كتاب ” الحرب الطائفية في المشرق العربي ” ، تأليف: حاتم أبو زايدة ، نقرأ من الكتاب :
الطائفية في السياق العربي والإسلامي لم تَطُل برأسها خلال العقود الماضية أو أنها خاصة بالعرب والمسلمين، فهي امتداد تاريخي لأحداث منذ القرن العاشر الميلادي، مرورًا بالقرنين السابع عشر والثامن عشر بعد الصراع بين الدولة العثمانية والصفوية التي تأسست مع بداية القرن السادس عشر، واتخذت من المذهب الإثنى عشري مذهبًا رسميًا، غير أنه وفي ظروف صعود أو هبوط قوى أو تدخل خارجي تجد الطائفية لها مكانًا، ويبرز لها رموز يتحدثون باسمها، ويشحذون الهمم للدفاع عنها.
ويشير المفكر عزمي بشارة إلى أن الطائفة “جماعة تمثل امتدادًا أو تواصلًا تاريخيًا وذات حدود اجتماعية، ولها ناطقون باسمها يذودون عنها ويصيغون مصالحها بلغة التعايش والخصومة مع جماعات أخرى”.
ومن التعريفات المختزلة أنها علاقة انتماء إلى طائفة معينة، أو كما عرفها براين ويلسون بأنها مجموعة من الناس لديها اعتقادات دينية، سياسية، وفلسفة متميزة.