دراسات سياسيةمذكرات وأطروحات

أثر وسائل التواصل الاجتماعي في عملية التحول الديمقراطي في الدول العربية: دراسة مقارنة

من أبرز تجليات الثورة الرقمية التي أصبحت ميزة لعالم اليوم يبرز التطور الكبير الذي لحق بمجتمع المعلومات والذي أفرزه تطور آخر كانت الانترنت معقلا له، حيث ولّد انتقالها من الجيل الأول (Web 1.0) إلى الجيل الثاني (Web 2.0) طفرة علمية غير مسبوقة أدت إلى تعرف العالم للمرة الأولى على أدوات الإعلام الجديد ومواقع “شبكات التواصل الاجتماعي”، التي أوجدت إطارا معرفيا يحاول تفسير عالم اليوم، الذي تقوم كل توجهاته السياسية والثقافية والأيدلوجية والدينية على أساس تكنولوجي ودعامة رقمية، وأصبح فيه لثقافة الاتصال مكانة تزداد من يوم إلى يوم أهمية وانتشارا. فقد اكتست كثير من المفاهيم والمصطلحات حلة جديدة في عصر المعلومات هذا، والذي باتت الثورة الرقمية تصنعه في الحياة المجتمعية الحديثة، ومن أكثر المفاهيم التي طالها التغير وأصبحت تحمل أبعادا جديدة يبرز مفهومي العمل السياسي والتحول الديمقراطي، الذين راحا يغيران من صورتهما النمطية القديمة ويأخذان شكلا مستحدثا. انخرطت الدول العربية كغيرها على امتداد العالم في استخدام هذه الوسائل كأدوات تواصل وتثقيف وترفيه، ثمّ استخدمت تطوريا لأسباب اجتماعية وسياسية، وذلك عندما استعان بها قطاع واسع من نشطاء الانترنت بدء من 2010 و2011 في دفع الجماهير إلى الخروج على أنظمتها رغبة في دمقرطة الحياة السياسية، وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية وتحقيق عناصر الرفاه الاقتصادي والتداول على مواقع المسؤولية في هذه الدول، فاستعملت كأدوات تعبئة وحشد في بداية الحراك الثوري الذي شهدته بعضها، ثم أصبحت أدوات رقابة ومساعدة خلال المراحل الانتقالية التي تلت مراحل الحراك الثوري السلمي والعنيف، كما مثلت أدوات لحملة الفكر التصحيحي والإصلاحي الذي ضغطوا على أنظمتهم لدفعهم إلى أصلاح الشأن العام الاقتصادي والسياسي وإجراء إصلاحات على نسق النظام وتحويله إلى النهج الديمقراطي حسب المنظور الغربي. أما اليوم، فقد باتت مواقع التواصل الاجتماعي مثل (Facebook)، (Twitter) و(Youtube) الأكثر شعبية في العالم العربي، لأنها أصبحت قبلة لكل قطاعات المجتمع وطبقاته السياسية ونخبه المثقفة أو الحاكمة، حيث يستخدمها المواطن من أجل مراقبة أداء السياسيين وضمان المكسب الديمقراطي الذي وصل إليه، بينما تستخدمها النخب السياسية لخدمة تصوراتها، وضمانة لوصول أفكارها وتسويق سياساتها.

تحميل الرسالة

 

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى