ظاهرة الصراعات الاثنية فى الشرق الأوسط :الصراع التركي – الكردي نموذجاً
الكتاب : د. أحمد عارف ارحيّل الكفارنة استاذ مشارك . د. عبد السلام النجادات استاذ مشارك .
تعتبر الاثنية ظاهرة معقدة ومركبة وقديمة حيث يستدعى تحليلها وفهمها الاحاطة بالأبعاد النفسية والاجتماعية والمادية التي تمثل البيئة الخاصة بالظاهرة ,لذلك اكتسب مفهوم الاثنية اهمية خاصة في كافة المناطق من العالم , أما منطقة الشرق الاوسط فأنها تقف خلف كل الصراعات التي تشهدها دول المنطقة ,حيث تطرح الجماعات الاثنية مطالب خاصة بأبنائها تتعلق بالنظام والمجتمع السياسي الذى تعيش فيه ,وعادة ما تتمثل هذه المطالب باللغة والعادات والتقاليد والتراث الموروث الذى تنتمى الية هذه الجماعات مؤكدة احيانا رغبتها فى التمرد والانفصال عن الدولة . لقد لعبت التعددية الأثنية دوراً متعدد الجوانب في الحياة السياسية في الدول المختلفة، و تكشف خبرة الواقع الدولي وما شهده من صراعات أثنية عن أن ثمة إخفاقاً كبيراً في إدارة النظم السياسية للتعددية الأثنية ؛ الأمر الذي يبرر البحث عن أمثل السبل لتلافى تلك الآثار السلبية الناجمة عن سوء إدارة التعددية الأثنية وما تفرزه من تحديات ومشكلات .وعلى ضوء ذلك من خلال الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها تحاول الدراسة التعرف على هذا المفهوم من الصراعات وتطبيقه على الصراع “الكردي – التركي “كنموذج لهذه الصراعات المزمنة . خلصت الدراسة الى ان الدول التي تتألف من اثنيات متعددة لا يمكن لها فرض هوية الدولة او الهوية القومية او صفه جزئية على مكوناتها , لان ذلك يثير النعرات العنصرية والطائفية .لذلك يمكن القول ان فشل الدولة الوطنية في ادارة التحديات الاثنية فيها هو بسبب اقصاء المواطنة من خلال طمس الهويات الاخرى وفرض هوية الدولة التي يراها النظام السياسي ,والذى ادى بدوره الى فشل تماسك الدولة وقد أدى ذلك الى صراع مسلح نتج عنه عدم استقرار الدولة سياسيا واقتصاديا وامنيا ,كما قدمت الدراسة جملة من الاستنتاجات والتوصيات لحل هذه المشكلة، سياسيا واقتصاديا وامنيا.
