دراسات سياسيةدراسات شرق أوسطية

سياسة ترامب وبايدن تجاه الشرق الاوسط

بقلم مروان سمور – باحث سياسي اردني

سيختار الناخبون الامريكيون يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من  هذا العام , الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية ونائبه , من خلال الدائرة الانتخابية او ما يعرف بالمجمع الانتخابي ,  وكذلك سينتخبون  مجلسي النواب والشيوخ ايضا وبشكل متزامن .

 وان السباق الرئاسي بين المتنافسين الرئيسيين مرشحي الحزبين الكبريين في امريكا هو الحزب الجمهوري , بمرشحه الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب , والحزب الديمقراطي بمرشحه نائب الرئيس الامريكي السابق جو بايدن .

وستجري الانتخابات وسط فوضى كبيرة خلقها الرئيس الحالي ترامب , في سياسته الخارجية تجاه دول العالم ودول الشرق الاوسط بشكل خاص , فقد غير ترامب العرف الامريكي والاستراتيجيات الامريكية حول معظم القضايا , وخرج عن المألوف , فاصبحت ادارته وسياسته مضرب المثل بالفوضى والمزاجية والتخبط .

وان السياسة الامريكية ما بين الحزبين الرئيسيين تجاه الشرق الاوسط بشكل اساسي ثابتة في القضايا الحيوية , كحماية اسرائيل ودعم تفوقها على جيرانها , واستمرار تدفق النفط الى امريكا واوروبا .

ولكي نتعرف على السياسة الامريكية القادمة تجاه الشرق الاوسط , فلا بد لنا اولا ان نتعرف على مرشحي الحزبين الرئيسيين ” ترامب وبايدن” من خلال مواقفهم او تصريحاتهم تجاه بعض الدول في الشرق الاوسط , , وذلك فيما يلي :

تركيا

رغم تذيذب العلاقات التركية الامريكية في ادارة ترامب , فقد كشف مؤخرا بان ترامب واردوغان اصدفاء ولديهم تقارب في التفكير .

صرح بايدن :  بإنه سيدعم تغيير النظام في تركيا في حال فوزه  , معرباً عن انفتاحه للحديث مع زعماء المعارضة لهزيمة إردوغان .

اسرائيل

اعلن ترامب خطته للسلام والتي اسماها “صفقة القرن” , ومن ثم اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل , ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس . واوقف دعم وكالة الاجئين “الانروا” , ومن ثم اعلن الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان المحتلة .

رفض بايدن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط , واصفا إياها بأنها “حيلة سياسية” وتعهد بإجراء مفاوضات جديدة على أساس حل الدولتين مع الفلسطينيين.

السعودية والامارات والبحرين

هذا المحور الذي يضم السعودية والإمارات والبحرين، يؤيد بقاء ترامب في الحكم؛ لكونه يبيعهم أسلحة كانت محظورة عليهم، ودعم حربهم في اليمن، ودعم موقفهم  من خلال تشدده مع إيران .

اما بايدن فقد تعهد بوقف التدخل فى حرب اليمن عن طريق وقف دعم السعودية والامارات والتوقف عن تسليحهما، وبعدم مواصلة سياسة إدارة ترامب التى تمنح شيكا على بياض ، وبإنهاء «الدعم الأمريكي للحرب التى تقودها السعودية والامارات في اليمن .

السلطة الفلسطينية

رفض الفلسطينيون خطة ترامب للسلام ” صفقة القرن” لأنها تسمح لإسرائيل بمواصلة السيطرة على مستوطنات الضفة الغربية , واستنكروا نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس .

بينما يتفق الديمقراطيين مع ترامب في اجراءات نقل السفارة ولكن لا يؤيدون خطته للسلام , بل مع حل يفضي الى دولتين لإسرائيل والفلسطينيين .

ايران

مارس ترامب تصعيداً غير مسبوق مع إيران، بدءاً من مغادرته الاتفاق النووي قائلا : “لدواعي إمكانية التوصل إلى اتفاق أفضل” . ومرورا باغتيال الجنرال قاسم سليماني , وانتهاءًا بسلسلة العقوبات الاقتصادية الشديدة  التي فرضها على ايران .

بينما بايدن يقول بإنه سيتعامل مع إيران عن طريق الدبلوماسية , وسيعود إلى “الاتفاق النووي” لكن بشرط عودة طهران أولا للامتثال للقيود التي يفرضها  عليها هذا الاتفاق .

وعليه، يمكن القول , انه اذا ما  فاز ترامب في السباق الرئاسي , فالارجح انه سيبقي سياسته الحالية على حالها , من خلال عدم التدخل العسكري المباشر والاستمرار في محاصرة ايران وخنق اقتصادها, وابتزاز دول الخليج , وحصار قطر , وايضا الابقاء على قطار تطبيع دول الخليج مع اسرائيل .

ورغم الفارق الكبير في اسلوب الرجلين على صعيد السياسة الخارجية، وتعهد بايدن حال فوزه بإعادة إحياء سياسات الرئيس السابق اوباما تجاه المنطقة بالخصوص، فإن ثمة تحديات كبيرة ستواجهه لكي يتغلب على الفوضى الكبيرة التي خلفها ترامب , ولكي يعيد البوصلة لما كانت عليه في السابق .

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى