دراسات سياسية

الأزمة السياسية …. المفهوم والأبعاد

اعداد د . مرعى على  الرمحي – استاذ  العلوم السياسية  والعلاقات الدولية – جامعة بنغازي  – ليبيا

 الازمة السياسية …. المفهوم والابعاد

 The political of crisis  for defamation and definitions

 ان مفهوم الازمة the crisis  بشكله العام يعتبر من اكثر المفاهيم الاكثر تداولا في القرن الماضي وبداية الالفية الثالثة . كما يمكن القول  ان الازمة بمفهومها الشامل  the  general of definition for crisis  تكاد تكون روتين في حياة الافراد .   الا ان حدتها تختلف من شخص الى اخر كما ان كيفية التعامل معها ليست موحدة وان كانت متشابهة في بعض الاحيان .

المفهوم اللغوي للازمة :  the  definition of   languish  for  crisis

 ان مفهوم الازمة في اللغة تعنى الشدة والقحط حيث يقال اصابتهم سنة ازمتهم ازما . أي استأصلتهم ويقال ازم علينا الدهر ازم علينا ازما . أي اشتد وقل خيره

المفهوم الاصطلاحي للازمة :  the definition of concept for crisis

 ان الازمة اصطلاحيا تعرف ” هي حالة توتر ونقطة تحول تتطلب قرار ينتج عنه مواقف جديدة قد تكون ايجابية او سلبية تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة “

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان هناك خلط مفاهيمي عند الكثير من المهتمين بقضية الازمة مع غيرها من المفاهيم الاجرائية الاخرى على غرار المفاهيم التالية :

(ا) . المشكلة : والتي تمثل السبب الرئيسي الذى يؤدى الى حالة من الحالات غير المرغوب فيها . وعادة تحتاج الى جهد منظم للتعامل معها . كما ان هذا الجهد قد يؤدى الى وجود ازمة ولكنها ليست الازمة في حد ذاتها .

(ب). الكارثة : وهى تعرف بمفهومها العام والذى يعنى الغم ، والكارث هو الامر المسبب للغم الشديد .

ومن المهم الاشارة الى ان الكارثة قد تتحول الى حالة مدمرة حدثت فعلا ونتج عنها ضرر في الماديات او المعنويات او كلاهما .

خصائص الازمة  the  crisis of  adjectives  : 

   في الواقع ان الازمة بمفهومها العام والشامل تمتاز بوجود عدة خصائص تميزها عن غيرها من الظواهر الطبيعية الاخرى والتي سوف نوجزها في النقاط التالية :

ا. التداخل في عناصرها والتشابك والتعقيد في اسبابها والقوى المؤيدة والمعارضة.  ب. عنصر المفاجأة   the sup rice of elementالذى تحدثه والتركيز الذى تحظى به لدى الافراد والمؤسسات .

ث. قلة البيانات    the limited of  datesالمتوفرة عنها وعدم الدقة فيها .

ج. حدوث صدفة  the  chant of  order  وتوتر عالي خاصة في بداياتها مما يسبب الضعف في امكانية التأثير الفعال لها .

وبناء على ذلك فان الازمة بمفهومها العام الشامل نجدها تمتاز عن غيرها من الظواهر الاخرى بعنصر الشمولية  the malty of element   واتساع  واضح في حجم النطاق   the size of   scoopكما تعتبر الازمة تهديد خطير لعملية تشغيل النظام السياسي كونها تنتج مجموعة احداث مترابطة تعبر اساسا عن صورة من صور  الصراع  pushers of  conflict      كما يعرفها علم الاجتماع  the local of since   بانها ” اختلال يحدث في نظام القيم the voles   والتقاليد الى درجة تقتضى التدخل السريع لمواجهته والعمل على اعادة التوازن من خلال تطوير هذه القيم والتقاليد حتى تتلاءم مع التغير الناجم عن تطور المجتمع “

الاسباب الرئيسية الكامنة وراء ظهور الازمة السياسية :

       في الحقيقة يوجد هناك جملة من الاسباب التي ساهمت  بدورها في اتساع حجم ونطاق الازمة السياسية   the  political of  crisis  والتي يمكن ايجازها في النقاط التالية :

– غياب سلطة سياسية قوية   the  non-authority  of  political   strong

تدبر الامور وتعمل على توجيه العملية السياسية واحداث تغييرات تنظيمية ، سياسية

– فشل مؤسسات النظام السياسي في وظيفة بلورة المصالح   the  interest وتجميعها  وهذا ما يؤدى الى وجود فجوة سياسية  THE  POLITICAL  OF  GAP اكثر بين النظام السياسي والمجتمع .

– اشكالية شرعية النظام السياسي في حد ذاته وفى هذا الجانب تظهر مشكلة الحريات العامة  THE  PROPLEP  OF  FREDOMES  GENERAL وكيفية تعامل النظام السياسي معها .

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان مفهوم الازمة غالبا ما يرتبط معه مفاهيم اخرى تعطى مرادفات تعبر عن مشاكل اخرى على غرار :

  1. مفهوم ” ازمة الهوية “ والتي تشير الى غياب فكرة المواطنة بين افراد الجماعات البشرية ، بمعنى ان يكون ولاء الفرد لجماعته العرقية وليس ولاؤه للحكومة المركزية THE  CENTER OF GOVERNMINTE  وبالتالي يمكن تعريف الهوية بانها ” الشعور بالانتماء المشترك بين اعضاء المجتمع الواحد الى الدولة او الاقليم الذى يعيشون فيه والعمل معا من اجل تحقيق الاهداف العليا للوطن “

وبناء على ذلك فان ازمة الهوية – هي ازمة ولاءات ومن هنا يتوجب على النظام السياسي استخدام كامل قدراته وامكانياته من اجل تكييف هذه الولاءات  وتحويلها الى الولاء الوطني .  وفى هذا الاطار تزداد حاجة النظام السياسي في سبيل احتواء مشكلة ازمة الهوية بان يقوم بالتالي :

-الاتفاق على اقرار الهوية المشتركة .

-الايمان والاختيار الطوعي للانتماء الى الاقاليم او الدولة الواحدة .

– نظام للاتصال يربط بين اعضاء المجتمع السياسي ( الدولة ) مما يسهل تبادل القيم المشتركة .

ويجب التذكير ان ازمة الهوية لديها عدة تبعات في حال فشل النظام السياسي في التعامل معها  والتي من امثلتها :

  • تهدد وحدة المجتمع من خلال بروز شكل من اشكال الصراع الداخلي  THE  INTER  OF  CONFLICTE  بين مكونات المجتمع
  • يسهم الصراع الداخلي بطبيعته السياسية الى دخول اطراف خارجية مما يزيد الضغط على النظام السياسي من جانب ، والمجتمع من جانب اخر .
  • انهيار مكونات النظام السياسي في ظل غياب الهوية الوطنية مما يسهم هذا التمزق والصراع الداخلي فيما يعرف بالحرب الاهلية THE  LOCAL  OF  WAR

وبالتالي يتضح بان مسالة الهوية مرتبطة بوجود المجتمع واستمراره . بل ان هناك العديد من  خيارات   the  malty  of  chose   اخرى مثل الاعتماد على شخصية كاريزمية”اعتبارية ” قادرة على تجسيد الآمال والتطلعات ابناء الدولة .  وهو ما يلجا اليه معظم بلدان العالم الثالث . مع العلم ان هذا الخيار لا يعتبر حل جذري وسرعان ما تعود بذور الازمة من جديد .

  1. مفهوم – ازمة الشرعية ” ازمة التغيير ” the etching  of  crisis

توصف  ازمة الشرعية او ازمة التغيير حادة يمكن ان تصيب نظام الحكم وقد يترتب عليها الاطاحة به بأساليب قد تكون عنيفة في اغلب الاحيان ، فغياب عنصر الشرعية يجعل النظام السياسي غير مطمئن لبقائه وغير قادر على الانفتاح على المجتمع واشراكه في العملية السياسية بسبب ازمة الشرعية ، مع مراعاة ان الاخير قد يلجا الى استخدام اساليب العنف والاكراه حتى يضمن بقاؤه واستقراره . فالشرعية بمعناها العام والشامل ” هي القبول بالنظام السياسي من قبل مواطنية واعتقادهم بان هذا النظام الحاكم هو النظام الذى يخدم رغباتهم وطموحاتهم وامالهم “

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان ازمة الشرعية بالأساس تعرف ايضا  بمصطلح ” ازمة دستورية مؤسساتية ” . كما ان ازمة الشرعية لها اثار سلبية على المجتمع والنظام السياسي معا . كما انها قد تعصف بأمن واستقرار الدولة .  ولعل اهم مظاهر ضعف الروابط التي تربط النظام بعناصره المجتمعية التي كانت قائمة على الرضاء والقبول والاعتراف المتبادل اتحل محلها علاقات الاكراه والعنف والقوة .  وفى هذا الواقع تجد السلطة نفسها مرغمة على استخدام وسائل العنف ضد الجماعات المعارضة  . كما ان ازمة الشرعية قد تؤدى الى تعرض الجماعات السياسية والاجتماعية الى خطر الانشقاق والصراع  . وما يتبعه من ازمات ليصل الى مرحلة الانهيار و عدم استقرار سياسي . ومن ثم تتحول مصدر تهديد للدولة ككيان ووجود المجتمع في حد ذاته .

وبناء على ذلك فانه اذا اردنا تجاوز ازمة الشرعية التي قد تتحول الى مصدر لجميع الازمات على النظام السياسي بناء على عقد توافقي مع المجتمع  يتم بموجبه بناء شرعية قائمة على النقاط التالية :

  • الرضاء العام والقبول الجماعي .
  • تحقيق متطلبات المصلحة العامة .
  • تحقيق مبدا التداول السلمى على السلطة .

وفى ذات السياق ينبغي الاشارة  بان مفهوم الشرعية قد تطور عبر مراحل زمنية وفق التالي :

  • الشرعية التقليدية – وهى تستند على العادات والتقاليد وهى تنتج من مبدا الوراثة والمعتقدات الدينية .

-الشرعية الكاريزمية –  وهى تعتمد على الصفات الذاتية والشخصية للقائد او الزعيم .

  • الشرعية الدستورية – وهى تعتمد قوتها من النصوص الدستورية والدستورية .

وبالتالي يمكن القول ان مشكلة   الانتقال السياسي   the political  of transition تتلخص في عملية التحول  the  transformation  من النمط التقليدي الى الدستوري القانوني  او ما يعرف  في  ادبيات  العلوم السياسية بمفهوم التحول الديمقراطي   the democratic  of transformation   الذى يتطلب  تحقيق عملية التحديث السياسي   the political of moderation . مع مراعاة ان عملية التحديث تحتاج الى زيادة في درجة الوعى السياسي  . وكذلك قدرة النظام السياسي على الاستجابة لحاجات المواطنين المتزايدة في ظل معادلة اقتصادية صعبة مفادها  ” هناك زيادة في الطلب وقلة في العرض في ظل محدودية الموارد الطبيعية  ”  بالإضافة الى تثبت الحكومات المؤقتة   the  interim  of  governments  بالحكم اطول فترة زمنية من خلال تعطيل عملية  انتخاب  الحكومة الشرعية المنتخبة وفق النصوص الدستورية  .  ___________________________

المراجع :

  1. ADWARD . B .THE POLITICAL  OF CRISIS . UK . VOL NO1 . PREES 2018. P87.
  2. EDWARD . S. THE NATIONAL  OF STATE . US . VOL NO 1 . PREES 2017 . P99 .

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى