اتجاه التنازع الدولي
وليد عبد الحي
ظاهرة تستحق التأمل في شبكة التفاعلات الدولية ، وتتمثل هذه الظاهرة في ان عدد النزاعات المسلحة خلال ربع القرن الماضي (1989-2014) بلغت 1003( ألف وثلاث نزاعات مسلحة أهلية او دولية)، لكن الملفت للنظر في هذه الظاهرة ان تقسيم هذه الفترة إلى خمس مراحل يدل على ان عدد الحروب (وبالتالي نسبة الحروب السنوية) تتراجع بشكل واضح بلغ حوالي 12% بمعدل سنوي يصل إلى 0,5%، وتتضح هذه المسالة في الجدول التالي الذي قمت باستخلاصه من دراسات الامم المتحدة وموسوعة الحروب وبعض الدراسات الدولية المختلفة:
الفترة عدد الحروب(الاهلية او الدولية)
1989-1993 = 231
1994-1998=209
1999-2003=181
2004-2008=171
2009-2013=171
2014……..= 40
ذلك يعني ان معدل الحروب السنوية يشير لتراجع واضح على النحو التالي
الخمس سنوات الأولى كان معدل الحروب السنوية هو 46,2
41,6 للفترة الثانية
36,2 للفترة الثالثة
34,2 للفترة الرابعة
34,2 للفترة الخامسة
وعند توزيع هذه الحروب على الأقاليم تبين لي النتائج التالية:
الشرق الاوسط( الدول العربية واسرائيل وتركيا وايران) 124 نزاعا
افريقيا -336
آسيا-393
اوروبا=73
أمريكا 77
ذلك يعني اننا نحتل المرتبة الثالثة بعد آسيا وافريقيا، ولكن لو وزعت عدد النزاعات على اساس عدد الدول لتبين ان الفارق متقارب الى حد كبير مع كل من افريقيا وآسيا.
ذلك يعني ان العالم –طبقا للنتائج الكمية السابقة- يسير نحو هدوء أكبر قياسا للاتجاه العام لا فياسا للمعنى المطلق، ترى ما هو السبب؟
أعتقد ان العولمة تقود بشكل تدريجي لتحويل العلاقات الدولية من صراعات صفرية إلى صراعات غير صفرية ، وان أغلب الدول الاقل انغماسا في العولمة هي الاكثر مشاركة في النزاعات الدولية، والملفت للنظر ان الدول ذات المعدل الاعلى في نسبة مشاركتها في النزاعات هي الدول الاقل انخراطا في العولمة ، وان مؤشرات العولمة الاقوى فيها هي العولمة السياسية بينما الاقل تنازعا هي المنغمسة في مؤشرات العولمة الاقتصادية والاجتماعية ،،وكل قياسات العولمة تشير إلى ان العرب هم الاكثر انغماسا في العولمة السياسة والاقل في العولمة الاقتصادية والاجتماعية…تلك هي تعقيدات العولمة…ربما.