إشكالية الهوية في الجزائر

إشكالية الهوية في الجزائر بامجيد عبد المجيد
16 كانون الثاني 2018
29 ربيع الثاني 1439


بعد نهاية الحرب الباردة تم الإعلان من طرف الرئيس بوش الأب عن نظام دولي جديد، قوامه الاساس دعم التحولات الديمقراطية والاهتمام اكثر بقضايا حقوق الانسان، وهو ما فسح المجال نجو تغييرات جديدة في قضايا العلاقات الدولية، كان العنوان الابرز لهذه التغيرات هو أن إشكاليات جديدة بدأت تطفو إلى السطح، على انقاض القضايا الكلاسيكية المرتبطة بالامن والدفاع والحروب ما بين الدول، المحور الاساسي لهذه التحولات كان كما اسلفت القول مرتبط بقضايا حقوق الانسان والانتقال الديمقراطي، وهو ما عجل بطريقة أو باخرى الى إثارة ملفات الهوية ببعدها الداخلي والمحلي الى المستوى الإقليمي والدولي، وهو ما يعني بروز صراع من نوع اخر ما بين الدول، كان السبب في ظهور تفسيرات نظرية لمحاولة إعطاءه تحليلا أكاديما كان على راس هذه التفسيرات النظرية البنائية في العلاقات الدولية.
ليست الجزائر بمناى عن هذه التحولات الدولية بحكم تركيبتها العرقية المتكونة من مكونيين اساسيين لعبا دور في تكوين الهوية الجزائرية في الفترة المعاصرة وهما العرب والأمازيغ، ولعل التحركات الأخيرة في صوررة ترسيم الامازيغية والاجتفال بعيدها كيوم وطني، يعيد طرح إشكالية الهوية في الجزائر بعد نصف قرن من الاستقلال، وهذا ليس بالامر العفوي في الظروف الاقلييمية االمستمرة منذ 2011، ولا الظروف الداخلية المتميزة بالوضع الاجتماعي المتردي بسبب انخفاض سعر النفط وما صاحب ذلك من تاثيرات على القدرة الشرائية للمواطن البسيط، وبالتالي وجب على الحكومة الجزائرية التعامل مع هذه الاوضاع بشيء من الحكمة والتريث من خلال جملة من الإجراءات بغية اجتواء الوضع، لعل من أبرزها في تصوري ما يلي:
ضرورة الالتفاف حول مشروع وطني موحد، وتجنيد كل القطاعات لخدمة هذا المشروع، ” النموذج الإيراني”.
ثقافة الولاء/ يجب ان تكون للدولة ومؤسساتها القائمة وهو الفرق بين الجزائر وباقي الدول العربية المشرقية بحيثث ان الجزائر لا تعاني من اشكاليية الولاء ولكن وجب تعزيز ثقافة الدولة أكثر فأكثر.
الحكم الراشد وتعزيز مشاركة المواطن في الادارات المجلية للشعور بروح المسؤولية.
التوزيع العاذل للثروات وفرص الشغل بين مختلف جهات البلاد.
كانت هذه محاولة مني لتشخيص الوضع الحاليي للجزائر/ والتي سبق وان قلت ليسا بعيدة عن التحولات الدولية التي تستهدف خلق نوع من الفوضى داخل الدول والاستثمار في مكوناتها العرقية بالشكل الذي يخدم مصالح هذه الدول.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button