دراسات سوسيولوجية

إشكالية توظيف المقاربة النظرية في البحوث السوسيولوجية

من اعداد  كل من أ.  فاكية عزاق/ جامعة ورقلة و أ. عفاف بعون/ جامعة ورقلة

 

الملخص

إن البحث السوسيولوجي الأصيل يستوجب إتباع خطوات وإجراءات معرفية ومنهجية دقيقة التي تعمل على رسم الإطار البحثي الذي يسير وفقه الباحث.

 وتعتبر المقاربة النظرية أهم هذه الإجراءات إذ أنها ترافق البحث وتساعد الباحث في فهم الظاهرة المراد دراستها خلال كامل خطوات البحث، فهي تزوده بالترسانة المفاهيمية المنظمة التي تعمل على التنبؤ بالظاهرة وتحدد العلاقات بين متغيراتها،كما أنها تزود البحث بالفرضيات التي تكون بمثابة الطريق الموجه له.

لكننا نجد أن الكثير من الطلبة اليوم لا يتقنون كيفية توظيف هذه المقاربة النظرية في دراساتهم السوسيولوجية ويعتبرونها من المعيقات التي تعيق بحوثهم.

ومن هذا المنطلق سنحاول من خلال هذه المداخلة توضيح كيفية توظيف المقاربة النظرية في البحوث السوسيولوجية وذلك من خلال تقديم مفهوم المقاربة النظرية وإبراز أهميتها في البحوث السوسيولوجية لنختم الدراسة باقتراح نموذج منهجي لكيفية توظيف هذه المقاربة.

الكلمات المفتاحية: البحث السوسيولوجي- المقاربة النظرية – الباحث الاجتماعي – المفاهيم

The authentic sociological research requires steps, cognitive procedures, and methodology careful, that Working on drawing the research framework that the researcher follows.

The theoretical approach is the most important of these procedures as they accompany the research and help the researcher to understand the phenomenon to be studied throughout the entire research steps it provides it with an organized conceptual arsenal, which works to predict the phenomenon and determines the relationships between its variables. It also provides the hypotheses for research that serve as the guiding path for it.

But many students today do not mastered how to use this theoretical approach in their sociological studies and consider it a hindrance to their research.

Based From above, by this intervention we will try to explain how to use the theoretical approach in sociological research by presenting the concept of the theoretical approach and highlighting its importance in sociological research, we conclude the study by proposing a systematic model of how to use this approach.

Keywords: sociological research, theoretical approach, social researcher, concepts.

مقدمة

إن الحديث عن البحوث السوسيولوجية يبدو في الوهلة الأولى من الأمور التي يسهل على الباحث القيام بها وإجراؤها. لكن ما يجعل الكثير من الطلبة والباحثين ينتابهم القلق أثناء إنجاز بحوثهم وأعمالهم الأكاديمية هو توظيف النظرية السوسيولوجية أو إيجاد المقاربة المناسبة لمواضيعهم محل الدراسة. لكن لابد على الباحث في حقل علم الاجتماع أن يضع موضوع دراسته في قالب سوسيولوجي حتى يسهل عليه فهم الظاهرة محل الدراسة وتكون كذلك دراسته ذات مصداقية. متبعا في ذلك خطوات البحث السوسيولوجي وعدم الفصل بين الجانب النظري للدراسة عن الجانب الميداني التطبيقي.

وعليه سنحاول وضع الخطوات التي يجب على الباحث اتباعها في توظيف المقاربة النظرية، “لأنه لابد على الباحث عند تصميم بحثه أن يضع خطة متناسقة، ومشروعا متكاملا يوضح الأهداف التي يرمي إليها البحث، والمناهج والأدوات التي يمكن استخدامها لتحقيق هذه الأهداف”. [1] فوضع تصميم جيد لجميع خطوات البحث، وأن يكون متسلسلا بمعنى عدم الفصل بين خطواته لأن هذه الأخيرة تكون متداخلة مع بعضها البعض، من شأن كل ذلك أن يساعد الباحث للوصول إلى نتائج علمية دقيقة. وكل هذه الخطوات يجب أن تبرز فيها المقاربة النظرية المتبناة. بمعنى توظيف المقاربة تتضح من العنوان وصولا إلى النتائج المتوصل إليها. ومن أجل ذلك ومن هذا المنطلق جاءت دراستنا لتوضيح كيفية توظيف المقاربة النظرية في البحوث السوسيولوجية. بغية إزالة اللبس والغموض الذي قد يصادف الطلبة والباحثين في إجراء بحوثهم.

أولا: مفاهيم الدراسة

  • مفهوم البحث العلمي:

يمثل البحث العلمي مرتكزا محوريا للوصول إلى الحقائق العلمية، ووضعها في إطار قواعد أو قوانين أو نظريات علمية كجوهر للعلوم، خاصة وأن العلم مدركات يقينية مؤكدة ومبرهن عليها كتصديق مطلق، ويتم التوصل إلى الحقائق عن طريق البحث وفق مناهج علمية هادفة ودقيقة ومنظمة، واستخدام أدوات ووسائل بحثية.

