الاهمية الاستراتيجية لميناء الاسكندرية

اعداد: م.م شهد عبد الستار عيسى – ماجستير علاقات دولية- كلية العلوم السياسية/ الجامعة المستنصرية
يقع ميناء الاسكندرية في مصر عند الطرف الغربي لدلتا نهر النيل بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط, وقد بدأ انشاء ميناء الاسكندرية بشكله الحالي في عهد محمد علي في بداية القرن التاسع عشر, الا انه في ذات الوقت يعد من قادم موانئ العالم اذ يرجع تاريخه الى عهد الفراعنة الذين قاموا بأنشاء ميناء (رقودة) غرب جزيرة (فرعون) المعروفة بجزيرة (فاروس) ثم جاء اسكندر الاكبر عام (331) قبل الميلاد, وقام بربط جزيرة فاروس بالشاطئ بواسطة جسر طوله (1200م) وعرضه (100م) فنتج عن ذلك تكوين حوضين احدهما في الشمال الشرقي وهو الميناء الشرقي حالياً وكان يستخدم في الاغراض الحربية, واخر في الجنوب الغربي والذي كان يستعمل للأغراض التجارية, يبلغ المسطح المائي لميناء الاسكندرية (8,6كم2) اذ تتراوح الاعماق بين (5,8) الى (16) متراً, اما مساحة السطح الارضي فتبلغ (16كم2), ويصل عدد الارصفة التي ترسو عليها السفن في الميناء الى اكثر من (86) رصيفاً, يبلغ اطوالها (10600) متراً, كما تصل عدد المحطات التخصصية في الميناء الى (20) محطة, ويحقق ميناء الاسكندرية (66%) من التجارة الخارجية لمصر, ويتمتع ميناء الإسكندرية أيضاً بظهير صناعي كبير وعدد من الأرصفة المتخصصة التي تجعله من أهم الموانئ المصرية, يعمل بالميناء عدد من الشركات يتجاوز عددها 156 شركة متخصصة في الأعمال البحرية وتداول الحاويات وتمويل السفن وصيانتها وبنائها، والتوكيلات الملاحية، والشحن والتفريغ، وغيرها من الأعمال البحرية الأخرى، يعمل في هذه الشركات طاقة بشرية يصل عددها لـ (50) ألف عامل وموظف.
يتم ادارة ميناء الاسكندرية وتسيير حركة العمل به براً وبحراً من خلال ما يعرف بالإدارة الالكترونية والتي بدأ التشغيل الفعلي لها في ايلول 2007 وقد جاءت الحاجة لتشغيل النظام الالي للإدارة الالكترونية للميناء بهدف تحسين كفاءة تشغيله ومؤشرات الاداء وزيادة إيراداته وتحسين خدمة العملاء وذلك من خلال تشغيل تطبيقات متكاملة, بالإضافة الى توفير تخطيط للسفن الي وتسجيل الوصول المتوقع والفعلي للسفن وتحركاتها بين الارصفة, فضلاً عن تسجيل الخدمات المرتبطة بتخزين البضائع ومتابعة حركتها, مما وفر العديد من البيانات حول السفن والبضائع والتخزين والشحن والتفريغ والايرادات, واستكمالاً لهذه المنظومة الالكترونية قد تم انشاء منظومة للمراقبة الامنية بالكاميرات تشمل (264) كاميرا ثابتة ومتحركة لمراقبة المسطحين المائي والارضي للميناء, اما الضوابط الإدارية في ميناء الإسكندرية فهي تشمل:
1- الجمارك التي تفرض الرسوم والمستحقات المطلوبة لكل نوع من البضائع.
2- إدارة الحجر الصحي التي تشارك في التفتيش العام على صحة الركاب.
3- قسم الحجر البيطري المعنى بالقياسات الصحية لجميع الواردات أو تصدير المخزونات الحية بالميناء.
4- الإدارة العامة للحجر الزراعي وقسم مراقبة الأغذية, هاتان الإدارتان تحققان وبعد التفتيش بتوزيع الأغذية والمنتجات الزراعية.
5- قسم التفتيش الإشعاعي ، يتمثل دور هذه الإدارة في التأكد من خلو جميع الشحنات القادمة إلى الميناء من الإشعاعات.
6- مكتب فحص ومراقبة البضائع الذي يقوم بالتحقق من الشحنات ويضمن أن كل أنواع الشحنات مسموح بها بموجب القانون.
7- الهيئة العامة للرقابة على الواردات والصادرات والتي تصدر الموافقة على وصول أو مغادرة أي سفينة في الميناء.
8- الهيئة العامة لتوحيد المعايير ومراقبة الجودة والتي تقوم بالتحقق من أن جميع الشحنات تتم وفقاً للمعايير المحددة التي تطلبها الحكومة المصرية.
مناطق ميناء الإسكندرية:
يحتوي ميناء الإسكندرية على ستة مناطق مختلفة ، وهي كالاتي:
المنطقة الاولى في ميناء الاسكندرية: المنطقة الأولى من ميناء الإسكندرية هي المنطقة الممتدة بين الرصيف (5) والرصيف (15)، وتستخدم في مناولة البضائع العامة.
المنطقة الثانية في ميناء الإسكندرية: المنطقة الثانية تقع بين الرصيف (16) و الرصيف (31) ويوفر 4 أنواع من الأنشطة: الشحنات الموحدة وسفن RO-RO, محطة الركاب البحرية, البضائع السائبة والتفريغ من البارجة.
المنطقة الثالثة من ميناء الإسكندرية: تقع بين الأرصفة (33) و (47) اما أنواع البضائع المتداولة فهي البضائع العامة والبضائع من البوارج والبضائع السائبة, يستخدم الرصيف (33) لتفريغ البواخر عن طريق الرافعات التي تعمل على جانب الرصيف لنقل البضائع مباشرة إلى المقطورات, في مواجهة رصيف (34)، هناك ساحة مفتوحة وهناك مخازن تستخدم للتخزين, ويستخدم رصيف (40) لتلقي السفن RO-RO والبضائع العامة.
المنطقة الرابعة من ميناء الاسكندرية: تقع بين الرصيف (50) والرصيف (68) أنواع البضائع التي يتم مناولتها في هذه المنطقة هي الحاويات ، الإسمنت ، الفحم ، البضائع العامة ،الأخشاب والخامات والأسمدة والبضائع العامة.
المنطقة الخامسة من ميناء الاسكندرية: تقع المنطقة الخامسة بين الرصيف (71) والرصيف (85) وتستخدم هذه المنطقة لنقل الأخشاب والبضائع العامة, الدبس, الدقيق والحبوب.
المنطقة السادسة من ميناء الاسكندرية : تقع في نهاية المنطقة الغربية من الميناء؛ هناك أرصفة النفط رقم 87/1 ، 2 ، 3 ، 4 و 5 التي يتم استخدامها للاستقبال زيوت الطعام والمنتجات البترولية والسفن وتصدير المنتجات النفطية, الرصيف رقم (86) في نهاية منطقة الميناء ويستخدم للمواشي, لا يوجد منشأة لتخزين المنتجات النفطية في الميناء ، ولكن ترتبط موانئ النفط مع المصافي بواسطة خط أنابيب بطول (2 كم).
يضم ميناء الاسكندرية العديد من المحطات منها, محطة حاويات ميناء الإسكندرية والتي تم بناءها وفقاً لقرار وزاري رقم (25) عام 1984, يتم إدارة المحطة وتشغيلها من قبل شركة مناولة الحاويات بالإسكندرية (ACHC) ، إحدى شركات قطاع النقل البحري, المحطة البحرية للركاب, والتي تم إنشائها عام 1962, وتضم جميع الخدمات الضرورية في هذه المحطة مثل مكاتب السياحة والاستعلامات الجمركية والهجرة والحجر الصحي والحجر الزراعي والبنوك والهاتف ومكتب البريد والشرطة وغيرها, محطة الفحم والتي يتم تشغيلها من قبل شركة النصر لفحم الكوك والكيماويات الأساسية, محطة الحبوب, محطة النفط والتي تقع في الطرف الغربي من الميناء, وتتلقى المحطة واردات من الزيوت الغذائية والمنتجات النفطية ، وتوفر خدمات توريد السفن, وتستخدم ايضاً في النفط ، الأسفلت ، زيت الوقود ، وتصدير اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (تصدير NAFTA), الى جانب محطة الغاز المسال ومحطة المواشي.
لقد مر ميناء الاسكندرية بالعديد من مراحل التحديث والتطوير مما يأهله لينافس الموانئ الاخرى العالمية وشمل ذلك انشاء وتطوير الطرق وربطها بالبوابات واعادة تأهيل الارصفة البحرية والمسطح المائي, اضافة الى تطوير الساحات وتطوير العديد من المنشآت المهمة في الميناء, كما تواصل هيئة ميناء الاسكندرية في عام 2019 اعمال تطوير في الميناء , اذ شارفت على الانتهاء من تنفيذ كراج متعدد الطوابق لاستيعاب عد كبير من السيارات وتوفير 5 قاطرات بحرية لإنقاذ المراكب والسفن في حالات الطوارئ.

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button