دراسات سياسية

ماذا فعل الشعب السوداني بوطنه السودان ؟

سؤال كبير والاجابة عليه اكبر واحزن لأنه سوف يقلب المواجع والمأسى للحقيقة الكامنة فى دواخلنا والتي نتحاشى ان نخوض فيها بكل شجاعة ومنطق وفكر وقصة ماذا فعل الشعب السوداني بالسودان تبدأ وبكل اسف منذ فجر استقلال السودان مع تلك النخب التي قادة البلاد الى الاستقلال ولكنها تعثرت عند العتبة الاولى والسؤال الاولى ماذا بعد الاستقلال وقبل الاجابة نود ان نشير الى من هو السودان وكيف تكون ونشا من دويلات وممالك صغيرة اتبنت بالعرق والدم والتعب حتى صارت لها شان فى صياغة الزول السوداني فكانت منذ القدم مملكة نبته ومروى ودارفور والسلطنة الزرقاء و كانت هذه الممالك شواهد على عظمة وكبرياء السودان والسوداني الذى ما بخل وضحى بنفسه فى ان تظل هذه الممالك عنوانا لعزة السودان ، انقضت تلك الفترة وجاءت الدولة المهدية وضحى اهلنا الطيبين فى ذلك الوقت بالغالي والرخيص فى سبيل حريتهم وكرامتهم من الظلم وقهر المستعمر ، ولقد تم فى هذه الفترة ولأول مرة فى تاريخ السودان توحيد السودانيين تحت راية واحدة وهدف واحد حتى اصبح السودان دولة واحدة تتحدث بلسان واحد ، وتمر الايام مع الوجود البريطانى الى ان قام نفر من نخب السودان بطلب استقلاله من المستعمر البريطاني فكان لهم الاستقلال ، والسؤال هنا هل قطف هؤلاء النفر ثمرة الاستقلال ؟ هل قرأوا تاريخ اجدادهم واخذوا منه العبر والدروس ؟ هل اضافوا شيئا لذلك التاريخ الناصع ؟ ولعل الاجابة واضحة ولا تحتاج الى درس عصر فشل هؤلاء ومعهم الشعب السوداني فى ادارة شؤون السودان ونتيجة لهذا الفشل ادخلوا السودان في ازمات متتالية ومازال السودان الى هذه اللحظات داخل غرفة الانعاش ونذكر على سبيل المثال الازمات التي احدثت شرخا كبيرا فى جسم سوداننا الحبيب وهى أزمة الشرعية.

هنالك حقيقة يجب ان نقولها بصراحة النُخب والحكومات التي حكمت السودان عبر العصور المختلفة لم تكن مقبولة فتلك التي اتت عن طريق الانتخاب لم يتم انتخابهم توعيةً من إرادة المواطن السوداني بل كانت العملية الانتخابية طائفيه تم فيها استقلال المواطن الى اقصى الدرجات مستغلين جهلهم وعدم وعيهم بما يدور حولهم ، اما تلك الحكومات التى اتت الى سُدة الحكم عبر الانقلابات العسكرية فكانت اسوا من سابقتها وهى بذلك الفعل اجبرت المواطن على قبول الواقع المفروض عليه وفى كلتا الحالتين تم سلب ارادة المواطن وحقه الشرعي في ان يختار من يحكمه لذا لا يمكن أن يتمتع هؤلاء الحكام بالشرعية الدستورية وليس لهم سند قانوني ولا إجماع وطني يخوّلهم الحُكم في بلد كالسودان الذي يتعدد فيه الإثنيات والديانات، لذا يتخذون القرارات المصيرية للدولة في شأن مستقبل الشعب بأسره حسب مصالحهم الضيقة.
أزمة المشاركة وعدم المساواة.

نسبة لجهل المواطن السوداني وعدم وعيه لمعنى ان يختار من يحكمه والقصد هنا المتعلمين وغيرهم ونسبة الى الانقلابات العسكرية المتكررة والتي حكمت لمدة 46 سنة من عمر استقلال السودان و 12 سنة حكم مدنى مجهجه لا طعم له ولا رائحة هذه الحالة اوجدت ازمة عدم المشاركة العريضة من قبل المواطنين في نظام الحكم ووضع السياسات العامة للدولة، كما نجد أن النظم والقوانين لا تتطبق بالتساوي على أفراد المجتمع الواحد، وأصبح يتم تولي المناصب العليا والخدمة العامة في الدولة على اعتبارات أخري مثل القرابة والقبيلة والنسب والولاء وكذلك العلاقات الشخصية ، بمعنى صريح لا توجد عدالة ولا مساواة إطلاقاً بل هنالك سياسة المحاباة والمحسوبية والواسطات في معظم المعاملات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اضافة الى الإقصاء والتهميش والطمث الثقافي، اما المشاركات التي تظهر على السطح انما هي مشاركة تكون بمجرد وسيلة وديكور والقصد منها تجميل الصورة للموقف العام . هذه الحالة اوجدت انعدام التخصصية والخبرة في أي عمل، واختلاط الحابل بالنابل وبالتالي فقدت ادارة المرافق العامة التخطيط السليم واتخاذ القرارات الصحيحة مع انعدام المهنية والابداع والتكييف مع الوظيفة .

أزمة توزيع الموارد والمنافع العامة في الدولة
يرتبط تقدم اى دولة واستقرارها بالخطط التنموية المستدامة ومدى توزيعها على كافة اقاليم القطر الواحد مع الكفاءة العالية فى ادارة ما خطط له بتجرد كامل ، ولكن ما تم فى بلادي الحبيبة من سوء في فهم وادراك معنى التقدم الاقتصادي ونسبة للنظم الفقيرة التي انحشرت فى حكم السودان وعدم كفاءة الكادر الذى يقوم بتنفيذ هذه الخطط ونظرتهم الضيقة والولاء الحزبي والطائفي كل ذلك ادى الى عدم التوازن السياسي والتنمية الاقتصادية الشاملة وبالتالي فشل الشعب السوداني فشلا ذريعا فى ان يتقدم خطوة واحدة الى الامام وما زال السودان وسوف يظل متأخرا عن الركب الى ان يغير السودانيين نظرتهم الاحادية الضيقة وتتحول الى نظرة شاملة تضع السودان فى مقدمة اهتماماتهم بدلا من النظرة الحزبية والطائفية والانانية المفرطة فى حق السودان .

أزمة الحقوق الإنسانية
هل الشعب السوداني له حقوق ؟ ومن الذى يضع هذه الحقوق قيد التنفيذ ؟ ومن الذى يراقب ويتابع هذه الحقوق ؟ اعتقد بان معظم الناس سوف تكون اجابتهم نعم لديه حقوق ويجب ان توضح من جانب الحكومة ؟ طيب اى حكومة تقصد منتخبه ام منقلبه ؟ الاجابة اذا كانت منتخبه سوف تكون الحقوق للموالين للطائفية واصحاب الحظوة واذا كانت منقلبه فى هذه الحالة لا حقوق ولا يحزنون . اذن من اوجد هذه الحالة ؟ الاجابة اوجدها الشعب السوداني ، لقد ناضل اجدادنا سابقا من اجل ان يعيش الشعب السوداني حرا مستقلا وضحى الكثيرون منذ ايام مملكة نبته وحتى كررى لكى يصنعوا لنا ارضا طيبة نعيش عليها ، لكن ابت انفسنا الا ان نتبع اهوائنا الطائشة ونصنع لنا سودان كله ماسي واحتراب وتقتيل وتهجير اذن الشعب السودانى هو المسؤول الاول عن الحالة التي وصل اليها السودان الان وليست حكومة معينة او حزب لانه اذا كانت للشعب ارادة قويه بالتالى لن تكون هنالك اى قوة على وجه الارض يمكن ان تفرض عليه اى نوع من الاجندة او اى وضع من الاوضاع ولقد هانت انفسنا علينا وبالتالي هان السودان وبدأنا نفقده رويدا رويدا . اين حلايب الان ؟ اين جنوب السودان الان؟

أزمة التخلف
هل نحن فعلا شعب متخلف ؟ هل نحن فعلا شعب فاقد الهوية ؟ كل الدلائل تشير الى اننا من اكثر شعوب العالم تخلفا ولا ننكر بأن السودان ما زال في زيل دول العالم الثالث، ولكن السبب في تأخره يرجع إلى الشعب السوداني لأنه ومنذ الاستقلال مازال الشعب السوداني يتبع السياسة التقليدية والمصلحية الضيقة في نظام الحكم وعدم تطورها مع تقدم الزمن والعالم اضافة الى حكم الأقلية وإقصاء الآخرين ثم استغلال المال العام في الصالح الخاص وتدهور الوضع المعيشي ، انتشار الأمية بصورها المختلفة وعدم الاهتمام بالتعليم من قبل الانظمة المتعاقبة على الحكم ، التخلّف الاقتصادي وعدم التنمية المتوازنة، المتمثل في إتباع طرق الإنتاج التقليدية وشيوع البطالة وعدم كفاية رؤوس الأموال المنتجة في تغطية حاجيات الدولة، كذلك التأخر الصناعي والثقافي في البلد ، النظرة القبلية في المعاملات الرسمية وغيرها مما أدى إلى التفاوت الطبقي بين فئات المجتمع والانتماءات الضيقة مع تردئ الأحوال الصحية والخدمية وبدائية البنى التحتية والمرافق العامة للدولة وغياب العقلانية في تخطيط وتنفيذ القرارات المصيرية ومشروعات الدولة و ظلم وانتهاك الحقوق الإنسانية
اذن كل هذه الازمات اصبحت تلازم بلدنا الحبيبة بسبب شعبها الذى اراد للسودان ان يسير الى الخلف بدلا من الامام فهل بعد ذلك نستحق ان نعيش على هذه الارض الطيبة المعطاءة والتى لم تبخل علينا واعطتنا بلا حدود وفى النهاية كان جزاءها كجزاء سنمار .

Khalid Al Khalifa

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى