د.شكري الهزَّيل
في مفارقة سريالية معبرة بدأ حال رام الله في واد وحال غزة في واد اخر اثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وفيما كان اب فلسطيني يحمل جثمان ابنته الصغيرة الشهيدة على راحتيه كان محمود عباس يلتقط الصور باسما مع مجموعة طلاب مدارس زارت المقاطعة في رام الله وبدا ان ما يسمى بالرئيس الفلسطيني حاضرا غائبا ان لم يكن شامتا بماجرى في غزة بالرغم من ان كافة الشعب الفلسطيني كانوا فخورين بأداء المقاومة وردها على العدوان الاسرائيلي السافر المتكرر على قطاع غزة الغير ملائم الى حد بعيد للعيش الادمي ويعاني سكانة الذي تجاوز عددهم المليوني نسمه الامَّرين من الحصار الصهيوني والعربي المفروض على سكان القطاع الصغير جغرافيا والمكتظ سكانيا حيث “يمتد قطاع غزة على شكل شريط حدودي ضيق إلى الشرق من شبه جزيرة سيناء تبلغ مساحته 360كم²، أما طوله فهو 41كم²، بينما يتراوح عرضه بين 5-15كم²، فيما الكثافة السكانية في القطاع عالية جداً، حيث تصل إلى 4.000 نسمة للكيلومتر المربع الواحد، ” ويعاني السكان في قطاع غزة من شُح الموارد نتيجة الحصار المفروض عليهم من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي منذ وقت طويل بالاضافة ” إلى تدمير قوات الاحتلال القطاع تدميرا كاملاً بعمرانه وبنيته التحتية والفوقية بمعدل مرة في كلّ 3 أعوام، وبدأت في اتباع هذه السياسية قبل نحو 10 سنوات من الآن، ناهيك عن إغلاق كافة منافذه البرية والبحرية بغرض إحكام السيطرة عليه واستنزاف موارده كلها”!!
يتحدث الناس كثيرا عن قطاع غزة لكن الكثيرون يجهلون ان مساحة القطاع لا تشكل سوا 1.33 بالمئة من اجمالي مساحة فلسطين وهذة المساحة الصغيرة تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط تقريبا على نفس الخط اللتي تقع عليه يافا واسدود وعسقلان جنوبا وقبل عام 1967 كان القطاع خاضع للإدارة المصريه حيث احتل الاحتلال القطاع عام 1967 ومن ثم جرت احداث كثيرة ابرزها تشكيل سلطة أوسلو عام 1993 ومن ثم الاقتتال بين حركتي فتح وحماس عام 2007 واستلام حركة حماس ادارة الحكم المحلي بعد طردها لقوات حركة فتح ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا 2019 ظل قطاع غزة محاصرا من جهات عدة لكن الانكي من هذا وذاك هي تعرضه الى اعتداءات وحروب دورية تدميرية ممنهجة شنها الاحتلال الصهيوني عام 2008 و2014 و 2019 أدت الى دمار كبير وشامل في المباني السكنية والحكومية والمدارس والمرافق الحيوية كالمشافي وغيرها ناهيك عن استشهاد ومقتل وجرح الاف المدنيين من بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء… أدت الحروب والحصار الطويل المفروض على غزة الى تدمير حياة الغزيين والزج بنسبة كبيرة الى مربع الفقر والعوز والبطالة والمرض. جرائم لا تعد ولا تحصى ارتكبت بحق الغزيين اخرهن قتل وجرح الالاف من شباب مسيرات العودة والعدوان الأخير” شهر مايو 2019″!!
يتعامل الاحتلال الصهيوني المدعوم من الفاشية الترامبية الامريكية بكل استهتار مع حياة ووجود الغزيين ويطلق عليهم النيران بسبب وبدون سبب ويهدم بيوت الناس على رؤوسهم ويقتل الأطفال الرضع ويجد كل الدعم المطلق من الفاشية الامريكية والغربية بحجة “الدفاع عن ذات” لابل ان الاعلام الغربي يتعامل مع الاحداث باحادية الموقف الداعم لقتل الشعب الفلسطيني بحجة دفاع المقاومة الفلسطينية عن شعبها..الاعلام الغربي الداعم للاعلام الاسرائيلي يصور دائما الصهاينة كضحايا فيما الفلسطينيون هم المعتدون والملاحظ ان موت او جرح مئات الفلسطينيين لا يجد أي اهتمام اعلامي غربي الا في اطار تبرير القتل الإسرائيلي المبرمج كدفاع عن النفس..موت إسرائيلي واحد في تل ابيب بسبب صاروخ فلسطيني يشكل مادة إخبارية للاعلام الغربي بكونه جريمة فلسطينية فيما موت عشرات الفلسطينيون وهدم مئات البيوت لا يشكل ادانة لمسلكية الكيان الإسرائيلي لابل منطلق لاتهام الفلسطينيون بالإرهاب…. وجب التنوية لمسلكية الاعلام الغربي الذي تزعم دولة انها تدعم ” السلام” فيما الحقيقة ان كل هذا هراء وكذب و من اجل كسب الوقت لمزيد من الاحتلال والاستيلاء على كل ماهو فلسطيني.. جغرافيا.. ديموغرافيا.. حضاريا وتراثيا الى حد أصبحت فية “الاكلات” والملابس التراثية الفلسطينية بقدرة قادر وبدعم امريكي وغربي.. اصبحت إسرائيلية, والى حد ابعد وهو احتفال الأوروبيون ب ” اليورو فيجين” في تل ابيب بمناسبة عيد ” استقلال الكيان” الذي يعني ذكرى النكبة الفلسطينية!!
الاحتلال هوالاحتلال والسرقة كانت وما زالت مشروعة الاساسي والمركزي لكن المقاومة بكل اشكالها بمافيها المقاومة الحضارية والثقافية والتاريخية كانت وما زالت جزء من المشروع الفلسطيني المقاوم, الخلل الحاصل منذ عام 1993 هو وجودسلطة اوسلو العميلة كعَّرابة لسرقات الاحتلال”الارض التراث الخ”…لايمكن للمشروع الوطني الفلسطيني المقاوم النهوض في ظل وجود عدو فلسطيني داخلي يختطف القضية ويعمل لصالح شرعنة سرقات الاحتلال بكل اشكالها بما فيها التراث..المطلوب سحق عصابة اوسلو أولا ودون الصدام مع هذه العصابة لايمكن التفرغ لمقارعة الاحتلال ومقاومتة بكل اشكال المقاومة بما فيها المقاومة الحضارية والتراثية..يتعرض الشعب الفلسطيني باستمرار الى عدوان عسكري واخر حضاري وتراثي والى نهب الأرض وهدم المسكن وسرقة التراث وتغيير أسماء المدن والمواقع الفلسطينية ناهيك عن سلب القدس وتهويدها وهذا كله حاصل بوجود سلطة اوسلوية عميلة وخائنة وجزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال…المطلوب اليوم بإلحاح هو ضرورة سحق حالة الانفصام الوطني الفلسطيني المتمثلة ب عصابة جماعة أوسلو “الفلسطينية” في رام الله الذين لا يدعمون وجود الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني فحسب لابل تنا زلو ويتنازلوا عن كامل حقوق الشعب الفلسطيني..!
المقاومة الحضارية والمقاومة الثقافية والعسكرية والمقاومة الاقتصادية كلها مجتمعة تصب في مشروع مقاومة وتحررالشعوب. .الشعب الفلسطيني يعيش حالة انفصام وطني قسري بوجود عصابة اوسلوية تختطف القضية الفلسطينية منذ ربع قرن وهي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال الذي يشن يوميا ابشع اشكال العدوان على الشعب الفلسطيني..,العصابة الاوسلوية تشكل خطرا دائما وداهما على القضية الفلسطينية ولذلك ان أوان سحقها وهزيمتها..**نكرر:نعم سحقها وسحلها أيضا لانها عصابة عملاء تحارب موضوعيا واسميا جنبا الى جنب مع الاحتلال وتشاركه سياسيا و مخابراتيا في العدوان على قطاع غزة وقمع كل اشكال المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس وكامل فلسطين..سحق حالة الانفصام بمعالجة أسبابه قبل فوات الأوان وسحق كامل حقوق الشعب الفلسطيني..اما ساحق او مسحوق.. المطلوب سحق وسحل عصابة أوسلو لانها ببساطة تسحق الحقوق الفلسطينية وتساند الاحتلال الغاشم…كذب في كذب والانقسام الفلسطيني هو انقسام فصائلي وعراك على كعكة أوسلو وليست انقسام شعبي فلسطيني… الانفصام هو الأخطر وسببه الرئيسي وجود عصابة أوسلو بقيادة الفاسد والعاجز محمود عباس فخامة رئيس عصابة الفاسدين وكبار المفرطين بالحقوق الفلسطينية..!!