منهجية التحليل السياسي

مفاهيم منهجية: أهمية و دور العينة في البحوث العلمية

تسمى عملية اختيار العينة بالمعاينة وهى عملية حاسمة واساسية فى البحث العلمي لانها تؤثر على جمبع خطوات البحث.

عينة البحث هي جزء من المجتمع يتم اختياره من مجتمع البحث بحيث تمثل  هذه العينة المجتمع و تحتوي على الصفات الأساسية للمجتمع.

المجتمع: يقصد بالمجتمع جميع الافراد (او الاشياء او العناصر) الذين لهم خصائص واحدة يمكن ملاحظتها.

العينة: هى اي مجموعة جزئية من المجتمع.

إختيار عينة البحث هو موضوع مهم و لابد منه خصوصا في حالة البحوث التي لا يمكن فيها الحصول على معلومات من كافة أفراد المجتمع لكثرة العدد. فلو قلنا مثلا بأن هناك بحث عن موضوع ما مثلا:

اتجاهات طلبة الجامعات السعودية نحو الخداع التسويقي

فإن المجتمع في هذه الحالة هو جميع طلبة الجامعات السعودية  بالتالي يستحيل الحصول على معلومات للبحث من مجتمع حجمه كبير بهذا الشكل .

إن إختيار العينة يسهل العملية على الباحث حيث يمكنه من إختيار مجموعة من الأفراد يمكن جمع المعلومات منهم مما يوفر الوقت و الجهد.

وفي حالة كانت العينة مختارة بشكل صحيح و ممثلة للمجتمع بكافة طبقاته فإنه يمكن تعميم النتيجة والنتائج التي يتوصل إليها الباحث في دراستة. و بالطبع، يجدر الإشارة بأنه كل ما زاد حجم العينة كل ما كانت أصدق.

لماذا تتعامل الدراسات مع عينة للدراسة بدلا عن المجتمع وطبعا حديثنا هنا عن المجتمع غير المحدود:

  • امكانية التطبيق.
  • السرعة فى الانجاز (وقت وجهد)
  • الدقة
  • الكلفة

وهناك عدة شروط وضوابط لابد من مراعتها لتكون العينة ممثلة وليس هذا مجال بحثها .

أنواع العينات:

العينة السليمة هى العينة الممثلة للمجتمع الذى اختيرت منه 0 وعملية اختيار عينة ممثلة ليست عملية غير منظمة ، فهناك عدة أساليب جيدة لاختيار العينة ، وعلينا أن نوازن بين الأساليب المختلفة لاختيار العينة ونتبع الأسلوب الأفضل والأنسب بالنسبة لظروف بحثنا 0 وسوف نناقش طرق أو أساليب اختيار العينات والتي تندرج تحت قسمين رئيسين :

  • العينات العشوائية (الاحتمالية) :

وهي العينات التي يمكن استخدام الطريقة الإحصائية لتمدنا بتقديرات دقيقة عن المجتمع موضوع الدراسة وهي تعطي نفس الفرصة للاختيار لكل مفردة من الوصول الى تقديرات دقيقة عن المجتمع الاصلي

  • العينات غير العشوائية (غير احتمالية):

         وفيها يتم اختيار العينة بشكل غير عشوائي، حيث يتدخل فيها حكم الباحث وذلك باستثناء بعض عناصر الدراسة من الظهور فى العينة لأسباب معينة. عدم توافر المعلومات المطلوبة ، أو استحالة الوصول إلى هذه العناصر، أو كبر حجم مفردات مجتمع الدراسة .

أنواع العينات العشوائية (الاحتمالية) :

  • العينة العشوائية البسيطة :

   تتميز هذه العينات بأنه يمكن الحصول بطرق سهلة وميسرة،كما أن فرص الاختيار لجميع أفراد المجتمع متسأوية احتمالياً، وتسمى هذه الحالة بالفرصة غير الصفرية ، مما يعطيها الفرصة لأن  تكون عينة ممثلة للمجتمع بصورة كبيرة، فكل فرد يحمل جميع خصائص المجتمع ويمثله، ولكن يجب توفر شرطين أساسين لاختيار أفرادها:

  • أن يكون جميع أفراد المجتمع الأصلي معروفين لدى الباحث.
  • أن يكون هناك تجانس بين أفراد المجتمع.

ويميز هذه الطريقة :

–       أنها تعطى جميع مفردات المجتمع الأصلى نفس الفرصة المتكافئة فى الاختيار

–         لا تتقيد بترتيب معين أو نظام مقصود

–       لا تتطلب معرفة سابقة بخصائص مفردات المجتمع الأصلى

–       تتفادى التحيز لاعتمادها على حد كبير على قانون الاحتمالات

–       سهولة سحب مفرداتها حيث لا تتطلب سوى قوائم تتضمن بيانات عن مجتمع الدراسة

–       انخفاض خطأ المعاينة حيث تشترط تجانس مجتمع الدراسة

  ولكن يعاب على هذه الطريقة بأنها في الغالب تحتاج  إلى عدد كبير من الأفراد؛ لضمان تمثيل المجتمع بصورة دقيقة.

ويتم اختيار العينة العشوائية البسيطة بإحدى الطرق التالية:

  • أ‌- طريقة القرعة أو القبعة:

وتتم بأن يقوم الباحث بترقيم جميع أفرد المجتمع الأصلي، ثم يضعها في وعاء أو صندوق مناسب، ثم يجري عملية السحب حتى يتم الحصول على العينة المحددة. وربما يجد الباحث صعوبة في إجرائها يكون حجم المجتمع الأصلي كبيرًا، مما يجعله يلجأ إلى طريقة أفضل وأسهل طريقة جداول الأرقام العشوائية.

  • ب‌- طريقة جداول الأرقام العشرية:

وتتم هذه الطريقة بأن يقوم الباحث بوضع جميع أفرد المجتمع على هيئة جداول عشرية، ثم يقوم بتحديد الأرقام المطلوبة عشوائياً، سواء أفقياً أو عمودياً.

  • العينة العشوائية الطبقية

      وتهدف هذه الطريقة  إلى الجمع بين مميزات العشوائية مع زيادة في دقة التحليل. مما بساعد في زيادة التجانس داخل المجموعات  ويقلل التجانس في الوقت ذاته بين المجموعات. وتتميز هذه الطريقة بضبط المتغيّرات المتوقع تاثيرها على المتغيّر  الرئيس أو المعتمد.      تمتاز العينة الطبقية بأنها عينة احتمالية، إضافة إلى ضبطها لمتغيّرات الدراسة أثناء تقسيم المجتمع  إلى فئات. ولكن يعيبها بعض الأمور مثل :

  • أنها تتطلب من الباحث الوقت والتكلفة سواء في الجهد في الناحية المادية، إذا ما قورنت بالعينة العشوائية البسيطة.
  • المعلومات المراد الحصول عليها من كل طبقة أو فئة في المجتمع تحتاج لوقت ومجهود كبيرين، خصوصًا عندما يكون المجتمع الأصلي كبير.
  • دقة تمثيل الفئة للمجتمع يكون ضعيفًا في حالة كون أحد المستويات الطبقية صغيرة جدًا، مما يجعل بعض الباحثين يستبعد الطبقة في مثل هذه الحالة.

ونظرا لأهمية العينة العشوائية الطبقية لذا يمكن اختيارها عن طريقين:

أ –                 العينة الطبقية التناسبية(النسبية)

    وفي هذه الحالة يتم اختيار العينة من كل فئة من فئات المجتمع بنسبة تتناسب مع حجم عددها في المجتمع الأصلي. فمثلاً: عندما يكون لدى الباحث مجتمع أصلي حجمه (500) مفردة، وكانت موزعة على النحو التالي:

جدول رقم (1)

اختيار العينة الطبقية التناسبية

المؤهل العلمي النسبة في المجتمع الأصلي النسبة في حجم العينة
ن % ن %
بكالوريوس 2500 50% 300 50%
ماجستير 1500 30% 180 30%
دكتوراه 1000 20% 120 20%
الإجمالي 5000 100% 600 100%

 ب – العينة الطبقية المتساوية

   وفي هذه الحالة يتم تقسيم مجتمع الدراسة إلى فئات، يتم فيها توزيع كل أفراد المجتمع، ومن ثم يتم اختيار عينة من كل فئة من الفئات بالتسأوي، دون النظر  إلى حجم أو عدد المفردات في كل فئة.