وللبحث العلمي تعاريف عديدة نذكر منها ما يلي :

  • هو وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق، الذي يقوم به الباحث، بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة، بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعلا، على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق، خطوات المنهج العلمي.[2]
  • البحث العلمي هو البحث النظامي والمضبوط الخبري التجريبي، في المقولات الافتراضية عن العلاقات المتصورة بين الحوادث الطبيعية.[3]
  • هو فن هادف وعملية لوصف التفاعل المستمر بين النظريات والحقائق، من أجل الحصول على حقائق ذات معنى، وعلى نظريات ذات قوى تنبؤية. [4]
  • هو محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنميتها، وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق، ونقد عميق، ثم عرضها عرضا مكتملا بذكاء وإدراك، يسير في ركب الحضارة العالمية، ويسهم فيه إسهاما إنسانيا حيا شاملا”.[5]

 ويمكننا أن نخلص من خلال التعاريف السابقة إلى أن البحث العلمي هو “التقصي المنظم  بإتباع أساليب ومناهج علمية دقيقة ومحددة من أجل الوصول إلى حقائق علمية ذات معنى ونظريات علمية تنبؤية” .

  • مفهوم البحث السوسيولوجي :

يعرف علماء الاجتماع البحث بأنه: “مجموعة العمليات المثيرة والمتشابهة والمتداخلة التي يقوم بها دارس أو أكثر في علم من العلوم بهدف جمع معلومات بشكل نظامي تنير ظاهرة قابلة للملاحظة بهدف شرحها وفهمها، إنه محاولة لاكتشاف المعرفة”.[6]

 لا يختلف تعريف البحث السوسيولوجي عن تعريف البحث العلمي إلا بتخصيص مواضيع الدراسة فهو يختص بالحياة الاجتماعية وظواهرها فهي موضوع دراساته. فيتبع نفس المسار الذي تتبعه البحوث العلمية الأخرى. فالبحث السوسيولوجي ينطلق من ظاهرة اجتماعية يحيطها الغموض أو تحتاج إلى تفسير، وهو يتطلب إجراءات منهجية وخطة وتصميما محكمين .

  • خطوات البحث السوسيولوجي :

هناك تباين كبير حول تحديد خطوات البحث السوسيولوجي، إذ تختلف مراحل البحث السوسيولوجي من باحث إلى آخر، فهناك من قسمها إلى سبعة مراحل مثل “ريمون كيفي” تضمها ثلاثة أطوار رئيسية هي القطيعة والبناء والمعاينة .

  • مرحلة القطيعة:وتضم ثلاث مراحل أساسية وهي سؤال الانطلاق، القراءات والاستقصاء والإشكالية.
  • مرحلة البناء:وفيه يقوم الباحث ببناء النموذج التحليلي لدراسته من فرضيات ومفاهيم.
  • مرحلة المعاينة:وتضم هي الأخرى ثلاث مراحل وهي الملاحظة، تحليل المعطيات والنتائج.[7]

وهناك من قسمها إلى ستة مراحل أساسية مثل “معن خليل عمر” وهي كالتالي :

  • إختيار موضوع البحث.
  • كتابة مشروع البحث (تصميم البحث وكيفية إجرائه).
  • جمع المعلومات والبيانات النظرية والميدانية.
  • تنظيم المعلومات المجمعة وتطبيق المنهج المتبع.
  • تفسير وتحليل البيانات.
  • الخلاصة والتوصيات.[8]

أما “فضيل دليو” فقد قسمها إلى ثلاث مراحل أساسية تسير وفق خطوات محددة ،هذه المراحل هي: الإطار النظري- الإطار التطبيقي- النتائج. [9]

  • معايير ومواصفات البحث السوسيولوجي الجيد:

إن اختيار موضوع البحث يتطلب من الباحث أن يكون دقيقا ومتأنيا عند الاختيار وأن يخضع هذا الاختيار إلى العديد من المعايير والمواصفات ليكون بحثا جيدا وأصيلا و هذه المعايير تتمثل في الآتي:

  • أن يكون موضوع البحث جديدا: ولا نقصد هنا جديدا بمعنى أن لا يكون قد تم التطرق إلى دراسته نهائيا بل نقصد جديدا من حيث التناول ففي بعض الأحيان قد يكون موضوع البحث متناولا من قبل ولكن تم تغييب بعض الجوانب منه كما أن للتغيير الاجتماعي دور كبير في تغيير نتائج البحوث من فترة إلى أخرى الأمر الذي يحتاج إلى إعادة دراسة الموضوع في ضوء المتغيرات الجديدة .
  • أن يكون موضوع البحث ممكنا: يجب على الباحث أن يتأكد من أنه يستطيع البحث في الموضوع الذي اختاره من خلال توفر المادة العلمية والوقت والإمكانيات المادية.
  • أن يكون موضوع البحث مثمرا: وهو ما يمنح للباحث شرعية البحث في الموضوع فالبحث الذي لا يفيد المجتمع من خلال دراسته فلا يجدر البحث فيه.
  • أن يكون موضوع البحث محددا: وهنا تظهر كفاءة الباحث فكلما كان الموضوع محددا بشكل دقيق وعلمي كلما سهلت على الباحث جميع الخطوات في بحثه.
  • أن يكون موضوع البحث ملبيا لرغبة الباحث ولميولاته الشخصية: إن البحث العلمي هو معايشة للحياة اليومية للبحث وقد يستغرق منه سنوات عديدة فإذا لم يكن محببا للباحث وغير متماشيا مع قدراته وميوله فمن المحتمل جدا الفشل في انجازه، فإجبار الباحث على دراسة مواضيع معينة لا يحقق فائدة لا للباحث ولا للعلم.[10]
  • معايير ومواصفات الباحث الجيد:

يعرف الباحث بأنه: المخطط والمنظم والمنفذ والموجه لمختلف مراحل البحث السوسيولوجي وصولا إلى النتائج العلمية والمنطقية.[11] ومنه على الباحث أن يتميز بعدة صفات وخصائص تؤهله لأن يصل إلى درجة التميز والأصالة في طرح مواضيعه ومناقشتها وإقناع الغير بوجهات نظره، ومن أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الباحث الجيد :

  • أن يكون محبا للعلم وحب الاستطلاع، واسع الاطلاع وعميق التفكير.
  • أن يثق الباحث في أفكاره ويحترم أفكار وآراء الآخرين.
  • أن يتمتع الباحث بالدقة في جمع الأدلة والابتعاد على الأحكام المسبقة.
  • أن يتمتع الباحث بملكة التخيل حتى يستطيع تصور كيفية سير عمله وينطلق من خلال هذه التصورات إلى الواقع فيجسده في عمل علمي منظم.
  • تقبل النقد الموجه إليه في حالة خطئه، والدفاع عن أفكاره في حالة تأكده من صحتها.
  • التحلي بالأمانة العلمية وأخلاقيات البحث وأن لا ينسب أعمال وجهود الآخرين إليه.
  • أن يقتنع أن المعرفة النظرية وحفظ الكتب لا تصنع باحثا ولكن القدرة على تطبيقها في مجال معين هي التي تصنع باحثا.

6 – مفهوم النظرية في علم الاجتماع

لقد تضمنت أدبيات علم الاجتماع تعاريف عدة للنظرية الاجتماعية فقد استعرض “توماس وورد” سبعة وعشرين تعريفا لها توصل بناء ما جاء فيها إلى أن النظرية هي “نسق منطقي استنباطي استقرائي، يتكون من مفاهيم وتعريفات وافتراضات، تعبر عن علاقات بين اثنين أو أكثر من أوجه الظاهرة،ويمكن أن يشتق منها فرضيات يمكن التحقق من صحتها أو خطئها “.[12]

  • تعرف النظرية في معجم المصطلحات التربوية والنفسية على أنها عبارة عن ” مجموعة من المفاهيم والتعريفات والافتراضات التي تعطينا نظرة منظمة لظاهرة ما عن طريق تحديد العلاقة المختلفة بين المتغيرات الخاصة بتلك الظاهرة وهذا بهدف تفسير تلك الظاهرة والتنبؤ بها مستقبلا”.[13]
  • ويعرفها تالكوت بارسونز على أنها: ” تشكل وحدة لمفاهيم مترابطة ومتساندة منطقيا وبنائيا، لها مرجعية امبريقية في الواقع تشكل فيها العلاقات بين الأجزاء إمكانية اشتقاق فرضيات جديدة أو تعميمات تعبر عن انتظامات امبريقية.”[14]

لكن رغم هذا التباين والاختلاف في تعريف النظرية بين رواد علم الاجتماع يمكننا تقديم تعريف شامل للنظرية في علم الاجتماع يلم بجميع أجزائها.

” النظرية هي نسق معرفيا ومنطقيا منظم يتضمن تصورا للواقع الذي يتناوله يتكون هذا النسق من مفاهيم وافتراضات نظرية لها بعد امبريقيا يمكنها من فهم الواقع وتقديم تفسيرات له “.

7: مفهوم المقاربة :

تعرف المقاربة على أنها “طريقة ظنية للبحث، تهدف للإحاطة بموضوع ما فوق تصور معين والتحقق من المعرفة الناتجة دون الوصول إلى درجة الإدراك اليقيني، فهي ليست “جامعة مانعة “لا منهجيا ولا نظريا”.

*من الناحية المنهجية: طرق إنتاج المعرفة والتحقق منها متعددة وليست موحدة.

*ومن الناحية النظرية : تصور الموضوع والإحاطة به جزئيا وليس كليا.[15]

8: مفهوم المقاربة النظرية:

المقاربة النظرية هي كل بحث علمي له مرجعية أو خلفية نظرية يستند عليها ، وبناءا على هذه النظرية يستطيع التقدم في بحثه.

يقصد بالمقاربة النظرية في معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية باعتبارها مرادفا للاتجاه الفكري والمنحى ( approach )، حيث تحمل دلالات عديدة يصب أغلبها في كونها:

  • ذلك الاتجاه الفكري نحو موضوع أو موقف ما، وقد يكون هذا الاتجاه موضوعيا أو ذاتيا.[16]
  • كما يقصد بالمقاربة النظرية: وضع تصور للموضوع في قالب نظري ومنح الباحث الترسانة المفاهيمية التي يمكن من خلالها رسم مسار البحث وتفسير نتائج في ضوء مسلمات النظرية.

9: أهمية النظرية بالنسبة للبحث السوسيولوجي :

لا يزال الجدال قائما بين علماء الاجتماع حول العلاقة القائمة بين النظرية والبحث السوسيولوجي، فمنهم من أعطى أهمية للنظرية في كونها تحدد معالم البحث، وصياغة تصور علمي لدى الباحث حول موضوع دراسته انطلاقا من الإشكالية وصولا إلى النتائج، ، وهناك من أهمل دور النظرية والفرضيات في البحث الاجتماعي، مستندين في ذلك على أنها تحيد الباحث عن الموضوعية لأنه سيتأثر بالأحكام المسبقة.

غير أننا نرى أن لكل بحث سوسيولوجي له مرجعية أو خلفية نظرية يستند عليها، وبناءا على هذه النظرية يستطيع الباحث أن يفهم موضوع دراسته ويتقدم في إنجاز بحثه. لهذا تتضح لنا علاقة النظرية بالبحث السوسيولوجي.

“فالمقاربة البحثية تعد طريقة بحث وتقنية أو نوع من تصاميم البحوث ومخرجاتها، وهي ليست مجرد أداة لتحليل البيانات فحسب، إنما تشمل جميع جوانب البحث ابتداء من اختيار سؤال البحث وانتهاء بالإجابة عنه”.[17] “إذ تعتبر المقاربة المنهجية للبحث الإطار التصوري أو طريقة تخمينية وعقلية يستعملها الباحث في دراسته ويعتمد عليها للاقتراب إلى الموضوع المراد دراسته”.[18]

ومنه فإن المقاربة هي عبارة عن الطريقة التي يستخدمها الباحث في تناول موضوع دراسته، انطلاقا من سند نظري، بمعنى أنه يتم دراسة موضوعه من خلال نظرية اجتماعية يراها مناسبة بغية فهم الموضوع.

“فكل باحث يعمل على تبني نظرية ما يشعر أنها تتلاءم مع موضوع دراسته وبذلك يتمكن من صياغة بحثه داخل قالب علمي دقيق”.[19]  ويكمن هدف المقاربة السوسيولوجية في البحث في الاقتراب من الواقع، ومحاولة فهمه وتحليله موضوعيا.[20]

تتميز النظرية بعدة خصائص تجعلها ذات أهمية كبيرة للبحث، حتى لو كانت مؤقتة، فهي تحتوي على مسلمات خاصة بالمتغيرات التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، وهي تأتي في صفة توجيهات، ومنها نجد ما ذهب إليه “دوركايم”: “أنه يجب البحث عن  سبب الحقيقة الاجتماعية بين الحقائق الاجتماعية الأخرى التي تسبقها.”[21]

تساعد الخلفية النظرية الباحث على فهم الظاهرة أو المشكلة والعلاقة بين العوامل والمتغيرات يقول الباحث جان ليبيار قرانير “القطب النظري يقود طريقة وضع الافتراضات وبناء المفاهيم، وهو يقترح قواعد تفسير الوقائع وتحديد الحلول المعطية مؤقتا للمعضلات،…وهو الذي يحدد حركة تحويل الأمر إلى مفهوم معين.[22]” أما “موريس أنجرس ”   Maurice Angersفإنه يقول في كتابته” منهجية البحث في العلوم الإنسانية  “أنه علينا الرجوع إلى نظرية لها علاقة بمشكلة بحثنا يسمح لنا بتوضيحها وتوجيهها،…وتستخدم النظرية كدليل لإعداد البحوث نظرا إلى ما توفره من تأويلات عن الواقع…وهي تضمن توضيحا وتنظيما أوليا للمشكلة “. [23]

وعليه تستخدم النظرية في البحث من أجل اقتراح إشكالية للدراسة، وطرح فرضيات بغية مناقشتها، بالإضافة إلى التزويد بنماذج مفاهيمية في تحديد الدراسة، ومساعدة الباحث على اختيار المتغيرات والبيانات المراد جمعها، كما تسهم النظرية في جعل نتائج البحث واضحة، وهكذا تتمكن النظرية الموظّفة في البحث من تنظيم النتائج الامبريقية وشرح الظاهرة، وتوضيح المتغيرات وعلاقتها بعضها البعض.[24]

ومن خلال هذا الشرح نستنتج علاقة النظرية الاجتماعية بالبحث السوسيولوجي، في كونها تصور الواقع المراد دراسته، كما أنها تسهم في توليد الفرضيات وتمد الباحث بالأسس المنطقية التي يربط بها فرضيات دراسته. هذا على غرار مساهمتها في تفسير وفهم الظاهرة المدروسة.

ثانيا: توظيف المقاربة في البحث السوسيولوجي:

   إن البحث السوسيولوجي ليس مجرد كم هائل من المعلومات المتحصل عليها من الملاحظة أو من إجابات المبحوثين على أسئلة الاستمارة فقط، بل يجب أن تكون له خلفية نظرية، يعمل من خلالها على توضيح أبعاد المشكلة وتحديد وجهة منهجية البحث، والطالب يطلع على نظريات اجتماعية، ونفسية واقتصادية، “وعندما يقوم ببحث ميداني غالبا ما يقع في خطأ منهجي بقيامه بتقسيم البحث إلى قسمين نظري وميداني، دون الربط بينهما فيصبح البحث الميداني مجرد عمليات لجمع المعلومات بواسطة تقنيات البحث الميداني، والنظريات يمر عليها ويعتبرها مجرد نظريات لا واقعية تدرس لأنها جزء من البرنامج المقرر لا غير[25]، أو يضعها كعنوان منفصل عن البحث بينما الأصل في توظيف النظرية هو مصاحبة البحث من بداية تحديد العنوان إلى غاية الوصول إلى النتائج .

فكل الكتب المتعلقة بالبحث العلمي التي تصادفنا لا تلقي الضوء بصفة خاصة على كيفية توظيف الخلفية النظرية في البحوث العلمية وإنما تشير إليها إشارة طفيفة او قد تنعدم تماما في بعض الكتب التي تهتم باستعراض مراحل البحث مباشرة والتطرق مثلا إلى الإشكالية، خصائصها، صفاتها وأهدافها، إضافة إلى كيفية صياغة التساؤلات والفرضيات وغيرها، دون التلميح إلى كيفية توظيف النظريات في صياغة الإشكالية والفرضيات، ولا إلى الدور الكبير الذي تلعبه الخلفية النظرية في تحديد مسار البحث العلمي، مما يصعّب كثيرا الأمر على الباحث الذي يعوّل على استخدامها في بحثه العلمي.

وعلى هذا الأساس سنحاول توضيح كيفية التوظيف للمقاربة النظرية في البحث السوسيولوجي.

  • على الباحث بعد اختياره لظاهرة ما، من أجل معالجتها، أن يكون على إطلاع عام بمختلف النظريات التي تطرقت إلى موضوع بحثه، وبعدها يقوم باختيار النظرية الأنسب لموضوعه عن طريق التطرق لمفاهيمها، حيث يكون أحد مفاهيم النظرية هو متغير من متغيرات الدراسة ( العنوان ).

لنفترض أن عنوان الدراسة هو “الأصل الاجتماعي وعلاقته بطموح الأبناء”  بعد ضبطنا لعنوان الدراسة  نبحث عن مختلف النظريات التي تطرقت إلى مفهوم الأصل الاجتماعي، فنجد أن النظرية الثقافية لبيار بورديو هي التي وضعت مفهوم الأصل الاجتماعي كمفهوم سوسيولوجي يعبر عن مختلف رؤوس الأموال التي تمتلكها الأسرة، بعد تحديدنا للنظرية التي سيتم تبنيها في دراستنا سنحاول في كل خطوة من خطوات البحث السوسيولوجي توظيف هذه النظرية .

الاشكالية: بعد تحديد عنوان الدراسة يقوم الباحث بطرح الإشكالية بناءا على تصورات النظرية ومسلماتها، فيحاول طرح الظاهرة في إطار النظرية وذلك بتضمين أفكار الإشكالية ضمن أفكار رواد النظرية .وسنحاول طرح إشكالية مصغرة لموضوع ” الأصل الاجتماعي وعلاقته بطموح الأبناء “يبين كيفية التوظيف.
“الأسرة هي إحدى المجالات التي يتفاعل فيها الأفراد من خلال جملة من الأفعال، ومختلف العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتكمن أهمية المجال الأسري بالنسبة للفرد في نقل المعايير والقيم و إستدماجها في ذاته لأداء أدواره في المجتمع والعمل على بناء مكانته الاجتماعية. فكل أسرة لها مكانتها الاجتماعية التي تسعى إلى إنتاجها أو إعادة إنتاجها في المجال الاجتماعي الذي تتفاعل فيه من خلال رؤوس أموالها المختلفة المادية منها والثقافية داخل مجال مكاني في ظل شبكة من العلاقات الاجتماعية.”
ويتفق هذا الطرح مع ما أشار إليه ( بيار بورديو ) في نظرية الرأسمال الرمزي إلى أن الأسرة تقوم بنقل وتبليغ الرأسمال الثقافي للطفل، أي أن الممارسات الثقافية للأسرة تعطيه معارف وقدرات ومهارات وخبرات،
4- الفرضيات: بعد طرح الإشكالية ينطلق الباحث في طرح فرضيات بحثه والتي تكون في الحقيقة مسلمات النظرية ومبادئها وتكيفها لفرضيات يمكن التحقق منها ميدانيا، حيث يعتمد الباحث في الفرضيات على متغيرات مفاهيم النظرية.
بعد طرحنا للإشكالية سنقوم بوضع الافتراضات :
1-يحتمل وجود علاقة ذات دلالة اجتماعية بين الرأسمال الثقافي وطموح الأبناء.
2- يحتمل وجود علاقة ذات دلالة اجتماعية بين الرأسمال الاقتصادي وطموح الأبناء.
3-يحتمل وجود علاقة ذات دلالة اجتماعية بين الرأسمال الاجتماعي وطموح الأبناء.
نلاحظ أن متغيرات الفرضية هي من مسلمات النظرية ومن مفاهيمها.
5- المفاهيم:
ينتقل الباحث بعدها إلى التعريف بمفاهيم الدراسة والتي تكون من مفاهيم النظرية وتحاول إعطاء تعريف لكل مفهوم من طرف أحد رواد النظرية. فعملية تحديد مفاهيم الدراسة تعتبر خطوة مهمة في أي بحث سوسيولوجي، بل هي مفتاح فهم ذلك البحث فبواسطتها يمكن أن تتضح معالم الظاهرة المراد دراستها. فحسب “سعيد سبعون” “فإن البحث في علم الاجتماع يتطلب تحديد المفاهيم التي يعمل عليها، باعتبار ذلك من الركائز الأساسية في البحث السوسيولوجي”.
إذ تعرف المفاهيم بأنها: “تصورات لمجموعة متنوعة من الظواهر التي تريد ملاحظتها في الواقع”. ، فعملية تحديد المفاهيم تستند إلى بناء أو أرضية نظرية أساسا؛ وحتى نقرب الفهم نقول أن الأمر يتعلق بمرجعية نظرية أو تناول نظري ما لمؤلف أو عالم أو مختص في الموضوع.
ونأخذ مثالا عن المفاهيم المعتمدة في دراستنا حول ” الأصل الاجتماعي وعلاقته بطموح الأبناء”:
مفهوم الرأسمال الثقافي والذي يعرفه بيار بورديو على أنه ” الدور الذي تلعبه الثقافة المسيطرة أو السائدة في مجتمع ما، في إعادة إنتاج أو ترسيخ بنية التفاوت الطبقي السائد في ذلك المجتمع.
ويتجلى الرأسمال الثقافي حسب( بورديو ) في ثلاثة مظاهر:
• في حالة مُجسّدة (( L’état incorporé، أي في شكل استعدادات دائمة في تنظيم ما.
• في حالة مشيئة ( (L’état objectivé، أي في شكل ممتلكات ثقافية، لوحات فنية، كتب، قواميس، أجهزة،…الخ.
• في حالة مؤسسية(L’état institutionnalisé)، وهي شكل من أشكال التشيئ شهادات والألقاب.
6- الجانب التطبيقي:
بعد بناء الإطار النظري للدراسة ينتقل الباحث إلى الجانب التطبيقي للبحث حيث يعمل الباحث على تحليل نتائجه في ضوء النظرية المتبناة والتدليل والاستشهاد بمسلمات النظرية أو أقوال روادها أثناء التحليل .
وسنعطي مثالا على ذلك :

التحليل السوسيولوجي : توجد علاقة بين الموطن الأصلي للمبحوث وبين أمله في المستقبل حيث أن الأسر المقيمة في المجال الريفي أبناؤها يفتقدون للأمل في المستقبل مقارنة بالمقيمين في المجال الحضري و الشبه الحضري فثقافة الريف مغايرة لثقافة المدرسة مما يصعب على الأبناء النجاح داخل المجال المدرسي. يؤكد (بيار بورديو )على أن اللاتكافؤ الفرص الاجتماعية هو لا تكافؤ في الفرص التعليمية وأن عملية الاصطفاء داخل المدرسة تتم على أساس الإرث العائلي فالأفراد البعيدين عن المدرسة اجتماعيا هم الأكثر تسربا وفشلا. وأكدت أيضا دراسة (بلاكبورن) ” أن مستوى طموح الطلبة في القرية، أقل منه في المدينة “
7- يصل الباحث في نهاية بحثه إلى مجموعة من النتائج، يحاول في الأخير إعطاء مقارنة بين نتائجه ومسلمات النظرية حيث أنه ليس بالضرورة أن تتطابق نتائج بحثه مع مسلمات النظرية، بل يجب أن يكون هناك اختلاف لأن بيئة الدراسة والفترة الزمنية ومجتمع البحث المختلفين وهذا هو جوهر البحث، النظرية تحدد لنا إطار البحث لكنها لا تحدد لنا نتائجه .
وقد توصلنا في دراستنا إلى:
* توجد علاقة بين الرأسمال الثقافي للأسرة وبين الطموح الاجتماعي للأبناء حيث أنه كلما ارتفع الرأسمال الثقافي للأسرة كلما زادت رغبة الأبناء في مواصلة الدراسات العليا من أجل تحقيق طموحهم الاجتماعي، وهذا ما أكد عليه بيار بورديو أنه كلما كان الرأسمال ثقافي للعائلة مرتفع كلما كان الأبناء أكثر مواءمة للثقافة المدرسية وبالتالي التحقيق النجاح المدرسي فالدراسة بالنسبة لهم لا توفر مهنة فقط بل توفر مكانة اجتماعية وسلطة رمزية فهم لا يهتمون بالمكانة المادية الضيقة بل لديهم نظرة واسعة ومتفائلة ولديهم آفاق اجتماعية مختلفة. إذن توجد علاقة بين الرأسمال الثقافي للأسرة وبين منطلقات الطموح الاجتماعي للأبناء، لكن هذه العلاقة ضعيفة ويرجع هذا الضعف إلى أن الممارسة الثقافية للرأسمال الثقافي للأسر ضعيف وهذا ما يؤكده الجدولين مثلا (08) و(17). حتى أن المرافق التي تشجع الممارسة الثقافية مثل النوادي الرياضية والمرافق الثقافية قليلة في ورقلة.
خاتمة
على الباحث السوسيولوجي الإطلاع على النظريات التي لها علاقة بموضوع دراسته، وأن يحاول أن يضع دراسته وفق قالب نظري مناسب لها. ويكون ذلك من بداية تحديد العنوان، إلى نهاية دراسته. كما يجب أن تبرز مفاهيم المقاربة المتبناة في العنوان. وتظهر بصورة واضحة في الإشكالية من خلال تضمينها لأفكار رواد النظرية المتبناة، إذ تكتب الإشكالية بناءا على تصوراتها ومسلماتها. ويتم تحديد متغيرات الدراسة استنادا على المفاهيم النظرية. ثم أخيرا على الباحث أن يستند لمسلمات ومفاهيم النظرية التي تبناها في دراسته في التحليل السوسيولوجي للجانب الميداني. ومنه فالمقاربة النظرية ترافق الباحث من بداية اختباره للموضوع إلى آخر عنصر في دراسته.

التهميش

[1] مهدي محمد القصاص، تصميم البحث الاجتماعي، دار نيبور للطباعة والنشر والتوزيع، العراق، ط1، 2014، ص 13.

[2]أحمد بدر: أصول البحث الاجتماعي ومناهجه ، وكالة المطبوعات،الكويت، 1973،ص18.

[3]فاخر عاقل:أسس البحث العلمي ، دار العلم للملايين ،بيروت،ط2،1982،ص 35.

[4] أركان أونجل: مفهوم البحث العلمي، ترجمة محمد نجيب ، مجلة الإدارة العامة ، السعودية ،ع 40، جانفي 1984،ص 148

[5]ثريا عبد الفتاح ملحس: منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني، بيروت،1960،ص24.

[6] عبد الغني عماد: البحث الاجتماعي ( منهجيته، مراحله، تقنياته) ، منشورات جروس برس، طرابلس، لبنان، ط1، 2002، ص15.

[7]فضيل دليو وآخرون : أسس المنهجية في العلوم الاجتماعية ، منشورات جامعة قسنطينة ، 1999، ص 15.

[8] نفس المرجع السابق، ص 16

[9]فضيل دليو :مرجع سبق ذكره ،ص18.

[10] فاطمة عوض صابر ، ميرفت علي خفاجة: أسس ومبادئ البحث العلمي ، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية،الإسكندرية، ط1،2002، ص26-27

[11] رجاء وحيد دويدي: البحث العلمي- أساسياته النظرية وممارساته العلمية، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، ط1، 2000، ص 62.

[12] إبراهيم عيسى عثمان :  النظرية المعاصرة في علم الاجتماع ، دار الشروق، عمان، 2008، ص 16

[13]حسن شحاتة ،زينب نجار: معجم المصطلحات التربوية والنفسية، الدار المصرية للنشر ، القاهرة، ط1، 2003، ص287

 [14]إبراهيم عيسى عثمان: مرجع سبق ذكره، ص 16 .

 [15]نعمان عباسي: مقاربات علم الاجتماع بين التكامل والتعدد، أطروحة دكتوراه، علم الاجتماع، قسنطينة، الجزائر، 2010/2011، ص39.

 [16]أحمد زكي بدوي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، 1982، ص 24.

[17] سوتيريوس سارانتاكوس: البحث الاجتماعي، ترجمة: شحدة فارع، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، بيروت، لبنان، ط1، 2017، ص 239.

[18] نسيسة فاطمة الزهراء: منهجية وتقنيات البحث الاجتماعي، (سلسلة المحاضرات العلمية) مركز جيل البحث العلمي، طرابلس، لبنان، 2015، ص 17.

[19] نفس المرجع، نفس الصفحة.

[20] رائد جميل عكاشة: التكامل المعرفي وأثره على التعليم الجامعي وضرورته الحضارية، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، 2012، ص 808.

[21] علي عبد الرزاق جلبي: الاتجاهات الأساسية في نظرية علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الإسـكندرية، دون سنة،  ص .52.

[22] جان ليبيار قرانير: كيف تنجح في كتابة بحثك ، ترجمة: هيثم اللمع، المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع، 1994، بيروت، ص32.

[23] موريس أنجرس: منهجية البحث العلمي في العلوم الانسانية،تدريبات عملية ، ترجمة،: بوزيد صحراوي وآخرون، دار القصبة للنشر والتوزيع، 2006، الجزائر،ص144.

[24] منذر الضامن : أساسيات البحث العلمي، دار المسيرة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2006، ص 144.

[25] خير الله عصار:  محاضرات في منهجية البحث الاجتماعي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،1982، ص96.

قائمة المراجع
1- الصابوني عتز: علم الاجتماع التربوي، ط1، عمان، دار أسامة للنشر، 2006.
2- الضامن منذر : أساسيات البحث العلمي، دار المسيرة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2006.
3- القصاص مهدي محمد: تصميم البحث الاجتماعي، دار نيبور للطباعة والنشر والتوزيع، العراق، ط1، 2014
4- أونجل أركان: مفهوم البحث العلمي، ترجمة محمد نجيب ، مجلة الإدارة العامة ، السعودية ،ع 40، جانفي 1984.
5- بدر أحمد: أصول البحث الاجتماعي ومناهجه ، وكالة المطبوعات،الكويت، 1973.
6- بدران شبل، البلاوي حسن: علم اجتماع التربية المعاصر، ط1، مصر، دار المعرفة الجامعية، 2003.
7- بدوي أحمد زكي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، 1982.
8- جلبي علي عبد الرزاق ، الاتجاهات الأساسية في نظرية علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الإسـكندرية، دون سنة
9- دليو فضيل وآخرون : أسس المنهجية في العلوم الاجتماعية ، منشورات جامعة قسنطينة ، 1999.
10- دويدي رجاء وحيد: البحث العلمي- أساسياته النظرية وممارساته العلمية، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، ط1، 2000.
11- سارانتاكوس سوتيريوس: البحث الاجتماعي، ترجمة: شحدة فارع، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، بيروت، لبنان، ط1، 2017.
12- سبعون سعيد ، جرادي حفصة: سعيد سبعون، حفصة جرادي: الدليل المنهجي في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم الاجتماع، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2012
13- شحاتة حسن ، نجار زينب: معجم المصطلحات التربوية والنفسية، الدار المصرية للنشر ، القاهرة، ط1، 2003
14- صابر فاطمة عوض، خفاجة ميرفت علي: أسس ومبادئ البحث العلمي ، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية،الإسكندرية، ط1، 2002.
15- عاقل فاخر: أسس البحث العلمي ، دار العلم للملايين، بيروت، ط2 ،1982.
16- عباسي نعمان: مقاربات علم الاجتماع بين التكامل والتعدد، أطروحة دكتوراه، علم الاجتماع، قسنطينة، الجزائر، 2010/2011
17- عثمان إبراهيم عيسى : النظرية المعاصرة في علم الاجتماع ، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، 2008.
18- عصار خير الله: محاضرات في منهجية البحث الاجتماعي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،1982
19- عكاشة رائد جميل: التكامل المعرفي وأثره على التعليم الجامعي وضرورته الحضارية، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، 2012.
20- عماد عبد الغني: البحث الاجتماعي ( منهجيته، مراحله، تقنياته) ، منشورات جروس برس، طرابلس، لبنان، ط1، 2002.
21- قرانير جان ليبيار: كيف تنجح في كتابة بحثك ، ترجمة: هيثم اللمع، المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع، بيروت، 1994.
22- ملحس ثريا عبد الفتاح: منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني، بيروت،1960.
23- موريس أنجرس: منهجية البحث العلمي في العلوم الانسانية،تدريبات عملية ، ترجمة،: بوزيد صحراوي وآخرون، دار القصبة للنشر والتوزيع، 2006، الجزائر.
24- نسيسة فاطمة الزهراء: منهجية وتقنيات البحث الاجتماعي، (سلسلة المحاضرات العلمية) مركز جيل البحث العلمي، طرابلس، لبنان، 2015.

3/5 - (5 أصوات)

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى