسائل الدفاع الجوى.

د. إنتاج الذخائر الموجهة رادارياً في الحيز الملليمتري، مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.

هـ. تعدد رؤوس التوجيه للذخائر (جو/ أرض) (حراري/ ليزرى/ تليفزيوني/ GPS/ إشعاعي).

  1. تطوير الذخائر التقليدية للعمل كمقذوفات موجهة، من خلال:

أ. إنتاج نظام مزود بأسطح اتزان ونظم ومستشعرات للتوجيه، يتم تحميلها بالذخائر التقليدية ذات الأوزان المختلفة لزيادة دقة الإصابة، وتحويلها للعمل كمقذوفات موجهة.

ب. تنمية سعة الذاكرة ودقة التوجيه للصواريخ الموجهة (جو/ أرض)، بتطوير مستودعات التصويب لزيادة معدلات الدقة في إطلاق الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري.

ج. استخدام الليزر كوسيلة للتدمير، من خلال تطوير إمكانيات الليزر المحمول جواً للعمل ضد الصواريخ الباليستية، وكذلك استخدامه في تدمير مستقبلات الدفاع الجوي الحرارية.

د. تنمية قدرات الاختراق للذخائر المضادة للدشم الحصينة.

هـ. استخدام المستودعات الحاملة للذخائر متعددة الاستخدام، مع تطوير أنواع منها للعمل بمفهوم الطيران الطواف.

سادساً: الصواريخ الباليستية (أرض/ أرض)

تُعد الصواريخ (أرض/ أرض) أحد أسلحة الردع الإستراتيجية الحديثة، لقدرتها على حمل وسائل التدمير التقليدية وفوق التقليدية. وقد اكتسبت هذه الأسلحة أهمية خاصة في الصراع المسلح في العصر الحديث، من واقع ما تمتلكه من قدرة على تحقيق المفاجأة، وما تتميز به من تأثير مادي ومعنوي ضد الخصم. 

  1. المصاعب الناتجة عن استخدام الصواريخ (أرض/ أرض) ضد وسائل الدفاع الجوي

أ. مقطع راداري صغير لا يزيد عن 0.5م2.

ب. ارتفاع طيران عالي جداً يراوح بين 90 – 300 كم، خصوصاً في المرحلة الثانية للإطلاق، ما يزيد من صعوبة إجراءات الكشف والتدمير والتتبع.

ج. لا يمكن تتبع الصواريخ الباليستية في المرحلة الثالثة (مرحلة السقوط)، نظراً لسرعتها العالية 5 – 17 ماخ، وتتعدى حدود بوابات السرعة في معالجة البيانات بالأجهزة التقليدية.

د. تستلزم مسافة الإطلاق الشديدة البعد، وقد تصل إلى آلاف الكيلومترات؛ تستلزم رادارات خاصة مثل (رادارات ما وراء الأفق).

هـ. استخدام رؤوس تقليدية وغير تقليدية تزيد من صعوبة المجابهة، كما أنها تستخدم رؤوساً خداعية (عواكس ركنية) لتمثيلها بحجم أكبر.

و. زمن تعرض قصير يقلل من زمن رد الفعل لعناصر الدفاع الجوي في الكشف والتدمير، ويحقق عامل المفاجأة.

يتضح من هذه الصعوبات أن الوسائل الرادارية التقليدية، المكلفة باكتشاف الأهداف الجوية التقليدية، مثل الطائرات التي تتميز بسرعات منخفضة وارتفاعات طيران ومدايات عمل محدودة نسبياً، لا يمكن استخدامها لاكتشاف وتتبع الصواريخ الباليستية، حيث صُممت هذه الوسائل لاكتشاف أهداف جوية ذات ارتفاعات لا تتجاوز 30 كم، وسرعات حتى 2.5 ماخ.

  1. اتجاهات التطوير في الصواريخ الباليستية

أ. تقليل نسبة الانعكاس الراداري من الصاروخ باستخدام تكنولوجيا الإخفاء، وتبريد جسم الصاروخ خلال طيرانه لتقليل البصمة الحرارية، وطلاء بعض الأنواع الحديثة بمواد تشتت أشعة الليزر أو تمتصها، في حالة التعرض لها.

ب. زيادة القدرة التدميرية باستخدام رؤوس تحميل أسلحة دمار شامل، مع تطوير الرؤوس التقليدية بتحسين نوع المادة المتفجرة.

ج. تحسين دقة الإصابة من خلال تطوير نظم التوجيه والتحكم في حرك الصاروخ أثناء طيرانه، وخاصة في المرحلة النهائية.

د. زيادة المدى بتطوير قوة الدفع، التي تتوقف على نوع الوقود المستخدم، وعدد مراحل طيران الصاروخ، وتطوير محركات الدفع بأنواع صاروخية حديثة.

 

سابعاً: الصواريخ الطوافة Cruise Missiles

هي صواريخ تطير داخل الغلاف الجوي على ارتفاعات منخفضة جداً، معتمدة على أجهزة (GPS)، وأنظمة رادارية ذات نطاق ترددي ملليمتري، لتحافظ على ارتفاع ثابت من الهيئات الطبيعية، بما يحقق وصولها إلى أهدافها المحددة. ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من الطائرات القاذفة الإستراتيجية، أو من القطع البحرية الكبيرة، أو من الغواصات على مسافة كبيرة جداً من أهدافها. ومن أبرز الأمثلة لهذه الصواريخ هو النوع توماهوك الأمريكي، الذي يمتلك خط مرور منخفض جداً يصل من 30 – 80 م، وسرعة طيران منخفضة 0.8 – 0.9 ماخ، ومدى حتى 2500 كم. 

أنواع الصواريخ البالسيتية (أرض/ أرض) وخصائصها

ملاحظات الرأس الحربية وتأثيرها المحرك طريقة التوجيه المدى الجنسية النوع
نوع الوقود عدد المراحل
·   الصاروخ ذاتي الحركة على مركبة مدرعة

·   قاذف فردي خفيف يمكن تحميله في الطائرات

ذرية حتى 2 طن، تقليدية، رأس حاملة موجهة في المراحل النهائية سائل معبأ في كبسولة 1 ·   القصور الذاتي

·   إيجابي في المرحلة النهائية

130 – 170 أمريكي لانس MGM-52C
يمكن تزويده برأس تقليدية، معامل الخطأ 25 م ذرية 40–60ك طن، له 3 أنواع من المفجر (جوي ـ سطحي ـ أرضي ـ باطن التربة) جاف 2

 

3

·   القصور الذاتي

·   إيجابي في المرحلة النهائية

740 أمريكي بيرشنج MGM31A
مجهز على شاسيه دبابة MX-30 ذرية 15–25ك طن، بمعامل خطأ 150 – 300 م جاف 1 القصور الذاتي 120 فرنسي بلوتون
  نووية حتى 20ك طن

كيميائية/ تقليدية

جاف 1 غير موجه 60 روسي فروج 7 (أونا)
  نووي/ تقليدي سائل 1 القصور الذاتي 120 روسي SS-21
حل محل فروج – 7 نووية حتى 20ك طن، تقليدي تعادل قنبلة 2000 رطل سائل 1 القصور الذاتي 280 روسي سكود- ب SCUD-B
  نووي فقط سائل 1 القصور الذاتي 450 روسي SS-23
  نووي واحد ميجاطن سائل 1 القصور الذاتي 800 روسي سكال بوروال
  نووي جاف 3 القصور الذاتي 1000 روسي SS-22
  500 ك TNT سائل + صلب   إيجابي 90 صيني سيلك وورم
عابر للقارات نووية 9 ميجاطن جاف 2 القصور الذاتي 10140 أمريكي مينتمان LGM25

(ذري ICMB)

عابر للقارات رأس نووية 1 – 2 ميجاطن، أو 3 رؤوس كل منها 165 ك طن جاف 3 القصور الذاتي 11265 أمريكي مينتمان

M30F LG

جاف 3 القصور الذاتي 13000 أمريكي مينتمان

LGM.30G

دخل الخدمة عام 1989 10 رؤوس نووية كل منها 165 ك طن جاف 4 القصور الذاتي 12000 أمريكي MX
مزود بنظام التوجيه بالمعالم الجغرافية للأرض التي يطير عليها نووية 200-250 ك طن

تقليدية حسب أسلوب الاستخدام

  1 القصور الذاتي + نظام TERCOM 2500 أمريكي توماهوك BGM-109 كروز
  نووية 150 ك طن جاف 2 القصور الذاتي 2750 فرنسي SSPS-53
  نووية 1.2 ميجاطن جاف 3 القصور الذاتي 3000 فرنسي IRPM-53
  ذرية 20 ك طن سائل 2 طيران آلي 1100 صيني CSS-1 (MRBM)
  ذرية 3 ميجاطن سائل 2 لاسلكي 2800 صيني CSS-1 (MRBM)
مداه يصل إلى الولايات المتحدة ذرية 2 ميجاطن سائل 2 لاسلكي 6500 صيني CSS-2 (ICBM)
  ذرية 3 – 4 ميجاطن جاف 2 القصور الذاتي 11000 صيني CSS-X4
  ذرية 1 ميجاطن سائل 1 القصور الذاتي 2000 روسي SS-4 SANDEL
ذاتي الحركة متعدد الرؤوس النووية (3 رؤوس) جاف القصور الذاتي 5500 روسي SS-2
يمكن تزويده برؤوس متعددة (2×100) ذرية 2 ميجاطن سائل معبأ 1 القصور الذاتي 11000 روسي SS-11
  ذرية حتى 1 ميجاطن جاف 3 القصور الذاتي 8 – 11000 روسي SS-12 SOUAGE
  4 – 6 رأس 200 ك طن جاف 2 القصور الذاتي 10000 – 11000 روسي SS-17 SOUAGE
يمكن تزويده برأس واحدة 25 – 50 ميجاطن 8 – 10 رأس 20 ك طن سائل 2 القصور الذاتي 10500 روسي SS-18 SOUAGE
  4 – 6 رأس 20 ميجاطن سائل 2 القصور الذاتي 11000 روسي SS-19 SOUAGE
يمكن أن يُحمل برأس ذرية   جاف 2 القصور الذاتي 10500 روسي SS-25

 

  1. المصاعب الناجمة عن استخدام الصواريخ الطوافة، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. صغر مساحة المقطع الراداري حوالي 0.05 – 0.1م2.

ب. ارتفاع طيران منخفض جداً من 30 م، مع صعوبة اكتشاف وتحديد مساراتها غير المتوقعة.

ج. مدى إطلاق كبير يصل إلى 2500 كم أو أكثر، في الأنواع الحديثة.

د. استخدام تكنولوجيا الإخفاء والطلاء بمواد ماصة ومشتتة للإشعاع الراداري.

هـ. الظهور المفاجئ لاستخدامها أسلوب تتبع الهيئات الأرضية.

و. تعدد وسائل الإطلاق يزيد من صعوبة تحديد أماكن إطلاقها وتدميرها.

ز. القدرة العالية للصواريخ على المناورة، والخروج من حدود الالتقاط للرادار.

ح. محدودية إمكانيات بعض أجهزة الرادار في التغلب على الكسرات الثابتة، والتأثر بكروية الأرض.

ط. انخفاض قدرة الحواسب في بعض الرادارات، في تتبع هذه الأنواع من العمليات.

  1. اتجاهات التطور في الصواريخ الطوافة

أ. تطوير الطائرات الموجهة من دون طيار للعمل كصاروخ طواف، مثل الطائرة دليلة تحت اسم ستار-1، بمدى حتى 450 كم عند الإطلاق أرضاً، وحتى 150 كم عند الإطلاق جواً.

ب. تطوير الأنواع الحالية لتعمل بمفهوم الدوران حول الهدف وعدم الهجوم، مع إرسال صورة تفصيلية عن الهدف لمركز الإطلاق، واتخاذ قرار الهجوم أو المناورة لهدف آخر ذي أسبقية أعلى.

ج. ظهرت أنواع جديدة في ترسانة الأسلحة الأمريكية للعمل ضد محطات توليد الكهرباء، من خلال وضع بكرات عليها خيوط كربون موصلة جيدة للكهرباء بأطوال كبيرة، يجري فردها أعلى محطة توليد الكهرباء لإحداث (قفلة/ صدمة) كهربائية بين كابلات الضغط العالي، وإحراق الدوائر الكهربائية.

د. استخدام أنظمة حواسب حديثة، تحدد إحداثيات الصاروخ بدقة معتمدة على إحداثيات (GPS) والأقمار الصناعية، مع رفع كفاءة الأنظمة الهيدروليكية والميكانيكية والبصرية بالصاروخ، للمحافظة على الصورة التضاريسية.

هـ. تطبيق تكنولوجيا الإخفاء على الصاروخ، من خلال استخدام الدهانات الملائمة لامتصاص الإشعاع الراداري.

و. تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجي ذاتياً بأوامر تحكم داخلية مسبقة، من خلال التعرف على الأهداف وتميزها مع تطوير تكنولوجيا المستشعرات.

ز. تدمير الأهداف بأقل كمية مقذوفات، وتزويدها بالطابات الذكية للذخائر.

ثامناً: وسائل أخرى

  1. تأثير النبضة الكهرومغناطيسية

تُعد النبضة الكهرومغناطيسية Electromagnetic Pulse (EMP)) إحدى النواتج الرئيسية للانفجار النووي، حيث تولد هذه النبضة مجالاً كهرومغناطيسي شديد التأثير، ينتج عنه جهود كهربائية كبيرة جداً تدمر المكونات الإلكترونية الحساسة بالمعدات الكهربائية، وأجهزة الحاسب، ومعدات الإشارة. كما يمكن التأثير عليها بدخول المجال الكهرومغناطيسي إلى داخل الجهاز، من خلال هوائيات الاستقبال الموجودة بها، فيتم تدميرها، على الرغم من توافر الحماية اللازمة لها وتزويدها بأغلفة واقية أو عازلة.

  1. تأثير حرب المعلومات

هي تحقق القدرة على تطويع أو إفشال فكر الاستخدام لشبكات الحواسب، ونظم القيادة والسيطرة، لمنظومة الدفاع الجوي، مما يتطلب تنفيذ كافة الإجراءات الفنية والتكتيكية لتأمين شبكة الحواسب، وتأمين منظومة القيادة والسيطرة الآلية، وكذا تنشيط غرف السيطرة اليدوية والمراكز التبادلية، للعمل كبدائل لنظام القيادة والسيطرة الآلية. وهناك ثلاثة عناصر أساسية للحرب المعلوماتية، هي المهاجم والمدافع والمعلومات وأنظمتها.

تاسعاً: نظم الحرب الإلكترونية

تنقسم الحرب الإلكترونية إلى ثلاثة أقسام رئيسية، كالآتي:

  1. الإجراءات الإلكترونية المساندة Electronic Support Measures (ESM))

تُعد الإجراءات الإلكترونية المساندة مصدر المعلومات الرئيسي عن العدو الإلكتروني، واللازمة لاتخاذ الإجراءات المضادة، بهدف:

أ. اكتشاف حجم وتجميع وأوضاع وطبيعة عناصر نظام الاستطلاع.

ب. تحديد الخصائص والمدلولات الفنية للنظم الرادارية والإشارية، لتنفيذ أعمال الإعاقة الإلكترونية المضادة.

  1. الإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Measures (ECM)

هي إحدى الطرق الإيجابية التي تهدف إلى شل وإرباك الوسائل الإلكترونية المعادية، المستخدمة في السيطرة على قواته وأسلحته، وتقليل فاعلية الاستخدام القتالي للقوات والأسلحة التدميرية. وتشمل الإجراءات الإلكترونية المضادة الآتي:

أ. إعاقة وسائل ونظم العدو الإلكترونية.

ب. تدمير وسائل ونظم العدو الإلكترونية.

تأثير الإعاقة الرادارية على استطلاع المجال الجوي ورادارات التوجيه

أ. إخفاء الأهداف الحقيقية داخل قطاعات الإعاقة، مع زيادة معدل الإنذار الكاذب؛ ما يؤدى إلى إرباك أطقم القتال لأجهزة الرادار، ومراكز القيادة اليدوية والآلية، على كافة المستويات.

ب. تشبع قنوات الاستقبال لأجهزة الرادار وأنظمة معالجة البيانات، ما يقلل من فرصة كشف وتتبع الأهداف الحقيقية.

ج. إجبار أطقم القتال على الانتقال إلى أنظمة عمل تخفض إمكانيات أجهزة الرادار، في كشف وتتبع الأهداف.

  1. الإجراءات الإلكترونية المضادة للإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Counter Measures (ECCM)

أ. تزويد جميع معدات الدفاع الجوي (أجهزة الرادار ـ الإنذار ـ التوجيه…) بالأنظمة الفنية اللازمة، لعمل هذه المعدات تحت تأثير الإعاقة بأنواعها المختلفة.

ب. اتخاذ الإجراءات التنظيمية والتكتيكية، لتهيئة أنسب الظروف لمعدات الدفاع الجوي، للعمل تحت تأثير هذه الإجراءات.

  1. اتجاهات التطوير في نظم الإعاقة الإلكترونية

أ. تطوير مرسلات الإعاقة

(1) التغلب على مشكلة الوزن والحجم، للأنظمة المحمولة جواً.

(2) زيادة قدرة الإرسال مع توسيع الطيف الترددي للتغلب على أجهزة الرادار واللاسلكي، التي تعمل بأسلوب الرشاقة الترددية والقفز الترددي.

(3) بناء أنظمة عمل مزدوجة في مستودع واحد لإمكانية التعامل مع نوعيات مختلفة من النظم المعادية.

(4) التوسع في استخدام مرسلات الإعاقة التكرارية، باستقبال الإشعاع المعادى وتكبيرة وإعادة إرساله مرة أخرى.

ب. تطوير أنظمة الهوائيات

(1) استخدام الهوائيات الحلزونية صغيرة الحجم والوزن، في الأنظمة المحمولة جواً.

(2) استخدام الهوائيات الموجهة إلكترونياً بتوجيه الإعاقة آلياً، باتجاه الهدف.

ج. تطوير المستقبلات: بزيادة الحساسية وسرعة المسح للحيزات الترددية المعادية.

د. التوسع في استخدام دوائر المعالجة الرقمية ووسائل التخزين في نظم الإعاقة، بغرض الإلمام المستمر بالموقف الإلكتروني المعادي، وإعادة تخصيص المهام آلياً، ومن ثم سرعة الاستجابة في التعامل مع الأهداف الجوية، مع إمكانية نقل الموقف الإلكتروني آنياً إلى مراكز السيطرة الآلية.

هـ. التوسع في استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار في أعمال الإعاقة.

إنتاج الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار

ودورهما في الحروب الحديثة

أولاً: إنتاج الطائرات المخفاة وتطورها:

ظهرت أول محاولة لجعل رؤية الطائرة أقل وضوحاًـ عام 1917، عندما غطى الألمان طائراتهم المقاتلة من نوع (Fokker E-1)، والقاذفات من نوع (Gontnal)، بطبقة سميكة من السلوفان Solophon. ومع أن هذه التجربة لم يُتأكد نجاحها أو فشلها، إلا أنها لم تستمر؛ لأن طبقة السلوفان لم تكن قادرة على تحمل الظروف الجوية المختلفة. وفى الوقت نفسه ظهرت بحوث لإنتاج طائرة استطلاع، قامت بأول طيران تجريبي لها، في أول أغسطس 1955، وأطلق عليها فيما بعد (U-2)، إلا إنها اكتشفت عندما قامت برحلة فوق الإتحاد السوفيتي واسقطت عام 1960، ما كان دافعاً لإنتاج طائرات ذات مقدرة على التخفي من أجهزة الرادار؛ فظهرت عام 1962 الطائرة (A-12) وصُممت بشكل خاص يقلل من احتمالات اكتشافها بواسطة الرادار، باستخدام مادة بلاستيكية ذات قدرة على امتصاص موجات الرادار، في الحواف الأمامية للجناح وأسطح التحكم.

طُورت الطائرة (A-12) فيما بعد إلى الطائرة (SR-71)، وظهر النظام الراداري من نوع ،(AR-5D) الذي تمكن من اكتشاف الطائرة من مسافة 200 ميل بحري، وحدد ارتفاعها المفترض أن يكون سرياً؛ وبذا لم يكتب النجاح الكامل لهذا المشروع.

بدأ إنتاج الطائرات غير المكتشفة رادارياً يأخذ طبيعة مختلفة، مع استخدام مبدأ الإخفاء Stealth، على كل الوسائل التي تقلل بدرجة كبيرة من احتمال كشف الطائرة؛ بغض النظر عن المادة المصنوعة منها الطائرة، أو الشكل الخارجي. وأحيطت برامج إنتاج الطائرات المخفاة بالسرية التامة، من قِبل المعسكرين الشرقي والغربي. وتمكن الإتحاد السوفيتي (السابق) خلال تلك الفترة من تطوير المقاتلة Mllcooyan، التي تحمل صفات الطائرة الخفية، إلا إنه لم يظهر كمشروع ناجح متكامل. وجاء عرض أول صورة للمقاتلة الأمريكية الخفية من نوع (F-117A) (الشبح)، في 10 نوفمبر 1988، على الرغم من دخولها الخدمة الفعلية في سلاح الجو الأمريكي، عام 1981.

أصبحت الطائرة الشبح تحدياً تقنياً قوياً، لأنظمة الدفاع الجوي السوفيتي، وحافزاً للتقدم العلمي والتكنولوجي، الذي تبذله الدول الأخرى في مجالات الكشف الراداري والدفاع الجوى. ومن هنا بدأ التسابق والتعاون لإنتاج مثل هذا النوع من الطائرات.

ظهرت أجيال متعاقبة من الطائرات المخفاة، ذلك أن تكنولوجيا الإخفاء من الجيل الأول شبيهة بمثيلتها في المقاتلة المخفاة (F-117)، وتعمل بعض الدول، مثل أستراليا وسنغافورة، على تطوير مركبة تدعى Grand Duc، منها أسلحة هجوم جوى، وحوّل نموذج الطائرة الفانتوم (F-4) القياسي لمقاتلة رافال متعددة المهام، عام 2011، كمركبة يمكنها الجمع بين تقنية الإخفاء والطيران من دون طيار، والتي تسمى UCAVS.

اُنتج العديد من الطائرات المخفاة على مستوى العالم، مثل الطائرات (يوروفيتر/ رافال/ F-22/ F-35/ MIG37/ SU35/ SU47/ SUT50)، وهى مقاتلات من الجيل الرابع والخامس؛ وما تزال أعمال التطوير تتم في سرية تامة للوصول إلى الجيل السادس من المقاتلات، التي تزيد سرعتها على (5) ماخ. ويتميز هذا الجيل بالقدرة على أداء مهام متعددة، وتحقيق التفوق الجوى، وأداء مهام الضرب (جو/ أرض)، مع امتلاك قدرات متقدمة في المراقبة والاستطلاع، والقدرة على الطيران على ارتفاعات مختلفة.

  1. مفهوم الإخفاء

للوصول إلى مفهوم واضح لنظرية الإخفاء، لا بد من إلقاء الضوء على النظرية التي تعمل بها أنظمة الرادار، وهي:

أ. يمسح جهاز الرادار حجماً معيناً من الفضاء الجوي للبحث عن الأهداف، بإرسال الطاقة الكهرومغناطيسية للأجواء المحيطة، والتي ترتد عند اصطدامها بالهدف؛ فيظهر الهدف على شاشات الرادار. ويعطى اتجاه للهوائي، الذي يشع الطاقة، زاوية الهدف, والزمن الذي استغرقته الموجات في الوصول إليه، والعودة للرادار لتحديد مسافة الهدف.

ب. يتأثر الجزء المرتد من الطاقة الكهرومغناطيسية في اتجاه الرادار (المقطع الراداري)، لكل من خصائص الهدف الجوى، من حيث الأبعاد، والشكل الهندسي، والمناورة، وكذلك طول الموجة الكهرومغناطيسية، ومن ثم درجة كشفه على شاشات الرادار.

ج. تُقاس مساحة المقطع الراداري للهدف بحساب كمية الطاقة المنعكسة عن الهدف، في اتجاه الرادار الذي أرسلها. وتتغير هذه المساحة لهيكل الطائرة أو الهدف الجوى، لتغيير زاوية الكشف، وطول الموجة الرادارية، وطبيعة السطح العاكس بالطائرة.

د. يتناسب مدى كشف الأجسام طردياً مع مساحة المقطع الراداري؛ فإذا كان مدى الكشف لهدف مقطعه الراداري 10م2 هو 360 كم, فإن مدى الكشف يصبح 200 كم لهدف مقطعه 1 م2، وحوالي 113 كم لهدف مساحة مقطعه الراداري 0.1 م2. وتوضح هذه الحقائق صعوبة كشف الأهداف صغيرة المقطع الراداري، لمسافات كبيرة.

  1. تكنولوجيا الإخفاء

تبدأ نظرية الإخفاء للهدف الجوي من تصميم الشكل الأساسي له، لتأثيره الكبير على المساحة الرادارية (المقطع الراداري) كالآتي:

أ. تخفيض المساحة الرادارية (المقطع الراداري) RCS

(1) تخفيض أبعاد الطائرة

حيث يتناسب المقطع الراداري طردياً مع هذه الأبعاد.

(2) التخلص من الانحناءات الحادة والزوايا وتصميم البدن بشكل انسيابي، بما يحقق تشتيت الموجه الرادارية

من طريق تحديد ملامح الشكل الهندسي للطائرة، مثل الانحناءات في سطحها الطائرة والذيل والحواف، إضافة إلى تحقيق السرعة وخفة الحركة والقدرة على التحميل، مع الأخذ في الحسبان الأسلحة المحمولة؛ وأيضاً تطبيق أشكال هندسية أكثر تعقيداً، على الطائرات المستخدمة لأغراض الاستطلاع.

(3) تقليل الأسطح الرأسية والعاكسة في الطائرات

وبوجه خاص العواكس الخلفية المتعامدة بعضها مع بعض، لما تمثله من مساحة رادارية عاكسة عالية، مع إمالة الزعانف الرأسية بزاوية حادة، وإخفاء نقاط التعليق وخزانات الوقود الإضافي داخل الهيكل الرئيسي.

(4) استخدام المواد الماصة للإشعاع الراداري Radar Absorbing Materials

(أ) تستخدم المواد الماصة للإشعاع الراداري، أو الطلاءات المضادة للرادار، بغرض حرمان جهاز الرادار من الحصول على موجاته الكهرومغناطيسية، التي أرسلها لترتد من الهدف، حيث تُمتص بواسطة الطلاء وينعكس جزء قليل منها.

(ب) يعد استخدام المواد الماصة للإشعاع الراداري، من وسائل الإخفاء السلبي الفعالة المؤثرة. وهى تشمل أغطية/ طلاء/ دهان من مواد خاصة، ذات سمك محدد له علاقة بطول موجة الشعاع الراداري الساقط عليها، بحيث تسمح بامتصاص هذا الشعاع ومنعه من الانعكاس، وبذلك تعد هذه الطائرات عازلاً لبدن الطائرة عن الإشعاعات الكهرومغناطيسية حولها.

(ج) ولضمان تحقيق الإخفاء، ينبغي أن يوفر الطلاء الآتي:

  • عدم زيادة معامل الانعكاس للأشعة الرادارية عن (2%).
  • تغطية أطوال الموجه للحيز الذي تعمل فيه جميع أجهزة الرادار المعادية.
  • قلة سمك طبقة المادة مع قوة تماسكها واتصالها الجديد مع بدن الطائرة.
  • خفة الوزن وضمان عدم التأثير السلبي على الخواص الايروديناميكية للطائرة.

(5) استخدام اللدائن والمواد المركبة Composite Materials

هي مواد تُصنع من دمج مادتين أو أكثر لتكوين مادة جديدة مركبة، لها خواص تختلف عن مكوناتها الأصلية. وتتميز هذه المواد بخفة الوزن وتحملها للإجهادات المرتفعة التي تتعرض لها الطائرات، وهى أيضاً ذات سمك يتناسب مع طول الموجة.

ب. تخفيض الإشعاع الناتج عن الأجهزة الإلكترونية

(1) إخفاء أوجه أو مداخل المحركات في الطائرات، إذ إنها تنتج أشعة يمكن تحليلها، ومنها معرفة نوع الطائرات من طريق حساب ريش الضواغط Compressor Blades، ذلك أن لكل طائرة بصمة مختلفة عن الأخرى.

(2) طلاء زجاج كابينة القيادة، لمنع خروج أية أشعة إلكترونية منها.

(3) إخفاء الهوائيات، داخل جسم الطائرة والحد من استخدامها، أو ظهورها آلياً عند اللزوم فقط.

(4) الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية، وخاصة جهاز التعارف (IFF)، أو استخدام الأجهزة الليزرية، التي تمتاز بمحدودية مدى العمل، أو الاعتماد على الاستقبال أكثر من الإرسال.

(5) استخدام المواد الماصة للأشعة (المضيئة)، الساقطة على الهدف الجوي أو الطائرة.

ج. تخفيض البصمة الحرارية

هناك ثلاثة مصادر رئيسية للحرارة في الطائرات، هي: حرارة جسم المحرك، وحرارة العادم، وحرارة جسم الطائرة. ويعد جسم المحرك الساخن هو أكبر مصدر للأشعة تحت الحمراء (IR)، والتي يمكن استقبالها من مسافات بعيدة. ويمكن معالجة ذلك بما يلي:

(1) تزويد الطائرة الخفية بنظام تبريد لمعظم أجزاء جسم المحرك.

(2) إضافة مواد كالكلور وفلوركبريتيك إلى وقود الطائرة، بغرض التقليل للحد الأدنى من حرارة جزيئات العادم.

(3) استخدام وقود الطائرة كمبرد حراري لجسم الطائرة Heat sink، لتصريف الحرارة.

(4) طلاء جسم الطائرة بأنواع ماصة من الطلاءات.

  1. مجالات استخدام الطائرة المخفاة

تتميز الطائرات المخفاة بالقدرة الكبيرة على العمل في مختلف الأحوال الجوية، دون التعرض للعدائيات، وهى تستخدم في الآتي:

أ. مهام الاستطلاع الجوي بأنواعه المختلفة.

ب. مهام القذف الإستراتيجي

الوصول إلى الأهداف الحيوية في عمق الدولة المعادية، مع احتمال عدم كشفها وتدميرها، مقارنة بالطائرات التقليدية. وعادة يركز القذف الجوي الاستراتيجي على الآتي:

(1) مراكز القيادة والسيطرة الرئيسية، ومراكز الاتصالات المدنية والعسكرية المختلفة.

(2) مراكز الأبحاث والمفاعلات النووية، ومعامل ومراكز أبحاث الأسلحة الكيميائية والبيولوجية

(3) محطات توليد الطاقة، ومصادر الوقود النفطي والمصافي.

ج. عزل ميدان المعركة

بضرب الأهداف البعيدة عن الخطوط الأمامية للمعركة، ويظهر تأثيرها لاحقا على سير المعركة البرية أو الجوية، ويشمل:

(1) المستودعات المختلفة والملاجئ والتحصينات.

(2) خطوط المواصلات والجسور والأنفاق والسكك الحديدية

(3) مطارات الهبوط للطائرات العمودية المقاتلة.

د. العمليات الجوية

(1) شل وتدمير وإرباك القوات الجوية المعادية، ومنعها من التدخل في المعركة لصالح القوات البرية، وتنتهي بتحقيق التفوق والسيادة الجوية من خلال مهاجمة:

(أ) مراكز القيادة والسيطرة.

(ب) القواعد الجوية والمطارات.

(ج) رادارات الإنذار المبكر.

(2) إخماد دفاعات العدو بتدمير

(أ) مواقع الصواريخ (أرض/ جو).

(ب) مواقع الصواريخ (أرض/ أرض).

هـ. مهام الدفاع الجوى

وذلك باستخدام الطائرات المخفاة لاعتراض القوات الجوية المعادية، في مدى أبعد ما يمكن عن الأهداف الحيوية؛ بسبب عدم اكتشافها من الرادارات الأرضية أو الجوية المعادية، وذلك كأسبقية أولى للدفاع الجوى.

و. أعمال الهجوم البحري

لأنها تتميز بصغر المقطع الراداري وعدم إمكانية كشفها، وخاصة لعدم وجود عوائق على المسطحات المائية.

ز. مهام القتال الجوي

من أجل الحصول على السيطرة الجوية، وذلك بتدمير طيران العدو في المطارات، وقتاله في الجو.

ح. مهام الضربات الاستباقية

القيام بمهام عمليات اليوم الأول أو الضربات الوقائية، لما لها من إمكانية تحقيق عنصر المفاجأة، والاستمرار في تحقيق الموقف الجوي المناسب، من خلال توفير الغطاء الجوي للقوات البرية، والمحافظة على المبادأة، وذلك بمتابعة العمليات المضادة الهجومية.

ويتحدد فكر ومفهوم الاستخدام للطائرات المخفاة لإدارة أعمال القتال المستقبلية، من خلال الأسبقيات الآتية:

(1) أهداف الأسبقية الأولى

(أ) القواعد الجوية الرئيسية والمطارات.

(ب) مراكز القيادة والسيطرة.

(ج) الأهداف الحيوية والإستراتيجية في العمق الاستراتيجي والتعبوي.

(د) مرابض نيران المدفعية والصواريخ (أرض/ أرض).

(2) أهداف الأسبقية الثانية

(أ) قطاعات العبور ومناطق انتظار القوات.

(ب) الأنساق الثانية والاحتياطيات.

(3) أهداف الأسبقية الثالثة

قذف أهداف الأسبقية الأولى والثانية ووسائل الدفاع الجوي عنها، التي استعادت كفاءتها، إضافة إلى بعض الأهداف الإستراتيجية والقومية المؤثرة.

  1. دور الطائرات المخفاة في الحروب الحديثة

أ. حرب الخليج الثانية

(1) نفّذت مهمة قذف الملاجئ الحصينة لمراكز القيادة للقوات الجوية والدفاع الجوي، وأبراج الاتصالات، ومواقع الرادارات، والصواريخ، ومحطات الإرسال في أماكن مختلفة في العراق والكويت.

(2) ارتفع عدد الطائرات المخفاه Stealth Fighter F-117 ليصل حوالي 2.5%، من عدد طائرات القوات الأمريكية؛ ولكنها هاجمت حوالي 31% من الأهداف العراقية في أول يوم من الحرب، وكانت في جميع مهامها ترافقها طائرات حرب إلكترونية (OREN – 6B – F15 – EF-111), وقد قامت الطائرات المخفاة (الشبح) بحوالي 1271 مهمة، وكانت من أخطر المهام في عملية عاصفة الصحراء، ولم تصب أي منها، ولكن كان الخطر الوحيد من المدفعية المضادة للطائرات.

(3) تستطيع الطائرات المخفاة البقاء بالجو مدة طويلة، نظراً لعدم اكتشافها. كما تتميز بدقة إصابة الأهداف. وقد استخدمت 45 طائرة، كانت في قاعدة على بعد 1400 كم من بغداد، في مهام ليلية، هدفها الأول هو تدمير وسائل الدفاع الجوي العراقية خارج بغداد، ومبنى الاتصالات بالعاصمة. وكان الشيء الوحيد الذي يميز هذه الطائرات هو صوت محركها العالي والمؤثر.

(4) وكان أسلوب مهاجمة الأهداف هو أن تبدأ طائرات (F-15) بالتشويش عن بعد قبل سبع دقائق من القذف، فتبدأ المدفعية المضادة للطائرات العراقية بإطلاق نيرانها “عشوائيا”، لتعذر الرؤية للهدف رادارياً وبصرياً. وبعد خمس دقائق تسكت المدفعية المضادة للطائرات بسبب الحرارة وتبريد المواسير، فيكون لدى الطائرة المخفاة دقيقتان للهجوم وقذف الأهداف، طبقاً لمهارة الطيار واستغلاله لأقل وقت ممكن.

(5) هاجمت الطائرات الشبح الأهداف الإستراتيجية، والمصانع الكيميائية, ومنصات الصواريخ (أرض/ أرض), ورادارات الإنذار المبكر, وبطاريات الصواريخ (أرض/ جو), والقواعد الجوية، ومراكز القيادة والسيطرة، أما المعابر فكانت مهام ثانوية.

ب. حرب البلقان

اشتركت الطائرة (F-117) المخفاة في حملة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجوية على كوسوفا، عام 1999. وقد صاحب هذه الحملة استخدام شديد الكثافة للإجراءات الإلكترونية المضادة في مواجهة الصواريخ المضادة للطائرات الصربية. وعلى الرغم من إطلاق 700 صاروخ، اسقطت طائرتان فقط، كانت إحداهمـا الطائـرة المخفـاة (F-117)، ما يدل على أن التكتيكات التقليدية المستخدمة لإخماد وسائل الدفاع الجوي كانت فعالة ومؤثرة، خاصة في مواجهة الرادار (RSA-125) المستخدم في توجيه الصواريخ (سام-3)، حيث كانت هذه الرادارات هدفاً سهلاً أمام طائرات حلف الناتو، وأصابت 11 راداراً، من أصل 14 راداراً.

ثانياً: إنتاج وتطور الطائرات الموجهة من دون طيار

بدأ إنتاج الطائرات الموجهة من دون طيار، عام 1924، بعد محاولات عديدة سبقت ذلك بعشر سنوات، انتهت بعدم النجاح، وسُميت آنذاك بالهدف الجوي Aerial Target, وكان استعمالها كأهداف للمدفعية. وتطورت الفكرة، عام 1934، في البحرية الملكية البريطانية، حيث حلقت أول طائرة من دون طيار في الجو، وعرفت باسم Queen Bee، واستخدمت بهدف التمويه والخداع لشاشات محطات الرادار، لتظهر بأعداد كبيرة وحجم كبير كطائرات حقيقية مقاتلة.

بدأ التفكير بتطوير الطائرة الموجهة من دون طيار بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، نتيجة فقد أعداد من الطيارين وقيام هذه الطائرات ببعض المهام، التي تقوم بها الطائرات المقاتلة. وصممت شركات متعددة أنظمة التوجيه ومعدات التدريب ومنظومات الحماية الذاتية. وفى عام 1946، تم تصميم وإنتاج الطائرة الموجهة من دون طيار والموجهة لاسلكياً، للعمل كطائرات تدريب للقوات الجوية والدفاع الجوي, وحلقت الطائرة في الجو، عام 1947.

بدأ الاستخدام الفعلي للطائرات الموجهة من دون طيار خلال حرب فيتنام، حيث نفذت آلاف الطلعات. وكان سبب ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت عدداً من الطيارين والملاحين، وتركزت مقترحات استخداماتها المتعددة في مجالات الاستطلاع ، والتصوير الاستطلاعي، والحرب الإلكترونية، ومهام الخداع.

وتطورت خصائص وميزات الطائرات الموجهة من دون طيار الفنية العملياتية تطوراً سريعاً، خلال الفترة من عام 1966 إلى عام 1997، ومن خلال إنتاج العديد من الأنواع المختلفة، مع تطوير فكرة عمل الطائرة من مهام الاستطلاع إلى كافة المهام، التي تؤديها الطائرات المجنحة المقاتلة التقليدية.

  1. مجالات استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار

أ. التدريب الجوي

وهى أول مهمة أُسندت لهذا النوع من الطائرات، لأغراض تدريب أطقم وعناصر أجهزة الاستطلاع والرادارات، والأطقم القتالية للعناصر الإيجابية.

ب. الاستطلاع الجوي

هو المهمة الأساسية بهدف جمع المعلومات الدقيقة، على امتداد وعمق منطقة العمليات في الوقت المناسب، ويشتمل ذلك على:

(1) كشف الأهداف المتحركة: بتحديد أماكنها القديمة والجديدة، وذلك بقصد الدقة في إدارة المعركة الأرضية، وخاصة وحدات نيران المدفعية والصواريخ التقليدية والمعاونة الجوية النيرانية القريبة.

(2) أعمال الدورية ومراقبة الحدود.

(3) المراقبة الفورية لميدان المعركة: باستخدام المراقبة بالنظر، أو باستخدام الكاميرات المختلفة، وإرسال المعلومات آليا لمساعدة القيادات في اتخاذ القرارات.

(4) استطلاع نتائج الضرب بغرض تحديد نتائج تنفيذ مهام القتال، وتحليل النتائج وتحديد خسائر العدو، ومدى الحاجة لإعادة الهجوم.

(5) الاستطلاع الإلكتروني: يتم (لاسلكياً/ رادارياً) لتجهيز الطائرات بمستشعرات خاصة، واشتراكها في مهام جمع المعلومات والتنصت على مراكز القيادة والسيطرة.

ج. أعمال الحرب الإلكترونية

تعد الطائرات الموجهة من دون طيار أفضل خيار يناسب هذا الدور، بسبب المرونة التي تتمتع بها الطائرة، كونها الوسيلة الأنسب والأرخص تكلفة للتحليق فوق أرض المعركة، وخاصة لدى الجانب المعادى. وتتطلب هذه المهمة البقاء فوق مسرح العمليات لمدة طويلة ومرات عديدة. وتتميز الطائرة الموجهة من دون طيار، التي تعمل في الحرب الإلكترونية، باقترابها كثيراً من الهدف وازدياد تأثيرها الإلكتروني على أهداف العدو الإلكترونية, ويمكن تلخيص أهم الأعمال التي تقوم بها الطائرات الموجهة من دون طيار في مجال الحرب الإلكترونية، فيما يلي:

(1) الإعاقة الإلكترونية الإيجابية (اللاسلكية والرادارية)، من خلال مستودعات تشويش وإعاقة ذاتية أو مصاحبة.

(2) الإعاقة السلبية (مستودعات إعاقة سلبية بنشر رقائق معدنية، مستودعات إعاقة مزودة بمشاعل حرارية ).

(3) الإعاقة الإلكترونية بالخداع الإلكتروني، وذلك بعد تجهيزها بالعواكس الركنية لإظهار هذه الطائرات كطائرات كبيرة الحجم، أو عدسات رادارية تركز الأشعة الرادارية في اتجاه مصدر الإشعاع، لتظهر وكأنها طائرات كبيرة الحجم.

(4) الخداع بتصميم شكل الطائرة الخارجي غير منتظم هندسيا، وبناء جسم الطائرة من مواد تشتت وتمتص الأشعة الكهرومغناطيسية، ومن ثم تؤدي إلى صعوبة أو عدم ظهورها على شاشات الرادار، سواء الخاصة بالإنذار المبكر أو الصواريخ (أرض/ جو)، والتي تتبع الأهداف وتوجه الصواريخ.

(5) الاشتراك في تنفيذ خطة خداع إستراتيجي تعبوي تكتيكي.

د0 الإسقاط الجوي سلماً أو حرباً، ويكون كالأتي :

(1) إلقاء أجهزة إعاقة متبددة بجوار مراكز القيادة والسيطرة ونقاط الاتصال التعبوية، أو الإستراتيجية، والرادارات المعادية لإرباك/ شل عملها.

(2) مستودعات شرائح معدنية للتشويش الإلكتروني (السلبي).

(3) مشاعل حرارية لخداع وتشتيت الصواريخ الحرارية.

(4) مشاعل ضوئية لأغراض الرمايات الليلية، وشراك خداعية ضوئية ملاحية.

(5) مستشعرات ملاحية وأجهزة لتحديد المكان.

(6) عبوات بيولوجية/ كيميائية والعديد من أنواع القنابل المختلفة.

(7) أعمال الحرب النفسية بإلقاء المنشورات في عمق أراضى العدو، للتأثير معنوياً بشكل عام.

هـ. العمل كمحطات لاسلكية

وذلك بتنفيذ أعمال البث اللاسلكي، وإعادة البث (كمحطة متوسطة)، وأيضاً كمحطة إعادة إذاعة بين المحطات الأرضية المختلفة، أو من الأقمار الصناعية المختلفة.

و. العمل كصاروخ موجه

يمكن تجهيز هذه الطائرات بقنابل أو رؤوس حربية مدمرة؛ أو استخدام الطائرة ذاتها كقذيفة موجهة، مثل الطائرة (هاربي) الإسرائيلية، وخاصة ضد الأهداف الحيوية شديدة الأهمية، والتي لها نسبة خطورة عالية, ويمكن التحكم بتوجيه هذه الطائرة إلى هدفها تليفزيونياً، أو بقنابل راكبة للشعاع ضد الأهداف الرادارية.

ز. العمل كطائرة مقاتلة متعددة المهام Unmanned Air Combat Vehicle (UACV)

(1) مقاتلة اعتراضية موجهة من الأرض، أو الأقمار الصناعية.

(2) قاذفة ضد أهداف أرضية جرى استطلاعها وتصويرها مسبقا.

(3) تعيين الأهداف باستخدام الليزر وإضاءتها ومهاجمتها، إضافة إلى تصحيح وتوجيه النيران.

(4) إطلاق صواريخ ما وراء الأفق.

  1. المهام الخاصة للطائرات الموجهة من دون طيار

أ. مهام الإرصاد الجوية

تُستخدم الطائرات المجهزة من دون طيار، بعد تجهيزها بالمستشعرات الخاصة، للتنبؤ بحالات الطقس، وباراميترات الأرصاد الجوية (حرارة ـ ضغط ـ سرعة ريح)، سواء في المجال العسكري، أو المدني، فهي تتولى مهام الإرصاد الجوية.

ب. مهام الإنذار

تُستخدم في تنفيذ مهام الإنذار المبكر، بعد تجهيزها بمستشعرات خاصة بالإنذار، مثل (الإشعاعات النووية ـ الإحساس الحراري ـ المجال المغناطيسي والكهربائي ـ الغازات الحربية ـ الصوت والاهتزازات وتحديد اتجاهاتها).

  1. التطور في أساليب استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار

(1) بدأ التوسع في استخدام هذه الطائرات الموجهة من دون طيار، بوجه خاص لأغراض الاستطلاع بمختلف أنواعه، واستخدامها كأهداف خداعية لوسائل الدفاع الجوي، إضافة إلى استخدامها كقنابل موجهة، حيث تقوم بتدمير الأهداف الرادارية، من خلال (باحث ـ مستشعر ـ ملتقط) للإشعاع. وتعتمد تكنولوجيا بناء وتصميم هذا النوع من الطائرات على استخدام المستشعرات المختلفة؛ لذا تعد الطائرات الموجهة من دون طيار تحدياً خطيراً لوسائل الدفاع الجوى.

(2) إجبار عناصر الدفاع الجوي الجاهزة للاشتباك معها، بدلاً من طائرات القتال الباهظة التكاليف، دون اكتشافها رادارياً، مما يمكنها من القيام بمهامها المطلوبة، ومنها شل وإرباك وسائل الدفاع الجوى، بأقل خسائر ممكنة.

  1. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في الحروب الحديثة

أ. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في معركة سهل البقاع اللبناني

(1) استخدمت الطائرة (سكوت)، والطائرة (ماستيف)، لتنشيط بطاريات الصواريخ وإجبارها على تشغيل راداراتها، ومن ثم تحديد مواقعها وتوجيه الطائرات المقاتلة لتدميرها.

(2) استخدمت المجسات الكهرومغناطيسية بالطائرات الموجهة من دون طيار، مع أنظمة ربط المعلومات الرقمية، لتقديم صورة جوية ومعلومات فورية عن المواقع السورية، شملت مواقع طائرات في القواعد وإحداثيات صواريخ الدفاع الجوي، وكذلك عملت على عرض صورة واقعية لمسرح العمليات.

(3) استخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار لإضاءة بطاريات الدفاع الجوي ليزرياً، واستطاعت الطائرات المقاتلة مهاجمة الأهداف بالأسلحة الموجهة بدقة عالية.

وقد نجحت الطائرات الموجهة من دون طيار في تنفيذ المهام الآتية:

(1) مراقبة القواعد السورية، ونقل المعلومات عن أعداد الطائرات السورية عند إقلاعها وهبوطها، ونقل المعلومات فوراً لمركز القيادة في إسرائيل.

(2) استخدمت كأهداف خداعية للرادارات السورية في وادي البقاع، لكي يقوم السوريون بتشغيل راداراتهم الخاصة بتوجيه الصواريخ (سام 4 وسام 6)، ومن ثم ترصد موجات وترددات الرادار المراد إعاقته، وكذلك لتوجيه الصواريخ الراكبة للشعاع.

(3) استخدمت بعض الطائرات الموجهة من دون طيار للتصوير التليفزيوني للمواقع السورية.

ب. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في حروب الخليج

لعبت الطائرة الموجهة من دون طيار دوراً مهماً في حرب العراق، وذلك في تقديم صورة لميدان المعركة، وتدمير أهداف حيوية، دون أن تتعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر. ويتمثل أبرز ما قامت به الطائرات الموجهة في الأتي:

(1) حرب الخليج الثانية

(أ) نفذت ما يزيد عن 530 طلعة، بزمن طيران حوالي 1700 ساعة طيران طوال فترة العملية، وكانت إحدى الوسائل الرئيسية لتوفير صور للموقف المعادي للقوات البرية، حتى تتمكن من الاقتحام وتنفيذ العمليات المختلفة الخاصة بها.

(ب) جرى لأول مرة استخدام طائرات موجهة من دون طيار تنطلق من البوارج البحرية، وذلك لتصحيح نيران المدافع المحملة على البارجة، إضافة إلى تصوير الأهداف المراد تدميرها، بواسطة الصواريخ الطوافة من نوع توماهوك.

(ج) ربطت حرب الخليج الثانية، خاصة عملياتها الجوية، بأحدث وسائل الاستطلاع وجمع المعلومات والتجسس، التي أطلقتها قيادة التحالف فوق منطقة العمل، إلى جانب أجهزة التشويش والإعاقة ضد وسائل المواصلات والتوجيه والقيادة والسيطرة العراقية في مختلف المستويات؛ وكذلك ضد أنظمة الكشف الراداري وإدارة النيران. وقد لعبت الطائرات الموجهة من دون طيار دوراً فاعلاً في ذلك.

(2) حرب الخليج الثالثة

(أ) نفّذت الطائرات الموجهة من دون طيار ما يزيد عن 230 طلعة طيران، بزمن طيران بلغ 650 ساعة فوق الأراضي العراقية، وذلك لاستطلاع المواقع وتحركات القوات، والقيام بمهام الاستطلاع الإلكتروني والتليفزيوني.

(ب) الاستخدام القتالي الجيد لتكتيكات الطائرات الموجهة من دون طيار، في إجراء الإعاقة عن بعد أو الإعاقة المصاحبة. وأدى ذلك إلى الاستخدام الجيد لطائرات القتال بمختلف أنواعها، وأداء مهامها بنجاح وتأمين عودتها دون خسائر تذكر.

(ج) تنفيذ الإعاقة الكاملة على جميع النظم الإلكترونية العراقية، قبل بدء العمليات الجوية، مع تدمير معظم رادارات الإنذار الجوي، باستخدام صواريخ هارم الراكبة للشعاع، ما أصاب مراكز القيادة والسيطرة للقوات العراقية ونظم القيادة والسيطرة والاتصالات لدفاع الجوي بالشلل التام. وقد ساعد ذلك على إحراز السيطرة الجوية في المجال الجوي العراقي بسهولة.

(د) ومن أحدث أنواع الطائرات الموجهة، التي استخدمتها القوات الأمريكية في حرب العراق الطائرة (بريدي تور)، التي قامت بأكثر من مائة مهمة في الحرب معظمها سري للغاية. ويعمل منها حالياً 15 طائرة ضمن الأسطول الجوي الأمريكي.

ج. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في حرب البلقان

(1) استُخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار من نوع (بريدي تور) في حرب البلقان، لدعم العمليات المشتركة للقوات، وقد حدّدت أهداف متعددة، منها:

(أ) مناطق تجميع الطائرات العمودية.

(ب) مناطق تجميع المعدات.

(ج) مواقع التخزين الرئيسية.

(2) نفذت ما يزيد عن 330 طلعة، ساعدت في إنجاز المهام التالية:

(أ) دعم عمليات الإنزال البرمائي، وذلك بإرسال صور تليفزيونية مباشرة لقائد البارجة الأمريكية عن عمليات الإنزال.

(ب) مراقبة مناطق النزاع في البوسنة، وذلك لإعطاء إنذار مبكر عن أي تصاعد للموقف فيها.

(ج) تقديم صور جوية ذات قدرة تمييز عالية في الليل والنهار لمناطق القوات المتصارعة، وذلك للتأكد من تطبيقها للقرارات الدولية.

(د) دعم عمليات الأمم المتحدة في مراقبة الاعتداءات المتكررة، من قبل القوات المتحاربة.

(هـ) مساعدة قوات حلف شمال الأطلسي في الحصول على نتائج الضربات الجوية، وإعطاء تقييم فوري بعد الضربة.

(و) المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ للطيارين.

د. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في حرب لبنان 2006

(1) القوات الإسرائيلية

(أ) استخدمت القوات الإسرائيلية الطائرات الموجهة من دون طيار بكثافة عددية كبيرة، وأنواع مختلفة، داخل الجنوب اللبناني؛ لاستطلاع أماكن الحشود العسكرية لحزب الله؛ والقيام بمهام التصوير التلفزيوني بصفة مستمرة.

(ب) استخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار الإسرائيلية وسائل الحماية الذاتية، ضد الصواريخ الموجهة حرارياً. كما استُخدمت كأهداف خداعية لتشتيت الرادارات، ووسائل الدفاع الجوي عن الطائرات المقاتلة.

(ج) استُخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار كوسيلة لتوجيه أشعة الليزر، على مواقع حزب الله؛ لكي تقوم الطائرات الإسرائيلية المسلحة بحمل القنابل وإسقاطها على الأهداف.

(2) حزب الله

(أ) أرسل حزب الله، في 17 يوليه 2006، طائرة موجهة من دون طيار إلى شمال إسرائيل، تمكنت خلالها من تصوير مركزاً للأبحاث الجوية الإسرائيلية، والذي يُعد من المواقع السرية لدى إسرائيل.

(ب) استخدم حزب الله الطائرات الموجهة من دون طيار من نوع (مرصاد-1)، في قذف قطعة بحرية إسرائيلية أمام السواحل اللبنانية.

(ج) أعلنت إسرائيل إسقاطها طائرة موجهة من دون طيار لبنانية كانت في طريقها إلى حيفا. كما أعلنت عن إسقاطها طائرتين موجهتين من دون طيار، تابعتين لحزب الله، كانتا في طريقهما إلى شمال إسرائيل.

هـ. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة 2008

(أ) استخدام الجانب الإسرائيلي الطائرات الموجهة من دون طيار في عملياته العسكرية ضد مقاتلي حماس، حيث تولت الطائرات الموجهة إمداد القيادة العسكرية الإسرائيلية بصورة “فيديو” دقيقة واضحة لبعض المواقع الفلسطينية، والتي أمكن من خلالها قذف هذه المواقع بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية.

(ب) نفذت إسرائيل بواسطة الطائرات الموجهة من دون طيار سلسلة من الاغتيالات ضد القياديين الفلسطينيين، كما استخدمت في تدمير بعض الأهداف في شمال قطاع غزة، والتي تستخدمها حماس في إطلاق صواريخ القسام.

ملامح التطور في أنظمة ووسائل الاستطلاع المختلفة

(أقمار اصطناعية، نظم استطلاع وإنذار محمولة جواً)

فقدت الاعتبارات الجغرافية المعروفة، مثل الأرض والأحوال الجوية والمسافات بين الدول، التي لعبت دوراً مهماً في الحروب السابقة، أهميتها بالصورة السابقة، مع تطور عناصر الاستطلاع المختلفة باستخدام الفضاء. الأمر الذي آثر على الاستخدامات المختلفة لاختيار الشكل والأسلوب المناسب للتصدي للعدائيات الجوية الحديثة.

التطور في استخدام النظم الفضائية العسكرية الحديثة، كان له تأثير على الفكر العسكري، بما يحققه من توفير أزمنة قياسية، ودقة في التوقيتات والاتصالات، لوضع منظومة الدفاع الجوي في أنسب الظروف الملائمة، للتعامل مع أسلحة الهجوم الجوي الحديثة.

أولاً: النظم الفضائية العسكرية

تنقسم النظم الفضائية العسكرية إلى الأتي:

  1. نظم الاستطلاع وتشتمل على استطلاع تصويري, وإلكتروني
  2. نظم الإنذار المبكر.
  3. نظم الملاحة/ تحديد المواقع.
  4. نظم الاتصالات.
  5. نظم الأرصاد والتنبؤات الجوية.
  6. نظم فضائية في أعمال المراقبة الأرضية.

ثانياً: نظم الاستطلاع التصويري

تعمل الأقمار الصناعية العسكرية للاستطلاع التصويري باستخدام مستشعرات خاصة، لرصد الموجات الكهرومغناطيسية المرئية. ويراوح الطول الموجي لها من 4 – 7 ميكرومتر وحتى 300 مم، ويختار مدار المركبة الفضائية بحيث يحقق مسقط المسار على سطح الأرض التغطية المطلوبة، للمواقع المطلوب مراقبتها , مع إعادة المرور فوق النقطة المطلوبة نفسها في توقيتات تحدد مسبقا. ويعد ارتفاع المدار وميله من البارامترات المهمة، التي تحقق هذه المتطلبات.

  1. العوامل التي تعتمد عليها خصائص التصوير الجوى من المركبات الفضائية للاستطلاع، تتلخص في الأتي:

أ. الفارق في شكل الجسم المراد تصويره، والخلفية الموجودة فيه.

ب. الظلال إلى تسببها الأجسام المجاورة للجسم المراد رصده وتصويره.

ج. ارتفاع المركبة الفضائية، وأقرب نقطة وأبعد نقطة في المدار.

د. نوع الكاميرات والأفلام المستخدمة.

هـ. حالة الجو ودرجة الرطوبة والسحب وتكاثرها.

و. معامل التفرقة.

  1. يكون الحصول على صور الأقمار الاصطناعية، بأي من الطرق الآتية:

أ. تسجيل الصور على وسط (أفلام)، بوضع داخل كبسولة، وإرسالها من القمر الصناعي والتقاطها من على سطح الأرض.

ب. تسجيل الصور في القمر الصناعي والحصول عليها بعد عودة القمر الصناعي للأرض. ويستخدم هذا الأسلوب في الأقمار الصناعية التي تستخدم في المهام العلمية، والمهام ذات المديات البعيدة جداً، والتي لا تتطلب سرعة الحاجة لها.

ج. البث المباشر للصور، إما أثناء التصوير ومرور القمر فوق الأهداف لحظياً، أو من طريق تسجيل البيانات طبقاً لطاقة التخزين المخططة، ثم إذاعة هذه البيانات إلى محطات الاستقبال الأرضية.

  1. يجري التصوير باستخدام الأقمار الصناعية كالأتي:

أ. التصوير الفوتوغرافي

يكون التصوير الفوتوغرافي على تسجيل انعكاسات الضوء على أسطح خاصة (ملونة, أبيض وأسود)، ونتيجة لوضوح انعكاسات الضوء، طبقاً لطبيعة الجسم المنعكسة ومنها يتم إنتاج الصور. وتتميز الكاميرات والوسائط الخاصة بتسجيل (الأفلام)، وتستخدم في الأقمار الصناعية بالحساسية العالية.

ب. التصوير متعدد الأطياف

يكون التصوير متعدد الأطياف بتسجيل الموجات الكهرومغناطيسية المنعكسة من الأجسام، في شكل بيانات رقمية تجمع بواسطة الحاسبات الآلية، لإنتاج صورة طبقا للطول الموجي المنعكس من الأجسام.

ج. التصوير الراداري

يعتمد إنتاج الصور الرادارية على إرسال موجات رادارية من القمر الصناعي، ويتم استقبالها بعد انعكاسها من الأجسام المراد تصويرها أيضا بالقمر الصناعي. ويتم تكوين صورة رادارية تحدد شكل الأرض/ الأهداف، نتيجة لاختلاف انعكاس الموجات الرادارية.

د. يتأثر التصوير الفوتوغرافي بالوقت من اليوم

فهو لا يستخدم ليلاً، علاوة على تأثره بوضع الشمس على الأهداف المطلوب تصويرها (الظل)؛ بينما يصلح التصوير متعدد الأطياف في جميع الأوقات ليلاً ونهاراً؛ ولكنه يتأثر إلى حد ما بالأحوال الجوية, أما التصوير الراداري، فلا يتأثر بالوقت من اليوم، أو الأحوال الجوية, وهو إيجابي نظراً لبث الموجات الكهرومغناطيسية من القمر الصناعي. وتتوقف درجة وضوح الصور الرادارية، على كفاءة المستشعرات المستخدمة.

د. تقاس جودة الصورة بقدرتها التحليلية Ground Resolution

وهى أقل مسافة أرضية بين جسمين متجاورين للتعامل معهما، بوصفهما جسمين منفصلين.

ثالثاً: النظم الفضائية للاستطلاع الإلكتروني

الهدف من الاستطلاع الإلكتروني هو تحديد إحداثيات وبارامترات الرادارات المعادية ونظم توجيه الصواريخ؛ وغالباً تكون هذه النظم على الحدود السياسية للدول. وعندما تُحدد بارامترات الرادارات المعادية: من تردد، وقدرة خرج، وعرض النبضة، وأسلوب تعديل الإشارة، والتردد التكراري للنبضات، إضافة إلى موقع المحطة الرادارية، يمكن التخطيط لتدمير هذه الرادارات وتنفيذ ذلك بأقل خسائر ممكنة.

وتحمل المركبات الفضائية للاستطلاع مستشعرات تعمل في الطول الموجى الملليمتري، والموجات القصيرة للغاية.

كما تتميز مدارات المركبات الفضائية المخصصة للاستطلاع الإلكتروني، بارتفاع أعلى من مدارات مركبات الاستطلاع التصويري إذ تصل إلى 300 – 500 كم.

وتعتمد مركبات الاستطلاع الإلكتروني على رصد الإشعاع الكهرومغناطيسي، وتسجيله وإرساله إلى المحطات الأرضية لتحليله، أو إعادة إذاعته مباشرة لأحد الأقمار الصناعية المخصصة لتبادل المعلومات من المحطات الأرضية، لضمان سرعة وصول البيانات إلى مركز المراقبة الأرضية.

رابعاً: الأقمار الصناعية للإنذار المبكر

يهدف الإنذار المبكر إلى إطالة زمن الإنذار ضد الضربات الصاروخية المحتملة. ويعد استخدام المركبات الفضائية في أعمال الإنذار المبكر عاملاً حاسماً في تغيير الأسلوب الدفاعي، بشكل عام؛ اعتماداً على تقنيات الفضاء في الإنذار المبكر، والنظم الفضائية التي لا تعتمد على خط بين الهدف ووسيلة التقاطه.

وتضم المنظومة الفضائية للإنذار المبكر مجموعة من الأقمار الصناعية، قد تصل إلى ثلاثة أقمار في بعض الأنظمة, يعمل كل منها أمام نقطة ثابتة على سطح الأرض، في مدار متزامن مع الكرة الأرضية. ويشمل النظام محطات لاستقبال المعلومات، وتخصيص الأسلحة، التي تتعامل مع كل نوع من أنواع الهجوم المعادى المكتشف.

ويعد هذا المجال من أوسع التطبيقات العسكرية لاستخدام الفضاء، ولا يسبقه في هذا المجال إلا أقمار الاتصالات، ولا يزال لهذا النظام دوره المهم، حيث اتسع مدى الإنذار إلى الصواريخ الباليستية المعادية من مئات الكيلومترات، إلى حوالي 5000 كم. وقد تطور النظام بشكل جوهري ورئيسي، حتى أصبح قادراً على كشف الصواريخ المعادية لحظة إطلاقها.

خامساً: النظم الفضائية لأغراض الملاحة/ تحديد المواقع

  1. الهدف من النظام الملاحي

هو تحديد الموقع الحالي والتوجه الدقيق إلى موقع أخر، بحيث يشتمل ذلك المعلومات الدقيقة، عن خط الطول وخط العرض والسرعة والاتجاه. ولتحقيق هذه المتطلبات، فثمة العديد من التقنيات والمعدات المستخدمة في ذلك، مثل: معدات وأنظمة الملاحة المتكاملة باستخدام الفضاء، والتي توافر باستخدامها بناء أنظمة ملاحية متكاملة، تغطي سطح الكرة الأرضية تماماً لمدة 24 ساعة، وتعطى البيانات الملاحية لكل من له حق طلبها. ومن هذه الأنظمة نظام GOLNASS الروسي، والنظام الأمريكي GPS.

  1. مكونات النظام GPS

يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، هي: الوحدات الفضائية (الأقمار الصناعية)، ووحدات التحكم والمراقبة الأرضية، ووحدات الاستقبال للمستخدمين. وهذه المكونات الثلاثة ترتبط يبعضها؛ وتأثرها بالعوامل المختلفة، سواء داخلية أو خارجية، هو الذي يحدد درجة الدقة لأجهزة الاستقبال، إذ تختلف هذه الدقة من وقت لأخر.

سادساً: النظم الفضائية للاتصالات العسكرية

استُخدمت أنظمة الاتصالات العسكرية عبر الأقمار العسكرية، في عمليات درع/ عاصفة الصحراء، حيث نقلت معظم خطوط الاتصالات العسكرية (محادثات ـ تداول بيانات ـ نقل صور موقف ـ خرائط) من وإلى مسرح العمليات. كما وفرت مواصلات تكتيكية داخل مسرح العمليات وخطوط مواصلات، لأنظمة أرضية ذات تردد عالٍ جداً وفوق العالي، التي يعيقها محدودية خط الرؤية لتنفيذها عبر الأقمار الاصطناعية, وكذلك توفير المواصلات وتداول المعلومات بين القطع البحرية والقوات البرية والجوية، مع توفير الإنذار المبكر لإطلاق صواريخ سكود، وتحقيق الاتصال الإستراتيجي بين القيادة العسكرية لقوات التحالف بالقيادة السياسية لكل دولة.

ويحقق استخدام الأقمار الصناعية في الاتصالات الأتي :

  1. الاعتمادية العالية لوظائف مكونات شبكة الاتصالات.
  2. درجة أمان عالية.
  3. إمكانية إذاعة التعليمات والأوامر لجميع الوحدات المرؤوسة والسيطرة عليها.
  4. نقل المعلومات المسموعة والمرئية والخرائط والصور الجوية، لتحديث الموقف آلياً بغرف القيادة والسيطرة الآلية.
  5. إمكانية الربط بين عناصر شبكات القيادة والسيطرة المتكاملة (أقمار صناعية ـ قيادات إستراتيجية ـ قيادات تعبوية ـ قيادات تكتيكية).
  6. تحديد أماكن القادة وإعطائهم أولوية الاتصال من طريق أنظمة الباحث الآلي، مع القدرة على تأمين الاتصالات، وإمكانية التغلب على مشاكل التدمير الجزئي للشبكة.

سابعاً: استخدام الأقمار الصناعية في الأرصاد الجوية

تتمثل أهمية الرصد الجوى في توفير معلومات مناخية للأحوال الجوية في مسرح العمليات المنتظر، خلال الفترة المتوقعة لتنفيذ أعمال يصعب على العدو اكتشافها؛ ومثال على ذلك ما حدث في الحرب العالمية الثانية من هزيمة القوات الألمانية في روسيا، بسبب طول فترة سوء الأحوال الجوية وتواصل هطول الثلج.

من هذه الأنظمة نظام DMSP الأمريكي، المكون من عدد من الأقمار الصناعية العسكرية تدور في مدار قطبي، وترسل صوراً جوية للمتغيرات الجوية، تحلل في مراكز عسكرية لخدمة الأغراض العسكرية.

ثامناً: استخدام الأقمار الصناعية في أعمال المراقبة الأرضية

تتطور القدرة المدنية والتجارية للرصد والمراقبة بسرعة عالية، متحدية الأقمار الصناعية العسكرية في الأداء، وخاصة في مجال المراقبة الاستطلاعية Surveillance والرصد الجوى، مع إعداد الصور الفضائية ذات القدرات التحليلية العالية.

يُعد الاستشعار عن بُعد أحد تطبيقات الأقمار الاستطلاعية، وسوف تشهد السنوات القادمة انفتاح عالمي في سوق الصور الفضائية. كما أنها ستستخدم في مجال التجسس للحصول على معلومات، سواء بالتصوير الإلكتروني أو بالمجالات الطيفية والمزودة بأحدث المعدات التقنية للتمييز بين الحقيقي والخداعي أو الهيكلي. وترسل المعلومات من أقمار التجسس إلى المحطات الأرضية بواسطة أشعة الليزر، التي تصل سرعتها 100 مرة أسرع من إرسالها بالموجات اللاسلكية.

كما تستخدم الأقمار الصناعية في الإنذار المبكر بالهجوم، وتقدير حجمه ونوع القوات. كذلك تنذر بإطلاق الصواريخ عابرة القارات والمتوسطة المدى فوق إطلاقها من مواقعها، ومتابعتها لتوجيه الصواريخ المضادة عليها وتدميرها , كما تستخدم في رصد الهجوم النووي ومتابعة تأثيراته ومراقبة مدى تأثير الإشعاعات.

تاسعاً: تطوير طائرات النقل

تمثلت اتجاهات التطوير، حالياً، في استخدام طائرات النقل المتوسطة والثقيلة، بعد إجراء التعديلات المناسبة عليها وتطويرها لتنفيذ مهام الاستطلاع الجوى، باستخدام الوسائل الفنية المختلفة، والمراقبة الجوية والأرضية والإنذار المبكر والقيادة والسيطرة، من خلال منظومات متكاملة، أو باستخدام هذا النوع من الطائرات بعد تطويرها. وهناك أمثلة متعددة على ذلك، منها تطوير الولايات المتحدة الأمريكية طائرات الاستطلاع، لتحسين القدرات والخصائص التكتيكية لها، مثل:

  1. الطائرة من نوع P-3، طائرة الاستطلاع البحري ومكافحة الغواصات.
  2. الطائرة من نوع بوينج 707، بعد تطويرها وإطلاق اسم (E8A) عليها، واستخدامها ضمن منظومة القيادة والسيطرة والمراقبة الأرضية الأمريكية (JSTARS).
  3. الطائرة من نوع بوينج 707، لتنفيذ مهام الاستطلاع الراداري واللاسلكي والمراقبة الأرضية، باستخدام نظام الكشف الراداري الجانبي المائل (SLAR).
  4. استخدام الطائرة من نوع أرافا، لتنفيذ مهام الاستطلاع الإلكتروني.
  5. تطوير الطائرة Wind – West، لتنفيذ مهام الاستطلاع البحري ومعاونة أعمال التأمين وحراسة الشواطئ، وأطلق عليها اسم (SEASCAN).
  6. تطوير الطائرة من نوع بوينج 707، وتجهيزها للعمل كطائرة قيادة وسيطرة ومراقبة أرضية، بتركيب نظام فالكون عليها.

عاشراً: تطوير وسائل الاستطلاع لطائرات القتال

يكون تطوير طائرات القتال لتنفيذ مهام الاستطلاع الجوى، باستخدام مستودعات متنوعة لصالح أعمال قتال الأفرع الرئيسية والقوات البرية، أو لصالح أعمال قتال الألوية الجوية، أو لتنفيذ طلعات الاستطلاع الجوى المسلح. وهذا الأسلوب يحقق تنوعاً في استخدام طائرات القتال في استكمال عناصر استطلاع العدائيات الجوية، مع عناصر منظومة الدفاع الجوي الأخرى.

ومن أمثلة المستودعات المستخدمة في طائرات القتال، والتي تساعدها في تنفيذ مهامها القتالية في تنفيذ أعمال الملاحة والتصويب والرؤية الليلية للأهداف، والتي يمكن استخدامها بكفاءة في تنفيذ الاستطلاع الجوى المسلح:

  1. المستودع تتيالد TTIALD

يتضمن جهاز تصوير أمامي (FLIR) يعمل بالأشعة تحت الحمراء، يعرض صورة تليفزيونية على شاشة العرض العلوي (HUD) أمام الطيار، إضافة إلى وجود نظام رؤية ليلية لاستكمال الرؤية خارج نطاق جهاز (FLIR، إضافة إلى كاميرات تليفزيونية ومضيء للأهداف بالليزر. ولهذا المستودع نافذة واحدة من مادة ذات نفاذية متعددة للأشعة الحرارية والضوئية والصوتية.

  1. المستودع لانتيرن LANTIRN

يُستخدم للمساعدة على الطيران المنخفض والملاحة والتصويب ليلاً ونهاراً، ويتضمن هذا النظام مستودعاً ملاحياً، وراداراً يتبع هيئات أرضية، وجهاز تصوير أمامي بالأشعة تحت الحمراء (FLIR)، ومضيء أهداف ليزرى يستخدم في تنفيذ الهجوم.

حادي عشر: التطوير العالمي في وسائل الاستطلاع والإنذار المحمولة جواً

بدأ استخدام المستودعات، المُركب بها العديد من المستشعرات، مع إمكانية تنفيذ البث الفوري للصور، سواء أمام الطيار أثناء الطيران، لتأكيد الحصول على صور للهدف المطلوب استطلاعه، مع إرسالها فوراً إلى المحطات الأرضية لتوفير الوقت، والتغلب على أهم المشاكل، التي كانت تواجه الاستطلاع الجوى، وهي زمن دورة الحصول على المعلومات والصور وتوصيلها إلى المستفيدين؛ إضافة إلى قدرة المستودعات على الحصول على المعلومات نهاراً في الأحوال الجوية السيئة، أو العدو لأعمال خداع وإخفاء جيدة, أو في حالات الإضاءة الضعيفة, إضافة إلى القدرة على العمل بكفاءة، في ظل استخدام العدو للإعاقة الرادارية واللاسلكية باستخدام الأنظمة الآتية:

  1. نظام الاستطلاع اللاسلكي SIGNT من نوع (EL/L3300)

نظام إسرائيلي الصنع، مجهز على الطائرة بوينج 707، لتنفيذ الاستطلاع الراداري واللاسلكي مع الإرسال الفوري للمعلومات إلى محطة أرضية لتحليلها، وإظهار النتائج من خلال وصلة نقل المعلومات. ويتميز النظام بالعمل في مجال 360 درجة، بمدى حتى 450 كم.

  1. نظام الاستطلاع الراداري ELINT من نوع (RAS-IB)

نظام إسرائيلي من إنتاج شركة تاديران. يستخدم على طائرات النقل لقياس الحيز الترددي للإشعاع الراداري ومعدل تكرار النبضة وقوة الإشارة، مع تحديد الموقع لجهاز الرادار. ويعمل في الحيز 7 – 18 جيجا، وهو ذو دقة عالية في الكشف.

ثاني عشر: استخدام أنظمة الاستطلاع الجوى التي تجمع بين التصوير الضوئي والإلكتروني

يعمل باستغلال دمج الكواشف الكيميائية والإلكترونية داخل نظام واحد، مع التوسع في استخدام التصوير الكهروبصري بمجموعة كاميرات تصل حساسيتها من 10 – 17 ميكرون. وعندما يسقط عليها الضوء فإنها تتحول إلى تيار كهربي يعبر عن الصورة بدلاً من استخدام الأفلام التقليدية، مثل أفلام التصوير الكهروبصري. وهو يحقق الإمكانيات الآتية:

  1. يجري التصوير الجوى من خلال جهاز تصوير ضوئي ذي حجم صغير محمول جواً، يُسجل شرائط فيلمية للأهداف من مسافات بعيدة، وقدرات تحليلية عالية, حيث ترسل الصور الملتقطة فورياً إلى محطات استقبال أرضية.
  2. يحقق إمكانية التصوير الجوى في أي وقت خلال النهار، مع النقل الفوري للصور الملتقطة إلى وحدة المعمل الأرضي المتنقلة، دون الإخلال بدرجة وضوح الصورة، مع إمكانية التصوير في ظروف الإضاءة الضعيفة.
  3. استخدام الحاسبات الصغيرة في معالجة الصور الجوية، واستخراج البيانات والمعلومات عن الأهداف العادية.
  4. إمكانية استقبال الصور الملتقطة خلال 1/1000 من الثانية فور التقاطها، وعلى بعد عشرات الكيلومترات, من زوايا مائلة بعيدة المدى، دون التعرض لأخطار الدفاع الجوى المعادى.
  5. القدرة على استمرار التصوير الجوى لأوقات طويلة، دون أن يتقيد بأي عامل إلا زمن بقاء الطائرة في الجو.
  6. يمكن توصيل نهايات طرفية للنظام إلى أي عدد من مراكز القيادة الأرضية، ما يمكن القادة من الإلمام المستمر بموقف القوات في أرض المعركة، والتغلب على التأخير الناتج من استخدام نظام التصوير الجوى التقليدي.

ثالث عشر: التصوير الجوى غير التقليدي، من خلال استخدام وسائل ومعدات الاستشعار عن بعد

  1. استخدام كاميرات التصوير متعددة الأطياف، التي لها القدرة على تسجيل عدد من الصور لمساحة محددة من الأرض، من خلال مجموعة من مرشحات الطيف, والتي تسمح بتحويل الصور إلى شفافات موجبة (أبيض ـ أسود)، وتكون إضاءتها من خلال مجموعة أخرى من المرشحات الطيفية، لتظهر على مسجل في شكل عرض ملون للأهداف.
  2. استخدام كاميرات التصوير بالأشعة فوق البنفسجية، والتي تستخدم لأغراض خاصة بأفلام حساسة للأشعة فوق البنفسجية، وتستخدم لتصوير الطرق والمنشآت الصناعية.
  3. استخدام الرادار من نوع (APS-94)، والذي يعمل بنظام الاستطلاع الراداري الجانبي، ويعرف باسم (SLAR)؛ لاستطلاع ومراقبة أرض المعركة والمنطقة الأمامية بمدى 70 – 100 كم، للأهداف الثابتة والمتحركة.

رابع عشر: نظام الاستطلاع التكتيكي المطور ATARS

تعمل القوات الجوية الأمريكية على تطوير نظام ATARS، وذلك بإحلال نظام الاستطلاع بالتصوير الفوتوغرافي، الذي يعتمد على استخدام الأفلام الجوية في التصوير، إلى نظام التصوير الكهروبصري, ومستشعرات التصوير في الضوء الخافت Light Sensors- Low، والمستشعرات الحرارية (الأشعة تحت الحمراء) التي تسجل البيانات والمعلومات على شرائط تسجيل رقمية، وإرسال هذه المعلومات إلى مراكز تجميع المعلومات باستخدام أنظمة (Technique- Transmission- Burst)، لتأمين المعلومات المرسلة ضد التدخل الإلكتروني المعادى (ELINT)، ويجري تحميل هذا النظام بعد تطويره داخل مستودع مغلق يمكن تركيبه وحمله بواسطة طائرة قتال. سيؤدى هذا إلى انتشار استخدام هذا النظام, كما أنه يمكن استخدامه على المركبات الهوائية من دون طيار (UAV,S)، من النوع المتوسط MIDI.

خامس عشر: التطور العالمي في مراكز استقبال وتحليل وتداول معلومات الاستطلاع الجوى

يُعد التطوير في مراكز استقبال وتحليل وتداول معلومات الاستطلاع الجوى، هو أهم عامل في اختصار وتقليل زمن استقبال المعلومات وعرضها من وسيلة الحصول عليها، ودراستها وتحليلها وتفسيرها؛ ثم توزيعها على مراكز المعلومات بالمستويات المختلفة ومراكز القيادة والسيطرة للاستفادة منها في صنع القرار أو تعديله، طبقاً للموقف في أرض المعركة. وتتركز أهم نقاط التطوير في الأتي:

  1. إمكانية الاستقبال الفوري (Up Link- Down Link) للمعلومات مع طائرات القيادة والسيطرة، طائرات الاستطلاع الجوي، طائرات القتال المجهزة لتنفيذ مهام الاستطلاع الجوي، الطائرات المجهزة من دون طيار، الأقمار الاصطناعية, مع إمكانية الاستقبال الصوتي المؤمن.
  2. إتمام عملية الغسل والطبع والتحليل للصور الجوية أوتوماتيكياً، مع إمكانية الحفظ لكل ما يتم استقباله من معلومات، للمقارنة واستدعائها عند الحاجة.
  3. تنظيم العمل وتحليل كافة المعلومات باستخدام الحاسبات الإلكترونية ذات إمكانية التحليل، والإرسال إلى كافة مراكز المعلومات في صور متعددة، مثل (صور جوية وتقارير وخرائط وموقف بري وبحري وجوي)؛ بواسطة شبكة من المواصلات الرقمية الآمنة، ذات سعة تسمح بعمل أكثر من مستويين في وقت واحد، واشتراك أكثر من مركز معلومات للحصول على المعلومة نفسها، وذلك لإمكانية تداول معلومات مهمة في أقل وقت ممكن.
  4. مراكز حفظ معلومات آلية ذات قدرة حفظ هائلة، لتخزين كافة المعلومات وسهولة استخراجها في صورة يمكن استخدامها فورياً، دون الحاجة إلى معالجة أو طبع مرة اخرى.
  5. مكتبة معلومات مخزن بها كافة أنواع الأسلحة والمعدات المنتجة عالمياً، وجميع المعلومات المتوافرة عنها، للاستعانة بها في إجراء المقارنات وأعمال التحليل لمعلومات متحصل عليها وتحتاج إلى مراجعة وتدقيق.

سادس عشر: نظام تجميع المعلومات والصور الجوية JSIPS

لكل عنصر من عناصر الاستطلاع وجمع المعلومات نظام خاص، وأسلوب في معالجة واستخراج البيانات والتقارير الخاصة به، دون الارتباط أو التعاون بالنظم الأخرى لجمع المعلومات. وهذه هي المشكلة التاريخية والأساسية في مجال المعلومات.

يعُد هذا النظام تطويراً لصالح الاستفادة من نظام المعلومات التكتيكي ATARS، والتغلب على مشكلة استخلاص البيانات، وتحليل وتفسير الصور الجوية، وإرسال البيانات في أقل وقت ممكن للقادة على جميع المستويات، مع توفير القدرة العالية على المناورة والعمل مستقلاً في أي اتجاه، ولصالح أي قوات تعمل في اتجاهات منفصلة.

يتكون النظام من محطة أرضية متحركة، تستقبل المعلومات من عناصر ووسائل الاستطلاع المختلفة، وتفسيرها وتحليلها، والخروج بالاستنتاجات والمعلومات في صورها المختلفة، وإرسالها إلى مراكز القيادة والسيطرة. كما يمكن للمحطة استقبال ومعالجة الصور الجوية ومعالجة البيانات الرقمية الملتقطة، بالوسائل الكهروبصرية والحرارية والرادارية.

تُلتقط هذه البيانات والصور والمعلومات على شاشات بالمحطة، ومتصلة بوصلات نقل المعلومات المختلفة والمتنوعة، لنقل الصور الرادارية والصور الرقمية وصور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة الأفلام الجوية. كما يمكن للنظام استقبال المعلومات من النظام ATARS، أو أنظمة الاستطلاع المتكاملة والأقمار الاصطناعية. كما سيتم باستخدام نظام ATARS ، دراسة الأهداف التي سيتم مهاجمتها، قبل تنفيذ الطلعات الجوية.

ويحقق استخدام النظام وظيفة رئيسية في قدرته على إرسال البيانات، بمعدل عالٍ جداً، مفسرة ومحدد بها إحداثيات الأهداف على الصور الجوية, ورسم خرائط جوية متكاملة ومعلومات مصورة رقمياً.

ويمكن ربط النظام بنظم المعلومات الأخرى للعناصر المختلفة لجمع المعلومات، بوصلات معلومات تحقق تبادل الصور والرسائل المكتوبة. كما يمكن، أيضاً، تبادل المعلومات الصوتية مع تأمين الإرسال ضد التداخل في صورة تقارير ورقية مكتوبة، أو صور جوية، أو أوساط مغناطيسية مسجل عليها البيانات.

ويمكن تحقيق ربط للنظام بجميع القواعد الجوية المختلفة، وأسراب الاستطلاع باستخدام ثلاثة إلى ستة حاسبات إلكترونية، مربوطة بأنظمة المعلومات بالأولوية الجوية، ما يقلل حجم المجهود الجوي، حيث توّفر المعلومات المتحصل عليها لجميع القواعد الجوية والتشكيلات الجوية، من خلال النظام؛ ومن ثم لن يحتاج تنفيذ طلعات جوية الحصول على معلومات عن منطقة عمل التشكيل الجوي والأهداف المعادية، التي سيهاجمها، وسيتحقق الحصول على المعلومات في توقيت الحصول نفسه عليها بواسطة أي عنصر من عناصر الاستطلاع الجوي.

يتميز النظام بالقدرة العالية على الحركة والمناورة والسير في مختلف أنواع الأراضي، ما يحقق إمكانية تنفيذ طلعات الاستطلاع الجوي، وتوفير المعلومات للقادة، مع عدم الحاجة إلى استخدام إمكانيات القواعد الرئيسية أو إمكانيات المستوى الأعلى لتحميل الصور الجوية.

سابع عشر: نظام المراقبة الأرضية المحمول جواً الأمريكي J-STARS

  1. يستخدم النظام طائرة من نوع بوينج 707، عُدّلت لتحميل النظام، وأطلق عليها اسم (E-8C).
  2. رادار محمول جواً متعدد الأنظمة Multimode، وهوائي مصفوفة Phasedarry مثبت أسفل الطائرة.
  3. نظم معالجة البيانات Data Processing، ونظام اتصالات.
  4. محطات استقبال أرضية متحركة GSM.S، مزودة بأجهزة استقبال للمعلومات، وتبادل الاتصالات، ونظم معالجة البيانات.

ثامن عشر: تطوير أسلوب انتقاء و تأهيل طياري الاستطلاع والكوادر الفنية

  1. الاهتمام بالاختيار الدقيق لطياري الاستطلاع الجوي من الطيارين ذوي الكفاءة العالية، علمياً وصحياً وفنياً.
  2. التدريب المكثف لطياري الاستطلاع، من خلال تنفيذ مشاريع تكتيكية تدريبية تماثل الواقع.
  3. التدقيق في اختيار الكوادر الفنية من الأفراد المتميزين ثقافياً وعلمياً، مع الاستعداد الذهني لاستكمال الدراسات النظرية والعملية، حتى يمكن الوصول بهم إلى مستوى الاحتراف، واستخدام مساعدات التدريب، التي تتناسب في تطويرها مع تطوير وسائل الاستطلاع الجوي.

إن توافر منظومة استطلاع متكاملة العناصر، من حيث الطيار، والمُعدة (الطائرة)، ووسائل الاستطلاع المحمولة المختلفة، ومراكز المعلومات، ومراكز تحليل واستيعاب وتداول المعلومات، لا يحقق استمرار تدفق المعلومات عن العدو أو الدول المجاورة، لوجود قيود تحد من استخدامها، أو في حالة قصر مدى العمل للوسيلة، بما لا يغطى المناطق المطلوب استطلاعها، مع حرص الدول على عدم الدخول في صراعات واستمرار العلاقات السلمية؛ ولكن بتوافر أقمار صناعية تستخدم في الاستطلاع الجوى بلا قيود على استخدامها، حيث تسبح في مدارها وترسل ما يلتقط من صور ومعلومات طوال مدة وجودها فوق منطقة الهدف، فإن ذلك يحقق أفضل وسائل الاستطلاع المستمر في السلم والحرب.

منظومة الدفاع الجوي الحديثة

لمجابهة التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

تعد منظومة الدفاع الجوي إحدى أنظمة قتال العدو الجوي. وتتكون من وسائل وعناصر إيجابية وسلبية، وتكون السيطرة عليها بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة الآلية واليدوية، على مختلف المستويات، وفى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية، بغرض صد وتدمير وشل وإرباك العدائيات الجوية، ومنع العدو من تحقيق أهدافه على كافة الاتجاهات الإستراتيجية، بدءاً من دخوله المجال الجوي للدولة وحتى وصوله إلى أغراض هجومه.

تواجه منظومة الدفاع الجوي مصاعب عديدة، نتيجة تعاظم القدرة التدميرية لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والدقة الكبيرة في توجيه هذه الأنظمة، إضافة إلى التطور المستمر في إنتاج هذه الأسلحة، وما يُطلق عليها “الأسلحة الذكية”، مع التوسع في استخدام الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار، ما يتطلب دراسة اتجاهات هذه التطورات للوصول إلى أنسب الأساليب، التي تتضمن استمرارية وفاعليه منظومة الدفاع الجوي في مواجهة هذه العدائيات.

القدرات والإمكانيات المتيسرة إقليمياً

في مجابهة أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

إن تطور وتنامي قدرات العدو الجوي على الاتجاهات المختلفة، من طائرات مجنحة وموجهة من دون طيار تعمل بمفهوم الإخفاء الراداري، وصواريخ باليستية وصواريخ طوافة، يقتضي دراسة إمكانيات وقدرات منظومة الدفاع الجوي الحالية بعناصرها المختلفة، لتحديد المصاعب والتحديات التي تواجهها، ودراسة أسلوب تطويرها لمجابهة تلك العدائيات.

إن الدور الرئيسي لمنظومة الدفاع الجوي، هو الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية في الدولة، ضد العدائيات الجوية المختلفة، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل في أسلحة الجو، والتي أصبح العديد منها يُطلق من خارج مدايات وسائل الدفاع الجوي الإيجابية. وتشمل المنظومة عدة عناصر تعمل في تنسيق وتكامل مع بعضها، في إطار تخطيط سليم وتوازن دقيق للمنظومة تجاه العدائيات الجويةالمتوقعة.

أولاً: منظومة الدفاع الجوي

حتى تتمكن منظومة الدفاع الجوي من تحقيق مهامها، في ظل التطور في وسائل وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، يجب أن تشمل الأنظمة التالية:

  1. عناصر القتال الرئيسية لمنظومة الدفاع الجوي

أ. نظام استطلاع العدو الجوي والإنذار عنه.

ب. وسائل الدفاع الجوي الإيجابية وتشمل: المقاتلات والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات.

ج. أنظمة القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية.

  1. عناصر التأمين المختلفة (خاص ـ فني ـ هندسي ـ إداري).
  2. نظام الاستطلاع والإنذار

يتكون نظام استطلاع المجال الجوي بمنظومة الدفاع الجوي من الآتي:

أ. النظام الراداري الأرضي.

ب. أنظمة معاونة للنظام الراداري:

(1) نظام المراقبة الجوية بالنظر.

(2) أنظمة الإنذار المحمول جوا (نظام الإنذار الطائر).

(3) أنظمة الاستطلاع الإلكتروني (لاسلكي ـ راداري).

(4) نظام المراقبة الجوية للمطارات المدنية.

ويُعد النظام الراداري الأرضي المصدر الرئيسي لتوفير المعلومات عن العدائيات الجوية، حيث يشتمل على أنواع مختلفة من أجهزة الرادار الأرضية المنتشرة بأنحاء الدولة، وتبني حقلاً رادارياً بمواصفات محددة، طبقاً لحالات الاستعداد القتالي المختلفة، حيث توفر من خلاله المعلومات الدقيقة الموقوتة والمحدثة، عن العدائيات الجوية.

  1. الحقل الراداري

هو الناتج النهائي من تكوين النظام الراداري وعمله؛ ويُعرف بأنه الحيز من الفضاء الجوي، الذي يمكّن الوحدات الفرعية للرادار، المتمركزة على مساحة محددة من الأرض، من اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية، وتحديد خواصها بنسبة احتمالية معينة.

ويتحدد الحقل الراداري من خلال الخصائص (البارامترات) الآتية:

أ. ارتفاع الحد السفلى (قاع الحقل الراداري).

ب. ارتفاع الحد العلوي (سقف الحقل الراداري).

ج. مساحة الحقل الراداري على ارتفاع محدد.

د. نسبة احتمال الكشف الراداري للأهداف الجوية.

هـ. معامل التغطية المتبادلة.

و. درجة تأمين الحقل الراداري ضد الإعاقة الرادارية.

ويصعب عملياً توفير الإمكانيات لبناء حقل راداري، على أقل ارتفاع محتمل لاقتراب الأهداف الجوية، يغطي مساحة الدولة بالكامل، ويمتد خارج حدودها من جميع الاتجاهات؛ لذلك يكون تركيز الجهود على إنشاء حقل راداري يغطى الاتجاهات الرئيسية المحتملة لاقتراب العدو الجوي، مع القبول بوجود بعض المناطق غير المغطاة داخل حدود الدولة

  1. التجميع الراداري

تتولى وحدات الرادار والإنذار بالتعاون مع الإنذار الطائر (المبكر)، وعناصر الاستطلاع الراداري والبصري بوحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، ووحدات الحرب الإلكترونية، مهمة استطلاع العدو الجوي على الارتفاعات المختلفة، وعلى طرق الاقتراب البعيدة لحدود الدولة، واكتشافه وتحديد معلوماته، وإنذار القوات عنه في الوقت المناسب، وتأمين أعمال قتال المقاتلات والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات على جميع الارتفاعات، ومراقبة التزام الطيران الصديق (حربي ـ مدني) بقواعد الطيران المعمول بها.

  1. الأسس التي تراعى عند بناء النظام الراداري

أ. التكامل بين جميع عناصر النظام على جميع المستويات.

ب. أن يتفق مع طبيعة وأهمية المنطقة المطلوب تغطيتها راداريا.

ج. توفير أزمنة إنذار مناسبة لتأمين أعمال قتال، وسائل الدفاع الجوي الإيجابية.

د. أن يتمتع النظام الراداري بالحيوية والقدرة على الصمود تحت تأثير هجوم العدو الجوي، واستخدامه أسلحة الهجوم الجوي الحديثة والإعاقة الإلكترونية.

هـ. الاقتصاد في بناء النظام.

و. تحقيق درجة تغطية متبادلة بين عناصر النظام.

  1. أنظمة الرادار الأرضية

هي التسليح الرئيسي لكتائب الرادار. وتتنوع هذه الأجهزة من حيث الغرض والإمكانيات، بما يمكّنها من اكتشاف الأهداف الجوية على المدايات البعيدة والمتوسطة والقصيرة كالآتي:   

أ. أجهزة رادار ثلاثية الأبعاد.

ب. أجهزة رادار ثنائية الأبعاد.

ج. أجهزة رادار تحديد الارتفاع.

تتنوع هذه الأجهزة من حيث النطاقات الترددية إلى (المتري ـ الديسيمتري ـ السنتيمتري ـ الملليمتري).

وتتنوع الوحدات الفرعية من حيث التسليح، حيث تحتوى الكتيبة الواحدة على أجهزة رادار شرقية/ غربية الصنع، حتى يمكن الاستفادة من الإمكانيات الفنية والتكتيكية، التي يوفرها هذا التنوع، لزيادة قدرات وإمكانيات وحدات الرادار والإنذار كالآتي:

أ. تتميز أجهزة الرادار المترية بالقدرة على اكتشاف الأهداف الجوية، ذات المقطع الراداري الصغير مع إمكانية العمل تحت تأثير أعمال الإعاقة الإلكترونية. وهي تحقق إمكانية اكتشاف الطائرات الموجهة من دون طيار، على الارتفاعات المتوسطة والعالية.

ب. تتميز الأجهزة (الديسيمترية – السنتيمترية) بكشف الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير، على الارتفاعات المنخفضة، كما يمكن لرادارات المصفوفة الطورية اكتشاف الصواريخ الباليستية والطوافة.

  1. نظام المراقبة الجوية بالنظر

يتكون النظام من نقاط مراقبة جوية بالنظر، تحتل في أنساق ودوائر وخطوط تغطي حدود وسواحل الدولة، وتدعم الحقل الراداري المستمر داخل حدود الدولة، وتقوم بسد الثغرات في الحقل الراداري، وكشف الأهداف الجوية المنخفضة والمنخفضة جدا.

يمكن لنقاط المراقبة الجوية بالنظر توفير الإنذار عن الطائرات المخفاة والموجهة من دون طيار، ذات المقطع الراداري الصغير، والأهداف ذات السرعات البطيئة على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جدا، كما أنها لا تتأثر بالإجراءات الإلكترونية المعادية.

  1. نظام الإنذار المحمول جواً

للتغلب على مصاعب اكتشاف الأهداف الجوية على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً، تُستخدم أنظمة الإنذار المحمولة جواً في منطاد وعلى طائرات لكشف هذه الأهداف، بمدى كشف يقدر بحوالي من خمسة إلى سبعة أمثال مدى الكشف للأجهزة الأرضية.

ويمكن لنظام الإنذار الطائر اكتشاف الأهداف حتى مسافة 270 كم، بما يحقق تعميق الإنذار ويسمح بزمن إنذار كافٍ ومناسب لوسائل الدفاع الجوي، للانتقال لأوضاع استعداد قتالي متقدمة. ويمكن ربط معلوماتها بنظام القيادة والسيطرة الآلي، للاستفادة منها.

  1. مبادئ التخطيط لاستخدام نظام الرادار المحمول جواً في منطاد

أ. تحقيق التكامل مع الحقل الراداري الأرضي، خاصة في المناطق غير المغطاة، أو التي يصعب تغطيتها بالحقل الأرضي، وبما يحقق مطالب الإنذار وتأمين أعمال قتال عناصر الدفاع الجوي الايجابية، وتأمين أعمال قتال المقاتلات.

ب. مراعاة أن سقف الحقل الراداري المكون بواسطة المنطاد، لا يزيد عن ارتفاع تحليق المنطاد، ومن ثم يجب استكمال الحقل الراداري أعلى من ذلك، بواسطة الحقل الأرضي.

ج. تمركز أنظمة المنطاد في مواقع قريبة، أو في الموقع نفسه الذي به كتيبة رادار أرضية خاصة، لتحقيق الربط مع نظام القيادة والسيطرة الحالي (آلياً/ يدوياً).

د. توفير التأمين الشامل لاستخدام المنطاد بما يحقق الآتي:

(1) توفير التأمين الجوي/ الأرضي عن موقع المنطاد.

(2) البعد عن مدى تأثير جميع وسائل النيران المعادية في المدى التكتيكي/ التعبوي.

(3) البعد عن مدى تأثير المدفعية الصديقة.

هـ- توفير شروط الموقع الجيد للاحتلال من حيث:

(1) الأرض المخصصة لاحتلال مسطحة في مساحة لا تقل عن (1 كم × 2 كم).

(2) توفير ظروف الإعاشة، خاصة الطرق والمياه.

(3) التجهيز الهندسي طبقا لمطالب النظام، مع إعداد موقع تبادلي لسرعة المناورة وقت الحاجة.

ثانياً: عناصر الاستطلاع الإلكتروني

  1. الاستطلاع اللاسلكي

يقوم بمهام اكتشاف وتأكيد أماكن التمركز/ التجميع القتالي للقوات الجوية المعادية، وتحديد أماكن القيادة والسيطرة، واستطلاع الشبكات اللاسلكية المعادية، خاصة أثناء إدارة أعمال القتال الجوي، واكتشاف نوايا العدو الجوي وتحضيراته، وتحديد مطارات الإقلاع، والحجم التقريبي للقوات المهاجمة، وطرق الاقتراب.

  1. الاستطلاع الراداري

أ. يُكلف بمهام جمع المعلومات من خلال تحليل الموجات الكهرومغناطيسية، المنبعثة من أجهزة رادار الأهداف الجوية المعادية، وتسهم هذه المعلومات في تأكيد الاستطلاع اللاسلكي لمنظومة الدفاع الجوي.

ب. يُنفذ الاستطلاع الراداري بواسطة عناصر الحرب الإلكترونية، دعم لمنظومة الدفاع الجوي.

  1. نظام المراقبة الجوية بالمطارات المدنية

أ. تراقب سلطة الطيران المدني المجال الجوي، بغرض تأمين سلامة حركة الطيران وتسهيلها (الداخل/ الخارج/ العابر)، بالتعاون مع مراكز المراقبة الجوية بالدول المجاورة، وبما لا يتعارض مع إجراءات تأمين الدولة.

ب. يستفاد من هذا النظام في معاونة الحقل الراداري لمنظومة الدفاع الجوي، خاصة في حالة الاستعداد القتالي اليومية لتأكيد معلوماته، والتغلب على مصاعب الإبلاغ عن التحركات الجوية، بما يؤدي إلى إحكام السيطرة على المجال الجوي للدولة.

  1. الإمكانيات الحالية لنظام الاستطلاع والإنذار الحالي

أ. إنشاء حقل راداري مؤمن في حالات الاستعداد القتالي المتقدمة، حده السفلي 100 م، وحده العلوي 30 كم، وبمساحة تغطي مسؤولية نطاق التشكيل التابع له، مع توفر معامل تغطية متبادلة لتحقيق معدل عالٍ لاكتشاف الأهداف الجوية.

ب. تغطية منطقة القتال الرئيسية على الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة.

ج. توجيه المقاتلات لأهدافها الجوية، من خلال مراكز/ نقاط التوجيه اليدوية والآلية.

د. تشكيل أنساق مراقبة جوية بالنظر على امتداد الحدود، إضافة إلى خطوط ودوائر المراقبة لاستكمال خطوط الإنذار.

ثالثاً: وسائل الدفاع الجوي الإيجابية

تتعدد الأنظمة الإيجابية لمجابهة العدائيات الجوية المنتظرة طبقاً لمداياتها، وتشمل:

  • وحدات مقاتلات وتتبع المناطق الجوية.
  • أنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات (أرض/ جو)، وتشمل أنظمة متعددة (متوسطة وقصيرة المدى)، إلى جانب الصواريخ الفردية.
  • المدفعية المضادة للطائرات.
  1. المقاتلات

هي أحد العناصر الرئيسية لتوفير الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية، نظراً لقدرتها العالية على المناورة، وإمكانيتها العالية على تدمير طائرات العدو على مسافات بعيدة على طرق اقترابها، قبل وصولها إلى خطوط تنفيذ المهام، وتتعدد مهام عمل المقاتلات وأساليبها كالأتي:

أ. المهام الرئيسية للمقاتلات

(1) حماية القوات والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والبحرية، ضد ضربات العدو الجوية واستطلاعه جواً.

(2) تأمين أعمال قتال أسلحة الجو الأخرى.

(3) إعاقة النقل الجوي المعادى وقتال قوات الإبرار الجوي المعادى.

تعمل المقاتلات بأساليب مختلفة، مثل (الاعتراض من وضع الاستعداد الجوي والأرضي، القنص الحر، تنظيف المجال، الحراسة المباشرة).

تتحدد الإمكانيات القتالية للمقاتلات، بإمكانيات التوجيه لمراكز التوجيه ونقاط التوجيه، وعدد الأهداف الجوية التي يمكن اعتراضها وتدميرها، وتعتمد على إمكانيات الطائرة الواحدة أو الوحدة الفرعية أو وحدة المقاتلات، في صد وتدمير عدد محدد من الأهداف الجوية. وتؤثر عليها عوامل رئيسية تحدد إمكانيات المقاتلات عند صد الضربات/ الهجمات الجوية المعادية مثل (عدد الطائرات، معامل الصلاحية، معامل الاستخدام، معامل الصد والتدمير).

وتعتمد إمكانيات المقاتلات في شغل مظلة جوية واحدة على (عدد الطائرات ـ معامل الصلاحية ـ المجهود الجوي، زمن البقاء بالمظلة).

تنفذ المقاتلات مهامها من خلال أعمال الاعتراض الجوي، كالأتي:

(1) اعتراض الطائرات المعادية والحاملة لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، على خطوط الاعتراض البعيدة من وضع الاستعداد الجوي (المظلة) الجوية، وطبقاً لزمن الإنذار المتيسر.

(2) اعتراض الطائرات المعادية على خطوط الاعتراض القريبة من وضع الاستعداد الأرضي.

ب. خطوط الاعتراض

(1) خط الاعتراض المفروض، وهو خط متقاطع مع خط سير الهدف الجوي المتوقع.

(2) خط الاعتراض المحسوب، وتُحدد طبقاً للحسابات الملاحية، سواء من وضع الاستعداد الأرضي أو الجوي.

(3) خط الاعتراض المتقدم، وهو خط الاعتراض العملي الذي ينفذ فعلياً في العمليات الحقيقية لاعتراض وتدمير طائرات العدو، ويكون متقدماً على خط الاعتراض المحسوب لمسافة تعادل 20 – 25 كم، في الأحوال الجيدة نهاراً ومن دون استخدام أجهزة التصويب الراداري، وحتى ارتفاع طيران 10 آلاف قدم.

ج. تنظم أوضاع الاستعداد للمقاتلات، طبقاً لإمكانية التأمين الراداري كالأتي:

(1) وضع المظلة الجوية

هو أقصى حالة يمكن اللجوء إليها، ويستخدم فقط عند توقع هجوم جوي، أو حدوث اختراق جوي فعلي، وعند عدم توافر أزمنة إنذار كافية لـتأمين المقاتلات من أوضاع الاستعداد الأرضية، حيث تكون المقاتلات في منطقة المظلة المحددة لها وفي انتظار الأوامر والمهام، التي تصدر إليها من مركز القيادة الأرضي.

(2) أوضاع الاستعداد الأرضي

هي أوضاع الاستعداد التي تحدد الحالة التي يكون عليها الطيارون والمقاتلات، بالقواعد والمطارات الجوية.

(أ) وضع الاستعداد الأرضي الرقم (1)

هو أعلى أوضاع الاستعداد الأرضية، وتكون فيه المقاتلات جاهزة للإقلاع على أول الممر مع إدارة المحرك ووجود الطيارون داخل كبائن القيادة، وتشغيل الأجهزة في انتظار الأوامر بالإقلاع. ويتسلم الطيارون المهام بعد الإقلاع.

(ب) وضع الاستعداد الأرضي الرقم (2)

هو أكثر أوضاع استعداد المقاتلات اقتصاداً، وبذلك يجب توفير أزمنة إنذار متيسرة تسمح بوجود المقاتلات في هذا الوضع. وتكون المقاتلات مجهزة، والطيارون بالقرب منها.

  1. أنظمة الصواريخ الموجهة أرض/ جو

تُعد الصواريخ المضادة للطائرات هي العنصر الرئيسي في منظومة الدفاع الجوي. وقد صُممت لتدمير الأهداف الجوية المعادية عند الاقتراب من الأهداف المُدَافع عنها. ويمكن للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات القيام بالمهام الآتية:

أ. توفير التغطية بالصواريخ والوقاية المباشرة بالمدفعية المضادة للطائرات، لحماية الأهداف الحيوية بالدولة والتجمعات الرئيسية للقوات المسلحة ضد العدائيات الجوية، مستقلة أو بالتعاون مع المقاتلات.

ب. قتال قوات الإبرار الجوي في مناطق الإسقاط، وفى أثناء طيرانها في الجو.

ج. معاونة القوات الجوية في القتال للحصول على السيطرة الجوية.

د. في بعض الحالات الخاصة، عندما لا تكون هناك أهداف جوية، فإنه يمكن استخدام الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في القتال، بجانب التشكيلات البرية ضد القوات إنزال/ إبرار، والأهداف السطحية في المناطق الساحلية، وطبقاً لخصائصها الفنية والتكتيكية.

أ. خصائص الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات

تعد الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات، أكثر وسائل الدفاع الجوي فاعلية؛ وتمتاز بالخصائص الآتية:

(1) تأثير نيران عالٍ ودقة عالية لإصابة الأهداف الجوية

(2) إمكانية فتح النيران على الأهداف الجوية، في المسافات البعيدة والارتفاعات العالية

(3) إمكانية الاستخدام في جميع الأحوال الجوية ليلاً ونهاراً، وعلى مختلف الارتفاعات والسرعات

ب. تنظيم الصواريخ الموجهة (أرض/ جو)

يتوافر لدى منظومة الدفاع الجوي أنظمة متعددة من الصواريخ، متوسطة وقصيرة المدى، إضافة إلى الصواريخ الفردية، ويكون تنظيمها في تجميعات متكاملة ومتنوعة.

ج. الإمكانيات القتالية لأنظمة الصواريخ الموجهة (أرض/ جو)

(1) إمكانية التغطية (إنشاء مناطق القتال)

(أ) هي قدرة مواقع النيران بأنظمة الصواريخ المختلفة على تكوين مناطق تدمير متصلة، بغرض التغطية بالصواريخ المضادة للطائرات، لمعظم الاتجاهات والأغراض الحيوية في نطاق/ قطاع المسؤولية.

(ب) تتأثر مساحة التغطية بعوامل كثيرة منها: معامل التراكب، السرعة، ارتفاع الأهداف المعادية وخط سيرها).

(ج) تعتمد إمكانية التغطية لوحدات الصواريخ في التعامل مع الأهداف الجوية المعادية، وارتفاع التخطيط المنتظر لمعظم هجمات العدو الجوي: حدود مناطق التدمير والفواصل والمسافات بين كتائب النيران وطبيعة الأرض ومدى تأثيرها على شكل مناطق الكشف والتدمير، وأقصى باراميتر مسموح به؛ لكل نظام على حدة.

(2) الإمكانيات النيرانية

قدرة التجميع على صد وتدمير عدد معين من الطائرات المعادية، باستخدام الصواريخ المتيسرة بالموقع، أو من خلال فترة زمن الهجمة، ويشمل الآتي

(أ) احتمال إصابة الهدف المعادي بصاروخ أو أكثر.

(ب) عدد الأهداف التي يمكن الاشتباك معها في وقت واحد.

(ج) عدد مرات الاشتباك خلال زمن معين.

(د) عدد الأهداف المدمرة باستهلاك وحدة نارية خلال زمن معين.

(3) إمكانية المناورة

تجري المناورة بغرض:

(أ) حشد القوات ووسائل الدفاع الجوي من اتجاه لآخر.

(ب) دعم بعض الأغراض المهمة.

(ج) تنظيم الدفاع الجوي عن أغراض حيوية جديدة.

(د) سد الثغرات في تجميعات الدفاع الجوي واستعادة الكفاءة.

(4) إمكانية الإمداد بالصواريخ

وهي القدرة على إمداد كتائب النيران بالصواريخ للمحافظة على استعدادها القتالي.

(5) الإمكانيات القتالية للصواريخ الفردية

(أ) إمكانيات النيران

تتميز بإمكانيات قتالية عالية في التعامل مع طيران العدو، وتتوقف على:

  • احتمال إسقاط الهدف بصاروخ واحد.
  • احتمال إسقاط الهدف بعدد معين من الصواريخ.

(ب) إمكانية التغطية

وهي القدرة على وضع الهدف المعادي تحت تأثير النيران، بغرض تكثيف الوقاية المضادة للطائرات لبعض الاتجاهات، أو الأغراض المهمة، وهي إما أن تكون متصلة حول الغرض (في حالة التشكيل القتالي المثلث)، أو في قطاع معين ينتظر هجوم العدو الجوي منه (في حالة التشكيل القتالي الخطي).

(ج) إمكانية المناورة، وتشمل

  • المناورة بالقوات والنيران.
  • عدد الأهداف التي يمكن صدها بالفصائل.
  1. المدفعية المضادة للطائرات

تُعد المدفعية المضادة للطائرات إحدى الوسائل الفعالة للقتال، ضد الأهداف الجوية المفردة/ المجموعة، وخاصة على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً

أ. خصائص المدفعية المضادة للطائرات

(1) القدرة العالية على المناورة، ما يمكنها من حشد أكبر عدد ممكن من الوحدات في المكان المطلوب، في أقل وقت ممكن.

(2) سرعة المناورة بالنيران بتجميع نيران سرايا المدفعية على هدف واحد.

(3) سرعة تحول عناصر المدفعية المضادة للطائرات، إلى أوضاع استعداد قتالي متقدمة.

(4) تعد المدفعية المضادة للطائرات إحدى الوسائل الرئيسية للتعامل مع الهليكوبتر المسلح.

(5) خفة الحركة لقدرتها على التحرك في جميع أنواع الأراضي، خاصة المجنزرة منها.

ب. القدرات القتالية للمدفعية المضادة للطائرات

(1) إمكانية إنشاء مناطق تأثير نيران المدفعية المضادة للطائرات

تتوقف على نصف قطر الغرض الحيوي، المطلوب توفير الوقاية المباشرة عنه، وسرعة الهدف الجوي المعادي وارتفاعه، والمرمى المؤثر للعيار المستخدم.

(2) إمكانية النيران (الصد والتدمير)

(أ) إمكانية الصد

وتقدر بعدد الاشتباكات التي يمكن تنفيذها بواسطة المدفعية المضادة للطائرات، وتتوقف هذه الإمكانيات على: سرعة الهدف، وارتفاع الهدف، وحدود مناطق التأثير، وعدد المدافع المشتركة والذخيرة المتيسرة، وإمكانية الاشتباك المتتالي.

(ب) إمكانية التدمير

تقل إمكانية التدمير بواسطة عناصر المدفعية المضادة للطائرات، طبقاً لمعاملات التأثير العكسي، وتتمثل في معامل: الاستعداد، والاشتراك، والسيطرة، والإعاقة على أنظمة إدارة النيران.

إضافة إلى إمكانيات المناورة بالنيران والوحدات عند إدارة أعمال القتال، باتخاذ أنسب أوضاع التشكيل القتالي لاستمرار توفير الوقاية المضادة للطائرات.

رابعاً: أنظمة القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية

  1. أنظمة القيادة والسيطرة

تستخدم أنظمة القيادة والسيطرة المختلفة في منظومة الدفاع الجوي، لمعاونة القادة في إدارة أعمال القتال والسيطرة على القوات بمهارة وحزم، وخاصة عند تعقد الموقف الجوي، وعند المتغيرات الحادة والسريعة في الموقف الجوي. وتعد السيطرة المستمرة والحازمة على الوحدات، من أهم العوامل لنجاح معركة الدفاع الجوي، والتي تبنى على الأتي:

أ. إمكانية كشف الأهداف الجوية وإنذار الوحدات في الوقت المناسب.

ب. سرعة رفع حالات وأوضاع الاستعداد القتالي، واتخاذ القرار، وتخصيص المهام في الوقت المناسب.

ويحقق نظام القيادة والسيطرة الآلي الإمكانيات الآتية:

أ. تكوين صورة موقف جوي أليا، مع إمكانية كشف أهداف عالية حتى 400 هدف، قد تصل خطورة الأهداف حتى 200 هدف، خلال 40 ثانية.

ب. تخصيص الأهداف المعادية وتحديد أنسب عنصر للتعامل مع الهدف، وكذا إمكانية السيطرة بدقة عالية مع زيادة عدد الأهداف، ما يتيح إمكانية القيادة المركزية في ظل تعقد الموقف الجوي.

كما يتوافر نظام قيادة وسيطرة يدوي على التوازي مع النظام الآلي، يمكنه إدارة أعمال القتال والسيطرة على القوات بكفاءة عالية، في حالة فقد النظام الآلي لكفاءته، إضافة إلى النظام اليدوي في القطاعات غير المميكنة.

  1. وحدات الحرب الإلكترونية دعم منظومة الدفاع الجوي :

أ. المهام

(1) اكتشاف ومتابعة وتحديد النظم والوسائل الرادارية المعادية المحمولة جواً بالطائرات، والمستخدمة في القيادة والسيطرة والتوجيه؛ وتحديد خصائصها الفنية بأعمال الاستطلاع الراداري.

(2) الاكتشاف المبكر للشواهد الرادارية للنشاط الزائد لطائرات القتال المعادية، والدال على نوايا العدو، في توجيه الضربات/ الهجمات الجوية، لتدعيم معلومات الإنذار للدفاع الجوي بمعلومات الاستطلاع الإلكتروني.

(3) معاونة أعمال قتال الدفاع الجوي في تعزيز الحماية للأهداف الحيوية، بأعمال الإعاقة الرادارية (أرض/ جو) ضد رادارات القذف والتنشين للطائرات المعادية.

(4) المعاونة في تحديد واكتشاف وتحديد اتجاهات عمل مراكز الحرب الإلكترونية، المعادية للإعاقة الرادارية المحمولة جواً.

(5) الاشتراك في خطة الخداع لمنظومة الدفاع الجوي، بالتمثيل الخداعي لمواقع الصواريخ بإمكانيات سرايا الإعاقة السلبية.

(6) تركيز جهود الاستطلاع والإعاقة الرادارية، في اكتشاف وإعاقة رادارات القذف والتنشين والتتبع بطائرات القتال المعادية.

ب. إمكانيات وقدرات وحدات الحرب الإلكترونية دعم منظومة الدفاع الجوي

(1) الاستطلاع الراداري.

(2) الإعاقة الرادارية.

(3) الاستطلاع اللاسلكي للأهداف.

(4) التمثيل الخداعي من كتائب الصواريخ.

على ضوء القدرات والإمكانيات الحالية بتوفير الدفاع الجوي، يكون الدفاع عن الأهداف الحيوية من خلال خطة الدفاع الجوي عن الدولة، طبقاً للتوزيع الإستراتيجي والتعبوي لمنظومة الدفاع الجوي الحالي، وطبقا للأسبقيات، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهة التفوق التكنولوجي.

وحتى تتحقق الاستفادة القصوى من الإمكانيات القتالية الحالية، يجب أن يٌبنى التخطيط السليم والدقيق للدفاع الجوي على استمرار دراسة هذه الإمكانيات ومقارنتها بالعدائيات المحتملة، في ظل تطور وسائل الهجوم الجوي الحديثة والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الطوافة، للوقوف على المصاعب والتحديات التي تواجهها، وتحديد مدى تأثيرها عليها، من خلال تحديد أوجه القصور في مجابهة هذه العدائيات.

تأثير التطور في استخدام أسلحة الهجوم الجوي الحديثة،

على منظومة الدفاع الجوي

إن المهمة الرئيسية لمنظومة الدفاع الجوي، هي توفير الدفاع الجوي للقوات والأهداف الحيوية في الدولة، ضد ضربات وهجمات العدو الجوية، بغرض منع العدو من الـتأثير على القدرة القتالية للقوات، واستمرار الأنشطة الحيوية بالدولة.

وحتى تتمكن منظومة الدفاع الجوي من تنفيذ مهامها، في ظل ظروف الحرب الحديثة، والتطور المطرد في أسلحة وأساليب العدائيات الجوية/ الصاروخية، فلا بد من مسايرة هذا التطور ودراسة التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي وأوجه القصور بها، لإيجاد أنسب الأساليب لمجابهتها.

أولاً: تأثير تطور منظومة الاستطلاع الجوي والفضائي للعدائيات الجوية، على أعمال القتال

  1. تأثيرات مباشرة

أ. إمكانية المتابعة نهاراً وليلاً لأوضاع وأعمال المناورة للقوات، كالأتي:

(1) أقمار الاستطلاع بالتصوير.

(2) معدل مرور يومي يراوح ما بين 5 – 8 دورة فوق الدولة (فترة مرور القمر الواحد 1 – 4 دقائق في الدورة الواحدة).

ب. توافر الدقة المناسبة للبيانات الباليستية المطلوبة للصواريخ أرض/ أرض.

ج. الكشف المبكر عن نوايا القوات بالفتح أو التحول، بما يحقق إمكانية توجيه الضربات الجوية والصاروخية المسبقة.

د. تحديد الثغرات في وسائل الكشف والتدمير لمنظومة الدفاع الجوي، وبما يحقق أنسب طرق الاقتراب لطائراته أثناء تنفيذ مهامها.

هـ. السيطرة على أعمال قتال قواته الجوية، أثناء تنفيذ مهامها في العمق الإستراتيجي للقوات.

و. زيادة الدقة لأسلحة الهجوم الجوي المعادي، من خلال تزويدها بالمعلومات المحددة الدقيقة عن أهداف هجومها.

ز. إمكانيات الكشف الفوري لمنصات إطلاق الصواريخ أرض/ أرض.

  1. تأثيرات غير مباشرة

أ. إمكانية تقييم وتحديد نوايا القوات مبكراً، لتوجيه ضربات مضادة أو القيام بأعمال المناورة التعبوية من اتجاه إلى أخر.

ب. زيادة الكفاءة لمنظومة اتصالاته، بما يحقق تنامي قدراته في أعمال السيطرة، وإضعاف أعمال الإعاقة والتشويش المضاد.

ج. تقييد التحركات والأنشطة التدريبية في الأحوال العادية.

ثانياً: الصعوبات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي، وأوجه القصور فيها:

يُعد تنامي القدرات القتالية لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، بأحدث طائرات القتال والصواريخ الباليستية والطوافة، واستخدام الفضاء الجوي، هي أهم التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي. ومن خلال دراسة إمكانيات وقدرات عناصر المنظومة، يمكن تحديد أهم التحديات التي تواجهها في الآتى:

  • نظم الاستطلاع والإنذار (رادارات أرضية، ومراقبة جوية بالنظر، وإنذار طائر).
  • عناصر الدفاع الجوي الإيجابية (مقاتلات، وصواريخ مضادة للطائرات، ومدفعية مضادة للطائرات).
  • أنظمة القيادة والسيطرة (يدوية ـ آلية).
  • أنظمة الحرب الإلكترونية.
  1. نظم الاستطلاع والإنذار

أ. نظم رادارية أرضية

يتكون الحقل الراداري الأرضي من مجموعة إمكانيات الكشف لكتائب ومحطات الرادار، والتي تنتشر بطول البلاد وعرضها مكونة الحقل الراداري المستمر، الذي يتم توصيفه وتحديد بارامتراته طبقاً لأوضاع وحالات الاستعداد القتالي المختلفة، وأهمية المنطقة المدافع عنها طبقاً لجداول تشغيل محددة.

(1) تتميز أجهزة الرادار الشرقية بالقدرة على اكتشاف الأهداف الجوية المعالجة بالمواد الماصة/ المفرقة للإشعاع الراداري، مع إمكانية كبيرة في مقاومة الإعاقة الإلكترونية.

(2) تتميز أجهزة الرادار الغربية بقدر كبير من التكنولوجيا، لأن أجهز الإرسال والاستقبال بها مزودة بأنظمة تكنولوجية متطورة، إضافة إلى استخدام الحاسبات الإلكترونية الحديثة، في تصفية المعلومات وتمييزها.

ب. نظام المراقبة الجوية بالنظر

يتكون النظام من نقاط مراقبة جوية بالنظر، تتشكل في شبكات مراقبة جوية، وتحتل في أنساق تغطى حدود الدولة وسواحلها.

يمكن لنقطة المراقبة الجوية بالنظر المزودة بتلسكوب مراقب، اكتشاف الأهداف الجوية ذات السرعات البطيئة، والتي تتطير على ارتفاعات منخفضة بمدى حتى 10 – 15 كم.

ج. نظام الاستطلاع والإنذار الطائر

تنحصر الوسائل الرادارية المحمولة جواً المتاحة حالياً، في الطائرة E2-C، التي تتميز بالقدرة العالية على اكتشاف الأهداف الجوية، خاصة على الارتفاعات المنخفضة و المنخفضة جداً.

ويمكن للطائرة E2-C، اكتشاف الأهداف المعادية حتى مسافة أكبر من 270 كم، بعد تطوير الرادار المحمول بالطائرة، ما يحقق عمقاً إنذارياً يسمح بتوفير زمن إنذار مناسب وكافٍ لعناصر الصواريخ، للانتقال لأوضاع الاستعداد المتقدمة لمواجهة الأهداف الجوية المعادية.

  1. المصاعب التي تواجه نظام الاستطلاع والإنذار الحالي

أ. مصاعب ناجمة عن تطور العدائيات الجوية (طائرات القتال، والطائرات العمودية المسلحة، والطائرات الموجهة من دون طيار، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة)، وتتمثل في الأتي:

(1) تطور وسائل ومعدات الملاحة لزيادة القدرة على الطيران على الارتفاعات المنخفضة جداً، من خلال أنظمة محاكاة تضاريس الأرض، باستخدام رادارات تتبع الهيئات الأرضية لتجنب الكشف الراداري.

(2) تقليل البصمة الحرارية والصوتية من خلال الأساليب الفنية، وتغيير مكان خروج العادم، أو تشتيته، أو تبريده قبل خروجه، أو تحويل العادم إلى أعلى مع استخدام كاتم الصوت.

(3) استخدام تكنولوجيا الإخفاء وخفض البصمة الرادارية والحرارية، من طريق الآتي:

(أ) استخدام أنواع من الطلاء لها القدرة على امتصاص أو تشتيت الإشعاع الراداري.

(ب) اختيار أنظمة ملاحية وأنظمة تصويب ومعدات إلكترونية، تحقق أقل قدر من إمكانية اكتشافها.

(ج) استخدام تقنيات متنوعة لتقليل مساحة المقطع الراداري، ما يقلل من احتمالات كشفها.

ب. وجود أنظمة حماية صوتية متطورة، تشتمل على وسائل إعاقة رادارية أو حرارية (إيجابية/ سلبية)، أو وسائل مختلفة (رادارية وحرارية)، أو أنظمة حرب إلكترونية متكاملة، تقوم بالاستطلاع والإعاقة الرادارية والحرارية، وتعمل ضد الرادارات الأرضية والرادارات المحمولة جوا بطائرات الإنذار, ولها القدرة على خداع أجهزة الرادار وإحداث تشبع للنظام الآلي/ أجهزة الحاسبات الإلكترونية بنظم الرادار المختلفة.

ج. تزويد الطائرات العمودية المسلحة بصواريخ جو/ أرض مضادة للإشعاع الراداري، يمكنها من التعامل مع جميع أنواع الرادارات.

د. تطوير الصواريخ الموجهة رادارياً بذاكرة تمكنها من تتبع الإشعاع الراداري، مثل الأسلحة الموجهة رادارياً الصواريخ الأمريكية (شرايك ـ ستاندر أرم ـ هارم ـ هاربون).

هـ. ضعف إمكانيات نظام الإنذار والاستطلاع الحالية في التعامل مع الصواريخ أرض/ أرض، والطوافة خلال مراحل الطيران المختلفة، كالآتي:

(1) المرحلة الأولى (مرحلة الإطلاق)

(أ) الصواريخ الباليستية

  • وصول الصاروخ إلى أقصى ارتفاع كشف (الحقل الراداري الحالي 30 كم)، خلال زمن لا يتعـدى 20 ثانية، حيث تبلغ متوسط سرعة الصاروخ من 1500 – 1800 م/ ثانية.
  • معظم أجهزة الرادار الغربية المتيسرة حالياً ذات حاسبات إلكترونية غير مخصصة لتتبع مثل هذه الأهداف.
  • تقع منصات ومواقع الإطلاق، عادة، على مسافات كبيرة، تكون غالبا خارج مدى كشف أجهزة الرادار الأرضية، إضافة إلى عدم توافر مستشعرات حرارية بطائرات الإنذار المبكر E2-C، تسمح لها بالاكتشاف لحظة إطلاق الصواريخ الباليستية.

(ب) الصواريخ الطوافة

تشكل الصواريخ الطوافة صعوبة كبيرة في اكتشافها بالوسائل الرادارية المتاحة حالياً، لأسباب عديدة، كالأتي:

  • صغر مساحة المقطع الراداري الذي يصل إلى 0.1 م.
  • الطيران على ارتفاعات منخفضة جداً وبسرعات بطيئة، وفى مسارات غير متوقعة، بحيث يمكن تمييزها كأهداف صديقة في حالة اكتشافها.
  • مرونة الاستخدام وإمكانية إطلاقها من خارج إمكانيات الكشف الراداري، ومن مسافات بعيدة تصل إلى 1500 – 2500 كم.
  • طُورت الأنواع الحديثة منها بتقليل البصمة الرادارية والحرارية، وزيادة القدرة على مقاومة الإعاقة، وتطوير جسم الصاروخ والخواص الأيدروديناميكية لزيادة السرعة والقدرة عل المناورة.

(2) المرحلة الثانية (المرحلة المتوسطة)

(أ) الصواريخ الباليستية

تُنفذ هذه المرحلة على ارتفاعات عالية جداً، قد تصل إلى 200 كم، من ثم لا تستطيع معظم أجهزة الرادار الحالية كشفها، حيث يبلغ أقصى ارتفاع كشف لها 30 كم.

(ب) الصواريخ الطوافة

  • صعوبة اكتشاف الصواريخ الطوافة خلال هذه المرحلة بواسطة أجهزة الرادار الأرضية، لتأثر الحقل الراداري على الارتفاعات المنخفضة بكروية الأرض والهيئات الأرضية، مع صغر المقطع الراداري للصاروخ، والقدرة العالية على المناورة، ومحدودية قدرة الأجهزة الرادارية على التغلب على الكسرات الثابتة على شاشات الرادار.
  • صعوبة اكتشاف الصواريخ الطوافة وتتبعها بالإمكانيات الحالية للطائرة E2-C.
  • تُعد نقاط المراقبة الجوية بالنظر، من أهم وسائل الاستطلاع والإنذار عن الصواريخ الطوافة؛ نظراً لسرعتها البطيئة نسبياً وارتفاع طيرانها المنخفض خلال تلك المرحلة.

(3) المرحلة الثالثة (مرحلة الهجوم) العودة للغلاف الجوي

(أ) الصواريخ الباليستية

  • يقطع الصاروخ المسافة من أقصى ارتفاع لسقف الحقل الراداري، وحتى وصوله للهدف، في زمن لا يتعدى 20 ثانية، وهو زمن غير كافٍ لاستكشافه.
  • تراوح سرعة الصاروخ الباليستي أثناء هذه المرحلة 17ماخ، وبالتالي لا تستطيع معظم أجهزة الرادار الحالية (الشرقية/ الغربية) اكتشافه.

(ب) الصواريخ الطوافة

  • يمكن الاعتماد على معلومات الطائرة E2-C ونقاط المراقبة الجوية بالنظر، في استطلاع الصاروخ أثناء طيرانه خلال هذه المرحلة.
  1. أنظمة الدفاع الجوي الإيجابية الحالية

أ. الإمكانيات الحالية لأنظمة المقاتلات

تتولى المقاتلات والطائرات متعددة المهام، المخصصة للدفاع الجوي، مهمة اعتراض العدائيات الجوية على خطوط اقترابها البعيدة وخارج مناطق تدمير وسائل الدفاع الجوي الأرضية، في حدود إمكانياتها الفنية والقتالية.

ب. الإمكانيات الحالية للصواريخ الموجهة والمدفعية والرشاشات المضادة للطائرات

يتميز مبدأ التكامل بوجود منظومة متكاملة ومتنوعة من الصواريخ والمدفعية القصيرة والمتوسطة المدى، منها الشرقية ومنها الغربية الصنع.

ج. مصاعب ناجمة عن تطور العدائيات الجوية المتمثلة في طائرات القتال، والطائرات العمودية المسلحة، والطائرات الموجهة من دون طيار، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

(1) تطور وسائل ومعدات الملاحة لزيادة القدرة على الطيران على الارتفاعات المنخفضة جداً، لتجنب الكشف/ الالتقاط/ التتبع بواسطة كتائب النيران.

(2) زيادة قدرة الطائرة على حمل كميات كبيرة من أنظمة التسليح، وتنوعها بين قنابل وصواريخ ومستودعات ذخائر مختلفة، في طرق التوجيه والاستخدام.

(3) زيادة الإمكانيات من حيث السرعة، ومعدل التسلق، والقدرة على المناورة، حيث وصلت سرعة الطائرات الحديثة إلى حوالي 3 ماخ على الارتفاعات العالية، و1.6 ماخ على الارتفاعات المنخفضة.

(4) استخدام تكنولوجيا الإخفاء وخفض البصمة الرادارية والحرارية (استخدام أنواع من مواد الطلاء ـ تقليل مساحة المقطع الراداري)، ما يقلل من احتمالات كشفها.

(5) إمكانية العمل الليلي، بتزويدها بأجهزة تصويب تمكنها من تنفيذ أعمال القتال ليلاً، وفي أحوال الرؤية الضعيفة.

(6) زيادة القدرات التدريعية للأجزاء الحيوية من الطائرة.

(7) تطوير الصواريخ الموجهة رادارياً بذاكرة تمكنها من تتبع الإشعاع الراداري، في حالة انقطاعه أثناء طيران الصاروخ في الجو، إلى هوائيات كتائب النيران، مع تزويد الصاروخ بنظام توجيه راداري إيجابي Radar Active، خلال المرحلة الأخيرة من الطيران، لزيادة الدقة في تدمير الأهداف.

(8) تطوير الأسلحة الموجهة بالأشعة تحت الحمراء أو بالتصوير الحراري؛ اعتماداً على الخاصية الإشعاعية للهدف. ومن أحدث أنواع تلك الأسلحة الصواريخ (بوب آي ـ سايدويندر).

(9) تزويد الأسلحة الموجهة بالليزر بمستقبل لأشعة الليزر، حيث يستقبل شعاع الليزر المنعكس من الهدف بعد إضاءته من الطائرة الأم. ومن أحدث أنواعها القنبلة الأمريكية GBU-28.

(10) تصميم برنامج التطوير للقنابل التقليدية، للعمل كقنابل موجهة، من خلال تزويدها بأنظمة ملاحية وأنظمة ملاحة فضائية، بغرض تحقيق أعلى قدر من الدقة لاستخدامها في الظروف الجوية الصعبة. ومن هذه الأنواع JDAM.

(11) تطوير القنابل العنقودية، بواسطة بطاقة إلكترونية مبرمجة بواسطة حاسب صغير، لفتح غلاف القنبلة في الفضاء، وتنطلق بعد ذلك مجموعة قنابل فرعية، والتي قد تكون موجهة أو حرة، ولها القدرة على التعامل مع الأهداف المدرعة والأفراد. ومن أحدث مستودعات القنابل العنقودية المستودع الأمريكي GBU-79B.

د. مصاعب منظومة الدفاع الجوي الحالية، في مجابهة الصواريخ الباليستية والطوافة

(1) كبر مدى الصواريخ أرض/ أرض (مدى ـ ارتفاع)، عن مدى أجهزة الرادار الحالية، إضافة إلى عدم توافر مستشعرات حرارية بطائرات الإنذار المبكر، تسمح لها باكتشاف لحظة إطلاق الصواريخ الباليستية.

(2) عدم وجود حاسبات إلكترونية بأجهزة الرادار جاهزة لتتبع مثل هذه الصواريخ.

(3) صعوبة اكتشاف الصاروخ خلال مراحل خط سيره بالأجهزة الحالية، نظراً لصغر البصمة الرادارية والسرعة الهائلة للصاروخ.

(4) محدودية الأنظمة الإيجابية الحالية في التعامل مع الصواريخ أرض/ أرض، نظراً للآتي:

(أ) محدودية الارتفاع لهذه الأنظمة، والذي يبلغ حوالي 30 كم.

(ب) طول زمن رد الفعل.

(ج) محدودية السرعة لهذه الأنظمة، والذي يبلغ حوالي 1200 م/ ثانية.

هـ. مصاعب ناجمة عن تسليح أنظمة الحرب الإلكترونية (أرض/ جو)

(1) عدم مناسبة الحجم المتيسر من وحدات الإعاقة الإلكترونية المختلطة (أرض/ جو)، للأغراض الحيوية.

(2) الإمكانيات المادية لأجهزة ومعدات الحرب الإلكترونية، لا تتناسب مع التطور السريع في العدائيات الجوية.

  1. أنظمة القيادة والسيطرة

أ. الإمكانيات الحالية لأنظمة القيادة والسيطرة

(1) تكوين صورة موقف جوي آمن مع احتمالات كشفه للأهداف.

(2) قصر زمن رد الفعل وإنشاء خطوط سير خلال زمن قصير.

(3) اكتشاف حتى 150 – 200 هدف آلياً، مع تحديث المعلومات باستمرار.

(4) إمكانية تمييز وتحديد خطورة الأهداف والتخصيص الآلي، واختيار أنسب العناصر للتعامل مع الهدف.

(5) إمكانية السيطرة بدرجة عالية، مع زيادة عدد الأهداف، ما يتيح إمكانية القيادة المركزية.

ب. مصاعب ناجمة عن تسليح أنظمة القيادة والسيطرة

(1) تعقد ِأعمال القيادة والسيطرة في القوات الجوية والدفاع الجوي.

(2) صعوبة تنظيم التعاون بين المقاتلات وعناصر الدفاع الجوي الأرضية.

(3) عدم الاستفادة الكاملة بمعلومات الإنذار عن العدو الجوي، لطول أزمنة التأخير.

(4) طول أزمنة رد الفعل في الأنظمة اليدوية.

(5) صعوبة تدفق وتداول معلومات الإنذار، من كافة مصادرها.

ج. المصاعب في أعمال التأمين الفني

(1) صعوبة توحيد خطوط الصيانة والإصلاح للمعدات المتنوعة المصادر.

(2) تعدد التخصصات وتنوعها وصعوبة توافر الكوادر الفنية، لكافة التخصصات.

(3) تعدد أنواع قطع الغيار وصعوبة توافرها بالتصنيع المحلي، لأن بعضها ذو تكنولوجيا متطورة؛ إضافة إلى صعوبة استيرادها لتكلفتها الاقتصادية العالية.

ثالثاً: التحديات والتهديدات، التي تواجه منظومة الدفاع الجوي

  1. التحديات الناتجة عن التسليح الحالي لأنظمة المقاتلات
  2. تهديدات أقمار الاتصالات
  3. تهديدات أقمار الاستطلاع العسكري
  4. تهديدات أقمار الإنذار المبكر عن الصواريخ الباليستية
  5. تهديدات أقمار الملاحة وتحديد المحل
  6. تهديدات الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية
  7. التهديدات التي تواجه وسائل الدفاع الجوي، من استخدام الأقمار الصناعية

رابعاً: استخدام الفضاء الخارجي في إدارة الحرب الحديثة

إن الاعتبارات الجغرافية المعروفة، مثل الأرض والأحوال الجوية والمسافة، التي لعبت دوراً مهماً في الحروب الماضية، فقدت أهميتها في عصر الفضاء؛ فالأرض المغلقة التي تؤثر على اختيار شكل الهجوم، والأحوال الجوية التي تؤثر على اختيار توقيت الهجوم، والمسافة التي تفصل بين الدول المتحاربة، التي لا زال لها التأثير في الحرب التقليدية حتى اليوم، ومثل هذه الاعتبارات أصبحت غير مؤثرة على قدرات الأسلحة الفضائية.

أثر التطور العلمي والاقتصادي والتكنولوجي بصورة واضحة على الفكر العسكري؛ ما أدى لدخول عنصر المعرفة كمنافس جديد لنظم التسليح وتكتيكات القتال، ليحتل الدرجة نفسها من الأهمية. وقد أعطى العنصر الجديد المصداقية التامة لفكرة أنه يمكن إجبار العدو على الاستسلام، من خلال إرباك وشل وتدمير نظم القيادة والسيطرة له. واكب ذلك ما أُطلق عليه “الثورة في الشؤون العسكرية”، التي كانت السبب الرئيسي في ظهور حرب المعلومات.

  1. استخدام الفضاء في حرب المعلومات

تحول الفكر العسكري من عقيدة تستند إلى تدمير القدرات المادية للعدو، بحشد القدرات العسكرية، إلى مفهوم ينظر للعدو على أنه نظام يمكن شل قدرته على المقاومة، ليس من طريق التدمير؛ ولكن من خلال وضع النظام العسكري المقابل بكامله كهدف رئيسي، مع التركيز على تحليل المعلومات.

وحرب المعلومات تعني الحصول على المعلومات والمحافظة على السيادة المعلوماتية في مسرح العمليات، وفي الوقت نفسه المحافظة على التفوق في البر والبحر والجو، والتعاون بين القوات لإحراز النصر.

  1. استخدام الفضاء في الحرب الحديثة

يدخل الفضاء لأول مرة مسرح العمليات العسكرية، ليصبح وسطاً جديداً ومسرحاً للتنافس العسكري المباشر والصراع المحتمل. وسوف تُستخدم النظم الكونية الهجومية الإستراتيجية لإدارة الصراع المسلح في الفضاء الخارجي، وضرب الأهداف الأرضية والفضائية.

ويعتمد تخطيط الحرب الحديثة وإدارتها، على الترسانة الفضائية، بكل ما تحويه من أقمار صناعية للتجسس والاتصالات، إضافة إلى القنابل المدارية لقصف وتدمير الأهداف الأرضية أو الفضائية.

أصبحت تكنولوجيا الفضاء قادرة على توفير قيادة وسيطرة أفضل، على القوات المنتشرة على مسافات شاسعة من خلال الفضاء. كما أصبحت الحرب الحديثة أكثر تعقيداً، ما أدى إلى تطور الفكر العسكري في استخدام الأقمار الصناعية.

  1. استخدامات أقمار التجسس (تصوير، استطلاع)

أ. التصوير ليلاً ونهاراً، وفي الظروف السيئة.

ب. تغطي تلك المستشعرات حيز الطيف الكهرومغناطيسي بالكامل، وكذلك استخدام مستشعرات متعددة الطيف، بغرض زيادة درجة وضوح الصورة.

ج. إمكانية التصوير البانورامي للبحث عن الأهداف، إضافة إلى التصوير التفصيلي الدقيق لتغطية منطقة بدرجة تمييز عالية.

د. إمكانية التصوير المرئي والحراري، بغرض الحصول على صورة ذات درجة وضوح عالية عن حجم وتجميع وتكوين القوات والفتح الإستراتيجي لها، واتجاه تركيز الجهود الرئيسية، وأهم الأهداف الحيوية.

هـ. إمكانية استخدام التقنيات الحديثة، خاصة في مجال المعالجة الرقمية للصور المتحصل عليها، بغرض الحصول على صورة ذات درجة وضوح وتمييز عاليتين.

و. مراقبة مدن العدو ومراكزه الصناعية وموانيه وخطوط مواصلاته، لتأكيد إصابتها بالقذائف التي توجه إليها، وعدم الحاجة إلى قصفها مرة أخرى.

ز. اكتشاف الحشود العسكرية على مختلف الجبهات.

ح. السيطرة على القوات بإرسال التوجيهات إلكترونياً، في الوقت المناسب.

خامساً: تأثير التطور في فكرة استخدام أسلحة الهجوم الجوي الحديثة في إدارة العمليات الحربية

  1. حرب الخليج، عام 2003

أ. الاستخدام الموسع للطائرات المجهزة للعمل الليلي.

ب. الاستفادة بأعمال الاستطلاع بالطائرات.

ج. استخدام الطائرات المخصصة للإعاقة، منذ بدء وخلال العملية بصورة مكثفة جداً، ضد عناصر الدفاع الجوي الإيجابية.

د. استخدام الطائرات في إلقاء منشورات الحرب النفسية.

هـ. استخدام الطائرات للتزود بالوقود جواً.

و. استخدام الطائرات العمودية المضادة للدبابات، المجهزة بأنظمة (لونج بو) في معاونة أعمال قتال القوات البرية، على ارتفاع في حدود 30 – 40 م، تؤكد دور الطائرات العمودية بصفة رئيسية، حيث تسبق تقدم المدرعات، إضافة إلى استخدامها في عمل مظلة جوية فوق الأرتال الإدارية المتحركة، وذلك للتأمين والتعامل مع أي عناصر مدرعة ضد الرتل، وعلى ارتفاع في حدود 30 – 40 م.

ز. استخدام كثيف لطلعات الطائرات العمودية، في استطلاع القوات العراقية وداخل المدن.

ح. الاعتماد في الأساس على الطائرات بأنواعها والصواريخ الطوافة، في بداية العمليات.

ط. أثناء تنفيذ الهجمات الجوية في نهاية الفترة، تم استخدام الطائرات المقاتلة القاذفة أثناء القذف بزاوية 45 درجة تقريباً (الهجوم الغاطس)، باستخدام صواريخ موجهة من ارتفاع حوالي 3 كم، وبمدى إطلاق للصاروخ حتـى 4 – 6 كم، وقد استخدم هذا النوع من القذف المباشر لتحقيق نتائج مؤكدة، أو ضد هدف نقطة (منشأة ـ م ق ـ …).

ي. اقتراب طائرات الإبرار لقوات التحالف في تشكيل طائرات عمودية متتالي على ارتفاع منخفض (20 م)، مستخدماً طريق كهدف استرشادي، ونزول الطائرة بأسلوب التدحرج على الأرض، وليس عمودياً، لتقليل زمن التعرض في الجو أثناء الهبوط، ثم نزول الأفراد فوراً وانتشارها.

ك. أثناء متابعة القذف على بغداد تلاحظ اقتراب الطائرات على ارتفاع 2 – 3 كم (يُحتمل بسبب انخفاض معدل الصد بالمدفعية المضادة للطائرات والضبع الأسود) وعبارة عن طائرات فردية أثناء القذف، مع استخدام المناورة الحادة بعد القذف.

ل. أثناء قذف أهداف السيطرة القومية ببغداد، نُفذ القذف بطائرات من نوع (A-10) على ارتفاع من 1 – 2 كم، وأثناء القذف تُلقي كرات لهب بمعدل 4 – 5 مشعل كل 3 – 4 ثواني، وأثناء إلقاء المشاعل (كرات اللهب) تدور الطائرة حول محورها. وهذا الأسلوب يستخدم لتفادي الصواريخ الحرارية (أرض/ جو).

م. أثناء قيام طائرات (B-1) بقذف قنابل موجهة زنة 2000 رطل، منها قنبلتان مخصصة لتدمير المخابئ تحت الأرض، ونتيجة لكثافة الغيوم يُحتمل أن القذف نفذ من ارتفاع متوسط حتى 6 – 8 كم، ومدى حتى 10 كم، باستخدام التوجيه عبر الأقمار الصناعية، ويحتمل أن تكون القنابل من نوع (MK-84)، والقنبلة المضادة للدشم من نوع (GBU-28B) المزودة بأنظمة التوجيه (JDAM).

ن. استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار (أهداف خداعية) من نوع (ITALD) الإسرائيلية الصنع، بإطلاقها من طائرات (F-18)، في اتجاه المدن الرئيسية وعلى ارتفاع أكبر من 3 كم، حيث ترسل نبضة تمثل هدفاً مقاتلاً لتحديد أماكن ووسائل الدفاع الجوي الإيجابية؛ لمهاجمتها بطائرات أخرى، أو استنزاف ذخائر الدفاع الجوي، أو استخدامها كهدف حرب إلكترونية للإعاقة.

  1. العملية العسكرية لقوات التحالف على ليبيا (فجر أوديسا 2011)

أ. الأعمال الرئيسية

(1) بلغ إجمالي عدد الطلعات لقوات التحالف 33292 طلعة، منها 11520 طلعة هجومية، وعدد 21904 طلعة لتنفيذ الحظر الجوي على ليبيا، باستخدام دوريات منتظمة من طائرات القتال (90 – 100 طائرة)، بجدول ثابت يغطي جميع الأجواء الليبية، وبتنسيق كامل مع 2 – 4 طائرات أواكس، وتخصيص عدد من الطائرات (40 – 60 طائرة) لتنفيذ مهام القذف الجوي، باستخدام طائرات القتال، الطائرات العمودية المضادة للدبابات، الطائرات الموجهة من دون طيار، استهدفت: مراكز القيادة والسيطرة، وجهاز استخبارات باب العزيزية، ومخازن ذخيرة، بالمدن في مصراتة، وطرابلس، وزليطن، وسرت، وزنتان، ويفرن سبها.

(2) تنفيذ أعمال القذف الجوي ضد الأهداف العسكرية، وكذلك مواقع الكتائب الأمنية، التي تحاصر كلاً من المدن: مصراتة، الزنتان، تاجوراء، البريقة، غريان راس لانوف.

(3) استمرار أعمال القذف الجوي لمدن مثل: العقيلة، راس لانوف، بن جواد، مصراتة، الزنتان، يفرن.

(4) استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار الأمريكية من نوع (بريداتور)، في تنفيذ أعمال القذف الجوي استهدفت الكتائب الأمنية لقوات القذافي.

(5) تكثيف قوات التحالف أعمال القذف الجوي ضد الأهداف العسكرية بمدينة “بن وليد”، ومدينة سرت لمعاونة الثوار في القضاء على ما تبقى من قوات القذافي.

ب. الدروس المستفادة والخبرات المكتسبة

(1) على الرغم من تقدم وسائل الاستطلاع الإلكتروني والراداري، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة من أقمار صناعية واستطلاع جوي مستمر، فما يزال الاعتماد على العنصر البشري مهماً لتأكيد المعلومات وتحليلها.

(2) تنفيذ أعمال الاستطلاع (الإلكتروني/ الجوي) واستمراره، يُعد إجراء رئيسي وملزم قبل بدء العملية الحربية.

(3) بروز دور عناصر الحرب الإلكترونية بكافة الوسائل (استطلاع/ عمق)، قبل بدء وأثناء تنفيذ أعمال القذف الجوي، ونجاحها في شل وسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة.

(4) التطور الهائل في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة (قوة التدمير ـ دقة الإصابة ـ بُعد المدى، صغر الحجم ـ تعدد رؤوس التوجيه)، أدى إلى زيادة عمق مسرح العمليات ليغطي مساحة الدول المتحاربة. كما أصبحت جميع الأهداف الحيوية في عمق الدولة معرضة للنيران.

(5) استمرار تبني فكر العمل الليلي في العمليات الجوية الحديثة (حرب الخليج الثانية – الثالثة)، وفي عملية (فجر أوديسا).

(6) استخدام أسلحة الهجوم الجوي الحديثة من خارج مناطق التدمير في بداية العملية، لخمد وسائل الدفاع الجوي الإيجابية، والحصول على السيطرة الجوية، يفرض ضرورة وجود أنساق لوسائل الدفاع الجوي.

(7) الإعلان عن إطلاق الصواريخ الطوافة (عملية فجر أوديسا)، قبل وصولها لأهدافها، بهدف تشتيت وسائل الدفاع الجوي الليبية وتدميرها بالأسلحة المضادة للإشعاع الراداري.

(8) الاتجاه نحو تنفيذ العمليات الجوية بالتزامن مع الضربات الصاروخية الطوافة، أصبح من المفاهيم الراسخة للاستعاضة عن التمهيد النيراني التقليدي؛ نظراً لاختلاف طبيعة مسرح العمليات في الحروب (حدود غير مشتركة).

استخدام العمليات الجوية والتحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي

أولاً المهام الرئيسية للقوات الجوية

  1. الاستطلاع الجوي لأراضي الدول المعادية وقواتها، في مسارح العملية.
  2. توفير الحماية الجوية للدولة والقوات، في مسارح العمليات.
  3. الحصول على السيطرة الجوية والمحافظة عليها.
  4. المعاونة الجوية للقوات، في مسرح العمليات.
  5. عزل ميدان المعركة (طبقاً للمفهوم الغربي)، أو قتال الاحتياطيات (طبقاً للمفهوم الشرقي).
  6. أعمال النقل والإسقاط.
  7. الإبرار الجوي والإسعاف الطبي، وتصحيح نيران المدفعية، وتدمير دبابات العدو، باستخدام الطائرات العمودية المسلحة المضادة للدبابات.

يكون تنفيذ مهام القوات الجوية في إحدى الصورتين التاليتين:

  1. العملية الجوية: هي مجموعة من أعمال القتال الجوي، يربط بينها هدف محدد.
  2. أعمال قتال جوية: هي مجموعة من أعمال القتال الجوي، لا يربط بينها هدف محدد.

يكون تنفيذ مهام القوات الجوية بأحد الأساليب التالية:

  • الضربة الجوية الشاملة.
  • الضربة الجوية المنفصلة.
  • المعارك الجوية.
  • القتال الجوي.

ثانياً: العوامل المؤثرة على اختيار أسلوب تنفيذ مهام القوات الجوية

  1. حجم القوات الجوية للدولة.
  2. المقارنات المختلفة مع طائرات الدولة المعادية المنتظر مواجهتها.
  3. نوع المهمة المطلوب تنفيذها.
  4. الوقت المتيسر للإعداد والتخطيط لتنفيذ المهمة، والوقت المتيسر من اليوم.
  5. المرحلة من العملية.
  6. مدى توافر مراكز القيادة والسيطرة الملائمة.
  7. الكفاءة القتالية للطيارين والأطقم المنفذة.

ثالثاً: الضربة الجوية الشاملة

هي مجموعة من الهجمات الجوية المركزة، والتي تُنفذ بمعظم طائرات القوات الجوية، وتوجه ضد أكثر الأهداف تأثيراً على تحقيق الهدف من الضربة. وهي تُخطط وتُدار طبقاً لفكرة واحدة، وتجري خلال فترة زمنية قصيرة. ومن خصائصها ما يلي:

  1. تحقيق المفاجأة.
  2. صعوبة الصد بسبب قلة أو قصر أزمنة الإنذار.
  3. استحواذ الضربة على كل، أو معظم طائرات القتال.

وتُعد الضربة الجوية الشاملة أسلوباً رئيسياً في تنفيذ مهام القوات الجوية، وخاصة في المرحلة الافتتاحية للحرب.

ويتوقف حجم الضربة الجوية الشاملة على العوامل الآتية:

  1. القوة القتالية للقوات الجوية المعادية من طائرات القتال.
  2. نسبة الصلاحية الفنية لطائرات القتال.
  3. عدد طياري القتال المشاركين في العملية.
  4. التجهيزات الفنية للقواعد الجوية والمطارات، وقدرات الأطقم الفنية بها في تجهيز وإعداد الطائرات للقتال.
  5. مدى اشتراك جبهات أخرى في القتال، وما ينتظر أن يخصصه العدو من طائرات للدفاع الجوي عن الدولة.

رابعاً: الضربة الجوية المنفصلة

هي مجموعة من الهجمات الجوية المركزة، التي لا يربطها ببعضها فكرة أو خطة واحدة، وقد يجري في توقيت واحد، أو توقيتات متتالية، وبقوة محدودة من الطائرات. وهي تستخدم لتنفيذ معظم مهام القوات الجوية خلال الصراعات المسلحة، نظراً للسرعة النسبية في تخطيطها، وتجهيز القوات المشتركة فيها. ومن خلالها يمكن تنفيذ المهام الآتية:

  1. المحافظة على السيطرة الجوية.
  2. قتال الاحتياطيات التعبوية والإستراتيجية.
  3. عزل ميدان المعركة وعرقلة خطوط المواصلات والإمداد.

خامساً: المعركة الجوية

هي أحد الأساليب التي تُنفذ بها القوات الجوية مهامها، وتهدف إلى تدمير طائرات العدو في الجو، وتشترك فيها أعداد كبيرة من طائرات الجانبين.

في إطار تكامل العمل الجوي، فمن المتوقع أن تتزامن المعارك الجوية مع الضربات المنفصلة، بفارق زمني قليل، يُتيح لطائرات الضربة إمكانية تحقيق أهدافها، دون التعرض لعدائيات جوية كثيفة.

  1. الهجمات الجوية

تُعد الهجمات الجوية من أكثر الأساليب تحقيقاً للمرونة والسرعة في التخطيط، إضافة إلى سرعة التنفيذ، وذلك نظراً لقلة الأعداد المشتركة فيها من الطائرات. كما أنها ذات فعالية عالية لإمكانية تنفيذ عدد كبير من الهجمات على مختلف أنواع الأهداف، في توقيتات محددة؛ إما لاستمرار الضغط، أو لزيادة التأثير المطلوب.

وتعد القواعد الجوية والبحرية، ومراكز القيادة والسيطرة، من أنسب الأهداف التي يمكن مهاجمتها خلال الهجمات الجوية.

ويمكن أن يراوح حجم الطائرات القائمة بتنفيذ الهجمة ما بين 8 – 20 طائرة، وقد تُنفذ بنوع واحد من الطائرات، أو بعدة أنواع، لبناء قوة قتالية متجانسة، ويمكن للطائرات الموجهة من دون طيار القيام بدور كبير في الهجمات الجوية، ويتمثل هذا الدور في تنفيذ المهام الآتية:

أ. تنفيذ الاستطلاع بأنواعه.

ب. النقل في اللحظة ذاتها لصورة الموقف الجوي.

ج. اتجاهات الهجوم الخداعية.

د. الإعاقة الإلكترونية.

  1. القتال الجوي

من المتوقع أن يكون دور القتال الجوي في المرحلة الافتتاحية محدوداً، إلا أنه في ظل توافر إمكانية التزود بالوقود جواً، فمن المنتظر أن يكون القتال الجوي هو الحلقة الختامية لسلسلة من الاستفزازات لاستنزاف المجهود الجوي لطائرات القوات الجوية. وهذا الأسلوب يمكن أن يُنفذ ليلاً ونهاراً طبقاً للموقف. ويكون عادة استكمالاً لتحقيق السيطرة الجوية، أو لتهيئة الظروف لأعمال قتال برية محدودة.

من المتوقع أن يزداد دور القتال الجوي، وخاصة الليلي، في المراحل التالية للعملية؛ لاستنزاف قدرات العمل الليلي للقوات الجوية، من طريق الاستهلاك المتزايد لأوضاع الاستعداد المختلفة الجوية والأرضية، ومن ثم تقل كفاءة وقدرات العمل النهاري في الأيام التالية.

  1. التفوق الجوي

هو القدرة على إعادة الموقف الجوي المناسب لنجاح العمليات المشتركة للقوات، وذلك بتحقيق التفوق العددي والنوع لأي قوة جوية، بالمقارنة مع القوة الجوية للعدو، وبالقدر الذي يسمح لها بتحقيق السيطرة.

  1. السيطرة الجوية

هي حالة الموقف الجوي الذي يسمح بحرية العمل للقوات المسلحة، لتحقيق مهامها بأقل قدر من الخسائر، دون تدخل مؤثر ومنظم من القوات الجوية للعدو.

وتتحقق هذه السيطرة بالأعمال القتالية النشطة للقوات الجوية، لزيادة نسبة التفوق المكتسبة قبل بدء العمليات، أو خلالها، ومحاولة تعديل ميزان القوة الجوية لصالح القوات المسلحة بصفة مستمرة، مع حرمان طيران العدو من حرية العمل ضد القوات المسلحة طوال العملية.

وقد أرست حرب الخليج الثانية، وحرب البلقان، مفاهيم جديدة لاستخدام القوات الجوية كسلاح حاسم وفعال، وأداة قادرة على تحقيق النصر بأقل خسائر ممكنة، إذا أحسن التخطيط لاستخدامها؛ وذلك في إطار مفاهيم الثورة في الشؤون العسكرية.

  1. أهم عوامل نجاح الحملتين الجويتين لكلا الحربين

أ. إشراك الحرب الإلكترونية.

ب. أسلحة الهجوم الجوي الحديثة.

ج. الطائرات ذات القدرات القتالية المتفوقة.

د. أساليب بناء القوة الجوية لكل مهمة.

هـ. التخطيط المتطور والمرن تبعاً للمرحلة.

سادساً: فكر واستخدام العمليات الجوية في حرب الخليج الثانية

كانت الحملة الجوية في حرب الخليج الثانية من أكثر الموضوعات إثارة للجدل، من حيث مدى نجاحها في تحقيق الهدف السياسي العسكري للعملية، ومدى ما حققته من تدمير للنظام العراقي ككل، وتدمير للآلة العسكرية فقط؛ إلا إنها في جميع الأحوال تُعد إيذاناً حقيقياً لتُعد القوات الجوية قوة قادرة على القيام بدور رئيسي، بالتعاون مع الحملة البرية، في تحقيق الهدف السياسي العسكري للعملية.

عندما خططت قيادة قوات التحالف للحملة الجوية، لم تبدأ من فراغ، إذ كانت لديها خطة، أُطلق عليها اسم “الرعد اللحظي”، والتي كان بعض العسكريين يرى أنها أحد الحلول العسكرية التي تنادي بالاكتفاء بالضربة الجوية فقط، وأنها ستكون كافية لإجبار النظام العراقي على الخروج من الكويت، وقبول تنفيذ قرارات مجلس الأمن.

وكان دعاة هذا الرأي يرون أن الهجوم البري سيكون باهظ التكاليف؛ لأن حجم القوات البرية العراقية بالمسرح ضخم، وستتعرض القوات البرية للتحالف لخسائر فادحة، وهي ثمن غالي سياسياً، وقد تكون له آثار وخيمة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لحساسية الشعب الأمريكي إزاء الخسائر البشرية.

ولكن، في النهاية، نجحت قيادة قوات التحالف في إقناع القيادة السياسية، بأن تحقيق الأهداف لن يتحقق بالضربة الجوية وحدها، وإنما لا بد من حملة برية حاسمة. وانتهى الأمر إلى تخطيط حملة جوية إستراتيجية تمهد للحملة البرية.

وتحددت مهام الحملة الجوية الإستراتيجية فيما يلي:

  1. تدمير وسائل الإنذار المبكر، ووسائل الحرب الإلكترونية العراقية.
  2. تدمير وسائل الدفاع الجوي العراقي داخل العراق، وفي المسرح الكويتي.
  3. شل مراكز القيادة والسيطرة العراقية وتدميرها، وفي مقدمتها القيادة العليا.
  4. تدمير القدرات الإستراتيجية الهجومية للعراق.
  5. تدمير القوات الجوية، والقواعد الجوية العراقية، وإحراز السيادة الجوية الكاملة.
  6. تدمير مراكز وطرق المواصلات.
  7. عرقلة أي أعمال إصلاح للقواعد ووسائل المواصلات ومنعها.
  8. تدمير المجهود العسكري والاقتصادي، وقطع خطوط الإمداد.
  9. عزل مسرح العمليات الكويتي.
  10. تكبيد القوات البرية العراقية خسائر في المعدات والأسلحة والأفراد، بالقدر الذي يحقق للقوات البرية لقوات التحالف التفوق اللازم، لتنفيذ حملة برية ناجحة بأقل الخسائر.

اقتضى تحقيق هذه المهام، أن يكون الحشد الجوي بالحجم اللازم لتخطيط وتنفيذ الحملة الجوية، بما يتماشى مع الأهداف المحددة، وتقرر تقسيم الحملة الجوية إلى أربع مراحل، يجري تنفيذ مراحلها الثلاث الأولى في آن واحد، بهدف:

  1. امتلاك السيطرة الجوية في اليوم الأول للعمليات.
  2. تدمير ملاجئ الطائرات والطائرات على الأرض، ومراكز القيادة والسيطرة منذ اليوم الأول، لشل القوات العراقية.
  3. تخصيص مجهود جوي قوي لتدمير الصواريخ أرض/ أرض، التي تمثل تهديداً رئيسياً للمراكز الرئيسية بمنطقة الخليج.
  4. تخصيص مجهود جوي لتدمير القوة المدرعة العراقية، خاصة قوات الحرس الجمهوري، التي تمثل العنصر المتميز في القوات البرية العراقية.

قًسمت الأهداف المُخطط مهاجمتها خلال الحملة إلى 12 مجموعة، كالآتي:

  1. مراكز القيادة والسيطرة في كل الأراضي العراقية، بغرض شل القيادة السياسية العسكرية العراقية، وإفقادها السيطرة على القوات.
  2. وسائل توليد الطاقة بما تحتويه من محطات توليد الكهرباء، وشبكة الكهرباء، بغرض توقف الإنتاج العسكري والمدني، وشل القدرات الصناعية والإنتاجية.
  3. وسائل الاتصال والمواصلات، مثل مراكز الهاتف، وأبراج الميكروويف، وعقد المواصلات، والتي بتدميرها يحدث تعطيل وعرقلة أي اتصال بين مراكز القيادة والسيطرة بعضها ببعض، وبينها وبين القوات المطلوب السيطرة عليها.
  4. نظام الدفاع الجوي العراقي، ويُعد من أهم الأهداف، إذ بتدميره وخروجه من المعركة تتحقق الحرية الكاملة للطائرات، لمواجهة أهدافها، ومن ثم نجاح الحملة الجوية.
  5. القوات الجوية العراقية وقواعدها، حيث كانت العراق تمتلك حجماً مقدراً من الطائرات الحديثة، مثل الميج 23، والميج 29، والميراج ف-1، وتُعد هذه الطائرات وسيلة حمل رئيسية للذخائر الكيميائية، الأمر الذي زاد من خطورتها وجعلها تهديداً رئيسياً للحملة الجوية، ينبغي تدميرها، وكذلك تدمير عناصر التأمين الفني بالقواعد الجوية، ومستودعات الوقود والذخائر بها.
  6. القدرات الكيميائية والبكترولوجية والنووية العراقية، بما تحتويه من مراكز البحوث النووية، والقدرات المحتملة لإنتاجها، وكذلك وسائل الحمل لهذا النوع من التسليح، اعتقاداً من الدول الغربية أن البرنامج النووي العراقي برنامجاً مكثفاً، يمثل تهديداً للاستقرار في المنطقة.
  7. الصواريخ أرض/ أرض العراقية، بوصفها هدفاً عسكرياً وتهديداً نفسياً ومعنوياً لقوات التحالف، كما عدتها الدول الغربية عاملاً من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة.
  8. القوات البحرية العراقية والموانئ، وما تمثله من تهديد لقوات الإبرار والنقل البحري، بوجه عام، وكذا إصابة أو إغراق السفن العسكرية باستخدام الصواريخ أرض/ سطح، وصواريخ جو/ سطح، والألغام البحرية المتنوعة.
  9. معامل التكرير والمنشآت النفطية العراقية، والتي بتدميرها يُصاب النظام العراقي بشلل كامل.
  10. السكك الحديدية والجسور، حيث كانت معظم الطرق بمختلف أنواعها، والجسور تخدم التحركات من بغداد إلى البصرة. وكانت القوات العراقية بالمسرح الكويتي تعتمد في الإمدادات على هذه الطرق والجسور، والتي إذا دمرت أو قطعت، سيؤثر ذلك على القوات العراقية بالكويت.
  11. القوات البرية العراقية وقوات الحرس الجمهوري بالمسرح الكويتي، وحجمها الضخم،ما يقرب من 43 فرقة مختلفة، والتي بتكبيدها خسائر بنسبة 50% فأكثر، سوف يؤدي إلى عدم قدرتها وفعاليتها على القتال.
  12. المصانع الحربية والمستودعات الإدارية الإستراتيجية العراقية، والتي بقصفها وتدميرها، تُحرم القوات العراقية من استعواض الخسائر، وإمدادها بما تحتاجه أثناء الحرب لسد الخسائر، أو لتشكيل وحدات جديدة تدفعها إلى الجبهة عند الضرورة.

اتبعت دول التحالف منهجاً بُني على نظرية تُسمى “مراكز الثقل”، وتهدف هذه النظرية إلى إفقاد القيادة العراقية الرغبة والقدرة على شن الحرب، وهي تتضمن أهدافاً على المستوى الإستراتيجي والتعبوي، ذات ثقل سياسي واقتصادي ومعنوي كبير، بما يضع القيادة العراقية تحت ضغط كبير، لإجبارها على تقديم التنازلات المطلوبة، والحد من قدراتها الكلية على القيام بأي أعمال عدائية.

حددت نظرية “مراكز الثقل” فكرتها الأساسية في خمسة دوائر، تتحد في المراكز، وتتسع إلى الخارج. وهذه الدوائر تتمثل في:

  1. الدائرة الأولى: القيادة.
  2. الدائرة الثانية: المراكز الصناعية الكبرى والبنية الأساسية.
  3. الدائرة الثالثة: شبكة المواصلات الإستراتيجية، والقواعد والمطارات الحيوية.
  4. الدائرة الرابعة: السكان والموارد الغذائية.
  5. الدائرة الخامسة: القوات المسلحة.

وتُعد الدائرة المركزية في القيادة هي الأهم والأسرع في الوصول إلى الهدف المراد تحقيقه، وهي تعني: إما عزل القائد، أو خلعه، أو وضعه تحت ضغط شديد لتحقيق التنازلات المطلوبة.

وتأتي الدائرة الثانية، بما تحويه من مراكز ثقل صناعية وبنية تحتية حيوية ومؤثرة، في هذه المرتبة، نظراً لتأثيرها الشديد على الإرادة السياسية للدولة المتمثلة في القائد، وعلى قدراته في ممارسة سلطاته بنجاح.

أما الدائرة الثالثة، فهي تتعامل مع شبكة المواصلات الإستراتيجية البرية والبحرية والجوية، لتأثيرها المباشر على اقتصاد العراق، إضافة إلى قطع خطوط الإمدادات، سواء للجهات المدنية أو العسكرية.

ويحتل السكان ومواردهم الغذائية المرتبة الرابعة، لما يشوبها من جوانب أخلاقية قد تحد من القدرة على التعامل المؤثر في هذه الدائرة، إلا أنها تهدف إلى إحداث خسائر مؤثرة فيها، ما قد يدفع متخذ القرار في القيادة العراقية إلى التراجع عن قرارته، أو تحدث اضطرابات داخلية تؤثر على النظام الحاكم في مجموعة.

وتعد القوات المسلحة هي الدائرة الأخيرة، وإحدى أدوات القائد في فرض إرادته السياسية؛ وحرمانه منها أو إحداث خسائر جسيمة بها، سيجبر القائد على تقديم التنازلات المطلوبة.

وقد تمثل الشكل النهائي، الذي حددته قوات التحالف والمخططون للحملة الجوية، في أربع مراحل رئيسية، كالآتي:

  1. مرحلة الحملة الجوية الإستراتيجية

ركزت المرحلة الأولى من الحملة الجوية الإستراتيجية على تدمير القدرات السياسية والعسكرية، إضافة إلى تدمير مراكز القيادة والسيطرة العراقية. وفي الوقت نفسه تدمر بعض المنشآت المختارة من البنية الأساسية العراقية، وذلك من خلال قصف جوي وصاروخي إستراتيجي، يستهدف الحد من قدرة القيادة السياسية على تنفيذ أي أعمال عدائية.

تضمن التخطيط لهذه المرحلة ضرب ما يقرب من 238 هدفاً منفصلاً، تشكل 125 نوعاً مختلفاً من الأهداف، إلا أن هذا الجزء الأول من المرحلة تعامل أساساً مع المقرات التي يظن أن الرئيس كان بها، فضلاً عن أنظمة الاتصالات بالدولة، والمصانع المنتجة لأسلحة الدمار الشامل العراقي.

ويُعد الدفاع الجوي العراقي من أهم الأهداف التي جرى التعامل معها، وذلك لتأثيره على إمكانية إتمام مراحل الحملة الجوية بنجاح. وقد اتُبع أسلوب التعامل مع المراكز الرئيسية أولاً، بعد التأكد من تعطيل عمل نظام الإنذار المبكر العراقي، المتمثل في طائرات الإنذار المبكر، ثم تلا ذلك التعامل مع أكثر الأهداف تأثيراً على قدرة الجانب العراقي على فرض إرادته السياسية، أو قدرته على شن الحرب. ومن أمثلة ذلك أسلوب التعامل مع أسلحة الدمار الشامل، إذ تقرر التعامل مع المصانع والمخازن الرئيسية كمرحلة أولى، تواكب في تنفيذها تدمير القدرات المختلفة على استخدامها.

  1. مرحلة امتلاك السّيادة الجوية

تمثلت أهداف مرحلة امتلاك السيادة الجوية في مواقع الدفاع الجوي المهمة والمؤثرة، ومواقع القيادة والسيطرة بمختلف مستوياتها، وتدمير محطات القوى، إضافة إلى القوات الجوية العراقية.

شارك العراق بسوء إدارته لأعمال قتاله، في إنجاح الحملة الجوية لقوات التحالف، بصفة عامة. وقد ظهر ذلك في فترة امتلاك السيادة الجوية. فقد أعطى العراق الفرصة والوقت اللازم لحشد ما يزيد عن 1500 طائرة، نفّذت 13887 طلعة، في مهام الحماية الجوية دون تدخل يُذكر.

استمرت فترة امتلاك السيادة الجوية ما يقرب من ثلاثة أيام، تحققت بعدها سيطرة جوية قاربت السيادة الجوية، ذلك أن العراق، وقد توافر لديه أكثر من 750 طائرة قتال صالحة، قد نفذ 50 طلعة طائرة في اليوم الأول من الحرب؛ ثم أصبح متوسط المجهود الجوي خلال الأسبوع الأول 30 طلعة طائرة، إلى أن توقف ذلك تماماً.

ومن المؤكد أن قيادة قوات التحالف كانت لديها المعلومات الدقيقة والكاملة، عن نوع وسائل الدفاع الجوي العراقي وقدرتها ومزاياها ونقاط ضعفها؛ ولذلك اختارت أن تنفذ أول ضربة جوية في الحملة الجوية ليلاً، وأن تنفذ الموجات الأولى على ارتفاعات أعلى من المدى المؤثر للمدفعية المضادة للطائرات، وصواريخ الكتف الروسية الصنع، التي تمتلكها العراق.

عملت قوات التحالف على إسكات وتدمير قواعد الصواريخ، التي تغطي الارتفاعات المتوسطة والعالية، وساعدها على ذلك قدرات الإعاقة والتشويش العالية، والذخائر الذكية (الموجهة بالليزر وغيرها) القادرة على إصابة الأهداف بدقة من الارتفاعات المتوسطة والعالية. أدى ذلك إلى كشف ضعف الدفاع الجوي العراقي، وبتحييد صواريخ سام المختلفة. وأصبحت طائرات التحالف قادرة على العمل بحرية كاملة فوق ارتفاع عشرة آلاف قدم.

شارك التقدم التكنولوجي في تحقيق نتائج مبهرة، خلال فترة الحصول على السيادة الجوية؛ إذ إن الصواريخ (جو/ جو) القادرة على التعامل خارج مدى الرؤية للطائرة، حققت 40% من إجمالي خسائر الجانب العراقي في القتال الجوي. كما أسهم التقدم الملحوظ في وسائل ومعدات الحرب الإلكترونية، في الحد من فاعلية الدفاع الجوي العراقي بشكل شديد الوضوح.

وفي يوم (ي + 10)، أعلنت قيادة قوات التحالف أنها حققت السيادة الجوية الكاملة. وكان ذلك إيذاناً بخروج القوات الجوية وقواعد الدفاع الجوي العراقي من المعركة. وأصبحت طائرات التحالف تعمل بحرية كاملة. وأكدت أن القوات الجوية والدفاع الجوي العراقي لم يكونا على الكفاءة العسكرية المطلوبة، ويبدو أن سبب ذلك يعزى إلى مستوى تدريب متواضع ومعنويات منخفضة.

  1. مرحلة إعداد مسرح العمليات البري

أ. عمدت القيادة الأمريكية إلى تهيئة أنسب الظروف لعمل القوات البرية، من خلال مرحلة كاملة من الحملة الجوية، استهدفت دفاعات العراق الحصينة بمسرح العمليات الكويتي، إضافة إلى خفض الكفاءة القتالية للفرق الثقيلة التابعة للحرس الجمهوري. كما استهدفت القيادة الأمريكية عزلاً كاملاً لمسرح العمليات الكويتي عن القيادة العراقية.

ب. حققت السيادة الجوية لقوات التحالف إمكانية اختيار أساليب أكثر فعالية، وتطوير أسلوب التعامل مع الأهداف البرية الصغيرة ذات التحصين والتمويه العالي.

ج. عمدت القيادة الأمريكية إلى استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار، لنقل صورة لحظية للموقف على مسرح العمليات الكويتي؛ إضافة إلى استخدام بعض أنواع الذخائر الجوية الحديثة والموجهة، لتحقيق النتائج المطلوبة. وقد حدث ذلك بعد اكتشاف عدم دقة النتائج الأولية، خلال هذه المرحلة.

  1. أهداف العملية الجوبرية

جاءت هذه المرحلة كمرحلة حاسمة للحرب. وقد استهدفت عدة أهداف رئيسية تتمثل في الآتي:

أ. استكمال تدمير فرق الحرس الجمهوري.

ب. إجلاء القوات العراقية عن الكويت.

ج. تنصيب حكومة كويتية شرعية.

وشاركت القوات الجوية لقوات التحالف في مرحلة تنفيذ العمليات البرية، من خلال أربعة مهام رئيسية لدعم أعمال قتال القوات البرية، كالآتي:

أ. تليين النطاقين الدفاعيين على المسرح الكويتي.

ب. استكمال تهيئة أنسب الظروف لعمل القوات البرية.

ج. المعاونة الجوية القريبة.

د. استكمال عزل مسرح العمليات.

تعد أقرب النتائج منطقية في تقييم الخسائر الناتجة عن الحملة الجوية المساندة للعمليات البرية، كالآتي:

أ. تدمير 48% من الدبابات العراقية.

ب. تدمير 30% من المركبات المدرعة.

ج. تدمير 59% من المدفعيات العراقية.

وقد أفادت التقارير الواردة من القوات البرية لقوات التحالف، أن الجنود العراقيين كانوا يستسلمون لهم دون قتال، ويُعد ذلك من أوضح الأدلة على نجاح الحملة الجوية في تنفيذ أهدافها، ونجاح حملة الحرب النفسية المتمثلة في أن يفقد الجنود العراقيين ثقتهم وانتمائهم لقيادتهم.

ويُعد نجاح الحملة الجوية لحرب الخليج الثانية، دليلاً على حسن تفهم القادة القائمين بالتخطيط لتوجيهات القيادة السياسية، إضافة إلى استخدامهم الأمثل للقدرات والإمكانيات الجوية المتعاظمة، في ظل توافر منظومات تكنولوجية متنوعة ومتكاملة، ما أدى إلى تهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ الهجوم البري، وأصبح العمل البري من أيسر ما يكون.

سابعاً: استخدام القوات الجوية في حرب البلقان

يصعب تحليل الحملة الجوية في حرب البلقان، دون النظر إلى بعض الظروف والملابسات المحيطة بإدارة هذه الحملة، التي نتناول منها ما يلي:

  1. تفجر الصراع في البلقان

أثناء الحرب العالمية الثانية، دعم الألبان الزعيم تيتو، في مقابل حصولهم على الاستقلال؛ ولكنه لم يفِ بوعده لهم، إلا أنه اضطر، عام 1974، إلى منحهم حكماً ذاتياً موسعاً، بعد مقاومتهم المستميتة للحكم الصربي. وقد امتد هذا الحكم الذاتي حتى العام 1989، إلى أن ألغته الحكومة الصربية.

تفجرت الصراعات العرقية في إقليم كوسوفا، عام 1989، وعقب فترة من الجمود، إبان حكم الرئيس اليوغسلافي تيتو؛ ولكن لم تأخذ هذه الصراعات حجمها وأبعادها إلا عام 1998.

  1. أهمية البلقان في الإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة

يمتد العرق الألباني إلى عدة دول مجاورة لكوسوفا، مثل اليونان، وبلغاريا، وتركيا، وهو ما يجعل امتداد وتوسع مسرح الحرب في حالة نشوبها أمراً متوقعاً، ما يهدد بحرب إقليمية في شرق أوروبا، ويعرض مصالح الغرب للخطر بمنطقة المداخل الجنوبية لأوروبا.

عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامة قاعدة إستراتيجية في منطقة البلقان، تتمثل في كوسوفا، لتحقيق وجود قوي للكيان الأمريكي بالمنطقة.

وفي ظل هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام العالمي، وفي إطار تقنين تدخلها في المنطقة، عمدت إلى تغيير المفهوم الإستراتيجي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي كان مبنياً على مبدأ الدفاع المتقدم ورد الفعل المرن، إلى مفهوم جديد يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

أ. حماية مصالح الدول الأعضاء خارج حدودها الجغرافية.

ب. تخويل الحلف السلطة في استخدام القوة العسكرية في أي منطقة في العالم، في حالة ظهور خطر يهدد أمن أوروبا واستقرارها.

وانطلاقاً من الصلاحيات الجديدة لحلف شمال الأطلسي، بدأت الحملة الجوية، مساء 24 مارس 1999، بتنفيذ قرار سياسي أمريكي مؤيد من بريطانيا، لإرغام القيادة الصربية على تنفيذ الاتفاق، الذي ينص على البنود التالية:

أ. إقرار حكم ذاتي موسع لإقليم كوسوفا.

ب. دخول قوات من حلف شمال الأطلسي إلى الإقليم، لضمان تنفيذ بنود الاتفاق ومراقبة التطورات.

  1. الهدف السياسي – العسكري لعملية (القوة الحليفة)

أُطلق اسم “القوة الحليفة” على العملية المزمع القيام بها في منطقة البلقان، تنفيذاً للهدف السياسي – العسكري، الذي يمكن تحديد محاوره الأساسية في النقاط التالية:

أ. تأكيد هيبة وريادة الولايات المتحدة الأمريكية للنظام العالمي.

ب. إبراز مصداقية سياسة ردع النظم المعادية.

ج. تحجيم التهديدات الصربية ضد المصالح الأمريكية وحلفائها الأوروبيين.

د. تقليص القدرات العسكرية اليوغسلافية لمنعها من تهديد جيرانها.

هـ. تعزيز موقف الإدارة الأمريكية داخلياً.

و. تهيئة المناخ المناسب في القارة الأوروبية، لخدمة المصالح المشتركة الأمريكية.

إضافة إلى المسار العسكري، المتمثل في العملية العسكرية، فقد اتبع القادة الغربيون مساراً سياسياً لحشد الرأي العام العالمي، لتأييد سياسة حلف الناتو في منطقة البلقان، الذي أدار عملية عسكرية امتدت على مدار 79 يوماً، ولتنفيذ هذه العملية حشد الحلف عدداً كبيراً من قواته لمواجهة القوات اليوغسلافية.

بدأت مرحلة الإعداد للعملية، مع نهاية عام 1998. وتضمنت هذه المرحلة، إضافة إلى أعمال الحشد، جمع المعلومات، وأعمال الاستطلاع، وتقدير القدرات العسكرية الصربية، باستغلال كافة وسائل جمع المعلومات، مع التركيز على البُعد الفضائي، إضافة إلى أعمال المخابرات وطلعات الاستطلاع من حاملة الطائرات المتمركزة في البحر الأدرياتيكي.

  1. إدارة عملية (القوة الحليفة)

أدار حلف الناتو، على مدار 79 يوماًَ، حملة جوية مدعمة بقصفات صاروخية طوافة، كمرحلة تمهيدية. وقد أديرت الحملة الجوية بطائرات الحلف المتمركزة بقواعد جوية بإيطاليا وإنجلترا، إضافة إلى حاملات الطائرات المتمركزة بكل من البحرين المتوسط والأدرياتيكي. وجرت إدارة العملية من خلال ثلاث مراحل، كالآتي:

أ. المرحلة الأولى

بدأت هذه المرحلة في الفترة من 24 – 27 مارس 1999م، بإجمالي أربعة أيام. وقد استهدفت إفقاد الجانب الصربي السيطرة على قواته، فضلاً عن إضعاف قدرات رد الفعل من خلال تدمير مراكز القيادة والسيطرة.

كما استهدفت تدمير القوات الجوية، ووسائل الدفاع الجوي، ومراكز الاتصالات، ومستودعات الأسلحة والذخائر. وقد كان الهدف العام لهذه المرحلة هو فتح الثغرات المؤثرة في الدفاع الجوي، لتهيئة الموقف الجوي المناسب، ومحاولة تحقيق السيطرة الجوية في المنطقة.

ب. المرحلة الثانية

امتدت هذه المرحلة أربعة أيام، من 28 – 31 مارس 1999م. وقد استهدفت إحداث أعلى قدر من التدمير في القدرات العسكرية الصربية بصورة مباشرة.

كثّف الحلف هجماته الجوية ضد مناطق تمركز القوات الصربية، مع التركيز على استخدام القاذفات الإستراتيجية، إضافة إلى الدور الكبير للطائرات العمودية الهجومية.

ج. المرحلة الثالثة

استمرت هذه المرحلة 71 يوماً، في الفترة من 31/3 – 10/6/1999، وقد استهدفت توسيع نطاق الهجمات الجوية لتشمل كافة الأهداف الصربية، العسكرية والمدنية، إضافة إلى أهداف السيطرة القومية.

تصاعدت حدة الهجمات الجوية خلال هذه المرحلة نتيجة تزايد عمليات التطهير العرقي، ومعدلات النزوح الجماعي لسكان كوسوفا؛ فضلاً على تصعيد الضغط على القيادة اليوغسلافية لقبول خطط السلام المطروحة.

كان لفاعلية وسائل الدفاع الجوي الصربي، والتي تعتمد في جوهرها على وجود أنواع وعناصر صاروخية متعددة تتصف بالكفاءة الفنية، إضافة إلى وجود كوادر تشغيل مرتفعة الكفاءة، أثر كبير في تحديد الإطار العام لفكر استخدام القوات الجوية لحلف الناتو.

وقد توافر لدى الجانب الصربي بعض العناصر، التي كان لها تأثير واضح على فكر استخدام القوات الجوية لحلف الناتو، وساعد على ذلك عدم توافر المعلومات الكافية لحلف الناتو عن أنسب أساليب التعامل مع هذه العناصر، إضافة إلى ارتفاع الكفاءة الفنية لها. ومن أمثلة هذه العناصر ما يلي:

(1) الطائرات ميج 29 ذات القدرات القتالية العالية، نهاراً وليلاً.

(2) صواريخ سام 11، وسام 15، والتي تعمل على جميع الارتفاعات، بكفاءة عالية.

  1. فكر القوات الجوية لحلف شمال الأطلسي واستخدامها

ترتكز المحاور الرئيسية لفكر واستخدام العمليات الجوية في هذه العملية، على استثمار أعمال الاستطلاع الفضائي والمحمول جواً، في ظل أعمال الإعاقة الإلكترونية، واستغلال القدرة العالية على العمل الليلي، مع توافر الأسلحة الموجهة ذات المدى الكبير، والأسلحة التي تُطلق من بُعد.

بدأت الحملة الجوية في المرحلة الافتتاحية بضربات صاروخية مركزة، لتهيئة الظروف للعمل الجوي، إضافة إلى إحداث نسبة من التدمير لبعض الأهداف الحيوية. وقد نفذ ذلك باستخدام صواريخ توماهوك، من القطع البحرية المتمركزة في البحر المتوسط والبحر الأدرياتيكي.

استهدفت الضربة الصاروخية الأولى مراكز القيادة والسيطرة، ومراكز الاتصالات الإستراتيجية، والقواعد الجوية الرئيسية. وباستثمار نتائج الضربة الصاروخية، أطلقت القاذفات الإستراتيجية (B-52) الصواريخ من نوع AGM-68 وAGM-69، ضد الأهداف التي تتطلب دقة إصابة عالية. وقد بلغت أهداف تلك الضربة عشرين هدفاً طبقاً لبيانات الحلف.

وباستغلال الضربات الصاروخية الأولى، وجهت الموجة الثانية، المتمثلة في طائرات (F-117)، عدة ضربات باستخدام الذخائر الجوية ذات التوجيه الليزري. وقد تمثلت أهداف هذه الضربات في وسائل الدفاع الجوي، ومراكز القيادة والسيطرة، ومواقع صواريخ (أرض/ أرض) في العمق اليوغسلافي.

وفي إطار استكمال القذف الجوي الموجه والدقيق، تعاملت طائرات الحلف مع الأهداف المختلفة المحددة، كالقواعد الجوية الرئيسية والمصانع وخطوط السكك الحديدية، إضافة إلى عناصر الدفاع الجوي، ومراكز القيادة والسيطرة، وعُقد الموصلات. وقد جرى ذلك من خارج مدايات تدمير الدفاع الجوي اليوغسلافي، وباستخدام صواريخ (AGM-30) و(GBU-28).

استكملت طائرات الحلف تنفيذ مهامها بأسلوب آخر، وذلك بعد التحديد الدقيق لوسائل الدفاع الجوي، سواء في أوضاع تمركزها المرصود مسبقاً، أو أثناء تنفيذ مهام الكمائن، وذلك بالقصف الجوي القريب لمختلف الأهداف لزيادة نسبة الإصابة، باستخدام الذخائر التقليدية بمختلف أنواعها. وقد نفذ ذلك تحت ستر إعاقة إلكترونية مكثفة من الطائرات (EA6-B).

تركزت الهجمات الجوية لطائرات الحلف بعد استكمال إضعاف عناصر ووسائل الدفاع الجوي، على أهداف البنية التحتية العسكرية؛ وذلك بتدمير مصانع الطائرات والأسلحة والمواد الكيميائية وورش ومستودعات الذخائر.

وقد عمد الحلف إلى التركيز على عزل القوات البرية، من خلال تدمير مراكز وعُقد الاتصالات، إضافة إلى الكباري والجسور والخطوط الرئيسية للسكك الحديدية. وقد حققت الحملة الجوية خسائر كبيرة في الجانب الصربي، ما أفقده القدرة على تحقيق السيطرة والاتزان.

وعلى الرغم من اختلاف التقديرات لخسائر حلف الناتو، وبمقارنة أسلوب إدارة العملية له بأسلوب إدارة العملية للجانب الصربي، يتضح أن القوات الجوية للحلف أتمت المهمة بنجاح كبير.

متطلبات تطوير منظومة الدفاع الجوي

لمجابهة التطورات الحديثة

أصبح تأمين الاتجاهات الإستراتيجية عملية معقدة تحتاج للدراسة المستمرة لتنظيم الدفاع الجوي، وحساب القدرات والإمكانيات القتالية، نظراً للتطور المستمر في إمكانيات وأساليب استخدام العدو الجوي، على أن يشمل التنظيم وسائل متعددة تتشكل في أنساق طبقاً لأهمية الهدف الحيوي وأسبقيته، وحجم العدائيات الجوية المنتظرة ضده، مع الأخذ في الاعتبار وجود منظومة القيادة والسيطرة الآلية التي توفر أزمنة إنذار تسمح بالتحول إلى أوضاع استعداد قتالي متقدمة للوسائل الإيجابية، لمجابهة العدائيات الجوية المنتظرة، قبل وصولها للأهداف .

إن الرؤية المستقبلية للتعرف على الملامح العامة لتطوير وسائل الدفاع الجوي، لمجابهة العدائيات الجوية المختلفة، وخاصة أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطور العالمي بها، ووسائل الحرب الإلكترونية المصاحبة أو المساندة لها، وهذا الارتباط يسير في خطوط متوازية. ومتابعة التطور والتحديث في منظومة الدفاع الجوي ومواكبتها لاتجاهات التطور العالمي يحقق للدولة المقدرة على فرض السيطرة الحازمة على مجالها الجوي وتأمينه ضد العدائيات الجوية المنتظرة.

تطور منظومة الدفاع الجوي بما يحقق مجابهة التطور المستمر

لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

تشمل الأسس والاعتبارات، التي يُبنى عليها تطوير منظومة الدفاع الجوي الآتي:

  1. تطور مفاهيم استخدام العقائد العسكرية عالمياً، خاصة بعد الحروب الحديثة والتحولات في مفهوم العدائيات، مع ظهور تطور في استخدام القوات الجوية وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة.
  2. التنوع في أساليب الاستخدام في نظم التسليح، على الرغم من التقدم التكنولوجي الواضح لها، إذ هي العامل الحاسم في نجاح أو فشل الصراعات، لاعتمادها على القدرات الذهنية للمخططين والمنفذين. هذا الاتجاه ينبغي التركيز عليه في منظوم أي تطوير.
  3. الواقعية في تطوير منظومة الدفاع الجوي، بحيث تصبح مواكبة لقدرات وإمكانات الدولة في التطوير، وتدبير نظم التسليح مادياً وفنياً، مع مراعاة قدرات استيعاب المقاتل للتطور التكنولوجي.
  4. الاستفادة من الإمكانيات والقدرات العلمية والفنية لمراكز البحوث المتخصصة، في أعمال التطوير والتحديث.

أولاً: مطالب تطوير منظومة الدفاع الجوي

  1. الاستعداد القتالي العالي والدائم

وذلك بالتنظيم المستمر لاستطلاع العدائيات الجوية، والفتح الكامل لكافة وسائل الدفاع الجوي، وسرعة تخصيص المهام لعناصر النيران الإيجابية في الوقت المناسب، مع تنظيم أوضاع الاستعداد القتالي المتقدمة لبعض العناصر، وتوافر احتياطيات من الوحدات الفرعية والأجهزة والاحتياجات المختلفة من الذخائر وعناصر النيران (الصواريخ – الذخائر)، وقطع الغيار.

  1. الفاعلية

هي القدرة على تدمير العدائيات الجوية المختلفة (أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، الطائرات المخفاة، الطائرات الموجهة من دون طيار) سواء على طرق اقترابها، أو على الحدود البعيدة لمناطق التدمير، لحرمانها من تحقيق أهدافها وإحباط تنفيذ مهامها القتالية، وإحداث أكبر قدر من الخسائر بها. ويعتمد ذلك على نسبة احتمالات التدمير وسرعة رد الفعل للأنظمة الحديثة، وتحدد فاعلية المنظومة من خلال نسبة تدمير طائرات الضربة/ الغارة.

  1. القدرة على مجابهة العدائيات الجوية المختلفة، وخاصة الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار

هي القدرة على صد العدائيات الجوية بأنواعها، والضربات والهجمات الجوية المركزة من اتجاهات مختلفة في وقت واحد، وتحت كافة الظروف

أ. عند تدمير العدو الجوي حالة هجومه على مواجهة واسعة، ينبغي توزيع الجهود في الاتجاهات المهددة، وفتح قوات ووسائل منظومة الدفاع الجوي للاشتباك على الخطوط المخصصة لها في الوقت المناسب، وتجهيز الوحدات النارية للصواريخ بمواقع القتال.

ب. عند تدمير العدو الجوي، عند شنه الهجوم على مواجهة ضيقة، ينبغي أن تركِّز الجهود لتدميره على التوالي، وذلك بتشكيل دفاع جوي في أنساق متعددة ودائرياً، مع الاستعداد للمناورة على المواقع التبادلية في الوقت المناسب.

  1. استقرار واستمرار الدفاع الجوي

هي القدرة على الصمود والقتال تحت مختلف الظروف، في ظل أعمال قتال العدو الجوي والبري والبحري والإعاقة الإلكترونية بأنواعها. ويكون ذلك بتحقيق التجهيز الهندسي الجيد للمنظومة ووسائلها مواقع القتال المحتلة والتبادلية وتحصينها، مع اتخاذ كافة الإجراءات التي تحقق الإخفاء والتمويه، مع استخدام تجمعات مختلفة ذات أنظمة ترددية مختلفة النطاقات ومتعددة الترددات في النظام الواحد، مزودة بتقنيات التغلب على أعمال الإعاقة والتشويش والتداخلات المختلفة، للحد من تأثيرها، مع إمكانية المناورة السريعة بمواقع القتال، والعمل تحت كافة الظروف الجوية ومسارح العمليات المختلفة.

  1. التوازن

هي الحالة التي ينبغي أن تنظم عليها القوات، بما يمكنها من تأدية مهامها وتنفيذها خلال مراحل العمليات، مع القدرة على مواجهة المغيرات والعدائيات غير المتوقعة. ويستدعي هذا تطوير إمكانيات المنظومة الحالية، بما يجعلها متوازنة مع إمكانيات العدائيات الجوية، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

وبالوصول إلى هذا التوازن، تتحقق إمكانية توافر الدفاع الجوي لجميع الأهداف الحيوية بالدولة، على جميع الاتجاهات الإستراتيجية بالحجم الكافي، بكافة وسائل المنظومة، مع تحقيق احتياطيات لتأمين الأعمال التعرضية للمنظومة، واستعادة الكفاءة القتالية للتشكيلات والوحدات بأسرع وقت ممكن، واستمرار صد وتدمير العدو في ظل استمرار هجمات/ ضربات العدو الجوي والبري، وذلك باستخدام القدر الكافي من التكنولوجيا دون مغالاة، مع الإعداد الجيد للعنصر البشري.

  1. التكامل والتنوع

ويكون ذلك بتوافر الإمكانيات المتعددة داخل النظام الواحد، كالآتي:

أ. نظام استطلاع العدو الجوي

توافر أنواع مختلفة من أجهزة الرادار والإنذار الأرضية، والاستفادة من كافة الأنظمة للدولة والتشكيلات، ومعلومات الاستطلاع اللاسلكي، وأنظمة الاستطلاع للقوات البحرية، والنظم المحمولة جواً، والأجهزة المدنية.

ب. أنظمة الدفاع الجوي الإيجابية (المقاتلات والصواريخ)

بتوافر المقاتلات والصواريخ بأنواعها بمديات مختلفة، قادرة على تدمير وإصابة الهدف الجوي على الارتفاعات المختلفة، مع إمكانية الاشتباك مع جميع العدائيات الجوية المختلفة والصواريخ الباليستية والطوافة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار، مع إمكانية تجميع معلومات مستويات القيادة والسيطرة تحت نظام قيادة وسيطرة واحد، واستمرار الاشتباك مع الأهداف الجوية على طرق اقترابها.

ثانياً: اتجاهات التطوير العالمية في نظم الدفاع الجوي، لمجابهة التطور المستمر في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة (الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار)

  1. اتجاهات التطور في وسائل الاستطلاع والإنذار

يشمل التطور في أنظمة الاستطلاع والإنذار الآتي:

أ. أجهزة الرادار الأرضية.

ب. أنظمة الإنذار المبكر المحمول جواً.

ج. نظام المراقبة الجوية بالنظر.

د. أنظمة الكشف السلبي.

هـ. الكشف بالأقمار الصناعية.

و. أنظمة كشف الصواريخ.

  1. أجهزة الرادار الأرضية

أ. أجهزة الرادار الحديثة التي تعمل في النطاقات الترددية المختلفة

توافر أجهزة الرادار الحديثة، التي تعمل في النطاقات الترددية (مترية، ديسيمترية، سنتيمترية) لمواجهة العدائيات الجوية الحديثة، وتتنوع في إمكانياتها واستخداماتها كالآتي:

(1) القدرة العالية على الاستمرار في تنفيذ المهام، تحت تأثير الاستخدام المكثف للإعاقة الإلكترونية (إيجابية – سلبية).

(2) التزويد بأنظمة الإنذار والحماية ضد الصواريخ راكبة الشعاع.

(3) القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية ذات المقطع الراداري الصغير. وتُعد أجهزة الرادار، التي تعمل في النطاق الترددي المتري، من أنسب الأجهزة لاكتشاف مثل هذه الأهداف.

(4) اكتشاف الأهداف المنخفضة على مسافات بعيدة نسبياً. وتعتمد هذه الأجهزة على نصب الهوائيات على صواري للتغلب على المدى المحدود للأفق اللاسلكي، الناتج عن كروية الأرض.

(5) تعاظم إمكانية الكشف الراداري، باحتمالات كشف لا تقل عن 90%، والقدرة على كشف الأهداف ذات السرعات العالية حتى 3 ماخ.

(6) توافر أجهزة رادار ثلاثية الأبعاد تحقق إمكانية التعامل مع الكثافة العالية للأهداف الجوية، والإنشاء الآلي لخطوط سير الأهداف، والربط المباشر مع مراكز القيادة الآلية.

(7) التأمين ضد النبضة الكهرومغناطيسية الناتجة عن الانفجار النووي.

(8) القدرة العالية على المناورة.

ب. أجهزة الرادار التي تعمل على النطاق الترددي الملليمتري

يقع النطاق الترددي الملليمتري في الحيز من (40 – 300 جيجاهرتز)، وطول موجة (1 – 7.5 مم). وتتسم طبيعة انتشار هذه الموجات بخصائص مختلفة عن انتشار الموجات الرادارية التقليدية، ولذلك يتطلب تصميم وإنتاج المعدات، التي تعمل في هذا النطاق تكنولوجيا خاصة.

ج. أجهزة الرادار ثلاثية الأبعاد

يُعد جهاز الرادار ثلاثي الأبعاد هو الجهاز الأمثل للعمل في المواقف الجوية المعقدة (مواجهة أعداد كبيرة من الأهداف الجوية، سرعات عالية، مناورات حادة، الطيران على ارتفاعات مختلفة)، حيث يتميز بالآتي:

(1) قدرة عالية على مقاومة الإعاقة الإلكترونية.

(2) اكتشاف وتتبع عدد كبير من الأهداف الجوية.

(3) توفير الإحداثيات الثلاثية للأهداف الجوية أيضاً، ما يزيد من إمكانيات تأمين أعمال قتال وسائل الدفاع الجوي الإيجابية (المقاتلات، الصواريخ).

د. أجهزة رادار كشف ما وراء الأفق

تُعد أجهزة رادار كشف ما وراء الأفق الحل العملي لكثير من المصاعب، التي تواجه أجهزة الرادار الأرضية محدودة الكشف للأهداف المنخفضة نتيجة كروية الأرض؛ وكذلك الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير. وتستخدم هذه الأجهزة نظريات ونطاقات ترددية عالية (3 – 30 ميجاهرتز) المستخدمة في الاتصالات اللاسلكية، وتختلف عن النطاقات المستخدمة في الرادارات العادية.

تنفرد هذه الأجهزة بخاصية انتشار موجاتها لمسافات بعيدة جداً، فيما وراء الأفق اللاسلكي، إما من طريق انعكاس الموجات من طبقة الأيونوسفير الجوية (موجات سماوية)، ويصل مدى كشف هذا الأسلوب بدءاً من 800 – 1000 كم، وحتى حوالي 4000 كم، وإما من طريق انعطاف الموجات على سطح البحر والتصاقها بمستوى سطح البحر، والوصول لمسافات تصل إلى حوالي 400 – 800 كم على هذا المستوى.

هـ. أجهزة الرادار ثنائية/ متعددة المواقع

هي الأجهزة التي تستخدم نظام إرسال وهوائي واحد في موقع محدد، ثم نظام أو عدة أنظمة استقبال بهوائيات أخرى في مواقع بعيدة عن موقع نظام الإرسال. وقد أحدث إنتاج هذه الأجهزة ثورة في بناء أجهزة الرادار لزيادة إمكانيات المناورة وخفة الحركة وسهولة الاستخدام، وقدرة عالية على التغلب على أعمال الإعاقة الإلكترونية والاستطلاع الإلكتروني، والأسلحة المضادة للأشعة الرادارية، وكذلك التغلب على بعض المشاكل الفنية لأجهزة الرادار العادية. ومن أمثلة هذه الأجهزة النظام الأمريكي (BOMEWS).

  1. أنظمة الإنذار المحمولة جواً:

أ. طائرات الإنذار المبكر

(1) تُعد أنظمة الإنذار المحمول جواً في الطائرات من أهم أنظمة اكتشاف الأهداف المنخفضة، والمنخفضة جداً لمدى حتى 400 كم؛ ومن أمثلتها طائرات الأواكس، وطائرات (E-2C)، وطائرات فالكون. ويكون استخدامها، عادة، في الآتي:

(أ) استطلاع مسرح العمليات واكتشاف الطائرات المعادية بأنواعها المختلفة على جميع الارتفاعات، من مسافات بعيدة، وإنذار القوات عنها، وإمدادها بمعلومات مستمرة تشمل: المدى والاتجاه وخط السير والسرعة والارتفاع. كما يمكن تحديد نوع الأهداف التي تبعث الإشعاع الإلكتروني.

(ب) الاتصال بالقواعد الجوية وبالمقاتلات الاعتراضية في الجو، وقيادة عمليات الاعتراض الجوي، بما في ذلك توزيع الأهداف وتوجيه المقاتلات وإنذارها عند اقتراب الطائرات المعادية، أو أي عدائيات جوية مختلفة، والصواريخ الباليستية والطوافة.

(ج) السيطرة على طائرات الدوريات الجوية المقاتلة، والطائرات في وضع المظلة الجوية، مع إدارة عمليات القصف الجوي للأهداف الأرضية، خاصة ضد مواقع الدفاع الجوي.

(د) العمل كمحطة إعادة اتصال بين مراكز التوجيه الأرضية وطائرات المعاونة، والمشاركة في عمليات الإنقاذ واكتشاف القطع البحرية في البحار والمحيطات، وتقييم نتائج أعمال القتال.

(2) تطوير الطائرات بتجهيزها بأنظمة كشف فوق الماء واليابس، باستخدام رادار حديث من نوع (APS-145) للكشف والتتبع بمدى حتى 270 كم في الطائرات (E-2C – فالكون)، ومدى حتى 600 كم في الطائرات (أواكس)، مع زيادة ارتفاع الطيران.

(3) تطوير قدرات طائرات الإنذار المبكر للعمل ككشف وإنذار وقيادة وسيطرة، مع القدرة على كشف الأهداف الجوية لمسافات بعيدة، وتحت كافة ظروف الإعاقة الإلكترونية، والقدرة على البقاء في الجو لفترة طويلة.

(4) تطوير رادار الكشف والإنذار بطائرات الإنذار المبكر وأجهزة الاستشعار الحرارية، لاكتشاف الصواريخ الباليستية والصواريخ الطوافة لحظة إطلاقها، واستمرار تتبعها أثناء مرحلة الطيران المتوسط وحتى الوصول للهدف.

ب. أنظمة الرادار المحمول في منطاد جوي

تُستخدم هذه الأنظمة للتغلب على نقاط الضعف في أنظمة الإنذار المحمول جواً في طائرات. والنظام هو رادار يُحمل في منطاد صُنع خصيصاً لهذا الغرض، ويكون ارتفاع العمل 3 – 5 كم، ويتميز بإمكانية كشف الأهداف الجوية التي تطير على ارتفاعات منخفضة جداً، مثل الصواريخ الطوافة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

وتوجد هذه الأنظمة على مناطيد ثابتة، مثل النظام (M-71)، والنظام (420K) الأمريكي، ونظام (البوما) الروسي. أو قد توجد على منطاد متحرك، مثل سفينة الهواء الأمريكية (Air Ship).

ج. الكشف بالطائرات الموجهة من دون طيار

(1) الإنذار عن جميع العدائيات الجوية المختلفة، والصواريخ الباليستية والطوافة. وجرى تطويرها بتزويدها بأنظمة اتصالات بالأقمار الصناعية، وصواريخ (جو/ جو)، مثل الطائرات (كوندور، رابير) الأمريكية، والطائرة (هيرون) الإسرائيلية.

(2) اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية، وهي إحدى الوسائل التي تُستخدم ضد العدائيات الجوية قليلة التكلفة.

  1. تسليح عناصر المراقبة الجوية بالنظر

أ. الخوذة الذكية (رادار قصير المدى، وأجهزة رؤية ليلية).

ب. نظارة ميدان للرؤية النهارية وتحديد المدى (PLD)، وهي نظارة رؤية مكبرة وتحديد المدى بأشعة الليزر، من إنتاج يوغسلافي، تزن كم واحد، ولها القدرة على تحديد المدى بدقة متناهية (100 – 1000 م).

ج. نظام الرؤية الليلة (AN/PAP-4A)

نظام رؤية ليلي بعيد المدى، يعمل بنظرية تكثيف الضوء، ويستخدم على حامل أرضي أو عربة جيب، ويمكن التحكم فيه من بُعد. كما يمكن كشف الدبابات والمركبات والطائرات العمودية من مدى 40 كم نهاراً، و30 كم ليلاً، وتمييزها على مسافة 16 كم.

د. نظام الرؤية الليلية (إيجابي/ سلبي) من نوع (TRTV-4451)

هو تلسكوب للمراقبة الليلية والنهارية.

هـ. نظام (MK428/410)

نظام رؤية ليلية سلبية، يعمل بنظرية تكثيف الضوء، ويُستخدم في مراقبة السواحل والحدود، وله القدرة على التكبير 5.5 مرة.

  1. أنظمة الكشف السلبية الحديثة

اتجهت البحوث العلمية في مجال الكشف والتتبع عن الأهداف الجوية، إلى الهدف نفسه، الذي غالباً ما يبث موجات (حرارية، ضوئية، كهرومغناطيسية، صوتية…)، يمكن الاستفادة منها في كشفها وتتبعها، وتأكيد معلومات الرادار، خاصة كشف الأجهزة الإلكترونية بالطائرات والصواريخ الطوافة، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، كالآتي:

أ. المستشعرات البصرية، وتعمل بأسلوب كهروبصري، وتتكون من تلسكوب ذي مجال رؤية واسعة، يكبّر الرؤية للأهداف الجوية لمسافة تزيد عن 30 كم.

ب. المستشعرات الصوتية، حيث تُستغل الموجات الصوتية لمدى يصل حتى 20 كم من جميع الاتجاهات، وإظهار بيانات الأهداف المكتشفة (النوع، السرعة، الاتجاه) في صورة رقمية ومقارنتها بالبيانات والمعلومات المخزنة في ذاكرة المستشعرات. وهي تكشف الصواريخ الطوافة والطائرات بمختلف أنواعها.

ج. مستشعرات كهرومغناطيسية، وتُستخدم لاستطلاع موجات كهرومغناطيسية في حيز التردد اللاسلكي أو الراداري، ويمكنها العمل مع نقاط المراقبة الجوية المنعزلة.

د. مستشعرات حرارية، وتعتمد على الإحساس بالإشعاع الحراري المنطلق من الأجسام، وقد أنتجت مستشعرات تصل إلى 25 – 30 كم، وهي تكتشف الصواريخ الطوافة والطائرات الموجهة من دون طيار، والطائرات بمختلف أنواعها.

هـ. أجهزة الكشف السلبية (الرادارات السلبية الحديثة) لاكتشاف الطائرة المخفاة، وبها جهاز اتصال لاسلكي وباعث ليزري لإضاءة الهدف وتوجيه القنابل، إلى جانب أجهزة ومعدات الإعاقة الإلكترونية. وهذه المعدات تبث طاقة يمكن التقاطها باستخدام أجهزة استقبال عالية الحساسية.

و. نظام مانور، أو الرادار ثنائي الاستاتيكية السلبي، وتُسمى، أيضاً، الرادارات السلبية الخفية. وقد أعلن معهد (روك مانور) الإنجليزي للأبحاث الإلكترونية، أنه توصل إلى طريقة عملية تعتمد على التقاط صدى إشارات الهاتف الخلوي، المنعكسة على جسم الطائرة، وتتبعها.

  1. أنظمة الكشف والتتبع والإنذار بمنظومات الصواريخ المضادة للطائرات

أ. رادار نظام الباتريوت (MPQ/ RS)، وله القدرة على كشف وتتبع وتمييز حتى 100 هدف، بمدى يصل إلى 170كم، وتوجيه عدد يصل إلى ثمانية صواريخ، ضد أهداف مختلفة، ويعمل بتردد (4 – 6 جيجاهرتز)، فـي الحيـز (G-Band)، ويتواجد رادار لكل بطارية، وهذا الحيز يتيح اكتشاف الصواريخ الطوافة والطائرات الموجهة من دون طيار على ارتفاعات عالية، وذات المقطع الراداري الصغير.

ب. رادار الصاروخ سام-10 (S300PMU4) و(S-400)، ويعمل كجهاز إنذار مبكر، بمدى يصل إلى 375 كم، وله القدرة على اكتشاف الصواريخ الباليستية، وتوجيه العنصر الإيجابي (الصاروخ) للتعامل معها.

ج. رادار كشف منظومة الدفاع الجوي الأمريكي (THAAD) ضد الأهداف الجوية والصواريخ الباليستية على المديات البعيدة، حيث يصل مدى الكشف إلى 1000 كم، وارتفاع 150 كم، ويمكن ربط النظام مع رادارات الإنذار المبكر بعيدة المدى، وطائرات الإنذار المبكر والأقمار الصناعية، كما يمكنه التعامل مع جميع أنواع الإعاقة الإلكترونية.

د. تطور أجهزة الرادار التي تعمل مع منظومات الصواريخ

(1) استخدام الرادارات التي تعمل بنظام الهوائيات ذات المصفوفة الإيجابية، وتؤدي مهمة المسح الإلكتروني في المستويين الأفقي والرأسي، وتعمل في حيز الترددات المترية والديسيمترية، مثل الرادار (كوبرا – داين) الأمريكي لكشف الصواريخ الباليستية بمدى 3230 كم، والرادار (FPS-115) الأمريكي ومـداه حتـى 4800 كم، والرادار (تبس 59 المعدل) ويكشف الصواريخ الباليستية حتى 700 كم وارتفاع 150 كم، والرادار (SPS-48E) ويكشف الصواريخ الباليستية حتى 930 كم وارتفاع 150 كم، وكذلك أجهزة رادار كشف ما وراء الأفق ذات الموجات السماوية.

(2) استخدام أجهزة رادار أرضية متطورة، مثل الرادار الصيني (YLC-12) ومداه 1000 كم، الذي يتميز بسرعة اكتشاف الصواريخ الباليستية، والرادار (تيبو) الروسي، والرادار (YLC20-503) الصيني، الذي يتميز باكتشاف الأهداف، والصواريخ الطوافة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

ثالثاً: اتجاهات التطوير في النظم الإيجابية

يشمل التطوير في نظم الدفاع الجوي الإيجابية، ما يلي:

  • التطوير في المقاتلات ونظم تسليحها.
  • التطوير في الصواريخ (أرض/ جو).
  • التطوير في الصواريخ الفردية.
  • التطوير في المدفعية المضادة للطائرات.
  1. اتجاهات التطوير في المقاتلات، ونظم تسليحها

يشمل التطوير زيادة الإمكانيات والقدرات (السرعة، والمناورة، والطيران على الارتفاعات المختلفة، والتسليح، والتزود بأجهزة إلكترونية حديثة)، التي تحقق لها القدرة على تنفيذ مهام بعيدة المدى نهاراً وليلاً، من خلال:

أ. إنتاج واستخدام أجيال متطورة من المقاتلات ودخولها الخدمة، مثل الطائرة الأمريكية (F-35: JSF)، والطائرة الروسية (SU-37)، والطائرة الصينية (F-22).

ب. إدخال مفهوم تكنولوجيا الإخفاء بكافة أنواعه (راداري، وصوتي، ودهانات)، في المقاتلات الحديثة.

ج. زيادة زمن البقاء في الجو والقدرة العالية على المناورة.

د. تزويد المقاتلات بالمعدات الإلكترونية الحديثة للاتصال والملاحة، واكتشاف الأهداف، والتصوير الإلكتروني والبصري، والتحذير الراداري والحراري، إضافة إلى الحاسبات الإلكترونية.

هـ. التطوير الجزئي للجيل الحالي من المقاتلات، مثل (F16A/B/C/D/I – F15 I./S) لزيادة إمكانياتها في الإخفاء.

  1. اتجاهات التطوير في أنظمة الصواريخ الإيجابية (أرض/ جو)

أ. زيادة القدرات الفنية والتكتيكية للتعامل مع الأهداف الجوية ذات السرعات العالية، ومساحة المقطع الراداري الصغير، مثل الطائرات المخفاة والطائرات العمودية والطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ الباليستية والطوافة، مثل النظام (SAM-10) ونظام (هوك ألفيز الرابع) الأمريكي، ونظام (جيـن فـون BUK-M2) الروسي.

ب. خفة الحركة وزيادة القدرة على المناورة، وذلك بتحميل نظم الصواريخ على عربات مجنزرة، مع إمكانية نقل مكونات النظم جواً بطائرات النقل، مثل النظام (SAM-9/8/13)، مع تخصيص رادار لكل مركبة، ما يزيد من القدرات القتالية للتشكيل القتالي.

ج. تطوير النظم الرادارية للاكتشاف وتتبع الأهداف المعادية، أو لتوجيه الصواريخ، وذلك للتغلب على الإعاقة الإلكترونية، بإدخال نظم رشاقة التردد، أو بتقليل الفصوص الجانبية للشعاع الراداري، مع استخدام الرادارات أحادية النبضة، وكذلك التي تعمل بنظرية دوبلر، مع تعدد الترددات وتغييرها آلياً للتغلب على أعمال التداخل الإلكتروني المعادي.

د. استخدام الهوائيات التي تعمل بنظام المسح الإلكتروني والأشعة المتعددة، مع تطوير أسلوب جديد للصواريخ يعتمد على تتبع الهدف والصاروخ، في الوقت نفسه، بشعاع راداري منفصل من الهوائي ذاته، مع إمكانية الاشتباك مع أكثر من هدف من محطة توجيه؛ وكذلك تعدد قنوات التوجيه، بما يحقق توجيه أكثر من صاروخ على أكثر من هدف.

هـ. تقليل زمن دورة الاشتباك وزمن رد الفعل، والاشتباك مع أكثر من هدف بواسطة الوحدة الفرعية، أو الوحدة الفرعية الصغرى، مثل نظام (ميسترال- 30) الفرنسي، والنظام الروسي (SAM-12). كما طُورت بعض الأنظمة لتصل سرعة الصاروخ إلى 9 ماخ، كما في النظام الروسي ، (SAM-12B) الذي يمكنه التعامل مع أهداف باليستية تصل سرعتها إلى 8.2 ماخ، والطائرات المخفاة والموجهة من دون طيار، والهوائي يعمل بنظام المصفوفة، ومعه هوائي آخر لقيادة النيران، وهو يمثل تهديداً كبيراً للطائرات المخفاة.

و. تطوير بعض النظم للاشتباك مع الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي، مثل النظام (Save Guard) الأمريكي، والنظام (THAAD)، والنظام الروسي (TALEN) ، الذي يحدد الهدف ثم يدمره بالصواريخ (جالوش الروسي – وباتريوت الأمريكي)، أو خلال مرحلة الطيران الأخيرة (مرحلة السقوط)، مثل النظام متوسط المدى (MEDAS)، وهو منظومة دفاع جوي تشمل نظام صواريخ باتريوت، مع نظام متوسط المدى يُستخدم ضد الأهداف الجوية، والطائرات المخفاة، والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.

  1. اتجاهات التطوير في الصواريخ الفردية

أ. يشتمل التطوير على الآتي

(1) زيادة المدى والسرعة ومعدلات الإطلاق.

(2) استخدام الليزر في التوجيه.

(3) زيادة القدرة التدميرية بإنتاج صواريخ تعمل ضد الطائرات والدبابات، في وقت واحد.

ب. يُعد الصاروخ الفردي (ميسترال) من الوسائل الإيجابية، التي يمكنها التعامل، بكفاءة عالية، ضد الصواريخ الطوافة، والطائرات المخفاة، والأهداف ذات السرعات البطيئة نسبياً، والطائرات الموجهة من دون طيار.

ج. تُعد الصواريخ (سام-8) الروسية حتى مدى 12 كم، والنظام الياباني (ثانام) بمدى 10 كم، والنظام السويسري/ الأمريكي (أداكس) بمدى 8 كم، من أنسب الصواريخ الفردية للاشتباك مع الطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ الطوافة، والطائرات المقاتلة بأنواعها.

د. التوسع في استخدام أجهزة قيادة نيران آلية حديثة وقادرة على اكتشاف الأهداف، ذات المقطع الراداري الصغير، وإمداد عناصر الصواريخ الفردية بمعلومات عنه، مع تحقيق زمن رد فعل صغير، للتعامل مع الأهداف الجوية المفاجئة والسريعة.

هـ. التوسع في استخدام أجهزة رؤية ليلية قادرة على اكتشاف الأهداف الجوية المختلفة ليلاً، ومجابهة الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار، والتعامل مع الأهداف ذات السرعات البطيئة.

و. التوسع في استخدام وسائل التعارف، وتمييز الأهداف الصديقة.

  1. اتجاهات التطوير في المدفعية المضادة للطائرات

استمر الدور الذي تلعبه المدفعيات والرشاشات المضادة للطائرات، على الرغم من تطور العدائيات الجوية، وهو ما أثبتته الحروب الحديثة؛ ذلك أن تطويرها يزيد فاعليتها وإمكانياتها الخاصة لمجابهة بعض العدائيات، مثل الطيران على الارتفاعات شديدة الانخفاض، وكذلك مجابهة الصواريخ الطوافة والطائرات البطيئة نسبياً (الطائرات العمودية)، والطائرات الموجهة من دون طيار على الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة. كما أنها تتميز عن غيرها من وسائل الدفاع الجوي بسرعتها في الاشتباك مع الطائرات المفاجئة، وعلى مسافات قريبة يصعب اكتشافها رادارياً. وقد تمثلت اتجاهات التطوير في الآتي:

أ. زيادة معدل النيران (مخروط النيران)، باستخدام مدافع متعددة المواسير لها القدرة على إنتاج معدل عالٍ من النيران، مع زيادة السرعة الابتدائية للمقذوف وتحسين قدرته الانفجارية وإمكانية الاختراق للأهداف المعادية. ومن أبرزها معدة (الشيلكا) المطورة، والمدفع الألماني ذاتي الحركة عيار 35 مم (جيبارد)، والإيطالي ذاتي الحركة عيار 76 مم (أوتو ميلارا).

ب. استخدام معدات نظم هيدروليكية وكهربائية حديثة في التفتيش والتتبع، للتغلب على قصر زمن التعرض، وتقليل زمن رد الفعل.

ج. توفير خفة الحركة والقدرة على السير في جميع أنواع الأراضي، بتحميل المدافع ومعدات إدارة النيران على مجنزرات أو عجل.

د. زيادة المدى لإمكانية التعامل مع الطائرات العمودية المضادة للدبابات المتطورة، والضرب الأرضي.

هـ. إنتاج مدفع ليزر له القدرة على تدمير الصواريخ (أرض/ أرض) قصيرة ومتوسطة المدى، مثل النظام الأمريكي/ الإسرائيلي (نيوتلس).

و. استخدام معدات قيادة نيران حديثة مجهزة بحاسبات آلية ورادارات كشف، واستخدام أجهزة تعارف حديثة لتأمين طلعات الطائرات الصديقة، مع استخدام أجهزة منع الضرب الخاطئ.

ز. زيادة إمكانية التعامل مع الطائرات الموجهة من دون طيار، باستخدام الأسلحة الحديثة، مثل المدفع الأمريكي عيار 75 مم (سكاي سويير)، والمدفع عيار 40 مم (سويدي – أمريكي – إنجليزي) بمدى 2.8 كم، والمدفع السويسري عيار 30 مم بمدى 2.8 كم.

الأساليب الحديثة المنتظرة لمنظومة الدفاع الجوي

لمجابهة العدائيات الجوية الحديثة

فرضت العدائيات الجوية الحديثة وتطورها، ضرورة مجابهتها لتوفير الدفاع الجوي عن الأغراض الحيوية بالدولة، وتجمعات القوات المسلحة، وعلى ضوء الإمكانيات الحالية لمنظومة الدفاع الجوي، وأوجه القصور التي تواجهها، برزت أهمية الآتي:

  1. الاستفادة بأكبر قدر من الإمكانيات الحالية لمنظومة الدفاع الجوي وتطويرها، لزيادة قدرتها على اكتشاف وتدمير ومجابهة العدائيات الجوية الحديثة.
  2. إدخال أنظمة دفاع جوي حديثة ومتطورة، لها القدرة على التعامل مع العدائيات الجوية الحديثة.
  3. الإمداد المستمر بالأسلحة والمعدات وأنظمة الدفاع الجوي الحديثة، لتحقيق التوازن بين مهام الدفاع الجوي والإمكانيات المتيسرة، حتى يمكن توفير الدفاع الجوي لجميع الأهداف الحيوية بالدولة، وتجمعات القوات المسلحة.

أولاً: الأسلوب المقترح لمجابهة تطور العدائيات الجوية، واستخدام العمليات الجوية مستقبلاً

تطوير المنظومة الحالية، ودعمها بإدخال أنظمة جديدة، لها القدرة على مجابهة هذه العدائيات، خلال فترة زمنية، وطبقاً للحالة الاقتصادية للدولة، كالآتي:

  1. في مجال الاستطلاع والإنذار

أ. أجهزة الرادار الأرضية

(1) تطوير أجهزة الرادار العاملة بالمنظومة ورفع كفاءتها لتحسين أدائها، ودعمها بأجهزة حديثة لها القدرة على التكامل مع الأنظمة الرادارية الموجودة، للقدرة على استطلاع وإنذار القوات عن أسلحة الهجوم الجوي الحديثة.

(2) دعم عناصر رادار القوات الميدانية بأجهزة رادار حديثة، تتميز بخفة الحركة والقدرة العالية على المناورة، مع ميكنة الوحدات بربطها بأحد مراكز القيادة الآلية.

(3) التوسع في استخدام المرسلات الخداعية لأجهزة الرادار، مع ضرورة الحصول على مرسلات خداعية عند التعاقد على أي أجهزة رادارية حديثة، لمجابهة أعمال الإعاقة المعادية ضد الحقل الراداري.

(4) توفير منظومة إخفاء وخداع متكاملة، بما يتناسب مع القدرات والإمكانيات التكنولوجية لوسائل الاستطلاع المعادية (أنظمة بصرية، رادارية، حرارية، ليزرية)، مع التوسع في استخدام المواقع التبادلية والقباب البلاستيكية، بغرض الخداع.

(5) استخدام الرادارات بعيدة المدى، والتي تُستخدم في الكشف فيما وراء الأفق Over the Horizon Radar، وهذه الرادارات لها القدرة على كشف الصواريخ الباليستية، وهي تعمل في نطاق التردد (HF)، والتي لها القدرة على العمل في وسط ذي معامل انكسار عالٍ ومشبع ببخار الماء بالموجات السطحية، أو الانكسار على طبقات الجو العليا بالموجات السماوية.

(6) تنقسم الرادارات فيما وراء الأفق (OTH) إلى نوعين من الرادارات، كالآتي:

(أ) رادارات تستخدم الموجات السطحية Surface Wave Radar، ولها القدرة على كشف الأهداف المنخفضة، والشديدة الانخفاض، إلى مسافة تصل إلى 40 كم.

(ب) رادارات تستخدم الموجات السماوية Sky Wave Radar، وتُستخدم لكشف الأهداف العالية والعالية جداً، ولها القدرة على كشف الصواريخ الباليستية، ويصل مداها إلى 4000 كم، ومن أمثلتها الرادار الأمريكي (FPS-118)، والنظام الراداري الروسي (Hen House).

(7) استخدام الرادارات التي تعمل بنظام الهوائيات، ذات المصفوفات الإيجابية (Active Arrays)، وتقوم بالمسح الإلكتروني في المستويين الأفقي والرأسي، ويصعب الإعاقة عليها لصغر مستوى الفصوص الجانبية، وهي تعمل في حيز الترددات المترية والديسيمترية.

(8) التوسع في استخدام أجهزة الرادار متعددة المواقع Multi Static، وهي تستخدم الحاسبات الآلية في التحكم في اتجاه الهوائيات، وكذلك في تغيير تردد الإرسال آلياً طبقاً لبرنامج محدد أو عشوائي، وكذلك معالجة الإشارات المستقبلية.

(9) استخدام الرادارات التي تعمل في النطاق الترددي الملليمتري والتي لها القدرة على اكتشاف الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير جداً، والمجهزة بمواد الطلاء والمواد الماصة للإشعاع الراداري، وصعوبة الإعاقة الإلكترونية عليها، والدقة العالية في قياس الإحداثيات وتحديد سرعة الأهداف البطيئة.

(10) التوسع في استخدام أجهزة الكشف السلبي (PDS)، لكشف وتتبع الأهداف ذات الأسطح العاكسة المحدودة.

(11) إدخال البعد الفضائي في مجال الاستطلاع والإنذار المبكر عن الصواريخ الباليستية، بامتلاك منظومة فضائية للاستطلاع والاتصالات العسكرية، ارتباطاً بالأنظمة العالمية، أو الاشتراك في استقبال معلومات الأقمار الصناعية، من طريق محطات استقبال أرضية بمعاونة الدول الصديقة.

(12) ضرورة التنسيق العربي، أو مع دول الجوار، لإنشاء منظومة متكاملة للاستطلاع، تغطي العمق الإستراتيجي للعدو الجوي.

ب. نظام الإنذار المحمول جواً

(1) تطوير نظام الإنذار المحمول جواً (E-2C)، بزيادة إمكانيات الكشف فوق المسطحات المائية واليابس، واكتشاف الصواريخ الباليستية والطوافة، ومجابهة أعمال الإعاقة، وتطوير أنظمة الحاسبات الآلية والربط.

(2) استخدام النظام المتطور للإنذار والقيادة (Awace)، وهو مركب على طائرة بوينج 767، بدلاً من الطائرة بوينج 707. ويرجع هذا التطور في زيادة إمكانيات الكشف الراداري وتحسين أداء عمل الطائرة، من حيث (السرعة – الارتفاع – المدى).

(3) استخدام الرادار المحمول جواً، والمستخدم لمراقبة التحركات البرية، لاكتشاف القوات في العمق، مع تحديد الأهداف التي لم تدمره، ويُحمل هذا النظام على الطائرة الأمريكية (E-8C)، وهو معروف بنظام Joint Surveillance and Attack Radar System (JSATRS).

(4) دعم شبكة الإنذار بأنظمة محمولة جواً (المنطاد)، لتعميق الحقل الراداري الأرضي على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً، وتوفير أزمنة الإنذار المناسبة. وهذا النظام هو رادار يُحمل في منطاد يصل ارتفاعه حتى 5 كم، ويُثبت بأحمال معدنية لرفعه وخفضه. ويتميز بإمكانية اكتشاف الأهداف الجوية على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً، مثل الصواريخ الطوافة، لمدى يصل حتى 240 كم، كما يمكنه البقاء في الجو لمدة شهر دون الحاجة لإعادة الملء.

ج. الكشف باستخدام الطائرات الموجهة من دون طيار

تتميز هذه الطائرات بارتفاع عمل عالٍ وزمن بقاء طويل في الجو للمراقبة والإنذار عن الصواريخ الباليستية. وقد جرى تطويرها بتزويدها بصواريخ جو/ جو. ومن أنواع هذه الطائرات:

(1) الطائرات الأمريكية (Pathfinder, Condor, Raptor).

(2) الطائرة الإسرائيلية (Heron).

د. المراقبة الجوية بالنظر

(1) زيادة إمكانيات نقاط المراقبة الجوية بالنظر على العمل الليلي، بتزويدها بأجهزة رؤية ليلية، وميكنتها وإدخالها في النظام الآلي.

(2) تطوير وسائل المواصلات المستخدمة بأجهزة لاسلكية (قفز ترددي عالي)، لتقليل أعمال الإعاقة اللاسلكية عليها.

(3) إدخال منظومة استطلاع سلبي بمستشعرات (سمعية – بصرية – حرارية)، قصيرة ومتوسطة المدى في الاتجاهات الرئيسية لاقتراب العدو الجوي.

  1. في مجال وسائل الدفاع الجوي الإيجابية

أ. المقاتلات

يكون تطوير المقاتلات من خلال الآتي:

(1) زيادة قدرتها التكتيكية، والمتمثلة في زيادة قدرتها على البقاء في الجو، من دون استخدام خزانات الوقود الإضافية، مع القدرة العالية على المناورة، وزيادة السرعة لتقليل تأثير الوسائل المضادة.

(2) زيادة قدرتها بتزويدها بالمعدات الإلكترونية الحديثة، والمعدات المساعدة، وأجهزة الاتصال، ووسائل الملاحة، والرادارات ذات القدرات العالية، والتي لها القدرة على اكتشاف الأهداف المعادية على مسافات بعيدة.

(3) تطوير المقاتلات بتزويدها بالحاسبات الآلية، ونظم التحذير الراداري والحراري، التي تمكنها من التعامل مع الأهداف المعادية.

(4) تطوير نظم المعاونة الأرضية، من حيث إمكانيات القيادة والسيطرة والتوجيه.

(5) تسليح المقاتلات بالصواريخ الموجهة (جو/ جو) المتطورة، وذات المديات وأنظمة التوجيه المختلفة، كالآتي:

(6) إحلال المقاتلات الحديثة ذات الكفاءة العالية بالأنواع المتقادمة من المقاتلات (ميج 21 – ميراج 5 – إف7)، بما يحقق توفير الحجم المطلوب من المقاتلات، مثل:

(أ) المقاتلات الأمريكية (F-15, F-16, F-17, F-22, F-35).

(ب) المقاتلات الروسية (ميج 35، سوخوي 34، سوخوي 37).

(ج) المقاتلة الصينية (J-10).

(د) المقاتلة الأوروبية (يورو).

ب. أنظمة الصواريخ الموجهة (أرض/ جو)

الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والحاسبات الآلية في تطوير الصواريخ الموجهة (أرض/ جو)، كالآتي:

(1) زيادة القدرة الفنية والتكتيكية للتعامل مع الأهداف الجوية، ذات السرعات العالية ومساحات المقطع الراداري الصغير، مثل الطائرة الخفية (F-117)، والطائرات الموجهة من دون طيار (RPV)، وكذا الصواريخ (أرض/ أرض).

(2) زيادة سرعة ومدى عمل الصواريخ، لتحقيق الاعتراض بعيداً عن منطقة الهدف المُدافع عنه، مع القدرة على تحقيق الاكتشاف اللحظي، والتميز بين الأهداف الحقيقية والأهداف الخداعية.

(3) الاتجاه إلى خفة الحركة وزيادة القدرة على المناورة، وذلك بتحميل نظم الصواريخ (أرض/ جو) على عربات أو مجنزرات، مع إمكانيات نقل مكونات النظام جواً بطائرات النقل، مثل النظام (سام-8 وسام-15).

(4) زيادة القدرة على المناورة لتصل إلى (10G)، كما في النظام الروسي (سام-10)، ليتفوق على مناورة الطائرات الحديثة.

(5) تقليل زمن دورة الاشتباك، والاشتباك مع أكثر من هدف بواسطة وحدة فرعية، مثل النظام الفرنسي (ASTAR-30)، والنظام الروسي (سام-12).

(6) تطوير النظم الرادارية للاكتشاف وتتبع الأهداف المعادية، أو لتوجيه الصواريخ من خلال تقليل الفصوص الجانبية للشعاع الراداري، مع استخدام الرادارات أحادية النبضة (Mono Puls)، وكذلك تلك التي تعمل بنظرية دوبر، وذلك للتغلب على الإعاقة الإلكترونية.

(7) تسليح كتائب النيران بأجهزة قيادة تكتيكية حديثة، لكشف الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير، والصواريخ الطوافة.

(8) تطوير نظام صواريخ هوك المضادة للطائرات، بإضافة قاذف (إمرام) لكل قسم هوك، لزيادة قدرات اشتباك الكتيبة لتكون أربع قدرات بدلاً من اثنتين.

(9) ميكنة أنظمة الصواريخ ذ ح العاملة بالقوات الميدانية، وإدخالها في النظام الآلي.

(10) استكمال حلال أنظمة الصواريخ الفردية العادية بأنظمة متطورة، مثل أنظمة (إيجلا – استنجر)، لها القدرة على التعامل مع الأهداف المقتربة، والمبتعدة، ومجابهة أعمال الإعاقة.

(11) تدبير منظومة صواريخ متكاملة (بعيدة – متوسطة – قصيرة) المدى، وكذا الصواريخ الفردية، وذلك لتحقيق الآتي:

(أ) الاشتباك مع الأهداف الجوية الحاملة لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتي تعمل بمفهوم القتال من بُعد.

(ب) الاشتباك مع الصواريخ الباليستية والطوافة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

(ج) الاشتباك مع الأهداف المفاجئة، والتي تطير على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً، والطائرات العمودية المضادة للدبابات.

(د) القدرة على المناورة وخفة الحركة، والاشتباك أثناء التحرك.

(هـ) القدرة العالية على التغلب على أعمال الإعاقة الإلكترونية.

(و) القدرة على التعامل مع الأهداف، التي تعمل بمفهوم الإخفاء.

(ز) القدرة على العمل على الارتفاعات المختلفة، وفي كافة الأجواء والظروف المناخية.

(12) أبرز أنواع الأنظمة الصاروخية بعيدة المدى

(أ) النظام الصاروخي الأمريكي ثاد (THAAD)

  • يمتاز الصاروخ بقدرة عالية تمكنه من اعتراض الصواريخ الباليستية على الارتفاعات العالية، حتى 150 كم، وبمدى يصل إلى 400 كم.
  • الصاروخ يعمل بالوقود الصلب (مرحلة دفع واحدة) لزيادة مدى الاعتراض، ويمكنه حمل رؤوس كيميائية ونووية، إضافة إلى الرؤوس التقليدية. وهو مصمم بحيث يكون مخفياً عن رادارات شبكات الدفاع الجوي المعادية، ويستفيد من نظام تحديد المواقع (GPS).

(ب) النظام الصاروخي الأمريكي باتريوت (Patriot PAC3)

هو نظام دفاع جوي متطور للتعامل مع الأجيال الحديثة من المقاتلات، وقد جرى تطويره لاعتراض ومجابهة الصواريخ الباليستية، بدءاً من النوع (PAC-2) إلى النوع (PAC-3)، ويصل ارتفاعه إلى 24 كم، ومدى يصل إلى 150 كم.

(ج) النظام الصاروخي الروسي سام-10 (SS-300 PMU)

هو نظام يعمل ضد الصواريخ الباليستية، وصُمم ليناظر منظومة الباتريوت الأمريكي، ويحتوي على رادار تتبع للأهداف السريعة العالية، بمدى كشف 180 كم، ومدى اشتباك 150 كم ضد الطائـرات، و40 كم ضد الصواريخ الباليستية، وبارتفاع 27 كم. ويمكنه إطلاق حتى 12 صاروخاً خلال خمس ثواني باستخدام تقنية الإطلاق الرأسي، ويجمع بين مزايا التوجيه بالأوامر والتوجيه بالرادار نصف إيجابي.

(د) النظام الصاروخي الروسي سام-12 (S-300 VI)

نظام ذاتي الحركة، يُستخدم لمجابهة الصواريخ الطوافة على الارتفاعات المختلفة (من 1 – 30 كم)، ومدى (13 – 100 كم) وحتى سرعة 3000 م/ ثانية.

(هـ) النظام الصاروخي الروسي انتي 2500(ANTY-2500)

هو نوع مطور من النظام الصاروخي (S-300 V)، يمكنه اعتراض وتدمير الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير حتى 0.2 م، مثل الصواريخ الباليستية والطوافة، والطائرات الموجهة من دون طيار، بمدى يصل حتى 200 كم.

(و) النظام الصاروخي الروسي (S-300)

يُستخدم للدفاع الجوي عن الأغراض الحيوية ضد الأهداف الجوية والصواريخ الباليستية، وقد جرى تطويره مروراً بالأنواع (SAM-10A) و(SAM-10B و(SAM-10C). وفي عام 1999، كان تطويره إلى النوع (تريومف)، من خلال زيادة إمكانيات الاشتباك مع المقاتلات والطائرات العمودية والطائرات الموجهة من دون طيار والصواريخ الباليستية، مع خفض الحد القريب إلى واحد كم، وأقل ارتفاع إلى 10 م.

(ز) منظومة الصواريخ الروسية تريومف (S-400 TRIOMF)

  • يُعد تطويراً للنظام (S-300)، ويمكنه اكتشاف الأهداف وتدميرها بمديات تصل إلى أكثر من 200 كم.
  • يمكنه التعامل مع كافة وسائل الهجوم الجوي الحديثة، والصواريخ الباليستية، والطائرات المُطبق فيها تكنولوجيا الإخفاء، والصواريخ الطوافة.
  • يتميز تطوير منظومة (S-400) بإطلاق أنواع متعددة من الصواريخ، بهدف تحقيق التغطية للمجال الجوي على الارتفاعات والمديات المختلفة، بما يضمن سرعة رد الفعل الفوري، وتحييد أي تهديدات، خاصة الصواريخ الباليستية والطوافة والطائرات ذات المقطع الراداري الصغير.

(13) أبرز أنواع الأنظمة الصاروخية متوسطة المدى

(أ) النظام الصاروخي الأمريكي (LAVRAAM)

يُعد نظام الدفاع الجوي من نوع (LAVRAAM) تطويراً لنظام الدفاع الجوي من نوع (HUMARAAM)، المُحمّل على المركبة هامر الأمريكية، وذلك باستخدام مركبة أخرى على عجل ذات مواصفات فنية أعلى من المركبة السابقة، وهي المركبة (LAV-2)، التي تتميز بخفة الحركة والقدرة العالية على المناورة، إضافة إلى تحقيق الوقاية النسبية للطاقم. ويُستخدم هذا النظام في توفير التغطية بالصواريخ عن تجميعات القوات، مع إمكانية استخدامه حول الأهداف الحيوية، ويمكنه التعامل مع مختلف التهديدات الجوية (الطائرات المقاتلة الحديثة، والطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ الطوافة).

(ب) النظام الصاروخي الأمريكي/ النرويجي (ADSAMS/ NASAMS)

يُستخدم هذا النظام في توفير الدفاع الجوي عن القوات البرية والأهداف الحيوية، ويتميز بالقدرة العالية على مقاومة الإعاقة الإلكترونية بسبب انخفاض مستوى الفصوص الجانبية وكبر حجم حيز الترددات.

(ج) النظام الصاروخي الفرنسي/ الإيطالي (EUROSAM)

يُستخدم هذا النظام ضد الطائرات والصواريخ الباليستية والطوافة والطائرات الموجهة من دون طيار. ويستخدم هذا النظام نوعين من الصواريخ (Aster-15) و(Aster-30)، وتصل قدرة الصاروخ على المناورة إلى (G60).

(د) نظام الدفاع الجوي الروسي (البوك M1-2)

نظام صاروخي متوسط المدى يعمل مع القوات الميدانية، ويتعامل مع الأهداف الجوية التكتيكية والإستراتيجية المبتعدة والمقتربة، والصواريخ بأنواعها المختلفة، والطائرات العمودية، والطائرات الموجهة من دون طيار. والصاروخ المستخدم مع هذا النظام من نوع (M38 M19)، ويصل أقصى مدى له 45 كم للأهداف التقليدية، و20 كم للصواريخ الباليستية، وأقصى ارتفاع 22 كم، بسرعـة تبلـغ 850 م/ ثانية.

(14) أبرز أنواع الأنظمة الصاروخية قصيرة المدى

(أ) الأنظمة الأمريكية

  • النظام سي سبارو (Sea Sparrow-MK29).
  • النظام رام (RIM-116- RAM).
  • النظام برادلي (BRADLY).
  • النظام أفنجر (Avenger)، يُحمل هذا النظام على مركبة من نوع هامر، ويُستخدم ضد الأهداف المنخفضة المقتربة والمبتعدة (مقاتلات، وطائرات عمودية، وطائرات موجهة من دون طيار، وصواريخ طوافة).

(ب) الأنظمة الأوروبية

  • النظام الألماني/ الفرنسي رولاند (Roland).
  • الأنظمة الإنجليزية رايبر (Rapper)، وستار بريست (Star Brust)، وستار ستريك (Star Streak).
  • النظام الفرنسي/ الأمريكي بلازير (Plazer).

(ج) الأنظمة الروسية

  • النظام الصاروخي الروسي سام-8 (SA-8 Geko Ramp): نظام صاروخي قصير المدى يُستخدم لتوفير الدفاع الجوي عن القوات البرية، وهو ذاتي الحركة، ويمكنه توجيه صاروخين في وقت واحد.
  • النظام الصاروخي سام-9 (SA-9 Gaskin): نظام صاروخي قصير المدى، مُحمل على مركبة مدرعة من نوع بردم، ويستخدم الصواريخ من نوع استريللا محملة على قاذف في مجموعتين، كل مجموعة من أربعة أنابيب إطلاق على جانبي القاذف.
  • النظام الصاروخي سام-13 (SA-13 Gopher): نظام صاروخي قصير المدى، مُحمل على مركبة مجنزرة متعددة الأغراض قادرة على إطلاق صواريخ سام-9، بالإضافة إلى صواريخ سام-13.
  • النظام الصاروخي سام-15 (SA-15 Gauntelt): نظام صاروخي قصير المدى، مُحمل على شاسيه مدرعة مجنزره، يمكنه الاشتباك مع الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير (طائرات موجهة من دون طيار، وصواريخ طوافة، وذخائر جو/ أرض)، كما أن له القدرة على الاشتباك مع هدفين في وقت واحد.
  • النظام الصاروخي سام-19 تانجوشكا (SA-19 Grison): نظام جوي مختلط ذاتي الحركة قصير المدى، يُستخدم مع القوات البرية ضد الأهداف الجوية المنخفضة والطائرات العمودية والذخائر (جو/ أرض).
  • النظام الصاروخي بانتزير (Pantzir): نظام دفاع جوي قصير المدى، وهو تطوير للنظام سام-9 تانجوشكا في القدرات والإمكانيات.
  • النظام الصاروخي التور (M-1): نظام صاروخي قصير المدى لتوفير الدفاع الجوي عن المنشآت العسكرية، ويتعامل مع الأهداف الجوية المفاجئة، مثل الصواريخ الطوافة والأسلحة دقيقة التصويب، وطائرات القتال والطائرات العمودية والطائرات الموجهة من دون طيار.

(15) أبرز أنواع الأنظمة الصاروخية الفردية

(أ) الصواريخ الفردية الأمريكية

  • الصاروخ رد آي (Red Eye).
  • الصاروخ ستينجر (Steinger).

(ب) الصواريخ الفردية الأوروبية

  • الصواريخ الإنجليزية جافلين (Gaflen) وبلوبب (Blowpeb).
  • الصاروخ الروسي رابيس (RBS-70, RBS-90).

(ج) الصواريخ الفردية الروسية

  • الصاروخ (سام-14)، وهو تطوير للصاروخ (سام-7).
  • الصاروخ (سام-16 إيجلا)، وهو أحدث الصواريخ الروسية مقارنة بالنظم السابقة (سام-7) و(سام-14)، وهو مقاوم للإعاقة الحرارية.
  • الصاروخ (سام-18) (IGLA 9K-38): وهو تطوير للصاروخ (سام-16).

ج. أنظمة المدفعية المضادة للطائرات

(1) تطوير المدفعية من خلال زيادة سرعة المقذوف، وتطوير وتحسين مادة المقذوف لزيادة إمكانيات الاختراق.

(2) تزويد أنظمة المدفعية بمعدات إدارة نيران حديثة لزيادة دقة الإصابة، ومتابعة المناورة السريعة للأهداف الجوية، باستخدام الحاسبات الآلية وأنظمة الرؤية التليفزيونية والحرارية، والعمل بنظام الليزر.

(3) زيادة قدرات المدفعية المضادة للطائرات على العمل الليلي، باستبدال كتائب المدفعية المضادة للطائرات عيار 23 مم المقطورة بأخرى متطورة.

(4) زيادة القدرة على خفة الحركة والمناورة، بتجهيز أنظمة المدفعية على مركبات ومجنزرات ذاتية الحركة.

(5) الحصول على، أو تطوير أنظمة تجمع بين المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ الموجهة (أرض/ جو)، للعمل في نظام متكامل، مثل النظام الروسي المختلط تانجوشكا والبانتزير.

(6) أبرز أنواع المدفعية المضادة للطائرات

(أ) النظام الأمريكي (فولكان).

(ب) النظام الألماني الثنائي ذاتي الحركة عيار 35 مم (جيبارد).

(7) أبرز أنواع الأنظمة المختلطة (مدفعية مضادة للطائرات – صواريخ مضادة للطائرات)

(أ) الأنظمة الأمريكية

  • نظام مختلط ذاتي الحركة (لاف) (LAV AD).
  • نظام مختلط ذاتي الحركة (أفينجر) (Avenger).

(ب) الأنظمة الروسية

  • نظام مختلط ذاتي الحركة (تانجوشكا) (Tanguska).
  • نظام مختلط ذاتي الحركة (بانتزير) (Pantzir).
  1. في مجال أنظمة القيادة والسيطرة

أ. مراكز القيادة والسيطرة الآلية

(1) استكمال بناء منظومة القيادة والسيطرة الآلية على جميع الاتجاهات الإستراتيجية، على المستويات المختلفة.

(2) تطوير الحاسبات الآلية العاملة بمراكز القيادة والسيطرة الآلية لزيادة قدرتها على التعامل مع الأهداف ذات السرعات العالية.

(3) استمرار تطوير مراكز القيادة والسيطرة الآلية بتكنولوجيا وبرامج وطنية، للتغلب على عيوب ومشاكل الاستخدام للنظام وتأمينه، ضد التداخل المعادي في مجال الحرب الإلكترونية.

(4) تطوير جميع مراكز القيادة التكتيكية لتكون مراكز قيادة مشتركة (قوات دفاع جوي – جوية).

(5) ميكنة جميع مراكز القيادة على كافة المستويات

(6) تطوير منظومة القيادة والسيطرة الحالية لتماثل منظومة القيادة والسيطرة (C4ISR)، وهي تشمل (قيادة – تحكم – اتصالات – حاسب آلي – معلومات – ذكاء صناعي – حرب معلومات)، حيث تعتمد على قواعد بيانات كبيرة، إضافة إلى استخدام برامج حرب المعلومات.

(7) من أبرز نظم القيادة والسيطرة، النظام الصيني (CETC)، الذي يتميز بالآتي:

(أ) إمكانيات الربط مع جميع الأفرع الرئيسية وقيادات الجيوش والمناطق، بالإضافة إلى أي قوات دعم أخرى.

(ب) إظهار صورة موقف جوي كاملة، من طريق ربطه بمحطات الرادار وشبكات المراقبة الجوية بالنظر، وكتائب الصواريخ والمدفعية، مع إمكانية إظهار صورة موقف جوي مستقبلة من الكاميرات التقليدية أو الحرارية.

(ج) إمكانيات الإنذار الفوري عن الصواريخ الباليستية والطوافة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

(د) سرعة اتخاذ القرار المناسب في أعقد الظروف الجوية، وتخصيص الأهداف للعناصر الإيجابية.

(هـ) تحقيق السيطرة الفعالة والمستمرة باستغلال الاتصالات الفضائية.

(و) سرعة تحليل البيانات (في جزء من الثانية).

(ز) إمكانية ربطه بالعناصر الأخرى (سلكية – لاسلكية – متعددة).

(ح) قابل للتعديل والتطوير.

ب. مراكز القيادة والسيطرة اليدوية

(1) زيادة سمك طبقات التحصين للدشم الحالية، لمجابهة قنابل اختراق التحصينات، والتأمين ضد استخدام العدو الأسلحة النووية، وخاصة لتقليل آثار النبضة الكهرومغناطيسية، مع تزويدها بأجهزة تنقية وترشيح الهواء.

(2) تطوير مراكز القيادة والسيطرة على مختلف المستويات، بتوفير مبينات بكل مركز، يتم ربطها مع مراكز القيادة الآلية لإظهار صورة الموقف الجوي بصورة مستمرة.

(3) ربط مراكز القيادة والسيطرة اليدوية بشبكة من الألياف الضوئية لمواجهة أعمال الإعاقة.

  1. في مجال الحرب الإلكترونية

أ. تطوير منظومات للخداع المتكامل (راداري – حراري – تليفزيوني – ليزري).

ب. الميكنة الكاملة لعناصر الحرب الإلكترونية وربطها بالنظام الآلي.

ج. تدبير أنظمة استطلاع وإعاقة متطورة ذات تقنيات عالية، لمواكبة التطور في العدائيات الجوية.

المصادر والمراجع

  1. “أسس الفن التعبوي الجوي”، كلية الحرب، أكاديمية ناصر العسكرية العليا، القاهرة.
  2. “الاستخدام الإستراتيجي للقوات الجوية”، مرجع تعليمي، أكاديمية ناصر العسكرية العليا، القاهرة، 2001.
  3. “الأمم المتحدة وأزمة كوسوفا”، مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام، القاهرة.
  4. “العدائيات العليا”، كلية الحرب، أكاديمية ناصر العسكرية العليا، القاهرة.
  5. “حلف الأطلسي وحرب البلقان”، مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام، القاهرة.
  6. أبو بكر محمد عبدالفتاح، “الأسلوب المقترح لمجابهة التطور العالمي للعدائيات الجوية”، بحث عسكري، الدورة 33، كلية الحرب، أكاديمية ناصر العسكرية العليا، القاهرة، 2010.
  7. أحمد أنور زهران، “موسوعة نظم وأساليب الحرب الحديثة”، وكالة الأهرام للتوزيع، القاهرة.
  8. إيهاب جاب الله، “أسلوب استخدام عناصر الدفاع الجوي لمجابهة العمليات الجوية على ضوء التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة”، بحث عسكري، الدورة 34، كلية الحرب، أكاديمية ناصر العسكرية العليا، القاهرة، 2011.
  9. جمال عادل الخطيب، “استخدام الطائرات المسيرة والمخفاة في الحروب المستقبلية”، بحث عسكري، كلية الحرب، دورة 26، الأردن، 2003.
  10. حمدي أحمد عبدالله، “استخدام وتأمين الطائرات الموجهة من دون طيار”، بحث عسكري، دورة 33، كلية الحرب ، القاهرة، 2009.
  11. حمود محمد فايز، “دور القوات الجوية في العمليات المشتركة الحديثة”، بحث عسكري، دورة 33، كلية الحرب، القاهرة، 2010.
  12. عماد نصر الدين شتا، “مجابهة العدائيات المحتملة ضد وسائل الدفاع الجوي والتوسع في وسائل الاستطلاع المختلفة (أقمار صناعية ـ نظم استطلاع وإنذار محمولة جواً)”، بحث عسكري، الدورة 35، كلية الحرب، أكاديمية ناصر العسكرية العليا، 2012.
  13. مجدي إبراهيم، “أنسب أسلوب لتنظيم الاستطلاع الراداري”، بحث عسكري، الدورة 34، كلية الحرب، القاهرة، 2011.
  14. محمد حلمي، “متطلبات تطوير الحقل الراداري”، بحث عسكري، دورة 32، كلية الحرب، القاهرة، 2009.
  15. محمد عبدالحليم أبو غزالة، “حرب الخليج”، القاهرة.
  16. محمد عبدالحليم أبو غزالة، “دروس الحرب الحديثة”، القاهرة.
  17. محمد عبدالحليم أبو غزالة،” درع وعاصفة الصحراء”، القاهرة، 1995.
  18. مكرم محمد، “التطور في العمليات الجوية الحديثة”، بحث عسكري فردي، دورة 32 كلية الحرب، القاهرة، 2009.
  19. شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).
  20. مجلة الدفاع الجوي، أعداد مختلفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى