دراسات سوسيولوجية

ديوان الزكاة في السودان.. تجربة تستحق الدراسة والتطبيق

الخرطوم: د.محمـد عبدالرحمن عريـف
في اثناء حضور مؤتمر طرق الحج الافريقي في مركز البحوث والدراسات الافريقية بجامعة إفريقيا العالمية وجهت لنا الدعوة لزيارة ديوان الزكاة في السودان. فكانت هذه المعلومات، ففي العام 1406هـ-1986م، تم فصل الزكاة عن الضرائب وتأسيس ديوان قائم بذاته للزكاة وله شخصيته الاعتبارية. وتم تعيين أول أمين عام للزكاة فى يناير 1988م بواسطة مجلس الوزراء تبع الديوان لوزارة الرعاية الاجتماعية وانتشر في جميع ولايات السودان.. وتم تفعيل الجباية والمصارف أنشأت لها إدارات متخصصة على مستوى الأقاليم – اما الهيكل الإداري فى ذلك الوقت فكان يضم عدة إدارات مركزية ووحدات هى الإدارة العامة للجباية، والإدارة العامة للمصارف، والإدارة العامة للبحوث والتوعية والتدريب، وإدارة المؤسسات ودور الرعاية الاجتماعية، وإدارة الشئون المالية، وإدارة الشئون الإدارية، وقسم الحالات العاجلة. كذلك قسم النازحين، وقسم المعوقين.
الخرطوم العاصمة السودانية الساكنة على ضفاف نهر النيل العظيم، الخرطوم عاصمة السودان البلد الذي يضم أكثر من أربعين مليون نسمة يعاني 45% منهم من الفقر وتصل نسبة البطالة فيه إلى 28%، في عام 1986 ظهرت في السودان تجربة جديدة حين أنشئ ديوان الزكاة ليكون بهذا تتويجًا لعدة قوانين سابقة قضت بأن تتولى الحكومة بنفسها جمع أموال الزكاة وإعادة توزيعها على المستفيدين وأصحاب الحقوق من الفقراء، السودان بهذا صارت الدولة العربية الأولى والأخيرة التي تقوم بنفسها وبقوة القانون بجمع أموال الزكاة، الآن وبعد مرور ثلاثون عامًا كيف تبدو الصورة، هل نجح ذلك الديوان والإدارة الحكومية في جمع أموال الزكاة وتوزيعها في تخفيف حدة الفقر عن الفقراء والناس هنا أم أنها تجربة ما كان ينبغي لها أن تقوم أصلا؟.
ستبقى تجربة غير مسبوقة في العالم الإسلامي فالزكاة في السودان لا تترك لاختيار الناس من شاء دفعها ومن شاء امتنع بل إنها تجبى من كل من وجبت عليه بحكم القانون والديوان هو الهيئة الوحيدة المخول لها جبايتها. ويبقى القول الفصل قوله تعالى: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ الذاريات، الآية (19). وايضًا قوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ﴾ المعارج، الآية(24).
* د.محمـد عبدالـرحمـن عريـف.. كاتب وباحــث في تاريخ العرب الحديث والمعاصر وتاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية. عضو الاتحاد الدولي للمؤرخين.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى