القوة العسكرية مصطلح يحمل للوهلة الأولى دلالات قيمية ملموسة تتعلق بالحجم، والعدد، والنوع، بشكل مباشر، يعد قاصراً إلى حد كبير في التعبير عن القدرة الحقيقية التي تحدد شكل الحرب ومدتها التي يمكن أن تخوضها الدولة عند الضرورة وطبيعة الأهداف المطلوب تحقيقها وإمكانية تحقيق تلك الأهداف.
ولعل المصطلح الأكثر دقة في هذه الحالة هو القدرة العسكرية أو النظام العسكري Military system والذي أصبح يعتمد في بنائه إلى حد كبير على ما يعرف بالثورة في الشئون العسكرية التي تعتمد في الأساس على الثورة التكنولوجية وتعتبر القوات المسلحة ومدى اقترابها من معطيات الثورة في الشئون العسكرية هي العنصر الحاسم في تقييم النظام العسكري للدولة ومدى قدرته في المساهمة في تحقيق الأهداف السياسية والإستراتيجية للدولة، وهذا المنهج هو الذي تسير عليه هذه الدراسة حيث سيتم التركيز على قضية الثورة في الشئون العسكرية وما أفرزته نظم عسكرية متطورة وإنعكساتها العالمية، والإقليمية، والتي تبدو دائماً مرتبطة بالسياق العام للتطور الحضاري والعلمي والتكنولوجي الذي تمر به البشرية.