أخبار ومعلومات

“هذا ما لم تغفره الجزائر لفرنسا”

حاوره: محمد سيدمو

يرى أكرم خريف، الصحفي المتخصص في الشأن العسكري، أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا في المجال العسكري ستتأثر حتما بالأزمة الأخيرة، خاصة مع قرار الجزائر غلق مجالها الجوي عن فرنسا، لكنه يستبعد قطع التعاون في مجالات أخرى حساسة مثل التعاون الاستخباراتي وفي مجال مكافحة الإرهاب.

ما هي التداعيات المتوقعة على الجيش الفرنسي بعد قرار الجزائر حظر مرور الطائرات العسكرية نحو الساحل على أجوائها؟

إذا كانت المسألة محدودة في منع مرور الطائرات على المجال الجوي الجزائري، فإن التأثير سيكون من الناحية الرمزية ومستوى العلاقات بين البلدين، لكنه من الناحية المادية سيكون محدودا في اعتقادي، لأن هناك منافذ جوية أخرى يمكن استخدامها قد تزيد كلفة النقل قليلا.

هناك ملاحظة يمكن تسجيلها في هذا السياق، هو أن الطائرات الفرنسية كما تتفادى المجال الجوي الجزائري تتفادى أيضا المغربي وتمر عبر المحيط الأطلسي، وهذا أمر يبقى غريبا وغير مفهوم.

تحدثت مصادر دبلوماسية جزائرية أن قرار منع تحليق الطائرات الفرنسية العسكرية الفرنسية كان تصحيحا لخطأ استراتيجي ارتكبه الرئيس السابق. ما رأيك في ذلك؟

شخصيا، لا أظن أنه كان خطأ إستراتيجيا، لأن الجزائر كانت تتعامل بواقعية مع ما كان يحصل في الساحل، وكانت ترى أن هناك حربا ضد الإرهاب بالموازاة مع جهودها الدبلوماسية والسياسية.

لم تغلق الجزائر في ذلك الوقت المجال الجوي لأنها كانت تحت أمر واقع، وهذا الغلق يعتبر في الواقع طفرة في العلاقات السياسية العسكرية الفرنسية.

هل تعني الأزمة الدبلوماسية الحالية وقف أشكال التعاون العسكري الأخرى مع فرنسا في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة الإرهاب؟

أتوقع تقليصا للتعاون العسكري بين الدولتين إلى حد ما، بما في ذلك الإمداد بالوقود والماء في شمال مالي الذي كانت توفره نسبيا الجزائر، لكن لا أتوقع أي تخفيض في تبادل المعلومات الأمنية ومحاربة الإرهاب، لأن ذلك لا يصب في مصلحة البلدين.

كيف تقيم التعاون العسكري الحالي بين الجزائر وفرنسا بالمقارنة مع دول أخرى فاعلة مثل روسيا وأمريكا؟

هذا التعاون مر بمراحل عديدة، من مرحلة التعاون الكبير مع الجيش الفرنسي إلى مرحلة قطع العلاقات العسكرية بين 2020 و2021 ثم إعادة بعث نشاط عسكري مشترك، حيث كانت هناك زيارة رسمية لرئيس الأركان الفرنسي إلى الجزائر.

العلاقات العسكرية مع الفرنسية هي في اعتقادي تقريبا بنفس وتيرة العلاقات العسكرية مع أمريكا، إذ هناك تعاون وتبادل، فالسفن الجزائرية تزور الموانئ الفرنسية كما تزور الأمريكية، لكن نسبة المشتريات العسكرية تبقى قليلة مقارنة بروسيا.

ذكر دبلوماسي فرنسي سابق أن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين الجزائر وفرنسا ستؤدي إلى ارتماء فرنسا في أحضان المغرب.. هل تعتقد أن الأمر سيؤثر على التوازنات في المنطقة؟

أزمة بيغاسوس (برنامج التجسس الإسرائيلي الذي استعمله المغرب للتنصت على شخصيات جزائرية وفرنسية رفيعة) ومحاولة التغطية السياسية التي قامت بها فرنسا بصفة علنية على ما يعتبر خرقا للسيادة الوطنية، لاسيما سيادة فرنسا، تعتبر بالفعل ارتماء في أحضان المغرب، وهذا خطأ لا يغتفر لدى الجانب الجزائري.

في اعتقادي، كانت حادثة بيغاسوس من بوادر تخفيض وتيرة التعاون بين الجيشين، ما أدى لاحقا إلى غلق المجال الجوي.

التعاون بين فرنسا والمغرب قوي استخباراتيا وسياسيا وديبلوماسيا، ولكن يبقى عسكريا جد متواضع. المغرب ليس زبونا كبيرا لفرنسا، وهو في نفس مستوى الجزائر تقريبا من ناحية اقتناء السلاح الفرنسي. المغرب اليوم له علاقات اقتصادية كبيرة مع الولايات المتحدة ومع الكيان الصهيوني.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى