كتاب الإسلاموفوبيا في أوروبا: الخطاب والممارسة

مؤلف جماعي شارك فيه مجموعة من الباحثين المميزين‬‎ ضمن مبادرة دعم الشباب الباحثيين لتأليف كتب جماعية برعاية “المركز الديمقراطي العربي” ألمانيا – برلين

مقدمة:

الإسلاموفوبيا هو الخوف أو الكراهية أو التحامل ضد الدين الإسلامي أو المسلمين بشكل عام، لا سيما عندما ينظر إليه باعتباره قوة جيوسياسية أو مصدر للإرهاب. ولفترة طويلة، بالنسبة للغرب المسيحي، كان المسلمون يشكلون خطرا قبل أن يصبحوا مشكلة. وهكذا، فإن الإسلاموفوبيا المعاصرة هي أكثر نتيجة لعلاقة التناقض مع الحقيقة المسلمة بالعنصرية البيولوجية أو حتى الثقافية.

ومع ذلك، فالملاحظ استمرارية الافتتان والاحتقان ضد الإسلام والمسلمين، وهذا يؤكد أن الإسلام لم يتوقف أبدا عن الاستحواذ على الضمائر الأوروبية، فكره الإسلام اليوم هو مجرد تحديث للخوف القديم، واقتراض “أقنعة جديدة” من الكراهية. هذا الكتاب يهدف إلى تأسيس نوع من التفسير لاستمرارية الإسلاموفوبيا في الخيال الغربي.

لقد زادت جرائم الكراهية ضد المسلمين في مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وتم رسم قوالب نمطية ضارة بصورة المسلمين على نطاق واسع، وبشكل سلبي منتشر جدا في العالم. حيث تشير الإحصائيات العالمية أن جرائم الكراهية المعادية للمسلمين هي ثاني أقل الجرائم المبلغ عنها من قبل، ولكن في عام 2001، أصبحت ثاني أعلى الجرائم التي تم الإبلاغ عنها في حوادث التحيز الديني، بعد جرائم الكراهية المعادية لليهود في أوربا والولايات المتحدة.

يعمل النشطاء المسلمون على تغيير هذه العقلية المعادية للإسلام والمسلمين، فقد انتقدوا الحرب العالمية على الإرهاب على نطاق واسع منذ اليوم الذي تم إطلاقه حتى نهايتها غير الرسمية، وخاصة في العالم الإسلامي والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الغرب نفسه. والخوف من الإسلام قضية حقيقية قد يتجاهلها الكثيرون، ولكنها موجودة فعليا في حياة المسلم اليومية.

كما يبدو أن الارتفاعات الحادة في المشاعر المعادية للمسلمين وجرائم الكراهية ترتبط بدورات الانتخابات في أوربا، وهذا ليس من قبيل الصدفة، ففي السنوات الأخيرة، اعتمد الساسة الأوربيون بشكل متزايد على الخطابات المعادية للمسلمين لتعبئة الناخبين، في حين أن هذا الفعل كان يعتبر في الماضي القريب خطابا غير مقبول من قبل أعضاء العديد من الأحزاب. إن التعامل مع كراهية الإسلام هو مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا، حيث هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي بكيفية تأثير الخوف من الإسلام وجميع أشكال العنصرية على حياة الناس في العالم الحديث.

 

نسخة “pdf”- الإسلاموفوبيا في أوربا الخطاب والممارسة

 

 

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button