دراسات سياسية

واقع الجزائر قبل صدور مشروع بلوم فيوليت

من اعداد حورية جبالي و بشرى مركتي – قسم ماستر تاريخ عام

جامعة قالمة

محتويات الدراسة:

            1 – مكونات الحركة الوطنية (1924م-1935م)

            2-  الإحتفالات المئوية لإحتلال الجزائر 1930م

           3-  وصول الجبهة الشعبية للحكم (1936م-1938م)

– مكونات الحركة الوطنية (1924م-1936م).

       تغير أسلوب الشعب الجزائري في مقاومة الاحتلال الفرنسي مع بداية القرن العشرين و بالضبط بنهاية الحرب العالمية الأولى ، إذ لم يعد يعتمد على المقاومة الشعبية المسلحة المنطلقة من الأرياف بل سلك أسلوب جديد يمثل في النضال السياسي .[1]

فهذه الحرب كانت بادرة شعاع حركت مشاعر أفراد الشعوب المستعبدة و هنا بدأ الوعي القومي يتجسد لدى الأفراد الذين شاهدوا كيف تدافع الأمم عن حريتها وسيادتها.[2] لأنها خلقت جوا جديدا بما أحدثته من تقارب و احتكاك بين الشعوب وانتقال الأفكار خاصة منها تلك المتعلقة بمفاهيم الحرية و الاستقلال و حقوق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها بنفسها ، و بذلك كان للجزائريين دورا واضحا في هذه التحويلات الجديدة التي ساعدت على بلورة و تطوير أفكارهم السياسية و الوطنية التي تجسدت في ظهور عدت تيارات و أحزاب حديثة اقتربت في مطالبها و اختلفت في طرق ووسائل عملها ، وقد أطلق عليها مجتمعة اسم “الحركة الوطنية[3] الجزائرية”[4].

 و ينبغي التنبيه إلى أن كل هذه التشكيلات و رغم الاختلافات البينة والجوهرية بينها،  تنسب كلها إلى الأمير خالد الذي بقي برنامجه السياسي يشكل الخطوط العريضة والخلفية الأساسية لمختلف برامجها .[5] فمنهم من تناولوا هذه المشكلة في الإطار الماركسي والذين تناولوها في المستوى الثقافي و الديني و الذين طرحوها بوضوح و صراحة بصفتهم وطنيين أو بعبارة أخرى : الشيوعيين و العلماء والوطنيون.

لهذا يكون من الأهمية بمكان أن نحاول فهم أصول هذه الحركات و الأحزاب التي تناولت القضية الوطنية[6] .

1-1- نجم شمال إفريقيا :

بدأ نجم شمال إفريقيا ينشأ كجمعية تعمل للدفاع عن مصالح مهاجري المغرب العربي في سنة 1924م ، و لم تظهر إلى الوجود رسميا إلا في مارس 1926م،[7] حيث تعتبر هذه الجمعية هي من بذر الأمير خالد[8] ترك عنابة بعثها و تنميتها لغيره ، والكتفي بمرافقتها من بعيد ، فإستمرت و لم تتوقف بإعتزاله المسرح السياسي[9]، بعد أن نفته السلطات الإستعمارية إلى سوريا حيث استقر هناك إلى أن توفي سنة 1936 م[10].

وفي الحقيقة أن المنظمات الحزبية التي بدأت نشاطها السياسي المنسق بباريس في نهاية الربع الأول من القرن العشرين قد سارت على فكرة الدفاع عن حقوق أبناء شمال إفريقيا عامة و ذلك نظرا لمحنتهم المشتركة في الغربة فكانت مطالبهم الأساسية تتلخص في الحصول على المساواة ، و إستقلال شمال إفريقيا[11].

وبذلك تأسست جمعية غير مصرح بها في مارس 1926 م، بعنوان “نجم الشمال الإفريقي”[12]. و كان رئيسه الفعلي هو السيد حاج عبد القادر[13] الذي كان جزائريا و عضوا في اللجنة الإدارية للحزب الشيوعي الفرنسي و رئيس خلية شيوعية في فرنسا، و لعل هذا هو ما جعل معظم الكتاب يقولون بأن النجم ولد في ظل الحزب الشيوعي الفرنسي[14] .

و قد برر مصالي الحاج[15] انخراطه في الحزب الشيوعي فقال : “أعلمني حاج علي أنه من الأهمية القصوى من أجل السير الحسن للأمور أن أنخرط كمتعاطف في الحزب الشيوعي الفرنسي مضيفا بأن هذا يكون خيرا لك و يسمح لك بإكتساب بعض المعارف الضرورية لكل مناضل ، فتم الإنخراط و عينت في خلية حيّ التي كانت تجتمع في شارع بلفور” بالدائر   11″[16] ، وفي يوم 2 جوان من نفس السنة عقد أول إجتماع لها أعلن خلاله عن تأسيس الحركة وعلى اسمها ، و في يوم 2 جويلية من نفس العام انعقد الإجتماع الثاني لحركة النجم بعد تأسيسها ووزعت فيه المسؤوليات على روادها السياسيين[17].

و بناء على رأي أحد المؤرخين ،فقد أسندت رئاسه الحزب الشرفية إلى الأمير خالد … أما للرئاسة الفعلية للحزب فقد أسندت إلى المناضل الحاج علي عبد القادر،وأسندت الأمانة العامة إلى المناضل الحاج أحمد مصالي[18] كما ضم الحزب إلى قيادته مجموعة من الأعضاء الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز مناضليه : ” محمد جفال ، أحمد بغلول ، علي عيمش ، الرزقي كمال ، رابح موساوي و محمد طالب”[19].

و في 17 أكتوبر 1926م أعلن الحاج علي مقر الجمعية النهائية مارشي دي باترك ، حيث طالب بحق الشمال الإفريقيين بأن يكون ناخبين و منتخبين في جميع الجمعيات بما في ذلك البرلمان مثل المواطنين الفرنسيين الآخرين ، وفي نفس سنة 1926م كثف مصالي من تدخلاته في الإجتماعات . ثم عين مع الحاج علي و الشادلي ضمن الوفد الذي ذهب إلى بروكسل من أجل حرية الشعوب المضطهدة الذي إنعقد في 10إلى 15 فيفري 1927م[20]. والذي كان له أثر كبير في التعريف بالقضية الوطنية و شكل هذا المؤتمر منعرجا حاسما ومرحلة جديدة في تاريخ النجم من حيث طريق الكفاح و النضال و طبيعة المطالب الوطنية و على رأسها الإستقلال [21].

“وقد قدم مصالي الحاج المطالب الجزائرية المتمثلة فيما يلي :

– إستقلال الجزائر

– جلاء قوات الإحتلال الفرنسية

– تأسيس جيش وطني و حكومة جزائرية .

– حجز الأملاك الفلاحية الكبيرة التي استولى عليها الإقطاعيون و إرجاعها إلى الفلاحين الذين سلبت منهم.

-إحترام الأملاك الصغيرة و المتوسطة.

– إرجاع الأراضي والغابات التي استولت عليها الحكومة الفرنيسة إلى الجزائر .

       وإلى جانب هذا طالب بإجراءات فورية المتمثلة في إلغاء القانون الأنديجينا[22] والقوانين الإستثنائية ، و إعطاء الحقوق السياسية و المدنية للجزائريين ،و إطلاق سراح المسجونين السياسيين ، و حرية الصحافة و الجمعيات و الإجتماع [23].

و عليه أكد النجم في بروكسل علانية المجرى الذي ينوي السير فيه بخطاب مصالي المدوي فهو الخطيب المفوه و المجادل الجاد أحيانا ، و القارئ المثابر على الصحة اليومية و المهتم بالمناقشات داخل النجم أو مع قادة الحزب الشيوعي الذين إستخلص منهم فائدة قصوى ، بدأ يكتسب الثقة في النفس[24].

 و بذلك عرفت القضية تحركات هامة للتنديد بالإستعمار و أعمال القمع و القوانين الاستثنائية التي تمارسها الإدارة الإستعمارية على شعبنا[25].

و مع مرور الزمن فقد النجم أعضاءه المغاربة و التونسيين و أضحى منظمة جزائرية خالصة … أما هدفه الحقيقي فهو استقلال أقطار الشمال كلها[26]. كما أكد قادة النجم في سنة   1928م إرادتهم أن يكون مستقلين عضويا عن الحزب الشيوعي الذي ساعد النجم في بدايته بأن وضع تحت تصرفه مناضلين و محلات[27]، حيث عرف جتماع 5 فيفري خروج الحاج علي عبد القادر من النجم ، كما أخذ رفاقه من ذوي الإتجاهات الشيوعية ينسحبون منه واحد تلو الآخر[28].

وحتى سنة 1929 بلغ النجم ذروته فقد وصل إلى الحد الأقصى من مردوديته  وصار يضم أكثر من 4000 عضو… و بإدراك المحكمة بأن الجمعية “عازمة على المساس بوحدة التراب الوطني”. و نتيجة لذلك نطقت بحل النجم في نوفمبر 1929م ،  وإستدعى مصالي من طرف المحكمة بأمر من رئيس المجلس الفرنسي لتبليغه حل النجم ، لكنه رفض المثول ، و لم تسفر هذه القضية أية نتيجة[29].

و في سنة 1930م بمناسبة مرور قرن على إحتلال الجزائر نظمت فرنسا احتفالات كبيرة صرفت فيها أموال باهضة ، فقرر عندئذ مصالي الحاج إرسال مذكرة إلى الأمين العام لعصبة الأمم[30]  بحثه فيها عن ظروف الإحتلال و المظالم التي يعيشها الشعب الجزائري كما صادر النجم في شهر أكتوبر من نفس السنة العدد الأول من جريدة الأمة[31] بباريس ، و كان مديرها و مؤسسها مصالي الحاج[32] التي عبرت بصدق عن أصالة الأمة و إسلامها حيث كتب على يمين الجريدة داخل هلال قوله سبحانه و تعالى : “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.[33]

كان نداء النجم  في غالب الأحيان ، موجها بإسم الإسلام : “ساعدوا حركتنا الوطنية معنويا وماديا ، فتكونوا بذلك قد أتممتم واجبكم كمسلمين صالحين ، إن الله معنا”[34].

       وبتاريخ 28 ماي 1933 ، انعقد مؤتمر نجم الشمال الإفريقي في باريس إنتخبت لجنة مركزية جديدة مكونة من ثلاثين عضوا و حدد خلاله برنامج[35] يشمل قسمين : للقسم الأول منه خصص للمطالب المستعجلة .و القسم الثاني طرح فيه قضية الإستقلال الوطني و يشمل على ما يلي :

1- الإستقلال التام للجزائر.

2- تشكيل جيش وطني .

3- الجلاء التام لجيش الإحتلال.

4- حكومة وطنية ثورية :

أ- مجلس تأسيسي ينتخب بالتصويت العام.

ب- التصويت العام في جميع المستويات ، حق الترشح و لجميع المجالس لجميع سكان الجزائر.

ج- ستعتبر اللغة العربية رسمية.

د- إرجاع البنوك والمناجم و السكك الحديدية والموانئ ، والمصالح العمومية التي إغتصبت من طرف الغزاة إلى الدولة الجزائرية ، بصفتها صاحبة الملكية المطلقة عليها .

5- مصادر الملكيات المالية ، وإرجاع الأراضي الصادرة إلى الفلاحين و الغابات التي إغتصبتها الدولة الفرنسية ، إلى الدولة الجزائرية.

6- التعليم المجاني ، الإجباري ، باللغة العربية ، في جميع المستويات .

7- الإعتراف بالحق النقابي ، من طرف الدولة الجزائرية ، و حق التجمع ،وحق الإضراب و إعداد قوانين إجتماعية من طرفها .

8- إعانة عاجلة للفلاحين ، و ذلك بتخصيص قروض دون فائدة لإشتراء الآلات والبذور، والأسمدة ، و تنظيم الري و تحسين طرق المواصلات[36].

و هكذا يتحدد في هذا البرنامج و بدقة ، مفهوم الإستقلال[37] و أصبح يعمل أساسا لصالح القضية الجزائرية و لم يعد اهتمامه بقضايا المغرب العربي الأخرى سوى اهتمام ثانوي ، و لكن هذا النشاط الذي ظهر به النجم رغم قرار حله ، جلب إليه أعين الرقابة . وعندما تيقن قادته من المتابعة و المحاكمة بتهمة إعادة تنظيم ممنوع ، غيروا اسمه إلى “نجم إفريقية الشمالية المجيدة” مع إبقاء البرنامج و الهياكل و الوسائل كما كانت لكن القضاء الفرنسي تدخل سنة 1934م ، و اتهم النجم بالقيام بنشاط باسم منظمة منحلة قانونيا . فقد قبض على رئيس النجم السيد مصالي خلال نوفمبر، وفي 24 جانفي 1935 حكمت محكمة باريس عليه بسجن لمدة ستة أشهر و تغريمه مائتي فرنك[38].

وفي شهر أفريل كسرت محكمة النقض الحكم على مصالي الحاج بالسجن وأعلنت أن حل النجم ليس قانونيا و خرج مصالي في أول ماي سنة 1935م من السجن[39].

 وبعد مرور أربعة أشهر على خروجه من السجن ، حاولت السلطات الإستعمارية إعتقاله مرة أخرى بتهمة القيام بالنشاط المضاد للعدوان الإيطالي على الحبشة[40]. فغادر فرنسا متجها صوب جنيف أين إلتقى بالأمير[41] شكيب أرسلان مؤسس الأمة العربية[42] ، بمناسبة إنعقاد المؤتمر الإسلامي الأوروبي بجنيف[43] في سبتمبر سنة 1935م[44].

و قد حضر من حركة النجم رئيسها مصالي الحاج كما حضر ، معه أعضاء آخرون[45] و إستغرق المؤتمر من 12إلى 17 سبتمبر و تناول من النجم الكلمة مصالي الحاج و عيماش ، حيث شرح كل منهما حالة المسلمين في فرنسا و في شمال إفريقيا و نددوا بالإستعمار الفرنسي و بسياسته الهوجاء[46].

و في عام1936م الذي عرف إنتصار الجبهة الشعبية في الإنتخابات التشريعية [47] أصدرت عفوا شاملا لجميع قادة نجم شمال إفريقيا وتسمح لرئيسه بممارسة نشاطه في فرنسا و الجزائر ، الذي إنتهز هذه الفرصة [48] و قدم مطالبه إلى الجبهة وهي المطالب التي وصفها “بالآنية” أو المستعجلة ، و اشتملت قائمة مطالب النجم من الجبهة الشعبية على العناوين الآتية[49]:

أالمطالب السياسية :

– تسريح جميع المتعقبين و المعتقلين.

– إلغاء قانون الأنديجان و قانون الغابات.

– إعطاء الحريات الديمقراطية و إقرارها بقوانين .

ب – المطالب الإجتماعية :

و تقتصر في إجبارية التعليم ، و توسيع حق العمل الأهالي و حفظهم في جميع النواحي ،  المحافظة على الطفولة و الصحة ومحاربة البطالة.

ج- المطالب الإقتصادية و المادية :

 و المتمثلة في تعويض الرسوم المتعددة بضريبة واحدة متدرجة ، تخفيض المرتبات الضخمة المرهقة لميزانية الأقطار الثلاثة ، إجراءات إقتصادية لصالح صغار الفلاحين و التجارة والصناع ، تعديل القوانين الجائرة.

د- إصلاحات إدارية :

تمثلت في حذف مناطق الحكم العسكري التي لا زالت في الجنوب الجزائري ، إصلاح نظام البلديات الممتزجة ، إرجاع الأوقاف الإسلامية ، تحسين حالة المساجين[50].

ولكن كانت خيبة النجم مريرة عندما قلبت له الجبهة ظهر المجن و تراجعت عن وعودها و اعتقلت رجاله و انتهت بحله كمنظمة تماما[51] ، و ذلك بتاريخ 26 جانفي سنة 1937م. وهو ما دفع بمصالي الحاج ورفاقه إلى تأسيس حزب جديد هو “حزب الشعب الجزائري “[52] .

1-2- النواب المسلمين :

بعد فشل سياسة الأمير خالد ، تبنى المنتخبون سياسة الشبان[53] الجزائريين[54] وأسسوا في شهر جوان 1927م اتحادية النواب المسلمين الجزائريين وترأسها الدكتور ابن تامي النائب بالمجلس العمالي لعمالة الجزائر، و مدير جريدة[55] التقدم [56].

وكان هؤلاء مؤيدين لسياسة نخبوية تطالب بحقوق أكبر و بإندماج تدريجي في الأمة الفرنسية [57] نظرا لتعليمهم فقد شعروا بأنهم قطعوا من بقية المجتمع الذي كان غريبا عنهم . لقد كانوا يشعرون بعقدة الكمال بالنظر إلى المجتمع الجزائري ، ولكن كانوا يشعرون بعقدة النقص بالنظر إلى المجتمع الفرنسي ، و نتيجة لذلك ضاعفوا[58] فهم نتاج جهاز التعليم الفرنسي فكانوا معلمين و أطباء وصيادلة ، ومحامين و غيرهم من “حملة الشهادات” مثلما كانوا يسمون[59] ، بالإضافة إلى أعضاء آخرين من العائلات الكبيرة من التجار و أصحاب الأرض و قدماء المحاربين في الجيش الفرنسي [60].

وقد عقدت الفيدرالية أول مؤتمر لها في سبتمبر 1927م بنادي الترقي بمدينة الجزائر ، وتثابر على إستقطاب إليها المنتجين المسلمين ذوي الثقافة الفرنسية[61] ، وإنتهي بصياغة مجموعة من المطالب الإصلاحية نذكر منها :

1- تمثيل الأهالي الجزائريين في البرلمان الفرنسي.

2- إلغاء قوانين الأهالي و القوانين الخاصة .

3- تنظيم ذهاب العمال الجزائريين إلى فرنسا .

4- المساواة في سني الخدمة العسكرية.

5- المساواة في الأجر و المنح.

6- تطبيق القوانين الإجتماعية التي يتمتع بها الأوربيون.

       و هذا المطالب ليست بجديدة إذا راجعنا تلك التي نادى بها الأمير خالد الذي أرفقها بجملة من الأفكار تنم عن فكر تحرري و هذا ما تجنبته كتلة المنتخبين[62]. فالقضية الأكثر ثورية بالنسبة لهم هي التمثيل النيابي[63].

و كانت وسيلة النواب و النخبة إلى نيل الحقوق تكوين وحدات نواب في الولايات المحلية الثلاثة و تأسيس الصحف والنوادي وإرسال الوفود إلى فرنسا ، والمشاركة في الإنتخابات المحلية ومهاجمة تصلب المعمرين و تعقب المسلمين[64].

لقد كثرت الجرائد و المقالات المتعلقة بمشروع القانون الذي قدمه فيوليت سنة 1929م والخاص بتمثيل المسلمين ، ولم   يشر المنتخبين لا إلى القضية الوطنية الجزائرية و لا إلى الإستقلال للجزائر بل قيل أن الجزائر فرنيسة و أن المسلمين فرنسيون … فحتى عند المطالبة فإن اللهجة كانت معتدلة و هذا أقرب إلى الشكوى منه إلى الإحتجاج و الرفض[65].

       ورغم اعتدال هذه المطالب و عدم تعبيرها عن الواقع الجزائري إلا أن المنتخبين لم يستطيعوا أن يحصلوا على أي إصلاح هام خاصة و أن كل القوانين التي كانت تهم الأهالي تقابل بثورة من قبل المستوطنين الذين يعملون على تعطيل كل الإجراءات[66] .

 و في سنة 1930م ظنوا أن الوقت مناسب ، أثناء الإحتفال بمرور مائة عام على إحتلال الجزائر ، بتذكير فرنسا بوعودها . لكن أفكارهم لم تتجسد على أرض واقع تحكمت فيه الإدارة الإستعمارية نهائيا و سارت نحو مزيد من التعنت ، فكانت الذكرى مناسبة لإبراز عضمتها و غطرستها أمام الجزائريين الذين شهدوا الأعيان المحليين من القياد و المطالبين بالإندماج غير المشروط يسجدون لفرنسا معبرين عن مزيد من الولاء و الخدمة [67]، فاقتراحهم بتمثيل الجزائريين في البرلمان الفرنسي لم يصل حتى إلى ميدان الدراسة[68].

       حيث أورد الدكتور يحي بوعزيزي أن محمد كسوس قال عام 1931م بأن ” احتفال فرنسا المائوي مهين ، و لكن جيلنا الفرنسي فكريا رغم أنه يحتفظ بدينه و لغته و عاداته ، ويتصور أي شكل سياسي غير الشكل الذي تمثله فرنسا”[69].

       و انضم ابن جلول[70] إلى إتحادية قسنطينة سنة 1930م ، فإن وصوله قد أدى إلى تنافس حاد بين عائلته و عائلة محمد ابن باديس في ميدان الإنتخابات و المجالس العامة ، البيانات المالية[71]، وقد تحقق ابن جلول فوزا كبيرا في إنتخابات شهر أكتوبر 1931م[72]، وعملوا في نفس السنة على عزل الشريف سيسبان من رئاسة الإتحادية[73].

       وكان ابن جلول نشاط واضح في الإنتخابات المحلية و الصحافة ، وكان ماهرا وملما بجميع المحاورات السياسية و بتفاصيل السياسة المحلية ، و كان مستقبل الجزائر يشغله أكثر مما يشغله مستقبله الشخصي ، و نلاحظ أنه كان لا يميل إلى العنف أو الثورية و إنما نموذجا لسياسي المتحضر[74].

       و تتألف الإتحادية من النواب الذين فازوا في إنتخابات الهيئات و المجالس المالية والذين يؤمنون بنفس الأفكار التي كان ينادي بها فرحات عباس ، و ينشرها في مجلة التقدم… وقد نشطت هذه الهيئة في العمل منذ عام 1934م ، عندما فاز كثير من أتباعها في الإنتخابات البلدية و العمالات و حصلت على أغلبية المقاعد و كان من بين من فاز[75]: فرحات عباس من سطيف ، الدكتور سعدان من بسكرة قمارية الزين من سوق أهراس ، ابن خلاف من جيجل ،الدكتور اسماعيل الأخضري من قالمة ، ابن عبود الحاج محادتة من عين البيضاء،  و عبد الكريم بو الصوف من ميلة ، صراوي محمد الصالح من الخروب[76] .

       أما فرحات عباس[77] الذي كان من أعضاء الإتحادية البارزين فقد قال عن أهداف الحركة ما يلي :

– إحترام الإسلام و اللغة العربية و المدنية الإسلامية .

– تخلي الفرنسيين عن خرافة التفوق الجنسي .

– العمل على تحقيق المساواة في الحقوق بين الجزائريين و المعمرين .

– إن هذه المجموعة كانت تعلق آمالها على الشباب في النهوض بالمجتمع الإسلامي الجزائري ، و جعله مجتمعا عصريا مسلما تقنيا حتى سيتطيع منافسة المجتمع الأوروبي.

– تريد هذه الفئة أن تستفيد من الحضارة الأوروبية دون أن تفقد حضارتها العربية الإسلامية[78].

       وعليه فإن مطالب هذه الجماعة تنصب في المطالبة بمساواة الجزائريين مع الفرنسيين في الحقوق السياسية و الإجتماعية أي تحقيق الإندماج . وكان نشاطهم السياسي يتمثل في محاربة الجهل والفقر وإنقاذ الشعب الجزائري بكل الوسائل من الاضمحلال المادي والإنحطاط المعنوي… وتوفير العمل و التعليم لكل الجزائريين ومحاربة القوانين الإستثنائية، و نظام الإستعمار الفضيع  و تحسين العلاقات الإنسانية ، وكانو يعتقدون بناء على رأي عباس أن المساواة بين الأهالي والمستعمرين ستؤدي حتما إلى إستلام الجزائريين زمام الحكم في بلادهم ، وأن سياسة المساواة في الحقوق السياسية و الإجتماعية، والثقافية،  وتقدم الجماهير الشعبية في الميدان الإجتماعي لا بد أن يفتح الطريق المؤدي إلى إستقلال الجزائر[79] .

       وبذلك يعتبر فرحات عباس[80] الشخصية الثانية لجماعة النخبة و النواب ، خلال الثلاثينيات ، و تصرحاته تمثل تمزق النخبة [81] بين مبادئ الجمهورية التي إستوردتها فرنسا والتقاليد الموروثة عن الإسلام[82] ، فأعضاء النخبة كانوا يؤمنون بأن ” الوطن الجزائري ” لا وجود له على الإطلاق[83] و أعلن السيد فرحات عباس رأيا أكثر وضوحا و صراحة حول هذه النقطة عندما كتب مقالا بعنوان ” فرنسا هي أنا “[84] في 23 فيفري 1936[85] قائلا ” إن الوطنية عاطفة تدفع شعبا من الشعوب إلى العيش معا داخل حدود معينة و هي التي أدت إلى قيام سلسلة الأمم الحاضرة ، ولو أني اكتشفت وجود أمة جزائرية لكنت وطنيا ، إن الوطنيين يكرمون لأنهم يموتون من أجل فكرة وطنية ، ولكني غير مستعد أن أموت من أجل وطن جزائري لأن هذا الوطن لا وجود له ، فقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده ، نعم وجدت الدولة العربية و الدولة الإسلامية اللتين شرفتا الإسلام و شرفتا جنسنا ، ولكنهما ولدتا لعصر غير عصرنا و لأناس ليسوا أناسنا . وليس هناك من يفكر جديا في وطنيتنا ، فالذي يهم بالدرجة الأولى هو التحرر الإقتصادي والسياسي لجماهير الجزائر ، إن هذا التحرر  ضرورة لأن فرنسا هي أنا “[86] .

 وقد تصدى الشيخ بن باديس ، رئيس جمعية العلماء ، لتفنيد آراء أولئك الذين يؤكدون أنهم فرنسيون مع إحتفاظهم بصفة المتحدثين باسم شعبهم و ذلك في البيان الصريح الصادر في شهر أفريل سنة 1936م ، و كان ابن باديس ، يعتبر أنه يعبر عن رأي الأغلبية مؤكدا بأن الأمة الجزائرية موجودة بتاريخها و بشخصيتها الثقافية المتميزة : “هذه الأمة الجزائرية المسلمة لايمكن أن تكون فرنسا ولا ترغب في أن تكون فرنسا بل هي أمة بعيدة كل البعد عن فرنسا بلغتها و طبائعها و أصولها و دينها و هي لا تطالب بأي من الإدماج ” .

لكن جماعة النخبة بقيت مصرة على مطالبها الإندماجية واقفة موقف المعجب المندهش من فرنسا ، و ساعية قدما نحو محاكاتها ثقافيا ، و الذوبان فيها حضاريا،[87]  وبذلك بنت أحلامها على الرياح و كشفت سذاجة و قصر نظرها عندما اعتقدت أنها بسلوكها لتلك السياسة المتذللة ، سياسة الخنوع والخضوع و الإستعباد يمكنها الحصول على بعض فئات حقوقها المهضومة[88] .

       و بعد محاولات عديدة لفرحات عباس ورفاقه منذ سنة 1938م إقناع فرنسا بالإعتراف لهم بالحقوق السياسية و المدنية ، وإقامة المساواة بين الجزائريين ولكن تلك المحولات المبذولة حتى سنة 1941م قد باءت بالفشل جميعا ، فاستقال فرحات عباس و الدكتور سعدان من منصبيهما ،  و بعد محاولة أخيرة مع حكومة ( فيشي ) قرر عباس سلوك طريق آخر غير الإندماج[89].

1-3- جمعية العلماء المسلمين الجزائريين :

إن فكرة إنشاء جمعية العلماء تعود إلى سنة 1913م  و ذلك عندما إلتحق “إبن باديس” [90] مع الإبراهيمي[91] بالمدينة المنورة و كانا يتناقشان و يدرسان أوضاع الجزائر وما يجب عمله من أجل إخراجها من أوضاعها المزرية و إصلاحها[92].

ويعود فضل تكوين الجمعية إلى المثقفين الجزائريين ذوي التكوين الإسلامي المشرقي الزيتوني و يعتبر ابن باديس صاحب المبادرة سنة 1924م [93]، وفي هذا التاريخ اتصل  بأصدقائه وزملائه بقسنطينة وضواحيها لإقناعهم بفائدة إنشاء جمعية

تدعى ” الأخوة الفكرية” تكون غايتها توحيد المعربين و تمكينهم من التعارف على أحسن وجه و هكذا برزت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الوجود رسميا في الخامس من شهر ماي سنة 1931م و قد اتخذت مقرا لها في بداية تكوينها ” نادي[94] الترقي”[95]

و أثناء اجتماع في نادي الترقي ببابا عزون ، ضم 72 عالما جزائريا قدموا من مختلف أنحاء البلاد ، ومن مختلف الإتجاهات الدينية ، و قد تألف مجلس إداري من (13) عضوا[96] وتولى رئاستها الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي انتخبه زملاؤه رئيسا للجمعية بالإجماع في غيبته

، و تولى نيابته الرئاسة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي[97] و أختير محمد الأمين العمودي[98] كاتبا عاما و الطيب العقبي نائب الكاتب العام و مبارك الميلي و ابراهيم بيضون  نائب أمين المال[99] .

و تنسيق جهودهم في مجال التعليم العربي الحر و توحيد مذهبهم الديني[100]. وسنة 1925م كانت نقطة الإنطلاق للشروع في تطبيق فكرة الإصلاح المنظم و هب العلماء المصلحون ينشرون وجهات نظرهم يعرّفون بمبادئ برنامجهم الديني و الإجتماعي والثقافي من خلال الصحافة . فهذه جريدة الشهاب [101] دعت العلماء إلى تشكيل حزب ديني محض بهدف [102] تنقية الدين من الخرافات و البدع و العودة إلى مصادره الأولى القرآن و السنة [103] فأنشؤا المدارس العربية للتربية الإسلامية و العلوم العربية ، فأنشأوا النوادي و الصحافة العربية الإسلامية و المساجد الحرة ، فغسلوا فيها بالوعظ و الإرشاد نفوس العامة و أفكار المثقفين الضالة و ملوها بنور الدين و الفضيلة [104].

ولقيت دعوة الشهاب إستجابة واسعة في أوساط العلماء ، و أوساط الأمة عامة ،و كان على رأس الملبين للدعوة والمسارعين في الإستجابة لها : الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ،  والشيخ مبارك الميلي [105].

الشيخ محمد الطيب العقبي[106]، العربي التبسي[107]، السعيد الزاهري[108]، محمد خير الدين وغيرهم من العلماء والمشايخ والأساتذة وطلبة العلم ، حتى أنك لتجد بينهم حملة الشهادات و كثيرا من المتخرجين على يد الأستاذ عبد الحميد بن باديس ، و غيرهم من العصاميين في العلم[109].

و على العموم فإن جمعية العلماء تأسست في ظروف عصيبة ، كانت تمر بها الجزائر ، فقد إحتفل المستوطنون بمرور قرن على إحتلال الجزائر ، يتبجحون في خطاباتهم و كتاباتهم بأن الجزائر قد أصبحت فرنسية للأبد ، و أن الإسلام و لغته قد إنتهى أثرها في هذا البلد الذي أصبح _ حسب _ زعمهم لاتينيا و لذلك فإن ظهور الجمعية في هذا التوقيت بالذات يعد أحسن جواب لفرنسا و لمزاعمها و إحتفالاتها الصاخبة [110].

  و قد إعترفت بها الحكومة الفرنسية و وافقت على قانونها الأساسي في نفس الشهر  والسنة وكان هذا القانون يحتوي على ثلاثة و عشرين فصلا حددت فيها الجمعية إصلاحاتها الإدارية و الإقتصادية و بينت فيها إتجاهها العام . والتزمت في الفصل الثالث من هذا القانون بأن لا تخوض ميدان السياسة مطلقا [111]. “لا يسوغ لهذه الجمعية بأي حال من الأحوال أن تخوض أو تتدخل في المسائل السياسية”.

أما الفصل الرابع فأكد بأن ” القصد من هذه الجمعية هو محاربة الآفات الإجتماعية كالخمر والميسر والبطالة والجهل ،  وكل ما يحرم من صريح الشرع و ينكره العقل وتحجره القوانين الجاري بها العمل”[112].

و يمكن تحديد برنامج العلماء في هدفين رئيسيين أولها حالي ، و الثاني بعيد المدى و يتمثل الأول في تصفية الإسلام مما علق به من الشوائب و محاربة جمود الزوايا وإحياء اللغة العربية ، و معالم التاريخ القومي والإسلامي ، و إنشاء المدارس والمساجد الحرة و فصل الدين عن الحكومة ، و توعيته و تثقيف الشعب الجزائري صغاره و كباره ، وتربية الشبان تربية عربية إسلامية [113] ، و محاربة الآفات الإجتماعية بكل أنواعها ، و الوقوف ضد محاولة مسح الشخصية الجزائرية و محو معاليمها التاريخية .

       وقد لخص ابن باديس مبادئها و أهدافها بقوله : ” القرآن إمامنا و السنة سبيلنا والسلف الصالح قدوتنا و خدمة الإسلام و المسلمين ، وإيصال الخير لجميع سكان الجزائر غايتها “. و تتلخص مبادئ الجمعية بصفة إجمالية في الشعار التالي الذي ينسب إلى الشيخ عبد الحميد ابن باديس [114] و هو ” الإسلام ديننا و العربية لغتنا والجزائر وطننا “[115].

       وكانت حركة العلماء تفضل الوسائل السليمة و تبحث عن حل للقضية الجزائرية لا يحدث قطيعة مع الإطار القانوني القادم في ظل الوجود الفرنسي[116] .

 ومن وسائلها نذكر: المدارس لنشر التعليم العربي الحر بالجزائر ، إقتصر في مرحلته الأولى على مرحلة التعليم الإبتدائي لإنقاذ الناشئة من الأمية و الجهل المفروض الشعب الجزائري من قبل سلطات الإحتلال الفرنسي ثم مرحلة التعليم المتوسط بعد تأسيس معهد عبد الحميد بن باديس “بقسنطينة “[117].

  المساجد : نظرا للأهمية البالغة التي كان يتميز بها المسجد في المجتمع الإسلامي ، عملت جمعية العلماء المسلمين على إعادة إحياء أدواره التي تقلصت بفعل سياسة الإحتلال،  ثم عملت جمعية العلماء المسلمين على إعادة إحياء أدواره التي تقلصت بفعل سياسة الأحتلال ثم عملت علي نقل نظامه من صورة تقليدية إلى صورة عصرية من خلال توسيع دوره من مكان للعبادة إلى مركز للتعليم .

  النوادي : فبعد أن فقد الجزائريين معظم الإجتماعات و اللقاءات الهامة منذ بداية الإحتلال الفرنسي و أصبح الصغار تضمهم المدارس ، الكبار تجمعهم المساجد و لم يبقى إلا الشباب الذين كانوا منتشرين في الشوارع تتخطفهم الأزقة و أماكن الخمور و الفجور و على أثرها قامت الجمعية بواجبها الديني من خلال تأسيس النوادي و جعلها وسيلة لتبليغ المبادئ الإسلامية و الثقافة العربية[118]  .

إصدار الصحف :

وهي بمثابة مدارس متنقلة أو دروس يستفيد منها القراء و المثقفون في كل زمان و مكان ، فمن صحف الجمعية : السنة (1933م)[119]،الشريعة (1933م)[120]، الصراط (1933م – 1934م)[121]، البصائر(1935م – 1939م)[122].

البحث و التأليف في المجال التاريخي : كوسيلة لربط الشعب الجزائري بماضيه ، وتذكيره بأمجاده و تراثه الحضاري ، فأشتهر في هذا المجال الشيخ مبارك الميلي الذي ألف كتابه (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث )[123].

فجمعية العلماء المسلمين الجزائريين سارت على هدى  رسول الله صلى عليه وسلم ، حيث قامت بحركتها النهوضية بتعليم الشعب الجزائري ، فلا هداية للشعب إلا بالعلم والإيمان لقوله تعالى:” إقرأ بإسم ربك”[124] بهذه الحركة تم بث الوعي الإسلامي الصحيح والوطني معا في صفوف الشعب الجزائري [125].

1-4- الحزب الشيوعي الجزائري

بدأت الأفكار في الإنتشار بين أوساط أوروبية في عمالة قسنطينة مركز الدعوة    الإصلاحية الإسلامية ، منذ سنة 1921م، و بعد فترة وجيزة تسربت هذه الأفكار إلى الأهالي الجزائريين.

 و كان هدف الزعماء الشيوعيين الأوروبيين هو جمع شتات الطبقة العاملة و توحيدها ، ودمج العناصر الأوربية و العربية إدماجا كليا فقد وضع حد للتنافس التقليدي بين الكتلتين ، و توحيد جميع القوى الثورية ضد[126] الإمبريالية[127] .

 وفي سنة 1924م بدأ بتغيير موقف الشيوعيين بالجزائر بعد تدعيم الحزب الشيوعي الفرنسي[128] لحزب الريف و قيامه بعدة مبادرات من أجل إستقلال المستعمرات بما في ذلك الجزائر[129] وبذلك منذ عام 1926م أخذت تقترب من الجماهير الجزائرية أصلا في كسب ثقتها و دعمها و بدأ يستقل عنه ابتداءا من سنة 1934م[130].

 وقد قام هذا الحزب الشيوعي بإصدار برنامج إصلاحي في أكتوبر 1934م تضمن :

– المساواة في الحقوق السياسية و فصل الدين عن الدولة .

– حرية الصحافة و الهجرة إلى الخارج [131].

– إهتمت بالمسائل التعليمية و ضمان حقوق المرأة .

 و بهذا يكون من أهم ماميز الحزب عن باقي الأحزاب الوطنية هو أن التحرر الذي كان يدافع عنه لم يكن التحرر من النظام الإستعماري فحسب ، بل التحرر الإغتراب الديني أيضا ، ذلك أن الإسلام ، كان يبدو له عقبة في سبيل تطور بلاده وانعتاقها [132].

حصل الشيوعيون الجزائريون في المؤتمر الذي عقد في فيلريان ” villeurbanne” في فرنسا سنة 1935م على حق تكوين حزب شيوعي جزائري مستقلا إستقلالا ذاتيا عن الحزب الشيوعي الفرنسي [133].

لذلك شهدت نهاية 1935م وبداية سنة 1936م ميلاد الحزب الشيوعي الجزائري ، حيث اتخذ قرار إنشائه أثناء إنعقاد المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الفرنسي  أيام 22 – 23-24 – 25 جانفي 1936م ” بفليربان ” بفرنسا و كان “عمار أورقان “[134] ممثلا للشيوعيين الجزائريين في هذا المؤتمر [135].

 وقد روجت القيادة الشيوعية لأفكارها عن طريق المنشورات ، و الصحافة ، وبرغم  هذا فإن الحزب قد صادف الفشل بسبب برنامجه [136] و ارتباطه الوثيق مع الحزب الشيوعي الفرنسي ، الذي كان له تأثيرا خطيرا و سلبيا على نشاطه لأنه بقي يستمد منه أفكاره و توجهاته[137].

إلى جانب أن غالبية أعضائه كانوا من الفرنسيين و اليهود  و بعض المسلمين من العمال ، و هؤلاء لم يكن اهتمامهم مركزا إلا على مصالحهم الدينية و الحضارية والطبقية كما أن العامل الديني كان من أهم العوامل في فشل التيار الشيوعي في البلاد الإسلامية لتعارض الشيوعية مع الإسلام على طول الخط[138].

  و بذلك نستطيع أن نلمس بسهولة مدى تبعية هذا الحزب إلى ولي أمره (الحزب الشيوعي الفرنسي) و ذلك في تمسكه بالديمقراطية الفرنسية مبادئ ثورتها ، هو ما يصفه ” بالتقاليد” ، و مع ذلك أراد أن يكسب عاطفة الشعب أيضا بزعمه أنه خليفة أقطاب المقاومة الجزائرية [139]

2- الإحتفالات المئوية لإحتلال الجزائر .

” في جويلية من عام 1930م بلغ عمر الإحتلال الفرنسي لعاصمة الجزائر قرنا كاملا و بهذه المناسبة  أقامت فرنسا إحتفالات صاخبة في الجزائر كلها و دعت إليها الدنيا على حد تعبير الشيخ محمد البشير الإبراهيمي [140] .

 وقد أتفق الفرنسيون على هذه الإحتفالات ما يزيد عن ثمانين مليون فرنك فرنسي وأعادوا ذكرى إحتلال الجيش الأول الذي فتح الجزائر في 1830م[141] بملابسه وموسيقاه  في “أبهة و زهو” ، وكانت الملابس الزاهية البراقة الحمراء الأرجوانية وبرانس أكثر بساطة قد صفقت ببراعة للمناسبة و على صدرها نياشين و أوسمة عديدة استحقت في ميادين القتال إبان حرب 1914م -1918م [142].

أما بالنسبة للمراسيم فقد ترأسها غاستون دومارغ رئيس الجمهورية مرفوق بأعلى السلطات المدنية و العسكرية في فرنسا بعد أن انطلق من “تولون” مثل قوات  حملة عام 1830م إذ قام بالرحلة على متن السفينة الحربية ” و كين ” التي تحمل إسم الأميرال الذي أرسله لويس الرابع عشر[143]  لقصف الجزائر لكن حملة فشلت. كان في إستقبال الوفد الرئاسي حشد متحمس معظمهم من الأوروبيين و طلاب المدارس الذين اصطفوا على طول الطريق المؤدي لقصر الصيف (قصر الشعب حاليا) كان بإنتضاره في الباحة حسب المصطلحات الإستعمارية ” كبار زعماء الأهالي”[144] أو بني ” وي وي ” و معناها يقولون نعم لكل شيئ وهم الذين لا يظهرون إلا في مناسبات الإنتخابات : البلدية و العمالية و المالية ، ليعيدوا على الأسماع أبواق التفرقة والخزازات القبلية البائدة ، و يظهرون أيضا بألبستهم اللامعة في إستقبالهم  للحكام ليقدموا لهم آيات الولاء و الإخلاص بالنيابة عن الشعب [145].

وقد جمعت فرنسا لجنة يمكن وصفها بلجنة الآذنان ، مهمتها البحث عما تستطيع فرنسا تقديمه “للآهالي ” بمناسبة الإحتفال المئوي ، فكان أحدهم ينادي بوجوب إعطاء بعض الحقوق السياسية ، وآخر ينادي بوجوب تخصيص ثكنة عسكرية لتكون مستوصفا طبيا للمسلمين ، و غيرها ينادي بمطالب تافهة ، لا فائدة منها ، وما كان ذلك من الحكومة إلا جرعة دواء مهدئ – مسكن – خالتها تخذر الجسم الإسلامي طويل واكتفت ببناء دار بسيطة في ” حي القصبة ” اسمتها ” دار الصناعة الصناعة الأهلية و لدت ميتة ، و دفنت إلى الأبد مع الأموات [146].

بينما كان الجزائريون يعانون من المجاعة و الجهل ، كانت التماثيل تقام في مختلف المدن الجزائرية تخليدا الذكرى قادة الإستعمار و ساسته بنفقات باهضة فقد نصبوا تمثال ” بوتان Boutaino”  في مدينة دالي ابراهيم و كتبوا عليه ما معناه : ” اعتراف بالجميل إلى بوتان رجل الهندسة البحرية ، الرجل الذي جعلنا نتمكن من الإنتقام لشرف أوروبا ، وللإنسانية جمعاء من مدينة الجزائر ، و الذي تمكنا بفضله من جعل الجزائر فرنسية للأبد”[147].

كما قامت فرنسا بإحياء وثنية قديمة إذ أقامت جدارا فوق كهف طبيعي صغير بضاحية “سيدي فرج ” و عينت له  وكيلا من قدماء جنودها ، بدعوى أن ذلك هو ” ضريح سيدي فرج ” و ما هو في حقيقة أمره إلا مغارة مهملة أحيت بها وثنية مرت عليها الدهور ، أما ضريح سيدي فرج فقد كان أول ما حطمه الفرنسيون إثر نزولهم بالساحل الجزائري .

 كما عمدت فرنسا إلى إقامة حفل ديني بالمسجد الأعظم الجزائري حضره الوالي العام بورد ، و كامل رجال الإدارة الفرنسية و خطب من فوق ذلك المنبر الشهير الذي توالت عليه أقدام العلماء منذ القرون العديدة ، خطب الشيخ محمود كحول الموظف بإدارة الجريدة الرسمية في الولاية و إمام المسجد ، الذي كان يدعي تسامحا ” المفتي” ليقول إن المسلمين يوالون فرنسا لا قالبا بل قلبا و إيمانا ، و أنهم يطيعونها طاعة مخلصة ، و إلى جانب هذه المهازل قامت فرنسا بالمسير برجال الدين من أئمة و جزابين ، ووكلاء القبور و قراء القرآن على الأموات إلى ” مغارة سيدي فرج ” التي دشنوها معبدا يوم خامس جويلية 1930م يوم الإحتلال البغيض فقرأوا هناك ما أمرو أن بقرأته من كتاب الله ، و هيأوا لهم خرفان مشوية وكأنهم يأكلون لحم أمتهم و يمتصون دماء شعبهم و ينهشون عظام شهدائهم [148].

 قال أحد المسلمين وهو يغادر الحفل : أقسم بلله ثلاثا ، أننا كنا نشرب و كأننا نبتلع السم و كنا نقرا القرآن و شعورنا جميعا دون إستثناء ، شعور من إحتقر إحتقارا لم ينل مثله أي شعب  من شعوب الأرض ثم أزدوا على كل ذلك إقامة مؤتمر كاثوليكي ديني متعب جمعوا له القسس و الرهبان من كل مكان ، و ارتفعت الأصوات ضد الدين الإسلامي ، ضد العروبة و ضربوا الدين في الصميم ، ولم يتورعوا عن مس الذات المطهرة المحمدية ووصفها بالشنيع من الأوصاف .[149]

       وقد أثارت الإحتفالات ردود فعل عديدة و مختلفة فالحزب الإشتراكي الفرنسي وصف الإحتفالات ” بالمهزلة المدوية ” و ” بالغباء الأخرق ” أما بالنسبة للشيوعيين الفرنسيين فأشاروا في بيان موجه للجزائريين : ” إن السلطة ترى فيكم عبيد والمستوطنون يحتفلون بذكرى إستعبادكم في مئويتهم “[150].

 وبالنسبة للمنتخبين فقد أعربوا عن رغبتهم بان يتخذ قرار منح تمثيل للأهالي في البرلمان وألغاء القوانين الإستثنائية و الإندماج التام للمسلمين في “الدولة الفرنسية” لكن لم يصغ إليهم  فقط مصالي الحاج رئيس نجم شمال إفريقيا الحزب الذي كان قد حل بقرار من المحكمة قام بمراسلة عصبة الأمم بجنيف من خلال مذكرة بمناسبة الذكرى المئوية أدان فيها الإستعمار الفرنسي في الجزائر و عرفه على أنه طمس لشخصية الشعب الجزائري  إستغلال إقتصادي و إجتماعي له و ممارسة للقهر السياسي والثقافي عليه ، وقد طالب بحق الجزائر في تقرير مصيرها مستنكرا الإحتفال بالمئوية[151] .

       لكن الذي فاجأ الإستعمار و أزعجه فيما بعد كان ميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي جاءت كنتيجة مباشرة بعد الإحتفالات و إذا كانت هذه الإحتفالات الفرنسية قد عبرت عن عظمة الإستعمار و قوته في البلاد ، فإنها نفسها التي جرحت قلوب الجزائريين و داست كرامتهم ، و حركت مشاعرهم الوطنية وعواطفهم الدينية ، فرجال الفكر و السياسة الفرنسيون كانوا مخطئين عندما لم يقرأوا العنصر الوطني أي حساب لأنهم كانوا مغترين بقوتهم فجاءت احتفالات 1930م التي كانت نقطة إنطلاق جديد للحركة الوطنية الجزائرية [152]، التي نبهت بعد ذلك الناس إلى واقع شعب محتل منذ قرن ، لكنه غير خاضع بالرغم من ذلك[153] .

و الواقع أن الإحتفالات المئوية لم تكن مرضية ولا مقبولة لدى الأوساط الجزائرية سواء منها الأشخاص والهيئات ، غير أن تفاؤل بعض الأوساط الإسلامية من الشخصيات المقربة لدى الإدارة الإستعمارية ، جعلت الناس يتحملون مظاهرها الجارحة عن كره ، في انتظار ما تأتي به من نتائج إيجابية لجانب المسلمين ، إلا أن هذه الإحتفالات و ما لوح فيها من بعض التصريحات لم تأت بشئ من آمالهم[154] .

3- وصول الجبهة الشعبية للحكم .

تعرضت فرنسا لتحولات لافتة للنظر في فترة الثلاثينات ، حقق فيها الإتجاه اليساري نصرا سياسيا كبيرا ، بوصول الجبهة الشعبية للحكم بعد فوزها في الإنتخابات التشريعية[155] .

فقد جاءت الأزمة الإقتصادية العالمية عام 1929م بمآسي عديدة على الواقع الفرنسي نتيجة لإنتشار البطالة و تخفيض أجور العمال و تردي أحوال الفلاحين والمزارعين الفرنسيين إذ مال غالبية الرأي العام الفرنسي نحو اليسار ورافق ذلك تغلغل أفكار الفاشية داخل المجتمع الفرنسي الرافض في غالبيته لمثل تلك الأفكار ، و كان ذلك إيدانا لبدأ سلسلة من الإضطرابات و تشكيل لجان الكفاح المسلح لتصدي لها ، لا سيما بعد ظهور الخطر الجديد و المتمثل بالخطر النازي و ذلك بوصول أدولف هتلر للحكم بألمانيا و الذي كان متأثر إلى حد بعيد بالفكر الفاشي و بدأ سياسته بمحاربة الطبقة العاملة بألمانيا[156].

    و في أواخر عام 1933م اتضحت الأحوال المضطربة و اشتدت متناقضات الإقتصاد الرأسمالي الفرنسي ، و قد أدت الظروف إلى حدوث تبدلات سريعة وتعديلات متتالية في الوزارات الراديكالية ، إذ تخلى ادوارد دلادييه (Edward daladier) الذي شغل منصب رئيس الوزراء منذ شهر جانفي عام 1933م عن الحكومة للمسيو سارو (Saro) في ديسمبر من العام نفسه ، إلا أن الأخير كان مضطرا و بعد حوالي أسبوعين إلى أن يفسح المجال لشخصية أخرى و سلم منصب رئاسة الحكومة الفرنسية إلى المسيو  (Shoutan) ولم ظهر على وزارته ميلها نحو اليسار [157] أكثر من وزارة المسيو سارو ، قرر أعداؤها مهاجمتها بحملة عنيفة و مركزة متهمين إياها بالفساد المالي[158].

       و زيادة على ذلك ظهرت العديد من الفضائح التي تورط فيها رجال السياسة أهمها فضيحة المحتال ستافسكي (Staviçky) المتهم بإصدار سندات مزورة خاصة بالخزينة العامة التي لطخت الحزب الراديكالي ، مما أضرب بمصداقية الجمهورية [159].

و أخيرا صار أنصار الفاشية يخالطون عناصر  اليمين[160] المتطرف التقليدي ورابطاتهم التي كانت تلجأ أحيانا للتحرك الميداني و العنيف نتيجة للإخلال الوظيفي للجمهورية ، إضافة إلى إجراءات أخرى معادية للأجانب تهدف للحد من أعدادهم حيث تضاعفت التصريحات ” هل بلادنا مستودع قمامة العالم ؟ ” و شكلت قوانين 10 من أوت 1932 ، الذي ينص على تقليص عدد الأجانب الموظفين في البناء والصناعة و ترحيل البولنديين في سبتمبر 1934م[161].

      وبدءا من 26 جوان 1934م ، غير أن الحزب الشيوعي غير من لهجته فجأة وأصبح الشعار الأساسي يتمثل في ” جبهة موحدة مع الإشتراكيين و جميع المضطهدين ” وقع على حلف وحدة العمل مع الإشتراكيين الجزائريين في أكتوبر 1934م، و ظهرت عبارة ” الجبهة الشعبية ” في 16 نوفمبر 1934م. و أنجز التجمع الشعبي مع الراديكاليين في جويلية 1935م ، واستعادت الإتحادية الجزائرية للحزب الشيوعي مرة واحدة المنخرطين فيها من الأوروبيين الذين ارتفع عددهم من 150 إلى 600 منخرط في جويلية 1935 ليبلغ 3.500 منخرط في جويلية 1936 م[162].

في 14 جويلية 1935م أسست الجبهة الشعبية بغية المشاركة في انتخابات 1936 بالبرنامج التالي : الخبر، السلم و الحرية [163]. وما كانت الإنتخابات تقارب من نهايتها حتى كان فوز الجبهة الشعبية من الأمور المسلم بها لذلك دعى الحزب الشيوعي و معه إتحاد العمل العام للإشتراك لكنهما أكدا في الوقت نفسه مساندة الحكومة الجديدة و التعاون معها”[164].

فتألفت الوزارة الجديدة التي رأسها ليون بلوم زعيم الحزب الإشتراكي و شغل منصب وزير الداخلية موريس فيوليت[165].

     وبذلك تكون الجبهة الشعبية قد وصلت إلى الحكم بفرنسا بتاريخ 4 جوان سنة 1936م وكانت تتكون من أحزاب اليسار المختلفة من بينها الحزب الشيوعي [166].

  و كانت خير وزارة يسارية رأتها فرنسا و علق الشعب عليها آمالا جسيمة جوبهت بثورة سلمية رهيبة في البلاد الفرنسية، قام بها الشغالون و العمال لتحقيق مطالبهم : ساعات الشغل، و الراحة السنوية …إلخ ، فعرضت الحكومة على المجلس النيابي الفرنسي مشاريع قوانين تحقيق مطالب العمال و ترضي رغائبهم، و بذلك أحرز العمال في فرنسا على ثمرات انتصارهم في الإنتخابات ولم تخيب الآمال التي علقوها على النواب الإشتراكيين والشيوعيين كما صادق المجلس على قانون عفو عام يشمل سائر الأحكام السياسية الصحافية بفرنسا والمستعمرات و بلاد الحماية[167].

       كما علقت شعوب المستعمرات آمالهم الواسعة على هذه الحكومة الجديدة في الحصول على الحريات السياسية و كانت الجزائر في مقدمتها[168].

      وما دفع حكومة بلوم إلى السعي الحثيث لتحقيق بعض الإصلاحات في الجزائر كثر الإضطرابات التي واجهتها بالجزائر على إثر قيامها، ذلك أنه في شهر جوان نفسه الذي تسلمت فيه الحكم شن العمال الجزائريون عدد من الإضرابات في المعامل ، والمصانع والشركات ، التي يسيطر عليها كبار المعمرين ، مطالبين برفع الأجور وتحقيق المساواة بينهم و بين زملائهم العمال الفرنسيين[169].

   و بذلك فتحت السلطة أبواب أمل جديدة للوطنيين بتقديم أرضية مطالب جديدة لدى الحكومة النابعة من اليسار للمطالبة خاصة بتوسيع العفو ليشمل كل المنفيين والمساجين السياسيين و إلغاء القوانين الخاصة و الإجراءات الإستثنائية كقانون الأنديجينة (الأهالي) و قانون المساحات الغابية [170]… الخ.

    فعهدت الحكومة الفرنسية موريس فيوليت الوالي السابق على الجزائر و عدد من الخبراء بأمر إعداد مشروع إصلاحي [171] ، و تشجعت  نخبة الجزائريين و اعتقدت أن مرحلة التحرير السياسي وإنهاء العبودية الإستعمارية قد وصلت نهايتها من خلال المساواة القانونية في الإطار الفرنسي [172].

  ومن هنا فقد كان لقيام حكومة الجبهة الشعبية التي لم تدم طويلا صدى عميقا في الأوساط الجزائرية المثقفة التي كانت تتابع الأحداث السياسية في فرنسا عن كثب وتعلق على تشكيلتها الجديدة آمالا عريضة في تحسين أوضاع الجماهير المحرومة في الجزائر .

  و لعل أهم ما اعتبطت به هذه الجماهير المكبوتة هو إلغاء قانون الأهالي ، الذي حرمها من الحقوق السياسية ردحا من الزمن ، ومن المشاركة في أي حزب سياسي أو نقابة عالمية، فلما جاءت الجبهة الشعبية اعترفت رسميا للجزائريين بحق الإنضمام إلى النقابات أو الأحزاب ، بل أنها سمحت لهم بأن يتولوا إرادتها .

  و قد ساعد العهد الجديد الحركة الوطنية الجزائرية على تكثيف الجهود ، و العمل على الإلتفاف حول الجبهة الشعبية ، لكي تشرع في تطبيق و عودها للجزائر ، و من ثم فقد شمرت المنظمات الجزائرية ن التي تبنت الدعوة ، إلى عقد المؤتمر و إتفقت لتحضير هذا التجمع الإسلامي الكبير[173].

   وقد سقطت حكومة الجبهة الشعبية في 10 مارس 1938م [174]، و انتهت تجربتها بعد استقالة ليون بلوم ثم شوتان ثم دالادييه ، بعد أن لعبت دورا هاما خاصة بتوليها الحكم عام 1936م[175].

[1] -عمار معمورة ، نبيل دادوة : الجزائر بوابة التاريخ -الجزائر عامة – ما قبل التاريخ إلى  1962م، (د.ط) ، دار المعرفة،  الجزائر ، 2009م، ص 299.

[2] -إدريس تخضير : البحث في تاريخ الجزائر الحديث (1830م-  1962 م) ، ج1 ، (د.ط) ، دار المغرب للنشر و التوزيع الجزائر ، (د.ت) ، ص 310.

[3] – الحركة الوطنية : هي تعبير عن الأداء الجماعي للأحزاب و الجمعيات السياسية و الثقافية و الإصلاحية الجزائرية التي أرتقت بمستوى المطالبة بتغيير الواقع الاستعماري ، من ردود الفعل العفوية و المؤقتة إلى حركة سياسية دءوبة غدت تمتلك أدوات العمل السياسي المنظم بفعل احتكاكها و تأثيرها بالتيارات السياسية الخارجية في العالم الإسلامي و أوربا وفي بداية القرن العشرين . ينظر: خثير عبد النور ، سعيد مزيان ، بوقجاني أحمد : سلسلة المشاريع الوطنية للبحث منطلقات وأسس الحركة الوطنية الجزائرية (1830م -1954 م) ،(د.ط)، منشورات المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954م، (د.م) ، (د.ت) ، ص 14.

[4] – رابح لونيسي ، بشير بلاح ، العربي منور، دادوة نبيل : تاريخ الجزائر المعاصر (1830م-1989م) ،ج2 ،(د.ط) ، دار المعرفة ، الجزائر ، 2010 م،ص211.

[5] – الأمين شريط : التعددية الحزبية في تجربة الحركة الوطنية ( 1919 م-1962م) الأفكار السياسية و التصورات الدستورية  والتنظيم المؤسساتي للثورة  ، (د.ط) ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، 1998م ، ص7. و ينظر الملحق رقم1.

[6] – محفوظ قداش : جزائر الجزائريين تاريخ الجزائر (1930 م-1954م) ، تر. محمد المعراجي ، (ط.خ) ، منشورات ANEP، الجزائر ، 2008م، ص 287.

[7] – الأمين شريط : المرجع السابق ، ص 9.

[8] – الأمير خالد (1875م-1936م) : ولد الأمير خالد ابن الهاشمي ابن الحاج الأمير عبد القادر بدمشق (سوريا) في 20فيفري 1875 م، وقد اعتني والده بتربيته وكان يتميز بالنبوغ ، و اصطحبه والده إلى الجزائر سنة 1892م ، حيث دخل مدرسة “سان سير” العسكرية نزولا عند رغبة والده سنة 1983 ليتخرج برتبة ملازم ، و بما أنه رفض التجنس بالجنسية الفرنسية فقد بقي ظابط أهلية و التحق سنة 1897م بفرقة الصبايحية و بعد تنقلات في مختلف الفرق العسكرية في الجزائر و المغرب منح رتبة نقيب سنة م1908، تطوع الأمير أثناء الحرب العالمية الأولى في 2 أوت 1914م، و ظل تحت الرقابة الشديدة منذ 1915م ، وقد طلب الأمير خالد حينها من السلطات الفرنسية أن  تمنح الجزائريين بعض الحقوق … ثم عاد إلى الجزائر 1916م لأنه يعاني من مرض التدرن الرئوي وكان يعمل على تحريض المجندين في جبهات القتال و قد شارك سنة 1917م في مؤتمر رابطة “حقوق الإنسان” بباريس و في 1918م بعث بعارضة مطالب إلى الرئيس الأمريكي ولسون . ولما أجبر على التقاعد بشهر نوفمبر 1919 م تقدم للمشاركة في الإنتخابات كمرشح مسلم كان هدفه =من ذلك تحسين أوضاع الجزائريين المتردية و العمل كذلك على = خلق تمثيل برلماني ، وفي 1922  أسس جمعية دعاها “الأخوة الجزائر”  كان هدفها تحسين أوضاع الجزائريين المادية و الإجتماعية و المعنوية ، ثم نفي سنة 1923 إلى مصر بسبب نشاطه  عبر جريدة ” الأقدام ” ثم انتقل إلى باريس 1924  أين وجد المناخ ملائم فإتصل بالقادة الشيوعيين فنتج عن ذلك تأسيس نجم شمال إفريقيا و أصبح رئيسه الشرفي … حوكم الأمير في الإسكندرية بالمحكمة القنصلية و اتهم بحيازة جواز سفر مزور ومحاولة الهروب إلى أوروبا ثم أبعد إلى دمشق ، وبقي بها حتى توفي سنة 1936 بدمشق . ينظر: عبد اللطيف عيادة : تقييم ابن باديس وابن نبي لإسهام الأمير خالد في الحركة الوطنية ، مجلة الذاكرة ، العدد الخامس ، أوت 1993، ص 125،126. وبن الشيخ حكيم : الأمير خالد و دوره في الحركة الوطنية الجزائرية ما بين (1912-1936) ، (د.ط) ، دار القلم و المعرفة ،(د.م) ، 2013 ،  ص-ص 57-62.

[9] – عبد الحميد زوزو : دور المهاجرين الجزائر بفرنسا في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين (1919-1939) ، (د.ط) ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، (د.م) ، (د.ت) ، ص57.

[10] – رابح لونسي و آخرون : المرجع السابق ، ص 242.

[11] – عمار بوحوش : العمال الجزائريون بفرنسا ( دراسة تحليلية) ، ط2 ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، (د.م) ،  1979، ص101.

[12] -عبد الحميد زوزو: دور المهاجرين الجزائريين بفرنسا في الحركة الوطنية ، المرجع السابق ، ص 57.

[13] -الحاج علي عبد القادر : هو من مدينة معسكر ، كان متوسط الثقافة باللغتين و قد حضر مؤتمرات الأمير خالد بفرنسا و هو من الخطباء المؤثرين و عضو بلجنة إدارة النجم ، كان في البداية الخلاف قائم بينه و بين بعض أعضاء النجم ….   فقد كان  من الوطنيين الجزائريين ذوي الميول الشيوعي لكنه سرعان ماأصيب  بخيبة أمل إزاء تقلبات الحزب الشيوعي الفرنسي من القضية الجزائرية مما اضطره إلى تغيير الإتجاه ،و توفي ما بين سنتي  1950،1952 بباريس. ينظر: عبد الحميد زوزو : دور المهاجرين الجزائريين بفرنسا في الحركة الوطنية : المرجع السابق ، ص 57،58.

[14] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية الجزائرية ، ج3، (ط.خ) ، عالم المعرفة للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 2009 م،  ص 118،119.

[15] – ينظر الملحق رقم 2.

[16] – بنيامين سطورا : مصالي الحاج رائد الوطنية الجزائرية (1898 م-1974 م) ، تر. الصادق عماري ، مصطفى ماضي ، منشورات الذكرى الأربعين للإسقلال ، الجزائر ، 2002 م، ص 55.

[17] – عبد الكريم بوصفاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقتها بالحركات الأخرى( 1931 م-1945 م) دراسة تاريخية أيديولوجية مقارنة ، (د.ط ) ، منشورات المتحف الوطني للمجاهد ، الجزائر ، 1992م ، ص 225.

[18] – أحمد مصالي الحاج (1898م-1974 م) : ينتمي إلى عائلة عريقة بتلمسان ، ولد أحمد مصالي الحاج في 16 ماي 1898  بحي الرحيبة لمدينة تلمسان ، والده هو الحاج أحمد مصالي أما والدته فتسمى فاطمة بنت ساري حاج الدين ، عندما بلغ مصالي الحاج سبع سنوات تم إرساله إلى المدرسة الأهلية الفرنسية “دسيو” هذا لا يعني أنه لم يتلقى تربية دينية بل تلقاها في زاوية الحاج محمد بن “بلس ” التابعة للطريقة الدرقاوية تم غادر المدرسة لمساعدة =عائلة و هو في سن التاسعة ، وهنا لاحظ الفرق بين ما تلقاه في المدرسة الفرنسية و يشاهد خلال حياته من فقر ومعاناة مما جعله يغضب على كل شيئ يمس زملائه ما دفع بإدارة المدرسة إلى طرده سنة 1916م… ثم إستدعى مصالي الحاج للخدمة العسكرية =الإجبارية و هولم يبلغ سن العشرين ، و في عام 1920م رقي مصالي الحاج إلى رتبة رقيب و بعد إنقضاء مدة ثلاث = =سنوات بالخدمة العسكرية تم تسريحه فعاد إلى تلمسان مسقط رأسه فرأى أن ظروف العمل مختلفة في فرنسا و هنا جاءته فكرة الهجرة من جديد.و في هذه الفترة بدأ نشاطه السياسي  كما تزوج بفرنسية تدعى “ايميلي بوسكان” و سرعان ما انغمس في النقابات العملية و نشاطاتها و في 1924 م التقى بالحاج علي عبد القادر الذي عمل على تشجيعه بالإنخراط في صفوف الحزب الشيوعي حتى و لو مجرد تأييد لأعمالهم لينطلق مشواره السياسي بالقاء الأمير خالد ثم تأسيس النجم … ليصبح رائد الوطنية الجزائؤية . ينظر : قدوري رميسة الحركة الوطنية الجزائرية مصالي الحاج أنموذجا 1898م-1974م مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر تخصص تاريخ ، جامعة خيضر بسكرة ،2014م/2015م، ص– ص 34-49.

[19] – رابح لونيسي و آخرون : المرجع السابق ، ص 243.

[20] – بنيامين سطورا : المرجع السابق ، ص58،57.

[21] – رابح لونيسي و آخرون : المرجع السابق ، ص244.

[22] – قانون الأنديجينا : قانون الأهالي سنة 1871 وصلت مواده إلى أكثر من 25 مادة ومن ذلك محاكم الردع و السجن بدون محاكمة و الإعتقال بالشبهة ، و إخفاء مكان السجن أو المعتقل كما تشمل مواده أيضا الضرب و التغريم و النفي ، السجن و غيرها دون اللجوء إلى المحاكم و القضاة ، فهو قانون إستثنائي و لا يخضع إلى القانون الفرنسي و لا الشريعة الإسلامية ، وبقي معمول به إلى غاية 1944 . ينظر : صالح فركوس : المرجع السابق ، ص 226.  وسعيد بوخارس : الإستعمار الفرنسي و السياسة الفرنسية في الجزائر ، (د.ط) ، تفتيلت ، الجزائر ،2013 ، ص 45.