   ففي المثال السابق يعمد الباحث إلى اختيار عدد متسأوي من كل فئة بواقع (200) مفردة لكل مؤهل على النحو التالي:-

جدول رقم (2)

اختيار العينة الطبقية المتساوية

المؤهل العلمي عدد الأفراد(المفردات)، في كلل فئة حجم العينة الطبقية المتساوية
بكالوريوس 2500 200
ماجستير 1500 200
دكتوراه 1000 200
الاجمالي 5000 600
  • العينة العشوائية المنتظمة

     قد يرى بعض الباحثين أن هذا النوع من العينات يتم اختياره بطريقة غير عشوائية، لأن  الباحث يقوم بتحديد المسافات بين مفردات المجتمع الأصلي بصورة منتظمة، لكن الكثير منهم يؤكد على أنها عينة عشوائية احتمالية، خصوصًا إذا عمد الباحث إلى تحديد نقطة البداية بطريقة عشوائية دون النظر إلى المفردة نفسها. وهذا النوع من أسهل طرق اختيار العينات العشوائية. فمثلاً: عندما يكون لدى الباحث مجتمعًا أصليًا وعدد أفراده (5000)، كما في المثال السابق، ويريد أن يختار منه عينة بحجم (500) مفردة بطريقة عشوائية،

 فإنه يقوم بتحديد المسافة بين كل مفردة، وليكن (10) مثلاً. ثم يقوم بتقسيم عدد مفردات المجتمع الأصلي على المسافة المحددة، على النحو التالي:

    5000÷ 10 = 500فئة.

تحديد فئة البداية بطريقة عشوائية، وليس شرطاً أن يبدأ بالرقم واحد.

فمثلًا لو تم بداية الاختيار عشوائيًا بالرقم (11)، فستكون العينة على النحو التالي:

جدول رقم (3)

طريقة تحديد الفئة ونقطة البداية في اختيار العينة العشوائة المنتظمة

11 21 31 41 51 61 71 81 91 101
111 121 131 141 151 161 171 181  …
  • العينة العشوائية العنقودية:

    عندما يكون المجتمع الأصلي للدراسة يتكون  من تجمعات أو وحدات متشابهة  إلى حد كبير في الخصائص والسمات، فمثلاً: عندما يتكون المجتمع من عدد من المدن ،،، أو المدارس،،،….ألخ، ففي هذه الحالة يعمد الباحث  إلى تقسيم المجتمع  إلى أقسام أو مجموعات أوعناصر متجانسة ثم على تفريعات على هيئة تشبه العناقيد.

   مثال: عندما نختار عينةٍ عشوائيةٍ لعددٍ من مدارس مدينة الرياض التعليمية؛ وليكن على النحو التالي:

 لنفرض أن مدينة الرياض تحوي على خمسة مراكز فرعية للتربية والتعليم هي: مكاتب التربية والتعليم في الوسط، الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب. ثم نقوم بتقسيم  إلى أحياء سكنية تحتوي عدد من المدارس جغرافياً. ثم نختار من كل حي عدد محدد من المدارس عشوائياً. أي ان كل مرحلة من هذه المراحل تشكل عنقوداً. فأهم ما يميز هذه الطريقة سهولة التقسيم، ثم عن عملية الاختيار تتم بسرعة ويسر.

 وعلى ضوء ذلك يمكن تقسيم العينة العنقودية إلى:

  • عينة عنقودية ذات مرحلة واحدة.
  • عينة عنقودية ذات مرحلتين.
  • عينة عنقودية متعددة المراحل .
  • عينة عنقودية مساحية.

ومما يعاب على العينات العنقودية:-

  • بعض الباحثين والمختصين ربما يصنفون العينة العنقودية على انها غير عشوائية؛ نظرًا لكون مرحلها وتقسيماتها يمكن أن تتم بطريقة مباشرة من قبل الباحث، أو يتدخل فيها مباشرة.
  • على الرغم من أنها توفر الوقت والجهد؛ إلّا أنها قد تكون غير دقيقة مما يضع الشك في نتائجها.
  • إذا افترضنا أن كل مرحلة من مراحل العينة العنقودية تمثل شكلًا واختيارًا عشوائياً بسيطًا، فإن ذلك سوف يعمل على مضاعفة خطأ العينة لدى هذا النوع، نظرًا لتعدد مراحلها.
  • قد يحدث عدم تجانس في توفير العينة في المرحلة الواحدة؛ بحيث يكون توزيع أفراد العينة مثلاً في الشمال أكثر منها في الجنوب أو غير ذلك. لكن طريقة اختيار العينة ستكون بنسبة متسأوية.

 

  • العينة العشوائية المضاعفة وتسمى المزدوجة

      قد يحتاج الباحث  أثناء تطبيق الدراسة على عينة ممثلة من المجتمع الأصلي  إلى العودة مرة أخرى للعينة نفسها، عندما يتبين له أن هؤلآء الأفراد لديهم معلومات أخرى يمكن ان تساهم أو تهم الباحث في الدراسة. وهذا النمط من العينات يعتبر عشوائياً إذا تمت مراعاة شروط العشوائية في المرحلة الثانية.

أنواع العينات غير العشوائية (غير الاحتمالية) :

   في هذه الحالة  لا يعمد الباحث  إلى استخدام الطريقة العشوائية، بل يلجأ  إلى طرق معروفة تستند  إلى مهارة الباحث وخلفياته عن مجتمع الدراسة الأصلي، ومعرفته الدقيقة بجميع مفرداته مما يسهل عليه عملية الاختيار. ويوجد بعض الأنواع من العينات غير العشوائية والتي منها:

  • عينة الصدفة (الملائمة)

و في هذا النوع من العينات يعطى لعنصر مجتمع الدراسة الأصلي حرية الاختيار في المشاركة في الدراسة، بحيث لا يكون هناك تحديد مسبق لمن تشملهم العينة، بل يتم اختيار أفراد العينة من بين أول مجموعة يقابلهم الباحث، بحيث يوافق هؤلاء على المشاركة. يتميز هذا النوع من العينات بالسهولة في اختيار عينة الدراسة وانخفاض التكلفة والوقت والجهد المبذول وبسرعة الوصول إلى أفراد الدراسة والحصول على نتائج .
ويؤخذ على هذا النوع من العينات أنه لا يمكن أن يمثل المجتمع الأصلي بدقة ومن هنا يصعب تعميم نتائج البحث على المجتمع كله.

  • العينة الغرضية (القصدية) وتسمى كذلك العمدية

        عندما لا يتمكن الباحث من اختيار عينة عشوائية من المجتمع الأصلي لأي سبب من الأسباب التي يراها مقنعة له، أو أنه يرغب في الحصول على عينة ذات مواصفات وخصائص محددة فإنه يلجأ إلى إختيار عينة تسمى ” العينة القصدية أو الغرضية”، أي أنه يقصد أفراداً مخصوصين من مجتمع الدراسة. ويؤخذ على هذا النوع من العينات أنه غير عشوائي ومتحيز في نفس الوقت.

  • العينة الحصصية

    لاختيار عينة من هذا النوع، فإن الباحث يعمل على تقسيم المجتمع الأصلي على حصص معينة تشبه  إلى حد كبير طريقة اختيار العينة الطبقية التناسبية، لكنها تختلف عنها في أن عملية الاختيار لا تتم بطريقة عشوائية، إنما تتم بطريقة حصصية تعتمد على الباحث نفسه في تحديد العينة. وأفضل ما في هذه الطريقة التباين بين عدد أفراد العينة والعدد الكلي لمجتمع الدراسة الأصلي، ويؤخد على هذه العينات بأنها متحيزة وغير عشوائية، وهذا من شانه أنه يؤثر على صحة النتائج التي يحصل عليها الباحث، مما يشكل صعوبة كبيرة في عملية تعميم النتائج على مجتمع الدراسة.

الخاتمة

وخلاصة القول أنه لابد من الاهتمام بالعينة واختيار النوع المناسب والتي تمثل المجتمع أصدق تعبير للوصول إلى نتائج دقيقة وهنا رسم يلخص أغل

وأخيرا نصل إلى خاتمة هذا البحث والذي حاولنا  فيه أن نسلط بعض الضوء على بعض أنواع البحوث وتم تقسمها بناء على معايير عدة والباحث و القرار السليم لا يختار إجراء بحث لايقدر عليه . حيث أن الباحث الحكيم في العادة يعرف حدود قدراته ويتصرف ضمنها.

ولا يسعني في الختام إلا أن اشكر الله جل وعلا على مننه وآلائه وفضله، فما بنا من نعمة فمنه وحده،

وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,,,

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى