دور منظمة الآسيان في النزاع على منطقة بحر الصين الجنوبي

اعداد :  عايدة مجدي عريان إسحق , شروق ممدوح محمد  –  إشراف : أ. د  إبراهيم منشاوي

  • المركز الديمقراطي العربي

مقدمة الدراسة:

تعتبر الصين الشريك التجاري لأكثر من 125 دولة في العالم وهي في وضع يسمح لها باستخدام النفوذ الاقتصادي لتحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية، وبالتالي يكون لديها وسيلة للتأكيد علي نفوذها في بحر الصين الجنوبي، كما أن المساعدات الصينية كان لها دور فعال في تقسيم أعضاء منظمة الآسيان حول النزاع.

قام النزاع بسبب أن بحر الصين الجنوبي يربط العالم البحري للشرق الأوسط بمنطقة شبه القارة الهندية بشمال شرق آسيا، ويساوي النفط من المحيط الهندي ومرور ببحر الصين الجنوبي حوالي ثلاثة أضعاف الكمية التي تعبر من خلال قناة السويس، وحوالي ثلثي إمدادات الطاقة لكوريا الجنوبية و60% لليابان تأتي عبر بحر الصين الجنوبي.

وبالإضافة إلى مركزية الموقع الذي يتمتع به، يحتوي بحر الصين الجنوبي على حوالي 7 مليارات برميل نفط كاحتياطي، وحوالي 900 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، فيما يعتقد الصينيون أن باطنه يحتوي على كميات من النفط تفوق أية منطقة في العالم باستثناء السعودية.

وبالاعتماد علي ذلك فإن الصين تتدعي السيادة علي منطقة بحر الصين الجنوبي وقد حاولت تأكيد حقوقها السيادية في المنطقة بطرق مختلفة، في حين أنه ترفض العديد من الدول ذلك منها: فيتنام والفلبين وبروناي وماليزيا وتايوان وإندونيسيا، وانخرطت الولايات المتحدة في هذا النزاع على أساس مسألة سلامة طرق التجارة البحرية ووجودها التاريخي وتحالفاتها مع الأطراف أخرى كما ان التجمع الاقليمي للدول المعروف باسم رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) له رأي مختلف في هذا النزاع.[1]

حيث أثرت ظروف النشأة و التطور على دور الآسيان السياسي حيث ركز قادة الدول الأعضاء في الآسيان جهودهم على دعم التعاون الاقتصادي و الصناعي و التجاري دون الانصراف إلى الشؤون السياسية لكن نظرا لعدم إمكانية الفصل بين ما هو سياسي و ما هو اقتصادي عمليا، فقد اضطر الآسيان إلى الخوض في المسائل السياسية التي بدأت بتأكيد وزراء الخارجية على حياد المنطقة و ظهر مفهوم منطقة السلام و الحرية و الحياد و سيطر هذا المفهوم على الاجتماع الوزاري الرابع للآسيان في 1971، و كذا اجتماع وزراء الخارجية في1971 وسعى وزراء الخارجية إلى إصدار إعلان عن عزمهم السعي إلى جعل هذا المفهوم جزءا من السياسة الرسمية للرابطة

حيث ان الولايات المتحدة واليابان ودول منظمة الآسيان التي أدانت الإجراءات الصينية العدوانية في بحر الصين الجنوبي فشلت في اتخاذ وسيلة فعالة ضد هذه السلوكيات العدوانية، مما يعمق الشك على فائدة منظمة الاسيان للأمن الإقليمي، الصين لديها استفادة من التأثير الاقتصادي على بعض أعضاء المنظمة للتلاعب في الاجراءات المتعلقة ببحر الصين الجنوبي ، يجب تحديد الترابط الاقتصادي مع الصين باعتباره أحد مصادر التأثير على منظمة الآسيان.

كما تم انتقاد طريقة الآسيان لكونها غير فعالة وخاصة منذ انضمام بورما إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا(الآسيان)، كما كان هناك نقاش طويل حول إمكانية حل النزاع في الجنوب حيث تدرك معظم الجهات الأعضاء في المنظمة بما في ذلك الصين أن الصراع يحتاج إلى نهج متعدد الأطراف.

وضح الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أنه يمكن أن يصبح بحر الصين الجنوبي مزعزع الاستقرار مثل فلسطين، وذلك انه على الرغم من أن الصين قد تجاوزت الحدود إلا أن هناك مصلحة جماعية في الحفاظ على السلام والاستقرار.

فإن هناك رؤيتين للنزاع في بحر الصين الجنوبي الأولي هي رؤية الصين للنزاع باعتباره نزاعا على السيادة والملكية، ومن ثم فإنه لا يخضع لقواعد معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار لسنة ١٩٨٢ ويخرج عن نطاق عمل المعاهدة، والرؤية الاخري هي رفض دول جنوب شرقي آسيا الرؤية الصينية وإصرارها على إعمال قانون البحار على النزاع.[2]

واندلعت مواجهات عدة في السنوات الأخيرة حول هذه الادعاءات المتباينة والمتقاطعة، كان اخطرها بين الصين وفيتنام كما اندلعت مواجهات بين الفلبين والصين لم تتدهور اي منها الى اطلاق نار او عنف خطير

حيث تفضل الصين المفاوضات الثنائية المباشرة مع الاطراف الاخرى، ولكن العديد من البلدان المجاورة يقولون إن حجم الصين وثقلها الاقتصادي والعسكري يمنحها تفوقا غير عادل في هذه المفاوضات.

وتحاجج بعض الدول بأن على الصين التفاوض مع منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، المنظمة الاقليمية التي تضم كلا من تايلاند واندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وبروناي ولاوس وفيتنام وميانمار (بورما) وكمبوديا، ولكن الصين تعارض هذا المنحى، فيما تنقسم منظمة آسيان فيما بينها حول سبيل حل الخلافات.

النزاع في بحر الصين الجنوبي أطرافه الصين من جهة والدول المجاورة من جهة أخرى، والنزاع مازال تحت السيطرة، فالصين التي تدعي ملكية الجزء الأكبر من البحر تبدي حرصاً على إقرار حقوقها التاريخية والقانونية، وفي الوقت نفسه منفتحة على التوصل إلى تفاهمات واتفاقات مع الدول الأخرى بصفتها الفردية، أو كأعضاء في الرابطة الاقتصادية لدول جنوب شرق آسيا (آسيان).
لكن الذي يهدد بخروج النزاع عن السيطرة هو تدخل الولايات المتحدة بصفتها دولة عظمى اقتصادياً وعسكرياً، بشكل مباشر أو غير مباشر في المسألة على الرغم من أنها ليست من دول المنطقة وهي تستخدم هذا التدخل لإثبات قوتها العسكرية، خاصة أنها منذ الولاية الثانية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، تبنت استراتيجية جديدة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، للضغط على الصين القوة الدولية الصاعدة التي تنافس الولايات المتحدة نفسها اقتصادياً.

حيث أنه منذ دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض ، تتعرض العلاقات الأمريكية الصينية لرياح ساخنة تكاد تتحول إلى أعاصير وحرب تجارية بسبب الموقف المتشدد الذي اتخذه ترامب من بكين، فهو مستاء بشدة من العجز التجاري للولايات المتحدة أمام الصين، وأعلن صراحة أن الصين تهاجم أمريكا بسلاح ردع غير تقليدي.[3]

وما يزيد في تعقيد الأمور في منطقة بحر الصين الجنوبي أن الدول الأخرى كرست سيادتها المفترضة بقوات وقواعد عسكرية، وبالنسبة إلى الصين، فإن استعادة سيادة هذه الجزر تعني استخدام القوة، وهو خيار تتردد بكين حياله كثيرا، فهي تؤمن بقوة الحق وتبتعد عن الحرب العدوانية وتميل إلى الحوار ، لكنها لا تتردد في استخدام حقها في الدفاع عن نفسها وفق القانون الدولي

شعبياً تواجه الحكومة الصينية ضغطاً لتأكيد سيادتها على مجالاتها البحرية بإقامة قواعد عسكرية ونشر قوات لحسم الأمر، لأن التراجع يعني تقدم العدو، وتحاول الولايات المتحدة التدخل بشكل يعكس انحيازها المطلق لليابان وتحريض الدول الأخرى في جنوب شرق آسيا ضد الصين.[4]

حيث نجد أن بكين اتخذت بشكل ملحوظ نهج يركز على السلطة لفرض سيطرة فعلية على النقل البحري، مما يثير الشكوك الإقليمية وحتى الخوف من الهيمنة الصينية، وانعكس ذلك في حادثة سكاربورو شول مع الفلبين في عام 2012 ، في حادث منصة النفط مع فيتنام في عام 2014 ، وفي استصلاح الأراضي على نطاق صناعي منذ عام 2014

ويتضح أن الصين لم تطور استراتيجية متميزة أو متماسكة تجاه بحر الصين الجنوبي ولكن تم تمثيل الجهات الفاعلة المتنوعة ومجموعات المصالح الذين يحاولون فرض فهمهم الخاص علي مواقع الصين وأدوارها في بحر الصين الجنوبي.

وعندما أصبحت دول جنوب شرق آسيا على دراية بوجود احتياطيات هائلة محتملة من موارد الطاقة في المنطقة، رسمت حكومة جمهورية الصين خريطة رسمية بخط يعرف باسم خط التماس تشمل معظم بحر الصين الجنوبي في عام 1947 وأصدرتها علنًا في العام التالي، أصبح هذا الخط أساس لمزاعم حكومة جمهورية الصين، ولكن هذا الخط أصبح مثار جدل كبير في نزاعات بحر الصين الجنوبي.[5]

وبالتالي تبحث هذه الورقة عن كيفية عملية إدارة الصراع في جنوب الصين والأدوار المحتملة للمؤسسات وخاصة منظمة الاسيان للحد من الاعتماد علي الصين وتقليل تصرفات الصين العدوانية ومحاولة منظمة الاسيان من تسوية نزاع البحر الصيني الجنوبي.

ثانيا_ المشكلة البحثية للدراسة:

تشهد منطقة بحر الصين الجنوبي صراعات من قبل قوتين عظيميين لبسط النفوذ علي المنطقة وهم الصين والولايات المتحده الامريكيه لدور المنطقة الاستراتيجي ولتخفيف التوتر والصراع تدخلت منظمة الآسيان لتحافظ علي السلم في المنطقة.

حيث تقع  منطقة بحر الصين الجنوبي على حدود جنوب الصين ومياهها موطن للعديد من الجزر والشعاب مرجانية وضفاف رملية، حيث أنه أهم ما يميز منطقة بحر الصين الجنوبي هو موقعها الاستراتيجي كطريق تجاري للنقل البحري وهذا أحد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الامريكية تنخرط في هذا الصراع من اجل حماية طريقها التجاري.

أظهرت السياسة الخارجية الصينية إرادتها لتوسيع سيطرتها في المنطقة ليس فقط في خطابتها ولكن من خلال مجموعة حازمة من السياسات والإجراءات الملموسة، نفذ شي جين بينغ منذ وصوله إلى السلطة سياسة دولية أكثر ثقة واستباقية، حيث ذكرأن “جزر بحر الصين الجنوبي كانت من أراضي الصين منذ العصور القديمة”، وأدى هذا التأكيد تجاه المنطقة البحرية إلى تغذية اهتمام واشنطن بالمنطقة، حيث أن دول الآسيان تري أن الولايات المتحدة ستكون ضامن لأمنهم وتأكيد قيادة المنظمة في آسيا لموازنة نفوذ صيني أكثر قوة.

لذلك تدور المشكلة البحثية حول تساؤل رئيس يتمثل في: ما هو طبيعة الدور الذي تقوم به منظمة الآسيان لتسوية نزاع بحر الصين الجنوبي وما مدي حزم دور المنظمة وما النتائج المترتبة علي هذا الدور؟

ويتفرع عن السؤال الرئيس عدد من الأسئلة الفرعية ومنها

  • ما هو الموقع الديمجرافي لمنطقة بحر الصين الجنوبي ؟
  • ما هي أسباب أزمة بحر الصين الجنوبي ؟
  • ما دور منظمة الاسيان والسياسات التي سوف تتخذها لمحاولة تسوية النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي ؟
  • ما هي الأدوات التي تستخدمها المنظمة لمحاولة تسوية النزاع ؟
  • ما هي النتائج المترتبة علي تدخل منظمة الآسيان في نزاع بحر الصين الجنوبي ؟

ثالثا_ أهداف الدراسة:

  • تحديد الأهمية الاستراتيجية والجغرافية لمنطقة بحر الصين الجنوبي.
  • توضيح طبيعة النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي والمراحل التي مر بها علي مدي السنيين، وأهم القضايا والازمات التي تعرض لها.
  • معرفة أسباب النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي وموقف الدول من هذا النزاع وتحليل التغيرات في سياسات الدول نتيجة له وما يمكن أن يترتب على هذه السياسات من مواقف اقليمية ودولية.
  • بيان حجم التهديدات التي تشكلها نزاعات الحدود البحرية للاستقرار الدولي والاقليمي، خصوصا في الممرات المائية ذات الأهمية الاستراتيجية للتجارة الدولية مثل بحر الصين الجنوبي.
  • توضيح دور منظمة الآسيان وتدخلها في النزاع سواء بطرق دبلوماسية أو طرق غير دبلوماسية.

رابعا_ أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الموضوع في تسليط الضوء على دور منظمة الآسيان والمنظمات الدولية في محاولة لتسوية وتخفيف حدة النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي، وهناك ميل في التركيز على الأهمية العملية والعلمية للدراسة.

ونجد أن الأهمية العلمية تتمثل في النتائج المترتبة علي تدخل منظمة الآسيان في تسوية النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي والتعقيدات التي تشهدها المنطقة اليوم، والمحاولات المختلفة التي بذلتها لجمع وتقييم الأدلة لدعم الحقائق من أجل الحصول على استنتاجات قوية تهدف إلى إختبار الفرضيات المتعلقة بالأسباب، وكانت الآسيان ثالث أكبر شريك تجاري للصين، وتدخلت في النزاع الصيني مع الأطراف الأخرى لتحقيق السلام والأمن الإقليميين.

وتم الأستعانة بمبادئ القانون الدولي لدورة الرئيسي في حل النزاع مع تحديد الدور الذي يؤديه مجلس السلام الآسيوي في حل النزاع، وأثر جماعة الأمن السياسي التابعة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا بغية التوصية بإمكانية إيجاد حلول للنزاع، وضمان التوصل إلي حل طويل الأمد للصراع.

أما الأهمية العملية تتمثل في الواقعية الدفاعية وهي عنصر أساسي في الواقع الدفاعي لتحافظ الصين على وجودها في المنطقة وسد الفجوة من خلال التطبيق المباشر للقدرات الدبلوماسية للآسيان لمعالجة القضايا في بحر الصين الجنوبي، بالإضافة إلى تحليل المعلومات وتوضيح الاهمية الجيوسياسية الاستراتيجية للمنطقة والقوانين الدولية والعرفية المتعلقة بالنزاعات ونقاط القوة والضعف لمنظمة الآسيان وتحديد لكل دولة المناطق البحرية التي يحق لها المطالبة بها وفقًا للقانون الدولي، وضرورة رسم الحدود البحرية بين الدول المشتركة، ومنع التدخل في الشئون الداخلية لكل طرف من الأطراف ونبذ التهديد بإستعمال العنف وحظيت التوترات الأمنية في شرق وجنوب شرق آسيا على اهتمام الخبراء علي مدى العقود الماضية.

خامسا_ الأدبيات السابقة:

تعد منطقة بحر الصين الجنوبي من المناطق الاستراتيجية المهمة، لذلك حدث بها العديد من الصرعات ومن أبرزها الصراع الصيني الأمريكي والصراع الاقليمي في المنطقة الاسيوية أيضا، وهذا دفع منظمة الآسيان للتدخل لتحافظ على سلام المنطقة وتظهر الأدبيات عن دور منظمة الآسيان في إدارة الصرعات وخصوصًا الصراع بين بكين وواشنطن.

ويمكن تقسيم الأدبيات المتعلقة بدور منظمة الآسيان في منطقة بحر الصين الجنوبي إلي محورين رئيسية: بحيث يتعلق الأول منها بالدرسات التي تناولت الصراع في منطقة بحر الصين الجنوبي، وأما المحور الثاني يتعلق بدور منظمة الأسيان في إدارة السلام في المنطقة.

المحور الأول: الدرسات التي تناولت الصراع في منطقة بحر الصين الجنوبي:

أظهرت مراجعة الأدبيات أن هذا المحور يوضح أهمية المنطقة الاستراتيجية لكل الدول المجاورة للمنطقة بجانب الصين وأمريكا ولذلك سوف نوضح أسباب الصراع بين أمريكا والصين علي منطقة بحر الصين الجنوبي، ونجد أن هناك درسات ركزوا على توضيح الأهمية الاستراتيجية لمنطقة بحر الصين الجنوبي والمنافسة الاستراتيجية الأمريكية والصينية في بحر الصين الجنوبي وكانت للمنطقة أهمية استراتيجية واقتصادية وسياسية لكلا الدولتين لذلك، ويمكننا تقسيم أدبيات هذا المحور الأول لاتجاهين يوضحوا أسباب قيام الولايات المتحدة الامريكية بإثارة النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي، والثاني يوضح أسباب النزاع الصيني في المنطقة.

(الإتجاه الأول): بالنسبة لتدعيات وتصور الصراع بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، نجد أن الولايات المتحدة دخلت في هذا الصراع بسبب الوضع السائد في المنطقة الآسيوية وهو صراع بين أنظمتهما السياسية حيث الصين بها نظام شيوعي إستبدادى مقابل أمريكا الرأسمالية الديمقراطية وبالاضافة إلي إختلاف أيدلوجيتهما ولذلك أرادت الولايات المتحدة السيطرة على منطقة جنوب شرق آسيا وخصوصًا بحر الصين الجنوبى.[6] كما ساعوا في الحصول على أكبر منافع في المنطقة مع محاولتهم في تضييق إمتيازات الطرف الأخر كما هدفت الولايات المتحدة إلى إتباع سياسة تهدف إلى إيجاد بيئة تعمها السلام والاستقرار ملتزمة بالقانون ولذلك يتعين على الولايات المتحدة أن تبذل جهودها لتحقيق التوازن ضد الصين لأن الصين لديها الافضلية القانونية في هذه المنطقة بسبب موقعها بجانب البحر لذلك قامت الولايات المتحدة بتضعيف مناوراتها مع الدول الساحلية وأخذت على عاتقها منع هيمنة الصين على منطقة بحر الصين الجنوبي.[7]

(الأتجاه الثاني): بالنسبة لتداعيات وتصور الصين في منطقة بحر الصين الجنوبي: نجد في المقام الأول أن بحر الصين الجنوبي بالكامل يدعي باعتباره أرضًا صينية وهذا وفقًا لقانون البحار عام 1982، فى أن كل الدول المطلة على بحر الصين الجنوبى لها الاحقية فى ممارسة حقوقها ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة بها لذلك ترغب الصين في حماية نفسها، [8]كما أن هناك دول تدعي على أساس تاريخي إمتلاكها للبحر بأكمله، لذلك تريد إستعادة مجالها ونفوذها وشرعيتها على المنطقة بطريقة مشروعية،[9]وكما يوجد إثبتات تاريخية وأجنبية على هيمنة الصين قديمًا على المنطقة ومارسة فيها أنشطة الصيد والانتاج كما إنها أول دولة تدير جزر بحر الصين وإعتبرتها جزء من إقليمها، لذلك تحمي الصين مصالحها وسيادتها في المنطقة بأمنها وتوصل المدافعة عنه بشتئ الطرق كما إنها مدركة أن إزدهار المنطقة يتوقف على سلام المنطقة بأكملها.[10]

ونجد في النهاية أن أدبيات هذا المحور وضحت أن مستقبل صعود الصين سوف يظل مفتوح العضوية وهذا ليس من الأمر السيئ بل من الأمر الذي يحفز علي تعزيز التبادل السلمي بينهم وخصوصًا بعد ما أظهرت الصين بأنها تريد أن تصبح عضو يحترم في آسيا وليس كمصدر تهديد لهم، ويتعين على الولايات المتحدة تعزيز علاقتها مع الصين بالرغم من رغبتها الملحة في الحفاظ على تفوقها العسكرى على الصين، ولذلك أكد هنرى كسينجر أن صعود الصين في المنطقة هزيمة إستراتيجية للولايات المتحدة وضارة للسلام الإقليمي، وهذا سوف يساعد على حدوث سباق تسلح ويزيد من تفاقم الصراعات بين الدولتين. ولكن هذه الدرسات لم توضح كيفية القضاء علي هذا الصراع أو تخفيف حدته بل وضحت فقط أسباب الصراع وما نحاول إستكماله في هذه الدرسات هو إقتراح حلول لدعوة للسلام في المنطقة.

المحور الثاني: دور منظمة الآسيان في إدارة الصراع في منطقة بحر الصين الجنوبي:

كان لوجود صرعات في المنطقة الأسيوية سببًا في رغبة العديد من الدول بإنشاء منظمة خاصة بهم، وكانت مهمة رابطة أمم جنوب شرق آسيا هو تعميم السلام ومنع الازمات، كما يركز على تكوين تكتلات إقتصادية وتعاون بينهم لتكون منأهم التكتلات الاقتصادية في العالم، لذلك وجدت من النزاع الصيني الامريكي سبب في التدخل لتمنع إثارة الحرب بين الدولتين وفي هذا المحور سوف نقسم الادبيات إلي اتجاهين.

(الأتجاه الاول): يركز هذا المحور على الدور الايجابى لمنظمة الآسيان في إدارة النزاع، حيث رأت منظمة الآسيان ضرورة التوصل لتفاوض بخصوص منطقة بحر الصين الجنوبي ولذلك وفرت منابر للحوار والتعاون [11]وبذلك كان دورها ميسر حينما تدعوها الدول لحل النزاع بينهم حيث إتدخلت إندونيسيا في النزاع بين الصين وأمريكا وفضلت المنظمة اللجوء لإتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار العام 1982.[12] وكان لتدخل هذه الرابطة عاملا أساسيًا في دخول الصين ومشاركتها مع الدول الاخرى وأعلن وزير الخارجية الصيني أن الصين تسعي للسلام وليس للحرب، كما وافق نائب رئيس الوزراء على ضرورة تسوية المطالبات المتضاربة وفقًا لقانون الامم المتحدة لعام 1982، كما إنه يسعي لتصدى للتحديات الأمنية غير التقليدية .[13] كما ونجحت منظمة الآسيان في حل النزاع الصيني الاقليمي وإتفقوا جميع الاطراف على إعتماد مدونة سلوك لبحر الصين الجنوبى والتحليق فوقه دون اللجوء للتهديد بالقوة وتمارس الصين سياسة ضبط النفس في مزاولة أنشطتها.[14]

أما (الأتجاه الثاني): الاتجاه السلبي للمنظمة على الرغم من تدخلها إلا أن النزاعات مازالت مستمرة وإستخدمت الصين قوتها الاقتصادية لحماية مصالحها وردت الفلبين بعدوانية على موقف الصين كما قامت بالاحتجاج على كل نهج الصين وقامت الصين بالرد بمنع الصادرات الزراعية للفلبين[15] ومن هنا تدخلت الولايات المتحدة ضد القوة الصينية لردعها عن الهيمنة في المنطقة ورفضت الصين تدخل الولايات المتحدة وفضلت التعامل الثنائي في الازمة لتستطيع الصين أن تضغط على الطرف الضعيف.[16] كما أضرت الممارسات الصينية الثقة بين الاطراف المتنازعة وأعاقت محاولات التسوية ومازالت الصين تمثل مصدر قلقل لجيرانها في المنطقة وكما أن هناك إنقسام داخل المنظمة بسبب المساعدات التي تقدمها الصين لبعض أعضائها .[17]

ونجد أن تدخل الولايات المتحدة أدى إلى إشتعال النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبى وتحول الصراع من دول شرق أسيا الاربعة إلى الولايات المتحدة التي رأت نفسها عنصر أساسي في التدخل لمنع هيمنة الصين على المنطقة وإستغلال الخيرات بمفردها، وهذا سوف يهيئ للمنطقة بمستقبل دموى إذا ظلت الصين والولايات المتحدة في نزاع ويعد هذا السيناريو من اخطر السيناريوهات في العالم، ولذلك إذا إستمرت الصين رافضة تدخل الولايات المتحدة يجب على منظمة الآسيان اللجوء لطرق مثل الامم المتحدة وهو محل ثقة وسوف تحتمها جميع الاطراف لتفادى تصادم الصين والولايات المتحدة .

سادسًا_ الإطار النظري:

النظرية الليبرالية:

تعتبر النظرية الليبرالية من أهم نظريات العلاقات الدولية، وهي نظرية متشعبة متعددة الروافد وتعترف النظرية الليبرالية بالفاعلين من غير الدول كالمنظمات الدولية والشركات متعددة الجنسيات كما تحلل أدوارها في العلاقات الدولية، كما تتفق الليبرالية مع النظرية الواقعية في بعض المظاهر وتختلف عنها في مظاهر أخرى، ومن أهم إسهامات النظرية الليبرالية نظرية المنفعة ونظرية السلام الديمقراطي وفكرة نهاية التاريخ ودور القانون الدولي ونظرية الاعتماد المتبادل، وعلى الرغم من كل ما قدمته النظرية الليبرالية من إسهامات في حقل العلاقات الدولية إلا أنها لم تسلم من بعض الانتقادات التي طالت فروضها الأساسية.

ولذلك فإن الفروض الاساسية لنظرية الليبرالية تتضمن الأتي:

  • تتساوى الدول مع غيرها من الفاعلين من غير الدول، فالفاعلين عابري القومية هم بمثابة كيانات مهمة في السياسة الدولية، فالمنظمات الدولية على سبيل المثال في بعض القضايا المحددة قد تكون فاعل مستقل في سبيل تحقيق مصالحها
  • كما نجد المنظمات غير الحكومية والمنظمات عابرة القوميات والشركات متعددة الجنسيات وكذالك منظمات حقوق الإنسان وجماعات الحفاظ على البيئة تلعب كلها أدوار في السياسة الدولية وفي بعض الاحيان يكون للأفراد دور أو تأثير هام.
  • يرى الليبراليون أن الاعتماد المتبادل الاقتصادي وغيره من أشكال الاعتماد المتبادل وأي صورة تربط الدول بغيرها من الفاعلين من غير الدول، إنما هو أمر يؤدي إلى تحديث سلوك الدول، وطالما أن العالم مرتبط بشبكة من الروابط المتعددة وليست اقتصادية فقط بل ثقافية وسياسية عابرة للقوميات، فإن أي كتابات حول الاعتماد المتبادل سوف تتجه إلى مناقشة عملية العولمة
  • وفي عالم تسوده ظاهرة العولمة يرى الليبراليون أن كل من الدول والمنظمات الدولية وغير الحكومية والشركات المتعددة الجنسيات بل والأفراد إنما يعملون في بيئة معقدة من التحالفات والروابط والشبكات.
  • تتسم القضايا الدولية في النظرية الليبرالية بالتوسع وبالتشعب، فالليبراليون يرفضون فكرة هيمنة القضايا الأمنية – العسكرية على السياسة الدولية ويرون أن الخطوط الفاصلة بين السياسات العليا والدنيا قد رسمت بصورة خاطئة، فالقضايا الاقتصادية والاجتماعية تتسم بالأهمية، بل قد يراها البعض قضايا أمنية من وجهة نظر مختلفة
  • وعلى العكس من الواقعية البنيوية في نظرتها للقضايا الدولية من أعلى لأسفل شأن الفوضى الدولية وتوزيع القوة وتأثير ذلك على سلوك الدولة يرى الليبراليون البيئة الدولية من الداخل إلى الخارج
  • النظرية الليبرالية ترفض سياسات القوة كمحرك وحيد في العالقات الدولية، وتري أن التعاون الدولي والمنفعة المتبادلة هي أساس العلاقات الدولية، وأن المنظمات الدولية والفاعلين من غير الدول هم من يحددون تفضيلات الدول والخيارات السياسية، ويعترف الليبراليون بالتفسيرعلى عكس الواقعيون.[18]

ولذلك يرى الليبراليون أن البشر يمكن الارتقاء بهم إلى درجة الكمال يرفضوا قول الواقعيين أن الحرب هي الشرط الطبيعي للسياسات العالمية، ويرى الليبراليين أن الدولة فاعل مهم في العلاقات الدولية، لكن إلى جانب وجود الشركات المتعددة الجنسيات والمنضمات الدولية الحكومية وغير الحكومية وحتى الجماعات الضاغطة لما لها من أهمية بالغة على الصعيد التفاعلات الدولية

سيتم الاستعانة بهذه النظرية لفهم واظهار دور المنظمات الإقليمية والدولية باعتبارها فاعل مؤثر في العلاقات، بالتأثير في مسار تطور هذه النزاعات الإقليمية في المتوسط، كدور منظمة الاسيان في تسوية نزاع بحر الصين الجنوبي[19]

سابعا_ الإطار المفاهيمي للدراسة:

تحاول هذه الدراسة أن تعرض مفاهيم وآليات العمل الدولي المشترك للتصدي للنزاعات المسلحة الدولية عن طريق محاولة التعرف على أهم أسباب نشوبها والعمل على التصدي لها ومعالجة آثارهاعلى السلم المجتمعي وستبدأ هذه الدراسة بالتعريف بمفهوم النزاعات المسلحة الدولية ولمحة تاريخية حول جذور المصطلح والتمييز بينه وبين مفهوم النزاعات ذات الطابع اللأهلي وكيفية التمييز بينهما وكذلك بعض الأمثلة الواقعية على نزاعات مسلحة دولية

ثم ننتقل الى توضيح مفهوم الآليات الدولية وكيف تم التعامل مع المفاهيم المنصوص عليها في الميثاق والمعاهدات الدولية ذات الصلة والتدابير والاجراءات المتخذة فيما يتعلق بالسوابق في مجال التصدي للنزاعات المسلحة الدولية والتي كانت قد صدرت أو اتخذت طبقا لتلك المواثيق والمعاهدات الدولية وقواعد القانون الدولي المنظمة لها.[20]

أولا النزاع:

هناك تعريف شامل للنزاع، ينطلق من كونه حالة تفاعل قائم على اللاتعايش بين فاعلين أو أكثر، حالة من التناقض و عدم التطابق في المصالح و الأهداف، قد تكون مصادر النزاع مادية (الموارد الطبيعية او الرقعة الجغرافية) أو معنوية قيمية ( الإيديولوجيا أو الهوية مثلا)

ويمكن تعريف النزاع بأنه تنازع الإرادة القومية للدول بسبب اختلاف الدوافع والأهداف والأفكار والموارد والإمكانيات مما يؤدي إلى اتحاد سياسات خارجية متعارضة مع بعضها، فالنزاع هو تصادم فعلي بين الأطراف المتنازعة بسبب تضارب مصالحها، كما انه يمكن تعريفه بأنه وضع اجتماعي ينشأ حين يسعى طرفان أو أكثر لتحقيق أهداف متعاكسة أو غير متلائمة

ثانيا النزاعات الدولية المسلحة:

النزاع الدولي عبارة عن تفاهم بين الدول حول موضوع واضح وقابل للدراسة الجذرية والتسوية وهو يختلف عن التوتر الدولي لان التوتر ياسم بالاتساع ويعتبر ظاهرة سياسية تماما لا تقبل التسوية السلمية ويكثر فيها التضارب الاساسي الهادف الي توسيع المطالب دون تحويل موازين القوي

يحدث النزاع نتيجة تقارب أو تصادم بين اتجاهات مختلفة أو عدم التوافق في المصالح بين طرفين أو أكثر مما يدفع بالأطراف المعنية إلى عدم القبول بالوضع القائم ومحاولة تغييره. فالنزاع يكمن في عملية التفاعل بين طرفين على الأقل ويشكل هذا التفاعل معيارا أساسيا لتصنيف النزاعات.

كما أن النزاع الدولي هو الخلاف بين اتجاهات دولتين أو أكثر حول مسائل أو قضايا محددة وهو خلاف حاد وتاريخي حول منافع محددة مثل حدود، مياه، أو ثروات طبيعية بين دولتين يكون موضوعها أحد المصالح الحيوية، وغالبا ما يكون النزاع بين الدول حول الحدود، ويتشعب النزاع أو يتقلص نظرا للتدخل الخارجي فيه.

إذن فالمقصود بالنزاع الدولي هو” الوضع الناشئ عن اصطدام وجهات النظر بين دولتين أو أكثر أو تعارض مصالحهما حول موضوع أو مسألة ما وبدت هذه الأمور للوهلة الأولى متناقضة بينهما ولكن في حالة التقارب بين الطرفين يمكن معالجة هذا الخلاف وحله سلميا بالطرق الودية والدبلوماسية.”

ويمكن تعريف النزاع الدولي بأنه صراع بين الأشخاص الدوليين لأسباب سياسية أو قانونية أو اقتصادية أو أيدولوجية حول نقطة ما تنتهي بالتصالح أو بالحرب.

وهذه النزاعات تكون ذات طابع قانوني او طابع سياسي ولذلك فإن الاجراءات القانونية تهدف الي تسوية النزاعات ذات الطابع القانوني اي ان الاطراف تثير مسائل قانونية أما الإجراءات السياسية او الدبلوماسية فأنها صالحة علي العموم للنزاعات ذات الطابع السياسي اي في الحالات التي يظهر فيها تضارب مصالح والنزاعات ذات الطابع السياسي لا تقبل التسوية عن طريق القضاء او التحكيم الدولي

ومن الملحوظ ان عدة نزاعات سياسية تنجم عن نزاع هو في الأصل نزاع قانوني فلا نري اي نزاع دولي لا يتضمن بشكل او بأخر نقطة من نقاط القانون الدولي

وهناك تدخل في الاختصاصات علي مستوي القانون الدولي حيث انه لا وجود لنزاعات سياسية ونزاعات قانونية بطبعها فهناك نزاعات يمكن ان تحل عن طريق حلول وإجراءات أخري وكل محاولة للتفريق نظريا بين النزاعات السياسية والنزاعات القانونية تنتهي بالفشل [21]

ثالثًا الآليات الدولية السلمية:

إن التسوية هي اتفاق بين المتنازعين على إنهاء النزاع بوسيلة سلمية، و يمكن تعريف التسوية بأنها الجهود المبذولة لمعالجة نزاع أو صراع قائم بين طرفين فأكثر

التسوية السياسية هي المفاوضات ومحاولات التوفيق بين أطراف النزاع بعيدا عن استخدام القوة ومن هنا فإن عناصر التسوية تتمثل في الأبعاد الآتية (عدد الأطراف المرتبطة بالنزاع وشمولية التسوية أو محدوديتها وعنصر الوقت في التسوية والأهلية القانونية لأطراف الصراع)

الاليات السلمية للتسوية تتضمن العديد من الاليات وهي :

المفاوضات: المفاوضات هي تدابير تتخذ من أجل تحقيق الأهداف الخارجية للدولة والمتعلقة بمسألة ما أي قيادة العلاقات الدولية بطريقة سلمية بعيدا عن النزاع والحروب  ولقد نص ميثاق الأمم المتحدة في الفصل السادس من المادة 33 بأنه يجب على أي أطراف لنزاع يمكن له أن يهدد الأمن و السلم الدوليين أن يقوموا بحله بالطرق السلمية كالمفاوضات والمساعي الحميدة والتحقيق والتوفيق والوساطة والتحكيم والمحاكمة القضائية

وتعتبر المفاوضات من أقدم الطرق في فض و تسوية المنازعات الدولية و أيضا أكثرها قبولاً من أطراف المنازعة ويعتبر التفاوض مرحلة أولى من مراحل الحوار بين المتحاربين وهو محادثات بين طرفين أو أكثر من أطراف الصراع بهدف الوصول إلى حل يرضي جميع أطراف الصراع

ولهذا فإن المفاوضات وسيلة لعرض الآراء ووجهات النظر المختلفة للخصوم بهدف تقريبها والخروج بحل يرضي جميع الأطراف التي قد تكون دول او دولة اومنظمة أي ثنائية أو متعددة الأطراف، كما أنها قد تكون مباشرة وعلنية أو غير مباشرة أو سرية

ثم الوساطة والتوفيق وهي من وسائل التسوية الدبلوماسية التي تحتاج إلى إشراك طرف ثالث بين الاطراف سواء للتوسط بينهم أو محاولة للتقريب بينهم، ويختلف التحقيق قليلاً عنهما كونه يسعى لإظهار الحقيقة أكثر من أي شيء أخر

تتشابه الوساطة مع المساعي الحميدة في كونها تهدف إلى تقريب وجهات نظر الخصوم المتنازعين وتختلف عنها كون الوسيط يشارك في المفاوضات خلاف المساعي الحميدة فالوسيط مقدم عرض الوساطة لا يشارك في المفاوضات

يتشابه التوفيق والمساعي الحميدة والوساطة من حيث محاولة جميع الأطراف المتنازعة ازالة فتيل التوتر، غير إن هذه الوسيلة غالباً ما تأتي من طرف قوي يساهم في دأب الصدع بينها و الضغط على طرفي النزاع بنية الوصول الى تسوية الصراع بينهما ، كما قد يتم اللجوء الى التوفيق بناء على رغبة الأطراف وباختيارهم وهنا يسمى بالتوفيق الاختياري أما إذا تم اللجوء إليه بضغط من طرف آخر أو التجاء الأطراف إليه بسبب وجود اتفاق مسبق بين أطراف النزاع فإن التوفيق في هذه الحالة يطلق عليه اسم التوفيق الإجباري[22]

ثًامنا المنهج:

يعد أنسب منهج لهذه الدراسة هو منهج الدور: لأنه مصطلح يشير إلى السلوك المتبع من الأفعال والقرارات التي تؤثر على الآخرين، وكان من رواد هذا المنهج هولستي وجون ديوي وجورج هربرت الذين طبقوا المنهج على العديد من القضايا التي تستلزم معرفة سلوك الدول تجاه هذا الموقف أو القضية وكان هدفهم إعادة الاعتبار لدور صناع القرار في العلاقات الدولية حتي يستطيعوا تقديم إطارًا تحليليًا عن القضايا، ولذلك تقوم الدراسة علي توضيح دور منظمة الأسيان في النزاع علي منطقة بحر الصين الجنوبي والسياسات التي تتخذها المنظمة لتخفيف حدة النزاع باستخدام منهج الدور الذي يساعد علي دراسة السلوك باعتباره دور سياسي تقوم به المنظمات والفاعليين الدولين وأنه يجب علي المنظمة حتي يكون دورها فعال يجب عليها التعرف علي طبيعة الظروف الخارجية المصاحبة لأداء هذا الدور ومدي إنعكاسها سلبا وإيجابا علي النتائج المحققة من هذا الأداء كما يجب مراعاة حجم قدراتها التي تؤهلها لهذا الدور حتي تخفف النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي.[23]

تاسعًا تقسيم الدراسة:

تنقسم الدراسة إلى ثلاث فصول:

ويأتي الفصل الأول بعنوان “الأهمية التي تتمتع بها منظمة الآسيان ومنطقة بحر الصين الجنوبي” ويشمل ثلاثة مباحث رئيسية: المبحث الأول الذي يتناول تعريف لبحر الصين الجنوبي والموقع الديمجرافي له والدول الموجودة حوله والمبحث الثاني الذي يدور حول أهمية منطقة بحر الصين الجنوبي وخاصة الأهمية الاستراتيجية والحيوية له، والمبحث الثالث يتعلق كيفية نشأة منظمة جنوب شرق أسيا (منظمة الأسيان) وتوضيح ميثاقها والدول المؤسسة لها

بينما يتناول الفصل الثاني “أسباب أزمة بحر الصين الجنوبي وتطورها التاريخي” في مبحثين حيث يتعلق المبحث الأول بأسباب حدوث الأزمة في منطقة بحر الصين الجنوبي وحدوث صراع بين الدول من أجل فرض سيادتها علي هذه المنطقة ويدور المبحث الثاني حول التطور التاريخي للأزمة في منطقة بحر الصين الجنوبي منذ حدوثها

ويتناول الفصل الثالث “دور منظمة الآسيان في تسوية النزاع في بحر الصين الجنوبي والنتائج المترتبة عليها” في مبحثين: المبحث الأول يوضح القرارات التي تتخذها منظمة الآسيان من أجل محاولة تسوية النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي أما المبحث الثاني فأنه يتناول النتائج المترتبة علي القرارات التي اتخذتها منظمة الآسيان لحل النزاع

الفصل الأول : الأهمية التي تتمتع بها منظمة الآسيان ومنطقة بحر الصين الجنوبي

التمهيد:

بحر الصين الجنوبي يعد أحد المناطق الاستراتيجية الهامة في آسيا والعالم، حيث يعتبر منطقة جيوسياسية ذات تأثير كبير في العلاقات الإقليمية والدولية، وبحكم تسمية المنطقة على الصين ووقوعها في المجال الإقليمي الصيني فإن الصين تولي أهمية كبيرة لهذا البحر باعتباره مجال حيوي في منظورها الجيوسياسي لاعتبارات كثيرة من بينها الطاقة والموانئ والمضائق البحرية، وربطة للعالم البحري للشرق الأوسط بمنطقة شبة القارة الهندية بشمال شرق آسيا، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تولي أهمية كبيرة لهذا البحر ساعية للتواجد به وإقامة علاقات تحالفية مع بقية الدول المتواجدة فيه حتي لا تنفرد الصين به وتؤثر على الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية.[24]

كما أن القارة الآسيوية تميزت بالتقدم في مختلف مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية نسبًا إلى إنها تضم أكبر نسبة سكان في العالم، ومهد هذا إلى المبادرة لعمل تكتل سياسي واقتصادى يتماشي مع متطلباتها وتحدياتهم في القرن الواحد والعشرين، ولذلك جاءت فكرة إنشاء منظمة الآسيان لتقوم في بدايتها على ضم خمس دول أعضاء ذات توجه مشترك لتكون في البداية تحالف سياسي يسعي لحل النزاعات بالطرق السلمية ولكنه تحول بعد ذلك إلى حلف اقتصادى يهدف إلى التنمية والنمو والتكامل الإقليمي والاقتصادي، واخذ يسعي لعدم قيام خلافات جديدة في المنطقة، وكان هذا وفقًا لإعلان بانكوك لعام 1976 الذي قام بتحديد أهم أهداف رابطة الآسيان، ثم انضمت العديد من الدول للرابطة وأصبحت القضايا الخلافية جوهر عملها ولذلك تم اللجوء للرابطة في قضية بحر الصين الجنوبي لحلها بالطرق السلمية.[25]

لذلك في هذا الفصل سوف نوضح الموقع الديمجرافي لبحر الصين الجنوبي وأهميته الأستراتيجية الحيوية له، كما أنه سوف نشرح نشأة منظمة الآسيان وميثاقها وأهدافها.

المبحث الأول: الموقع الديموجرافي لبحر الصين الجنوبي

يعد تحديد الموقع الجغرافي نقطة انطلاق مهمة بسبب ما يشغله هذا التحديد من أهمية في إبراز الموقع وما يمتاز به من عوامل الجوار الجغرافي، وبما أن تسمية بحر الصين الجنوبي ذات علاقة بالصين على الأقل من ناحية الاسم، فذلك يوضح ضرورة إبراز موقع الصين وعلاقته بالتسمية

بحر الصين الجنوبي هو أكبر بحر في العالم بعد المحيطات الخمسة، حيث تبلغ مساحته نحو 3.5 مليون كلم مربع، وهو يقع على الطرف الغربي من المحيط الهادي، ويشمل المنطقة الممتدة من سنغافورة إلى مضيق تايوان، تطل الصين على بحر الصين الجنوبي من جهة الشرق والجنوب الشرقي ولذلك تعد الصين من أطول الدول بإطلالة بحرية عليه من جهة الشرق بمسافة يبلغ ساحلها 18000 كم مربع من مصب يالو على الحدود الصينية – الكورية في الشمال إلى مصب نهر بيلون على الحدود الصينية – الفييتنامية في الجنوب، وتطل على بحار مهمة كثيرة تشغل قيمة استراتيجية عليا في العالم، ومن بينها: بحر بوهاي، البحر الأصفر، بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي والذي يعد أهمها من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للصين[26]

ويقع بحر الصين الجنوبي بالقرب من مقاطعات قوانغدونغ وقوانغشي وفوجيان وتايوان في الشمال، وينفصل عن بحر الصين الشرقي بالطرف الجنوبي لمضيق تايوان، و يفصله عن المحيط الهادي جزر الفلبين وتايوان منهم لوزون ومندورو وبالاوان في الشرق، وعن المحيط الهندي أرخبيل سوندا الكبرى في الجنوب حيث يحده من الجنوب بورنيو وشرق سومطرة وجزر بانغكا بليتونغ ، ويحد شبه جزيرة الهند الصينية واملاليو في الغرب ويربطه بالمحيطين الهادي والهندي قناة باشي و بحر سولو ومضيق ملقا وأهم جزره هاينان وهوانغيان ومجموعة الجزر الأربعة: دونغشا وشيشا وتشونغشا ونانشا ويعتبر خليج تايلند وخليج تونكين وبحر ناتونا أيضاً جزء من بحر الصين الجنوبي [27]

وتمثل مياه البحر جزء من المحيط الهادي ممتد من سنغافورة ومضيق ملقا في الجنوب الغربي إلى هونغ كونغ ومضيق تايوان في الشمال الشرقي، وتتشكل المنطقة من مئات الجزر والصخور والأرصفة البحرية، ويقع أغلبها في جزر سبراتلي وباراسيل، وبالموازاة مع الاعتراف بدورها البارز كتقاطع طرق للتجارة البحرية، ينظر إلى هذه المياه كحاضنة لمخزونات معتبرة من النفط والغازالطبيعي، وفي حين أن بحر الصين الجنوبي أكبر من حيث المساحة من الخليج العربي و بحر قزوين، إلا أنه يتشابه مع المنطقتين في جانبين حساسين وهما: كون ثرواته الباطنية موضوعا لمطالب وادعاءات متشابكة ومتعارضة من جهة، وكون الدول المعنية بهذه النزاعات البحرية تبدومستعدة لاستعمال القوة العسكرية للدفاع عما تعتبره مصالح حيوية لها في هذه المياه ويعتبر هذا البحر ثاني أكثرالممرات البحرية على مستوى العالم ازدحاما بالحركة ويمرعبره ثلث الشحن العالمي

حيث يحاذي هذا البحر العديد من أكثرالدول في قارة آسيا ديناميكية وقوة وتشمل الدول والأقاليم التي لها حدود على البحر كل من جمهورية الصين الشعبية، تايوان، الفلبين، ماليزيا، بروناي، إندونيسيا، فيتنام، كمبوديا، تايلاند، ماليزيا، سنغافورة، كما أن الأنهار الرئيسية التي تصب في بحر الصين الجنوبي تشمل اللؤلؤ، مين، جيولنغ، الأحمر، مكونغ، راجانغ، بهانغ، أغنو، بمبانغا، وباسيغ. [28]

المبحث الثاني: الأهمية الاستراتيجية لمنطقة بحر الصين الجنوبي

بحر الصين الجنوبي يضم مجموعة من الجزر ذات أهمية استراتيجية كبرى، كونها مداخل جغرافية لهذا البحر، والتهديد بإمكان إغلاقها يترك آثارًا سلبية جمة على الدول التي تعتمد على السفن في تجارتها، وفي ظل الإدراك المتنامي لأهمية بحر الصين الجنوبي لدى دول الإقليم والقوى الخارجية المؤثرة في العلاقات الدولية، حيث أن الموقع الجغرافي لبحر الصين الجنوبي كممر مائي مهم، ومرور ما يقرب من ثلث سفن شحن التجارة العالمية، ونصف النقل البحري عبره أدي لتحول البحر إلى واحدة من أهم النقاط الساخنة على خريطة التفاعلات الدولية، كما أنه يمكن توضيح الثروات الموجودة في المنطقة التي لها أهمية أستراتيجية

الثروات المعدنية والأتصالات:

بحر الصين الجنوبي يحتوي علي ثروات معدنية وسمكية، و يضم في أعماقه الكابلات الحيوية لخدمات الاتصالات الدولية، كل ذلك جعله محط أنظار الدول البعيدة والقريبة، وزاد من أهميته الأستراتيجية لأن السيطرة عليه يعد مدخل للتأثير في الأقتصاد الدولي كما انه يؤثر علي حركتي التجارة والملاحة العالميتين. [29]

معادن الأرض النادرة هي عبارة عن مجموعة من سبعة عشر عنصرًا كيميائيًا في الجدول الدوري، المعادن مهمة لأنها توفر مكونات حاسمة في التكنولوجيا وعلى الرغم من أنه لا يزال يتم تحديد مدى توفر المعادن في بحر الصين الجنوبي، فقد تم العثور مؤخرًا على رواسب كبيرة قبالة الساحل الشرقي لليابان، وقد استخدمت الصين في السابق احتكارها الافتراضي للمعادن لمعاقبة اليابان في نزاع جزيرة سينكاكو / دياويو

الاسماك وفقًا للدراسات التي أجرتها وزارة البيئة والموارد الطبيعية الفلبينية، يحتفظ بحر الصين الجنوبي بثلث التنوع البيولوجي البحري في العالم بأكمله ويوفر حوالي عشرة بالمائة من صيد العالم تشمل الأنواع البحرية الرئيسية هيرتيل، الماكريل الشوب، الأنشوجة، الجمبري، سرطان البحر والأسماك الصغيرة، ووفقًا لبعض التقديرات ، فإن 40 ٪ من المخزونات منهارة أو مستغلة بشكل مفرط و 70 ٪ من الشعاب المرجانية مستنفدة بشدة ويساهم الصيد الجائر والممارسات المدمرة مثل الصيد بالديناميت والسيانيد بشكل أساسي في هذا النضوب.

على الرغم من التركيز على احتياطيات الهيدروكربون ، يقترح بعض العلماء أن الخلافات حول حقوق الصيد قد ظهرت كمحرك أكبر للصراع. في الواقع، ويُنظر إلى حظر الصيد الصيني السنوي تحت رعاية حماية البيئة على أنه مجرد طريقة أخرى للمطالبة بالسيادة وبحر الصين الجنوبي مليء بسفن الصيد حيث أرسلت الصين وحدها 23 ألف قارب صيد في أغسطس من هذا العام بعد رفع الحظر السنوي.

الثروات النفطية والبترول:

بحر الصين الجنوبي يحتوي على احتياطات ضخمة من الطاقة أي من النفط والغاز تقدر بين 23 و30 مليار طن من النفط و16 تريأتيون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وقد تحول بحر الصين الجنوبي في السنوات الأخيرة إلى أحد أكثر خطوط النقل البحرية الدولية ازدحامًا، حيث يمر عبر مضائق: ملقا ولومبوك وسوندا، أكثر من نصف الشحن العالمي للسلع، ويمثل النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم والحديد أغلبية الشحنات العابرة، بحيث أن أكثر من 100 ألف ناقلة للحاويات وسفن تجارية أخرى تعبر تلك المضائق سنويًا، وتمر عبره غالبية إمدادات الطاقة المتجهة إلى كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، لذلك يعد متنفس الحياة لاقتصاديات شرق آسيا

البترول على الرغم من اختلاف التقديرات الإجمالية ، يتم الاعتقاد أن المنطقة تحتوي على احتياطيات نفطية لا تقل عن 7.7 مليار برميل مؤكد، مع تقديرات أكثر تفاؤلاً تصل إلى 213 مليار برميل، وإذا كان صحيحًا ، فإنه يعادل حوالي 80 في المائة من احتياطي النفط في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن بكين اقترحت أن جزر سبراتلي وباراسل قد تحتوي أيضًا على احتياطيات نفطية، إلا أنه لا توجد تقديرات موثوقة حول هذه المناطق أيضًا ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن هناك جائزة هيدروكربونية كبيرة في المنطقة.

غاز طبيعي قد يكون الغاز الطبيعي هو المورد الهيدروكربوني الأكثر وفرة والأكثر طلبًا في بحر الصين الجنوبي حيث تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي بحوالي 266 تريليون قدم مكعب وتشكل حوالي 60-70 في المائة من الموارد الهيدروكربونية في المنطقة في الواقع ، تحتوي معظم حقول الهيدروكربون المستكشفة في المناطق الاقتصادية الخالصة في بروناي وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام والفلبين على الغاز الطبيعي وليس النفط.

كما هو الحال مع النفط ، تختلف تقديرات موارد الغاز الطبيعي في المنطقة على نطاق واسع حيث أحد التقديرات الصينية يقدر احتياطيات الغاز الطبيعي بـ 2 كوادريليون قدم مكعب، على أمل أن تتمكن بكين من إنتاج 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا ومع ذلك، يقدر تقرير صيني آخر 225 مليار برميل من المكافئ النفطي في جزر سبراتلي وحدها. لذلك من الممكن افتراضيًا أن يبلغ إجمالي موارد الغاز على عكس الاحتياطيات المؤكدة في بحر الصين الجنوبي ما يقرب من 900 تريليون قدم مكعب وهذا يعادل كمية الغاز الطبيعي في قطر ، التي تمتلك ثالث أكبر احتياطيات في العالم[30]

ويأتي رفض الصين المطلق لأي تدخل خارجي في شؤون بحر الصين الجنوبي، بسبب تخوفها الناتج من محاولة الولايات المتحدة الأمريكية استغلال نفوذها في مناطق نفطية كثيرة من العالم، بهدف إحراجها والتأثير في مكانتها المستقبلية، وحرمانها من القيام بأي دور فاعل ومؤثر، وخاصة وأن استثمارها للثروات الواعدة في بحر الصين الجنوبي يقلل من اعتمادها على النفط المستورد من منطقة الخليج العربي بشكلٍ أساسي، إذ إنّ استيرادها للنفط من هذه المنطقة ارتفع من 39% في العام 1990 إلى 60 % في العام 2003 ويتوقع أن يصل إلى 80% في العام 2020.

سهولة حركة الملاحة:

حيث أنّ الترابط الجغرافي لمضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي جعلهما من أكثر الممرات الملاحية أهمية في العالم، إذ ينتهي مضيق ملقا من الناحية الجغرافية عند المدخل الجنوبي لهذا البحر، وخصوصًا بالنسبة لدول الإقليم التي تعد غالبيتها مستوردة للنفط، لذا فإن إغلاق مضيق ملقا يترك آثار سلبية على اقتصادات هذه الدول وتظهر الخشية الصينية من استغلال الولايات المتحدة لتفوّقها العسكري عبر أساطيلها البحرية الموجودة في المنطقة، لذلك تسعى جاهدة للعمل على ترسيخ أقدامها في مضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي.

وتزداد هذه الأهمية كونه أقصر الطرق التي تصل بين المحيطين الهادئ والهندي، من هنا ترى الصين ضرورة حمايته من أي قوى أخرى، سواء كانت إقليمية أو دولية، يمكن أن تتسبب في تعطيل حركة الملاحة فيه، ولا تقتصر أهمية بحر الصين الجنوبي على الصين وحدها، بل يعد من الأهمية لباقي الدول الإقليمية لتنمية اقتصادها فالفييتنام كانت تهدف إلى تحقيق زيادة بنسبة 7% في الحصة البحرية لاقتصادها بحلول العام 2020، والفيليبين تعد الربط البحري ضروريًا ليس لازدهارها فقط وإنما لوحدتها السياسية أيضًا، لذلك شجعت مواطنيها من سكان المناطق الساحلية على التجارة بحرًا.

وفي عام 2015 تصاعدت التوترات والنزاعات الاقليمية بصدد عائدية بحر الصين الجنوبي كونه يمثل شرياناً حيوياً للتجارة الدولية وتشكل ما يزيد على الناتج المحلي للهند واتحاد الآسيان، فالولايات المتحدة تدرك ان سيطرة الصين عليه واستغلالها لموارده يشكل خطر كبير بتقييد حركة السفن والتجارة التي تبحر عبره، فأهمية الممرات المائية بدأت تساعد في رسم الاستراتيجيات الشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتقنية  فهو يحتل أهمية كبيرة بسبب كثافة حركة السفن التي تحمل المواد الهيدروكربونية كالنفط من الخليج العربي الى دول جنوب شرق آسيا، ونظرا لأهميته الجيوستراتيجية تسعى الصين لحمايته بتحجيم وتطويق القوى التي تحاول خلخلة التوازن والاستقرار الاقليمي بفرض سيطرتها عليه، في الوقت نفسه تعمل الولايات المتحدة على تفعيل التحالفات الاقليمية واحياء دور الهند البحري لخلق حالة التوازن في القوة البحرية

الأهمية الأستراتيجية للجزر في بحر الصين الجنوبي:

كما تمتاز جزر بحر الصين الجنوبي بأهمية استراتيجية كبرى أيضا، ما جعلها محل نزاع بين دوله، لذا تحاول الصين السيطرة على الجزر الأكثر أهمية وهي: سبراتلي، براسيل، براتاس، ماكلسفيلد، وتتنازع عليها مع دول أخرى.

حيث مجموعة جزر سبراتلي تتوزع على أحد عشر إقليم على مساحة 1000كلم2، وانحصر فيها النزاع بين الصين وفييتنام، حيث وصل إلى حد الصدام العسكري وبنتيجتها أصبحت سبراتلي تحت سيطرة الصين، ومجموعة جزر براسيل وهي تتوسط المسافة بين الساحل الجنوبي لجزيرة هاينان وساحل فييتنام الأوسط وتتكون من عشر جزر وجروف صخرية، وتشغل مساحة 200كلم2، وقد أصبح هذا الأرخبيل تحت السيطرة الصينية بعد انتصارها على فييتنام في 1974.

وتحاول أطراف النزاع إثبات أحقيتها في هذه الجزر بادعاءات تاريخية، ونجد أن الصين في الموقع الأفضل حيث تعد أول من اكتشفها، ويشتد النزاع على جزر سبراتلي وبراسيل بشكل خاص نظرا لأهميتها وبنسبة أقل على جزر براتاس وقطاع ماكلسفيلد. [31]

ولذلك فإن مكانة بحر الصين الجنوبي الجيوستراتيجية جعلته يحظى بأهمية كبيرة، لاسيما وأن الصين بمرحلة نمو اقتصادي وتعمل على بناء قدراتها الاقتصادية وتعزيزها فهي بحاجة إلى إمدادات النفط والغاز الطبيعي الذي من شأنه أن يعزز إقتصادها وتأمين وتقوية وجودها الأمني فيه والسيطرة على خطوط الطاقة .

اما فيتنام فهي تناقض الإدعاءات الصينية بعائدية تلك الجزر لسيادتها وتؤكد أن الصين لم تدعي سيادتها على تلك الجزر قبل 1940 وأنها حكمت جزر باراسيل وسبراتلي منذ القرن السابع عشر، أما الفلبين تؤكد سيادتها على جزر سبراتلي بسبب قربها الجغرافي منها، وتدعي ماليزيا سيادتها على جزيرة سبراتلي ايضا وتدعي ماليزيا وبروناي سيادتها على بحر الصين الجنوبي على إعتبار أنها تقع في المنطقة الإقتصادية للدولتين في حين تتنافس كل من الصين والفلبين بصدد شعاب سكاربرة والتي تعرف بجزيرة هوانغين ولذلك ففي ظل تزايد اهميته بدات القوى الاقليمية الكبرى ببناء استراتيجيات ثابتة للتعاطي مع اهدافها البعيدة الامد باعتبارها اسس ثابتة في بنية الدولة[32]

المبحث الثالث: منظمة الآسيان

وعندما نتحدث عن منظمة جنوب شرق آسيا يجب أن نتعرف على نشأتها وأهدفها وأهميتها وأسباب نشأته لذلك سوف نقسم الفصل إلى عدة أجزاء منها:

أولًا: نشأة منظمة الآسيان:

تم إنشاء رابطة الآسيان في العاصمة التايلندية بانكوك لتكون حلف سياسى بين دول جنوب شرق آسيا، وذلك في يوم 8 أغسطس عام 1967م، وركزت في بداية نشأتها على مواجهة الشيوعية في جنوب شرق آسيا خصوصًا دولة فيتنام وكومبوديا ولاوس وبورما، وهدفت على التنسيق السياسى بين خمس دول وهم سنغافورة وتايلاند وأندونيسيا وماليزيا والفلبين ثم عام 1984م إنضمت إليهم بروناى ثم تحول هذا الحلف من حلف سياسى إلى تعاون اقتصادى إقليمي بين أعضائه وعملوا في إطار التعاون على توحيد سياسات التصنيع وتحرير التجارة بقوائم سلعية مع وضع وتنفيذ السياسات الوطنية لإحلال الواردات بهدف حماية الصناعات الناشئة، كما إتبعوا نمط تقليدى للتنمية وقاموا بإحلال الموارد الطبيعية محل الواردات لتطوير مواردهم البشرية، وكما إتبعت كل من ماليزيا وسنغافورة سياسات إنفتاحية على الخارج عن طريق الدخول في اتفاقيات استثمارية، ونجحت المنظمة في تكوين سياسة إدخارية استثمارية بدون الاعتماد على موارد الخارج ثم حدث بعد ذلك عام 1991م إنشاء منظمة التجارة الحرة التى فتحت الطريق إلى إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية ومن ثم إنتعش اقتصاد الآسيان. [33]

ميثاق منظمة جنوب شرق آسيا:

لقد تضمن الميثاق الإطار القانوني والمؤسسي لمنظمة الآىسيان، ودخل حيز التنفيذ عام 2008م وأصبح الميثاق ملزم لجميع أعضائه.

أهداف التى قامت عليها المنظمة: 

لقد قام إعلان بانكوك عام 1976م بتحديد أهم أهداف رابطة الآسيان المتمثلين في الآتي:

  • لقد سعت المنظمة إلى تسريع عجلة النمو الاقتصادى لتحسين مستوى المعيشة كما سعت لتشجيع التعاون النشط والمعونة المتبادلة في البحث والمجالات الاقتصادية والاجتماعية.
  • العمل على الحفاظ على السلام والاستقرار الاقتصادى والسياسى الإقليمي في مواجهة القوى الكبرى، واحترام العدل وسيادة القانون في علاقاتها مع دول الاقليم.
  • قيامها بعمل علاقات نافعة مع القوى الإقليمية والمؤسسات الدولية ذات المصالحة المشتركة.
  • وتعزيز الدرسات حول منطقة الإقليم وتعزيز التقدم الاجتماعي.
  • ربط واستخدام أنشطتها الزراعية والصناعية والتجارية وتوسيع مجالتهم بين دول الاعضاء بجانب تحسين النقل والأتصالات.

فهى ترغب في إقامة منظمة تجارة حرة بين مختلف أعضائها مع إلغاء كافة القيود الجمركية وغير الجمركية على تجارتها وتوثيق العلاقات مع الدول الأخرى كاليابان وكوريا الجنوبية وهذا يعد التعريف الحديث للتكامل الاقتصادى.

أما فيما يخص أهمية هذا التكتل: لقد إزداد أهميته في الاقتصاد العالمي وخصوصًا بعد تزايد معدلات النمو الاقتصادى وزيادة إسهامتها في التجارة العالمية وبذلك أصبحت متميزة عن اقتصاديات الدول النامية وهذا نتيجة لزيادة معدلاتها الانتاجية والزراعية وإرتفاع قيمة الصادرات مع إنخفاض نسبة التفاوت في الدخول وزادت نسبة الادخار المحلي والاستثمارى. [34]

المبادئ التى قامت عليها منظمة الآسيان:

لقد قامت على العديد من المبادئ في علاقتها مع أعضائها وذلك عام 1976 ونصت هذه المبادئ على:

  • الحاجة إلى تحقيق التعاون بين جميع الدول الأعضاء
  • اللجوء للسلام ونبذ الصرعات والتهديدات
  • اللجوء إلى السلم في حل النزاعات والخلافات
  • عدم التدخل في شؤون دول الأعضاء الداخلية
  • احترام الدول لسيادة واستقلال دول الاعضاء وسلامة الهوية الوطنية لجميع الدول
  • إعطاء الحق لكل دولة في قيادة دولتها بعيدًا عن التدخل الخارجي . [35]

ثانيًا: التحديات والآفاق التي واجهت منظمة الآسيان:

قامت منظمة الآسيان في بيئة صراعية وإنقسامات بين دول المنظمة حتى وصلت هذه الخلافات إلى خلافات عرقية حدودية ولكن الرابطة استطاعت خلق رؤى أمنية ونجحت أيضًا في الرابطة الاستثمارية في ظل نمو التهديد الفيتنامي السوفياتي وتصاعد النفوذ الصيني ومع شعور دول الرابطة بالخطر المشترك تمكنوا من بناء أساس إقليمي لتحقيق الأمن والرفاه الاقتصادى.

ولذلك يجب في ظل التحديات أن نتعرف على وظيفة المنظمة وعوامل نجاحها ومستقبل الرابطة في ظل هذه التحديات وهو ما سوف نعرضة في النقاط التالية:

وظيفة منظمة الآسيان:

تهدف المنظمة لتحقيق وظيفتين في غاية الأهمية لجميع أعضائها وهما :

  • الوظيفة الأمنية
  • الوظيفة الاقتصادية

ولكن لا يجب أن ننسي أن المنظمة في بدايتها كانت عبارة عن حلف سياسي لحل المشاكل السياسية الموجود في المنطقة الإقليمية .

الوظيفة الأمنية: لقد تكونت المنظمة ضمن ترتيبات الأمن الإقليمي، وظهرت الآسيان لتكون لأعضائها حافز في تكوين الثقة والتفاهم وتوحيد وجهة نظر دول الأعضاء في مفهوم الأمن الإقليمي، وخلقت المنظمة الثقة والتعاون بين دول الأعضاء ويسمي ب” العقل الجمعي”، ولكن المنظمة لم تهتم بالأساليب التقليدية للأمن الجماعي وكما أنها لم تنص على تحقيق الأمن وتفتقر المنظمة للآليات الرسمية لحل المنازعات وبذلك تكون المنظمة فشلت في تحقيق الوظيفة الأمنية، ولذلك إتجهوا لعمل حلف أمني عرف باسم محفل آسيان الإقليمي، ولكن أيضا هذا الحلف لم ينظم نص عن كيفية استخدام القوة في المنازعات بل اعتمد على مكانته الدبلوماسية العليا.

الوظيفة الاقتصادية: كان الانجاز الحقيقي للمنظمة في تنمية المجال الاقتصادى وتحسينة ونجحت المنظمة في تزويد معدلات التجارة بين دول أعضائها وإنشاء مشروعات مشتركة بينهم ولكن لم يتم إنجاز إلا القليل من هذه المشروعات ولم يتقيدوا الأعضاء بلوائح المنظمة وبل من ذلك زادت معدلات التبادل التجارى وحدث نمو في الأسواق المحلية وهذا شجع على جذب الاستثمارت الخارجية لأعضاء المنظمة، ثم ظهر الحاجة إلى تكوين سوق مشترك واتحاد المستهليكين فتم إنشاء منظمة التجارة الحرة وحدث فيها تخفيض للرسوم الجمركية، وساعد هذا على تعميق التعاون الاقتصادى بين الدول وفتحت الطريق للانفتاح على الدول الكبرى وجذبهم وتكوين علاقات تجارية واستثمارية بينهم.[36]

الخلاصة:

إن أهمية منطقة بحر الصين الجنوبي الاستراتيجية قد جعلت الصين والولايات المتحدة الأمريكية تدخلان في نزاعات وتصادمات من أجل الهيمنة على هذا المجال الجيواستراتيجي الهام، والعمل على عدم سيطرة طرف واحد عليه بما يهدد مصالح الآخر،كما أنه سوف تصبح منطقة جنوب شرق آسيا في السنوات القادمة مجال للتصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، نظرا للصعود الصيني في النظام الدولي مقابل تراجع الهيمنة الأمريكية، كما نجد إن أحد أهم الأهداف الصينية هي حماية أمنها البحري وإقامة تعاون أعمق مع دول منطقة جنوب شرق آسيا ككل.

ونجد أن هدف الآسيان يتمركز في نمو اقتصادى وتعزيز التعاون التجارى والاستثمارى والصناعى بجانب الحفاظ على استقرار وأمن المنطقة، وتعد هذه الرابطة سببًا في انفتاح أعضاء على العالم الخارجي وأصبحت قادرة على المنافسة مع الدول الخارجية وأصبحت تقدم إنتاجية تخدم السوق العالمي وأصبح هذا التكتل الآن محور إهتمام العالم بعد تحوله من تكتل صغير إقليمي يواجه ضغوطات خارجية ويضم دول نامية إلى نموذج تحتدى به الدول النامية.

الفصل الثاني : أسباب أزمة بحر الصين الجنوبي وتطورها التاريخي

تمهيد:

يعد بحر الصين الجنوبي نقطة تلاقي المصالح المتنافسة على نطاق دولي. ولذلك نجد هناك العديد من العوامل التي جعلت الصراع يتحرك ويأخذ دور النزاع، ومنها الموارد الطبيعية والمكاسب الاستراتيجية للسيطرة على المنطقة، وكانت مناطق الخلاف هي جزيرة سبراتلي وجيرة باراسيل والحدود البحرية في خليج تونكين بجانب العديد من الأماكن الأخرى، وفي اطار الصعود الصيني المتنامي أصبحت الصين مهددة للأمن والسلام الإقليمي وهذا لطموحات الصين التوسيعية الكامنة في إعادة تنظيم قوتها حتي تصبح قوة عالمية قادرة على المنافسة عالميًا وإقليميًا وهذا سيشكل تحديًا للولايات المتحدة الأمريكية وخصوصًا مع إستمرار الصين في تحديث قوتها العسكرية بجانب عدد من دول الإقليم، ومع التواجد الأمريكي في المنطقة أصبحت المنطقة أكثر توترًا وأن المناخ العام ينذر بقيام حرب عالمية.[37]

وفي مقابل ذلك توجد خلافات حادة بين الدول المطلة عل بحر الصين الجنوبي حول حقوق السيادة وهذا من شأنه يترتب عليه تبعات قانونية فيما يتعلق بالممارسات المختلفة للأنشطة العسكرية، التجارية، البحرية، الاقتصادية، والسياحية، وادعت الصين سيادتها على 80% من مساحة البحر وهذا عن طريق الحجج التاريخية والجغرافية لتبرير سيادتها على المنطقة، ومن جانب أخر ترفض الدول الآخرى المطلة على البحر هذا الادعاء ومنها الفلبين وفيتنام وإندونسيا وتأكيدهم على عدم شرعية الحجج وقروا اللجوء للمحاكم الدولية والاحتكام إلى القانون الدولي للبحار.[38]

وكانت هذه الخلافات لها تاريخ عريق لا يمكن القول: أن هذه النزعات نشأت حديثًا ولكنها ناتجة عن سلسة من الاضطرابات في العلاقات بين الصين وبعض دول آسيا المطلة على البحر ولذلك في هذا الفصل سوف نوضح الأسباب المختلفة التي تسببت في تصاعد الخلاف بشأن بحر الصين الجنوبي ومع توضيح التطور التاريخي لهذه القضية وسوف نوضح لك من خلال مبحثين أساسيين يوضحوا الأسباب التي أدت للصراع والتطور التاريخي للنزاع في المنطقة.

المبحث الأول: أسباب النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي

لقد تسارعت دول العالم على منطقة بحر الصين الجنوبي وحدث تنافس وصراع بين الدول الأقليمية وهذا يلفت الأنظار الدولية إلى أهمية هذا الموقع الذى حظى بأهتمام جغرافي وسياسي وخصوصًا التي تقوم بدراسة الواقع السياسي وتفاعلتهم على الموقع الجغرافي المتميز وتعد الصين من أطول الأطلالات البحريه عليه من جهات الشرق حيث تبلغ مساحتها 18000 كيلو متر مربع، ويوجد بها مصادر الطاقه والنفط والغاز وكانت حجم احتياطاتهم تبلغ 30 مليار طن من النفط و16 تريليون متر مكعب من الغاز بجانب أحتوائه على احتياطي من الثروات المعدنية والسمكية ويوجد في أعماقه كابلات للإتصالات الدولية، بالاضافة إلى ذلك وجدت به أربع جزر ذات أهميه استراتيجيه وهم دونغشا وهي الجزر الشرقيه وناشا وهي الجزر الجنوبية وتشونغشا وهي الجزر الوسطى وشيشا أو الجزر الغربية وحدث تنافس وصراع على أهمية هذا الموقع ودوره الكبير والمؤثر في حركه التجارة والملاحة العالمية، ودعت الصين إنها تخضع لسيادتها 80 % على البحر إلا أن باقي الدول رفضت هذا الأدعاء وتنافسوا للحصول على نصيب من هذا البحر ذا الأهميه الكبيره وسيطرت الصين على جزيرتين وهم جزر سبراتلي وبراسيل التي وجدت أنهم يحتوي على الطاقه وهذا رفضته الفلبين وفيتنام لأن الفلبين أخذت جزر سبراتلي لقربها الجغرافي منها وكذلك ماليزيا التي دعت سيطرتها على سبراتلي وصارت هذه الصراعات في ما بينهما لذلك لجأوا الى المحاكم الدولية وقانون الامم المتحده للإحتكام على الموقع عام  1982 م .[39]

وبالرغم من التنافسات الدول الإقليمية دخلت الولايات الامريكية إلي ساحة التنافس بعدما أدركت أهميه هذا الموقع الجيبوليتكية لعسكرياتها وتجارتها وكما أدركت أن منطقة بحر الصين الجنوبي مفتاح للمسطحات المائية المحيطة به لذلك دخلت الولايات المتحدة بشكل فردى و تحالفات مع إستراليا واليابان، وكانت الصين تسعي جاهدة في السيطرة على جزء كبير من البحر لذلك سعت لتعزيز تسلسلها الهرمي ونشر التكتيكات البرية فيه واتبعت سياسة معتدلة فعالة في استغلال الثروات الموجودة في البحر وأشارت  الصين أن الموارد الهيدروكربونية يتم استغلالها من قبل الدول بصورة تثير القلق وهذه التسلسلات تشكل نقطة سقوط للقوة الامريكية في منطقة المحيط الهادى، وصعود الصين التي إرتقت ووصلت في المرتبة التانية من الناحية الاقتصادية بعد الولايات المتحدة الامريكية وتحول الإقليم الاستراتيجي إلي بؤرة للصراع والتنافس بين القوى العالمية وهذا لأعتبارات جيوستراتيجية لكونها تجمع مصالح الدول الكبرى.[40]

تعد منطقة بحر الصين الجنوبي من المناطق التي تشهد أزمة كبرى تكاد تتحول لنزاع بين العديد من الدول، ففي البداية كان النزاع بين كلاً من الصين والفلبين وتايوان وفيتنام وماليزيا وبروناى على من يفرض سيطرته وسيادته على منطقة بحر الصين الجنوبى وتصاعدت التوترات بعد أن قامت الصين بالإدعاء بأن لديها سيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر وقامت ببناء الجزر الصناعية وسيرت دوريات بحرية في مياهه، وهذا أزعج الدول المطلة على البحر، وتدخلت الولايات المتحدة التي اتهمت الصين بالعسكرة وتبادل الاتهامات بين الطرفين.

ويظهر السبب الرئيسي للخلاف حول السيادة على مياه البحر والجزر المطلة عليه حيث قامت الدول بإدعاء سيادتها على جزر باراسيل وسبراتلي بجانب الصخور والشعاب المرجانية مثل سكاربره والكثبان الرملية، وهذا الخلاف تصاعد لأحتواء هذه المنطقة على احتياطات الموارد الطبيعية والثروات المعدنية مقارنتها بالمناطق المجاورة، بالأضافة إلى أن هذا البحر يعد ممر ملاحي مهم وبه ثروة سمكية هائلة، لذلك نشرت الصين عام 1947 خريطة تظهر فيها أن السلسلتين يقعن ضمن حدودها وأن حقوقها في هذه المناطق تعود لعدة قرون وفرضت سيطرتها على منطقة تدعى “بخط الخطوط التسع” وهو ممتد لمئات الاميال في شرق وجنوب جزيرة هاينان الواقعة في جنوب الصين، ولكن فيتنام رفضت ذلك وقالت أن الصين لم تسيطر على المنطقة إلا عام 1940 ومن قبل ذلك كانت واقعه تحت سيادتها منذ القرن السابع عشرة وأنها لديها الإثبتات والوثاق الضرورية لدعم إدعائها ولكن الفلبين تدعي سيادتها على السلسلتين بسبب قربها الجغرافي وهذا عمق من الصراع ثم بعد ذلك حدث نزاع بين الصين والفلبين من أجل بسط الصين والفلبين سيادتها على الشعب المرجانية” شعب سكاربره” التي يطلق عليها الصين جزيرة هوانغيان فهي تبعد عن الصين مسافة 800 كيلومترا و160 كيلومترا عن الفلبين.

كما ظهر ادعاء من جانب كلا من بروناى وماليزيا بأن منطقة بحر الصين الجنوبي تقع ضمن منطقتيهما الاقتصادية وهذا وفقًا لما عرفها ميثاق الامم المتحدة فيما يتعلق بقانون البحار، كما تدعي ماليزيا أيضا أن بعض من جزر سبرتلى تعود لها، ولكن أخطر المواجهات كانت بين الصين وفيتنام والفلبين والصين.

ومن المواجهات التي حدثت في منطقة بحر الصين الجنوبي أنه قامت الصين بالسيطرة على جزر باراسيل، وحدثت مواجهات بين الصين وفيتنام أنتهت بمقتل أكثر من 70 عسكرى من الفيتناميين،  وفي عام 2012، حدث مواجهة بحرية بين الصين والفلبين على شعب سكاربره وانتهت باتهام بعضهما بعض بانتهاك السيادة، خربت الصين منصتي استكشاف فيتناميتين في أواخر عام 2012،  بينما في عام 2013، قررت الفلبين رفع دعوى في محكمة التحكيم الدائمة بموجب ميثاق الامم المتحدة ضد الصين لتطعن ضد الادعاءات الصينية، وحدث تصادم بين الفيتناميين والصينيين مرة أخرى عام 2014، نتيجة قيام الصين بقطر منصة استخراج النفط في منطقة قريبة من جزر باراسيل وكل هذه الصراعات تحدث في هذه المنطقة بسبب أنها عنية بالنفط حيث يقدر أنه يحتوي بحر الصين الجنوبي على 17.7 بليون طن من النفط الخام [41]

كما أن مصادر أخرى ترى أن الاحتياطيات المؤكدة من النفط في بحر الصين الجنوبي قد تصل 7.5 بليون برميل وتطلق الصين على بحر الصين الجنوبي لقب “البحر الفارسي الثاني” وتخطط شركة الصين للاستكشاف البحري لإنفاق 30 بليون دولار أمريكي في الأعوام العشرين القادمة لاستغلال النفط في المنطقة، بانتاج يقدر بنحو 25 مليون طن متري من النفط الخام والغاز الطبيعي كل سنة

وحرصت الولايات المتحدة على استغلال بؤر النزاع بين الصين وجيرانها لإحباط سعى الصين لاكتساب مكانة إقليمية, وطالبت الصين الولايات المتحدة بعدم التدخل في الأزمة إلا أن الولايات المتحدة تهدف لمنع سيطرة الصين على المياة الدولية لأنها سوف تهدد وجودها في آسيا وحركتها التجارية في المنطقة إلا أن الصين قامت بعمل عدة سياسات لمواجهة التهديد الأمريكي ومنع الولايات المتحدة من السيطرة على المنطقة ومنها: قيام الصين بتعزيز وجودها العسكرى طويل المدى لتطوير أسطولها البحرى، بهدف استعادة جزيرة تايوان، وتكون قواتها موازنة للوجود العسكرى الامريكي في المنطقة، لذلك وضعت الصين صواريخ كروز مضادة للصواريخ الأمريكية مع جانب بنائها للمنشآت العسكرية والمدنية في المنطقة، وهذا كله لكى تكون قوة ردع للنفوذ الامريكي إذا حاول السيطرة على المنطقة وردع الصين، وأيضا اشترت الصين أيضًا حاملات للطائرات الجاهزة ولكنها ستكون ضعيفة ضد أى مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك لجأت الصين لتزويد قوتها في الغوصات لانها تعد تهديدًا للحاملات الأمريكية وغيرها من السفن السطحية وبنت الصين غفر السواحل حتي تكون في مأمن عند حالة نشوب صراع مسلح مع الولايات المتحدة الأمريكية لأن مقاتلاتها السطحية ستكون في خطر وقامت بتأسيس أيضًا مليشيات بحرية باسم الرجال الزرق الصغار وتضم مئات سفن الصيد لتنفيذ عملياتها الاستطلاعية والاستخبارتيه في المناطق المتنازع عليها وسلحت الصين حرس الحدود الواقع على الحدود البحرية الصينية بالأسلحة الثقيلة وبذلك تكون الصين مأمنه نفسها ضد أى مواجهة مع أى من دول النزاع.[42]

المبحث الثاني: تطور الصراع حول بحر الصين الجنوبي

في الفترة الممتدة من عام 1900 وحتى بداية الحرب العالمية الأولى، لم نشهد اهتمامًا كبيرًا من قبل الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي أو القوى العظمى، ولم يحصل أي صدام دولي حوله، إلا أنّه بعد ذلك شهد العديد من النزاعات والصدامات بين فرنسا وألمانيا واليابان باتخاذه قواعد بحرية أو مراكز لخطوط إمداداتها.

عمدت الدول المطلة على هذا البحر إلى تقديم الأدلة التي تثبت ادعاءاتها حول السيادة على هذه الجزر: فالصين تدّعي أن تلك المناطق سُلبت منها عبر اتفاقيات غير عادلة، وأن جزر سبراتلي كانت جزءًا مندمجًا فيها لحوالي ألفي عام، وفي العام 1947، وضعت خريطة تفصيلية لحدودها ذات 11 خطًا، وتمت مراجعتها لتصبح تسعة خطوط تؤشر لسيادتها على جزر باراسيل وسبراتلي. ولكن فييتنام ردت بأحقيتها في ملكية تلك الجزر، عبر القول إن الصين لم تدعي ملكيتها على هذه الجزر قبل العام 1940، بينما اعلنت فييتنام ذلك منذ القرن السابع عشر، والفيليبين هي الأخرى تدعي السيادة على السلسلتين، متخذة من قربها الجغرافي لسلسلة سبراتلي سبب كاف لأحقيتها، كما تدعي كلا من ماليزيا وبروناي سيادتهما على منطقة في بحر الصين الجنوبي، وتقولان إنها تقع ضمن منطقتيهما الاقتصاديتين كما عرفهما ميثاق الأمم المتحدة حول قانون البحار.

وبحلول مايو 1939، احتل اليابانيون جزر باراسل وسبراتلي خلال الحرب العالمية الثانية، واستخدمت امبراطورية اليابان الجزر في بحر الصين الجنوبي لأغراض عسكرية مختلفة وأكدت أن الجزر لم يطالب بها أحد عندما سيطرت البحرية الإمبراطورية اليابانية عليها وبعد الحرب اضطرت اليابان الإمبراطورية إلى التخلي عن السيطرة على الجزر الواقعة في بحر الصين الجنوبي في معاهدة سان فرانسيسكو لعام 1951 والتي لم تحدد الوضع الجديد للجزر، وقدمت جمهورية الصين الشعبية مطالبات مختلفة للجزر خلال مفاوضات معاهدة عام 1951 وأزمة مضيق تايوان الأولى عام 1958

كما أن اتفاقيات جنيف لعام 1954، التي أنهت حرب الهند الصينية الأولى، منحت سيطرة فيتنام الجنوبية على الأراضي الفيتنامية والتي تضمنت جزر باراسل وسبراتلي، وفي عام 1974 عندما بدأ انتصار فيتنام الشمالية في حرب فييتنام، استخدمت جمهورية الصين الشعبية القوة العسكرية في جزر باراسل واستولت على جزيرة ياجونج ومجموعة الهلال من الشعاب المرجانية من جنوب فيتنام، أرادت حكومة جمهورية الصين الشعبية منع جزر باراسيلمن الوقوع تحت سيطرة فيتنام الشمالية، كما أن الولايات المتحدة قدمت، في خضم الانفراج مع جمهورية الصين الشعبية، وعدًا بعدم المشاركة لجمهورية الصين الشعبية، وفي النصف الأخير من السبعينيات، بدأت الفلبين وماليزيا بالإشارة إلى جزر سبراتلي على أنها مدرجة في أراضيها وفي 11 يونيو 1978، أصدر الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس المرسوم الرئاسي رقم 1596، معلنا الجزء الشمالي الغربي من جزر سبراتلي كأراضي فلبينية.[43]

ثم تطورت الادعاءات إلى صدامات عسكرية في بحر الصين الجنوبي ما بين 1988و1999 والتي نصنفها إلى صنفين، وهما:

الصنف الأول: النزاع بين الصين ودول بحر الصين الجنوبي، حيث شهدت عدة صدامات، ففي العام 1988 اصطدمت الأساطيل البحرية الصينية والفييتنامية على رصيف جونسون في جزر سبراتلي، ونتج عن ذلك غرق بضعة زوارق فييتنامية، كذلك أودى بحياة 72 بحارًا فييتناميًا، وتجدد الصدام بينهما في العام 1992، حيث عمدت الصين إلى مصادرة 20 سفينة شحن فييتنامية تنقل البضائع من هونغ كونغ، وفي العام 1994 نشبت مواجهة بينهما في المياه الإقليمية المعترف بها دوليًا لفييتنام فوق منصات استكشاف النفط، وفي العام 1995 اصطدمت الصين مع الفيليبين عند احتلالها رصيف “الأذي والدي” الذي تدعي الفيليبين أحقيتها فيه وتقيم عليه موقعًا عسكريًا، وفي العام 1999 قدّمت الصين احتجاج للفيليبين بسبب هجوم سفينة مدفعية فيلبينية على قوارب صيد صينية. وفي العام نفسه أطلقت زوارق ماليزية النار على سفينة صيد صينية وتجدد النزاع بينهما في العام 1996 عبر حصول اشتباك بالمدفعية لمدة ساعة ونصف قرب جزيرة كامبوس

الصنف الثاني: هو صدام دون وجود الصين، حيث حدث إطلاق نار في العام 1995 من طرف المدفعية التايوانية في “آيتوآبو” على سفينة إمدادات فييتنامية. بينما حصل اصطدام بين الفيليبين وفييتنام عامَي 1998و 1999  عبر إطلاق الفييتناميين النار على قارب صيد فيليبيني قرب رصيف “تننت”، وعلى الرصيف ذاته أطلقت الفييتنام النار على طائرة استطلاع تابعة للقوات الجوية الفيليبينية، وفي العام 1999 كاد أن يحصل صدام بين ماليزيا والفيليبين فوق رصيف تحتله ماليزيا في سلسلة “سبراتلي” [44]

وعلى الرغم من محاولة الصين صبغ الصراع في بحر الصين الجنوبي بالصبغة الثنائية، عبر تمسكها بالمفاوضات وبمبدأ حسن الجوار وعدم استخدام القوة في حل النزاعات، رغم القدرات العسكرية المتفاوتة، إلا أن هذا النزاع شهد تحول من النزاعات الثنائية إلى الصراع العالمي، وذلك لسببين هما:

  • الأول توقيع ما عرف بـ”مدونة السلوك” في العام 2002 التي تتيح معالجة النزاع في إطار رابطة الآسيان، أي إضفاء الطابع الإقليمي على هذا النزاع.
  • الثاني تدخل الولايات المتحدة الأميركية في النزاع والعمل على تدويله بدءًا من العام 2010.

من هنا نجد أن مرحلة ما قبل العام 2002 اتسمت بغياب الصفة الدولية عن النزاع، بحيث ظل محصورًا في نطاقه الثنائي بين الصين وكل دولة من الدول المتنازعة على بحر الصين الجنوبي، مع استمرار كل دولة بتأكيد حقوقها التاريخية والقانونية في ملكية الجزر والمناطق المتنازع عليها

كما أنه شهدت الفترة الممتدة بين العامَين 2002 و2010 محاولة إيجاد إطار إقليمي لمعالجة النزاع، وهو ما تحقق عبر توقيع مدونة السلوك في 2002 خلال القمة الثامنة لرابطة الآسيان، وذلك بهدف تخفيف حدة الصراع، خاصة بين الصين والفيليبين. حيث تعهدت الأطراف الموقعة على المدونة الالتزام بأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، والالتزام بالبحث عن وسائل بناء الثقة عبر الطرق السلمية، من خلال الآتي:

  • تطبيق مبدأ المساواة والاحترام المتبادل، والالتزام بحرية الملاحة والطيران في منطقة بحر الصين الجنوبي وفق مبادئ القانون الدولي.
  • التشاور والتفاوض المباشر من دون اللجوء أو التهديد باستخدام القوة.
  • الامتناع عن القيام بأي أنشطة من شأنها تعقيد النزاعات وتصعيدها أو التأثير في السلام والاستقرار، بما في ذلك التوطين في الجزر غير المأهولة.
  • التعاون الطوعي في عدد من المجالات، مثل حماية البيئة البحرية، والبحث العلمي، والجريمة المنظمة.

أما المرحلة من العام 2010 لعام 2016 فقد شهدت تغير حاسم في تاريخ النزاع وإعطائه الصبغة الدولية، عبر التحول المهم في موقف الولايات المتحدة الأميركية، التي عبرت عنه وزيرة الخارجية الأميركية “هيلاري كلينتون” خلال مشاركتها في المنتدى الإقليمي للآسيان، بتشديدها على ما يأتي

  • ضرورة تسوية النزاع لما له من أهمية على الاستقرار الإقليمي وإيجاد آلية لذلك.
  • احترام القانون الدولي، من حيث ضمان حرية الملاحة والنفاد إلى المناطق المائية الآسيوية المشتركة، والتي تمثل مصالح أساسية للولايات المتحدة الأميركية.

هذه السياسة الأميركية شجعت الفيليبين على تقديم شكوى ضد الصين إلى محكمة التحكيم الدولية الدائمة في لاهاي، والذي جاء حكمها لصالح الفيليبين، الأمر الذي رفضته الصين لمنع أي تدويل للنزاع والتمسك بالمفاوضات الثنائية ، والتعاون الإقليمي وفق مدونة السلوك الموقعة في العام 2002.

وجاء رفض الصين الأعتراف بالمحكمة ونتائجها والإصرار على البعد التاريخي ببعض الحجج منها:

إن قرار المحكمة المؤيد للفيليبين لا يتوافق مع الاتفاقيات الدولية الموقعة، وخاصة اتفاقية باريس بين أميركا وإسبانيا في العام 1898، وغيرها من الاتفاقيات التي أُقرت وحددت جميعها الحدود الغربية الفيليبينية الإقليمية،

وتنافي التحكيم مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار الموقعة في العام 1982، والتي تنص على احترام حق الدول الموقعة عليها في اختيار سبل حل النزاع، وبالتالي لا يحق للفيليبين منفردة اللجوء إلى التحكيم، كما أكدت مدونة السلوك على حل النزاعات عن طريق المفاوضات المباشرة، ولجوء الفيليبين إلى التحكيم شجع دولًا أخرى مثل أندونيسيا على التهديد باللجوء إليه أيضًا لحل خلافاتها مع الصين.[45]

كل ذلك هدف إلى توجيه رأي عام عالمي لمحاصرة السياسة الصينية في منطقة بحر الصين الجنوبي، وهذا ما دفعها إلى تحصين قدراتها العسكرية هناك، عبر إنشاء قاعدة بحرية لأسطولها، ما أسهم في انطلاق سباق تسلح بين الدول الإقليمية، يتضح في الآتي:

  • قامت فييتنام المعروفة بتقاليدها البحرية برفع مستوى تحديث برنامجها العسكري على الرغم من صعوباتها الاقتصادية، فحصلت على فرقاطتين وكاسحتي ألغام وعشرة قوارب هجومية من روسيا.
  • اشترت ماليزيا في العام 2009 غواصتين من طراز “سكوربين” لرفع قدراتها على حماية مياهها.
  • تخطط أندونيسيا لبناء 12 غواصة بحلول العام 2024 وشراء غواصات كورية جنوبية من طراز شانبوغو، والحصول على غواصات روسية من طراز كليو.
  • أما الفيليبين فلا تتمتع بقدرات عسكرية حقيقية للدفاع عن المناطق المتنازع عليها، ولكنها تعتمد على اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية لحماية مصالحها في تلك المناطق.
  • يبدو أن هناك اختلاف كبير في موازين القوى لصالح الصين، التي نما إنفاقها العسكري متأثر بقضية تايوان، والتنافس الاستراتيجي مع الهند، وتطور الوجود الأميركي في الباسفيك، والشعور باتساع الفجوة التكنولوجية بين القوة الصينية ومثيلاتها الغربية عامة، وهذا السباق إلى التسلح الناتج من النمو الاقتصادي لمعظم دول جنوب شرق آسيا، يضع المنطقة في نطاق خطر [46].

الخلاصة:

من خلال معرفتنا للعديد من الأسباب التي ساعدت على حدوث الصراع وتصاعد التوترات، نري إنها تؤثر بشكل كبير على العديد من المناطق، وأن التوترات المتصاعدة بشأن الصين تفقد نفوذها على منافسيها الأقوياء، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، كما ساعدت على كشف المصالح والانقسامات المتضاربة بين الدول.

وتعد أهمية منطقة بحر الصين الجنوبي جعلت التنازع وارد بين الدول وأصبح التعامل الأمريكي مع ما يسمى بالأزمة الآسيوية يمثل تحديًا لوضعها المستقبلي وخصوصًا بعد لجوء إندونيسيا لها وصعود الصين التي طورت من قدرتها العسكرية لتصبح منافس قوي لها، ولكن منطقة بحر الصين الجنوبي تشهد حالة من الاستقرار من التقلب وعدم والاستقرار من حين لآخر ولذلك يجب أن يكون هناك جزء من المرونة في التفاوض حتي يستطيعوا أن ينهوا النزاع بأقل الخسائر الممكنة ولذلك سوف نتناول في الفصل الثالث دور منظمة الآسيان في محاولتها لإنهاء الخلاف بين أعضائها والصين فيما يخص منطقة بحر الصين الجنوبي والقرارات التي سوف تقوم بالإعلان عنها لتسوية هذا النزاع.

الفصل الثالث : دور منظمة الآسيان في تسوية النزاع في بحر الصين الجنوبي والنتائج المترتبة عليها

التمهيد:

تمكنت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) منذ تأسيسها في عام 1967، من مواجهه العديد من التحديات الأمنية الإقليمية، إن صراعات الحرب الباردة في فيتنام وكمبوديا والنزاعات الإقليمية بين الدول الأعضاء مثل ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وتايلاند وكمبوديا تثير قلق الآسيان منذ فترة طويلة، حيث أنه في القرن الحادي والعشرين تهيمن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي على الأجندة الأمنية لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، فإن الاضطرار إلى التوفيق بين المصالح الوطنية المتنوعة وطموحات الدول الأعضاء المكونة لها من أجل تقديم جبهة إقليمية متعاونة هو أمر صعب للغاية.[47]

ولذلك في هذا الفصل سوف نوضح موقف الآسيان بشكل فردي أو جماعي في تعاملها مع النزاعات البحرية لمعرفة إذا سياستها وقراراتها ستؤثر في حل الخلاف بين دول أعضائها والصين أم ستجعل الوضع كما هو، ولذلك يجب التعرف على قرارتها حتي نستطيع التطرق للنتائج المترتبة على هذه القرارات وخصوصًا في ظل اتباع الرابطة لهيكل فضفاض وقواعد ثابتة.

المبحث الأول: القرارات التي تتخذها منظمة الآسيان من أجل محاولة تسوية النزاع في منطقة بحر الصين الجنوبي

ترى الدول الأعضاء في أي منظمة إقليمية مصالح مختلفة في أي قضية معينة، وهي مشكلة ابتليت بها منظمة الآسيان أثناء تعاملها مع مشكلة بحر الصين الجنوبي، على الرغم من الاعتراض الأولي القوي من قبل الصين، تمكنت الآسيان من وضع النزاع على جدول أعمال المنظمة وادعت بعض النجاح في التعامل مع الصين بشأن قضية سبراتلي وتُظهر الهوية الجماعية لرابطة دول جنوب شرق آسيا أيضًا خطوة مهمة في طريق الآسيان كجسر لبناء الثقة والأمن بين بروناي وماليزيا والفلبين ومع ذلك، يبقى جوهر النزاع في بحر الصين الجنوبي هو السيادة الإقليمية وليس قضايا قانون البحار.

كما دخل دور الآسيان في نزاعات سبراتلي مرحلة جديدة مع الخلاف بين الصين والفلبين في منطقة ميشييف ريف، زعماء الآسيان عازمون على عدم السماح للجدل أن يعيق هدفها النهائي المتمثل في إنشاء منطقة سلام وحرية وحياد في جنوب شرق آسيا والتنمية الاقتصادية التي ستولدها. في هذا السياق، يعتقد بعض المراقبين أن الآسيان يجب أن تتخذ موقفًا موحدًا ضد الصين من أجل إقناع الصين بحل القضية سلميًا ومتعدد الأطراف اي الامتناع عن اتخاذ إجراءات من شأنها زعزعة استقرار المنطقة [48]

وبالنسبة لبعض المحللين فإنه لا يوجد لدى الآسيان أي موقف رسمي بشأن نزاعات بحر الصين الجنوبي، وهذا الاستنتاج بأن المنظمة في الواقع لا تتخذ موقفًا يتطلب بعض التفسير، خاصة في مواجهة الإدعاءات المستمرة من قبل قادة الآسيان التي تؤكد على مركزية الآسيان في معالجة قضايا الأمن الإقليمي، ويمكن القول أن الآسيان قد اكتسبت مكانًا للعب دور مركزي في البنية الإقليمية ليس فقط من خلال كونها مركز لمبادرات التكامل الاقتصادي في المنطقة، ولكن أيضًا من خلال قدرتها على توفير المنصة للحوار السياسي والاقتصادي والمشاركة

في عام 1992 ، لم ينحاز الإعلان الأول لرابطة أمم جنوب شرق آسيا بشأن بحر الصين الجنوبي إلى أي جانب وبدلاً من ذلك أكد على عدم استخدام القوة وحث جميع الأطراف، سواء كانت هذه الدول أعضاء في الآسيان أو الصين على ممارسة ضبط النفس ودعت جميع المطالبين إلى اعتماد هذا الإعلان والالتزام بمبادئ معاهدة الصداقة كأساس لوضع مدونة لقواعد السلوك

تم التوقيع على إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي من قبل جميع وزراء خارجية الآسيان ومبعوث الصين الخاص في نوفمبر 2002، وفي عام 2004 اتفقت الآسيان والصين على خطة عمل ومبادئ توجيهية للتنفيذ في عام 2011

وبعد ذلك تم صياغة مبادئ الآسيان ذات النقاط الست بشأن بحر الصين الجنوبي الصادرة في 20 يوليو 2012 في محادثات بالي والتي تنص علي إعادة التأكيد على التزام الآسيان بما يلي:

  • التنفيذ الكامل للإعلان بشأن سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي عام 2002
  • والالتزام بالمبادئ التوجيهية لتنفيذ الإعلان المتعلق بسلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي عام 2011
  • الإبرام المبكر لمدونة قواعد السلوك الإقليمية في بحر الصين الجنوبي
  • الاحترام الكامل لمبادئ القانون الدولي المعترف بها عالميا، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982
  • استمرار ممارسة ضبط النفس وعدم استخدام القوة من قبل جميع الأطراف
  • حل المنازعات بالوسائل السلمية، وفقا لمبادئ القانون الدولي المعترف بها عالميا[49]

إجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في هانوي وضح إن للولايات المتحدة مصلحة وطنية في حرية الملاحة، والوصول المفتوح إلى المشاع البحري في آسيا واحترام القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي كما أن منظمة الآسيان أعربت عن دعمها لعملية دبلوماسية تعاونية فيما يتعلق بالنزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، وهذا يتعارض بشكل مباشر مع تأكيد الصين بأن بحر الصين الجنوبي يمثل مصلحة أساسية ومما زاد التوتر التدريبات البحرية والجوية المشتركة التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في البحر الأصفر في يوليو وأغسطس 2010

لم يحقق اجتماع الآسيان والصين في نوفمبر 2012 في بكين أي تقدم وبدلاً من ذلك أكد البيان المشترك بين الآسيان والصين التزام كل من الآسيان والصين ببدء المحادثات لصياغة مدونة سلوك ملزمة، على الرغم من عدم وجود أي نتائج ملموسة دافع الأمين العام السابق رودولفو سيفيرينو عن أداء الآسيان فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي حيث كان يري أن الآسيان تعمل كمجموعة في المسألة التي يكون لجميع أعضائها، وليس المطالبين الأربعة فقط، مصلحة فيها وتجري الآسيان كمجموعة مناقشات مع الصين بشأن بحر الصين الجنوبي في عدد من المنتديات حيث إن المخاطر كبيرة بالنسبة لرابطة دول جنوب شرق آسيا فإن بحر الصين الجنوبي قضية رئيسية في قلب منطقة الآسيان وإن عدم معالجة الآسيان لهذا الأمر سيضر بشدة بمصداقيتها ويجب ألا تنحاز الآسيان إلى أي طرف بشأن المطالبات المختلفة، ولكن عليها أن تتخذ وتعلن موقفًا محايدًا وتطلعيًا إلى الأمام ويشجع الحل السلمي للقضايا [50]

الاختلافات بين الدول المطالبين والدول غير المطالبين داخل رابطة أمم جنوب شرق آسيا تعني أن طريقة الآسيان طويلة الأمد المتمثلة في اتخاذ القرارات المنهجية البطيئة على أساس الإجماع والتشاور والإجراءات تتعرض لضغوط كبيرة، وفي أواخر عام 2012 ، حذر الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أن بحر الصين الجنوبي يمكن أن يصبح مزعزعًا لاستقرار آسيا مثل فلسطين بالنسبة للشرق الأوسط، وفي عام 2013، طلبت الفلبين من محكمة دولية في لاهاي الاستماع إلى حججها ضد أنشطة الصين كما أن قمة الآسيان لم تستخدم اسم بحر الصين الجنوبي في بيان مشترك الذي يدعو إلى احترام سيادة كل دولة والقانون الدولي

بناءً على ما سبق قررت الصين تخفيف موقفها تجاه الآسيان کمجموعة واتخذت سياسات دبلوماسية تجاه عدد من الدول في المنطقة من خلال مواقف أکثر إيجابية فعلي الرغم من تمسکهم بمبدأ حل القضية من خلال التفاوض مع الأطراف المعنية مباشرةً والجهد المتواصل لتجنب تدويل القضية، تعهد القادة الصينيون بإجراء مشاورات مع دول جنوب شرق آسيا لتجنب تصاعد التوترات والحفاظ على علاقات التعاون بين الصين والآسيان، والتحول إلى مرحلة الصراع المحتمل، وقد حظيت هذه المبادرة بالترحيب على نطاق واسع في المنطقة بإعتبارها خطوة مهمة بالنظر إلى أن الصين کانت قد رفضت من قبل أي جهود من جانب أعضاء الآسيان وحلفائهم الغربيين، وعلى الأخص الولايات المتحدة

كما أنه قد قدمت بکين سلسلة من التدابير الجذابة لمجموعة الآسيان، دافعة من أجل تکامل أقوى مع الاقتصادات الإقليمية ومن بين الجهود الصينية الرامية إلى التأکيد على التعاون والحلول السلمية لإصلاح العلاقات الإقليمية:

  • تعزيز دور الصين کشريك إقليمي رئيسي
  • تعزيز التعاون بين الصين – الآسيان من خلال انشاء منطقة التجارة الحرة، وتوسيع قنوات الاستثمار والتمويل لتعزيز العلاقات.
  • محاولة بکين تعزيز علاقاتها الثنائية بعدد من أعضاء منظمة الآسيان مثل الدول العالقة في نزاعات إقليمية مع الصين مثل ماليزيا وبروناي وفيتنام، ذلك من خلال تقديم حزم اقتصادية
  • التأکيد على وجهة نظر بکين حول التعاون بينها وبين دول الآسيان، إلى جانب صداقة الصين مع عدد من الدول الفردية في المنطقة، يعتبر المفتاح ليس فقط لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الصين والمنظمة الإقليمية

كما أنه يمکن ملاحظة محاولة منظمة الآسيان إقامة توازن بين التهديدات والمصالح التي تشکلها الصين، لأن فرص الأعمال والتجارة التي توفرها هذه الدولة الصاعدة، بالإضافة إلى دعوات بکين لبناء شراکة استراتيجية شاملة، تبدو واعدة على المدى الطويل أكثر من تدابير المساعدة التي تقدمه اليابان والتي يمکنها القيام به.

فبيان بکين الصريح بدعم الحوار مع دول رابطة دول جنوب شرقي آسيا حول اتفاقية مکافحة التصحر، يعد خطوة مهمة إلى الأمام تساهم في خلق بيئة أکثر ملاءمة لتسوية متعددة الأطراف للقضية، ومع ذلك تحتاج بکين إلى مواصلة المشاورات بينها وبين الآسيان بشأن لجنة مکافحة الإرهاب بطريقة تعزز وتقوي الثقة المتبادلة، من خلال التفاهم المشترك والحل الوسط.[51]

في النصف الأول من عام 2017 ، التقى مسؤولو الآسيان والصينيين ثلاث مرات لمناقشة مدونة قواعد السلوك لبحر الصين الجنوبي، وفي 27 فبراير ، اتفق الجانبان على الخطوط العريضة الأساسية لمسودة الإطار

  • والهدف الأول من المدونة هو “إنشاء إطار عمل قائم على القواعد يحتوي على مجموعة من المعايير لتوجيه سلوك الأطراف وتعزيز التعاون البحري في بحر الصين الجنوبي” ولذلك من المحتمل أن تكون مدونة قواعد السلوك لبحر الصين الجنوبي النهائية طوعية وغير ملزمة
  • الهدف الثاني هو “تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون والثقة ، ومنع الحوادث ، وإدارة الحوادث في حالة حدوثها ، وخلق بيئة مواتية لـتسوية المنازعات بالوسائل السلمية،
  • والهدف الثالث هو “ضمان الأمن والسلامة البحرية وحرية الملاحة وأكدت الأطراف في الإعلان بشأن سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي أيضًا احترامها والتزامها لحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، ويؤكد الاهتمام من بعض دول الآسيان أن النزاع يهدد بتقويض حرية الملاحة

من مبادئ مدونة سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي ان المدونة ليست أداة لتسوية النزاعات الإقليمية أو قضايا ترسيم الحدود البحرية، حيث أن الدول الأعضاء في الآسيان لم تمنح المنظمة تفويضًا لحل النزاع لا يمكن أن يتم ذلك إلا من قبل المطالبين أنفسهم، إما من خلال التحكيم القانوني أو المفاوضات السياسية، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، والمبدأ الثاني هو الالتزام بـمبادئ ميثاق الأمم المتحدة و المبدأ الثالث هو الالتزام بالتنفيذ الكامل والفعال لاتفاقية التنوع البيولوجي، التي سبق أن وافقت عليها الآسيان والصين، والمبدأ الرابع هو احترام استقلال كل طرف وسيادته وسلامة أراضيه وفقًا للقانون الدولي ، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهذا البند جديد على الرغم من أنه يكرر المبادئ واحد وثلاثة ويستخدم التكرار لتعزيز أهمية هذين المبدأين في إدارة العلاقات بين الآسيان والصين خاصة في ضوء عدم التناسق المتزايد في القوة بين الصين ودول جنوب شرق آسيا

الجزء الثالث والأخير من إطار العمل هو البنود النهائية له خمسة أهداف وهي تشجيع الدول الأخرى على احترام المبادئ الواردة في مدونة سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي وضرورية وجود آليات لرصد التنفيذ ومراجعة المدونة وطبيعتها ودخول المدونة حيز التنفيذ.[52]

في 6 أغسطس 2017 في مانيلا، صادق وزيرا خارجية الصين ورابطة أمم جنوب شرق آسيا على إطار العمل الخاص بمدونة قواعد السلوك لبحر الصين الجنوبي وتمت الموافقة على إطار العمل في وقت سابق من قبل اجتماع كبار المسؤولين بين الآسيان والصين بشأن تنفيذ إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي في قوييانغ، وفي 19 مايو 2017 قام القادة الصينيون بتقديم بيانهم المشترك الذي تأخر بسبب الخلافات بين بعض أعضاء الآسيان حول كيفية وصف النزاع وقال وزراء خارجية الآسيان إنهم يريدون تبني إطار العمل الذي من شأنه أن يسهل العمل من أجل الانتهاء على جدول زمني متفق عليه بشكل متبادل، وصفت وزيرة خارجية سنغافورة إطار العمل بأنه وثيقة مهمة لأنها تمثل التزامًا نيابة عن دول الآسيان العشر والصين بإحراز تقدم في هذه القضية

وفي 20 نوفمبر 2018، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة التنمية الدولية على الاستراتيجية الإقليمية المشتركة لشرق آسيا والمحيط الهادئ التي أطلقتها منظمة الآسيان، وفي 1 يونيو 2019 أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة ستعمل في السنوات الخمس المقبلة على تعزيز العلاقات العسكرية بشكل شامل مع دول الآسيان، كما أن إندونيسيا توصلت في عام 2018 إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة لتعزيز التعاون في القضايا الأمنية، وتشمل أيضا حماية حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي .

ورغم ما سبق، فإن هناك دول لديها شكوك حول استراتيجية التعاون الأمني ​​الأمريكية، مثل، تصور ماليزيا أن التدخل الأمريكي في بحر الصين الجنوبي سوف يتسبب في خلافات إقليمية خطيرة، كما أن الفليبين ترى أن الولايات المتحدة تفرض نفسها ضد الصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي وتقوض العلاقات بين الصين والفلبين، كما أنها تري أن الولايات المتحدة تستخدم استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ لمصالحها الخاصة في محاولة للتدخل في قضايا السيادة الصينية، مثل التدخل في نزاعات بحر الصين الجنوبي لقمعها.

في أكتوبر 2018 ، عقدت الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا أول مناورة بحرية بينهما في التاريخ، وتم اقتراح هذا الحدث غير المسبوق في البداية من قبل بكين في عام 2015 في سياق التوترات المتزايدة في نزاع بحر الصين الجنوبي، ويتضح أن بكين كانت تهدف إلى تخفيف التوترات مع أعضاء الآسيان، ولذلك فإن المنطق الرئيسي وراء البعد الاستراتيجي هو ميزان القوى وهناك آليات متعددة لتجنب تصعيد المواجهة المفتوحة في البحر والتي تحاول الآسيان بشكل أساسي تشجيعها [53]

كما أن الآسيان لقد حافظت على التوازن بين الصين والولايات المتحدة من أجل الحصول على تنمية أكثر استقرارًا للمنظمة، ولكن تنفيذ استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ قد عطل التوازن الجيوسياسي في المنطقة، وزاد من تقسيم المصالح بين دول الآسيان، وفيما يتعلق بالشؤون العسكرية، أصبحت التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا متعددة الأطراف، فمنذ عام 2019 أجرت الولايات المتحدة تدريبات بحرية مشتركة مع دول الآسيان مثل تايلاند وماليزيا وإندونيسيا على نطاق واسع، وفي الوقت نفسه زادت الولايات المتحدة باستمرار مبيعاتها من الأسلحة إلى دول الآسيان، حيث باعت طائرات استطلاع بدون طيار، ومركبات مدرعة بعجلات إلى ماليزيا وإندونيسيا والفلبين وفيتنام وتايلاند

وقد حاولت الولايات المتحدة التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى في جنوب شرق آسيا وبشكل عام، تغلغلت استراتيجية الولايات المتحدة في القيم الداخلية لرابطة دول جنوب شرق آسيا، مما جعل القيم المشتركة للآسيان أكثر هشاشة وزاد من التناقض المتأصل بين حقوق الإنسان والسيادة، وفي عام 2017 قامت رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) باقتراح عقوبات بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، مما جذب انتباه الدوائر السياسية الأمريكية، وحاولت تكثيف نزاعات بحر الصين الجنوبي وتصعيد التناقضات وهذا يسمح لرابطة دول جنوب شرق آسيا بالاقتراب أكثر من الولايات المتحدة، ومع تزايد اعتماد الآسيان على الولايات المتحدة، ستكون قضية البقاء الأساسية هي قضية أمن دول الآسيان تحت سيطرة الولايات المتحدة، وبالتالي، ستكون الآسيان في معضلة أمنية[54]

وفي عام 2020 تصاعدت حدة التوترات بين الصين وأمريكا، خرج وزير الخارجية الأمريكي وأشاد بالمعارضة العالمية لسلوكيات الصين في بحر الصين والتي تتعامل أنه أحد ممتلكاتها عمدت أمريكا إلى إرسال سفن حربية بشكل متكرر لبحر الصين الجنوبي، هذه الأحداث برزت بعد تولي جو بايدن رئاسته للولايات المتحدة، وفي هذه الأثناء كانت منظمة الآسيان تحاول العمل كوسيط لتحقيق توازن ثابت للقوة بين القوى الكبرى من خلال آليات ثنائية ومتعددة الأطراف ولكن نفوذها وتغطيتها الجغرافية أعطتها موقعًا استراتيجيًا مهمًا للغاية، مما جذب انتباه آسيا والمجتمع الدولي وحاولت الولايات المتحدة استيعاب الآسيان في عملية البحث عن حلفاء، مما قلل من الحياد الذي كانت الآسيان تحاول الحفاظ عليه، لذلك يمكن وصف آفاق التنمية للآسيان على حد سواء بالفرص والتحديات.[55]

المبحث الثاني: النتائج المترتبة علي القرارات التي اتخذتها منظمة الآسيان لحل النزاع

من خلال دراسة القرارات التي سبق شرحها في المبحث السابق نجد أن القرارات كان بعضها يتسم بالضعف والبعض الآخر ليس له أي تأثير وهذا يوضح قصور المنظمة وعدم قدرتها على حل النزاعات بشكل كلى كما أن قرارتها ترتب عليها بعض النتائج ومنها:

لقد وضحت القرارات تأثير الدول على قدرة الآسيان في صنع القرار، وهذا كان واضحًا لأن القرارات بتتم بالاجماع وبعد إنضمام أعضاء جدد أصبح من الصعب التوافق على القرار.

كما أن هيكل الآسيان الفضفاض عامل أساسى في ضعف قرارات المنظمة، باللإضافة إلى تركيز المنظمة على مصالحها الفردية على حساب أمنها ككل.

وكانت القرارات والاعلانات يتم الاعتراض عليها بصفة متكررة وهذا ما حصل في إعلان مانيلا (1992)، وبندر سيري بيغاوان (1995 ، 2002) ووضحوا قدرة المنظمة على العمل معًا ولكن لم تحل النزاع بالرغم من أن التوقعات كانت مثالية نحو حل النزاع ولذلك لجؤا إلى إعلان هانوي (2010) والتي لعبت فيه الولايات المتحدة فيه كدور الوسيط بطلب من فيتنام ولكن هذا أزعج الصين وترتب عليه عمل مجموعة مشتركة بين الآسيان والصين.

وفشلت الرابطة عام (2012) في اجتماع بنوم بنه في التوفيق بين قرارتها وبالتالي لم تصدر بيانًا مشتركًا، وتم إلقاء اللوم على بعضهم البعض خلال الاجتماع حتي فشل، كما قامت فيتنام بالتعبير عن مخاوفها من الصين ولذلك طلب كلا من الفلبين وفيتنام من رئيس الاجتماع أن يشير إلى الاعتداءات الصينية، ولكن اعترضت كمبوديا وتايلاند وبروناى ولاوس وميانمار ذكر الاعتداءات، لأنهم أدركوا أن الإشارة لتلك الاعتداءات سوف ينتج عنها خطر إقليمي بجانب تهديد للعملية السلمية، في حين إصرار سنغافورة وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام على إدراجها وهذا ترتب عليه انقسام الأعضاء وعدم التوصل لقرار مشترك بجانب تعريض الأمن الإقليمي للخطر.

وفي اجتماع ناي بي تاو (2014) وظهر فيه مخاوف جديدة وتورطت الفلبين وفيتنام في حوادث مع الصين بشأن المياه وكانت الآسيان موقفها أقل تأكيدًا وكان النزاع تصاعد حتي اصطدام بين الصين بفيتنام وتم إطلاق النار وسمي الحادث بمواجهة هاى يانغ شي يو 981، ونتج عنه احتجاجات مناهضة للصين في فيتنام.

وفي مؤتمر فيتنام (2020) تم هدوء الموقف بسبب تصاعد جائحة كرونا وحدث تعاون بين الصين والآسيان ولكن عندما تمت مناقشة الأنشطة في منطقة بحر الصين الجنوبي أثيرت التوترات والاستياء مرة أخرى.

كما أن القرارات تميزت بوجود تأثير خارجي عليها لأن الرابطة كانت تمتاز برفضها للشيوعية وهذا ساعد على انعدام الثقة بين الأعضاء والصين، ولكن مع دخول أعضاء جدد تم التصويت لصالح الصين.

كما أن سلوك الآسيان افتقر في كثير من الأحيان للحزم في قرارتها، وهذا يوضح فشلها في إحلال السلام الإقليمي بالرغم من اتباعها الدبلوماسية الوقائية والأمن التعاوني ولكن صياغتها كانت غير مثالية، كما أن نظرياتها كانت قائمة على التكامل الإقليمي الكلاسيكي واللجوء للمساومة المؤسسية وهذا ساعد على ضعفها.

وكانت لهذه العوامل، عدم أهمية الأحزاب في الآسيان واقتصار جماعات المصالح على القضايا التجارية والاقتصادية وتصعيد دور الحكومات على المؤسسات فوق الوطنية دور كبير في عدم نفاذ قرارتها وهذا ظهر في الإعلانات والاجتماعات التي عقدتها المنظمة.

ضعف الآسيان في حل الخلافات بين أعضائها والصين بسبب المواقف الفردية وخوفهم من التنازل على أي جزء من سيادتهم لصالح المؤسسات الإقليمية القوية، ومازالت الخلافات قائمة في المنطقة.

ونتيجة لتضاعف حجم الأعضاء في الرابطة أصبحت القرارات تواجه صعوبة في الموافقة عليها وتسببت في تدهور عملية صنع القرار.

ولكن لا يمكننا إنكار نجاح المنظمة في إضعاف التنافسات الأمنية بين الأعضاء ودورها في تجنب النزاعات الجديدة بين أعضائها وقامت المنظمة بدور كبير في مكافحة الكوارث والقراصنة، وقيامها بتحقيق مبادئ مشتركة للتعامل مع المشاكل الحرجة الناتجة عن الضغوط الخارجية.[56]

كما أن الآسيان لا يمكنها المطالبة بسيادة أعضائها على المنطقة لأن هدفها الحل السلمي لذلك وجدت نفسها في مأزق وتم اشاعة الخلافات بين أعضاء الرابطة في اجتماع لاوس.

كما أن الصين لا تقبل قرارات الآسيان لأنها ليست عضو في الرابطة وهذا جعل المنظمة موقفها ضعيف أمام القضية بجانب قيام الصين بعرقلة قيام دول الأعضاء بالطعن وهذا ما أصدرته ماليزيا.

ولكن مع هذا الوضع تمكنت الفلبين من تصعيد القضية إلى محمكة التحكيم الدائمة، وكذلك قاموا فيتنام وماليزيا وبروناي أيضا بتصعيد الموقف لعدائهم للصين.[57]

وبعد إستعانة إندونيسيا بالولايات المتحدة الأمريكية كوسيط وأصبح الوجود الأمريكي في البحر لنشر الأمن البحري والجوي أصبح يشكل تحدي كبير على الصين والتي أعادت النظر في الرابطة ودخلت معاها في تكامل تجاري واستثمارى حتي تقود قوة الولايات المتحدة التي أخذت تضم دول الأعضاء لصالحها.

ولكن كان هناك إختلافات داخلية بين دول الأعضاء فيما يتعلق بالمصالح الوطنية وهذا ظهر بشكل كبير في قراراتها ومنها المصالح الأمنية التي ظهرت بعد إعلان وزير الدفاع الأمريكي على تعزيز علاقته مع دول الرابطة ولكن بجانب ذلك كانت أمريكا ستجرى التدريبات العسكرية في المنطقة مستغلة ذلك كما عقدت إندونسيا عام 2018 إتفاقية لتعزيز التعاون في القضايا الأمنية عن طريق حرية الملاحة في البحر وهذا أزعج الصين وأثار مخاوف ماليزيا والفلبين من الوجود الأمريكي في المنطقة.

كماأن لدول الآسيان مصالح اقتصادية مع الولايات المتحدة وزاد التأثير الأمريكي على الاقتصاد الإقليمي في المنطقة، وكان هناك دول تسعي للدخول في علاقات تعاون اقتصادية مع الولايات المتحدة مثل فيتنام وتايلاند وسنغافورا في مقابل لا تهتم دول أخري مثل لاوس وبروناى.

ومن الناحية السياسية هناك صراع كبير بين الشيوعية والرأسمالية، وهذا الصراع يتمثل في الصين ودول الآسيان المناهضين للشيوعية وظهور الولايات المتحدة الرأسمالية بجانب الرابطة جعل النزاع أكثر فعالية.

وفتح الباب لتدخل الولايات المتحدة في دول الرابطة وتدخلت في الشؤن الداخلية ونتج عنها عدم رضا من قبل ماليزيا والفلبين.

ولكن بالرغم من ذلك تتأثر الرابطة بشكل أكبر بالصين. لذلك يتعين عليها تكوين قيم مشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات بينهم، حتي تنطلق المنظمة بصورة رابطة قوية ومتحدة وتكوين مجتمع منظم يضمن أمنها ويمنع وقوعها في دوامة صراع مع الدول لأخرى.

وتحتاج الآسيان لتعظيم نقاط قوتها وتجنب نقاط الضعف، ومواجهة التحديات، واغتنام الفرص، إلى إجراء المزيد من التحسينات. يتمثل الأول، في: تنسيق المصالح الداخلية وتعزيز التنمية السليمة لعملية التكامل. أما الثاني، فإنه يجب تقليل الاعتماد المفرط على بعض القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين والهند وغيرها، وتخفيف المعضلة الأمنية، والبحث عن أرضية مشتركة للتعاون الاقتصادي المثمر مع التحفظ على  الخلافات مع الدول الأخرى، والسعي للمصالح المشتركة، وتوسيع آليات ونتائج التعاون الإقليمي القائمة لتجنب سيطرة القوى الفردية. ثالثا، بالتعاون مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يمكن لرابطة دول جنوب شرق آسيا أن تلعب دورها كمنظمة ، وأن تبني بنشاط مجتمع الرابطة، وتعزز تماسك الرابطة وقدرتها التنافسية، وبهذه الطريقة فقط يمكن الاستفادة من التعاون مربح للجميع والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وعدم انزلاقها نحو الفوضى أو المعضلة الأمنية.[58]

الخلاصة:

كما أنه بالنسبة لرابطة جنوب شرقي آسيا، هذه هي اللحظة الأساسية لجمع شمل الدول الأعضاء بطريقة تعزز نفوذهم الإقليمي وتنمية قدراتهم على تخفيف مخاوفهم من الصين الصاعدة، وفي الوقت نفسه، يجب أن تستفيد هذه الدول من الفرصة لتوسيع نطاق علاقاتها المربحة اقتصادياً مع الصين إلى شراکة موثوقة من الناحية الاستراتيجية بدلاً من أن تطغى عليها الطبيعة المطولة لنزاعات بحر الصين الجنوبي.

الخاتمة

في النهاية نجد أن النزاع لم يتم حله بالكامل وأن دور الآسيان لم يكن فعال لإنهاء الخلافات في المنطقة وكان هذا لعدة أسباب وكان منها أن الآسيان لا ترغب في العمل كطرف ثالث في المنازعات إلا إذا طلب منها أعضائها ذلك، وهذا لأن الرابطة هدفها تعزيز العلاقات بشكل أفضل مع أعضائها لزيادة التعاون، بجانب الدور الأخر لها في حل المنازعات من خلال صياغة الآليات اللازمة لحل تلك الخلافات، نظرًا لأن الآليات الأقليمية هي الأكثر فعالية.

كما أن تمتع الصين بالثقة بالنفس وتعزيز قوتها العسكرية وخصوصًا في المجال البحري جعل جيرانها يشككون في نواياها ويدعون أن سياستها ستكون هجومية وليست دفاعية كما تدعي الصين وهذا خلق مخاوف كبيرة لجيرانها مع نمو اقتصادها، تمسكت الصين بالجزء الأكبر من المنطقة لدورها الكبير في توفير النفط لها وخصوصًا أن الصين أصبحت ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وفي ظل غياب آليات التعاون الفعالة، لا يمكن للصين أن تقيد حرية الملاحة في منطقة بحر الصين الجنوبي وخصوصًا لأن اقتصادها قائم على التصدير، ولذلك يمكن للصين أن تفرض منطقة للدفاع الجوي حتي تتفوق استراتيجيًا.

النتائج:

  • يشكل بحر الصين الجنوبي مكون جيوسياسي هام في استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادي، بالنظر لموقعها المسيطر على أهم طرق المواصلات البحرية العالمية، واحتوائه علي مخزونات طاقة هامة
  • ترتكز الإستراتيجية الصينية تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي على مدى قدرتها على تحقيق مكاسب اقتصادية و جيوبوليتيكية أمام منافسيها الإقليميين على بحر الصين الجنوبي المنسوب للصين
  • في بحر الصين الجنوبي تظهر الصين كقوة إقليمية مصممة على بسط نفوذها في أهم ساحة تنافس جيوسياسي بالنسبة لها في القارة الآسيوية، وتتحدد مدى قدرة الصين من خلال فرض منطقها التوسعي في جزر بحر الصين الجنوبي، والاستحواذ على أكبر قدر من ثروات المنطقة ومنع الولايات المتحدة من استغلال هذه النزاعات لفرض تطويق أو سياسة احتواء تجاه الصين بخنقها اقتصاديا وعسكريا من خلال السيطرة على طرق المواصلات في المنطقة، والتي تمثل شريان الحياة للبر الصيني.
  • استمرت الدول في إدعائها بالسيادة على المنطقة وممارسة السيادة عليها باعتبارها ضمن المنطقة الاقتصادية لديهم وهذا جعل المساومة غير مجديه، وهذا جعل الصين تعيد النظر حتي لا تفقد قوتها أمام الولايات المتحدة مع حفاظها على هدفها القومي المتمثل في الجانب الاقتصادى، ولذلك قدمت لمنظمة الآسيان عدد من التدابير الجذابة حتي تتكامل القوى الإقليمية من الناحية الاقتصادية، وبذلك تكون الصين في مأمن عن الولايات المتحدة الأمريكية بجانب جعل دول آسيا تعتمد عليها بدرجة أكبر في التجارة والاستثمار.
  • أن استمرار ادعاء الصين لأمتلاكها جزء كبير من بحر الصين الجنوبي يجعل منها في مواجهة مباشرة مع فيتنام والفلبين، كما أن ماليزيا وتايوان وبروناى لها مطالب متداخلة مع الصين جعل القضية معقدة وخصوصًا مع تواجد الولايات المتحدة في المنطقة التي لديها مصالح تتعلق بتوفير الحماية في المنطقة وأيضا رابطة جنوب شرق آسيا التي ترغب في تعميم السلام في المنطقة.
  • ونجد أن محاولة السيطرة علي النفط والغاز والأسماك والموارد المعدنية وراء العديد من الادعاءات، على الرغم من أن هذا يعتمد على توقعات الاكتشافات المستقبلية أكثر من إثبات الاحتياطيات الحالية، كما أن الرغبة في استخدام الأراضي المطالب بها لتوسيع المناطق الاقتصادية الخالصة التي قد يتحكم فيها بلد ما في استكشاف الموارد الطبيعية واستغلالها والحفاظ عليها توفر دافعًا إضافيًا
  • نجد إن نزاعات بحر الصين الجنوبي هي مجموعة من النزاعات التي لا يمكن مقارنتها بسهولة بقضايا النزاعات الإقليمية الأخرى في المنطقة حيث أنه يجب التمييز بين الدور الذي لعبه اللاعبون الخارجيون ورابطة دول جنوب شرق آسيا في أمن جنوب شرق آسيا بشكل عام وفي سياق النزاعات الثنائية على وجه التحديد، ويجب قياس النقد الموجه إلى افتقار الآسيان للعمل في هذه السياقات مقابل الأهداف المعلنة للمنظمة
  • ونجد أنه تشمل المصالح الأمريكية في بحر الصين الجنوبي حرية الملاحة، والمرور غير المعوق للشحن التجاري، والحل السلمي للنزاعات الإقليمية وفقًا للقانون الدولي، كما أننا وجدنا إن الصراع في بحر الصين الجنوبي سيعرض للخطر أكثر من 5 تريليونات دولار من التجارة التي تمر عبر تلك المياه الاستراتيجية سنويًا، كما أن العلاقة الأمريكية مع الصين على المحك
  • نجد أنه يجب أن تلعب الآسيان دورًا في إدارة الصراع وأن تكون جسرًا لبناء الثقة والأمن بين أعضائها والصين، فقد ساهمت بطريقة ما في منتدى إقليمي لتوظيف قواها الدبلوماسية الخاصة للتوسط في تسوية سلمية في نزاع بحر الصين الجنوبي، لكننا نجد أن جهودها لا يمكن أن تنجح ما لم تكن الدول المطالبة نفسها مستعدة للانخراط في مفاوضات متعددة الأطراف.
  • هناك طريقة استثنائية لرابطة أمم جنوب شرق آسيا لإدارة الصراع في جنوب شرق آسيا حيث تتميز بنهج غير رسمي مناهض للقانون، وبتبني منظور يركز على الفرص يتضح أن دول جنوب شرق آسيا كانت مترددة في اللجوء إلى الأدوات القانونية لتسوية المنازعات إذا وجدت ظروفًا مواتية.
  • يتمثل الهدف الأكثر أهمية لاستراتيجية الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ في احتواء الصين والحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة، وتحاول الآسيان العمل كوسيط لتحقيق توازن ثابت للقوة بين القوى الكبرى من خلال آليات ثنائية ومتعددة الأطراف لكن نفوذها وتغطيتها الجغرافية أعطتها موقعًا استراتيجيًا مهمًا للغاية، مما جذب انتباه آسيا والمجتمع الدولي
  • نجد أنه حاولت الولايات المتحدة الفوز بل وحتى استيعاب الآسيان في عملية البحث عن حلفاء، مما قوض الحياد الذي كانت الآسيان تحاول حفاظ عليه من خلال سياسة الحفاظ على التوازن بين القوى الكبرى، لذلك يمكن وصف آفاق التنمية للآسيان على حد سواء بالفرص والتحديات.
  • كما أن رابطة الآسيان تواجه خطر التمايز والتحديات الناجمة عن تضخم التناقضات الجغرافية، وإنها قد تختار الوقوف على الهامش، أو قد تعيد تشكيل توازنها بين القوى الكبرى ومن منظور الآسيان، فأنها لديها مشاكل معقدة مثل الاعتماد المفرط على اقتصادات القوى الإقليمية والقيود في توحيد وتنسيق مصالح دول الأعضاء الداخلية.
  • ونجد أن الهدف الأمني ​​الرئيسي لدول جنوب شرق آسيا هو الحفاظ على الاستقرار الداخلي والصراعات الخارجية لا تخدم هذا الغرض.
  • أتضح عدم إحراز أي تقدم بين الصين ورابطة أمم جنوب شرق آسيا بشأن مدونة قواعد سلوك ملزمة لتجنب الأزمات في بحر الصين الجنوبي
  • نجد أنه بالرغم من أن الصين ربما تكون قد خففت من بعض تكتيكات التخويف إلا أنها لا تزال تسعى إلى مزيد من السيطرة على البحر والمجال الجوي في بحر الصين الجنوبي، كما أنه لم تنجح المحاولات المختلفة لإقناع الصين بتجميد السلوك المزعزع للاستقرار مثل استصلاح الأراضي وتواصل بكين التباطؤ في التفاوض بشأن مدونة سلوك ملزمة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا
  • ونجد أن الخلاف حول مدونة قواعد السلوك يعتبر معضلة سياسية صعبة للولايات المتحدة التي لديها مصالح اقتصادية واستراتيجية وسياسية ضخمة في بحر الصين الجنوبي، حيث تدعم الولايات المتحدة مدونة قواعد السلوك لكن الصين تشك في أن واشنطن تريد فقط أن تقيد سلوك جمهورية الصين الشعبية
  • ونجد أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة خيار سوى الحفاظ على سياساتها التي تعطي الأولوية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ودعم الجهود الدبلوماسية التي تركز على الآسيان لتهدئة التوترات وإصدار مدونة قواعد السلوك، والبدء في خطوات أخرى يمكن أن تعيد السلام الدائم في بحر الصين الجنوبي.
  • والتزمت الدول المطالبة برابطة أمم جنوب شرق آسيا بشكل قاطع باتفاقها غير المكتوب بضرورة التوصل إلى شكل من أشكال التسوية مع الصين قبل إجراء أي محاولة لحل المطالبات المتداخلة، ومن المرجح أن تظل النزاعات داخل الآسيان في بحر الصين الجنوبي خامدة لفترة طويلة قادمة
  • نجد أن الدور الذي يمكن أن تلعبه الآسيان هو دور معقد إلى حد ما حيث أن خمس من الدول الأعضاء فيها متورطة في حالات الصراع داخل بحر الصين الجنوبي وأربعة لها مطالبات بالسيادة على جميع أو أجزاء من أرخبيل وسبراتلي، وهذا يخلق وضعاً لا تستطيع فيه رابطة دول جنوب شرق آسيا لعب دور الوسيط أي طرف ثالث بين الصين والمطالبين الآخرين، وتصورات الآسيان المختلفة للصين وخاصة نصيبها من النزاعات في بحر الصين الجنوبي بين ماليزيا والفلبين وبروناي ستؤثر على تشكيل نهج الآسيان.
  • تتمثل إحدى العقبات الرئيسية أمام الاتفاق على الترتيبات المتعلقة بالتنمية المشتركة في جزر سبراتلي في عدم وجود توافق في الآراء بشأن المنطقة الجغرافية المحددة التي ستكون خاضعة للتنمية المشتركة، وتزداد هذه المشكلة من خلال حقيقة أن المطالبين لديهم خلافات جوهرية حول المنطمة المناسبة لمعالجة هذه القضايا حيث تدعو الصين إلى إجراء مفاوضات ثنائية في حين يدافع أصحاب المطالبات من الآسيان عن إجراء مفاوضات بين الصين والآسيان.
  • كما أن هناك بعض الأمور توحي بأن التطورات في بحر الصين الجنوبي سيكون لها تأثير كبير على كيفية التعامل مع النزاعات الإقليمية الأخرى في المنطقة في المستقبل
  • ونجد أن التحدي الذي تواجهه الآسيان، هو أنه يجب ألا تسمح الآسيان والصين لهذه القضية بالتأثير على علاقتهما الإيجابية الشاملة، يتعين على الآسيان التعامل مع عدد كبير من القوى العظمى من الصين والولايات المتحدة واليابان بشأن قضايا الأمن الإقليمي، ونجد إن قدرة الآسيان على تقديم جبهة موحدة وإطار عمل قابل للتطبيق لإدارة الصراع على بحر الصين الجنوبي يمكن أن تحدد ما إذا كان الأمن الإقليمي مدفوعًا بسياسات القوة، حيث تسعى الدول المطالب بها في الآسيان بشكل فردي إلى داعمين أقوياء أو ترتيبات توافقية إقليمية تساعد في التخفيف من التفاوتات الهائلة في القوة بين الصين والدول الأصغر في المنطقة.
  • إن نهج الآسيان الحالي لا يخدم المصالح المادية لجميع أعضائها وخاصة الفلبين وفيتنام، إنها تفشل في هذا الصدد لأن نموذجها في إشراك الصين غير قادر على التوفيق بين المصالح المتباينة لأعضائها، نهجها يسمح للصين باستغلال خلافاتها، وتفضيلها لبناء توافق طويل الأجل يوفر للصين الوقت الذي تحتاجه لتحقيق أهدافها الإقليمية.

التوصيات:

  • ويجب أن تلعب الآسيان دورًا متوازنًا بشكل فعال إلى جانب الحفاظ على شعور مشحون بشكل متزايد بالوحدة بين أعضائها
  • يجب أن تؤيد الآسيان جهود أعضائها مثل الفلبين، كما ينبغي أن تمارس الضغط اللازم على الصين للعمل ضمن إطار محور الآسيان من خلال التحضير لإمكانية عقد مؤتمر دولي للتوصل إلى اتفاق، قد يؤدي الي إشراك مجموعة فرعية من أعضاء الآسيان المهتمين الذين يمكنهم بعد ذلك إيجاد آليات للإبلاغ مرة أخرى إلى الآسيان
  • يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بتشكيل تحالف من الدول ذات التفكير المماثل الذي يمكنه محاولة تشكيل سلوك الصين والتأثير عليه وإقناع القيادة الصينية بأن موقفها الحازم في المجال البحري يتعارض مع مصالحها الخاصة ومصالح المنطقة
  • يجب علي الولايات المتحدة الضغط على الصين لتكون شفافة بشأن نواياها وتحث الدول الأخرى على فعل الشيء نفسه
  • وبينما تظل الولايات المتحدة محايدة في نزاعات السيادة ، يجب أن تشجع جميع الأطراف على متابعة مطالبهم بشكل سلمي ووفقًا للقانون الدولي
  • يجب على الولايات المتحدة أيضًا الضغط على الصين لقبول القيود المفروضة على سلوكها في مدونة قواعد السلوك وثني الصين عن اتخاذ إجراءات تزيد من مخاطر الصراع.
  • ينبغي على الولايات المتحدة تشجيع الآسيان على تطوير مسودة مدونة قواعد السلوك الخاصة بها التي تحتوي على تدابير للحد من المخاطر وآلية لتسوية المنازعات، يجب على الولايات المتحدة بعد ذلك العمل مع الآسيان لإقناع بكين بالتوقيع عليها وتنفيذها.
  • يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في مساعدة الفلبين وفيتنام على تعزيز قدراتهما الأمنية والشرطية البحرية، على سبيل المثال من خلال أنظمة مراقبة أفضل ، حتى يتمكنوا من ردع الصين والرد على دخول المياه والمجال الجوي في المناطق الاقتصادية الخالصة الخاصة بهما مع الإفلات من العقاب. يجب تقديم مساعدة مماثلة إلى ماليزيا إذا طلبت.
  • يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للرد على الأعمال القسرية الصينية المستقبلية بما في ذلك استخدام القوات البحرية الأمريكية لردع استخدام الصين المستمر لسفن شبه عسكرية، وفرض عقوبات اقتصادية على شركات الطاقة الصينية في حالة قيامها بالتنقيب في المياه المتنازع عليها
  • لتقليل مخاطر وقوع حادث بين القوات الأمريكية والصينية ، ينبغي للجيشين تنفيذ التزامهما المشترك بإبرام اتفاق بشأن اللقاءات الجوية بحلول نهاية العام.

 المراجع باللغة العربية:

اولًا المقالات والدوريات العلمية:

  • توبياس باسوكي ، روكي إنتان “بحر الأزمات: أبعاد وتداعيات التحركات الصينية في بحر الصيني الجنوبي”، مركز الدراسات الاستراجية الدولية، إندونيسيا، 28 يناير 2019
  • رميدي عبد الوهاب، خالفي علي “رابطة دول جنوب شرق آسيا ( الأسيان ) ASEAN ” نموذج الدول النامية للإقليمية المنفتحة “، مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا، جامعة الجزائر، الجزائر – العدد السادس
  • طارق عزيزة “استراتيجية الولايات المتحدة في آسيا في ظل النهوض الصيني”، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، قطر، 4فبراير ٢٠١٧
  • غزلان محمود عبد العزيز “الصعود الصيني والأثار المترتبة على نزاعات بحر الصين الجنوبي”،،مجله كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة 6 أکتوبر المقالة 6، المجلد 21، العدد 4، الخريف 2020

ثانيًا: الرسائل والدرسات

  • علي عواد الشرعة “الآسيان وتجربة التعاون الإقليمي دراسة في مقومات التجربة وتحدياتها وإمكانات الإستفادة منها”، جامعة اسيوط،2012

ثالثا: الصحف

  • محمد غروي “دول آسيان بين “مخالب النسر” و”أنياب التنين”، صحيفة أندبندنت عربية، ٢٤ يوليو ٢٠٢١
  • د ايمن سمير “بحر الصين الجنوبي والصراع مع واشنطن، صحيفة البيان ، 12يوليو ٢٠٢٠

رابعًا: أخري

الأخبار:

  • منظمة آسيان تدعو للحفاظ على الاستقرار في بحر الصين الجنوبي،،تاريخ النشر 2/8/2021 ،،أخبار العالم https://arabic.rt.com/world/1257920 %D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-
  • “وزير الخارجية الصيني: اجتماعات الاسيان الوزارية تركز على الحوار والتعاون” ،، 27/7/2016،، الساعة:5:42
  • “ما هو أساس الخلاف حول بحر الصين الجنوبي ؟”،12 يوليو/ تموز 2016، BBC News، الرابط: https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160712_south_china_sea_qa
  • محمد فايز فرحات “النزاع في بحر الصني الجنوبي والمصالح المصرية”،، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيحية،، 8/1/2017
  • وداد المساوى “مسارات وقضايا الصراع الأمريكية ـ الصينية”، المعهد المصرى للدراسات، اكتوبر ٢٠٢١، الرابط https://eipss-eg.org/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-
  • النزاع في بحر الصين الجنوبي.. الأسباب والتداعيات ، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 17 اغسطس ٢٠٢٠ ، الرابط https://www.ecssr.ae/reports_analysis/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A- /
  • ١١- “الصين و”آسيان” تسعيان للتوصل إلى اتفاق حول مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي”، 7/6/2021، الرابط https://gate.ahram.org.eg/News/2760482.aspx

Second: English references

First: book

  • Chi kin lo, (China policy towards territorial disputes the case of the south China Sea Island), International Politics in Asia Series,
  • London School of Economics, 1989
  • Enrico Fels, (Power Politics in Asia’s Contested Waters Territorial Disputes in the South China Sea), Springer Cham Heidelberg New York Dordrecht London, 2016
  • Jing Huang, Andrew Billo, (Territorial Disputes in the South China Sea Navigating Rough Waters), published by Palgrave Macmillan, England, 2015
  • James Kim, (International Relations and Asia’s Southern Tier ASEAN, Australia, and India), published by The Asan Institute for policy studies, Seoul, Korea, 2018
  • Richard Sokolsky, Angel Rabasa, (The role of Southeast Asia in U.S. strategy toward China), Published by RAND, 2000
  • Sigfrido Burgos Cáceres, (China’s Strategic Interests in the South China Sea Power and resources), published by Routledge, USA, April 2013

Second: articles

  • Anders S. Corr, and Priscilla A. Tacujan, (Chinese Political and Economic Influence in the Philippines: Implications for Alliances and the South China Sea Dispute), Journal of Political Risk, July 2013, Vol. 1, No. 3
  • Andy YEE, (Maritime Territorial Disputes in East Asia: A Comparative Analysis of the South China Sea and the East China Sea), Journal of Current Chinese Affairs, Published by GIGA German Institute of Global and Area Studies, Institute of Asian Studies in cooperation with the National Institute of Chinese Studies, 2011, vol.40
  • Ann Marie Murphy, (Great Power Rivalries, Domestic Politics and Southeast Asian Foreign Policy: Exploring the Linkages), Asian Security, 2017, Vol.13
  • Bonnie S. Glaser, (Conflict in the South China Sea), Council on Foreign Relations, center for preventive action, April 2015
  • Bradley C. Freeman, (South China, East Vietnam or West Philippine? Comparative Framing Analysis of Regional News Coverage of Southeast Asian Sea Disputes), published by EDP Sciences, 2017, vol.33
  • Donald E. Weatherbee, (Re-Assessing Indonesia’s Role in the South China Sea), published by YUSOF ISHAK INSTITUTE, ISSUE, 21 April 2016, NO. 18
  • David Arase, (Strategic Rivalry in the South China Sea: How can Southeast Asian Claimant States Shape a Beneficial Outcome?), YUSOF ISHAK INSTITUTE, 13 October 2015, NO.57
  • FENG ZHANG, (Chinese Thinking on the South China Sea and the Future of Regional Security), published by Academy of Political Science, 2017, vol.132, no.3
  • Hasjim Djalal, (South China Sea Island Disputes), National University of Singapore, 2000, No. 8
  • Hendra Manurung, (SOUTH CHINA SEA TERRITORIAL DISPUTE: A LESSON FOR ASSOCIATION OF SOUTHEAST ASIA NATIONS (ASEAN)), President Center of International Studies (PRECIS)
  • Jihyun Kim, (Territorial Disputes in the South China Sea: Implications for Security in Asia and Beyond), Published by: Air University Press, SUMMER 2015, Vol. 9, No. 2
  • John M. Finkbeiner, (Malaysia’s Great Power Balance and the South China Sea Disputes), published by United States Army War College, 2013
  • JONATHAN STROMSETH, (THE TESTING GROUND: CHINA’S RISING INFLUENCE IN SOUTHEAST ASIA AND REGIONAL RESPONSES), GLOBAL CHINA, NOVEMBER 2019
  • Joshua Kurlantzick, (ASEAN’s Future and Asian Integration), This publication is part of the International Institutions and Global Governance, November 2012
  • Koichi Sato, (The Rise of China’s Impact on ASEAN Conference Diplomacy: A Study of Conflict in the South China Sea), published by Journal of Contemporary East Asia Studies, 2013
  • Lai Yew Meng, (“Sea of Cooperation” or “Sea of Conflict”? The South China Sea in the Context of China-ASEAN Maritime Cooperation), International Journal of China Studies, December 2017, Vol.8, No.3
  • Lalita Boonpriwan, (The South China Sea dispute: Evolution, Conflict Management and Resolution), 2017
  • Ian Storey, (Disputes in the South China Sea: Southeast Asia’s Troubled Waters), published online, 2014
  • Ian Storey, (Assessing the ASEAN-China Framework for the Code of Conduct for the South China Sea), published by Yusof Ishak Institute, 8 August 2017, No. 62
  • Ian Storey, (The South China Sea Dispute: How Geopolitics Impedes Dispute Resolution and Conflict Management), published by Institute of Southeast Asian Studies, Singapore, Paper presented at Global and Regional Powers in a Changing World, 25 July 2014
  • Ian James Storey, (Living with the Colossus: How Southeast Asian Countries Cope with China), published by The US Army War College, Winter 1999, Vol.29, No.4
  • Luc Anh Tuan, (ASEAN Centrality and the Major Powers: South China Sea Case Study), published by School of Humanities and Social Sciences, The University of New South Wales, Canberra, 12 April 2020
  • LYNN KUOK, (HOW CHINA’S ACTIONS IN THE SOUTH CHINA SEA UNDERMINE THE RULE OF LAW), Journal Global China, NOVEMBER 2019
  • Florencia Rubiolo, (The South China Sea Dispute: A Reflection of Southeast Asia’s Economic and Strategic
  • Dilemmas (2009-2018)), published by Editorial Neogranadina, 2020, Vol.15, no.2
  • Michael York, (ASEAN’S AMBIGUOUS ROLE IN RESOLVING SOUTH CHINA SEA DISPUTES), published by Indonesian Journal of International Law, 30-4-2015, Vol.12, No.3
  • Munir Majid, (Southeast Asian view of China’s ‘not so neighbourly’ rise), published by International Politics, 2014, Vol. 51, No.3
  • Pek Koon Heng, (The “ASEAN Way” and Regional Security Cooperation in the South China Sea), published by Robert Schuman Centre for Advanced Studies, European University Institute, Italy, December 2014
  • Peter Dutton, (THREE DISPUTES AND THREE OBJECTIVES: China and the South China Sea), Published by: U.S. Naval War College Press, Autumn 2011, Vol. 64, No. 4
  • Renato Cruz De Castro, (The Limits of Intergovernmentalism: The Philippines’ Changing Strategy in the South China Sea Dispute and Its Impact on the Association of Southeast Asian Nations (ASEAN)), Journal of Current Southeast Asian Affairs, Vol. 39(3), 2020
  • Renato Cruz De Castro, (The Challenge of Conflict Resolution in the South China Sea Dispute: Examining the Prospect of a Stable Peace in East Asia), International Journal of China Studies, April 2016, 23 Vol. 7, No. 1
  • Reymund B. Flores, Rachel Mary Anne A. Basas, (Chinese-Taiwanese Southeast Asian Triangular Relations: On Building and Rebuilding Political and Economic Assertiveness in South China Sea), Contemporary Chinese Political Economy and Strategic Relations: An International Journal, December 2018, Vol. 4, No. 3
  • Rodolfo C. Severino, (ASEAN and the South China Sea), Published by: Institute for Regional Security, Winter 2010, Vol. 6, No. 2
  • Shafiah F. Muhibat, (Whither the Honest Broker? Indonesia and the South China Sea), published by maritime awareness project, 20 May 2016
  • Thanh-Dam Truong, Karim Knio, (The South China Sea and Asian Regionalism a Critical Realist Perspective), Springer Briefs in Environment, Security, Development and Peace and Security Studies, 2016, Vol.24
  • Tomotaka Shoji, (Vietnam, ASEAN, and the South China Sea: Unity or Diverseness?), NIDS Journal of Defense and Security December 2012, Vol. 14, No.1
  • Tomotaka Shoji, Hideo Tomikawa, (Southeast Asia: Duterte Takes Office, South China Sea in Flux), East Asian Strategic Review, chapter5, 2017
  • Vincent Wei-cheng Wang, (ASEAN and Recent Tensions in the South China Sea), Ithaca College, Politics Faculty Publications and Presentations, chapter 7, 1-1-2014

Third: Theses

  • Niklas Swanström, (Conflict Management and Negotiations in the South China Sea: The ASEAN Way?), Department of Peace and Conflict Research, Uppsala University, 2000

Fourth: Reports

  • Gregory B. Poling, (Grappling with the South China Sea Policy Challenge), published by Center for Strategic and International Studies, A Report of the CSIS Sumitro Chair for Southeast Asia Studies, August 2015

Fifthly: other

  • Takashi Terada, (South China Sea Dispute and Institutional Balancing: ASEAN, TPP and AIIB), Doshisha University, 2013
  • The South China Sea Reader, (Papers and Proceedings of the Manila Conference on the South China Sea: Toward a Region of Peace, Cooperation and Progress), Co-Published by the National Defense College of the Philippines Foreign Service Institute Diplomatic Academy of Vietnam, 5 July 2011

[1] فايزة جراح “ما هي أسباب أزمة بحر الصين الجنوبي ؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى الحرب ؟”،، 26/5/2015،، علي الرابط التالي: https://arabic.euronews.com/2015/05/26/troubled-waters-the-south-china-sea-dispute

[2] غـزلان محمـود عبد العزيز” الصعود الصيني والأثار المترتبة على نزاعات بحر الصين الجنوبي” مجلة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،، جامعة القاهرة،، المجلد 21،، العدد 4،، أكتوبر 2020

[3] Bonnie S. Glaser, “Conflict in the South China Sea”, Council on Foreign Relations, center for preventive action, April 2015

[4] https://www.alkhaleej.ae/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86 ” بحر الصين الجنوبي..هل المسرح مهيأ لمواجهة عسكرية؟” ،، 29 ديسمبر 2019

[5] FENG ZHANG, “Chinese Thinking on the South China Sea and the Future of Regional Security”, published by Academy of Political Science, 2017, vol.132, no.3

[6]-Mark J. Valencia, “Latest US FONOP in the South China Sea: Tilting at Windmills?“, The Diplomat, 2016, link, https://thediplomat.com/2016/11/

[7] -Aurora Bosotti, ” US-China relationship on brink of collapse as Mike Pompom warns ‘tide is turning”, 2020, EXPRESS , Avilable: https://www.express.co.uk/news/world/136894.

[8] -Henery Sanderson,” China’s Xi urges Asian Security Framework to counter US”, Bloomberg, Available, HTTPS://WWW.BLOOMBERG.COM/NEW/ARTICLES/2014-06-28/CHINA-S-XI-URGES-ASIAN-SECURITY-REMEWORK-TO-COUNTER-U-S .

[9] -Jeffrey W. Legro, “What China will want: The future International of a Rising power“, Perspectives on Politics 5, no .3 (2007), pp515- 516.

[10] Ministry of Foreign Affairs of the People’s Republic of China“, President Xi Jinping Makes Remarks on Promoting the connectivity in the Asia Pacific at the 21st  APEC Economic Leaders’ Meeting ” Available at, https://www.fmprc.gov.cn/mfa-eng/topics-665678/xjpfwynmixycx21apec-

[11] – Fravel,M. T.,”China’ “Strategy in the South China Sea “. Contemporary Southeast Asia, 2011, 292-319.

[12]-Oegroseno, A.H,”ASEAN as the most Feasible Forum to address the South China Sea Challenges“. Proceeding of the Annual meeting (American Society of international Law), 2013, 209-293.

[13] – De Castro, R ,” The ASEAN Regional Forum in the Face of Great- power Competition in the South China Sea: The Limits of ASEAN’s Approach in Addressing 21st Century Maritime Security Issues ?”In C.Echle, M.Sarmah, P. Rappel, Security Architecture under Threat: The Status of Multilateral For a (pp.31-46)2017.

[14] -ASEAN, “Chairman’s Statement of the 20st ASEAN-China Summit” (13 November 2017), ASEAN Secretariat. https://asean.org/storage/2017/11/ .

[15] – حيدر على سكينة ، ” الأهمية الجيو-استراتيجية لبحر الصين الجنوبي، والصراع الامريكي –الصيني حوله“، الدفاع الوطني اللبناني ، العدد 115، 2021، الرابط https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/%d8%a7%

[16] -ASEAN,” Declaration of the Conduct of Parties in the South China sea“, ASEAN Secretariat. https://asean.org/?static-post=declaration-on-the-conduct-of-parties-in-south-china-sea-2 .

[17] – Petter Dutton, “Three Disoutes and Three- Objectives- China and the South China Sea“, Naval War College Reviwe,vol.64, no4, Autumn 2011.

[18] مروة خليل محمد مصطفى ” القدرة التفسيرية للنظرية الليبرالية في عالم متغير “دراسة تقومية”،، المجلة العلمية لكلية الدرسات الإقتصادية والعلوم السياسية،، جامعة الإسکندرية،، المجلد 6،، العدد 11،، يناير 2021، الصفحة 163- 165

[19] عزني موسي وإسعدي أعمر ” دور منظمة الأمم المتحدة في تسوية النزاعات الإقليمية في المتوسط بين الإستقلالية والتبعية” ،، مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية،، جامعة مولود معمري،، كلية الحقوق والعلوم السياسية،، 2017

[20] قاسم إبراهيم متعب الجنابي ” دور مجلس الأمن في تفعيل الآليات الدولية السلمية لمعالجة النزاعات المسلحة غير الدولية” ،، قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون العام قسم القانون العام،، جامعة الشرق الأوسط،، كلية الحقوق،، 2017

[21] بسكاك مختار ” حل النزاعات الدولية علي ضوء القانون الدولي” مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،، جامعة وهران،، كلية الحقوق والعلوم السياسية،، الجزائر، 2012

[22] إبراهيم مصطفي إبراهيم المهندز ” تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السياسية والقضائية” بحث مقدم استكمالا لمتطلبات الحصول على الماجستير في العلوم السياسية،، مدرسة الدراسات الاستراتيجية والدولية،، قسم العلوم السياسية،، ليبيا،، 2018

[23]– جهاد عبد الملك عودة- سمير رمزى، نظرية الدور وتحليل السياسة الخارجية، المجلة العلمية للبحوث والدرسات التجارية، المجلد 31- العدد3 ص566:ص599.

[24] – بتول رحال ” بحر الصين الجنوبي.. الأهمية الاستراتيجية ومستقبل الصراع” شبكة الميادين الإعلامية،، 2021 علي الرابط الاتي: https://www.almayadeen.net/news/politics/%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-

[25] – علي عواد الشرعة، الآسيان وتجربة التعاون الإقليمي: دراسة في مقومات التجربة وتحدياتها وإمكانات الإستفادة منها، مجلة إنسانيات، 8/1999، ص 63:88، الرابط متاح على https://doi.org/10.4000/insaniyat.8350

[26] بتول رحال مرجع سابق علي الرابط الاتي: https://www.almayadeen.net/news/politics/%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86

[27] عبد المالك حطاب، أبراهيم مشعالي ” المنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي” مجلة العلوم القانونية والسياسية، المجلد العاشر،، العدد 3 ، الجزائر ، ديسمبر 2019

[28] عبد القادر دندن ” مكانة بحري الصين الشرقي و الجنوبي في الاستراتيجية الصينية تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي” مجلة قضايا أسيوية،، العدد الأول،، الجزائر،، 2019

[29] شريفة كلاع “النزاع الأمريكي – الصيني للسيطرة على بحر الصين الجنوبي” مجلة الفكر القانوني والسياسي،، المجلد الخامس العدد الثاني،، جامعة الجزائر،، 2021

[30] Xander Vagg” Resources in the South China Sea”, American Security Project, 4 Dec 2012, https://www.americansecurityproject.org/resources-in-the-south-china-sea/

[31] الركن حيدر علي سكينه ” الأهمية الجيو – استراتيجية لبحر الصين الجنوبي، والصراع الأميركي – الصيني حوله” مجلة الدفاع الوطني اللبناني،، مرجع سابق

[32] رشا سهيل محمد زيدان ” التنافس الامريكي _ الصيني تجاه بحر الصين الجنوبي )دراسة في الابعاد الجيوستراتيجية)” مجلة تكريت للعلوم السياسية،، الموصل،، ص 176:178، 14/7/2020

[33] محمد محمود الإمام ، “تجارب التكامل العالمية ومعزاها لتكامل العربي“، مركز درسات الوحدة العربية ، بيروت ، 2004، ص280 .

[34] خالفي علي، رميدى عبد الوهاب، “رابطة دول جنوب شرق أسيا : نموذج الدول النامية للإقليمية المفتحة“، مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا، العدد السادس، ص 85

[35] علي عواد الشرعة ، “الآسيان وتجربة التعاون الإقليمي : دراسة في مقومات التجربة وتحدياتها وإمكانات الإستفادة منها“، مجلة إنسانيات، العدد 8 ، 1999، ص63:88  الرابط https://journals.openedition.org/insaniyat/8350?lang=en

[36] على عواد الشرعية ، ” الآسيان وتجربة التعاون الإقليمي”، مرجع سابق.الرابط https://journals.openedition.org/insaniyat/8350?lang=en

[37] – ما هو أساس الخلاف حول بحر الصين الجنوبي؟، BBC، 12يوليو 2016، الرابط متاح على https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160712-south-china-sea-qa

[38] – فايز جرا، ما هي أسباب أزمة بحر الصين الجنوبي؟ وهل يمكن أن تؤدى إلى الحرب؟، Euro news، 5/2015، الرابط متاح على https://arabic.euronews.com/2015/05/26/trobled-waters-the-south-china-sea-dispute

[39] – Martin D Mitchell, the south china sea: A Geopolitical Analysis, Journal of Geography and Geology . August 2016, the link available in https://www.researchgate.net

[40] – Rasha Suhail Mohamed, US – Chinese Competition Against The South China Sea,  Mousul Universal – college of political science.

[41] – ما هو أساس الخلاف حول بحر الصين الجنوبي؟، مرجع سابق ،الرابط متاح على https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160712-south-china-sea-qa

[42] – شريفة كلاع، النزاع الأمريكي – الصيني للسيطرة على بحر الصين الجنوبي، مجلة الفكر القانوني والسياسي، مرجع سابق

[43] Fravel, M. Taylor, “China’s Strategy in the South China Sea”, Contemporary Southeast Asia Vol. 33, No. 3, 2011

[44] لبنى جصاص، “دور التكتلات الإقليمية في تحقيق الأمن الإقليمي، دراسة حالة: رابطة دول جنوب شرق آسيا”، رسالة ماستر، جامعة محمد خضير، بسكرة، 2010، ص 123:125

[45] عبد القادر دندن، “الاستراتيجية الصينية لأمن الطاقة في محيطها الإقليمي”، أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية تخصص: علاقات دولية، جامعة الحاج لخضر، باتتة، 2013، ص 280.

[46] العميد الركن حيدر علي سكينه  “الأهمية الجيو – استراتيجية لبحر الصين الجنوبي، والصراع الأميركي – الصيني حوله”، مجلة الدفاع الوطني اللبناني،، مرجع سابق

[47] – Andy YEE, “Maritime Territorial Disputes in East Asia: A Comparative Analysis of the South China Sea and the East China Sea”, Journal of Current Chinese Affairs, Published by GIGA German Institute of Global and Area Studies, Institute of Asian Studies in cooperation with the National Institute of Chinese Studies, 2011, vol.40.

[48] Lalita Boonpriwan, “The South China Sea dispute: Evolution, Conflict Management and Resolution”, 2017

[49] Jing Huang, Andrew Billo, “Territorial Disputes in the South China Sea Navigating Rough Waters”, published by Palgrave Macmillan, England, 2015

[50] Opt– Andy YEE, “Maritime Territorial Disputes in East Asia: A Comparative Analysis of the South China Sea and the East China Sea”.

[51] غـزلان محمـود عبد العزيز” الصعود الصيني والأثار المترتبة على نزاعات بحر الصين الجنوبي” مرجع سابق

[52] Ian Storey, “Assessing the ASEAN-China Framework for the Code of Conduct for the South China Sea”, published by Yusof Ishak Institute, 8 August 2017, No. 62

[53] M. Florencia Rubiolo, “The South China Sea Dispute: A Reflection of Southeast Asia’s Economic and Strategic Dilemmas (2009-2018)”, published by Editorial Neogranadina, 2020, Vol.15, no.2

[54] هند المحلى سلطان” تأرجح في رابطة الآسيان: هل تمرر واشنطن استراتيجية المحيطين “الهندي” و”الهادئ” لاحتواء الصعود الصيني؟” مركز رع للدرسات الإستراتيجية،، 19 مايو 2021

[55] حنان بركات” بحر الصين الجنوبي وعجلة السياسة العالمية” وكالة الوطن للأنباء،، 11 يوليو 2021،، علي الرابط التالي: https://www.wattan.net/ar/news/345580.html

[56] -Leticia Simones, The Role of ASEAN in the South China Sea Disputes, E-international Relation,Jun 23/2022. The link available in https://www.e-ir.info/2022/06/23/the-role-of-asean-in-the-south-china-sea-disputes/

[57] -رابطة دول جنوب شرق اسيا في مازق حول بحر الصين، Swiss info، 24 يوليو 2016، الرابط متاح علي https://www.swissinfo.ch/ara/%D8%B1%D8%A7%D8%A7%

[58] -Michael York, ASEAN’s Ambiguous Role in Resolving South China Sea Disputes, Universities Muhammadiayah Yogyakarat, in Political and International Relations, Volume 12, 3 April 2015.

1/5 - (1 vote)

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button