سيصدر في نهاية شهر أكتوبر كتاب مهم عن منشورات CRC Press ،للباحث الهندي أكاشديب بهاردواج Akashdeep Bhardwaj و هو أحد كبار الخبراء في مجال الأمن السيبراني ،تحت عنوان :الحدود الرقمية غير الآمنة: الإبحار في مشهد الأمن السيبراني العالمي
Insecure Digital Frontiers: Navigating the Global Cybersecurity Landscape
يعد هذا الكتاب استكشاف مهم لعالم الأمن السيبراني المضطرب، حيث تشكل الحدود الرقمية المتوسعة باستمرار، ساحة معركة، فمن خلال الاستغلالات الإجرامية السيبرانية إلى المستويات المعقدة للتهديدات المستمرة المتقدمة، يتعمق هذا الكتاب في نقاط الضعف التي تحدد عالمنا المترابط.
ومن خلال عدسة متعددة الرؤيا، يتنقل عبر التحديات والفرص التي تشكل مشهد الأمن السيبراني العالمي، ويقدم للقراء فهمًا شاملاً لانعدام الأمن الذي يتخلل وجودنا الرقمي.
وهو ليس مجرد كتاب عن قضايا التهديدات السيبرانية؛ فأهمية تحليلاته تتجاوز الكشف عن تعقيدات التهديدات السيبرانية ،الى توفير رؤى قابلة للتنفيذ للأفراد والمنظمات وصناع السياسات.
في عالم حيث الحدود الرقمية هي وعد وخطر في نفس الوقت، يعتبرهذا الكتاب دليل للتنقل بين انعدام الأمن الذي يحدد وجودنا المترابط.
ينطلق الكتاب في هذه الرحلة عبر الحدود الرقمية غير الآمنة، للكشف عن نقاط الضعف الكامنة في الظل، والابتكارات التي توعد بالأمن، والمسؤولية الجماعية التي نتقاسمها في تأمين مستقبلنا الرقمي.
يؤكد المؤلف على أننا في العصر الرقمي ،تتشابك حياتنا مع التكنولوجيا بطرق لم نتخيلها من قبل،نحن نعيش في عالم حيث تتم كل تفاعلاتنا ومعاملاتنا واتصالاتنا من خلال القنوات الرقمية، لقد جلب هذا الترابط راحة وفرصة غير مسبوقة، ولكنه يعرضنا أيضًا لتهديدات جديدة ومتطورة باستمرار، في عصر الاتصال اللامتناهي، أصبح عالمنا عبارة عن مشهد رقمي مترامي الأطراف ،و حدود مليئة بالفرص والابتكار.
ومع ذلك، تكمن تحت السطح اللامع للتقدم حقيقة خفية: ساحة معركة متطورة باستمرار حيث تتصادم القوى غير المرئية للحرب السيبرانية.
من خلال ثمانية فصول لهذا الكتاب، يتم فحص الثغرات التي تتخلل وجودنا المترابط في في رحلة آسرة، والتنقل عبر مشهد الأمن السيبراني العالمي بتعقيداته وفرصه.
فمع تزايد اعتمادنا على التقنيات الرقمية، تتزايد أيضًا المخاطر المرتبطة بها،وبينما نتنقل عبر التضاريس غير المؤكدة للفضاء الإلكتروني، من الضروري أن ندرك أن التحديات التي نواجهها تتطور باستمرار، وقد تتضاءل التهديدات التي تلوح في الأفق اليوم بالمقارنة بتلك التي تلوح في الأفق غدًا
الكتاب دعوة إلى العمل الجماعي في مواجهة التهديدات السيبرانية، وبينما نتنقل عبر الحدود الرقمية غير الآمنة، يتعين علينا أن ندرك أن الأمن السيبراني ليس مسؤولية قِلة مختارة فحسب، بل هو مسعى جماعي يتطلب تعاون الأفراد والمنظمات وصناع السياسات على حد سواء، إنها رحلة محفوفة بالتحديات، ولكنها أيضًا مليئة بفرص الابتكار والتقدم.
لذلك، فتحليلات الكتاب ليست توصيف خاطف للحالة الحالية للأمن السيبراني، بل أيضًا كبوصلة للملاحة في المناطق المجهولة التي تنتظرنا،فمن خلال دعوة المؤلف الى تعزيز اليقظة، والقدرة على التكيف والتعلم المستمر، يمكننا إعداد أنفسنا بشكل أفضل لمواجهة المشهد المتغير باستمرار للتهديدات الرقمية.
وعلاوة على ذلك، يؤكد هذا الكتاب على ضرورة التعاون وتبادل المعرفة في مجال الأمن السيبراني، ففي عالم مترابط حيث تتجاوز التهديدات السيبرانية الحدود والحواجز، لم تعد الأساليب المنعزلة كافية. وبدلاً من ذلك، يجب أن نعزز ثقافة تبادل المعلومات والتعاون والدعم المتبادل، سواء من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، أو التحالفات الدولية، أو المبادرات الشعبية، ومن خلال العمل الجماعي يمكننا حقًا تعزيز دفاعاتنا الرقمية، وبناء فضاء إلكتروني أكثر أمانًا ومرونة للجميع.
واهمية هذا الكتاب أنه يلهمنا أيضًا، للالتقاء معًا كمجتمع عالمي متحد في التزامنا بتأمين الحدود الرقمية،و سواء تعلق الامر بالافراد يسعون إلى حماية معلوماتهم الشخصية، أو منظمة تحمي أصولها، أو صانع سياسات عامة ،يشكل مستقبل الأمن السيبراني هاجسا مشترك، فالكتاب دعوة للانطلاق في رحلة عبر الحدود الرقمية غير الآمنة ،لإكتشف نقاط الضعف التي تكمن في الظل، والابتكارات التي تعد بالأمن،والمسؤولية الجماعية التي نتقاسمها في تأمين مستقبلنا الرقمي.
Mohamed Khodja