دراسات أسيويةدراسات تاريخيةدراسات سياسية

ولينغتون كوو (Wellington Koo) ودوره في السياسة الصينية 1887-1939

م.د. صلاح خلف مشاي

مجلة مركز بابل للدراسات الانسانية
2015, المجلد 5, العدد 1, الصفحات 99-116

لم يتمتع سوى القليل من الدبلوماسيين في العصر الحديث ببراعة في العمل الدبلوماسي أكثر من فلسفة وبراعة الدكتور ولينغتون كوو فالمدة نصف قرن من الزمن تقريبا، وهي عمر الجمهورية الصينية، كانت دبلوماسيته هي الأقوى وصوته هو الأكثر احتراماً في الشؤون الخارجية، حتى انه لم يتأثر بتقلبات السياسة الصينية واضطراب الأحوال الداخلية للبلاد، إذ كانت غايته هو الدفاع عن حقوق الصين في المحافل الدولية ومحاولة إستعادة ما اقتطع منها، فضلاً عن إظهار بلاده بالمظهر الموحد والقوي على الرغم من الانقسامات والحروب الأهلية التي كانت تعاني منها، كما لم يستطيع حكام الصين سواء الذين حكموا في مدة الجمهورية بعد عام 1912 أو في أثناء سيطرة لوردات الحرب بل وحتى في الإنقسام الذي حصل بعد عام 1927 بين حزب الكومنتانغ والحزب الشيوعي الصيني الاستغناء عن جهود ولينغتون كوو الدبلوماسية. اشتمل البحث على مقدمة وثلاثة مباحث فضلا عن الخاتمة وقائمة المصادر. جاء المبحث الاول ليتناول (حياة ولينغتون كوو الاجتماعية وبواكير نشاطه السياسي) اذ ان الحياة الاجتماعية والمؤثرات الفكرية الأولى له هي عبارة عن مزيج من التقاليد والثقافة الصينية والديانة الكونفوشيوسية ، فضلاً عن تعليمه الغربي وإتقانه فن المراوغة الانكلو- أمريكي وان هذه العناصر جميعها هي الأساس والقاعدة التي يستند عليها في تحقيق أهدافه من خلال عمله الدبلوماسي والتي تعكس في الوقت ذاته إخلاصه والتزامه تجاه وطنه.اما المبحث الثاني ( دور ولينغتون كوو في المؤتمرات الدولية والاتفاقيات التي تناولت الشؤون الصينية ) فتطرق الى ترأس كوو وفد الصين في مؤتمر باريس للسلام عام 1919 ، ورفضه التوقيع على معاهدة السلام لأنها لم تتضمن استعادة الحقوق الصينية المتعلقة بإقليم شانتونغ الصيني أو إلغاء المطالب اليابانية الواحد والعشرين.

وكذلك كيف انتصرت دبلوماسية كوو في مؤتمر واشنطن البحري (1921-1922) على الاتفاقات السرية اليابانية مع الدول الكبرى وعلى الآلة العسكرية اليابانية بل وحتى على الدبلوماسية اليابانية أيضاً وذلك حينما تمكن في ذلك المؤتمر الذي ترأس به أيضاً الوفد الصيني من استعادة إقليم شانتونغ إلى الصين، فضلاً عن رفع القيود عن التجارة والتعرفة الكمركية الصينية.إن انتصار كوو في مؤتمر واشنطن دفع الحكومة الصينية إلى إرساله للتفاوض مع روسيا فوقع معها عام 1924 الاتفاقية الروسية الصينية والتي تنازلت بها روسيا عن الكثير من إمتيازاتها للصين، فكانت تلك الاتفاقية نصراً آخر لدبلوماسية كوو.في حين ان المبحث الثالث ( موقف ولينغتون كوو من الاعتداءات اليابانية على الصين 1931-1939) فبين موقفه من الاحتلال الياباني الاقليم منشوريا الصيني عام 1931 وكيف جعل عصبة الأمم تتبنى تقرير لجنة لايتون، الذي أدان الاحتلال الياباني لذلك الاقليم، ولم ينته الأمر على ذلك بل تمكن من خلال عمله كسفير في عواصم الدول الأوربية في حشد التأييد الدولي إلى قضية الصين وسلامة أراضيها من الاعتداءات اليابانية خلال الحرب الصينية- اليابانية 1937-1939.هكذا عدّ كوو طوال نصف قرن تقريباً القوة الصينية وسلاحها الخارجي الذي تستطيع الصين الاعتماد عليه لصد الإعتداءات وإستعادة حقوقها في الوقت الذي كانت فيه تفتقر إلى السلاح والقوة العسكرية، كما عدّ كوو إنموذجاً للفلسفة السياسية الإصلاحية الصينية.

وكانت من الاهم المصادر المعتمدة في البحث هي : 1- وثائق وزارة الخارجية الامريكية Foreign Relation of the United States : والمتعلقة بالمؤتمرات الدولية وعلاقات الولايات المتحدة الامريكية الخارجية بالصين واليابان وابرزها :1- Foreign Relation of the United States : The Paris Peace Conferencem vol. 5, Washington, Governoment Printing Office, 1946 . 2- F.R.U.S, Conference on Washington,12 November,1921,6 Febrwary, 1922,Washington,Government Printing Office,1922. 3- F.R.U.S. Papers Relation to the Forign Relation of the United Ststes 1922, Washington, Governoment Printing ,Office,1938, والتي اوضحت مناقشات ولينغتون كوو في اروقة مؤتمرات باريس وواشنطن البحري وكانت مصدرا اساسيا في البحث. 2-الكتب الاجنبية:1-Richard Dean Burns and Edward moor Bennett, Diplomats in Crisis: united Stste-Chinese-Japanese ,A B C,cilio press, 1974.2- Chu Pa-chih,Acase Astudy of China,s Diplomat and Diplomacy,Chinese University Press, Hong Kong,1981.3- Lionel Curtis,The Capital Question of China,Macmillian co Press, London 1932.اعطت هذه المصادر اطارا مهما لدور ولينغتون كوو ومواقفه من الاحداث الصينية وكيف تفاعلت الدول الكبرى مع تلك الطروحات والموقف .

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى