دراسات استراتيجيةدراسات شرق أوسطيةنظرية العلاقات الدولية

سوريا: جدلية التوافق والتنافس الأمريكي ـ الروسي

تدخلت روسيا في الازمة السورية تدخلاً عسكرياً واضحاً فى الحرب والصراع الداخلي فى سوريا، فقد أرسلت روسيا طائرات ميج 31 المتطورة (اعتراضية) التي استقرت في مطار المزة، ودفعة من صواريخ “كورنيت5 ” المتطورة، وطائرات مروحية، ودبابات “تي 92” مع أطقمها، وسربا من طائرات سوخوي 30 (طائرة تفوق جوي متعددة المهام)، وصواريخ جو أرض. وأدى التدخل العسكري الروسي منذ بدايته فى 30 سبتمبر 2015 حتى الآن الى تدمير قرابة 1600 موقع من المواقع التابعة لما اسمته للجماعات الارهابية في سوريا، وقتل ما يزيد عن 279 وفقاً لتقرير المونيتر منذ بداية الضرابات الروسية حتى 31 اكتوبر 2015. وفي ذات الوقت؛ أسرعت روسيا بالبحث عن حل سياسي سلمي للآزمة في سوريا، والإسراع بعملية التفاوض، وفي هذا الإطار رأي البعض ان التدخل العسكري الروسي قد جاء متأخراً. وفيما يلي دراسة وتحليل لأسباب وتداعيات التدخل العسكري الروسي في سوريا فى إطار محاولاتنا البحث عن مسار الأزمة السورية خلال الفترة أو المرحلة القادمة.

أولاً: أسباب التدخل:

يأتي التدخل العسكري الروسي في سوريا في الفترة القليلة الماضية نتيجة العديد من الأسباب والعوامل التي دفعت روسيا للتدخل العسكري الروسي في سوريا؛ وهذه الأسباب تحمل العديد من الأبعاد ذات التداعيات المختلفة على جميع المستويات. تتمثل الأسباب وراء التدخل العسكري الروسي في سوريا في الآتي:

1ـ على المستوى الدولي؛ الرغبة الروسية في العودة على الساحة الدولية وتعزيز دورها كقوة دولية فاعلة؛ حيث ترغب روسيا في تعزيز دورها ومكانتها على المستوى الدولي والاقليمي في منطقة الشرق واثبات دورها المؤثر في القضايا الدولية والاقليمية الهامة؛ وخاصة منطقة الشرق الأوسط وتعتبر الازمة السورية فرصة سانحة لها؛ من خلالها قدرتها على تشكيل وتكوين تحالفات اقليمية على غرار ما فعلته الولايات المتحدة والغرب. وقد تأكد هذا الدور عقب ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية ولم يستطع الغرب اتخاذ موقف ضدها. حيث يسعى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى دحر مساعي القوى الغربية لإضعاف روسيا وعزلها منذ فترة ما بعد نهاية الحرب الباردة، فقد اتضح ذلك منذ نجاح روسيا في ضم جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 دون قدرة الغرب على التحرك، ومن ثم إفشال محاولات الغرب في جلب حلف الناتو إلى اعتاب روسيا.

2ـ على المستوى الاقليمي؛ الحفاظ على المصالح الروسية في المنطقة؛ حيث تسعى للحفاظ على تواجدها في نافذة تطل على المياه الدافئة؛ إذ يوجد لها قاعدة عسكرية بحرية في ميناء طرطوس في سوريا- وهي القاعدة العسكرية الوحيدة لها في منطقة الشرق الأوسط. كما تسعى روسيا لبناء قاعدة عسكرية جوية لها في غرب سوريا باللاذقية.

هذا فضلاً عن رغبة روسيا في تعزيز دورها بسوريا في ظل التسويات المستقبلية المحتملة مع أطراف اقليمية ودولية. وكذلك رغبة روسيا فى بناء تحالفات واسعة بعد غياب طويل لها في منطقة الشرق الاوسط، حيث أنه مع ابرام الاتفاق النووي الايراني بين ايران ومجموعة (5+1) يمكن لروسيا المضي قدماً في التنسيق الاستراتيجي والعسكري المفتوح مع ايران وهو ما توضحه زيارة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى طهران الاثنين 23 نوفمبر 2015، والذي تزامن مع تصريح السفير الايراني لدى روسيا “مهدي صانعي” بأنه بدأت إجراءات تزويد إيران بنظام الصورايخ (إس -300) المضادة للصواريخ، وأنه تم توقيع عقد جديد بين الدولتين وبدأت عملية تسليم هذا النظام وكان البلدان قد وقعا عقداً فى التاسع من نوفمبر لتزويد طهران بنظام الصواريخ المتطور. ومن ثم هناك ابتعاد عن اعتماد النظام على المعدات العسكرية الامريكية والتدريب الممتد منذ عام 2003، وبالتالي فإن الوجود العسكري الروسي في سوريا يبعث بإشارة قوية إلى بغداد بأن روسيا قد عادت مرة أخرى الى الشرق الاوسط وعلى استعداد لبناء تحالفات جديدة.

ومن ناحية أخرى؛ فإنه على الرغم من اعتماد مصر على التسليح والتدريب الامريكي إلا انه في الفترة الماضية حدث خلاف فى وجهات النظر بين الجانبين المصري والامريكي حول العديد من القضايا السياسية والأمنية، فى حين هناك توافق بين الرؤي وتقارب مصري روسي حول العديد من القضايا الدولية والاقليمية سياسيا وامنيا، وقد اتضح ذلك من خلال زيارة السيسي لروسيا عدة مرات، بجانب الصفقات فى التسلح والمشروع النووي.

ويتضح مما سبق ان هناك محاولات روسية من خلال هذه التقاربات الى إعادة بناء تحالف شبيه بالتحالف السوفيتي القديم الذي شمل دمشق والقاهرة وبغداد، بل تكون قد زادت عليه ايران التى كانت حليفاً للغرب في ظل الحرب الباردة وحكم الشاه. ولكن هناك محاولات غربية لإفشال هذه التقاربات وقد اتضح ذلك عقب حادث الطائرة الروسية فى مدينة شرم الشيخ بمصر.

فقد قامت الولايات المتحدة بالتعاون قبل التدخل العسكري الروسي في إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، وعلى الرغم من التجهيزات والتدريبات الامريكية، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً، وقد جاء التحرك الروسي لإرسال اشارة الى الولايات المتحدة أن سوريا تعتبر منطقة فضاء استراتيجي خاصة بها.

3. أما على المستوى المحلي؛ فقد جاء التحرك الروسي نتيجة إدراك القيادة الروسية التطورات الداخلية على الساحة السورية والتي أدت إلى ضعف وانهاك النظام السوري؛ خاصة عقب تقدم المعارضة السورية في المناطق الشمالية والجنوبية على مشارف مدينة اللاذقية، التي تعتبر أكبر مدن على ساحل الجمهورية العربية السورية والميناء الرئيس لها، فقد أدت هذه التطورات إلى بداية فقد النظام السوري السيطرة على بعض جبهات القتال في الشمال، وكذلك فى الجنوب، هذا ولا يزال تنظيم داعش قوي كما هو منذ بداية الضربات الجوية فى اغسطس 2014 من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

ومن ثم فإن التدخل العسكري الروسي جاء ليعزز من قدرات النظام السوري والحفاظ علي ما تبقي منه في مدينتي حمص وحماة، ومواجهة داعش التي يراها الرئيس بوتين تهديدا للأمن والاستقرار ليس فقط على المستوى الاقليمي في منطقة الشرق الأوسط وإنما أيضاً الامن والاستقرار العالمي.

5ـ الضغط على دول الأوبك لتغيير سياسة انتاجها النفطي، حيث تواجه روسيا ازمة اقتصادية منذ انخفاض سعر النفط وقيام السعودية وغيرها من الدول بتخفيض الانتاج من أجل رفع السعر مرة أخرى.

6ـ تستهدف روسيا من تدخلها إيجاد دور لها في التسويات الخاصة بالأقليات فى المنطقة خاصة في سوريا والعراق، خاصة الأكراد الذين يعملون على تحقيق حلمهم فى إعلان دولة مستقلة في العراق وسوريا وهو ما يتعارض والمصالح التركية وتسعى تركيا لإجهاضه حفاظاً على حدودها الجنوبية.

ثانياً: المواقف الإقليمية والدولية:

مازال هناك اختلاف فى الرؤي والمصالح الاستراتيجية فى المنطقة مما انعكس على الازمة السورية واختلاف الدول في سبل التوصل الى حل للازمة السورية خاصة وان هناك دول ذات علاقات باطراف الصراع الداخلي وتقوم بدعمهم ماديا وعسكريا، وبالتالي انعكست هذه الرؤي والمواقف الاقليمية والدولية على الازمة السورية مما زادت من تعقيدها أكثر مما أدت الى حلها كما هو واضح فلم تعد الازمة محلية او بين اطراف محلية ولكن أصبحت اقليمية ودولية بفعل تدخل الاطراف ودعم الاطراف المختلفة في الصراع الداخلي. وفى هذا الاطار ابدت العديد من الدول تخوفها من هذا التدخل العسكرى الروسي غير المسبوق فى سوريا والذي من شأنه إطالة عمر النظام السوري – نظام بشار الاسد. ومن ثم تتعد السيناريوهات المستقبلية بشأن الازمة السورية خاصة فى ظل التطورات على الساحة الدولية والاقليمية، وتتمثل فى فريقين هما كالآتي:

1ـ الفريق الأول:

يشكَّل تحالف الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والدول الغربية، بجانب الدول الاقليمية مثل المملكة العربية السعودية وتركيا و قطر؛ اتجاهاً معارضاً للتدخل العسكري الروسي ويعتبرونه تدخلاً لحماية نظام الرئيس السوري “بشار الأسد”، وهو ما تم تفسيره من خلال انتقاد هذا التدخل من قبل الادارة الامريكية والمملكة العربية السعودية وتركيا والاعراب عن قلقهم من هذا التدخل الذي من المحتمل أن يؤثر سلبيا على محاربة “تنظيم الدولة الاسلامية” “داعش” فى حال عدم التنسيق بين قوات التحالف والقوات الروسية، كما تتخوف هذه الدول من التدخل العسكري البري الروسي فى سوريا والذي من المحتمل أن يقلب موازيين القوى داخل سوريا وتدعيم قوات الرئيس السوري “بشار الأسد”.

وفي هذا السياق اكد وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” أن محاربة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” فى سوريا لا يمكن مواجهته دون التحالف مع نظام “بشار الاسد”، كما أكد “تأكيد بلاده وتصميمها على مواصلة دعم نظام بشار الاسد فى سوريا وامداد قواته المسلحة بكل ما يلزمها من تقنيات عسكرية واسلحة لدعم قدراتها الدفاعية من اجل مكافحة الارهاب”.

وفي سياق تخوف الدول الغربية والاقليمية من التدخل البري الروسي فى سوريا؛ تعتبر روسيا انه لا يمكن مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وهزيمتها فقط من خلال الضربات الجوية والتى كان قد بدأتها قواتها التحالف منذ قرابة عام ولم يسفر عنها أي تقدم في فى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بل أدى إلى مزيد من التمدد والسيطرة على مناطق اخري، ومن هنا ترى روسيا انه لا يمكن مواجهة هذا التنظيم الا عبر القوات النظامية التى يمتلكها النظام السوري ومن ثم لابد من دعمها، هذا الى جانب تخوف روسيا من تكرار سيناريو ليبيا والعراق وتعدد تجارب الدول الفاشلة فى المنطقة والذى من شأنه يؤثر على الامن والاستقرار الاقليمي والدولي. وفى هذا الاطار اجرت البحرية الروسية مناورات حربية فى البحر المتوسط قرب السواحل السورية وذلك وفقا للقانون.

ويعمل هذا التحالف الامريكي على إفشال التدخل الروسي وافتعال العديد من الازمات على الساحة الدولية والاقليمية، فمؤخرا قامت تركيا باسقاط الطائرة الروسية بحجة انها اخترقت المجال الجوي، عقب تحذيرات تم توجيهها اليها، وهو ما قد يؤثر الفترة القادمة على الوضع فى سوريا وسير المفاوضات.

الفريق الثاني:

أما الفريق الثاني فيرى أن روسيا نجحت فى تكوين تحالف اقليمي مكون من (العراق، ايران، سوريا، حزب الله اللبناني، وبعض الدول العربية التي لم تبدي بعد موقفها من التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية) ندا للتحالف الأمريكي الغربي المكون من قرابة 50 دولة فى مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا بجانب الدول الغربية، خاصة في ظل إعادة تشكيل هيكل النظام الدولي فى المرحلة الراهنة تحاول روسيا ايجاد دور لها كقطب دولي فى هذا النظام الجديد.

هنا وضح ان هناك انقساماً عربياً تجاه التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية، فكما نرى تنامي العلاقات المصرية الروسية فى السنوات الاخيرة عقب 30 يونيو 2013، وكذلك الموقف المحايد لسلطنة عمان والتي من المحتمل أن تلعب دور الوسيط الدبلوماسي إذا طُلب منها ذلك.

في المقابل ترى السعودية وقطر تركيا بجانب الولايات المتحدة والدول الغربية فى التحالف الغربي ضد “داعش”؛ ان التدخل العسكري الروسي فى الأزمة السورية في الوقت الراهن ما هو إلا دعم للنظام السوري وإطالة مدة بقائه وهو ما يضر بسبل تسوية هذه الأزمة. حيث ترى هذه الدول أن التدخل الروسي لا يستهدف فقط مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” وإنما أيضا جميع فصائل المعارضة المسلحة للنظام، وهو سيؤدي إلى ترجيح كفة النظام السوري على حساب المعارضة المعتدلة التي تدعمها هذه الدول.

ثالثاً: السيناريوهات المستقبلية:

تتأرجح السيناريوهات المستقبلية بشأن الأزمة السورية عقب التدخل الروسي بين ثلاثة سيناريوهات هي:

الأول: سيناريو التصعيد:

يبني هذا السيناريو على دعم الدول العربية والخليجية (المعارضة للتدخل العسكري الروسي) للمعارضة المسلحة السورية بأسلحة نوعية من شأنها أن تُخل بالتوازنات التي فرضها التدخل العسكري الروسي، وفي المقابل ستقوم روسيا بكسر الحصار على اليمن ودعم قوات صالح والحوثيين، بحيث يسعى كل طرف إلى اخلال التوازن فى مسرح عمليات الآخر. وهناك العديد من التصريحات التى تدعم هذا السيناريو؛ حيث تمسك المملكة العربية السعودية برفض اى حل سياسي يتضمن الاسد وذلك من خلال وزير خارجية المملكة العربية السعودية فى المؤتمر الذى انعقد فى فيينا بأنه قبول بالحل السياسي دون وجود الاسد، وفى حال وجوده سيستمر دعم القوى المعارضة. هذا فضلاً عن قيام تركيا باسقاط طائرة روسية على الحدود بحجة اختراق مجالها الجوي، مما سيؤدي الى تعقيد الوضع فى سوريا وسينعكس عليه بالضرورة، فقد تستخدم هذه الحادثة كذريعة للضغط من اجل فرض منطقة حظر جوي على سوريا.

الثاني: سيناريو انفراج الازمة:

ويتضح من خلال عدة مؤشرات تتمثل فى عدم رغبة السعودية في التصعيد، فهي دولة براجماتية تعي حجم مسئوليتها والتزاماتها في المنطقة ولا تريد مواجهة مباشرة مع روسيا، وتسعي لايجاد حل سياسي للأزمة، رغم رفضها التام لأي دور للرئيس السوري “بشار الاسد”، وقد تسعى المملكة لتكوين تحالف مع روسيا خاصة مع خيبة أملها فى الولايات المتحدة بعدما ابرمت الاتفاق النووي فى إيران.

ومن المؤشرات أيضاً؛ عقد اجتماعين على التوالي دون رعاية الأمم المتحدة يضم عددا من الدول الاقليمية والدولية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لبحث الازمة السورية وسبل تسويتها، وقد اتفق جميع الاطراف على ضرورة تسوية الصراع الداخلي، والحفاظ على وحدة الاراضي السورية، ووضع استراتيجية للحل السياسي، ولكن لازال الخلاف على وضع “الاسد” من هذه الاستراتيجية وبالتالي ظل الاسد العقبة التى تواجه التوصل الى اتفاق بين جميع القوى، بجانب تعدد الفصائل المعارضة للنظام السوري نفسه والتي من المتوقع عدم توصلها لاتفاق فيما بينها.

الثالث: سيناريو استمرار الازمة:

يُعد هذا السيناريو هو الأرجح؛ حيث مازال هناك انقسام فيما بين الأطراف الإقليمية والدولية حول سبل تسوية الحرب في سوريا، وعدم وضوح مواقف عدد من الدول العربية من التدخل العسكري في سوريا وهو ما ظهر بوضوح في غياب عدة دول عربية عن توقيع البيان الذي أدان التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ بدئه. فضلا عن تعدد ازمات المنطقة، وتطور الاحداث على الساحة الاقليمية والدولية.

هذا بالاضافة الى قيام وزارة الدفاع الامريكية “البنتاجون” بالإعلان عن إرسال عشرات من المستشارين العسكريين الامريكيين الى الاراضي السورية لتقديم الدعم اللوجستي والاستشاري للفصائل المعارضة السورية المعتدلة، وذلك بالتزامن مع انعقاد اجتماع “فيينا2″، وهو ما دفع البعض للقول أن التدخل العسكري الروسي فى سوريا كسر حالة الجمود التي كانت عليها الولايات المتحدة خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية.

خاتمة:

1ـ يبدو ان الازمة السورية ستستمر على المدى المتوسط، أمام استمرار انقسام الدول العربية والاقليمية بشأن التوصل الى حل لها، هذا فضلا عن اختلاف المصالح ودعم بعض الدول العربية والاقليمية لاطراف الصراع الداخلي السورية مما يعقد الوضع.

2ـ على الرغم من المعارضة التى حظي بها التدخل العسكري الروسي الا انه استطاع تحريك المياه الراكدة ونقل الصراع على مائدة المفاوضات من خلال عقد اجتماعيين على التوالى “فيينا1″ و”فيينا2” فى اكتوبر 2015 والتى خرج بها بتوافق الاطراف المعنية على عدة بنود هامة هي ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة ومرحلة انتقالية، ووحدة الأراضي السورية، وتشمل هذه المرحلة تشكيل حكومة وحدة وطنية واعداد دستور جديد للبلاد، وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، ولكن يبقي الخلاف حول مصير “الأسد”.

3. على الرغم من محاولات التحالف الغربي افشال الجهود الروسية واثبات فشلها فى التدخل العسكري، من خلال افتعال العديد من الأزمات وكان آخرها، حادثة الطائرة التي اسقطتها تركيا على الحدود، الا ان روسيا مازالت متمسكة بضرورة التوصل الى حل سياسي للازمة في سوريا، واعلان وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” فى تعقيبه على حادث الطائرة الروسية فى تركيا، أن هذا الامر لن يؤثر على محادثات فيينا بشأن سوريا، وآمل ان لا يؤدي هذا الامر الى الضغط من أجل فرض حظر جوى على سوريا.

هذا ومن المحتمل ان تستمر الازمة على المدى المتوسط، في التطورات الاقليمية والدولية وعدم اتفاق الاطراف الداخلية والاقليمية والدوليه على سبل حل الازمة السورية، وهو الامر الذي سيؤثر سلبيا على الامن والاستقرار الدولي والاقليمي، وزيادة العمليات الارهابية على المستويين الاقليمي والدولي.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى