مفاهيم استراتيجية : ما هي الحرب بالوكالة؟

ما هي الحرب بالوكالة؟
شهد العالم القديم والحديث خصوصآ بعد الحرب العالمية الثانية وخلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حرب بالوكالة ومعناه يشير الى وجود قوى كبيرة او قوى دولية او قوى اقليمية تتنافس في منطقة ما تسمى منطقة الصراع، وهذه القوى الكبيرة تتجنب او لاتريد الدخول الى حرب مباشرة ( حرب النزاعات المسلحة), حيث توجد دول صغيرة لها قيمة اقتصادية وجغرافية واستراتيجية، الدول الكبيرة لها فيها نفوذ و تدعم القوى العسكرية في الدول الصغيرة والاستراتيجيات العسكرية هي المشاركة في حرب الوكالة وتجنب التكاليف البشرية والاقتصادية العالية.
ويمكن القول بأنه امتناع اللاعبين الاصليين (القوى الكبرى) من النزول الى ميدان الصراع وتسليح اللاعبين المحليين للاقتتال بدلآ عنهم وهي حرب طويلة الامد لاغالب ولامغلوب فيها اي ما من وجود منتصر اخير.
الحرب بالوكالة بين القديم والحاضر
عند غزو هذه الحروب للأراضي الأمريكية، أقام الإسبان تحالفات مع الشعوب الأصلية التي اضطهدتها شعوب الإنكا والأزتك مستغلين الصراعات الداخلية والإقليمية للانتصارايضآ كانت حرب الخلافة الإسبانية (1701-1713)، على الصعيد الدولي، عبارة عن نزاع بين فرنسا وإنجلترا والقوى الأوروبية الأخرى لمعرفة من الذي سيتولى عرش الإمبراطورية الإسبانية الضعيفة.
والحرب الكورية (1950-1953) اول حرب بالوكالة في اطار الحرب الباردة حيث بقت ادارتها بين ايدي الامريكيين والاتحاد السوفيتي.
اما الوقت الحاضر تتصارع وتتنازع قوى كبيرة في الشرق الاوسط كالمملكة العربية السعودية وايران حيث يريدون الهيمنة والسيطرة. وتخوض التنافس بعيدآ عن حدودها ولاتتدخل بشكل مباشر والنزاع غير موجود في منطقتها الجغرافية. وفي اليمن حيث السعودية تدعم بعض الوحدات العسكرية للنظام السابق، وبعض القبائل ضد قوات الحوثي التي تدعمها ايران.
لماذا تلجأ الدول إلى الحروب بالوكالة؟
الحرب بالوكالة تحدث عندما تقوم قوة كبرى بتحريض أو دعم وتوجيه القتال في بلد آخر، ولكنها لا تشارك إلا بقدر صغير من القتال الفعلي. فيما اشير في مقال” بمجلة ناشيونال إنترست الأميركية عن سبب لجوء الدول إلى الحروب بالوكالة”،” يرى الباحث دانيال بايمان -وهو أستاذ بمركز بروكينغز لسياسة الشرق الأوسط – أنها غالبا ما تعد بالضرب على الوتر السياسي الحساس بين القيام بأقل التكاليف. لكن واقع الأمر أنها شكل منقوص من الحروب”
وعلى الرغم من المزايا العديدة التي يتمتعون بها فإن الوكلاء غالبا ما يخيبون املهم. فبدلا من أن تكون الجماعات المحلية ممتنة ومطيعة فإنها غالبا ما تسلك طريقها الخاص وتتابع مصالحها الخاصة بينما تحصل على المال والدعم الآخر الذي تتلقاه، والبعض منهم يجر أسياده المفترضين إلى تدخلات غير مرغوب فيها.
في أي صراع غالبا ما يتغير التوازن بين قوى القوة الكبيرة والوكيل .والحرب بالوكالة تحدث عندما تقوم قوة كبرى بتحريض أو لعب دور رئيسي في دعم القتال في بلد آخر، ولكنها لا تشارك إلا بقدر صغير من القتال الفعلي بنفسها..
وكثيرا ما يؤدي دعم الوكيل لقيام دول أخرى بدعم حصانها المفضل مما يؤدي لتفاقم النزاع العام، كما هو الحال في لبنان الذي ظل لسنوات عديدة يرى إيران والعراق والسعودية وإسرائيل وسوريا وغيرها من القوى تتدخل بانتظام وتدعم الفصائل المتقاتلة ، وهذا بدوره زاد من استقلالية الوكلاء لأنهم قد يهددون بالتحول إلى قوى أخرى إذا شعروا أنهم غير مدعومين.
ما يمكن إستخلاصه من الحروب بالوكالة
هذه الحرب تضر بأقتصاد الدولة اذا حاربت مباشرة وهذا يجعل اضرار الحرب اكبر من فوائده والحرب بالنسبة الدول الكبيرة هي استثمار وتجارة فأذا عائدات تلك التجارة اقل من تكلفة الانتاج (جنود واسلحة ) كانت حرب التجارة خاسرة وهذا عيب تجاري في الحرب المباشرة ولتفادي ذلك العيب وتلك الخسارة لجأت الدول الى الحرب بالوكالة وذلك للحصول على اكبر الثروات بأقل الخسائرالممكنة.
بخلاف الحروب التقليدية التي تكون فيها الأطراف المتقاتلة مسؤولة قرارها في الحرب و السلم تستوجب الحروب بالوكالة خضوع الأطراف المتحاربة لجهات خارجية تملك معظم الخيوط المتحكمة في صياغة الإجراءات الميدانية, بحيث يكون قرار التصعيد و التخفيف من حدة القتال في ملك أطراف غير حاضرة ميدانيا.
نكران الأطراف الغير المباشرة تدخلها و مشاركتها في الصراع, و إن كانت تملك قرار الحل و العقد بحكم تفوقها على المتحالف المتورط في القتال ميدانيا ما يمكن إستخلاصه من تاريخ الحروب بالوكالة هو أن أهداف الأطراف الخارجية و الموقدة لهذه الحروب تكون غير مترابطة و متدنية مقارنة بالخسائر المادية والمخاطر الأمنية التي تنطوي عليها إدارتهم للصراع
بل العمل على تمويل و تبني حروب بالوكالة, هناك شروط أساسية , و إلا عادت نتائج هذه الحروب بنتائج عكسية على الأطراف الخارجية الغير المباشرة.ومنها هذه الشروط يتمثل في الإبتعاد الجغرافي, بحيث تكون الاطراف الخارجية بمعزل عن الإرتدادات المحتملة للصراع و الناتجة عن إحتمال تمدد القتال جغرافيا و وصوله لحدودها. الأمر الثاني الذي يجب توفره كشرط أساسي لا يقل أهمية عن شرط الإبتعاد الجغرافي هو دافع جلب الفائدة. ما أعنيه بهذا هو أن الدافع من تمويل حروب بالوكالة يجب أن يرتكز على تحقيق فوائد مرجوة.

اعداد: هافين احمد

المصادر:
-1https://rawabetcenter.com/archives/72398
-2 https://www.maghress.com/alraiy/6188
-3 Aljazeera.net
4 – حليمة كوكشة – صحيفة ستار – وكالة ترك برس
5 – الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button