صدر اليوم كتاب مهم عن منشورات Liveright الامريكية،للبروفسور إروين تشيمرينسكي Erwin Chemerinsky ،تحت عنوان :
لا ديمقراطية تدوم إلى الأبد: كيف يهدد الدستور الولايات المتحدة
No Democracy Lasts Forever: How the Constitution Threatens the United States
يعد هذا الكتاب الصادر عن أحد أبرز خبراء القانون في أميركا ،وأستاذ القانون بجامعة كارليفونيا وعميد سابق عن كلية القانون Berkeley School of Law بنفس الجامعة ،يؤكد بجرأة أن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لأميركا المستقطبة أن تتجنب الانفصال هي صياغة دستور جديد.
ومن خلال 11 فصل لهذا الكتاب ،يثبت المؤلف حقيقة الوضع الذي آل اليه دستور الولايات المتحدة الامريكية ،لقد أصبح الدستور الامريكي يشكل تهديداً للديمقراطية الأميركية،بل ولبقاء الولايات المتحدة الامريكية في حد ذاتها،يحلل المؤلف بالتفصيل العيوب المتأصلة في الدستور الامريكة مثل معالجته للعنصر، والاعتماد على هيئة انتخابية ملوثة، ومجلس شيوخ غير ممثل بشكل ديمقراطي، وإنشاء مجلس شيوخ، يمنح كل ولاية تمثيلا متساويا ،بغض النظر عن حجمها،وبسبب التغيرات الكبيرة التي عرفتها أمريكا،خاصة في ما يتعلق بالتركيبة السكانية والسياسة الوطنية، و الاختيارات السيئة مثل السماح بالتلاعب بالدوائر الانتخابية، والسماح بتعطيل مجلس الشيوخ بشكل غير محدود تقريبا، أدت الى الفشل المتزايد للحكومة الأميركية،كما أدى السماح للمحكمة العليا للشركات والأثرياء، بإنفاق مبالغ غير محدودة من أجل انتخاب مرشحيهم، إلى إنتشار سخرية لا يمكن القضاء عليها ،ولا التغطية التغطية عليها وأثرت في مصداقية العملية الانتخابية.
وتوصل الخبير القانوني إلى استنتاج صادم، مفاده أن وثيقة تأسيس الولايات المتحدة الامريكية ،التي يبلغ عمرها ما يقرب من 250 عاماً، لم تعد قادرة على الصمود،وأنه بدون تغييرات كبيرة وجوهرية على الدستور الامريكي، فإن الدستور الحالي لا يمكن إصلاحه،ولا اصلاح النظام السياسي الذي أوجده، وهو ينتج حكومة لم تعد قادرة على التعامل مع القضايا العاجلة، مثل تغير المناخ والتفاوت في الثروة، التي تهدد أمريكا كما تهدد بقية دول العالم.
كم يؤكد المؤلف أنه في غياب التغييرات الجادة التي تمس الدستور الأمريكي، فإن الأميركيين بشكل او بآخر سيتجهون الى الطريق الانفصال من الاتحاد الأمريكي، استناداً إلى الاعتراف بحقيقة قائمة، تتأكد بوضوح سياسيا وإعلاميا وحتى إجتماعيا، بأن ما يفرق الأمريكيين كدولة هو في الواقع أعظم مما يوحدهم.
Mohamed Khodja