قراءة في مآلات الصراع والأمن الدوليين

بقلم شوكت سعدون
===========================
الملاحظ أن معسكر العدوان الكوكبي إلى انكفاء انظر الى مآلات محاولات إشعال حرائق كوكبيه تعيد الالق لدعاة التدخل الخارجي بالقوه من اتباع واقعية (مو رغنتاو) المهيمنين في الحزب الجمهوري وأتباعه في المجمع الصناعي العسكري الذي لا ينتعش الا إذا اشعل حربا أو سخن وضعا ومن لف لفهما من تهويمات يمين مسيحي متصهين يرى أن الرب كلفه في قيادة حملة عسكرية كبرى مرة واحدة لتحقيق رؤى الرب وما ينسجم معهم كلهم من صهاينه لا يرون الا ان يكونوا طوع بنان الامبراطوريه لاستمرار دولة وعدهم بها (يهوه رب الجنود ).
وفي مجال رسم السياسه الخارجيه وصوغ الاستراتيجيات فإننا نرى تراجعا وغيابا لما هو جديد وبما يتناسب مع سمة العصر ،هناك اجترار لسياسات واستراتيجيات بل وتكتيكات القرن الماضي التي ما عادت تتواءم مع ما هو حادث اليوم وما هو مقبل غدا، فنرى محاولات للعودة الى تكتيك حراسة قوافل السفن وبما يشكل خروجا على مباديء (ماهان) في أن القوات البحريه ليست مهمتها حراسة قوافل التجاره ونلاحظ العوده لاستراتيجية الاحتواء ولكن هذه المره احتواء ثلاثيا للصين وروسيا وإيران وربما يتزايد ذلك ليمتد وفي غضون سنوات قادمه الى العراق وسوريا بدلا من احتواء منفرد للاتحاد السوفييتي التي طبقت في القرن الماضي ولا زالت الولايات المتحده تسعى لجعل أوروبا مسرحا لإجراءات مضاده لروسيا الصاعده تماما كما في مرحلة الحرب البارده وبات ذلك مصدرا ربما لإجراءات اوروبيه تعاكس ذلك ويلاحظ ايضا تطبيق استراتيجية الرد المتدرج مع إيران وهذه من ستينات قرن انقضى .
حتى في مجال التكنيك العسكري وتكتيك استخدام السلاح هناك مؤشرات على غياب التجديد فمثلا عندما عادت الولايات المتحده لتطبيقات الصواريخ المتوسطة المدى (MRBM) فلم تجد إلا صاروخ (بيرشنغ)المصمم في سبعينات القرن الماضي وكل هذا وذاك تعبير عن جمود فكري يحول دون اجتراح الجديد .

هذا على صعيد مركز الامبراطوريه أما تابعيها خارج مركزها ،بريطانيا أصبحت أداة كحصان طرواده لإفشال الاتحاد الاوروبي وألمانيا تتململ من احتلال امريكي وتنظر نحو مداها الحيوي الروسي حيث تتلهف روسيا لاستثمارات واستيراد وتوطين تكنولوجيا المانيه وبما يخلق تكاملا بين برلين-موسكو وفرنسا فاقدة للتوجه متحركةبالقطعة وباعتبارات التكتيك وليس استراتيجيا بينما بولندا وأوكرانيا لا تشكلان قيمةمضافه ، وروسيا آخذة بتعميق ترسمها قطبا عالميا.
وفي آسيا الصين تتقدم بسرعة قطاراتها وشاحناتها المنطلقه في مبادرة(طريق واحد حزام واحد) وروسيا الآسيوية والصين في حوض المحيط الهادئ لتعيده آسيويا لأهله حتى اليابان باتت تدرك أن مصالحها في شرقها الأوراسي.وبما يمكن لتاسيس شكل من أشكال التواصل بين طوكيو بكين (اولان باتور)موسكو برلين وصولا الى لشبونه هذا من ناحية ومن أخرى فإنه بات من المرجح أن تتكامل معاهدة شنغهاي وتحولهالتحالف عسكري يضم اكبر قطبين،احدهما اسيوي ممثلا بالصين والآخر( أوراسي ) تمثله روسيا.
وبين القطبين المذكورين والآماد البريه الاوراسيه الشاسعه تتواجد مليارات البشر وبما يشكل اكبر سوق في العالم يتكون من أكثر اعداد المستهلكين يقدم لهم بضائعهم اكبر اعداد القوى المنخرطة مباشرة في إنتاج سلعي عز نظيره في التاريخ والعالم وفي غمرة تراجع الإنتاج السلعي الأطلسي بشقيه الأوروبي والأمريكي الشمالي .
بينما فجوة المحيط الهندي بين المحيطين الهادئ والاطلسي فباتت تنحو لأن يعود المحيط الهندي هنديا.
وفي إقليم غرب آسيا فإن تكامل التواصل البري بين سواحل المتوسط الشرقيه من بيروت فدمشق فبغداد وصولاً لطهران فهو قيد الإجراء وبما يكفل ربطه بعمق هارت لاند آسيا نفاذا لروسيا فالصين فسواحل الهادئ وعبر آسيا الوسطى،لنجد معاهدة شنغهاي بادية للعيان ونرى في المقابل سلسلة تراجعات في الإقليم نفسه ولننظر إلى مآل اخوانية اردوغان وعثمانيته الجديده واين أصبح مجلس التعاون الخليجي.
اما الاردن فحدث ولا حرج حيث أصبح عرضه لمتغيرات تجري في الإقليم لا تراعي مصالحه الوطنيه والاقليميه وبما يحمل مهددات لامنه الوطني تتجلى ملامحها بعدم التفات قوى إقليمية وعالميه لمصالحه وأمنه الوطني وربما ضغوط عديده لتحقيق أهداف وادوار تختلف عما ساد خلال القرن الماضي،إلا إذا غير سياسته الخارجيه وتحالفاته ،وبما يمكنه من أن يكون عنصر ربط لدول إقليم غرب آسيا بدلا من اعتبارات قرن مضى،صحيح أن ذلك صعب ولكنه ليس مستحيلا
ولعل وضع إسرائيل في الإنتخابات الاخيره يعكس جل حالة تابعي الامبراطوريه ويقينا أن انتخابات إسرائيل ستجد صداها سلبا في مركز الامبراطوريه .
وبات مرجحا أن تطبيقات جيواستراتيجيه وظيفيه في إقليم غرب آسيا منتميه لقرن الماضي بنظاميه الدوليين الكولونيالي والحرب البارده أصبحت عاجزه عن أن تلبي تطورات مستقبلية او لعله بات من الأنسب البحث عن وظيفيه جديده مختلفه عما سبقها تناسب ما هو قادم .
اما(مبدأ مونرو)فمآله إلى زوال ولننظر في شؤون امريكا اللاتينيه ،والتحولات الجارية هناك.
بقي أن نشير أن لانقلاب المعادله السوريه بفضل صمود الدوله والشعب والجيش العربي السوري ودعم الحلفاء كان سببا رئيسا مباشرا لإنكفاء مجلس التعاون الخليجي وتقوقعه على ذاته وتراجع الموجه الرعويه الوهابيه الصحراويه ، وسيكون للجيش العربي السوري في مقبل الايام كلمة عليا في أمن إقليم غرب آسيا بما يمتلكه من معنويات الصمود والمقاومة والنصر وخبرات قتال في تضاريس ومناخات شتى واستيعاب تكتيكات السلاح في ظروف الحرب الواقعيه ، واجتيازه كجيش عموماً وكأفراد ، معمودية الدم والحديد والنار وهذا ما خلق منه جيشا سيقول كلمته في مقبل الايام.
قصارى القول وبمحصلة استنتاج واستدلال واقعي فإن العالم بدأ بالتغير وبما لا تشتهي سفن نظام اطلسي بحري يقوده تحالف (انجلو ساكسوني) تلوح في الأفق بوادر انتهاء هيمنته على العالم ممتده من لحظة حركة الكشوف الجغرافيه قبل زهاء ستة قرون .
ولكن هذا قطعا لن يمر سلميا وإنما من خلال مرحله انتقاليه تحمل في طياتها (أزمةانتقال) من ملامحها عدم الاستقرار واضطراب الأمن الدولي ولعل ذلك سمه من سمات الانتقال التاريخي من نظام عالمي عبورا لنظام دولي قادم ..

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button