الجغرافية السياسية والعولمة: دراسة في الجغرافية السياسية
إن مفهوم العولمة هي آيدلوجية تعبر بصورة مباشرة عن أقلمة العالم وأمركته وقد عرّفها كثير من الباحثين على أنها إتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وتحوله الى قرية كونية صغيرة تختزل فيها الحدود السياسية التي تمثل الاطار المادي الحفظ سيادة الدولة وتكوين هيكلها السياسي والاداري والسكاني . آن مفهوم المواطنة اصبح هشا في ظل تطور وسائل الاتصال الحديث وتقنياته الفنية وشكل تحديا حقيقيا في تحديد مفهوم الانتماء للدولة . ويبرز دور العولمة في مساهمتها بشكل مباشر في خلق وتكوين الكوارث البيئية الطبيعية والبشرية التي تسبب الانسان بإثارتها بشكل مباشر أبرزها النضوب للموارد الطبيعية لاسيما البترول مشاكل التصحر وارتفاع معدلاته ، ارتفاع الزحف الحضري على الأراضي الزراعية وتأكلها . أما مفهوم الأقلمة فهو استجابة لمفهوم العولمة ، وذلك أن الدول التي لا تملك قرار ولا قاعدة للسلوك السياسي تلجأ لإبرام وعقد الاتفاقيات الاقليمية أن ذلك يمثل لها دعما وكسب للإستقلال السياسي على المستوى الإقليمي والدولي . لقد كان تركيز الأقلمة لفترات طويلة على الجوانب الاقتصادية المتمثلة بالتجارة السياسية التجارية ثم كمرحلة لاحقة على حركة رأس المال وبذلك فقد عززت دور التجارة على المستوى الإقليمي والعالمي . ان الغني والفقر بمستوياته المختلفة موجود في كل مكان من الدول النامية والدول الرأسمالية المتقدمة إلى أن تزايد حدة الفجوة بين المعسكرین وظهور افراد يزدادون ثراء وبسرعة لم تشهدها البشرية من قبل هو إحدى السمات الأساسية للظاهرة الجديدة المسماة العولمة .