[23] – عمار عمورة ، نبيل دادوة : المرجع السابق ، ص-ص305-306.

[24] – بنيامين سطوراة : المرجع السابق ، ص 60.

[25] – رابح لونيسي وآخرون : المرجع السابق ، ص 245.

[26] – عبد الكريم بوصفصاف :جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها في تطوير الحركة الوطنية الجزائري(1931-1945) ، (د.ط) ، عالم المعرفة للنشر و التوزيع ، الجزائر ،2008 ، ص205.

[27] – – محفوظ قداش : جزائر الجزائريين ، المرجع السابق ، ص294.

[28] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعلاقاتها ، المرجع السابق ، ص227.

[29] – بنيامين سطورا :  المرجع السابق ، ص 75.

[30] – عصبةالأمم Nationsl eague: هي أول منظمة دولية مفتوحة تقاوم في العالم بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى ، لمحاولة إيجاد السلم و الأمن في العالم ، ولكنها لم تنجح في ذلك وانتهت بعد قيامالحرب العالمية الثانية =عام 1939 ، وكان مقرها في جينيف . ينظر :اسماعيل عبد الفتاح الكفاح عبد الكافي : الموسوعة الميسرة للمصطلحات السياسية (عربي-انجليزي) ، (د.ط) ، (د.م) ، (د.ت) ، ص 293.

[31] -جريدة الأمة : جريدة وطنية سياسية للدفاع عن حقوق مسلمي إفريقيا الشمالية ، صدر أول عدد منها شهر أكتوبر 1930، مؤسسها و مديرها السياسي مصالي الحاج صاحب إمتيازها : السي الجيلاني توقفت عن الصدور نهائيا في أول الحرب العالمية الثانية ، وقد كانت تصدر بباريس . ينظر: ابتسام عقون و أمينة بركان : المرجع السابق ، ص 16.

[32] – عمار عمورة ، نبيل دادوة : المرجع السابق ، ص 306.

[33] – سورة آل عمران آية 103.

[34] – صالح فركوس : المختصر في تاريخ الجزائر من عهد الفينيقيين إلى خروج الفرنسيين (814ق،م-1962م) ، (د.ط) ، دار العلوم للنشر و التوزيع ، الجزائر، 2003 ،ص235.

[35] -عمار عمورة ، نبيل دادوة : المرجع السابق ، ص 306.

[36] -عمار نجار : مصالي الحاج الزعيم المفتري عليه ، (د.ط) ، دار الحكمة ، الجزائر،2009 ، ص 52،53.

[37] – المرجع نفسه ، ص52،53.

[38] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3، المرجع السابق ، ص124.

[39] – إدريس خضير : البحث في تاريخ الجزائر الحديث (1830-1962) ، (د.ط) ، دار الغرب للنشر و التوزيع ، الجزائر، 2006 ، ص 332.

[40] – رابح لونيسي و آخرون : المرجع السابق ، ص 246.

[41] – الأمير شكيب أرسلان : ولد في الشوف بلبان في 25 ديسمبر1869، و بعد عمر طويل في النشاط السياسي  والقومي و الأدبي توفي في بيروت في 9 ديسمبر 1946. ينظر : أبو القاسم سعد الله : أبحاث و آراء في تاريخ الجزائر ، ج4 ، ط1 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، 1996 ، ص115.

[42] – فرحات عباس : ليل الإستعمار ، تر. فيصل الأحمر ، (د.ط) ، (د.ن) ، الجزائر ،2010 ، ص 127.

[43] – كانت جنبف مقرا لجمعية عصبة الأمم ، وملتقي الوطنيين السياسيين الناشطين ومنهم الأمير شكيب أرسلان و ومصالي . ينظر أبو القاسم سعد الله : أبحاث وأراء في تاريخ الجزائر، المرجع السابق ، ص 125.

[44] – رابح لونيسي وآخرون : المرجع السابق ، ص 246.

[45] – منهم عيماش الكاتب العام و بانون أكلي من باريس ، ومن فرع مدينة ليون محمد بديك و الجزيري . ينظر: إدريس خضير : المرجع السابق ، ص 337.

[46] – المرجع نفسه، ص 337.

[47] – بنيامين سطورا : المرجع السابق ، ص 136.

[48] – أسماء قارة : الإتجاه الإستقلالي تطوره وموقفه من الثورة الجزائرية (1926-1954) ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ العام ، جامعة 8 ماي 1945، قالمة ، 2014/2015 ، ص22.

[49] -أبو القاسم سعد الله : الحكومةالوطنية ،ج3، المرجع السابق ،ص135 ، 136.

[50] -أبتسام عقون ، آمنة بركان : دور ومكانة مصالي الحاج في الحركة الوطنية الجزائرية ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ العام ، جامعة 8ماي1945 ، 2011/2012 ، ص17 ، 18.

[51] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج2 ، ص 137.

[52] – رابح لونيسي و آخرون : المرجع السابق ، ص 246.

[53] -الشبان الجزائرين : وكانت بمثابة حركة نخبوية ، بدأت تنشط منذ 1892 وتتشكل من المثقفين الفرنكفونيين الذين درسوا في المدرسة الفرنسية من معلمين و أطباء و تجار … وقد كان لهم مطالب إجتماعية أولا ، ثم سياسة لاحقا . وقد إنحصرت حول المساواة بين الفرنسيين و الجزائريين و تمثيل هؤلاء في المجموعات المحلية و  في البرلمان الفرنسي لم تكن هذه الحركة مهيكلة بل كانت تعمل بواسطة اتصالات بين الشخصيات الجزائرية و المسؤولين الفرنسيين . ينظر : بوعلام بن حمودة : الثورة الجزائرية أول نوفمبر1954(معالمهاالأساسية) ، (د.ط) ، دار النعمان للطباعة و النشر، الجزائر،2013 ،ص 91 . وحميد عبد القادر : المرجع السابق ، ص 34 ، 35.

[54] -الجيلاني صاري ، محفوظ قداش : المقاومة السياسية (1900-1954)الطريق الإصلاحي و الثوري ، تر . عبد القادر بن حراث ، (د.ط) ، المؤسسة الوطنية ، الجزائر،1987 ، ص 21.

[55] – جريد أنشأها الليبراليون و كان يحررها الدكتور ابن التوهامي (ابن تامي) ، فكانت هي التي تعلن عن مطالبهم… ينظر: عناب عبد القادر : الصحافة في الجزائر أثناء فترة الإحتلال (1919-1939) ، دراسة تحليلية لصحيفتي المنتقد والميدان نمودجا ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في المغارب الحديث والمعاصر تاريخ و حضارة ، جامعة قسنطينة -2-،2013/2014، ص 21.

[56] -عبد الرحمان بن إبراهيم بن العقون : الكفاح القومي و السياسي من خلال مذكرات معاصر، الفترة الأولي(1920-1936 ) ، ج1، ط2 ، منشورات السائحي ، الجزائر، 2008 ، ص 169.

[57] – محمد تقية : الثورة الجزائرية (المصدر ، الرمز والمآل) ، (ط.خ) ، دار القصبة للنشر ، الجزائر ، 2010، ص 53.

[58] -عبد الرشيد زرّوقي : جهاد ابن باديس ضد الإستعمار الفرنسي في الجزائر (1913-1990) ، ط1 ، دار الشهاب ، بيروت ، 1999، ص 61.

[59] – الأمين شريط : المرجع السابق ، ص 19.

[60] – لبنى تيكودان : النخبة الجزائرية و اسهاماتها السياسية ابن جلول –نموذجا-(1919-1939) ، بحث مقدم لنيل شهادة الماستر في التاريخ الحديث و المعاصر ، جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة-2- ، 2014/2015، ص 37.

[61] – قريري سليمان: تطوير الإتجاه الثوري و الوحدوي في الحركةالوطنية الجزائرية (1940-1954) ، بحث مقدم لنيل شهادة دكتوراه العلوم في التاريخ الحديث والمعاصر ، جامعة لخضر ، باتنة ، 2010/2011، ص 65.

[62] – محمد تقية : المرجع السابق ، ص 53.

[63] – بن شانة نبيلة : التيار الإندماجي في الجزائر (1912-1956) فرحات عباس أنموذج ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ العام ، جامعة 8 ماي 1945-قالمة-2013 /2014، ص 20.

[64] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ،ص 63.

[65] – الجيلالي صاري ، محفوظ قداش : المرجع السابق ، ص 22.

[66] – قريري سليمان : المرجع السابق ، ص 65 ، 66.

[67] – حميد عبد القادر : فرحات عباس رجل الجمهورية ، (د.ط) ، دار المعرفة ، الجزائر ، 2007 ، ص 53 ، 54.

[68] – قريري سليمان : المرجع السابق ، ص 66 .

[69] – يحي بوعزيزي : الإتجاه اليميني في الوطنية الجزائرية من خلال نصوصه ( 1912-1948 ) ، (د.ط) ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، (د.ت) ، ص 50.

[70] – ابن جلول  : ولد في منطقة الأوراس عام 1794  وواصل تعليمه الثانوي بقسنطينة حيث كان يحصل بإستمرار على منح دراسة ، ثم تلقى تعليمه الثانوي الجامعي في جامعة الجزائر حيث نال شهادة الدكتوراه في الطب في عام 1924 ، وكان له  دورا في الإنتخابات المحلية و الصحافة ، قد شغل ابن جلول منصب مندوب بلدي و مندوب عام ، وبدأ دوره السياسي في الوضوح عقب الإحتفالات الفرنسية بالعيد المئوي للإحتلال فقد أيقضت هذه الإحتفالات ذكرى المأساة الجزائرية لدى الوطنيين . ينظر : ناهد ابراهيم دسوقي : دراسات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر الحركة الوطنية الجزائرية في فترة ما بين الحربين (1918-1939) ، (د.ط) ، منشأة المعارف ، القاهرة ، 2001 ، ص 194 ،195.

[71] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين و علاقاتها ، المرجع السابق ، ص 259.

[72] – لبني تيكودان : المرجع السابق ، ص 38.

[73] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين و علاقاتها ، المرجع السابق ، ص 259.

[74] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 194 ، 195.

[75] – يحي بوعزيزي : المرجع السالق ، ص 47.

[76] – عبد الرحمان بن ابراهيم بن يعقوب : المصدر السابق ، ص 408.

[77] – فرحات عباس(1899-1985) : يوم 24 أكتوبر 1899 بدوار شلاما في بني عافر الطاهير قرب مدينة جيجل الساحلية ، نشأ في أحضان المدرسة الفرنسية فقد تشبع بأفكارها الكاذبة ومعلوماتها المزورة  وهكذا رسخ في ذهنه أن الجزائر مجرد شعب همجي ، ولا وجود في التاريخ لأي شيئ إسمه الأمة الجزائرية ،وأن فرنسا قد جاءت  لتنشر في أوساطها مبادئ الحرية و العدل ، لقد بدأ حياته السياسية مبكرة ، فقد كان من بين المؤسسين لجمعية الطلبة المسلمين ، لشمال إفريقيا في الجزائر حيث كان طالبا ورفيقا للأمير خالد وألف كتاب عن الشباب الجزائري وذلك بمناسبة ذكرى مائة عام من الإحتلال ـ واصل تعليمه بجامعة الجزائر للصيدلة و قد نشر الكثير من المقالات هاجم فيها الإستعمار الفرنسي مطالبا بالمساواة بين الجزائريين و الفرنسيين . وأصبح في عام 1927 نائبا ، ثم رئيسا لجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا ، كما فتح صيدلية ، بمدينة سطيف عام 1933 ، و قد انخرط في =صفوف الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية ،ضد ألمانيا. ينظر:الطاهر يحياوي : رجال صنعوا الأحداث فخلدهم التااريخ فرحات عباس أول رئيس حكومة للجزائر ، أطفالنا للنشر و التوزيع ، (د.م) ، (د.ت)،

 ص- ص 5-8 .

[78] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين و علاقتها ، المرجع السابق ، ص 270.

[79] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين و دورها ، المرجع السابق ، ص 213-214.

[80] – ينظر الملحق رقم 3.

[81] – علي تابليت : فرحات عباس رجل دولة ، ط1 ، ثالة ، الجزائر ، 2009 ، ص 37.

[82] – نوارة حسين المثقفون الجزائريون بين الأسطورة و التحول العسير من سنوات اللهب من بداية القرن العشرين لغاية الإستقلال . تر .  سعيدي فتحي ، (د.ط) ، موفم لنشر ، الجزائر ، 2013 ، ص 224.

[83] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 206.

[84] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ، ص 72.

[85] – علي تابليت : المرجع السابق ، ص 36.

[86] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج 3 ، المرجع السابق ، ص 72.

[87] -غي برفيليي : الطلبة الجزائريون في الجامعة الفرنسية( 1880-1962 )، (ط.خ) ، دار القصبة للنشر ، الجزائر ، 2007 ،  ص 145.

[88] – عبد الرشيد زرّوقي : المرجع السابق ، ص 237.

[89] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقتها بالحركات الأخرى ، المرجع السابق ، ص 268.

[90] – ابن باديس (1889-1940م): ولد يوم 4 ديسمبر  1889 بمدينة قسنطينة ، كان ابن باديس الولد البكر لأبويه ، تربى في أسرة مشهورة بالعلم و الثراء و الجاه ،وإن شخصيته ابن باديس لم تكن ذات صيغة محلية أو إقليمية فقط  تتأثر بالمواطنين و يتأثرون بها بل ما لبث أن اتسع نطاقها و امتد أثرها إلى الأقطار الشقيقة القريبة منها و البعيدة بفضل مجلة الشهاب التي كانت شوكة في حلق الإستعمار ، و في عام 1931  وبعد عدة سنوات من الإتصالات أسس مع شخصيات أخرى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، كما كرس الشيخ جزءا وافرا من وقته في تفسير القرآن الكريم وافته المنية ، رحمه الله عليه في 16 آفريل 1940 عن عمر لا يفوق 51 سنة . ينظر: عبد الكريم بوصفصاف : الفكر العربي الحديث و المعاصر محمد عبده و عبد الحميد بن باديس نموذجا ، ج1 ، ط1 ، دار مداد يونيفارسيتي براس ، الجزائر ، 2009 ، ص 19. و باعزيز بن عمر : من ذكرياتي عن الأمامين الرئيسيين عبد الحميد بن باديس و محمد البشير الإبراهيمي ، (د.ط)، منشورات الخبر ، الجزائر، 2008 ، ص 31. و أحميدة ميموني : عبد الحميد بن باديس من خلال نصوصه ، (د.ط) ، منشورات ميموني ، ( د.م) ، (د.ت) ، ص 6.

[91] – البشير الإبراهيمي (1889-1965م) : عضو مؤسس لجمعية العلماء المسلمين و أحد رجالات الحركة الإصلاحية ، سافر إلى سوريا و هناك تعلم و إشتغل مدرسا في المدرسة الأموية ثم جامع الأمويين بدمشق (1912م-1922م) و حين عودته إلى الجزائر شارك إلى جانب عبد الحميد بن باديس في تأسيس جريدة الشهاب ثم تأسيس جمعية العلماء المسلمين في ماي 1931م  ، أصبح نائب لرئيس الجمعية و رغم حرص البشير على دور الجمعية الإصلاحي غير أنه يولي إهتمامه أكثر للمطالب الوطنية لأن الإصلاح في نظره لا يكتمل إلا بجو من الإصلاح السياسي . ينظر ، رشيد بن يوب : دليل الجزائر السياسي ، ط1 ، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ، الجزائر ، 1999م، ص 107 . و ينظر الملحق رقم 4.

[92] – بن ناصر إيمان : المواقف السياسية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين(1931م-1940م) ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ العام ، جامعة 8ماي 1945، قالمة ، 2014/2015 ، ص 23.

[93] –  الوناسة الحواس : نادي الترقي و دوره في الحركة الوطنية الجزائرية ، (د.ط) ، مؤسسة كنوز الحكمة ، الجزائر ، 2012 ، ص 165.

[94] – نادي الترقي : هو عبارة عن مركز افتتح  عام 1927م ببطحاء الحكومة في الجزائر من طرف جماعة من أعيان الجزائر المسلمين و كان الغرض من تأسيسه هو طرح و بحث و مناقشة الأوضاع التي آل إليها المجتمع الجزائري بين رواد النهضة و علمائها، و من المبادئ التي أقرها نادي الترقي  مقاومة نزاعات الإدماج و التجنس كذلك الدعوة إلى الإصلاح و العروبة ، و ضرورة إنشاء جمعية تتبنى مطالب الجزائر . ينظر:  بن ناصر إيمان : مرجع سابق ، ص 25. والوناسة الحواس : المرجع السابق ، ص 135.

[95] – تركي رابح عمامرة : عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي في التربية في الجزائر (مرجع شامل عن حياة ابن باديس و أعماله ، العلمية و التربوية – الإسلامية و الثقافية و الوطنية )، ط5(مزيدة و منقحة) ، منشورات ANEP ، الجزائر ، 2001 ، ص 91.

[96] – عامر رخيلة : التطور السياسي والتنظيمي لحزب جبهة التحرير الوطني (1926-1980) ، (د.ط) ، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائرية ، الجزائر ، 1993، ص 22.

[97] – تركي رابح عمامرة :جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التاريخية (1931م-1956م) ورؤساؤها  الثلاثة ، (د.ط) ، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ، الجزائر ، 2009 ، ص 43.

[98] – العمودي : ولد حوالي 1892م بمدينة الوادي من أسرة عريقة في العلم والثقافة تقلد منصب أمين عام الجمعية و كاتبها السري من أهم الوظائف التي تقلدها العمودي منصب كاتب عدالة و كاتب ضبط و مساعد ترجمان و غيرها ، إستشهد سنة 1957م ينظر : طالبي نجيبة : دور جمعية العلماء المسلمين في الثورة التحريرية، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ العام ، جامعة 8 ماي 1945، قالمة ،2012/2013 ، ص 12.

[99] – طالبي نجيبة : المرجع السابق ، ص 12.

[100] – علي مراد : الحركة الإصلاحية في الجزائر (بحث في التاريخ الديني و الإجتماعي من 1925م إلى 1940م) ، تر . محمد يحياتن ، (ط.خ) ، دار الحكمة ، الجزائر ، 2007 ، ص143.

[101] – الشهاب (1925-1939) : هي الجريدة الثانية التي أنشأها عبد الحميد بن باديس بعد إتجاهه إلى عالم الصحافة العظيم حسب تعبيره ، و قد صدر العدد الأول بتاريخ 12 نوفمبر 1925.في مدينة قسنطينة مسقط رأسه ، و مركز حركته الإصلاحية و التربوية (1913م-1940م) ، و ذلك بعد أن منعت فرنسا أول جريدة له وهي جريدة المنتقد . و قد إستمرت الشهاب في الصدور مرة كل أسبوع ، ثم تحولت إبتداءا من شهر فيفري سنة 1929م إلى مجلة شهرية . ينظر : تركي رابح عمامرة : مجلة الشهاب للشيخ عبد الحميد بن باديس ، مجلة الذاكرة ، العدد 5 أوت 1998م ، ص 88، 89.

[102] – هبة خليل : الإصلاح الديني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين من خلال صحفها (1931م -1939م ) ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ المغارب الحديث  تاريخ و حضارة ، جامعة قسنطينة ، عبد الحميد مهري ، 2014/2015 ، ص 26 ، 27.

[103] – إيمان بن ناصر : المرجع السابق ، ص 24.

[104] – محمد علي دبوز : أعلام الإصلاح في الجزائر من عام 1340ه-1921م عام 1395ه-1975م ، ج1 ، ط1 ، عالم المعرفة للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 2013 ، ص 34.

[105] – الشيخ مبارك الميلي (1896م-1945م) : ولد في 23 ماي 1896م ، كان من أنصار ابن باديس يلازم دروسه للعامة في الجامع الأخضر من أهم أعماله التأليف و التدريس و أظهر نشاطا بارزا في المجال الصحفي ، و قد جمع مقالاته حول الشرك و مظاهره في كتاب بعنوان الشرك ومظاهره سنة 1937م ، و بقي ينشط و ينشر أفكاره الإصلاحية  إلى أن =وافته المنية في 9 فيفري1945م . ينظر : مرجع نفسه ، ص 15 وحليمة رورة : المؤرخون الجزائريون ودورهم الثقافي (يحي بوعزيز وأبو القاسم سعد الله أنموذجا)، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في تاريخ المغارب الحديث و المعاصر ، جامعة قسنطينة.2- عبد الحميد مهيري ، 2014/2015 ، ص_ص ، 15-17.

[106] – الشيخ الطيب العقبي (1890م-1960م) : يعتبر الشيخ الطيب العقبي الشخصية الثالثة بعد ابن باديس و الإبراهيمي ، و ذلك قبل إنفصاله عن جمعية العلماء المسلمين سنة 1938م. و في سنة 1895م هاجر مع أسرته إلى المدينة المنورة فترعرع فيها و حفظ القرآن الكريم ، و درس بالحرم النبوي الشريف و في 4 مارس 1920م رجع إلى الجزائر فاستقر في بسكرة بعد مرور عدة سنوات من إقامته في بسكرة إنتقل إلى الجزائر و دخل إلى معترك الصحافة العربية الداعية إلى الإصلاح ، فشارك في إنشاء جريدة ” صدى الصحراء” و لما تأسست جمعية العلماء المسلمين أصبح من بين أعضائها المساعدين و أشرف على جرائدها الأولى و بعد إغتيال المفتي كحول ابن دالي إتهم بإغتياله من طرف فرنسا فألقي به في السجن و لم يتخلص منه إلا بكفالة فأنسحب من المجلس الإداري للجمعية ، و بقي عاملا فيها … و قد وافته المنية في 21 ماي 1960م . ينظر: مريم سعيودي ، الدور التعليمي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين (1931م-1956م) ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ العام ، جامعة 8 ماي 1945 ، قالمة ، 2012/2013 ، ص- ص 47-49.

[107] – الشيخ العربي التبسي : ولد سنة 1895  بناحية أسطح جنوب غرب تبسة ، تربى على مبادئ الدين و صار العلم في نظره هو السبيل إلى السعادة ، و قد تخرج من جامع الأزهر بشهادة عالمية و هذا ما أهله ليكون فيما بعد من أسماء المتصدرة للإصلاح ، حيث كان من مؤسسي جمعية العلماء المسلمين و أصبح فيما بعد من أركانها =العتيدة ، وقد إرتقى لدرجة كاتب عام العلماء المسلمين ثم أصبح فيما بعد نائبا للرئيس بعد وفاة عبد الحميد بن باديس . ينظر : خالد أقيس : الشيخ العربي التبسي الرئيس الثالث لجمعية العلماء المسلمين ، ط 2 ، الألمعية للنشر و التوزيع ، الجزائر، 2012 ، ص 13 ،14 . و الطاهر يحياوي : رجال صنعوا الأحداث فخلدهم التاريخ العربي التبسي الشهيد المغتال ، (د.ط) ، أطفالنا للنشر و التوزيع ، الجزائر ، (د.ت) ، ص 12.

[108] – محمد السعيد الزاهري : شاعر جزائري ولد بالقرب من مدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة ، و فيها حفظ القرآن الكريم و واستكمل دراسته الإبتدائية على مشايخ الأسرة (الزاهرية) ، و منها إنتقل إلى مدينة قسنطينة تتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس ثم إلتحق بجامع الزيتونة بتونس و تخرج فيه بشهادة التطويع العالمية ، و لما عاد إلى الجزائر أصدر جريدة “الجزائر”  ثم  ” البرق”  إلا أن السلطات الفرنسية أوقفتهم ، إشتغل عضوا في المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين ثم عاد إلى الصحافة و أصدر جريدة ” الوفاق” ثم ” المغرب العربي ” من مؤلفاته : الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير ، حاضر تلمسان ، بين النخيل و الرمال ، حديث خرافة ، شؤون و شحون . ينظر : عيسى عمراني : المعجم الجامع للإعلام و أصحاب الأقدام ، ط1 ، جسور للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 2008 ، ص 181.

[109] – عبد الرشيد زروقي ، المرجع السابق ، ص 128.

[110] – سعيد بورنان : نشاط العلماء المسلمين الجزائريين في فرنسا (1936م-1956م) ، (د.ط) ، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ، الجزائر ، 2001م ، ص 62.

[111] – يوسف مناصرية : الإتجاه الثوري في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين العالميتين ( 1919م- 1939م) ، (د.ط) ، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ، الجزائر ، 2013، ص 30.

[112] – عبد الرحمان شيبان : من وثائق جمعية العلماء الجزاريين  ، (د.ط) ، دار المعرفة للطباعة و النشر ، الجزائر ، 2009م ، ص 22.

[113] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص 101.

[114] – هبة خليل : مرجع سابق ، ص 31.

[115] -Boualem Bessaih: rosede , print.M rosede ,printemps et feuilles d’automne (reflexions et temoignages )(histoire ,cultye et littérature)Algerie , 2010, p 122.

[116] – محمد حربي : الثورة الجزائرية سنوات المخاض ، (ط.خ) ، موقم للنشر ، الجزائر ، 2008م ، ص 14، 15.

[117] – بشير كاشة الفرجي : صفحات مشرفة في تاريخ الحركة الوطنية ( 1951م-1953م ) جريدة المنار نموذجا ، ج 1 ، منشورات المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر1954 ، الجزائر ، (د.ت) ، ص 26.

[118] – مريم سعيود : المرجع السابق ، ص-ص 58 – 62.

[119] – السنة النبوية : تصدرها جمعية علماء المسلمين تحت اشراف عبد الحميد بن باديس ، و رئيسا تحريرها هما الطيب العقبي و محمد السعيد الزاهرري ، وهي أسبوعية تصدر كل إثنين من كل أسبوع و صدر أول عدد منها في 10 أفريل م1933 و لها شعاران – على اليمين الآية الكريمة من سورة الأحزاب ” لكم في رسول الله أسوة حسنة ” و على اليسار الحديث الشريف ” من رغب في سنني فليس مني ” و هي إسلامية ترشد الناس إلى الإقتداء برسول الله (ص) و تطهير العقيدة من الزيغ و الفساد ، و نشر السنة النبوية المحمدية .ينظر: عناب عبد القادر: المرجع السابق ، ص 25 .

[120] – الشريعة النبوية المحمدية : صدرت بعد تعطيل السنة عن جمعية العلماء المسلمين تحت إشراف عبد الحميد بن باديس، 3و رئيسا تحريرها هما الطيب العقبي و محمد السعيد الزاهري ، كانت تصدر كل إثنين من كل أسبوع ، و صدر سبعة أعداد فقط أولها في 17 جويلية 1933م ، لها شعاران على يمين العنوان الآية الكريمة  ” ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ” و على اليسار الحديث النبوي ” من رغب عن سنتي فليس مني ” ، خطتها نشر العلم و الفضيلة .ينظر المرجع نفسه ، ص26 .

[121] – الصراط السوي : عنوانها الكامل ” الصراط السوي و من إهتدى ” تصدرها جمعية العلماء المسلمين تحت إشراف عبد الحميد بن باديس و رئيسا تحريرهما الطيب العقبي و محمد السعيد الزاهري ، و هي أسبوعية تصدر كل إثنين صدر العدد الأول في 1933م و بلغت 18 عددا ، شعارها الآية الكريمة “ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ” و على يساره الحديث النبوي الشريف ” من رغب عن سنتي فليس مني ” ينظر : المرجع نفسه ، ص 26.

[122] – البصائر : برز العدد الأول منها في 27 ديسمبر 1935م و تعد البصائر الصحيفة الرابعة التي أصدرتها جمعية العلماء ، و أسندت أدارتها و رئاسة تحريرها في أول الأمر إلى الشيخ الطيب العقبي و إمتيازها الشيخ محمد خير الدين =كان شعارها الاية الكريمة ” قد جاءكم بصائر من ريكم فمن أبصر فلنفسه و من عمي فعليها و ما أنا عليكم بحافظ” واستمرت في الصدور حتى 25 أوت 1939م عشية قيام الحرب العالمية الثانية . ينظر : جهيدة رجال : الوحدة المغاربية في الصحافة الجزائرية (1935م – 1962م)  البصائر و المجاهد نموذجا( دراسة عملية =تجليلية ) ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ المغارب الحديث و المعاصر ، جامعة قسنطينة -2- عبد الحميد مهري ، 2014/2015 ، ص 30، 31.

[123] – سعيد بورنان : المرجع السابق ، ص 64 ، 65.

[124] – سورة العلق الآية 1.

[125] – عبد الرحمان شيبان : جمعية العلماء المسلمين كانت ضد الإندماج ، جريدة الشعب ، العدد 14717 ، ملف خاص ، الذكرى ” 54 إندلاع الثورة التحريرية ، 30 أكتوبر 2008م ، ص 8.

[126] – الإمبريالية : مصطلح سياسي و كلمة حديثة الإستعمال نسبيا ، تعني الرأسمالية الإحتكارية و إستخدمت لتعني التعسف في وصف السياسة الخارجية لإمبراطورية فرنسا ، و يقصد بها السياسة العدوانية لدولة تجاه أخرى . ينظر : إسماعيل عبد الفتاح عبد الكفاح عبد الكافي : المرجع السابق ، ص 53.

[127] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص 233.

[128] – الحزب الشيوعي الفرنسي PCF  : تأسس سنة 1920  تحت اسم الفرع الفرنسي للعالمية الشيوعية  SFIC ، أصبح حزب رسميا سنة 1922م ، ظهر بعد أزمنة الإشتراكية العالمية الناتجة عن إنتصار البلاشفة في روسيا و استلامهم الحكم أثناء مؤتمر ستراسبور 1919م، و في مؤتمر 1920م أعلن أغلب الممثلين عن إنضمامهم إلى الأممية الثالثة ، و الإعلان عن تأسيس الفرع الفرنسي للأممية الشيوعية ، و تبني المذهب الماركسي  كان الحزب الشيوعي منظما تنظيما محكما على مستوى القاعدة و على مستوي القيادة و هذا ما جعله ينتصر في عدة إستحقاقات إنتخابية ، تحالف مع الإشتراكيين سنة 1934م ثم أسسا معا الجبهة الشعبية سنة م1936 قبل الحرب العالمية الثانية و تعرضت أجهزت الحزب إلى الحل من طرف حكومة دلاديي … ينظر : أحمد منفور : موقف الرأي العام الفرنسي من الثورة (1954م-1962م) ، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في تاريخ الحركة الوطنية ، جامعة قسنطينة ، 2005/2006 ، ص 32.

[129] – الأمين شريط : المرجع السابق ، ص 38 .

[130] – شهام شرابشة : المرجع السابق ، ص 53 ، 54.

[131] — سعاد بلبكوش : القضايا السياسة و الإجتماعية و الثقافية في جريدة الدفاع  ” la défence” ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في تاريخ المغارب الحديث و المعاصر ، جامعة قسنطينة -2- عبد الحميد مهري ، 2014/2015 ، ص6 .

[132] – أندري لوكورتوا : جزائر الخمسينيات ( شهادة قس ) ، تر ، عبد القادر بوزيدة ، (د.ط) ، لزهاري للنشر، (د.م) ، (د.ت) ، ص 151.

[133] – نبيل أحمد بلاسى : الإتجاه العربي الإسلام ، (د.ط) ، (د.ط) ، النهضة المصرية العامة للكتاب ، (د.م) ، 1990، ص 53.

[134] – عمار أوزقان  Amar Ouzgane : شخصية وطنية تاريخية من مواليد 1910م بالعزازقة  بمنطقة القبائل ، بدأ النضال و العمل السياسي و هو موظف بريد ، شغل عدة مناصب نقابية ، إلتحق بالحزب الشيوعي الفرنسي عضو اللجنة المركزية للحزب في مؤتمر 1936م و عند ظهور الحزب الشيوعي الجزائري مستقل نسبيا عن الحزب الشيوعي الفرنسي = أصبح سكرتيرا للحزب و أحد  أهم  منشطيه ، من المعارضين لأطروحة حركة نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب ، إنتخب نائبا في الجمعية الوطنية… نظر : رشيد بن يوب ، المرجع السابق ، ص 109.

[135] – حضرية بن حمادة : الحزب الشيوعي الجزائري (م1936-1962م) ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في التاريخ الحديث و المعاصر ، جامعة قسنطينة -2- عبد الحميد مهري ، 2014/2015، ص 11.

[136] – نبيل أحمد بلاسي : المرجع السابق ، ص 54.

[137] – رابح لونيسي و آخرون : المرجع السابق ، ص 250.

[138] – ناهد إبراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص  148 ،  149.

[139] – يوسف مناصرية : المرجع السابق ، ص 29.

[140] – تركي رابح عمامرة : عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي ، المرجع السابق ، ص 90.

[141] – ينظر الملحق رقم 5.

[142] – مولود قاسم نايت بلقاسم : دور فاتح نوفمبر في استرجاع ليبيا فزانها و المغرب و تونس إستقلالها بل إفريقيا كلها حريتها ، مجلة الثقافة ، العدد 83 ، 1984م ، ص 59.

[143] – لويس الرابع عشر( 1661م-1715م) : عند موت مزران في 9 مارس 1661م كان لويس الرابع عشر يبلغ الثالثة والعشرين من عمره ، و قد أظهر منذ البداية إتجاهه نحو الإنفراد بالحكم و التحكم في كيفية إنفاق أموال الدولة ، إستعان في الحكم بثلاثة من المستشارين “لتوليه”  للشؤون الحربية و ” ليون” للسياسة الخارجية و” فوكيه” للشؤون اللإقتصادية ،  وعندما بدأت حركة الإصلاحات الإقتصادية ، إستغل أولئك الإيداريين الذين دربهم مزران في هذا المجال . وقد كان للإستقرار الذي حققه لويس الرابع العاشر لبعض الأوضاع القائمة أثره في نجاح الإصلاحات الإقتصادية . و انشئت كذلك مصانع جديدة ، و كان اهتمام الملك  بإقامة القصور الملكية ، و أنشاء عدد كبير من الشركات التجارية و كذلك بحرية فرنسية قوية أمضت ثلاثين سنة من فترة حكمه في الحروب مما أدى إلى تغيير كامل النظم العسكرية في فرنسا . ينظر : صالح أحمد هويدي : معالم تاريخ أوروبا الحديث من =عصر النهضة حتى الثورة الفرنسية ، (د.ط) ، مكتبة بستان المعرفة طباعة و نشر و توزيع الكتب ، ااقاهرة ، 2009م ، ص-ص 288-291.

[144] – عمار بن تومي : الجريمة و الفضاعة الإستعمار كما عاشه أحد الجزائريين ( مذكرات سياسية 1923م-1954م) ، تر. عبد السلام عزيزي ، بشير بولفراق ، خليل أوذينية : دار القصبة للنشر ، الجزائر ، 2013م ، ص 123 ، 124.

[145] – محمد قنانش ، محفوظ قداش : نجم الشمال الإفريقي ، المرجع السابق ، ص 89.

[146] – بسام العسلي : عبد الحميد بن باديس و بناء قاعدة الثورة الجزائرية ، (ط.خ) ، دار النقائس  للطباعة و النشر و التوزيع ، بيروت ، 2010م ، ص 86 ، 87.

[147] – عبد الكريم بوصفاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص 85.

[148] – أحمد توفيق المدني : حياة كفاح مذكرات( 1925-1954) ، ج2 ، (د.ط) ، دار البصائر للنشر و التوزيع ، الجزائر، 2009م ، ص 250 ، 251 . وينظر الملحق رقم 6 و 7.

[149] – بسام العسلي : عبد الحميد ابن باديس ، المرجع السابق ، ص 88 ، 89.

-عمار بن تومي : المرجع السابق ، ص125 .[150]

[151] – المرجع نفسه ، ص-ص 125-127.

[152] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص- ص 81- 87.

[153] – أبو عمران الشيخ ، محمد جيجلي : الكشافة الإسلامية الجزائرية (1935م-1955م) ، (ط.خ) ، شركة دار الأمة للطباعة و النشر ، الجزائر ، 2008م ، ص 14 .

[154] -عبد الرحمان بن ابراهيم بن العقون : المصدر السابق ، ص 375 ، 376 .

[155] – محمد قنانش: الحياة النقابية في القطاع الوهراني خلال الثلاثينيات (1929م -1939م) ، رسالة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر ، جامعة وهران الساينا ، وهران ، 2007م ، ص 75.

[156] – أحمد بهاء عبد الرازق : الجبهة الشعبية الفرنسية و دورها السياسي في فرنسا (1935م -1938م) ، مجلة  كلية التربية للبنات للعلوم الإنسانية ، العدد 17 ، م2015 ، ص- ص ، 345 – 347 .

[157] – اليسار : ظهر المصطلح عام 1791م في اجتماع الجمعية الوطنية الفرنسية وهو النواب الجالسون على يسار الرئيس من ذوي الأفكار المتقدمة و النزعة التقدمية صاروا يعرفون باليسار . و يؤمن اليسار بقدرة الإنسان على التقدم ، الحرية ، النزعة الإجتماعية محركا اليسار ضد الفردية و الإستبدادية عند المحافظين و اليسار يرى في الدين دفعة روحية نحو التقدم و في مجمله ليس ضد التقدم و سعادة الإنسان . ينظر : محمد برهام المشاعلي : الموسوعة السياسية و الإقتصادية مصطلحات و شخصيات ، (د.ط) ، دار الأحمدي للنشر ، القاهرة ، 2007م، ص 124.

[158]  أحمد بهاء عبد الرزق : المرجع السابق ، ص 347.

[159] -عمار بن تومي : المرجع السابق ، ص 201 .

[160] -اليمين : ظهر المصطلح عام 1791م في إجتماع الجمعية الوطنية الفرنسية بين التصويت على مصير الملك . وهم النواب الجالسون على يمين الرئيس و المنتمين عادة الأحزاب المحافظة صوتوا لصالح الملكية أما النواب الجالسون على يسار الرئيس فقد صوتوا لصالح الجمهورية ، يرتبط اليمين عادة بنزعة رجعية مضادة للتقدم و التغيير ، خاصة إذا كان جذريا و على الأقل يعتنقون نزعة محافظة فكان اليمين هو إما رجعي يقيم الماضي على أنه أفضل الأزمنة أو محافظ يطلب بإستمرارية الوضع القائم لأنه يخشى كل تجديد . ينظر : محمد برهام المشاعلي : المرجع السابق ، ص 23.

[161] – عمار بن تومي : المرجع السابق ، ص 201.

[162] -شارل روبير أجرون : تاريخ الجزائر المعاصر من إنتفاضة 1871م إلى إندلاع حرب التحرير 1954م ، تر. المعهد العربي العالي للترجمة 2008م ، مج 2 ، (د.ط) ، شركة دار الأمة للطباعة و التوزيع ، الجزائر ، 2013م ، ص 609.

[163] – عمار بن تومي : المرجع السابق ، ص 102.

[164] -أحمد بهاء عبد الرزاق : المرجع السابق ، ص 352 و ينظر الملحق رقم 9.

[165] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 218 و ينظر الملحق رقم 10.

[166] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها : المرجع السابق ، ص 232.

[167] – مؤلف مجمول : الشهر السياسي في عالم الشرق و المغرب : مجلة الشهاب ، مج12 ، ج4 ، جويلية 1936م ،  ص178 ،179.

[168] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها : المرجع السابق ، ص 232.

[169] – يحي بوعزيز : الإتجاه اليميني ، المرجع السابق ، ص 51.

[170] –  جمال خرشي : الإستعمار وسياسة الإستعاب و الإدماج في الجزئر (1830م-1962م ) ، تر. عبد السلام غزيزي ، دار القصبة لنشر،الجزائر، 2009م ، ص 402.

[171] – يحي بوعزيز :  الإتجاه اليميني ، المرجع السابق ، ص 50، 51.

[172] – علي تابليت : المرجع السابق ، ص 28.

[173] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقاتها ، المرجع السابق ، ص 330 ، 331.

[174] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص230 .

[175] – باسكاله حوتشيل ، إيمانويله لواييه : تاريخ فرنسا الثقافي من العصرالجميل إلى أيامنا هده ، تر. مصطفى ماهر ، ط1، القاهرة ،2011م ، ص156.

 

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى