قد أدّى عدم تناسب المقاربة التقليدية والمشهد الأمني في دول الجنوب إلى توسيع الأمن إلى أبعاد أخرى غیر الأبعاد العسكرية، وتزامن ذلك مع نهاية الحرب الباردة حیث تم تبنّي هذه النظرة الشمولية للأمن ضمن حقل الدراسات الأمنیة، و يعد بوزان من أكبر المساهمين في مراجعة مفهوم الأمن بعيدا عن الافتراضات النیو واقعية التي تتمحور حول الجوانب العسكرية ومركزية الدولة في التحليل.و لتحليل مسألة الأمن الإقليمي يقترح باري بوزان مفهوم “مركب الأمن” كنموذج لفوضوية مصغرة، ويشرعن مركب الأمن على الإعتماد المتبادل في مجال التنافس مثله مثل المصالح المشتركة. و من هذا المنطلق حدّد مجموعة من مركبات الأمن ، التي ترتكز بنيتها الجوهرية على أربع متغيرات هي الحدود، البنية الفوضوية، الاستقطاب،البناء الاجتماعي، بالتالي فأمن الحدود و استقرارها يساهم إلى حد كبير في التأسيس لمركب الأمن.