شكلت سياسات المياه في الشرق الأوسط مصدرا كبيرا للضغط في السنوات الأخيرة من قبل القوى السياسية والبيئية. وستبقى كذلك خلال السنوات القادمة. وتشير دراسة آليات تطور السياسة المائية الإسرائيلية إلى أن صناع السياسة فيها ينظرون إلى البحر وإلى المناطق الغنية بالمياه داخل المنطقة للحصول على كميات أكبر من المياه، عوضاعن قبولهم لفكرة العيش ضمن الموارد الجوفية المتوفرة لهم. ويبدو أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ إستراتيجيتها القديمة بالبحث بنفسها عن موارد مائية إضافية، وبسلوك عدواني تقليدي في السياسية الإسرائيلية. : موضوع المياه تحول إلى قضية ساخنة و مركزية في التنمية
والسياسيات، وفي الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يشكل الماء محور الجغرافيا السياسية في كل مرحلة من مراحل التاريخ في المنطقة.
والأطماع الإسرائيلية في المياه العربية بشكل عام والمياه الفلسطينية بشكل خاص، هي جزء من مفهوم إسرائيلي متكامل السياسة السيطرة على الموارد. وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة في الجولان و ما تبقى من جنوب لبنان وأراضي الضفة الغربية، إنما يعني لها التخلي عن “غنائم الحرب”.
فالمياه تشكل أحد أهم عناصر الإستراتيجية الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية). فخلال المفاوضات عام 1999، أوصى مجلس الأمن القومي الإسرائيلي رئيس الحكومة آنذاك..