دراسات سياسية

مأزق المعارضة في الجزائر

د. لقرع بن علي (استاذ العلوم السياسية في جامعة مستغانم)

بعد مرور اكثر من سنتين ونصف على العهدة الرابعة تبيّــن بوضوح ان المعارضة الحزبية في الجزائر تعاني هي الاخرى من حالة التأزم. فعلى الرغم من الخطوة الايجابية التي قامت بها احزاب المعارضة في اطار تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب قوى التغيير إلا أنها لم تستطع الخروج من الصالونات والالتحام بالشعب. ومازالت معارضة على مستوى الخطاب وفي وسائل الاعلام فقط دون القيام بتحركات ميدانية فعلية، وهي معارضة تعاني من الانقسام والتشرذم والعجز عن بناء تفاهم مشترك حول القواعد الاساسية والقواسم المشتركة. وهي تعاني كذلك من فيروس حب الزعامة. إن المعارضة التي لا تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة هي معارضة ضعيفة لا يمكنها التأثير في مسار الاحداث ولا يمكنها ان تشكل قوة ضاغطة على السلطة الحاكمة. ان تتبع مواقف الاحزاب السياسية المعارضة من مسألة المشاركة في الانتخابات التشريعية لسنة 2017 يوضح بشكل جلي عودة الانقسامية لصفوف المعارضة الحزبية وتراجعها عن قناعاتها وخطاباتها السابقة باستثناء قلة قليلة جدا. وهنا برز التناقض بين الدعة لضرورة الانتقال الديمقراطي وبين الذهاب للمشاركة في انتخابات ستنظم في اطار نفس النظام السياسي وبنفس الاليات تحت مسميات جديدة، والاخطر من ذلك هو اعلان بعض الاحزاب عن مشاركتها في استحقاق انتخابي وفي نفس الوقت تبدي مخاوفها من تزوير نتائجه وهنا يظهر التناقض غير المبرر لدى المعارض بين مطلبها وادائها وبين خطابها وممارساتها في الواقع. وقد ادى هذا التناقض مع تكراره طول السنوات الماضية الى فقدان المصداقية والتاييد من قبل الراي العام وجعل احزاب المعارضة تظهر في صورة احزاب انتهازية تبحث عن الامتيازات المتاتية من العضوية البرلمانية والمجالس المحلية.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى