لم يكن للوطن العربي نصيب في تطور الإستراتيجية العليا الصينية حتى صدور الوثيقة الرسمية في يناير ٢٠١٦ ، وذلك على الرغم من أن العلاقات الصينية العربية كانت قد تأسست رسميا في مايو ١٩٥٦ عندما اعترفت مصر بالصين، وشهدت الفترة ما بين١٩٥٨ – ١٩٥٦ محاولات لتعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية والأحزاب الشيوعية، إلا أن الأمر اقتصر على الجوانب الاقتصادية والإيديولوجية. ويعود التلكؤ في تعزيز العلاقات الصينية العربية إلى عوامل عديدة. فعلى الصعيد الفكر الإستراتيجي لم تكن الصين قد بلورت لها إستراتيجية عليا قومية عالمية الأبعاد منشورة رسميا، فقد انصرفت الصين بعد الثورة إلى تثبيت قواعد النظام السياسي والتركيز على مسألة الأمن القومي ووحدة التراب القومي والبدء في عملية تنمية قومية بالاعتماد على مقومات الاقتصاد الصيني الزراعي وتحديث الصناعة. وكان الاتحاد السوفيتي صاحب الفضل في مساعدة الصين في تنميتها الاقتصادية. وعلى صعيد العلاقات الإقليمية والدولية لم تكن الصين صاحبة سياسة خارجية ناشطة، بل اتبعت المواقف السوفيتية في مواجهة الغرب بزعامة الولايات المتحدة .