الإرث الداعشي في اليسار
وليد عبد الحي
وهْم الاعتقاد بوقوف التطور في محطة تاريخية معينة يشكل عاهة تشوهت بها كل النظم الفكرية،ورغم زعم بعض اجنحة اليسار في العالم بأنها ” الفرقة الناجية” من هذه العاهة على غرار النموذج الداعشي المعاصر بأطيافه المختلفة ، فإن التجربة التاريخية تشير لنماذج تحجر فكري يساري تعاضد مع استبداد سياسي وحال دون استمرار عجلة التطور في الدوران.
ففي مطلع العشرينات من القرن الماضي طرح العالم السوفييتي نيكولاي كوندراتيف نظرية ” دورة الموجات الطويلة” وتنبا فيها بان المستقبل للنموذج الرأسمالي لقدرته على التكيف مع التطور ومواجهة دورة الركود في موجة التطور خلافا للنموذج الاشتراكي الذي لا يعالج ازماته في كل مرة الا بطرق اقل نجاعة من المرات السابقة، فكانت النتيجة ان أعدمه ستالين لمجرد عدم تسليمه بالمنظور الستاليني الذي تم الترويج له بانه نموذج ” خالد”
وفي عام 1970 وضع المنشق السوفييتي أندريه أمالريك كتابه تحت عنوان ” هل سيبقى الاتحاد السوفييتي حتى عام 1984″Will the Soviet Union Survive Until 1984?_، فكان ان طاردته المخابرات السوفييتية واعتقل عدة مرات ثم نفي لأوروبا وهناك قتل في حادث سير؟؟
وعندما مات ماوتسي تونغ عام 1976 كان ترتيب الصين في اجمالي الناتج المحلي هو36 بين دول العالم ، لكن التخلي عن ” داعشية ماوتسي تونغ اليسارية” في برنامج التحديثات الاربعة بعد المؤتمر الحادي عشر على يد دينغ هيساو بنغ نقلت الصين للمرتبة الثانية عالميا خلال حوالي 30 سنة ، ويقدر لها ان تتجاوز الولايات المتحدة مع عام 2030 لتتربع على العرش.
انك لن تستطيع عبور النهر مرتين كما قال هرقليطس…