دراسات تاريخية

مجازر 8 ماي 1945 في الجزائر وانعكاساتها على علاقة الإدارة الاستعمارية الفرنسية بالحركة الوطنية 1945-1947

العياشي روابحي – اكليل 2021, المجلد ج1, العدد عدد خاص وقائع مؤتمر, الصفحات 623-635

الملخص

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 تظاهرت فرنسا المنهزمة أمام ألمانيا سنة 1940 بمظهر القوة المتجبرة تجاه الشعب الجزائري الأعزل حينما أقدمت على ارتكاب مجازر 08ماي1945التي راح ضحيتها أكثر من 45000شهيد، واعتقال زعماء الحركة الوطنية الجزائرية، كل ذلك من أجل إرهاب الشعب الجزائري الذي طالب بالوفاء بالوعود السابقة التي قطعتها فرنسا على نفسها من تقرير المصير وإشراق شمس الحرية ،وكذلك من أجل ترويع بقية المستعمرات الفرنسية حتى لا تتجرأ على المطالبة بالاستقلال والتحرر من العبودية.والواقع أن اهتزاز مكانة فرنسا لدى الرأي العام الوطني و الدولي جراء هذه الجرائم المروعة فرض عليها السعي لامتصاص غضب الشعب الجزائري وذر الرماد في عيون الحركة الوطنية الجزائرية.

ومن هنا كان الحديث عن سياسة التهدئة التي باشرتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية و سعيها لبناء جسور علاقة جديدة مع الحركة الوطنية الجزائرية خاصة خلال سنتي 1946و1947،وهو ما سنحاول تفصيله في هذه الورقة البحثية التي سنعرض فيها إلى قرار العفو على المعتقلين السياسيين الذي صدر بمقتضى مرسوم 09مارس 1946،والقانون الأساسي للجزائر الصادر في 20سبتمبر1947،وهو القانون الذي أطلقت عليه الصحافة الفرنسية اسم دستور الجزائر 1947،والذي أثار كثيرا من اللغط والجدل السياسي في الجزائر وفرنسا.أضعفت الحرب العالمية الثانية المركز الدولي لفرنسا بسبب الهزيمة النكراء التي منيت بها على يد جيوش المانيا النازية في شهر جوان 1940، وكذا التهميش الدولي الذي طالها من قبل الحلفاء المنتصرين بتحييدها و إبعادها من المشاركة في مؤتمر يالطا سنة1945 ، الذي انعقد بشبه جزيرة القرم، وفيه تم وضع اللمسات الأخيرة لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، و ميثاق الأمم المتحدة.
و لم تشارك فيه فرنسا كلية مما جعلها دولة ثانوية، بل دولة نصف منتصرة ومحررة من قبل الحلفاء، وصارت عظمتها أسطورة وخرافة ماضية. وعلى هذا الأساس تظاهرت بالقوة العسكرية في مواجهة الشعب الجزائري الأعزل حيث أقدمت على ارتكاب مجازر08ماي1945.والواقع أن اهتزاز مكانة فرنسا و تضعضع سمعتها لدى الرأي العام العالمي جراء جرائمها المرتكبة في حق الشعب الجزائري فرض عليها السعي لامتصاص غضب الجزائريين و ذر الرماد في عيون الحركة الوطنية الجزائرية، و بالتالي تبيض صورتها الخارجية. ومن هنا كان الحديث عن إعادة بناء الحركة الوطنية الجزائرية ومحاولة التهدئة من فرنسا انطلاقا من عدة إجراءات قانونية وسياسية، كانت قد تكثفت خاصة خلال الفترة القصيرة التي أعقبت هذه المجازر.وقبل تفصيل ذلك نرى من الملائم أن نسوق لمحة عن هذه المجازر الوحشية التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري الأعزل لأن ذلك سيساعدنا أكثر على فهم الأحداث التي نسوقها.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى