المكتبة العسكريةدراسات عسكرية

كتاب مبادئ الحرب لنابليون بونابرت

ترجمة: هشام البطل

يعتبر نابوليون بونابرت من أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل فقد عاش حياة حافلة، وصعد في وقت قصير من مجرد ضابط فقير لا يجد أحيانا ما يسد جوعه إلى إمبراطور يحكم دولة قوية تبسط سيطرتها على معظم دول أوربا، وكانت حياة نابوليون الأولى مثالا للفقر والجوع، شاب قصير القامة لا تلتفت إليه العين يتوازي عن زملائه ويحرص على تجنب الصداقات، ويعكف على قراءة كتب التاريخ، مجرد ضابط صغير مغمور کورسيكي الأصل، يعمل والده في المحاماة وتعمل امه في الحياكة الإطعام أولادها، والإنفاق على تعليم ابنها في باريس، كان واحدا من أولئك الذين يلقاهم المرء فلا يتذكرهم ينتقل من فشل إلى آخر ومن مأساة إلى أخرى، كانت السنوات الأولى من عمره سلسلة لا تنتهي من المآسي والمصائب والفشل على جميع المستويات، كانت فترة حياته الأولى قبل أن يعلو شأنه أشبه برواية من روايات بلزاك الدرامية، ظل الفقر رفيقه السنوات وسنوات وكان الجوع وشظف العيش والمرض من زواره الدائمين، ولكنه دائما كان يحتفظ خلف قامته القصيرة وملابسه الفقيرة بعقل من ألمع العقول في عصره وبإصرار كبير على أن يصبح شخصا مرموقا في المستقبل وأن يصنع مجده الشخصي، كانت حياة نابوليون أشبه بمقامرة اراد ان يثبت فيها أنه من الممكن أن ينجح، وعلى الصعيد الإنساني فقد صنعت منه فترة حياته الأولى شخصا قاسيا ماكيافيلليا يقتلع في طريقه كل شيء من أجل مجده الشخصي، ولكنه قبل كل ذلك كان يتمتع بتفوق هائل

على أقرانه من جنرالات عصره في الفكر العسكري، وقد تبغ نابوليون كتكتيكي، وإستراتيجي ممتاز، كان نابوليون ضابط مدفعية صغير وجد فرصته أخيرا عند الاستيلاء على مدينة تولوز وانتزاعها من قبضة الموالين للملك السابق، حيث كان قائد الكتيبة المكلفة بمهاجمة المدينة المحصنة مريضا، فاستلم هو مكانه وقام بالمهمة التي كان هذا القائد قد عجز عن إتمامها، وبدأ إسمه يلمع شيئا فشيئا حتى خاض معركة ميلانو ضد جيوش النمسا، وانتصر فيها، فقال قولته المشهورة “القد وضعت بصمتي على فرنسا” وتمت ترقيته إلى رتبة الجنرال في سن صغيرة وبدا في الصعود، وعلى الرغم مما يثيره إضراره وكفاحه هذا من إعجاب إلا أنه كان. عديم الرحمة لا تعنيه الأخلاق ولا. المبادئ؛ ففي حملته على مصر ادعي الإسلام وأنه جاء لينقذ الناس من قبضة المماليك المستغلين في منشور دعائى وصفه هو نفسه فيما بعد بأنه كان قطعة من الدجل على مستوى رفيع، ثم في ثورة القاهرة الأولى أحرق قري كاملة وأعدم المئات وهاجم الجامع الأزهر بالمدفعية وحوله إلى اصطبل لخيوله، وفي حيفا أمر في يوم واحد بقتل ثلاثة آلاف من الأسرى الذين استماتوا في الدفاع عن المدينة، واستمر صعود نابوليون وارتفاعه حتى وصل به الأمر إلى المنفى في سانت هيلانة، لقد صعد شأنه في فترة قصيرة فقد بدا حملته على مصر وعمره تسعة وعشرون عاما، ثم أصبح مصدر إزعاج لكل أوربا وعلى راسها بريطانيا حتى هزمه التحالف السابع في معركة واترلو الشهيرة،. وفي منفاه في سانت هيلانة كتب كتابه هذا مبادئ الحرب، وهو من أقيم الكتب العسكرية واظن انه لم يترجم للعربية حديثا، وقد قمت بترجمته والتعليق على بعضه بالأمثلة مع التوضيح بالخرائط

 تحميل الكتاب – المصدر موقع archive.org

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى