دراسات أمريكا الشمالية و اللاتينيةدراسات سياسية

فنزويلا بين رئيسين

إعداد : د. أحمد بوخريص –  باحث في العلاقات الدولية – المملكة المغربية 

  • المركز الديمقراطي العربي

مقدمــــــــــــــــــــــة:

تعيش دول أمريكا الجنوبية على صفيح ساخن، ليس فقط الدول التي شهدت تظاهرات وصراعات سياسية واقتصادية مثل فنزويلا وكولومبيا وبوليفيا والإكوادور، بل إن الدول الكبيرة والمستقرة منذ سنوات بدأت تعاني بشدة مثل شيلي التي كان ينظر لها باعتبارها «علامة على الاستقرار» السياسي والاقتصادي في أمريكا اللاتينية، ودولة عملاقة مثل البرازيل باتت تنتظر التظاهرات.

   وبالنسبة لفنزويلا منذ وفاة الزعيم الفنزويلي هوغو شافيز وتسلم خلفه “نيكولاس مادورو” حكم البلد الاشتراكي الغني بالنفط عام 2013، وفنزويلا تعيش أزمات سياسية واقتصادية وأمنية توصف بأنها الأصعب في تاريخها، بلغت ذروتها بعد إعلان رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) خوان غوايدو نفسه رئيساً انتقالياً للبلاد[1]، وسط حشد جماهيري ضخم لمعارضي نظام “مادورو” في العاصمة كاراكاس.[2]

1- فنزويـــــلا ورقــــــــــــــــــة تعريفيـــــــــــــة:

فنزويلا بالإسبانية: Venezuela : رسمياً جمهورية فنزويلا البوليفارية–بالإسبانية: República Bolivariana de Venezuela)، هي دولة تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية ،تغطي أراضي فنزويلا مساحة تقدر بنحو 916،445 كيلومتر مربع (353،841 ميل مربع)، ويقدر عدد سكانها بحوالي 29،100،000 نسمة.

تعتبر فنزويلا دولة ذات تنوع بيولوجي شديد للغاية، فهي تضم مناطق بيئية عديدة ومتنوعة، تبدأ من جبال “الانديز” في الغرب، لتصل إلى حوض غابات “الأمازون” المطيرة في الجنوب، مارة عبر سهول “يانوس” الواسعة وساحل “الكاريبي” في الوسط، ودلتا نهر “أورينوكو” في شرق البلاد. [3]

في عام 1522م سقطت فنزويلا تحت الاحتلال الإسباني رغم مقاومة الشعوب الأصلية، ولكنها أصبحت واحدة من أولى المستعمرات الأميركية الإسبانية التي أعلنت استقلالها عام 1811م، ومع ذلك لم يصبح أمر الاستقلال راسخاً ومستقراً حتى عام 1821م ،كما حصلت فنزويلا على الاستقلال الكامل في عام 1830م كقسم من جمهورية كولومبيا الكبرى الاتحادية، خلال القرن التاسع عشر عانت فنزويلا من الاضطراب السياسي والدكتاتورية، وسيطر عليها مجموعة من “الكوديللو” الإقليميين (وهم زعماء عسكريون أقوياء مطلقون) لفترة طويلة تصل حتى القرن العشرين.

و قد وصلت حكومات ديمقراطية إلى الحكم في فنزويلا منذ عام 1958، ولكن سبق ذلك فترة عانت فيها فنزويلا من بعض الانقلابات والدكتاتوريات العسكرية، مثل معظم بلدان أمريكا اللاتينية.

أدت الصدمات الاقتصادية في الثمانينات والتسعينات إلى أزمة سياسية تسببت في مقتل مئات الأشخاص في أعمال الشغب سميت “بكاراكازو” -ضربة كركاس- في عام 1989م، ومحاولتين للانقلاب في عام 1992م، وكذلك عزل الرئيس “كارلوس أندريس بيريز” بتهمة اختلاس الأموال العامة في عام 1993م، وأدي انهيار الثقة في الأحزاب القائمة إلي انتخاب المسؤول الحكومي السابق: “هوغو شافيز” كرئيس لفنزويلا في انتخابات عام 1998 وإطلاق الثورة “البوليفارية“، لتبدأ بتكوين جمعية تأسيسية في عام 1999 لكتابة دستور جديد لفنزويلا.

فنزويلا هي جمهورية رئاسية فيدرالية تتكون من 23 ولاية، ومنطقة العاصمة التي تغطي “كراكاس“، والتبعيات الاتحادية التي تغطي الجزر البحرية في فنزويلا.

فنزويلا هي من بين البلدان الأكثر تحضرا في أمريكا اللاتينية؛ الأغلبية الساحقة من الفنزويليين يعيشون في مدن الشمال، ولا سيما في العاصمة: “كراكاس“.

كانت فنزويلا واحدة من أكبر مصدري النفط في العالم و الرائدة في هذا المجال، كما تملك أكبر الاحتياطات النفطية، سابقا كانت تعتمد على مصادر مختلفة من السلع الزراعية مثل البن والكاكاو، ثم سرعان ما جاء النفط ليهيمن على الصادرات والإيرادات الحكومية، و  أدت وفرة النفط 1980 إلى أزمة الديون الخارجية، والأزمة الاقتصادية المستمرة منذ فترة طويلة، والتي شهدت ذروة التضخم عند 100% في عام 1996، وارتفاع معدلات الفقر إلى 66% في عام ،انخفض  نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى نفس مستوى عام 1963، انخفاضا بلغ الثلث عن الذروة عام 1978، عزز انتعاش أسعار النفط بعد عام 2001 الاقتصاد الفنزويلي الذي انعكس إيجابيا على الإنفاق الاجتماعي، على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية لعام 2008، بعد ذلك شهدت الانكماش الاقتصادي مجددا، ومع ذلك، اعتبارا من أواخر عام 2010 عاد الاقتصاد الفنزويلي إلى الانتعاش. [4]

2- عن الأزمة الفنزويلية:

لعل التحولات والانتكاسات التي حدثت في السنوات الماضية في فنزويلا، خاصة في عهد “تشافيز”، لا تزال مؤثرة إلى يومنا هذا، على الرغم من الضغوط التي تمارسها أمريكا عليها، خاصة في ظل إنهاء بقية الأنظمة الاشتراكية بالقارة الأمريكية.

انطلاقاً من ذلك، يمكن فهم طبيعة الأزمة السياسية القائمة في فنزويلا حالياً، والتي تقترب من أن تكون حرباً فعلية تشنها الولايات المتحدة، بواسطة أدواتها الداخلية، للإطاحة ب”نيكولاس مادورو”، خليفة “تشافيز”، الذي يخوض أكبر النزاعات السياسية وأشدها خطراً، منذ أن نجحت المعارضة اليمينية في استغلال مكامن الخلل في النظام السياسي من جهة، والأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد نتيجة لانخفاض أسعار النفط الخام العالمية من جهة ثانية.

تمتلك فنزويلا في القارة اللاتينية موقعا هاماً ومؤثراً من عدة جوانب؛ حيث تقع شمال أمريكا الجنوبية، تحدها من الجنوب البرازيل، ومن الشمال البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي؛ بين كولومبيا وغويانا.

وتنقسم الأراضي التي تُسيطر عليها فنزويلا إلى أربع مناطق؛ وهي: سهول: “أورينوكو” الواسعة التي تقع في وسط البلاد والجبال الشماليّة، وأراضي “ماراكايبو” المنخفضة في الشمال الغربي، ومرتفعات غويانا في الجنوب الشرقي، كما تشتهر فنزويلا بتنوعها الجغرافي ما بين القمم العالية والأراضي العشبيّة، ومن السواحل الكاريبية إلى الجبال المُسطّحة، بالإضافة إلى امتلاكها أعلى شلال في العالم.

أما اقتصادياً فيُعدُّ النفط من أهم صادرات فنزويلا، خاصة مع بداية القرن الماضي وصولاً إلى سنة 2015، إذ تقدر نسبة عائدات النفط بـ 95٪ من إجمالي عائدات الدولة، لكن الأزمة الاقتصادية التي حلت بفنزويلا مطلع 2014 أفرغت فنزويلا من رصيدها من هذه الثروة، فأصبحت العائدات لا تتجاوز 18٪ من مجموع الصادرات[5].

             3-  دوافـــــــــــــع الأزمــــــــــــــــــــــــــــــــة:

       تعيش فنزويلا على وقع الأزمة السياسية المضنية، والتي أثقلت كاهل البلاد، وتسببت في كسادٍ رهيبٍ في الاقتصاد، والمتعلقة بالصراع على السلطة بين الرئيس: “نيكولاس مادورو” وزعيم المعارضة “خوان جوايدو”، رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في البلاد.

بعد انتخابات شكك كثيرون في نزاهتها وقاطعتها المعارضة الفنزويلية، أدى الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو”، في 10 كانون الثاني/ يناير 2019، اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية تدوم ست سنوات، وردّت المعارضة التي تسيطر على الجمعية الوطنية (البرلمان) بتأييد رئيس البرلمان “خوان غوايدو” كرئيس مؤقت للبلاد[6]، والذي أدى اليمين الدستورية في 23 كانون الثاني/ يناير 2019، بعد أن اتهم “مادورو” باغتصاب السلطة، وتعهّد “غوايدو “بالسماح بدخول المعونات الإنسانية إلى فنزويلا التي تشهد أوضاعًا اقتصادية ومعيشية صعبة، وبالدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة، وقد عَدَّ “مادورو” ما جرى، محاولة انقلابية تقف وراءها الولايات المتحدة الأميركية، وسرعان ما اتخذت دول عدّة مواقف من الأزمة، لا تستند إلى قضايا الشعب الفنزويلي التي يدور حولها الصراع، بل بناء على اعتبارات دولية جيوستراتيجية.[7]

        حظى “جوايدو”، باعتراف عددٍ من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودولٍ في الاتحاد الأوروبي وكندا والبرازيل، في حين رفضت روسيا والصين الاعتراف بشرعية الرئيس، الذي اتُهم بقيادة انقلابٍ على الحكم في فنزويلا.

ومنذ السادس والعشرين من يناير من العام الماضي، وفنزويلا مقسمة بين رئيسيين ينقسم حولهما العالم، أحدهما أُعيد انتخابه رئيسًا للبلاد في مايو 2018، خلال انتخاباتٍ قاطعتها المعارضة، والثاني يتزعم المعارضة، التي لها الغلبة داخل البرلمان الفنزويلي.

ومع إعادة انتخابه رئيسًا للجمعية الوطنية، مُنع “جوايدو” وأنصار المعارضة من دخول قاعة البرلمان الفنزويلي أثناء جلسة إعادة انتخاب رئيس البرلمان، في خطوةٍ اعتبرتها الولايات المتحدة انقلابا على الشرعية الديمقراطية.

واضطر “جوايدو”، لإجراء التصويت في مقر صحيفة “ال ناسيونال” وسط كراكاس وليس في مقر البرلمان، بعد منع قوات الأمن طوال النهار “جوايدو” ونوابًا في المعارضة وصحفيين من دخول المبنى، وتم انتخابه بتصويت 100 نائب لصالحه من أصل 167 نائبًا.

وفي منتصف النهار وفي غياب “جوايدو” عن مقر الجمعية الوطنية، أعلن النائب المنافس له لويس بارا، وسط القاعة أنه بات الرئيس الجديد للبرلمان، وقد حظي باعترافٍ من الرئيس “مادورو”.

وهنأ وزير الخارجية الأمريكي: “مايك بومبيو جوايدو”، بـ”إعادة انتخابه”، بينما أكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في اتصالٍ هاتفيٍ مع جوايدو أنه “سيقف إلى جانب شعب فنزويلا إلى أن يستعيد حريته”.

في الوقت ذاته، رحبت روسيا بتسمية:” لويس بارا” رئيسًا للبرلمان، وقالت وزارة الخارجية الروسية: “نعتقد أن انتخاب القيادة الجديدة للبرلمان هو نتيجة إجراء ديمقراطي مشروع، يؤدي إلى عودة الجهد السياسي الفنزويلي إلى المجال الدستوري”.

وكان كلٌ من: “جوايدو” و “لويس بارا” يرى نفسه رئيسًا للبرلمان، حيث دعا كل منهما إلى عقد جلسة الثلاثاء برئاسته، لتتأزم الأوضاع في فنزويلا بين اثنين يرى كلٌ منهما أنهما رئيسان للبلاد، وثالث دخل على خط الصراع على رئاسة البرلمان، والقاسم المشترك بينهما هو: أن “خوان جوايدو”، الذي يزعم أنه رئيسٌ لفنزويلا ،يتولى في الوقت ذاته رئاسة البرلمان.[8]

بدعم أمريكي معلن تبدو المعارضة اليمينية، الممثلة للمصالح الرأسمالية في البلاد، ماضية في التصعيد ضد النظام اليساري في فنزويلا، في سياق ثأري، للانقضاض على الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها: “تشافيز” خلال سنوات حكمه الاثنتي عشرة، التي كان من نتائجها تأميم مئات الشركات للقضاء على الاحتكارات الرأسمالية، وتمويل برامج التنمية الاجتماعية.

لهذا الغرض، لم توفّر المعارضة الفنزويلية، من خلال شبكة المصالح الرأسمالية المرتبطة بها، سلاحاً لشن الهجوم المضاد على النظام “البوليفاري”، والتي اتخذت منحا تصاعدياً منذ رحيل “تشافيز” ووصول “مادورو” إلى الحكم.

ولعلّ الاقتصاد كان السلاح القوي في يد اليمين الفنزويلي، الذي اقتنص فرصة تراجع العائدات العمومية، نتيجة لانخفاض سعر النفط من جهة، والخلل في الجهاز البيروقراطي للدولة الفنزويلية، ولا سيما في المجال الخدماتي، فراح يفاقم الأزمة المعيشية التي تمثلت في شح السلع الاستهلاكية، وذلك من خلال مضاربات غير مشروعة أدت إلى ارتفاع جنوني في الأسعار.

وفي حديث ألقاه الرئيس الفنزويلي ، أشار إلى أنه قد نجا من محاولة اغتيال باستخدام طائرة مسيرة في أثناء حدث عسكري في العاصمة كراكاس، مدعياً أنها “مؤامرة يمينية” تقف خلفها الولايات المتحدة، ومتهماً كولومبيا بتنفيذ ذلك.

وقد أعلن “جون بولتون”، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، أن بلاده لا تعترف بسلطات الرئيس الفنزويلي، ووصفه بأنه طاغية.

وأضاف “بولتون”، في بيان له ، أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية ضد نظام “مادورو” “الغير قانوني” لاستعادة الديمقراطية، حتى إن استدعى الأمر الدخول في  حرب.

وفي مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس) أكد “ترامب” احتمال التدخل العسكري في فنزويلا، قائلاً: “من دون شك.. هذا أحد الخيارات”.

           4-الفاعلون الدوليون:

تعد الإطاحة “بمادورو” الورقة الأخيرة في رصيد الولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب أمريكا من الانسحاب من المعاهدة النووية التي أبرمتها مع الاتحاد السوفييتي في القرن الماضي.

وذلك أن الإطاحة بالنظام الفنزويلي قد تتسبب بخلق تهديد روسي، وذلك بالضغط على أمريكا؛ بناء على أن انتهاء الاتفاقية يعيد لروسيا حقها في استعمال الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، التي استهدفت بها سابقاً دولاً أوروبية وبعض المناطق الأمريكية مثل (ألاسكا)، وهو ما أثار مخاوف الغرب؛ نظراً لدقتها وقوة استهدافها. [9]

وكشف التصعيد السريع للأزمة في فنزويلا وإمكانية تحولها إلى قضية عالمية؛ أهمية القارة اللاتينية في العالم و تموقعها الاستراتيجي، حيث  يمكن أن ينجم عن تطوراتها المستقبلية العديد من التداعيات في المنطقة ، بل من المتوقع أيضاً أن يتسع مداها ليصل إلى خارج حدودها، حيث كانت روسيا في طليعة الدول التي كانت داعمة “لمادورو”، ورفضت الاعتراف برئيس الجمعية الوطنية “جوايدو”، كما انتقدت موسكو الممارسات الأمريكية الهادفة إلى التدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا.

و  اعتبرت الصين أن ما يحدث في فنزويلا انقلاب على الشرعية،  وأيدتها في ذلك المكسيك، وكوبا، وبوليفيا، والإكوادور.

وتُمثل كل من المكسيك وأوروجواي الفريق الداعم للحوار بين جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة، كما أن روسيا ترفض أي تدخل عسكري خارجي في فنزويلا، واقترحت البلدان البدء بالمفاوضات الجدية والشاملة والموثوقة، مع الاحترام الكامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان لحل النزاع بطريقة سلمية[10].

تذكرنا أزمة فنزويلا بأزمة الصواريخ في كوبا العام 1962 ويومها كادت الحرب العالمية الثالثة أن تندلع، هذه المرة، تبدو الأزمة أقل خطورة بكثير من أزمة سابقة عالجها قادة برغماتيكيون من أمثال: “جون كينيدي” و “نيكيتا خروتشوف.”

الجديد في الأزمة الفنزويلية اصطفاف دول شرق أوسطية خلف مادورو ، وإذا كان وقوف إيران غير مستغرب نظراً لعلاقات عتيقة منذ حقبة: “شافيز”، يمثل دعم تركيا “أردوغان” للرئيس الفنزويلي المعادي لواشنطن، تحدياً يمكن أن يثير حنق “ترامب” ،والملاحظ أيضاً أن الأوتوقراطيين يهبون لنجدة وريث “شافير” السلطوي والاشتراكي الفاشل، بينما لا تدري الديمقراطيات التقليدية إذا كان انحيازها لاندفاعة “ترامب” فعالاً لأنها تخشى انزلاق فنزويلا البلد النفطي والاستراتيجي إلى الحرب الأهلية أو الفوضى.[11]

         5- ماذا حدث في فنزويلا ؟

أدى التململ المتصاعد في فنزويلا، الذي يغذيه التضخم والانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، وشح المواد الغذائية والأدوية، الى أزمة سياسية خطيرة.

يقال إن 40 شخصا على الأقل قتلوا في الاضطرابات منذ يناير الماضي، وحذرت الأمم المتحدة من أن الموقف قد يتدهور ويخرج عن نطاق السيطرة.

يذكر ان أكثر من 3 ملايين فنزويلي هجروا بلادهم في السنوات الأخيرة، نتيجة الجوع وشح العناية الصحية والبطالة واستشراء الجريمة.

   لننظر الى الموقف من خلال عدد من البيانات:

أ –  : التضخم وصل الى مستوى مروع:

المشكلة الكبرى التي يواجهها الفنزويليون في حياتهم اليومية تتمثل في التضخم المفرط..[12]

حسب دراسة أعدها المجلس الوطني الذي تسيطر عليه المعارضة، وصلت نسبة التضخم السنوي 1,300,000 بالمئة في الأشهر الـ 12 التي سبقت نوفمبر 2018.

وبحلول نهاية العام الماضي، كانت أسعار السلع تتضاعف كل 19 يوم بالمعدل، مما ترك العديد من الفنزويليين يتشبثون لشراء الأساسيات كالغذاء والمواد الصحية.

كما انهارت قيمة العملة المحلية – البوليفار – مقابل الدولار الأمريكي.

 ب-  الناتج المحلي في تدهور:

كانت فنزويلا أغنى اقتصاد في أمريكا اللاتينية، بفضل احتياطاتها النفطية التي يقال إنها الأكبر في العالم، و لكن، وفي ظل حكم الرئيس الراحل: “هوغو تشافيز” – الذي توفي في عام 2013 – خلفه الرئيس الحالي “نيكولاس مادورو” أدى الفساد وسوء الإدارة والمديونية الكبيرة الى انهيار اقتصاد البلاد.

استغل الرئيس الراحل “تشافيز” فورة أسعار النفط في السنوات الأولى من الألفية الثانية للاقتراض بشكل كبير، كما ارتفعت مصروفات الحكومة الى حد بعيد.

بعد ذلك، وخلال ولاية الرئيس “مادورو” الأولى، انهار الاقتصاد الفنزويلي.

يلوم كثيرون “مادورو” و حكومته الاشتراكية ويحملونهما مسؤولية تدهور البلاد.

من جانبه، يلقي الرئيس “مادورو” باللائمة على الإمبرياليين – من أمثال الولايات المتحدة والدول الأوروبية – لشن هذه القوى “حربا اقتصادية” ضد فنزويلا ولفرضها عقوبات على العديد من مسؤولي حكومته.[13]

وكان لانهيار أسعار النفط في عام 2016 دور في تفاقم الأزمة الفنزويلية، خصوصا وان البلاد تعتمد على واردات النفط بشكل أساس.[14]

-ت-  : السكان يعانون من الجوع:

يعاني الفنزويليون من الجوع،  ففي استطلاع سنوي لظروف المعيشة ( Enconvi 2017)، قال 8 من كل 10 استطلعت آراؤهم بأنهم يتناولون كميات أقل من الطعام وذلك لشح الغذاء.

كما قال 6 من كل 10 إنهم يأوون الى النوم وهم جياع لعدم قدرتهم على شراء الطعام.

ونقص التغذية يؤدي بلا شك إلى نتائج سلبية بالنسبة للصحة العامة.

فمعظم الفنزويليين  يقولون إن أوزانهم قد انخفضت في عام 2017، بمعدل 11,3 كلغ بالمعدل، وتحملت الطبقات الفقيرة معظم هذه المعاناة.

كما تضمنت دراسة ( Econvi 2017أن:

  • الأطعمة التقليدية تتناقص من حيث الحجم و النوعية.
  • أن 9 من كل 10 من السكان لا يتمكنون من ابتياع ما يحتاجونه يوميا من غذاء.
  • أن 8,2 مليونا من الفنزويليين لم يتسن لهم الا تناول وجبتين في اليوم أو أقل.
  • أن الغذاء الذي يتناوله الفنزويليون يفتقر الى الحديد والفيتامينات وغيرها من المواد الأساسية.

و نتيجة لذلك، يلجأ الفنزويليون الى خضروات وأطعمة منسية كانت توصف في الماضي بانها “غذاء الفقراء”.

فنبات “اليوكا”، يعد الآن بديلا زهيد الثمن للبطاطس ،وبالامكان غلي “اليوكا” أو قليها – الأمر الذي لجأت اليه شركة “ماكدونالدز” في عام 2015، عندما تحولت من البطاطس الى “اليوكا” في فنزويلا.

-ث-  : شح الدواء:

عانت فنزويلا في السنوات الأخيرة من ارتفاع كبير في عدد الإصابات بمرض الملاريا، في وقت ينحسر فيه انتشار هذا المرض في الكثير من الدول المجاورة لها.

كانت فنزويلا أول دولة يعلن خلوها من الملاريا في عام 1961، ولكن الآن تسجل فيها حالات بالإصابة في 10 على الأقل من ولاياتها الـ 24.

قالت المنظمة الكندية غير الحكومية “ICASA” إن ثمة تقارير حكومية مسربة تظهر بأن استشراء المرض يشمل انتشار صنف (بلازموديون فيفاكس) العصي عن العلاج.

ويقول المرصد الصحي الفنزويلي إن ثمة شح كبير في العقاقير المقاومة للملاريا بكل أصنافها.

ويقول “خوسيه فيليكس أوليتا”: أخصائي الأمراض المعدية ووزير الصحة السابق، إنه من المتوقع ان يبلغ عدد الإصابات بالملاريا في عام 2018 ضعف عدده في العام السابق 2017.

وقال الوزير السابق، “اذا استمر الحال على ما هو عليه، ستكون لدينا أكثر من مليون حالة إصابة في عام واحد، وهذا هو العدد الذي كانت فنزويلا تشهده في أوائل القرن العشرين، إن انتشار الملاريا في فنزويلا خرج عن نطاق السيطرة.”

-ج- :  انخفاض انتاج النفط:

لفنزويلا أكبر احتياطي نفطي في العالم، وتشكل الصادرات النفطية أكبر مصدر دخل للبلاد.

وكان انتاج النفط الفنزويلي قد حافظ على مستواه منذ عام 2002 – قبل الاعلان عن إضراب عام – الى سنة 2008، عندما بلغت أسعار النفط العالمية أوجها، وتشير إحصاءات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الى أن فنزويلا تقاضت نحو 60 مليار دولار في ذلك العام.

ولكن انهيار اسعار النفط أواخر عام 2014 – بعد عام واحد من وفاة الرئيس: “تشافيز” بمرض السرطان – وجه ضربة ماحقة لاقتصاد البلاد المعتمد أساسا على الصادرات النفطية[15]

عصفت بالبلاد نتيجة لذلك أزمة خطيرة، إذ انحسر الناتج القومي الإجمالي بنسبة 6 في المائة وارتفعت نسبة التضخم بشكل كبير.

وانحسر انتاج النفط الفنزويلي منذ ذاك.

يذكر أن فنزويلا تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في صادراتها النفطية، إذ تصدر لها نحو 41 في المائة من إنتاجها.

في الـ 29 يناير 2019، فرضت واشنطن عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA، قائلة إن عائدات بيع النفط الفنزويلي ستحجب في المستقبل من حكومة الرئيس “مادورو”، ولكن وزير الخزانة الأمريكي “ستيفن منوشين” قال: “إن بمقدور الشركة تفادي العقوبات إذا اعترفت برئيس المعارضة “غوايدو”    .[16]

– ح- :  العديد من الفنزويليين يهجرون البلاد:

وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، غادر أكثر من 4.3 مليون فنزويلي بلادهم منذ عام 2015 ، هربًا من بلد دمرته أزمة لم يسبق لها مثيل ، هذا الرقم يضع الهجرة الفنزويلية في المرتبة الثانية في العالم  بعد السوريين[17].

وقال: “كريستيان كروجر ” مدير خدمات الهجرة الكولومبية :”إنه رقم قياسي لبلد ليس في حالة حرب، ولم يشهد كارثة طبيعية كبرى.”

       إلا أن نائبة الرئيس الفنزويلي “ديلسي رودريغيز” طعنت فيما جاءت به الأمم المتحدة، وقالت إن الأرقام التي تقدمت بها الأمم المتحدة قد زيدت من قبل “دول معادية” التي تحاول تبرير تدخل عسكري في البلاد.

-خ-   :دول العالم منقسمة حول الجهة التي ينبغي دعمها في فنزويلا.

عبرت كل من الولايات المتحدة وأكثر من عشر من دول أمريكا اللاتينية، وكندا عن دعمها لزعيم المعارضة “غوايدو” – رئيس المجلس الوطني الفنزويلي المنتخب – ،مما يقوض حكم الرئيس “مادورو”، وقالت كل من إسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا إنها ستعترف رسميا “بغوايدو” رئيسا للبلاد اذا لم يدع الى انتخابات جديدة في غضون 8 أيام[18]،ولكن روسيا استهجنت الدعم الخارجي “لغوايدو” قائلة إن ذلك يعد: انتهاكا للقانون الدولي ويعد “طريقا مباشرا لسفك الدماء،” كما تؤيد كل من الصين والمكسيك وتركيا وإيران حكم “مادورو” .[19]

             6- انقسام دولي بشأن الأزمة الفنزويلية:

يعتبر تداخل العوامل الداخلية لأزمات الدول مع العوامل الخارجية أمرا شائعا في مختلف النظم الدولية البائدة، إلا أن ما يميز النظام الدولي القائم، سرعة تشابك وتداخل العاملين الداخلي والخارجي، وبالتالي ظهور تداعيات أكثر خطورة على أي نظام يتعرّض له، ومع مرور الوقت تبدو الأزمة الداخلية الفنزويلية تمضي بخطوات متسارعة نحو وضعها ضمن الأزمات الدولية، إن لجهة الأطراف المتدخلة أو المشاريع والوسائل المطروحة لحلها، وبالتالي أيضا ظهور أزمات إقليمية فرعية متصلة لا تقل خطورة عن الأزمة نفسها.

أثارت الأزمة السياسية في فنزويلا تحركات دولية كبيرة، فهناك من اتبع موقف الولايات المتحدة في دعم زعيم المعارضة الفنزويلية “جوايدو” مثل أغلب دول أمريكا اللاتينية باستثناء كوبا، وأمريكا الشمالية باستثناء المكسيك، وأستراليا، على الناحية الاخرى، أيدت روسيا والصين وتركيا شرعية الرئيس “مادورو”، فيما منحته دول الاتحاد الأوربي مهلة أسبوع لإجراء انتخابات مبكرة، وهددت بالاعتراف بالمعارضة، في هذا السياق، يُمكن أن نتناول هذا الجدل من خلال تصنيفها إلى 3 مجموعات وفقًا للموقف الدبلوماسي والسياسي من شرعية “مادورو”.[20]

أثار إعلان القيادي المعارض في فنزويلا “خوان غوايدو” نفسه رئيسا بالوكالة انقساما دوليا، فبينما سارعت الولايات المتحدة وعدة دول بأميركا اللاتينية للاعتراف به، أعلنت دول أخرى -على غرار روسيا وتركيا- دعمها للرئيس “نيكولاس مادورو”.

       وفي ما يأتي أبرز المواقف الدوليـــــــــة بشأن الأزمــــــــة الفنزويليــــــة:

    – الولايات المتحدة:

ما إن أعلن غوايدو نفسه رئيسًا[21]، حتى سارعت واشنطن إلى الاعتراف بشرعيته.  ويعد الاعتراف بنائب برلماني معارض، لا يحكم البلاد ولا يملك أي قوة فعلية، رئيسًا شرعيًّا، خطوة جارفة غير مألوفة في العلاقات بين الدول. وهو ما عزّز الشكوك بوقوف واشنطن وراء محاولات تقويض سلطة مادورو، بالتعاون مع حكومات اليمين في كولومبيا والبرازيل. وقد اتخذت واشنطن على الأثر سلسلة إجراءاتٍ لتحقيق ذلك، أهمها:
*  فرض عقوبات على صادرات فنزويلا النفطية إلى الولايات المتحدة:

شددت واشنطن الخناق على نظام مادورو ،عبر تجميد أصول شركة النفط الوطنية الفنزويلية” ، ومنعت مادورو من الحصول على سيولةٍ نقدية، فضلًا عن العقوبات المصرفية التي كانت أصلًا مفروضة على فنزويلا قبل الأزمة. وتأمل واشنطن أن يدفع انحسار السيولة النقدية في فنزويلا إلى انفضاض الجيش والأمن اللذيْن لا يزالان على ولائهما” لمادورو”، وبمقتضى العقوبات الأميركية الجديدة، تعمل إدارة دونالد ترامب مع غوايدو للاستحواذ على شركة “سيتجو” النفطية، والتي تعمل في الولايات المتحدة، وتابعة لشركة النفط الوطنية الفنزويلية، كما طلبت إدارة ترامب من كل الزبائن الأميركيين لدى شركة النفط الوطنية الفنزويلية، تحويل الدفعات النقدية مقابل النفط الفنزويلي إلى حساباتٍ خاصةٍ في الولايات المتحدة تخضع لسيطرة “غوايدو.
* تشديد الخناق على نظام مادورو عبر تجميد أصول شركة النفط الوطنية الفنزويلية، والاستحواذ على الأصول الحكومية الفنزويلية في الولايات المتحدة، وحيثما أمكن عالميًّا ونقل السيطرة عليها إلى “غوايدو”، وبناء عليه، اتخذ وزير الخارجية الأميركي: “مايك بومبيو”، في 29 كانون الثاني/ يناير 2019، قرارًا بالسيطرة على الأصول الفنزويلية وممتلكاتها المؤمّنة في بنوكٍ أميركية، بما في ذلك البنك المركزي في نيويورك، كما نجحت واشنطن في الضغط على مصرف إنكلترا المركزي، لحرمان “مادورو” من الوصول إلى الذهب الذي تحتفظ به فنزويلا في لندن، بقيمة 1.2 مليار دولار.
* الحشد دبلوماسيًّا ضد نظام “مادورو”؛ إذ دعت الولايات المتحدة إلى عقد جلسةٍ خاصةٍ في مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة حول فنزويلا، في 26 كانون الثاني/ يناير 2019، شارك فيها وزير الخارجية الأميركي. وخلال الجلسة، وضع “بومبيو” الأعضاء أمام خيارين: “إما أن تقفوا مع قوى الحرية، أو أن تكونوا متواطئين مع “مادورو” والفوضى التي ينشرها ،كما دعا “جميع أعضاء مجلس الأمن لدعم التحوّل الديمقراطي في فنزويلا ودور الرئيس المؤقت “غوايدو” فيه”، غير أن روسيا والصين، إضافةً إلى جنوب أفريقيا وغينيا الاستوائية، عرقلت مسعى الولايات المتحدة باستصدار بيانٍ من المجلس، يعبر عن تأييده الكامل للجمعية الوطنية الفنزويلية، باعتبارها “المؤسسة الوحيدة المنتخبة ديمقراطيًا” في فنزويلا، وتعترف اليوم أغلبية الدول الغربية، بما فيها كندا والاتحاد الأوروبي، ب”غوايدو” رئيسًا، وكذلك حال أغلب دول أميركا اللاتينية، في حين ترفض الاعتراف به روسيا والصين، ودول أخرى، مثل تركيا وإيران، وبعض دول أمريكا الجنوبية، كالمكسيك وكوبا وبوليفيا.
*التلميح بغزو عسكري؛ إذ كرّر المسؤولون الأميركيون مرّات، بدءًا بالرئيس “ترامب”، بأن واشنطن قد تلجأ إلى استخدام القوة لإرغام “مادورو “على التنازل عن الحكم.

*  فض المظاهرات الشعبية المعارضة له بالقوة، وقد زادت التكهنات باحتمال تنفيذ عمل عسكري أميركي ضد “مادورو”، بعدما ظهر مستشار الأمن القومي، “جون بولتون”، في مؤتمر صحفي في أواخر كانون الثاني/ يناير 2019، وفي يده كرّاسة ملاحظات مكتوب عليها “5000 جندي إلى كولومبيا”، رفضت وزارة الدفاع الأميركية استبعاد العمل العسكري، على الرغم من إصرار المسؤولين الأميركيين على أنه لا توجد خطط لتدخل عسكري وشيك حاليًّا، مع بقاء كل الخيارات مطروحة.[22]

سارع الرئيس “دونالد ترامب” إلى الاعتراف بالمعارض الفنزويلي رئيسا مؤقتا، مؤكدا أن “كل الخيارات مطروحة” فيما لو ساء الوضع أكثر في هذا البلد.

وبعد إعلان الرئيس “مادورو” قطع العلاقات مع واشنطن وطرد دبلوماسييها من كراكاس، رد وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو”  بأن بلاده لا تعترف بقراره هذا.

لم تكن فنزويلا من بين أهم اهتمامات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في البداية، حيث أنه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، نادراً ما كان  يذكر اسم البلد ، ولم يشر مطلقًا إلى أنه كان يفكر في التدخل هناك.

لكنه  في ربيع عام 2017 تغير كل شيء، حيث أنه ، في أعقاب سلسلة من الاجتماعات بين “ترامب” ومنافسه السابق في الانتخابات التمهيدية الجمهورية “ماركو روبيو”، سيناتور فلوريدا من أصل كوبي. على مقربة من المانحين والناخبين المعادين لهفانا وكاراكاس المتمركزين في ميامي ، بدا أن السيد “روبيو” قادر على إقناع محاوره بالمصالح الانتخابية، بتبني خط متشدد بشأن فنزويلا: فتحقيق تغيير في النظام سيضمن ، وفقًا له، الفوز خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، ثم أعلن الرئيس “ترامب” نيته لإعادة النظر في سياسة التطبيع اتجاه كوبا، وفيما يتعلق بفنزويلا ، أشار إلى أن “الحل العسكري” لا يزال مطروحًا على الطاولة ، قبل فرض مجموعة من العقوبات المدمرة على كاراكاس، الشيء الذي كان  لا يمكن تصوره قبل عقد من الزمن،[23].

– كندا:

وقد اتخذت كندا موقفا مماثلا للموقف الأميركي، وعبرت عن ذلك في بيان لمجموعة “ليما” التي تضم العديد من دول أميركا اللاتينية.

– أميركا اللاتينية:

أعلنت مجموعة “ليما” التي تضم: البرازيل ،والأرجنتين، وتشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، وغواتيمالا ،وهندوراس ،وبنما، وباراغواي، والبيرو، أنها لا تعترف بشرعية الولاية الرئاسية الجديدة لرئيس فنزويلا “نيكولاس مادورو”، وطالبته بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وأكدت أنها ستعترف بسلطة البرلمان لحين إجراء الانتخابات.

– فرنسا:

قال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون “إن أوروبا تدعم استعادة الديمقراطية في فنزويلا.

–الاتحاد الأوروبي:

عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه بشكل كامل للجمعية الوطنية (التي يرأسها: “خوان غوايدو”) باعتبارهــــــــــــــــــــــــــــــــــا المؤسسة المنتخبة ديمقراطيا، و التي تحتاج إلى استعادة صلاحياتها واحترامها، وعبر عن استعداده لدعم استعادة الديمقراطية وحكم القانون في فنزويلا.

ودعا الاتحاد إلى الإنصات “لصوت” الشعب الفنزويلي، مطالبا بإجراء انتخابات حرة وذات مصداقية.

–روسيا:
حذرت الخارجية الروسية من حمام دم وسيناريو كارثي، إذا ما تدخلت الولايات المتحدة عسكريا في فنزويلا.

وانتقدت الناطقة باسم الخارجية الروسية: “ماريا زاخاروفا” مواقف الدول الغربية بشأن الأزمة في فنزويلا،

وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما: أن ما يحدث في فنزويلا هو فرض آخر للقوة والهيمنة الأميركية للتخلص من الأنظمة غير المرغوب فيها.

تركيــــــــــــــا:
أجرى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان“ اتصالا هاتفيا مع نظيره الفنزويلي وأعلن دعمه له، وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن” في تغريدة على “تويتر “:اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي: “نيكولاس مادورو”، وقال: أخي مادورو!  انهض، نحن بجانبك”.

وكان وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو“قد حذر في وقت سابق من أن محاولة إسقاط رئيس منتخب، يمكن أن تقود إلى الفوضى في فنزويلا، معبرا عن أمله في حل سلمي للأزمة في هذا البلد.

إيران:
أعلنت إيران دعمها للحكومة الفنزويلية، ضدا على التدخلات الغير شرعية للولايات المتحدة الأميركية على حد قولها، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “بهرام قاسمي”: إن إيران تدعم الحكومة والشعب الفنزويليين في مواجهة أي انقلاب يستهدف الحكومة الشرعية هناك.

         –كوبا والمكسيك وبوليفيا:

رفضت الدول الثلاث إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه رئيسيا مؤقتا، وأكدت أنها لا تزال تعترف “بمادورو” رئيسا، وأكد رئيس كوبا “ميغيل دياز كانيل” تضامنه مع “مادورو” في مواجهة ما سماها “المحاولات الإمبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة “البوليفارية”، بينما وصف وزير خارجيته ما يجري بالمحاولة الانقلابية.

كما اتهم رئيس بوليفيا “إيفو موراليس“ واشنطن بالتحريض على الانقلاب والاقتتال فيما بين الفنزويليين، في حين أكدت المكسيك -التي يحكمها الرئيس اليساري “أندريس مانويل أوبرادور”- أنها ما زالت تعترف ب”مادورو” رئيسا.

      7-  الأزمة السياسية :

استقبلت فنزويلا الأسبوع الأول من العام الجديد 2020، أزمة دستورية تضاف إلى أزماتها السياسية والاقتصادية والإنسانية الحادة التي تواجهها منذ وفاة رئيسها السابق هوغو شافيز عام 2013.

وكانت رئاسة الجمعية الوطنية الفنزويلية هذه المرة، محور الصراع الجديد بين الحكومة والمعارضة هناك، عندما حان موعد الاجتماع السنوي الذي تعقده الجمعية لانتخاب رئيس جديد لها، حيث كان من المتوقع خلال هذه الجلسة، أن يفوز زعيم المعارضة “خوان غوايدو” بسهولة بإعادة انتخابه بفضل الأغلبية التي تتمتع بها المعارضة ،في الجمعية المكونة من مائة وسبعة وستين نائباً، لكن قوات الأمن منعته من دخول المبنى، فيما نجح مؤيدو الرئيس “مادورو” وحلفاؤهم من النواب في طرح قائمة بديلة، بقيادة النائب المستقل “لويس بارا”، وقاموا بانتخابه ليؤدي على الفور اليمين الدستورية كرئيس للجمعية محل “غوايدو”، الذي رد أنصاره بالاجتماع خارج البرلمان في مقر صحيفة “ال ناسيونال” وسط كراكاس وأعادوا انتخابه.

وقد حاول بارا تقديم نفسه كصوت مستقل بعد أن اتهمه منتقدوه بالتآمر مع الرئيس “مادورو”، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بقاعة البرلمان إنه لا يزال من منتقدي “مادورو”، وإنه لم يكن ولن يكون أبداً من التشافيين، وهو التعبير الذي يطلق على أنصار الزعيم الراحل: “هوغو شافيز”.

ورد “بارا” باتهام خصمه “غوايدو” بإعطاء الاهتمام والأولوية لطموحاته السياسية، بدلا من الاحتياجات الملحة للشعب، مضيفا أن فنزويلا بحاجة إلى إنهاء سياسات الاستقطاب، والعمل من أجل إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في وقت لاحق من هذا العام، لتحقيق تغيير سياسي في فنزويلا، كما أكد أنه ينوي التركيز خلال رئاسته للجمعية الوطنية على: المبادرات العملية التي تهدف إلى تحسين حياة الفنزويليين الذين يعانون من التضخم المفرط ، وانقطاع التيار الكهربائي، ونقص الغذاء، والدواء على نطاق واسع.

وبالمقابل واصل “غوايدو” مع أنصاره التحدي وشقوا طريقهم للبرلمان بالقوة ، وعقدوا جلسة أدوا في بدايتها النشيد الوطني، إلا أن التيار الكهربائي انقطع عن القاعة، ما دفع النواب إلى استخدام مصابيح أجهزتهم الخلوية لإضاءة المكان، بعدها أدى: “غوايدو” اليمين رئيسا للبرلمان لولاية جديدة.

وعلى الفور هنأت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبرازيل، وكولومبيا، ومجموعة ليما التي تضم 12 دولة من أمريكا اللاتينية، وكندا، “غوايدو” بإعادة انتخابه، وتعترف 60 دولة به رئيسا للدولة بالوكالة منذ أن أعلن توليه المنصب في 23 يناير 2019 بموجب الدستور، لكن روسيا، والصين، ودولا أخرى ترفض الاعتراف بشرعيته، وتتهمه بقيادة انقلاب ضد النظام الحاكم في بلاده .

ويقول: “غوايدو” إن خصمه “مادورو”، تولى الرئاسة لولاية ثانية بعد انتخابات مزورة عام 2018، لأن أحزاب المعارضة والقادة السياسيين الأكثر شعبية، تم استبعادهم ومنعهم من خوضها، ودعا إلى فترة انتقالية، تعقبها انتخابات رئاسية، لانتخاب رئيس جديد لبلاده، لكن “مادورو”، الذي تولى الحكم بعد وفاة شافيز قبل سبع سنوات، رفض التنحي، وحمل الولايات المتحدة مسؤولية الأزمات السياسية، والاقتصادية، والتضخم، وانهيار العملة في بلاده، ووصف “غوايدو” بأنه أداة أمريكية لضرب الاقتصاد والاستقرار في فنزويلا .

ومنذ ذلك الحين تغرق فنزويلا في أزماتها أكثر فأكثر، وعلى الرغم من مرور سنة كاملة على الصراع والتحدي بين الفريقين، لم يتمكن “غوايدو “من إزاحة الرئيس الفعلي “مادورو”، الذي يحظى بدعم القوات المسلحة وحلفائه التقليديين: الصينيين، والروس، والكوبيين، كما يسيطر بقوة على مختلف الأجهزة والمؤسسات الرسمية في بلاده .

ويقول المراقبون إنه بوجود رئيسين للدولة، ورئيسين لجمعيتها الوطنية، تجد فنزويلا نفسها أمام أفق مسدود للحلول السياسية، وهو ما يزيد من صعوبة معالجة مشاكلها الاقتصادية والانقسام الحاد في صفوف المجتمع الفنزويلي، الذي يزيد تعداده على ثلاثين مليوناً، وقد اضطر أكثر من أربعة ملايين منهم ،للهجرة بسبب صعوبات الحياة في بلادهم .

ويرى المراقبون أن جميع الحقائق والمؤشرات في كاراكاس، تظهر أن فنزويلا لا تقترب من الحلول، ، وليس هناك ما يشير إلى أن قبضة “مادورو” على السلطة، وخاصة القوات المسلحة تضعف، لكنه عاجز عن معالجة المشاكل الحادة في بلاده مثل: انقطاع التيار الكهربائي، وانهيار العملة، وانقطاع مياه الشرب، وانهيار إنتاج النفط، والنقص الذي تفاقم في المواد الاستهلاكية جراء العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا.[24]

           8-  الأزمة في فنزويلا في سياق موجة التحول إلى اليمين في أميركا اللاتينية:

لا يمكن فهم الأزمة الراهنة في فنزويلا بمعزل عن التطورات السياسية التي شهدتها أميركا اللاتينية خــــــــــــــلال السنوات الأخيرة، وأفضت إلى وصول مرشحي تيار اليمين إلى سدة السلطة في بعض دول القارة، حيث كان للتحـــــــــــــــــــــــــول نحو اليمين في القارة اللاتينية تأثير مزدوج على الأزمة في فنزويلا، فمن ناحية أعطى هذا التحول قوة دفع جديــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة للمعارضة اليمينية، وأوجد دعمًا إقليميًا قويًا لها كي تمضي قدمًا في مطالبها الرامية إلى تغيير النظام الاشتراكي الحاكم في  البلاد.
ومن ناحية أخرى، ساهمت موجة التحول نحو اليمين في أميركا اللاتينية، في تشجيع الولايات المتحدة على تكثيف   ضغوطها الهادفة إلى الإسراع بتغيير النظام الحاكم، فبعد فشل المحاولات الأميركية المتكررة للإطاحة بالرئيـــــــــــــــــــــــــــــــــــس الاشتراكي الراحل «هوجو شافيز»، من خلال دعم محاولات الانقلاب العسكري ضده، وكذلك عقب فشل الضغوط الاقتصادية والسياسية التي مارستها واشنطن ضد الرئيس الفنزويلي الحالي، وجدت واشنطن في سيطرة اليمين على السلطة في الكثير من دول المنطقة فرصة، مهمة لإيجاد الدعم الإقليمي اللازم لجهودها الأخيرة للإطاحة بنظام “مادور”، نظرًا لأن الحكومات اليسارية في بعض الدول المحورية في أميركا الجنوبية مثل البرازيل، والأرجنتين، وشيلي، كانــــــــــــــــت تربطها علاقات قوية بكل من “شافيز ومادورو”، مما شكل حجر عثرة أمام المساعي الأميركية السابقة لتغيير النظــــــــــــــــــــام الحاكم في فنزويلا، ولكن ما لبث أن شاب التوتر والفتور علاقات الحكومات اليمينية الجديدة في تلك الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدول بفنزويلا، لتستفيد واشنطن من هذا التغيير سواء ،في التيارات السياسية الحاكمة لبعض دول القارة ،أو في علاقاتها    بفنزويلا، في فرض المزيد من الضغوط على نظام “مادورو”.
ويكشف تسابق الحكومات اليمينية في البرازيل، والأرجنتين، وشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، وغواتيمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالا، وهندوراس، وباراغواي، وبيرو، بالاعتراف “بجوايدو”: رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا عن: تنسيق واضح مع الولايات المتحدة التي اعترفت به رئيسًا شرعيًا للبلاد، بعد عدة دقائق من تنصيب نفسه رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا[25].

خــــــــــــــــــــاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:

لا يمكن فصل الأحداث في فنزويلا عن سياقاتها العالمية والصراعات الأمريكية الغربية من جهة، والصينية الروسية من جهة أخرى، ومحور هذا الصراع يدور حول مصادر الطاقة وتوسيع نطاق سيطرتها الجيوسياسية على أكثر المناطق أهمية في العالم، في مشهد يعيد للأذهان أهم محطات الصراع بين المعسكرين التي كادت ان تأخذ البشرية الى جرف الحرب النووية كما حدث في كوبا، أو حرب الاستنزاف في سوريا[26].

الهوامش:

www.aljazeera.net/news/politics/حسام–     مسعود [1]

“فنزويلا بين رئيسين ….فأين المفر”  25يناير 2019.

2 – ال دكتور أيمن سمير: ” أمريكا الجنوبية على صفيح ساخن ” “جريدة البيان” 21 ربيع الثاني 1441هـ/ 18 دجنبر 2019.

– / 02/01/2020.-https://ar.wikipedia.org/wik3-

/ 02/01/2020.-https://ar.wikipedia.org/wiki4-

– 02/02/2020https://fikercenter.com/position-papers 5 –

مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات-” الأزمة الفنزويلية …الأسباب الداخلية و الأبعاد الخارجية”

6……أ-دى “نيكولا مادورو” اليمين الدستورية لولاية ثانية (2019-2025) في “كاراكاس” يوم 10 يناير 2019  ، والتي تعرضت لانتقادات شديدة على الساحة الدولية ، في الواقع  هذا الافتراض الجديد لمنصب الرئيس هو نتيجة انتصاره في الانتخابات التي جرت في مايو 2018 والتي قررت المعارضة مقاطعتها ،معتبرة إياها غير شرعية ؛ لقد قرر “مادورو” بمبادرة خاصة به، المضي قدماً في موعد الانتخابات ، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك إشراف دولي، وبالتالي ، لم يتم الاعتراف بالنتائج ، وكانت موضع الكثير من الانتقادات ،سواء من جانب المجتمع الدولي أو المعارضة الفنزويلية، لم يؤد “نيكولا مادورو” اليمين أمام الجمعية الوطنية كما ينص الدستور ، ولكن أمام محكمة العدل العليا………………. https://legrandcontinent.eu/fr/2019/01/27/le-venezuela-entre-deux-presidents/

7- الأزمة الفنزويلية : صراع داخلي بأبعاد دولية  المركز العربي للأبحاث و الدراسات: عرب 48

/  5فبراير 2020.https://www.arab48.com

8- ” فنزويلا …بلاد لها “رئيسان” ينقسم حولهما العالم.-” جريدة : “أخبار اليوم / الأربعاء 19 فبراير 2020..

– 02/02/2020https://fikercenter.com/position-papers-9

مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات-” الأزمة الفنزويلية …الأسباب الداخلية و الأبعاد الخارجية”

مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات-” الأزمة الفنزويلية …الأسباب الداخلية و الأبعاد الخارجية” 10

– 02/02/2020https://fikercenter.com/position-papers

-” فنزويلا بين رئيسين و عالمين” موقع إذاعة مونت كارلو الدولية”/  : 27 /1 0/2019..11

https://www.mc-doualiya.com/chronicles/decryptage-mcd

-1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ 12

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

—1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ 13

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

—1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ 14

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

—1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ 15

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

–1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ 16

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

17– Par Marie Delcas Publié le 07 octobre 2019 à 11h06 – Mis à jour le 07 octobre 2019 à 13h44 – -par le journal «  le monde ».

https://www.lemonde.fr/international/article/2019/10/07/au-venezuela-la-patrie-est-devenue-un-enfer_6014528_3210.html

–1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ 18

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

–1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ 19

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

– ” الأزمة السياسية في فنزويلا..أسبابها، وتطوراتها،و المواقف الدولية.”المركز العربي للبحوث و الدراسات.20

/الأربعاء 30يناير 2019.http://www.acrseg.org/41102

-21  لاقت خطوة غوايدو (35 عاماً) تأييدا فوريا من الولايات المتحدة وكندا وعدد كبير من دول أميركا اللاتينية تمثلت في بلدان “مجموعة ليما”، وأبرزها البرازيل

والأرجنتين وكولومبيا والبيرو وتشيلي، بينما طالب الاتحاد الأوروبي بإجراء انتخابات حرة لإنقاذ البلاد من الأزمة.

-“الأزمة الفنزويلية..صراع داخلي بأبعاد دولية” المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات.22

https://www.alaraby.co.uk/opinion/2019/2/5/

23- Alexander Main : Directeur de politique internationale au Center for Economic and Policy Research (CEPR), Washington, DC.( De Buenos Aires à Bogotá, les conservateurs à l’offensive)- LE MONDE DIPLOMATIQUE /JUILLET 2019/PAGES : 8 ET 9.

– “الأزمة الفنزويلية..انقسامات متصاعدة وآفاق مسدودة “24

https://al-sharq.com/article/08/01/2020/

– د صدفة محمد محمود “كيف يمكن قراءة الأزمة السياسية في فنزويلا؟- المعارضة تتخطى انقاماتها الداخلية وتوحد صفوفها خلف جوايدو؟“25

مجلة: ” المجلـــــــة“/ 2 فبراير 2019.

– مسلم عباس : “فنزويلا ذات الرئيسين بين السيناريو السوري و صواريخ كوبا…” شبكة : “النبأ ” المعلوماتية” 26

https://annabaa.org/arabic/reports/18448

www.aljazeera.net/news/politics/حسام”     مسعود [1]

“فنزويلا بين رئيسين ….فأين المفر”  25يناير 2019.

[2] – الدكتور أيمن سمير: ” أمريكا الجنوبية على صفيح ساخن ” “جريدة البيان” 21 ربيع الثاني 1441هـ/ 18 دجنبر 2019.

– / 02/01/2020.-https://ar.wikipedia.org/wiki/- [3]

 / 02/01/2020.-https://ar.wikipedia.org/wiki/- [4]

– 02/02/2020https://fikercenter.com/position-papers[5]

مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات-” الأزمة الفنزويلية …الأسباب الداخلية و الأبعاد الخارجية”

.[6]…….أ-دى “نيكولا مادورو” اليمين الدستورية لولاية ثانية (2019-2025) في “كاراكاس” يوم 10 يناير 2019  ، والتي تعرضت لانتقادات شديدة على الساحة الدولية ، في الواقع  هذا الافتراض الجديد لمنصب الرئيس هو نتيجة انتصاره في الانتخابات التي جرت في مايو 2018 والتي قررت المعارضة مقاطعتها ،معتبرة إياها غير شرعية ؛ لقد قرر “مادورو” بمبادرة خاصة به، المضي قدماً في موعد الانتخابات ، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك إشراف دولي، وبالتالي ، لم يتم الاعتراف بالنتائج ، وكانت موضع الكثير من الانتقادات ،سواء من جانب المجتمع الدولي أو المعارضة الفنزويلية، لم يؤد “نيكولا مادورو” اليمين أمام الجمعية الوطنية كما ينص الدستور ، ولكن أمام محكمة العدل العليا………………. https://legrandcontinent.eu/fr/2019/01/27/le-venezuela-entre-deux-presidents/

 الأزمة الفنزويلية : صراع داخلي بأبعاد دولية  المركز العربي للأبحاث و الدراسات: عرب 48[7]

/  5فبراير 2020.https://www.arab48.com

– ” فنزويلا …بلاد لها “رئيسان” ينقسم حولهما العالم.-” جريدة : “أخبار اليوم / الأربعاء 19 فبراير 2020.”[8]

– 02/02/2020https://fikercenter.com/position-papers[9]

مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات-” الأزمة الفنزويلية …الأسباب الداخلية و الأبعاد الخارجية”

مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات-” الأزمة الفنزويلية …الأسباب الداخلية و الأبعاد الخارجية” [10]

– 02/02/2020https://fikercenter.com/position-papers

-” فنزويلا بين رئيسين و عالمين” موقع إذاعة مونت كارلو الدولية”/  : 27 /1 0/2019..[11]

https://www.mc-doualiya.com/chronicles/decryptage-mcd

-1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ [12]

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

—1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ [13]

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

—1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ [14]

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

—1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ [15]

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

–1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ [16]

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683

[17] – Par Marie Delcas Publié le 07 octobre 2019 à 11h06 – Mis à jour le 07 octobre 2019 à 13h44 – -par le journal «  le monde ».

https://www.lemonde.fr/international/article/2019/10/07/au-venezuela-la-patrie-est-devenue-un-enfer_6014528_3210.html

–1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ [18]

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683 –1فبراير 2019. BBC – بي بي سي عربي/ [19]

https://www.bbc.com/arabic/business-47072683 – ” الأزمة السياسية في فنزويلا..أسبابها، وتطوراتها،و المواقف الدولية.”المركز العربي للبحوث و الدراسات.[20]

/الأربعاء 30يناير 2019.http://www.acrseg.org/41102

  -[21]    لاقت خطوة غوايدو (35 عاماً) تأييدا فوريا من الولايات المتحدة وكندا وعدد كبير من دول أميركا اللاتينية تمثلت في بلدان “مجموعة ليما”، وأبرزها البرازيل

والأرجنتين وكولومبيا والبيرو وتشيلي، بينما طالب الاتحاد الأوروبي بإجراء انتخابات حرة لإنقاذ البلاد من الأزمة.

-“الأزمة الفنزويلية..صراع داخلي بأبعاد دولية” المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات.[22]

https://www.alaraby.co.uk/opinion/2019/2/5/

[23]Alexander Main : Directeur de politique internationale au Center for Economic and Policy Research (CEPR), Washington, DC.( De Buenos Aires à Bogotá, les conservateurs à l’offensive)- LE MONDE DIPLOMATIQUE /JUILLET 2019/PAGES : 8 ET 9.

 – “الأزمة الفنزويلية..انقسامات متصاعدة وآفاق مسدودة “[24]

https://al-sharq.com/article/08/01/2020/

– د صدفة محمد محمود “كيف يمكن قراءة الأزمة السياسية في فنزويلا؟- المعارضة تتخطى انقاماتها الداخلية وتوحد صفوفها خلف جوايدو؟“[25]

مجلة: ” المجلـــــــة“/ 2 فبراير 2019.

– مسلم عباس : “فنزويلا ذات الرئيسين بين السيناريو السوري و صواريخ كوبا…” شبكة : “النبأ ” المعلوماتية” [26]

https://annabaa.org/arabic/reports/18448

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى