الإنترنت وأثرها على الاستقرار والأمن السياسي للدول القومية عامة وفي الدول النامية خاصة

كان التبادل الإقتصادي بين الأمم والشعوب يقتصر على السلع والمنتجات ورؤوس الأموال˒ثم ظهر نوع جديد من البضائع وهو تبادل الأفكار والمعلومات الذي أخد مكانة متزايدة الأهمية نظرا لفعالية خاصة في السماح للشركات متعددة الجنسيات أن تجعل من العالم مسرحا لنشاطاتها في الحصول على المستخدمات˒أو توزيع عمليات الإنتاج والتسويق وتحديد أولويات الإستثمار في الإقتصاد القومي˒إلا أن إقتران التقدم التكنولوجي بالهيمنة جعل منه أداة من أدوات العولمة وعاملا حاسما في بلورتها وتطويرها بالشكل التي هي عليه الأن˒ومن هنا ندرك بأن العولمة إقترنت بشكل أساسي بالتطبيقات المذهلة للتكنولوجيا في مجالات الإتصال˒بحيث ثم تقليص المسافات وإختصار الوقت والجهد˒فالكوميوتر الحالي توصل إلى إجراء أكثر من ملياري عملية مختلفة في الثانية الواحدة وهو الأمر الذي كان يستغرق ألف عام.

كما أن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات أصبحت تتيح للأفراد والدول والمجتمعات للإرتباط بعدد لا يحصى من الوسائل التي تتراوح بين الكابلات الضوئية والفاكسات ومحطات الإذاعة بالإضافة إلى أجهزة الكوبيوتر والبريد الألكتروني وشبكات الأنترنت التي تربط العالم بتكاليف أقل بوضوح أكثر على مدار الساعة ˒لقد تحولت تكنولوجيات المعلومات إلى أهم مصدر من مصادر الثروة أو قوة من القوى الإجتماعية والسياسية والثقافية في عالم اليوم.فأصبحت الإكتشافات العلمية والمبتكرات الصناعية أسرار الدولة يجب إحتكارها والحرص على حماية سريرتها˒وهذا لتكريس هيمنة المركز أي أمريكا على الأطراف أي بقية العالم.

وما كان لليد الخفية للسوق العالمية أن تعمل عملها لولا القيضة الخفية التي تجعل العالم مكانا أمنا لإزدهار تكنولوجيا الو.م.أ والقبضة المذكورة هو الجيش الأمريكي وسلاح الجو ومشاة البحرية الأمريكية.

من هدا المنطلق أصبحت الدول النامية عرضة لهدا الخطر الأمريكي على الأمن السياسي للدول القومية عامة والدول النامية خاصة مع تأثير العولمة على الدولة الوطنية وسيادتها خاصة التكنولوجيات الحديثة التي تستعملها الشركات المتعددة الجنسيات مع التطور في إستخدام الأنترنت والتجسس على هذه الدول.

أصبحت وسائل الإتصال في حياة الإنسان مهمة نظرا للتطور العلمي الذي حدث في القرن العشرين والواحد والعشرين̧ لتظهر تقنيات بمختلف مجالاتها ومن هنا تشكل صراع البقاء بالنسبة للأمم̧ فإما التقدم وإما التهميش والتخلف وبذلك أصبح العلم أساس التقدم̧ لقد أصبح العالم اليوم يتمتع بعصر الثورة الرقمية والإلكترونية وأصبحت وسيلة قوية تستخدمها الدول دون أن تحرك قواتها العسكرية̧ مما جعلها سلاحا للتهديد عبر شاشات الحاسوب وتستطيع الدول أن تتدخل في البنية التحتية وتدمرها̧ وهو ما يعرف بالحرب الإلكترونية”Electronic warfare “.

 وهنا نطرح إشكالية التالية ː

ماهو أثر التكنولوجيات الحديثة على إستقرار الدولة الوطنية والدول النامية في ظل العولمة ?

وهنا يتبادر في ذهننا عدة تساؤلات ː

  • ماهي أثار التجسس الإلكتروني على الدول القومية عامة والدول النامية خاصة?
  • هل أصبح الأنترنت يشكل خطرا على سيادة الدولة ?
  • هل يمكن إعتبار الأنترنت في قضية سنودن فضيحة عالمية كشفت عن خبايا الصراع الدائر بين الروس والو.م.أ وأثرت على إستقرار الدول العربية نتج عنها الربيع العربي?

الكلمات المفتاحية ː

العولمة˒الثورة˒الصراع˒السيادة˒الأنترنت˒التجسس˒القوة˒الإستقرار.

مشكلة الدراسة ː

لقد أصبحت وسائل الإتصال الإلكتروني لغة العصر وأداة من أدوات الإتصال وبذلك أصبح التنافس بين المنظمات والدول يقوم على من يمتلك هذه التكنولوجيا الحديثة مما أحدث صراعا سياسيا وإقتصاديا وأمنيا̧ والسؤال المطروح من يمتلك هذه التكنولوجيا؟ طبعا الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة الأوربية لأنها إهتمت بالعلم وفي المقابل تخلف الدول النامية جعل منها أداة في يدها مما أثقل كاهلها وأصبحت عرضة للتدخل والتجسس الأمريكي هذه الحرب الإلكترونية حطمت الدولة الوطنية خاصة مع دخول الشركات المتعددت الجنسيات في صميم اللعبة القدرة وجعل الأمن القومي العربي في خطر.

أهمية الدراسة ː

هذه الأهمية تتمثل في إرتفاع وسائل الإتصال الحديثة والمكانة الهامة التي يحتلها الفضاء الإكتروني مما أدى بالدول إلى حماية أسرارها لعدم التدخل في الشؤون الداخلية التي تؤثر على سيادتها لأن الحروب الإلكترونية أسلوب جديد يعطي الفرصة لضرب أي دولة أو منظمة أو القضاء على البرمجيات الكبيرة التي تسير الإقتصاد والجيش.

أهداف الدراسة ː

تهدف هذه الدراسة إلى تبيان وسائل التكنولوجيات الحديثة خاصة الأنترنت في سيطرة العالم المتقدم على الدول النامية وكيف أصبح الانترنت يهدد السيادة الداخلية للدول وتبيان الهدف والعلاقة بين الأنترنت والأمن القومي.

منهجية الدراسة ː

في محاولة للإجابة على تساؤلات الدراسة̧ والتحقق فإن المنهج المتبع المنهج المقارن والمنهج الوصفي التحليلي لأن الدراسة جائت من ضمن المواضيع التي تفرض على الباحت إستخدام هذا المنهج كونه جديد وحديث.

فرضيات الدراسة ː

كلما تقدمت الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في العلوم التقنية والتكنولوجية̧ أصبحت وسائل التجسس والحروب الإلكترونية على الدول النامية والدول القومية أشد فتكا ودمارا على أمنها القومي.

كلما أمنت الدولة الوطنية والدول النامية أمنها المعلوماتي الإلكتروني كلما كانت حماية وحصانة لأمنها القومي.

تحديد المفاهيم ː

مفهوم الأمن القومي ː يعرف الأمن القومي على أنه المحافظة على الوجود الكياني للدولة̧ أرضا وشعبا نظاما̧ وأن هذا الأمن حقيقة نسبية وليست مطلقة̧ أي ليس هناك أمن مطلق شامل كامل بكل جوانبه مهما بلغت الدولة من القوة والبناء الصناعي والعسكري̧أي هنالك مصادر تهديد تواجهها وقد عرف بادل فورد وجورج لنكون الأمن القومي بأنه ” مفهوم نسبي يعني أن تكون الدولة قادرة على القتال والدفاع من وجودها ضد العدوان أو التهديد الخارجي̧ أي أنها تمتلك القدرة المادية والبشرية التي تجعل شعبها يشعر بالتحرر من الخوف̧ بما يضمن مركزها الدولي ومساهمتها في تحقيق الأمن الدولي1

مفهوم العولمة ː

 إختلف الفقهاء في تعريف العولمة فهناك من ينظر إليها من منظور إقتصادي وهناك من ينظر إليها من جانب سياسي̧ وٱخرون ثقافي وإجتماعي وهذا حسب طبيعة المصطلح.

هناك تعريف الدكتور أبو راشد ” يرى العولمة أنها تعبير إنسحاق الإنسان أمام سطوة الٱلة والتقدم العلمي وتمركز راس المال̧ وإنعدام القيم الإنسانية والأخلاقية وسيادة منطق الربح والإزدهار الفردي والبقاء للأقوى من خلال تجارة السوق المعلوماتية والإستلاب الثقافي للشعوب والدول والقوميات”.

وعرفها الدكتور الجابري على أنها” نفي للٱخر وإحلال الإختراق الثقافي محل الصراع الإديولوجي كما تعني الهيمنة وفرض نمط واحد الإستهلاك والسلوك”.نستنتج أن العولمة هي الهيمنة والسيطرة وما تحمله من دلالات ونتائج سيئة على الشعوب الضعيفة2.

مفهوم الأمن المعلوماتي ː

 يعرف من قبل الدكتور عليان يحي على أنها “الحماية الأمنية والتقنية للدول التي يتعامل مؤسساتها ومجتمعها مع وسائل الإتصالات الحديثة̧ كالميدان السياسي والإقتصادي والإجتماعي والصحي والعسكري والتربوي والأمني”.من خلال هذا التعريف يمكن القول أن المعلومات الإلكترونية لها أهمية بالغة حيث أصبحت سلاحا ينافس الأسلحة التقليدية والحديثة ولهذا تقوم الدول على حماية معلوماتها من الفجوات الداخلية والخارجية3.

مفهوم الحرب الإلكترونية ː

“هي حرب إفتراضية تحاكي الواقع بشكل شبه تام̧ وهي حرب بلا دماء بحيت يكون الصراع عن طريق المواجهة الإلكترونية والبرمجيات التقنية وجنود من برامج التخريب المحسوبة والتجسس4.”

وهناك من يربطها بالأنترنت كونها تساعد على إنتشار المعلومات والوصول إليها بسرعة وهي الحرب التي تصل إلى مواقع البيانات الموجودة على الأنترنت والإستيلاء عليها5.

مفهوم الدولة الوطنية ː

 تقوم فكرة الدولة الوطنية أو القومية على ضرورة بناء الدولة وتخطيط حدودها من جهة̧ ومن عملية تنظيم العلاقة السياسية بين الحاكم والمحكوم من جهة اخرى̧ فهي تجعل العلاقة بين المواطن والسلطة مباشرة̧ وتجعل من الشعور القومي أو الوطني وحدة هو أساس التكتل الإجتماعي والوحدة السياسية فالدولة الوطنية تعتمد في تجانسها الإجتماعي وتكاملها السياسي على عامل الشعور القومي وحده6.

  • الأنترنت وتأثيرها على الدول القومية والدول الناميةː

أحدتث العولمة تأثيرات كبيرة على الدول العربية في مختلف الميادين الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية هذا الغزو إستهدف الدولة الوطنية وأثر على الدين والهوية والقيم والفضائل التي كانت تتحلى بها الأمة العربية والإسلامية كما أثر على أمنها القومي وجعل الدول النامية أيضا عرضة لهذا الغذاء المسموم.إنها حرب خفية أهدافها تتمثل في الهيمنة من طرف الدول الليبرالية على الإقتصاد العالمي̧ بإستعمال الشركات المتعددة الجنسيات والبنك الدولي والمنظمة العالمية للتجارة وصندوق النقد الدولي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول النامية والتأثير على أمنها القومي بإضعاف دور الدولة الوطنية̧ كما أصبح العالم الثالث مهدد من جهة العولمة عبر وسائل الإعلام والأنترنت وعبر الإقتصاديات الجديدة من جهة ثانية والتي أصبحت المنظومة الإعلامية في هذا العالم المتخلف غير منتج ومستهلك مما جعلها تنسلخ عن قيمها الثقافية والتي هي سبب من أسباب بناء الدولة الوطنية7.

شكلت ثورة المعلومات أو الطفرة التكنولوجية قفزة نوعية وأصبح العالم قرية صغيرة̧ فعن طريق شبكات الإتصال الجديدة ووسائل الإعلام والأقمار الصناعية…إلخ̧ أدى إلى هيمنة الدول المصنعة على مصادر المعلومة وصناعتها مما سيطرت على دول الجنوب وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية تبعا لأهدافها ومصالحها8̧ كما أن للشركات المتعددة الجنسيات هي الأخرى شكل من أشكال التدخل والتي غالبا ما تهدد الأمن القومي العربي نظرا للٱثار السلبية في جميع الميادين الإقتصادية والسياسية والإجتماعية لأنها تطبق أهداف الدول الكبرى ومثال ذلك ما حدث في النيجر مدينة ” دلتا” حيث جاء على لسان منظمة هيومن رايتس ووتش أن شركة شل تواطأت مع الشرطة والجيش في إنتهاكات لحقوق الإنسان عندما قمعت إحتجاجات سكان دلتا. وهنا يمكن الجزم أن السيادة الوطنية للدول النامية والدولة القومية المضيفة للشركات المتعددة الجنسيات مهدد بالخطر لأنها تخترق معلومات هذه الدول وتتجسس عليها وتحاول إختراق النظم السياسية الضعيفة وتقتحم أبواب سيادة الأمم9.

لقد إستطاعت هذه الشركات إختراق السيادة القومية للدول عن طريق فرض تكنولوجياتها الحديثة والعالية الدرجة والتسويق الإلكتروني فأصبحت فاعلا مؤثرا في العلاقات الإقتصادية الدولية̧ هذا ما أدى إلى تقليص هيبة الدولة الوطنية وتراجع وتزاحم الدور والسيادة من هذه الشركات وفقا لأرباحها̧10  من هذا المنطلق والتحولات الكبرى التي فرضتها العولمة والثورة المعلوماتية في بنية المعرفة والتقنية والتي تسمى بتقنيات المعلومات والإتصالات جعلها مرتبطة بقضايا تتعلق بالامن القومي للدول̧ جاء مصطلح أمن المعلومات في عدة تعاريف من بينها ” العلم الذي يبحث في نظريات وإستراتيجيات توفير الحماية للمعلومات من المخاطر التي تهددها ومن أنشطة الإعتداء عليها” ومن الناحية الفنية تعرف “الوسائل والأدوات والإجراءات اللٱزم توفيرها لضمان حماية المعلومات من الأخطار الداخلية والخارجية 11“.

الكثير من الأنظمة السياسية في المجتمعات العربية̧ تفقد وتتجاهل الأمن المعلوماتي مما أدى إلى عدم حماية عملها الفردي والجماعي في كوكب تكنولوجي يحتكم إلى القوة الأمنية المعلوماتية̧ تزداد الحاجة القومية العربية إلى وضع إستراتيجية وطنية تواكب التطورات الحاصلة في العالم̧ وتسير جنبا إلى جنب في كنف المعلومات الإلكترونية والبحث في سبل حمايتها من التدخلات الأجنبية والعمل على إستخدامها بشكل صحيح لخدمة صانعي القرار في الوطن العربي. ولهذا تحاول الدول النامية والدول القومية وضع حد لهذا التحكم الأجنبي في وسائل الإتصال الحديثة كالأنترنت والإعتماد على الذات لتطوير البرمجيات والٱلات الهادفة إلى تنمية المجتمع.

من خلال هذا الضعف الذي يعانيه الأمن القومي العربي راجع لعدم الإهتمام بوسائل الحماية الإلترونية والمعلوماتية زيادة على ذلك قلة جمع المعلومات المتعلقة بمكافحة السطوة الرقمية التي أوجدتها الثقافة الإستهلاكية العربية̧ وفي وقتنا الحالي وتطبيقا لمعادلة من يمتلك الوسائل المعرفية من تكنولوجيا وشبكات الإتصال ووسائل رقمية يمتلك القوة وتسيطر بها على الدول التي لا تملكها̧ إن المشاكل المطروحة اليوم في الساحة العربية وعلى إثر الإنقسامات والفوضى في التسيير والحكم الدكتاتوري ضعف الإنتاجية العربية من التكنولوجيا الرقمية نظرا لإهتمام القادة بسلب أموال الخزينة وتفشي الفساد السياسي حيث أصبح الإبداع في يد الغرب وليس العرب̧̧ مما جعلها متخلفة وهذا واضح في شبكة الأنترنت كل المعرفة مكتوبة باللغة الإنجليزية هذا الضغط جعل الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في البنى التحتية العربية في الإقتصاد والسياسة والإجتماع والتعليم والإتصال لتصل إلى القرصنة والتجسس من خلال الرقابة العالية الإستخدام من طرفها.13 والجدول التالي يبين ذلك في تقرير واشنطن بوست.

تفرض الولايات المتحدة الأمريكية رقابة عالية على الدول النامية والدول القومية وتحاول دائما تفكيكها لتضعف مقوماتها ولا تكون قوة واحدة كذلك المنظمات العربية أصبحت صورة لا غير والدليل على ذلك الصراعات الداخلية بين رؤساء الدول وكل يميل حسب مصالحه التابعة للدول الكبرى إذن ولا شك في هذا أن هذا الغزو هو غزو فكري ورقمي الهدف منه هو تحول المنطقة العربية إلى قطاعات بشرية مستهلكة لكل ما يتيحه الغرب وبهذا تبقا تابعة للأبد حيت أثرت الأسلحة الإلكترونية على الدولة القومية خصوصا أساليب الهندسة الإجتماعية14.

يطرح العديد من المواطنين كيف تكون وسائل التتبع والتجسس المعلوماتي على حياة عامة الناس ومن بين هذه الوسائل ː

-البيانات المصرح بها ː هي بيانات التعريف الشخصية والمفضلات أي ما يهتم به الفرد زيادة على ذلك إقتفاء أثر الإبحار في الشبكة̧ وهي عبارة عن ملفات صغيرة بالقرص الصلب للكومبيوتر وتسمح بذلك بتسجيل كل المعلومات المتعلقة بالفرد̧ المواقع المرتادة̧ وثيرة الزيارات̧ المواضيع المهمة….

-المعلومات المجمعة من منتديات الحوار والدردشة ومن الفضاءات العامة للأنترنت وهي لا تفلت من رقابتها أي معلومة غير مرمزة تبث عبر الشبكة̧ وتسمح هذه المحركات لأي كان الحصول عليها ː

-العنوان الإلكتروني لأي شخص مسجل في قاعدة البيانات ومجموع مواضيع دردشة المتحاورين بالإضافة إلى نهاية الغفلية anonymat . على الشبكة إذ بمجرد كتابة إسم أي شخص في محرك بحث تظهر قائمة المواقع التي ورد إسمه فيها.

-تحديد المواقع الجغرافي ː يمكن تحديد مكان صاحبه بفضل المثلثي triangulation لتكنولوجيا GPRS.UMTS المعدة ببرنامج التموقع العالمي.

البيانات الصرح بها
العنوان الإلكتروني
المعلومات المجمعة في الأنترنت
تحديد الموقع الجغرافي”triangulation”

لتكنولوجيا”GPRS.UMTS”

في المؤسسات

في المؤسساتː تعج الأقراص الصلبة والبريد الإلكتروني والإتصالات على الشبكة بالمعلومات حول نشاط الأجراء في أماكن العمل̧ ويمكن إستعمال هذه المعلومات من طرف أرباب العمل ومن أطراف أخرى قد تكون مجهولة15.

لقد كانت الرقابة التي تديرها وكالة الأمن الوطني للولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع أستراليا وكندا ونيوزلندا والمعروفة بإسم حلف العيون الخمس ومن بين الفضائح التي سربها إدوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي والذي هو متواجد الٱن في روسيا تضمنت أدلة على مايلي ː

-أمرت العديد من الشركات منها فايسبوك وغوغل وميكروسوفت على تسليم بيانات زبائنها من خلال برنامج “بريزم” التابع لوكالة الأمن الوطني̧ كما قامت بتسجيل وتخزين وتحليل البيانات المتعلقة بكل مكالمة هاتفية ورسالة نصية بثت في المكسيك وكينيا والفلبين كما إختارت أضخم شركات الإتصالات السلكية واللٱسلكية لإعتراض الكوابل البحرية عبر المحيط الأطلسي والتنصت على الإتصالات الخاصة التي تنقلها من خلال برنامج “تيمبورا” TEMPORA  وأبستريم UPSTREAM.̧ كما قامت بقرصنة شبكة الحاسوب الداخلي لشركة “غيمالتو” وهي المصنع الأكبر لبطاقات سيم sim في العالم̧لسرقة مفاتيح التشفير المستخدمة لحماية الإتصالات عبر الهواتف عبر العالم16.

إن هذه الحقائق التي فرضتها العولمة تطرح إشكالية نقاط مفارقة بين السيادة والعولمة أي ما هو مصير الدولة القومية عامة والدول النامية خاصة في ظل التهديدات الإلكترونية أو ما يعرف بالحروب الإلكترونية خاصة الأنترنت كوسيلة للحرب̧ فمفهوم الدولة كان لصيقا بوجود السيادة سواءا على الصعيد الداخلي أو الخارجي̧ وهذا مايبن خطر العولمة التي وصلت إلى تفكيك مفهوم السيادة من خلال درب هذا المفهوم وهو الدولة الوطنية فهي تعمل دائما على تدميرها لتحل محلها من خلال التكنولوجيات الحديثة وتسميمها والتأثير عليها بشتى الطرق̧ حيث أصبح مفهوم الحرية وحقوق الإنسان والمصلحة العامة والقانون قامت العولمة بتوضيفها بكيفية تخدم مصالحها الخاصة̧ فالدولة القومية والدولة الوطنية عندما تتصدى للعولمة وسلبياتها في شتى المجالات فهي تدرك أنها تقف في وجه طموحاتها فالتحول من السيادة إلى العولمة هو مسار عدواني فرضته القوة التي تملكها الدول السبع̧ فالجميع مستهدف ويجب أن يخضع لسلطات الشركات المتعددة الجنسيات ويطبق تعاليم البنك الدولي ويسير في منهج الخوصصة التي تخدم العولمة̧ وتقوم هذه الإديولوجيا على ركائز من بينهاː القضاء على الدولة الوطنية لسيطرة الدول الرأسمالية على العالم̧ بالإضافة إلى إستعمال الأنترنت ووسائله الحديثة في خدمة الإختراق وإستعمار العقول ليصبح أداة للفلسفة النفعية̧ تبني مبدأ البقاء للأصلح بشكل لا إنساني بهدف كسب الثروة والنفود17.

 تبرر الحكومات الغربية هذا ولكن عندما تأكده الوقائع الميدانية من إنتهاكات حقوق الإنسان والتعدي في الشؤون الداخلية للدول خاصة بعد غزو مانهاتن أدى بالولايات المتحدة الأمريكية إلى تبدل جدري في مفهوم الأمن الأمريكي بشعار” إذا دخل فأر أو خرج منها فلابد وأن نجد عنه تقريرا في أرشيف الإستخبارات الأمريكية”.والوقائع كثيرة في الدول العربية منها العراق̧إيران̧ مصر…وحتى بعض المنظمات العالمية والشخصيات البارزة خاصة السياسية منها والعسكرية.

  • الأنترنت والصراع العالمي ونتائجه على الدولة الوطنيةː

وفي نفس السياق تتهم الولايات المتحدة الأمريكية أيضا عدوها الروسي بإستعمال الأنترنت للتجسس̧ خاصة أثناء الإنتخابات الأمريكية حيث قرصنة الرسائل الإلكترونية للمنظمات السياسية الأمريكية ̧ قال المتحدث بوش إرنست وهو عضو في البيت الأبيض إن الرد على روسيا هي ليست محدودة بالإطار الإلكتروني القرصنة بل بالعقوبات الإقتصادية وأشار البيان إلى أن وضع الرسائل الإلكترونية المقرصنة على مواقع مثل دي سي ليكس دوت كوم̧ وويكي ليكس من قبل شخصية غاسيفاير2.0 “إسم القرصان” الإلكتروني يتطابق مع الوسائل والطرق التي تأمر بها روسيا وهي إتهامات لم تتلق رد من روسيا18.

وتبعا لذلك ومما زادة الطين بلة هو طرح قضية سنودن في الصراع الروسي الأمريكي حيت إتهم الكونجرس الأمريكي وكالة الأمن القومي السابق إدوارد سنودن الذي سرب العديد من الوثائق السرية الخاصة ببرنامج مراقبة الحكومة الأمريكية̧ بأنه يعطي المعلومات لوكالات الإستخبارات الروسية̧ وجاء تقرير للجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي̧ أنه إذا حصل الصينيون والروس على معلومات تتعلق بتلك القضايا الخطيرة التي إكتشفتها وزارة الدفاع الأمريكية ولم يتم الكشف عنها̧ فإن القوات الأمريكية ستواجه صراع أكبر في أي صراع مستقبلي19.

إن قضية سنودن لم تلمس الروس فقط بل طالت إلى منظمات إقليمية إفريقية وخطوط الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وإفريقيا عبر تتبع عاملين ومسؤولين فيها وفق ما نشرته صحيفة “لوموند” بالإضافة إلى الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي هذا التطاول والتدخل أدى ببريطانيا والولايات المتحدة حسب ما صرح به سنودن في الوثائق المسربة أنهم إستهدفوا تقنيين عاملين في شركات للإتصالات عبر التجسس الإلكتروني على بريدهم الخاص̧ وذلك في مجال ” رومينغ” التقنية التي تسمح للشخص بالقيام بالإتصال في الخارج.وتبين سعي البريطانيين إلى التجسس على مشغلين أساسيين للهواتف في الشرق الأوسط وإفريقيا وفي نفس السياق تقوم بيرطانيا بتتبع المواصلات الداخلية لشركة “زين” التي يقع مقرها في الكويت ومتواجدة في ثماني دول̧ بالإضافة إلى الولوج في الإتصالات الداخلية بين المهندسين لشركة الإتصالات “أم تي أن” المتواجدة في عشرات الدول الإفريقية مع 2000 مليون زبون والهدف من هذا هو فهم طريقة عمل هذه الشركات وطريقة تناقل المعلومات فيها20.

بالإضافة إلى مراقبة الإتصالات عبر الأنترنت والتنصت قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع لائحة المراقبة طالت أفراد معينين ومن بين أولئك المستهدفين أيضا ː

– منظمة أطباء العالم ː ” وهي معروفة ومحترمة تقدم الرعاية الطبية إلى المتضررين من الحرب أو الكوارث الطبيعية أو المرض أو الجوع أو الفقر”̧

-خواكين ألونيا نائب رئيس المفوضية الأوربية ː وهو مكلف بالإشراف على سياسة المنافسة̧ ويناضل ضد الكارتيلات ومنع الشركات المهيمنة من إساءة إستخدام قوتها في السوق في أي بلد في أوربا.

-منظمة الأمم المتحدة للطفولة في يونسفː وهي تضطلع بتعزيز حقوق الأطفال ورفاههم في العالم.

-أحمد موفق زيدان مدير مكتب قناة الجزيرة في باكستان وهو صحفي محترم ومدير مكتب الجزيرة في إسلام أباد.

بالإضافة إلى عدة جهات طالتها الرقابة على الأنترنت ووضفتها لصالحها. خلاصة القول أن هذه الفوضى العالمية

 لعدم إحترام المواثيق الدولية والتعدي على والمنظمات والتدخل المباشر في خصوصيات وأسرار الدول والمؤسسات أثر على الأنظمة السياسية العربية نتج عنها الربيع العربي والإنقلابات العسكرية نتيجة إستقطاب المعلومة السرية من أفواه الحكام والمؤسسات الرسمية لإختراقها عبر وسائل الإتصال الحديثة والتي كانت وسيلة سهلة لبلوغ أهداف المؤامرات العالمية لتفكيك الدول العربة وتقسيمها إلى دويلات كما حدت للسودان وغيرها من الدول العربية.

إن الجدل حول ما أسطلح بتسميته الربيع العربي جاء فجأة لم يكن يتوقع على أحد حتى السلطات العربية بأكملها ومن أبرز ما دفع هذه الثورات على لسان الباحثين الأكادميين هو إستعمال الأنترنت للمرة الأولى في حياة الثورات̧ بشكل متطور وتقنية عالية فهذه التكنولوجيا التي وفرتها السلطات كانت بمثابة سلاحا سلبيا له حل محل الحزب والدعاية السرية̧ بالإضافة إلى الهواتف المزودة بكاميرات رقمية ومن شبكات الإتصال الهاتفية التي هي أيضا تدخل من ظمن شبكات الأنترنت.

هذه التكنولوجيا سمحت للشباب للخروج عن صمته والتعبير عن رأيه والتحول من الإفتراض إلى الواقع الأرضي عن طريق فايسبوك وتويتر ويوتيوب ومثال ذلك ما وقع في تونس عند نشوب في جسد بوعزيزي النار̧ فإكتشف العالم قدرة مواقع التواصل في إنتشار وقائع الثورات العربية̧ وقد شكل هذا بعد حداثي الذي خاطب العالم21.

جدل22 (1) ː

عدد مستخدمي تويتر في المنطقة العربية 2012.

البلدعدد النشطين في 2012.نسبة الإنتشار % 2012عدد التغريدات خلال ديسمبر 2011عدد التغريدات خلال مارس 2012
الجزائر636̧820̧0%000̧273000̧496
المغرب38̧2850̧12%780̧0002̧232̧000
تونس11̧9360̧11%390̧000713̧000
مصر285̧6840̧35%6̧000̧00019̧530̧000
ليبيا4̧4020̧70%228̧000341̧000
المملكة السعودية818̧8942̧89%7̧200̧00049̧600̧000
الإمارات العربية المتحدة262̧7203̧25%3̧900̧00015̧500̧000
قطر58̧6313̧09%1̧350̧0005̧580̧000
لبنان78̧2711̧81%720̧0002̧759̧000
الكويت352̧89212̧83%11̧100̧00058̧900̧000
الأردن60̧2430̧92%630̧0002̧604̧000
العراق10̧9540̧30%450̧000992̧000
سوريا10̧3150̧50%450̧0001̧488̧000
اليمن5̧9650̧20%183̧000496̧000
البحرين81̧8925̧33%2̧520̧0008̧680̧000

جدول22 (2) ː

عدد مستخدمي فايسبوك ماي 2012.

البلدعدد السكان  النسبة%العدد
الجزائر1̧70%629̧960
المغرب4̧35%590̧360
مصر1̧90%1̧608̧420
تونس1̧80%187̧440
ليبيا2̧40%154̧000
السعودية3̧40%971̧900
سوريا6̧50%1̧376̧112
الإمارات6̧50%523̧600
الأردن3̧40%217͵500
قطر12͵60%244͵840
العراق1͵10%382̧140

المصدر ː تقرير الإعلام الإجتماعي العربي الإصدار الرابع يوليو 2012 الصادر عن كلية دبي للإدارة الحكومية.

نلاحظ تطور إستخدام فايسبوك في المنطقة العربية أكثر من إستخدام تويتر̧ حيث بلغ فايسبوك 45̧65% وذلك راجع إلى الثورات العربية التي حدثت في تونس ومصر وسوريا بينما تويتر وصل إلى 32͵60% نظرا لتفظيل الشباب العربي فايسبوك كوسيلة سهلة للتواصل المجموع بينهما 78͵25%͵ وهو فرق شاسع بالنسبة للإحصائيات ماقبل 2009͵ حيث لم يتجاوز 60%.

فمند عام 2011 نوقشت عدة مواضيع بخصوص أهمية التواصل الإجتماعي وقدرتها على التأثير في تحضير المشاركة الشعبية وتاثيرها على النظام السياسي ككل من طلبات وٱراء يعبر بها الشباب العربي في الحراك الإجتماعي͵مما أسهم في خروج الثورات العربية من رحم المواقع الإلكترونية͵ بالتغبير عن غضبهم وسخطهم من أوضاع بلادهم كما نزعت هذه المواقع الرعب والخوف في نفوسهم.

حيث تمكن الأنترنت من تنظيم الإحتجاجات إفتراضيا ومن تم تطبيقها على أرض الواقع من خلال الثورات͵ كما لعب دورا بارزا في إيصال صوت الشباب العربي إلى العالم وإثارة الرأي العام وأصبحت بمثابة الزعيم القائد للثورات العربية هذه الوسائل لعبت دورا هاما في تغيير الخريطة العربية وتفكيك الدولة الوطنية وتغيير في مفهوم الدول القومية نتيجة الخرقات الخارجية والمعارضة التي تغذي هذه الوسائل الإلكترونية بتسميمها بغذاء مسموم لضرب مقومات الدول العربية وشلها من الداخل لتمرير أهداف ومصالح الغرب͵ حيث أصبح الهاتف النقال هو الأخر يكشف عن أسرار الدول من كشف وتسريب الوثائق عبر الشبكات الإلكترونية وكشف الصور ومايجري داخل الدول العربية وما ذلك من خبايا النظام والشعوب23.

ويؤكد ذلك عزمي بشارة أن مواقع التواصل الإجتماعي كان لها تأثير كبير في ثورة تونس والبلدان العربية المجاورة ويقول بأن هذه المواقع الإلكترونية قامت بدور التعبئة الإيديولوجية في الثورات العربية͵ وأعرب تشارلي بيكيت مدير مركز بوليس للأبحات في لندن عن أهمية الأنترنت ومواقع التواصل بين جميع الناشطين وقال ليست هي الوحيدة في الثورة بل هناك أمور أخرى ساعدت على ذلك ويقصد بالتدخلات الأجنبية المباشرة والغير المباشرة͵

ويرى الكاتب كايد القصاصي أن فايسبوك لعب دورا في تشكيل الرأي العام وتحريك الشعوب̧ فإستعماله تحول إلى وسيلة للتواصل السياسي فأصبحت أداة سياسية للتعبير وهذا ماوصلت إليه الدول النامية ويقول محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام أنه يرى في الفترة المقبلة ستجعل التكونولوجية الحديثة مسؤولة عن صياغة عقول الشباب̧ خاصة مجموعات “فيس بوك” التي تعتبر ساحة للتعبير عن الخواطر والمشاكل وتجتمع في قضية واحدة24.

رويترزː

“كما أكد مستشار وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الإبتكار أليك روس أن ناشطون في سوريا ودول أخرى عربية يستهدفون تقنيات أمريكية شملت ما يسمى زر الطوارئ في الهواتف الخلوية والأنترنت في حقيبة للتغلب على قيود التي تفرضها الحكومات على الإتصالات وقال أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على مابين عشرة وعشرون تقنية سرية إلكترونية عبر الأنترنت يمكن أن يستخدمها المحتجون وغيرهم من يوا جهون قيودا على الإتصالات وتحدث أيضا عن طريق إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي مثل فايسبوك لمواجهة الدعاية التي تنشر على الأنترنت مما وصفه بالجيش الإلكتروني السوري̧.

وشرح روس إحدى التقنيات الجديدة وتعرف بإسم “زر الطوارئ” وهي شيفرة تتولى فور إدخالها الهاتف الخلوي مسح قائمة العناوين والرسائل المخزنة عليه ̧ وهناك تقنية أخرى تعرف بإسم الأنترنت في حقيبة وقال أنه يمكن إستخدامها لإقامة شبكة إتصالات  حتى إدا قطعت هيئة الإتصالات التي تسيطر عليها الحكومات خدماتها أو إستغلتها لمراقبة المعارضين25“. الحياة22حزيران 2012.

هذه التكنولوجيات الحديثة هي معقدة وصعبة التحكم فيها فكل تقنية جديدة تكشف خبايا جديدة على الأنترنت ويصعب إكتشافها إلا من خلال علماء مختصين في الميدان هذا الصراع الدائر والجديد فرضته العولة أدى بالدول العربية والقومية إلى زعزعة إستقرارها وهي مازالت في بداية بناء الدولة الوطنية الحديثة فأمنها مهدد ومصيرها مبهم لأنها لم تواكب العصر والحداثة وليس لديها التكنولوجيا للحد من التغول الخارجي هذا بالإضافة إلى تنامي ظاهرة الإرهاب الإلكتروني وهو أيضا ضاهرة من ظواهر العصر̧ نظرا للتطور الرهيب في مجال الأنترنت فإن الإرهابيين سوف يكونون في المستقبل معتمدين على تكنولوجيا الإتصالات الإلكترونية̧ وسوف يصبح الإرهاب أكثر تعقيدا وخطورة خاصة وأنهم يستخدمون الشبكة بكفاءة.

السؤال المطروح اليوم وبشدة ما مصير الامن القومي من تهديدات الأنترنت حسب رأي الشخصي والمتواضع أن كل ما سوف ينتج مستقبلا على الانترنت و من تقنيات حديثة وعصرية  قد يمثل تهديدا للأمن القومي وهذا لا يقتصر على شبكات التواصل الإجتماعي بل جميع المجالات.

الخاتمة ː

من خلال تبيان أثر الأنترنت على الإستقرار والأمن السياسي للدول القومية عامة والدول النامية خاصة متجسدا في التطور التكنولوجي نبه هذا البحت إلى ما يلي ː

لقد كانت القوة التقنية في ميدان الإتصال والمعلومات متمركزة في الدول المتقدمة وأن هذه القوة هي التي تقوم اليوم بتشغيل الٱلة الإعلامية الدولية̧ بما في ذلك تزويد نظم الإعلام الوطنية بالمضامين المختلفة̧ وأن الأنترنت وسيلة لبلوغ الغاية للدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وهذا التمركز يقود إلى إستنتاج منطقي بأن الأنترنت هدفه تكريس الهيمنة الغربية على العالم حيث تستخدم القوة الإتصالية كوسيط أساسي للغزو والوعي الدولي ونشر ثقافة الأنترنت وفرضها ولو باقسر وهذا الأمر يفسر أسباب شيوع إصطلاح تكنولوجيات الحديثة مع التطور المتسارع لتقنيات الإتصال̧ هذه العولمة كانت دخيلة على الدول النامية حيث شكلت تهديدا على سيادتها وأمنها القومي مما كانت من ظمن نتائجه تفكيك الدولة الوطنية عن طريق سلبيات تكنولوجيات الحديثة التي كانت سسبا في التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول الكبرى عن طريق التجسس والمؤامرات الهدامة̧ حيت هذه القوة التكنولوجية كانت متمركزة في الشمال وبالمقابل غياب تام أو شبه تام لوجودها في دول العالم الثالث الأمر الذي يدفع إلى التساؤل بجدية مامصير هذه الدول في المستقبل؟

خاصة وأن هذا العصر هو عصر الحروب الإلكترونية والبقاء للأقوى كما فرض الشركات المتعددة الجنسيات تموقعها في جميع الدول النامية مما زاد الطين بلة نظرا لإمتلاكها تكنولوجيات عالية هذا جعل الدول النامية بين كف يد واحدة وهي تبعية دائمة لأن فاقد الشيء لايعطيه.

إن المقومات التي تتحدث عن التكنولوجيات الحديثة بوصفها واقعا تتوفر على قدر كبير من الصحة̧ لكن المشكلة تكمن في إنصياع التكنولوجيات الحديثة وعلى رأسها الأنترنت لكل متطلباتها التي لا تسمح بل وتتعارض مع وجود الدولة القومية ومع مبدأ السيادة̧ ذالك أن مثل هذا السلوك هو الذي يفاقم من الٱثار السلبية للأنترنت ويمنحها فرصة تحقيق أهدافها وبدلا من ذلك ينبغي التعامل معها بديناميكية تستجيب لمتطلبات العصر.

الهوامش ː

1)-ناظم عبد الواحد الجاسور̧ موسوعة العلوم السياسية̧ دار مجداوي للنشر والتوزيع̧ ط1̧ عمان̧ 2004 ̧ص81.

2)-عثمان لخميسي̧ عولمة التجريم والعقاب̧ دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع̧ الجزائر̧ ط2̧ 2008̧ ص65̧68̧69.

3)-عليان ربحي̧ مجتمع المعلومات والواقع العربي̧ ط1̧ عمان̧ دار جرير للنشر والتوزيع̧ 2006̧ص28.

4)-مساعد كمال̧ الحرب الإفتراضية وسيناريوهات محاكاة الواقع في مجلة الجيش اللبناني̧ العدد 253̧ تموز يوليو السنة2006̧httpː//www.lebarmy.gov.lb/article.asp=11575

5)-جاسم جعفر̧ حرب المعلومات بين إرث الماضي وديناميكية المستقبل̧ط1̧ عمان̧ دار البداية للنشر والتوزيع̧ 2010̧ص65.

6)-بن شريط عبد الرحمان̧ الدولة الوطنية بين متطلبات السيادة وتحديات العولمة̧ كنوز الحكمة للنشر والتوزيع̧ الجزائر̧ ط1̧ 2011̧ص8.

7)-جيلالي عباسة̧ العرب في مواجهة تحديات التنمية وتعديات العولمة̧ دار الكتاب للنشر والتوزيع̧ط1̧ 2014̧ص133̧134.

8)-رفيق سكري̧ الإعلام والإعلام العربي دراسة في الواقع والمتغيرات̧ المؤسسة الحديثة للكتاب̧ ط1̧ لبنان̧ ̧2001̧ص144.

9)-أحمد عبد العزيز̧̜ جاسم زكريا̧فراس عبد الجليل̧الشركات المتعددة الجنسيات وأثرها على الدول النامية̧ مجلة الإدارة والإقتصاد̧ العراق̧ العدد 85̧ السنة2010.

10)-العربي فاروق̧ الدولة الأمة على محك العولمة̧ طاكسيج كوم للدراسات والنشر والتوزيع̧ ط1̧ الجزائر̧ ̧ 2009̧ ص35.

11)-حسين زكريا̧ الأمن القومي ̧ مفاهيم ومصطلحات̧ 2004̧ مقال̧httpː//www.islamonline.net/arabic/mafaheem/index shtml

12)-وليد غسان سعيد جلعود̧ دور الحروب الإلكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي̧ ماجستير في التخطيط والتنمية السياسية̧ نابلس̧فلسطين̧2013̧ص61.

13)-نفس المرجع ص̧110.

14)-وليد غسان سعيد جلعود̧المرجع السابق̧ص110.

15)-فيصل دليو̧ تكنولوجيا الإعلام والإتصال الجديدة̧ قضايا معاصرة̧ دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ̧ ط1̧الجزائر̧ ̧ 2005̧ ص38̧39̧40.

16)بن إميرسون̧المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب̧ عنوان المقال  “مراقبة المراقبين حماية حقوق الإنسان في عصر الرقابة الجماعية̧ص1̧2.

17)-بن شريط عبد الرحمان̧ الدولة الوطنية بين متطلبات السيادة وتحديات الأنترنت̧ المرجع السابق̧ ص168̧169̧171.

18)-أمريكا تلوج بخيارات متعددة للرد على القرسنة الروسية واشنطن وكالات̧ الثلاثاء18أكتوبر2016.التوقيتː03ː51.www.httpsː//m.arabi21.com

19)-ساطع نور الدين̧ الكونجرس سنودن يتواصل مع الإستخبارات الروسية̧ جريدن المدن إلكترونية مستقلة اليومː23/12/2016.www.almodon.com

20)-تقرير أخبار العالم̧ تسريبات سنودن مجددا̧ التجسس على منظمات̧ الجمعة 9 كانون الأول 2016̧ العدد 3054.

21)-نزيه درويش̧ دور الإعلام الإجتماعي في الربيع العربي̧ الشبكة العربية للدراسات الديمقراطية̧ دار شرق الكتاب للنشر̧ بيروت̧ط1̧ 2003̧ ص455̧456̧457.

22)-نفس المرجع̧ ص465̧462.

23)-جميلة غطاس̧ كريمة مقداد̧ دور وسائل التواصل الإجتماعي في التحول الديمقراطي في دول الربيع العربي دراسة وصفية حالة تونس ومصر̧ ماستر̧2015̧ص26̧27̧28̧29.

24)-أحمد بن عبد الرحمان الصوبان̧ دور مواقع التواصل الإجتماعي في حركات التغيير العربية̧ مجلة البيان̧ السبت 7 جمادى الأول 1438ه̧ الموافقل04/02/2017.www.albayaņ co. 1k/article2 aspx ?id=782.

25)-نزيه درويش̧ دور الإعلام الإجتماعي في الربيع العربي̧ المرجع السابق̧ ص480.

 من اعداد بلة نزار

الملخصː

أصبحت وسائل الإتصال في حياة الإنسان مهمة نظرا للتطور العلمي الذي حدث في القرن العشرين والواحد والعشرين̧ لتظهر تقنيات بمختلف مجالاتها ومن هنا تشكل صراع البقاء بالنسبة للأمم̧ فإما التقدم وإما التهميش والتخلف وبذلك أصبح العلم أساس التقدم̧

لقد أصبح العالم اليوم يتمتع بعصر الثورة الرقمية والإلكترونية وأصبحت وسيلة قوية تستخدمها الدول دون أن تحرك قواتها العسكرية̧ مما جعلها سلاحا للتهديد عبر شاشات الحاسوب وتستطيع الدول أن تتدخل في البنية التحتية وتدمرها̧ وهو ما يعرف بالحرب الإلكترونية”Electronic warfare “.

أصبحت الدول النامية عرضة لهدا الخطر الأمريكي على الأمن السياسي للدول القومية عامة والدول النامية خاصة مع تأثير العولمة على الدولة الوطنية وسيادتها خاصة التكنولوجيات الحديثة التي تستعملها الشركات المتعددة الجنسيات مع التطور في إستخدام الأنترنت والتجسس على هذه الدول.

Résumé ː

La communication est devenu un moyen dans la tâche de la vie humaine en raison du développement scientifique qui a eu lieu au 20eme  siècle et les 21eme siècle apparaître dans diverses techniques de champs constituent donc une lutte pour la survie pour le progrès ou la marginalisation le sous-développement, et ainsi la science devenu la base des progrès. Le monde est devenu aujourd’hui bénéficie de l’ère de la révolution numérique et électronique est devenu un outil puissant utilisé par les États sans être déplacés ses forces militaires,Faire une arme de la menace sur les écrans d’ordinateur et les états ne peuvent pas intervenir dans l’infrastructure et de détruire ce qui est connu comme la guerre électronique “guerre électronique. Les pays sou développer sont devenus vulnérables aux etats US  menace pour la sécurité politique des pays nationaux général, en particulier les pays où l’impact de la mondialisation sur les technologies modernes privées l’État-nation utilisés par des sociétés multinationales avec le développement de l’utilisation de l’Internet et d’espionnage sur ces pays et leur souveraineté en développement.”

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button