تعتبر إسهامات كل من باري بوزان و أولي وايفر Buzan et Waever في دراستهما التي جاءت تحت عنوان ” الأقاليم و القوى” ، من أهم الاسهامات المقدمة في حقل الدراسات الأمنية بصفة عامة و في الدراسات الأمنية بشكل خاص، مع الاشارة الى أنهما لم يحتكرا لوحدهما مسألة تطوير هذه النظرية بصفة كلية وانما هناك مقاربات أخرى ساهمت في تطويرها و توسيعها بشكل كبير على غرار تأثيرات مرحلة ما بعد الحرب الباردة و العلاقات الدولية الى جانب نظريات التنمية و تشكيل التكتلات الاقليمية. بالنسبة لباري بوزان مفهوم “المركب الامني الاقليمي” يمنح أداة جيدة لتصور الأمن الاقليمي في اطار العلاقات الدولية المعاصرة، كما انه يمنح مساهمتين هامتين، الأولى انه يركز على أهمية تحليل النظام الاقليمي بالمقابل مع الانظمة الاخرى ( المقصود بها هنا الوطنية و الدولية) ، و مستويات تحليل نظام الأمن الدولي ، هذا دون اغفال المشاكل الناتجة عن صعوبة تحديد حدود الإقليم وهي نفسها التي صادفتها العديد من الدراسات السابقة. و هنا يقترح باري بوزان ان التحليل الاقليمي يصبح هاما و ضروريا بسبب : ” غياب تطوير لمفهوم الإقليم، فإن تحليل الأمن يميل الى استقطاب مستويات النظام الدولي من جهة، و مستوى الأمن الوطني للوحدات الفرعية من جهة أخرى، و تحليل الأمن يتراوح بين تصاعد الدور المهيمن للقوى الكبرى داخل النظام الدولي، و كذا الديناميكية النشطة الداخلية و توقعات الوحدات الصغيرة”.