مسارات السالكين في السياسة الدولية حول الاستجابة الفكرية والوجدانية لمؤثرات البيئة الدولية
د مشاري الرويح.
على الرغم من مرور فترات طويلة على تبني شعوب العالم الإسلامي الهويات وطنية يجسدها عدد من الدول السيادية كأعضاء في المجتمع الدولي الحديث واعتماد أغلبها المنطلقات علمانية محضة في تفاعلها مع بيئتها الدولية فإنه ما زال من الممكن تتبع أثارة من الشوق الوجداني، أو الرؤى الفكرية، أو حتى الممارسات الواقعية الإسلامية . كتكليف إلهي متعاليا على أسس التنظيم البشري ومتجاورا لحدوده المؤسسية، ومنافسا لاعتبارات المصلحة الوطنية المادية، أو حتى مقيما وناقدا وأحيانا ساخرا من السياسة الخارجية للدول ذات الأغلبية المسلمة ما زال الإسلام حاضرا بين الكيانات والأفراد والنخب المحيطة بعمليات صنع القرار الخارجي غالبا کعبء تقيده مؤسسيا تارة، وتشكله أو تشوهه فكريا تارة، وتتجاهله تارة أخرى. إلا أنه حتى عندما يتجاهل يبقى هذا التجاهل الإشارة الأوضح على حضوره. نصرة المسلمين عبر الحدود، والتعاون الإسلامي، والاستقلال الثقافي، والعزة الهوياتية، تحكيم الشريعة الإسلامية على الالتزامات والاتفاقات الدولية، وغيرها من المسؤوليات الإسلامية ذات الأبعاد الدولية ما زالت تمثل أعباء على دوائر صنع السياسة الخارجية في العالم الإسلامي اليوم على الرغم من محاولة النخب السياسية في كثير من تلك الدول التخلص منها. في هذا الإطار يأتي هذا الكتاب ليعيد هذا العبء، نظريا، إلى دوائر صنع القرا..