نظرية العلاقات الدولية

التمرد الدولي على الهيمنة الأمريكية – بشير عبد الفتاح

التمرد الدولي على الهيمنة الأمريكية
بشير عبد الفتاح -مصر-

 يعود النزوع الأمريكي نحو الهيمنة على العالم إلى أكثر من قرن مضى، مع تنامي شعور الأمريكيين بتعاظم قوة بلادهم، وتفننت دوائر سياسية وبحثية أمريكية عديدة في تبرير ذلك النزوع المستمر نحو الهيمنة على العالم بشتى الطرق الحضارية وغيرها وتعتبر دول أمريكا اللاتينية من أبرز نماذج التمرد الدولي على الهيمنة الأمريكية، وتجلت ملامح هذا التمرد في مناسبات عدة، گفتح هذه الدول لأبوابها أمام الوجود الصيني اقتصاديا وثقافيا، بالرغم من الاستياء الأمريكي، وأيضا رفضها لإبرام اتفاقية إقامة منطقة التجارة الحرة في أمريكا الوسطى، ولم تستطع واشنطن مناهضة هذا التيار المعارض للهيمنة الأمريكية. ولكوريا الشمالية تاريخ طويل مع التمرد على الهيمنة الأمريكية، فلقد جاء بحث كوريا الشمالية عن ركائز قوة تخول لها الوقوف أمام ما تعتبره تهديدا أمريكيا، فكان اتجاهها نحو امتلاك السلاح النووي والصواريخ الباليستية، ولقد أسهمت إدارة بوش بسياساتها العدوانية ونزوعها نحو الهيمنة في تعزيز دوافع كوريا الشمالية نحو امتلاك هذه القوة. ولقد برزت في الأفق مساعي بعض زعماء دول أمريكا اللاتينية للتقارب مع الدول العربية والإسلامية، في حين أن التوجه العربي الإسلامي نحو العالم اللاتيني فيما مضى كان اضطراريا اقتضته الظروف في حينها، | فالحضور العربي مع دول أمريكا اللاتينية كان متواضعا على المستويين الرسمي والشعبي والهيمنة الأمريكية على العالم العربي والإسلامي تعود بجذورها إلى التغلغل الأمريكي في العالم العربي والإسلامي منذ أربعينيات القرن الماضي، وحاولت الإدارة الأمريكية تطويع الإسلام بتغييره؛ لأنها اعتبرته جهاديا ومعاديا للغرب وحضارته، واستبداله بإسلام أقرب ما يكون إلى المسيحية الغربية الإصلاحية. ظهرت نوايا واشنطن السيئة تجاه الإسلام والمسلمين؛ إذ إنها تريد تبديد قدرة المسلمين على التصدي الهيمنتها على العالم، ولذا فإنه يتعين على المسلمین استنهاض الهمم، وتوحيد الجهود، وحشد الطاقات للمواجهة، كما أن الدفاع لن يكون بالقوة العسكرية أو الاقتصادية فحسب، وإنما هو بالأساس جهاد دیني وحضاري، فعلينا أن نعيد الوحدة والاعتدال والشفافية والوسطية إلى ديننا؛ حتى تتنامی مناعته الذاتية ضد مساعي الاختراق والتشويه الأمريكية.

تحميل الدراسة

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى