قضايا فلسفية

دروز في التيه – أحمد طه الغندور

مقال بعنوان: دروز في التيه.

بقلم: أحمد طه الغندور.

 من منا لا يحب الشاعر الفلسطيني ” شاعر المقاومة ” سميح القاسم، أو يقرأ أشعاره ويردد أبياتاً منها، سميح الذي أنشد في قصيدته ” السلام “: ليغنّ غيري للسلام … فعلى روبى وطني وفي وديانه قُتل السلام.

سميح الذي أعتز بأسلافه الدروز وبانتمائه إليهم يصرح في قصيدته ” مازال ” قائلاً:

 دم أسلافي القدامى لم يزل يقطـــرُ منّي … وصهيل الخيل مازال، وتقريعُ السيوفْ

وأنا أحملُ شمساً في يميني وأطــوف … في مغاليــقِ الدّجى… جرحاً يغنـّي !!

وسميح ليس نموذجاً شاذاً من الدروز الأحرار الذين يفخرون بهويتهم القومية والوطنية كونهم عرب أقحاح وطائفة عريقة من طوائف الشعب الفلسطيني، فالسجون الإسرائيلية تشهد على العديد منهم، ولعل الذاكرة هنا تسعفني هنا باسم المناضل اللبناني الذي قضى في حب فلسطين، والذي أحبته فلسطين ” سمير القنطار”.

فكيف نقارن بين ” سميح وسمير ” وبين المدعو “محمود خير الدين” من قرية حورفيش الدرزية، وهو نائب قائد وحدة الكوماندوس “سييرت مجلان”، الذي قُتل بعد محاولته التسلل إلى خان يونس في عملية عسكرية احتلالية جبانة، كادت أن تُشعل حرباً تحصد أرواح الأبرياء، وأصيب فيها درزي آخر من قرية عوسفيا بجراح خطيرة وفقا لما ذكره المتحدث باسم جيش الاحتلال.

ما الذي يدفع هؤلاء إلى الركون إلى التيه، بل والاندفاع إلى الانتحار تحت “راية العدو” الذي اغتصب أرضهم ومزق هويتهم ووحدتهم، عن أية جنة يبحثون في اغتيال أبناء وطنهم؟

ما الذي يقودكم إلى هذا الهوان وهذا الانتحار، هل هذا ما يرد في “رسائل الحكمة” ؟!

هل هذا ما يعظكم به الشيخ الوقور ” موفق طريف ” الرئيس الروحي للطائفة وهو الذي حظي باحترام الرئيس عرفات، ويبادله الإجلال والاحترام؟!

لا أدري كيف تبررون لأنفسكم الأن الانضواء تحت راية ترفضكم!

هل فكرتم ولو لدقيقة واحدة، لماذا لا تكون القيادات اليهودية في رأس الحربة؟ هل دمهم أغلى من دم اليهود؟!

على ما يبدو أن ذلك صحيحاً!

هل شاركتم في انتفاضة الطائفة ضد ما يُسمى بقانون “القومية اليهودية”؟

هل لديكم أي شك بأنكم مرفوضون من نعمة “الانتماء” وأن الوطن في تعبيرهم هو لليهودي فقط!

أظن أن أقرب حل لديكم بات أن تتحولوا لليهودية، ربما تصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى، وأشك في ذلك إلا إذا اعتبرتم بأن “الفلاشا” مواطنين من الدرجة الأولى وهم حسب المُعلن يهود!

كفاكم إهانة لأنفسكم وعودوا إلى صوابكم، واستمعوا إلى حكمائكم، وانضموا إلى نواب الوزراء وضابط الجيش الذين قدموا استقالاتهم للحكومة العنصرية. واجعلوا الكلمات التي كتبت على اللافتة التي عُلّقت عند مدخل مقبرة قرية عسفيا محط أنظاركم، بل واسطروها في عقولكم وقلوبكم، حيث تقول: “إلى شُهداء حُرُوب “إسرائيل” الدُرُوز: سامحونا! لم نعرف كيف نُحافظ على الكرامة التي منحتُمونا إيَّاها. أرسلناكم وحوَّلناكم شُهداء من الدرجة الثانية” ـ حسبما ورد في اللافتة.

وأقولها بصدق لا شهادة لمن يقتل أبناء شعبه؛ خاصةً من خان أو تنكر لوطنه.

وأختم بما قال شاعرنا سميح القاسم في قصيدته ” الجنود “:

نحن على الحدود …  كالكلاب، كالقرصان

لا نعرف الهدوء … لا ننام

فاستقبلوه … استقبلوا السلام

عاش السلام … عاش السلام.

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى