دراسات سياسية

شهادات من مذكرات الدبلوماسي رابح مشحود عن أحداث عاشتها الجزائر “الجزء الثاني”

Table of Contents

د.محمد عبدالرحمن عريف 

  فى هذا الجزء “الثانى” من مذكراته المليئة بالأحداث بدأ بالتطرق إلى موضوع السنوات الأولى للاستقلال كاجتماع المكتب السياسي “بفيلا جولي”، الهجوم المغربي على الجزائر، انتقاله من مدينة “قسنطينة” إلى رئاسة الجمهورية بالجزائر والأيام الصعبة، كيف تغرس الدول جواسيسها، كيف كانت تتم مخداعة الرئيس “أحمد بن بلة” بنصائح مغشوشة، الأجواء السياسية والقرارات المتسرعة، مع التطرق إلى قضية إعدام العقيد “محمد شعباني”.

  ثم تحدث عن السفير العراقي والتعاون الجزائري العراقي، عن السفارة المصرية بالجزائر، فعمله بين رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع ، فعلاقاته الوثيقة بالملحق العسكري العراقي، فالنشاط الخطير للملحق العسكري الأمريكي  بالجزائر. ثم بعد ذلك تطرق إلى موضوع ما قبل وبعد انقلاب 19 جوان 1965 الذي كتمه في نفسه سنوات طوالًا  ما أصعبها، أين يكشف اللثام عن حقائق مذهلة لأول مرة عندما كان حينها  مستشار برئاسة الجمهورية من 1963 إلى غاية 19-06-1965، وكيفية اكتشافه لعملية التحضير للانقلاب ذلك مسبقًا مع إعداده تقريرًا للرئيس “أحمد بن بلّة”، فلقائه بالمدير العام السابق للأمن بالجزائر، مع تطرقه إلى زيارة العقيد  المصرى “سيد طه” للجزائر .

   ثم أستعرض بالتفصيل لأول مرة الخطة التى وضعتها مع الملحق العسكري العراقي لادخال مرافق أمنى جزائري لحضور وقائع المؤامرة التي دارت في مقر السفارة الأمريكية بالجزائر، عن الغاء تلك الخطة، عن وقائع تلك المؤامرة ودور الملحق العسكري الأمريكي، عن كتابته لتقرير استباقى حول مؤامرة قلب نظام الحكم بالجزائر وتسليمه له للمسؤولين.

  يلى ذلك التطرق إلى آخر يوم رئ فيه الرئيس “بن بلة” رئيسًا للجزائر، عن  ليلة 19 جوان 1965 وعملية الانقلاب العسكرى والأيام الأولى بعده، عن أول اتصال “لهوارى بومدين” به، فبداية متاعبه وبدايـة التحقيق والتدقيق معه، وأخيرًا تحدث عن مصير تقريره حول ضلوع أمريكا في الانقلاب على الرئيس “بن بلّة”، وعن بداية عمله بوزارة الشؤون الخارجية، ثم ختامًا عن إبعاده بتعينه للعمل فى الأردن. نعم هي مغامرة.. بكل المقاييس، أن تقدم نخبة عسكرية مجهولة على مستوى دولة، خرجت للتو من قبضة الاستعمار، ولاتزال ترتبط معها باتفاقيات أمنية واقتصادية مصيرية، وفي زمن كانت فيه الانقلابات العسكرية في إفريقيا، وأمريكا اللاتينية واسيا، تحمل بصمات واختام الأقطاب الدولية المتصارعة على مناطق النفوذ، من هنا لم يكن انقلاب العقيد بومدين على غريمه بن بلة، خارج موجة التجاذبات.

  يبقى أنه لا يزال الجدل قائمًا بشأن خلفيات وخفايا، حركة 19/06/1965، التي حملت جماعة وجدة بقيادة هواري بومدين للسلطة، واقبرت أول رئيس للبلاد أحمد بن بلة ثلاثة عشر سنة في السجن.. ولو أنه خلال السنوات الأخيرة، برزت عدد من الكتابات بقلتها وشحاحة معلوماتها، تلك التي استهدفت البحث في حقائق “التصحيح” الذي قيل أنه رهن هوية، وقدرات البلاد عقود، بين يدي نخبة تغريبية، ولنا أن نتساءل إذا نجحت تلك الدراسات، بإرساء أطروحات علمية، فيما يخص ماهية الحركة العسكرية، واتجاهات قادتها الفكرية، ومحتوى إفرازاتها طوال سنوات، بيد أن كل ما قيل عنها، خلال فترة تجاوزت العشرات من السنوات، على مستوى الإعلام الحكومي، والمؤسسات الرسمية، والندوات المناسبتية، لا يتعدى الإشارة إلى “تصحيح فرضته الجماهير الثورية، انتقل بالجمهورية الفتية، من سياسة العبودية الفردية الحاكم، إلى القيادة الجماعية، وجنة الثورات الثلاث الشهيرة. فهل هذا ما حدث بالفعل؟. لنتابع مذكرات المجاهد والدبلوماسي الجزائري رابح مشحود.

 

 

 

 

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى