شهدت منطقة المتوسط خلال العقد الأخير من القرن 21 حالة من التوترات، ولدتها مجموعة من التهديدات الأمنية التي أثرت على استقرار البيئة الأمنية للمنطقة، ولعل أهمها ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي شكلت أزمة متداولة على الصعيد الدولي بشكل عام والمنطقة المتوسطية بشكل خاص، ففي ظل تراكم الأزمات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، المتوالية واللامتناهية على مستوى الضفة الجنوبية للمتوسط وغياب الآليات الرشيدة لمعالجتها، وبالمقارنة مع حالة الاستقرار التي تميز الضفة الشمالية للمتوسط، كلها عوامل أدت إلى استمرارية ديناميكية ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وهو ما من شأنه أن يساهم في تطور معدلات الجريمة المنظمة في إقليم المتوسط، الأمر الذي يستدعي إعادة هندسة آليات واستراتيجيات رشيدة وملائمة لمعالجة ظاهرة الهجرة المخالفة للقوانين والتشريعات، ومواجهة مختلف التحديات الأمنية الراهنة والمستقبلية.
الكاتب : صبيان محمد . طاشمة بومدين .